انقلاب الأحدب

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 19:00، 8 يوليو 2022 (بوت:تعريب علامات التنصيص اللاتينية (تجريبي)). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)

انقلاب الاحدب أو الانقلاب التفزيوني هو انقلاب أبيض قام به العميد عزيز الأحدب قائد المنطقة العسكرية في بيروت مساء 11 آذار (مارس) 1976 واصفاً حركته بالإصلاحية وترمي لإنقاذ الجيش والطلب من رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الاستقالة تمهيداً لانتخاب رئيس جديد.

الوقائع التاريخية

على اثر الحرب الاهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 تفكك الجيش اللبناني وسقطت الثكنات العسكرية في العديد من المناطق، وسط نمو ظاهرة الملازم أول احمد الخطيب الذي أعلن تشكيل «جيش لبنان العربي» بعد إعلان تمرده على القيادة يوم 21 كانون الثاني (يناير) عام 1976 وانفصاله مع مجموعة من العسكريين الذين التحقوا به، ليقوم بعدها بمهاجمة الثكنات، مستنداً إلى دعم مالي ولوجستي فلسطيني. تبعه استيلاؤه على الثكن العسكرية في عدد كبير من المناطق اللبنانية.

هذا الوضع المتردي دفع بالعميد عزيز الأحدب قائد المنطقة العسكرية في بيروت إلى إعلان البلاغ رقم واحد من محطة التلفزيون اللبنانية في تلة الخياط وأمامه مسدس على الطاولة، في الثامنة والنصف من مساء 11 آذار (مارس) 1976. واصف عندها حركته بالإصلاحية وترمي لإنقاذ الجيش وإعادة لحمته والطلب من رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الاستقالة تمهيداً لانتخاب رئيس جديد خلال عشرة أيام معلناً في الوقت نفسه حال الطوارئ في لبنان ومنع التجول في بيروت.

لاقت حركته الإصلاحية تأييداً من أوساط سياسية ومن عدد من الضباط في أيامها الأولى، في حين التزم قائد الجيش حنا سعيد بالصمت. لم يحظَ الانقلاب بتأييد القطع العسكرية المقاتلة التي انضم أكثرها إلى أحمد الخطيب. بالمقابل قامت ميليشيات الجبهة اللبنانية باحتلال ثكنة الفياضية يوم 12 آذار (مارس) 1976، فيما أعلن العقيد انطوان بركات ابن زغرتا ولاءه للرئيس سليمان فرنجية منذ 12 آذار (مارس) وأعلن تأسيس ما سمي بـ«جيش الشرعية» ومقره ثكنة الفياضية. كما تم تشكيل تجمع عسكريي ثكنة صربا بقيادة العقيد أنطوان لحد، الذي ترك قيادة البقاع لينضم إلى رفاقه في المناطق المسيحية، وتجمع عسكريي مسيحي زحلة الذي كان بقيادة المقدم إبراهيم طنوس (قائد الجيش فيما بعد) والرائد طارق نجيم، والملازم أول يوسف الطحان.

البلاغ

البلاغ رقم واحد للعميد عزيز الأحدب

انقاذاً لوحدة الجيش، وإعادة اللحمة إلى العسكريين، وإنقاذاً للوضع المتدهور في البلاد، ولما كانت التحذيرات المتواصلة قد ذهبت أدراج الرياح، وحفاظاً على المصلحة اللبنانية العليا، وإعادة اللحمة إلى الشعب اللبناني الكريم، وبوحي من ضميري، وأصالتي العسكرية، وانطلاقاً من مسؤوليتي أمام الله والتاريخ، أقرر ما يأتي:

  • أولاً: أطلب من فخامة رئيس الجمهورية محافظة على الوحدة اللبنانية أن يتمثل بزميله الاسبق الشيخ بشارة الخوري، ويقدم استقالته من سدة الرئاسة، وإلا أعتبر بحكم المستقيل.
  • ثانياً: أطلب من الحكومة اللبنانية، أن تقدم استقالتها خلال 24 ساعة وإلا اعتبرت بحكم المستقيلة.
  • ثالثاً: أطلب إلى جميع القطاعات المدنية والعسكرية أن تؤيد حركتي الإصلاحية وأن تلتزم بالهدوء والسكينة تحت طائلة المسؤولية.
  • رابعاً: أعلن حالة الطوارئ في البلاد وأمنع التجول في منطقة بيروت حتى إشعار آخر.
  • خامساً: أدعو مجلس النواب خلال سبعة أيام من تاريخ هذا البلاغ إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد.
  • سادساً: أدعو فخامة رئيس الجمهورية الجديد إلى تشكيل حكومة جديدة فور انتخابه.
  • سابعاً: أطلب من المديرين العامين تأمين الأشغال في وزاراتهم كالمعتاد.
  • ثامناً: أطلب إلى جميع القوات المسلحة أن تطلق النار فوراً على كل من تحدثه نفسه القيام بأعمال الشغب أو السلب تحت طائلة المسؤولية.
  • تاسعاً: أؤيد ما جاء في نداء العماد قائد الجيش الموجه إلى العسكريين بتاريخ 10آذار 1976
  • عاشراً: أؤيد المبادرة السورية الأخوية بكل قواي لإخراج البلاد من الأزمة الكارثة التي تتخبط فيها الفئات المتصارعة.
  • حادي عشر: أعلن الالتزام بالاتفاقات السابقة الموجودة بين السلطة اللبنانية وإخواننا الفلسطينيين.
  • ثاني عشر: أعلن بأن الجيش سيلتزم حماية الرئيس فرنجية مدى الحياة.

أعلن من الآن انني لست طامعاً في الحكم، ولا أؤمن بالحكم العسكري إلا كوسيلة لإنقاذ الحكم المتدهور، لذلك قررت الاحتفاظ بمركزي كقائد لمنطقة بيروت، وسأسلم أمانة الحكم إلى أصحابها فور انتخاب الرئيس الجديد.

والله من وراء الفعل نعم المولى ونعم الوكيل.

بيروت 11/3/1973 العميد الأول الركن عزيز الأحدب ــ قائد منطقة بيروت والحاكم العسكري المؤقت.

المراجع