زوان مسكر

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 22:47، 4 يونيو 2023. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف
اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

الزوان المسكر

رسم توضيحي لنبات الزوان المسكر

الزوان المسكر
الزوان المسكر
الزوان المسكر
التصنيف العلمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: النباتات
الشعبة: البذريات
الشعيبة: مستورات البذور
الرتبة: القبئيات
الفصيلة: النجيلية
الجنس: الزوان Lolium
النوع: المسكر temulentum
الاسم العلمي
Lolium temulentum
لينيوس، 1753

الزُّوَان المُسْكِر[1][2] أو دَنْقَة[2] أو زوان او خرطان أو شيلم أو شالم أو شولم أو جليف أو براقة أو غلاب أو كتيب أو بشت أو بهمى[3] (باللاتينية: Lolium temulentum) نوع نباتي يتبع جنس الزوان من الفصيلة النجيلية.

الوصف النباتي

الزوان هو نبات عشبي حولي، وهو نوع من نبات أحادي الفلقة ينتمي إلى الفصيلة النجيلية. تتميز نبتة الزوان بغصن طويل، ولها عدة رؤوس ينمو كل رأس فوق الآخر، ولها قشرة خارجية ذات حسكات في أطرافها، تشبه القمح إلى حد كبير وتنتشر كعشبة.

توزيع النباتات

انتشر النبات من الشرق الأوسط في جميع أنحاء أوروبا عن طريق زراعة الحبوب وخاصّة منها القمح، لأنّ هذا النبات يتبع دورة بيولوجية متشابهة جدا مع القمح وينضج في نفس الوقت، وحجمه يشبه حبّة القمح. وهكذا  انتشر الزوان في كلّ العالم.[4] استمر انتشار الزوان بهذه الطريقة   إلى حين ظهور الآلات الحديثة التي  أتاحت فرز الحبوب وفصل بذور الزوان عن بقية الحبوب لتسويقها. ولكن توزيع الزوان في العالم انخفض بشكل كبير بسبب استخدام مبيدات الأعشاب والأسمدة التي تقوّي نموّ الحبوب بصفة عامة مقارنةً بالزوان.[4][5]

التسمم والكمية المصرح بها في المنتوجات الغذائية البشرية أو الحيوانية

كان من الشائع أن يصاب الزوان بفطر داخلي من جنس Neotyphodium. تصبح الحبوب المصابة بالفطر Neotyphodium coenophialum سامة: لأن الفطر ينتج قلويدات (مثل التيمولين) ذات خصائص مخدرة.[6]،[7]

وفي الماضي، حدثت حالات تسمم بين  البشر عندما كان دقيق القمح، أو الشيلم (الجاودار) ملوثًا بالزوان. ويمكن أن يحدث التسمّم أيضًا عن طريق الحيوانات التي ترعى  في المراعي التي تحتوي على زوان أو تتغذى من علف فيه زوان مسموم.[8][9] والأعراض اليّ تخلّفها هذه السموم هي فقدان التوازن واضطراب في البصر وفي بعض الأحيان تؤدّي إلى الموت.[10] ولهذا يسمّى بزوان مُسْكِرُ في اللغة العربيّة. والاسم العلمي لهذا النبات فيه صفة  temulentum وهي كلمة لاتينية تعني سكران.

استخدامها في الطب الشعبي

بسبب خطر التسمم، وضعت العديد من البلدان حدّا أقصى مسموح به لكمية الزوان التي يمكن أن تتوفر في المواد الغذائية (سواء للإنسان أو الحيوان). ويجب الانتباه إلى عدم الخلط بين الزوان (lolium temulentum)  والخرفار كناري  (Phalaris canariensis) وهو نوع من النبات صالح للأكل، وينتمي   إلى  فصيلة النجيلية وتسمى غالبًا بالزوان في العديد من اللّهجات العربية.[11]،[12]

ورغم ذلك كان الزوان  يستخدم في الطب الأوروبي الشعبي كمادة طبية لأمراض الجلد والقروح.[13]

ويستعمل دقيق الزوان  لعلاج الأمراض الجلدية في أغلب الأحيان مثل وقف الغنغرينا والقروح المتعفّنة، ويستعمل مع الملح وجذور الفجل لتطهير الجلد من داء الجذام، والقوباء الحلقية، وبإضافة قليل من الخل والكبريت يمكن أن تذوب العقد والأورام. ويمكن أخذ مستخلص منه ومزجه  بالعسل لغسل الأعضاء المصابة بعرق النسا، ويمكن استعمال دقيق الزوان معجونًا لسحب الشظايا.[10]

الثقافة

أصبح الزوان معروفاً في الثقافة العالمية ونجده تحت عنوان «الحنطة والزوان» وتعود هذه التسمية إلى مثل السيد المسيح في الإنجيل كما سجله الحواري متّى:

ومَثَلُ أمرِالمَملَكةِ المَوعودةِ كمَثَلِ ما جَرَى مَعَ صاحبِ حَقلٍ زَرَعَهُ بالبُذورِ الطَّيّبة. فأقبَلَ غَريمٌ لهُ في اللّيلِ والنّاسُ نِيامٌ، ودَسَّ لهُ في الأرضِ بُذورَ الزَّؤانِ الضّارّةَ للزَرعِ بَينَ بُذورِ القَمحِ ومَضَى. وعِندَما نَبَتَ القَمَحُ وبَرعَمتْ سَنابِلُهُ، ظَهَرَ نَبتُ الزَّؤان أيضًا. فجاءَ العامِلونَ إلى صاحِبِ الحَقَلِ وأخبَروهُ قائلينَ: «بَذَرتَ أيُّها السّيِّدُ بُذورًا جيّدةً لكنْ نَبَتَ بَينَها الزَّؤانُ فمِن أينَ جاءَ؟» فأجابَهُم: «إنّما هي فِعلةٌ مِن غَريمي». فسألَهُ العامِلونَ: «وهل تَرغُبُ في أن نَجمَعَهُ لكَ الآنَ؟» أجابَهُم: «لا، لئلاّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمَعونَ الزّؤانَ. تَمَهّلوا، ودَعُوا جَميعَ البُذورِ تَنمو إلى حِينِ مَوعدِ الحَصادِ، حينَئذٍ سأطلُبُ مِن الحَصّادينَ أن يَجمَعوا الزَّؤانَ أوّلاً ويُحَزمَ ليُحرَقَ، أمّا القَمحُ فسيُجمَعُ في المَخازنِ».[14] ـ الإنجيل المجيد، متى 13: 24 ـ 30

وفي القديم كان القانون الروماني (ديجيستا وهي خلاصة وافية من الكتابات القانونية الرومانية تم جمعها بأمر من الإمبراطورالروماني جستنيان الأول) يحظر زرع الزوان بين قمح العدو.[15] والقصة التي عرضها هذا المثل في الكتاب المقدّس تدلّ على أن هذا الفعل  كان متداولا ومعروفا بين الناس في حياتهم اليومية. وتستخدم العديد من الترجمات في الكتاب المقدّس كلمة «الأعشاب» بدلاً من كلمة «الزوان». وإذا واصلنا قراءة المثل نرى في جزئه الثاني تفسيرا له وتوضيحا للمعنى الرمزي للزوان:

فلَحِقَ بِهِ  {المسيح} أتباعُهُ مُستَفسِرينَ: "وَضِّحْ لنا يا سَيِّدَنا ما قَصَدتَ بالزَّؤانِ في الحَقلِ". فأجابَهُم بقَولِهِ: "إنّ صاحِبَ البُذورِ الجَيّدةِ هو سَيّدُ البَشَرِ، والحَقلُ هو العالَم، والبِذارُ هم البَشَرُ مِن أهلِ المَملكةِ الرَّبّانيّةِ، أمّا الزَّؤانُ فيَرمُزُ إلى أولياءِ الشَّيطان.  وأمّا الغَريمُ الّذي دَسَّ الزَّؤانَ فهو إبليسُ، وأوانُ الحَصادِ هو قيامُ السّاعةِ. والحَصّادونَ هُم المَلائكةُ. وكما يَجمَعُ الزَّرّاعُ الزَّؤانَ ليُحرِقَهُ في أوانِ الحَصادِ، فكذلِكَ يَحدُثُ عِندَ قيامِ السّاعةِ، 41يُرسِلُ سَيِّدُ البَشَرِ الملائكةَ ليَنزِعوا مِن مَملَكةِ اللهِ كُلَّ المُفسِدينَ والأشرار، ويُلقُونَهُم في النّارِ حَيثُ النَّحيبُ وصَريرُ الأسنانِ ألمًا وحَسرةً.  وأمّا الصّالحونَ فيُضيئونَ كالشَّمسِ في مَملَكةِ اللهِ أبيهِم الرَّحمنِ. فتَنَبَّهوا أيُّها السّامِعونَ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ.[16] ـ الإنجيل المجيد، متى 13: 36 ـ 43

وإجمالا فإنّ  الزوان رمز للأشرار بين عيال الله (متى 13: 24-30). وهو «بنو الشرير» والعدو الذي زرعه «إبليس» (متى 13: 36-43).[17] ونجد أيضًا في سفر النبي أيوب كلمة زوان (ويسمى باللغة العبرية بوشاه בָאְשָׁה) كمثال على سوء الحظ في هذه الدنيا. وفي هذا المقطع من النص، ظلّ النبي أيوب مصمّما على براءته بينما كان ينتظر بصبر إجابة من الله حتّى يعرف سبب ما حلّ عليه من ابتلاءات.[18]

لَوْ كَانَتْ أَرْضِيَ احْتَجَّتْ عَلَيَّ،

وَبَكَتْ صُفُوفُ زَرْعِهَا بِالدُّمُوعِ ضِدِّي،

لِأَنِّي أَكَلْتُ غَلَّتَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ أَدْفَعَ الثَّمَنَ،

أَوْ لِأَنِّي أَسَأْتُ إِلَى عُمَّالِهَا،

فَجَزَاءُ هَذَا هُوَ أَنْ يَطْلَعَ شَوْكٌ بَدَلَ الْقَمْحِ،

وَزَوَانٌ بَدَلَ الشَّعِيرِ “. تَمَّتْ أَقُوالُ أَيُّوبَ.[19]

ـ الكتاب المقدسي سفر النبي أيوب 38:31ـ40

ويوازي الزوان في المعنى كلمة الشوك وله نفس الرمز سواء في حقول الشعيرأوفي حقول الحنطة.

مرادفات للاسم العلمي

المصادر

  1. ^ Q117357050، ص. 63، QID:Q117357050
  2. ^ أ ب Q113297966، ص. 595، QID:Q113297966
  3. ^ Q113440369، ص. 111، QID:Q113440369
  4. ^ أ ب Jayne Elisabeth Archer ، Richard Marggraf Turley ، Howard Thomas (2011). Springer (ed.). Evolution, Physiology and Phytochemistry of the Psychotoxic Arable Mimic Weed Darnel (Lolium temulentum L.) in Progress in Botany (PDF) (بEnglish). Ulrich Luttge Wolfram Beyschlag Burkhard Budel Dennis Francis. Vol. vol 72. pp. 73–104. Archived from the original (PDF) on 2022-08-26. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (help)
  5. ^ Dietrich Frohne, Uwe Jensen (1982). Systematik des Pflanzenreichs. Unter besonderer Berücksichtigung chemischer Merkmale und pflanzlicher Drogen (بDeutsch). ISBN 3-437-20486-6. G. Fischer، Stuttgart. Vol. Vol 2. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (help)
  6. ^ "L'ivraie enivrante". 10 يونيو 2020. مؤرشف من الأصل في 2021-09-17. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-26.
  7. ^ "Lolium temulentum Endophytic Microbes". Elsevier. 2009. مؤرشف من الأصل في 2022-08-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-27. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأول= يفتقد |الأخير= (مساعدة)
  8. ^ "Les plantes dangereuses pour le bétail. Une première synthèse pour la flore d'Algérie". Fourrages. 2014. ص. 217, 105-114. مؤرشف من الأصل في 2022-08-27. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-27. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأول= يفتقد |الأخير= (مساعدة) والوسيط غير المعروف |trans_title= تم تجاهله يقترح استخدام |عنوان مترجم= (مساعدة)
  9. ^ Bourbouze A., Donadieu P (1987). L’élevage sur parcours en régions méditerranéennes (PDF) (بfrançais) (1 ed.). CIHEAM/OM Montpellier. p. 104. Archived from the original (PDF) on 2022-08-27.
  10. ^ أ ب سلام فوزي. ألف ياء الأعشاب والنباتات الطبية. بيروت ولبنان. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  11. ^ "directive 2002/32/CE annexe I point 14 pour les graines de mauvaises herbes et fruits non moulus ni broyés contenant des alcaloïdes". الملحق 1 نقطة 14. 25 يوليو 2008. مؤرشف من الأصل في 2022-06-29. اطلع عليه بتاريخ 27–08–2022.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  12. ^ "Règlement grand-ducal du 10 octobre 1988 concernant les substances et produits indésirables dans l´alimentation des animaux" (PDF). Journal Officiel du Grand Duché du Luxembourg. 31 ديسمبر 1988. ص. 1551. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-07-10. اطلع عليه بتاريخ 2022-08-27. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |trans_title= تم تجاهله يقترح استخدام |عنوان مترجم= (مساعدة)
  13. ^ Lexikon der Arzneipflanzen und Drogen in zwei Bänden (بDeutsch). Heildelberg/Berlin: Spektrum Akademischer Verlag. 1999–2003. pp. vol 2, 30. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |مؤلف1-الأول= يفتقد |مؤلف1-الأخير= (help) and الوسيط |مؤلف2-الأول= يفتقد |مؤلف2-الأخير= (help)صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  14. ^ تقديم الهادي جطلاوي، المحرر (2017). المعنى الصحيح الإنجيل المسيح (PDF). متى 13: 24-30 (ط. إصدار جديد). دار افاق برسبكتيف للنشر بتونس و الكليمة. ص. 42. ISBN:978-614-430-068-8. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-08-31.
  15. ^ Henri HULOT; Jean-François BERTHELOT; Pascal-Alexandre TISSOT; Alphonse BERENGER (1803 الترجمة إلى الفرنسية). "Digeste - Pandectes de Justinien" (PDF) (بfr + la). متز فرنسا كتاب 9 ص 18: Portail Numérique d'Histoire du Droit. Archived from the original (PDF) on 10 أغسطس 2022. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  16. ^ تقديم الهادي جطلاوي (2017). المعنى الصحيح الإنجيل المسيح الجزء الأول من العهد الجديد (PDF). (متى 13: 36-43) (ط. إصدار جديد). دار افاق برسبكتيف للنشر بتونس و الكليمة. ص. 42. ISBN:978-614-430-068-8. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-08-31.
  17. ^ هيئة التحرير الدكتور بطرس عبد الملك الدكتور جون ألكساندر طمن الأستاذ إبراهيم مطر، المحرر (1995). قاموس الكتاب المقدس. تأليف نخبة من الأساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين (ط. العاشرة). دار الثقافة مصر. مؤرشف من الأصل في 2021-07-25.
  18. ^ مدخل إلى قصّة النبي أيّوب (عليه السلام)، أضواء على سير الأنبياء ـ الأنبياء الأوّلون (PDF). دار الجيل تونس. 2019. ص. 199 ـ 201. ISBN:978-0-9566897-6-4. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-08-31. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |مؤلف1-الأول= يفتقد |مؤلف1-الأخير= (مساعدةالوسيط |مؤلف2-الأول= يفتقد |مؤلف2-الأخير= (مساعدةالوسيط |مؤلف3-الأول= يفتقد |مؤلف3-الأخير= (مساعدةالوسيط |مؤلف4-الأول= يفتقد |مؤلف4-الأخير= (مساعدةالوسيط |مؤلف5-الأول= يفتقد |مؤلف5-الأخير= (مساعدة)، والوسيط |مؤلف6-الأول= يفتقد |مؤلف6-الأخير= (مساعدة)
  19. ^ "صحف الأنبياء ـ كتاب أيوب". دار الكتاب الشريف. ISBN:9780976601494. مؤرشف من الأصل في 31 أغسطس 2022. اطلع عليه بتاريخ 31 08 2022. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)