الحسن الثاني بن محمد
الحَسَن الثاني بِنْ مُحمد بِنْ يوسف العَلوي (9 يوليو 1929 – 23 يوليو 1999)،[1] ثاني ملوك المملكة المغربية بعد الإستقلال، والملك الثاني والعشرين للمغرب من سلالة العلويين الفيلاليين، تولى حكم المملكة المغربية خلفًا لوالده الملك محمد الخامس في 26 فبراير 1961 وحتى وفاته في 20 يوليو 1999. ينتمي الملك الحسن الثاني إلى السلالة العلوية التي تعود في نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، وتحكم المغرب منذ عام 1666 ميلادية ويلقب الحاكم منهم بأمير المؤمنين.
الحسن الثاني بن محمد | |
---|---|
ملك المملكة المغربية الثاني والعشرين من الأشراف العلويين | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | الحسن الثاني بن محمد بن يوسف العلوي |
الديانة | مسلم سني |
التوقيع | |
تعديل مصدري - تعديل |
ولد في الرباط وهو أكبر الأبناء الذكور للملك محمد الخامس من زوجته الثانية عبلة بنت الطاهر، تلقَّى تعليمه المبكر في المدرسة المولوية، ثم التحق بعد ذلك بالكلية الملكية بالرباط، حصل في عام 1947 على شهادة البكالوريا بامتياز، وحصل في عام 1952 على درجة الماجستير في القانون العام من جامعة بوردو، خدم في وقت لاحق في البحرية الفرنسية.
برز نشاطه السياسي ونضاله من أجل الاستقلال في عمر مبكر، وعُرف بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه، كان يشعر باستياءٍ شديد بسبب الحماية الفرنسية والإسبانية ويتطلع إلى الاستقلال التام وتوحيد التراب المغربي، رافق والده محمد الخامس في منفاه في كورسيكا ثم إلى مدغشقر عندما خلعته سلطات الانتداب الفرنسية عن العرش، عمل الأمير الحسن في المنفى كحلقة وصل بين والده وبين الشعب المغربي في الداخل والخارج، كما كان الأمير الحسن يحرر المراسلات ويترجم الرسائل لوالده في المنفى إلى أن عاد برفقة والده إلى المغرب وشارك معه في المفاوضات من أجل الاستقلال.
تولَّى العديد من المناصب في فترة ما قبل الاستقلال، فشغل منصب رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وأشرف على وضع النواة الأولى وبناء الجيش المغربي بالتعاون مع الفرنسيين، في عام 1957 أصدر والده الملك محمد الخامس أمرًا ملكيًا بتعيينه وليًا للعهد، وعمل الأمير الحسن بعدها مستشاراً سياسياً لوالده، في عام 1958 قاد فرق الجيش إلى النصر وهزم الميليشيات المتمردة خلال ما عُرف باسم ثورة الريف.[2] في 26 مايو 1960 شكَّل الملك محمد الخامس حكومة، وعينه فيها نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وفوَّضه بممارسة السلطة الحكومية.
تولى الملك الحسن الثاني حكم المغرب بعد وفاة والده عام 1961، وقاد البلاد بقبضة من حديد، وجه بلاده نحو المعسكر الرأسمالي في حين كانت معظم الجمهوريات العربية تُساند المعسكر الاشتراكي. كما يعدّ الحسن الثاني بانيًا للمغرب الحديث وباعث نهضته وموحدًا للبلاد ومحررًا للصحراء الغربية من قبضة الاستعمار الأسباني بالمسيرة الخضراء عام 1975. اتَّسعت في عهد الملك الحسن الثاني أعمال التعدين والصناعات الأخرى واستصلاح الأراضي الصحراوية وإنشاء السدود وتشييد المدارس، فضلًا عن سعيه لتوحيد القوى البشرية والثقافية إلى جانب الوحدة الترابية، كما تميَّز عهده ببدء نزاع الصحراء الغربية وحرب الرمال.
تعرَّض الملك الحسن الثاني لعدة محاولات اغتيال من أفراد معارضين للنظام الملكي المطلق في المغرب لكنها فشلت جميعها، كان أشهرها انقلاب عام 1971 المعروف باسم انقلاب الصخيرات وانقلاب عام 1972 الذي قام به وزير الدفاع محمد أوفقير (انقلاب الطياريين)، صدرت أحكام بالإعدام على أغلب المشاركين في عمليات الإنقلاب، وحكم على البعض الآخر بالسجن فيما صدر عفو ملكي عن آخرين، تمكَّن الملك الحسن الثاني على أثر هذه المحاولات من إحكام سيطرته على البلاد، وبادر إلى بعض الإصلاحات، وعمِد إلى إعادة الحوار مع المعارضة من أجل إشراكها في الحكومة، وعلى تطوير تجرية الملكية الديموقراطية الدستورية، وكان آخر إنجازات الملك الحسن الثاني لترسيخ التجربة الديموقراطية في البلاد تكليف أحد قادة المعارضة وهو عبد الرحمن اليوسفي بتولي رئاسة الحكومة، والدعوة إلى انتخاب مجلس نواب جديد في 3 يونيو عام 1977.
عزَّز الحسن الثاني حكم أسرة العلويين على المغرب والصحراء الغربية. اتُهم بارتكاب ممارسات استبدادية وانتهاكات للحقوق المدنية، لا سيما خلال سنوات الرصاص، شُكلت هيئة الإنصاف والمصالحة بعد وفاته للتحقيق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في عهده.
شارك الملك الحسن الثاني في مؤتمرات القمة العربية المتكررة، وكان يؤدي دور الوسيط أكثر الأحيان في تقريب وجهات النظر على صعيد الأنظمة وحتى بين الرؤساء والملوك العرب. اتُّفق على تأليف لجنة أطلق عليها اسم «لجنة القدس»، وتمّ اختيار الملك الحسن الثاني رئيساً لها، التقى بالبابا يوحنا بولس الثاني لشرح أوضاع القدس، والتشاور حول ما يمكن أن يتمّ فعله لتحرير المدينة المقدسة والمحافظة عليها. وُصف الملك الحسن الثاني بأنه واقعي، واكتسب مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، استطاع أن ينهي في عام 1989 في أثناء لقائه بالقذافي عشرين عاماً من الخلاف، وتوصّل إلى توقيع اتفاق اتحاد بين ليبيا والمغرب.
في عام 1961، تزوَّج الملك الحسن الثاني من للا لطيفة حمو وهي من قبائل زيان الأمازيغية وأنجبا خمسة أبناء: للا مريم، محمد السادس، للا أسماء، للا حسناء، مولاي رشيد. حاز الملك الحسن على العديد من الأوسمة والجوائز من قبل هيئات برلمانية ومنظمات دولية حكومية وغير حكومية. عُرف عن الحسن الثاني عشقه للطرب والفن إجمالًا، وعلاقته المميزة مع عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وكبار الفنانين المغاربة، ولا يزال المغاربة يذكرون الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام للحسن الثاني وهو يحمل دفًا وفي فمه سيجارًا وخلفه فرقة موسيقية يضبط لها الإيقاع. كما عرف عنه حبه لرياضة الجولف، وعشقه لمدينة إفران الجبلية والتي أراد لها أن تكون سويسرا المغرب.[3]
في 23 يوليو 1999 توفي الملك الحسن الثاني بالرباط عن عمر يناهز 70 عاما إثر نوبة قلبية، أعلنت الحكومة المغربية الحداد لأربعين يومًا، وأُلغيت الفعاليات الترفيهية والثقافية، شيعه أكثر من مليوني مغربي في جنازة مهيبة، وأقيمت له مراسم جنازة وطنية في الرباط حضرها أكثر من 40 رئيس دولة، وضع جثمان الملك الحسن الثاني في تابوت خشبي ودفن في ضريح محمد الخامس، تولى بعده إبنه البكر الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية. في كل سنة في اليوم الموافق لوفاة الحسن الثاني يزور الملك محمد السادس قبر والده ويترأس حفلاً دينياً إحياءً لذكرى وفاته.
حياته
طفولته وتعليمه
ولد مولاي الحسن بن محمد بن يوسف العلوي في 9 يوليو 1929 في قصر دار المخزن الملكي بالرباط أثناء فترة الحماية الفرنسية على المغرب، وكان الابن البكر للسلطان محمد الخامس من زوجته الثانية للا عبلة بنت الطاهر.[1][4] سُمِّي على اسم جده السلطان الحسن الذي كان له دور مهم في تاريخ النضال الوطني لبلاده.[5][6]
درس العلوم الإسلامية لأول مرة في قصر دار المخزن الملكي في مدينة فاس في المدرسة المولوية، ثم التحق بعد ذلك بالكلية الملكية بالرباط حيث كان التدريس باللغتين العربية والفرنسية، [7] كان المهدي بن بركة (والذي أصبح لاحقًا من أشد المعارضين لحكمه) هو معلمه لمادة الرياضيات لمدة أربع سنوات في الكلية الملكية.[8][9][10] وفي عام 1947 حصل على شهادة البكالوريا بامتياز.[11]
في عام 1943، حضر الأمير الحسن البالغ من العمر 12 عامًا آنذلك مؤتمر الدار البيضاء في فندق أنفا مع والده محمد الخامس، حيث التقى بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل والجنرال الفرنسي شارل ديغول.[12][13]
في عام 1952، حصل الأمير الحسن على درجة الماجستير في القانون العام من جامعة بوردو، وخدم في وقت لاحق في البحرية الفرنسية على متن سفينة جان دارك [English].[4][14][15][16]
نشاطه السياسي خلال فترة الانتداب
كان للأمير الحسن نشاط سياسي بارز منذ طفولته وحتى شبابه، ففي عام 1947، شارك في الخطاب الذي ألقاه والده السلطان محمد الخامس في طنجة (التي كانت آنذاك جزءًا من منطقة طنجة الدولية). في الخطاب، تمنى السلطان محمد أن تتوحد الحماية الفرنسية على المغرب والحماية الإسبانية على المغرب ومنطقة طنجة الدولية ليصبح المغرب دولة واحدة.[17] وسرعان ما أصبح خطابه مرجعاً للقوميين المغاربة والحركات المناهضة للاستعمار.[18] بحسب مكتب المفوض السامي لمقاتلي المقاومة السابقين وأعضاء جيش التحرير، فقد كان الخطاب نقطة تحول في مسيرة المغرب من أجل النضال ومن أجل المطالبة الرسمية باستقلال المغرب واستعادة سيادته وتكريس مبدأ وحدة الأمة.[19][20]
كان الأمير الحسن يشعر باستياءٍ شديد بسبب الحماية الفرنسية والإسبانية وبإذلال عميق بسبب الاستعمار الفرنسي،[21] وبالرغم من أنه كان يُشيد بهوبير ليوتي وهو أول مقيم عام أثناء الحماية الفرنسية، إلا أنه كان ينتقد بشدة خلفاء ليوتي وكان يصفهم بالغباء والعناد وعدم اكتراثهم التام.[9][21]
في عام 1953 خلعت سلطات الحماية الفرنسية الملك محمد الخامس من الحكم ونفته مع أسرته إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، رافق الأمير الحسن والده في منفاه في مدغشقر وكان الصلة التي تصله مع المغاربة في الداخل ومع العالم الخارجي، وكان يحرر المراسلات ويترجم الرسائل لوالده في المنفى.[22]
في وقت لاحق عيَّنت سلطات الانتداب الفرنسية السلطان محمد بن عرفة بدلًا من الملك محمد الخامس، لكن المغاربة رفضوا مبايعته واعتبروه ملكًا غير شرعي بالرغم من انتمائه إلى الأسرة العلوية الحاكمة منذ ثلاثة قرون ونصف.[11][23] أدَّت هذه الأحداث إلى اندلاع شرارة انتفاضة شعبية كبرى عرفت باسم ثورة الملك والشعب. في 16 نوفمبر 1955 عاد الأمير الحسن برفقة والده إلى المغرب، وشارك معه في المفاوضات من أجل الاستقلال التي جرت عام 1956.[11]
فترة ما بعد الاستقلال عام 1956
شارك الأمير الحسن في مفاوضات الاستقلال التي أجريت في فبراير 1956. عيَّنه والده في نفس العام رئيساً لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية وأشرف على وضع النواة الأولى وبناء الجيش المغربي بالتعاون مع الفرنسيين.
توجه ببلاده نحو المعسكر الرأسمالي في حين كانت معظم الدول العربية تابعة للمعسكر الاشتراكي، ونقل المغرب إلى مرحلة جديدة من التحديث والتطور العمراني، وسعى لتوحيده بالعمل على استرجاع الصحراء المغربية من الاستعمار الإسباني بعد تنظيم ما عرف بالمسيرة الخضراء.
ولاية العهد
في 9 من يوليو عام 1957، أصدر الملك محمد الخامس أمرًا ملكيًا بتعيين نجله الأمير الحسن الثاني في منصب ولي العهد، وجاء في المرسوم ما يلي:[24]
وفي نفس اليوم اقسم الأمير الحسن الثاني بين يدي والده حين تنصيبه الرسمي وليًا للعهد بقصر الرياض بالرباط ما يلي:[24][25]
تولَّى الأمير الحسن مهامًا عديدة بعد تعيينه وليًا للعهد، وكان مدركًا للمسؤوليات الجسيمة التي تنتظره، فتلقى تدريبًا عسكريًا وعمل كضابط بحرية على الطراد الفرنسي جان دارك عام 1949، فعاين التقنيات العسكرية الجديدة التي كانت متوفرة آنذلك.[26]
تعرَّض للعديد من المخاطر كاد فيها أن يقتل أحيانًا، فقد ذكر في حوار له مع الصحفي الفرنسي إريك لوران أنه حمل مسدسه في مساء 25 فبراير 1951 قاصدًا قتل الجنرال والمقيم العام ألفونس جوان [English] إثر إنذار وجهه هذا الأخير إلى والده، فلم يحتمل الأمير الحسن الأمر وشعر بالإهانة، فتدخل المستشار محمد عواد وأقنعه بضرورة استشارة والده، وفي القصر أخبر عواد الملك محمد الخامس بما حدث، فما كان من الملك إلا أن أخذ السلاح من الأمير الحسن وأثناه عن الفعل.[26]
كما قاد الأمير الحسن الثاني عمليات التنسيق بين والده الملك وأعضاء الحركة الوطنية، فعندما كان يأتي إلى القصر بعض الشخصيات للاتصال بالملك سرًا، كان الحسن الثاني يتولى نقلهم بسيارته ليلًا إلى الغابة بعيدًا عن عيون سلطات الحماية.[26] وقد ظلَّ ولي العهد آنذاك الأمين على العرش والمكلف بالمهام الجسيمة في غياب والده بل وحتى مستشاره الخاص، يقول الحسن الثاني: «في رسالة تنصيبي وليًا للعهد، نوه بي أحسن ما يكون التنويه... وكان يستشيرني في شؤون حياته الأسرية وبيته وحتى في همومه الشخصية»، ويضيف: «أنا وحدي الذي كنت الحفيظ على أسراره».[26]
وفي عام 1958 قاد الأمير الحسن فرق الجيش إلى سحق وهزيمة الميليشيات المتمردة خلال ما عُرف باسم ثورة الريف.[2]
كما عُرف عن ولي العهد الأمير الحسن دفاعه بشدة عن وحدة التراب المغربي وقمعه لأي محاولة لإفشال هذه الوحدة، ولعل من أهم الأحداث التي وقعت خلال ولاية العهد هو إخماده لثورة الأمازيغي عدي أوبيهي الذي كان عاملًا على إقليم تافيلالت، وأعلن العصيان المسلح على الدولة المغربية في 18 يناير 1957 (أي بعد مرور أشهر قليلة على تنصيب حكومة البكاي بن مبارك) مستغلًا سفر الملك محمد الخامس إلى إيطاليا، ووجد دعمًا من قبل السلطات الفرنسية التي أمدته بالأسلحة والذخائر، فأمر ولي العهد الأمير الحسن الثاني القوات بالتحرك لإخماد التمرد، فما كان أمام عدي وبيهي إلا أن يستسلم ويطلب الأمان لنفسه وأسرته.[26]
وفي عام 1958، بذل الأمير الحسن جهودًا حثيثة لاسترجاع طرفاية وضمها إلى المغرب، فبعد أن توجَّه المغاربة صوب المدينة لاستلامها حاصرتهم السلطات الإسبانية، حينها توجه الأمير الحسن شخصيًا إلى طرفاية دون علم والده، وانطلق من أجدير على رأس قوة مكونة من ألفين من رجال الجيش، وساروا عبر كلميم وطانطان، ووصلوا بعد أسبوع إلى طرفاية التي وجدت مدمرة من طرف الإسبان.[26]
في 26 مايو 1960 شكل الملك محمد الخامس حكومة برئاسته، وعين فيها الأمير الحسن الثاني نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وفوضه بممارسة السلطة الحكومية.[27]
ومنذ فجر الاستقلال، سارع الأمير الحسن الثاني إلى بناء علاقات دبلوماسية مع رؤساء وقادة الدول الكبرى خاصة فرنسا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بغية صيانة استقلال البلاد وتحديث هياكل الدولة واستكمال وحدة المغرب الترابية.[28]
التتويج واعتلاء العرش
في 26 فبراير عام 1961، توفي الملك محمد الخامس بشكل مفاجئ إثر وعكة صحية عن عمر يناهز 52 عامًا، قيل أن الملك محمد الخامس قد أصيب بسرطان في الأذن وأجرى عملية جراحية لكنها لم تكلل بالنجاح، إلا أن مستشار الملك عبد الكريم الفيلالي نفى صحة هذه الحادثة، وظلت وفاة الملك محمد الخامس لغزا.[29]
تولى الملك الحسن الثاني حكم البلاد مباشرة بصفته وريث العرش كما ينص الدستور، وفي 3 مارس عام 1961 توجه الملك الحسن الثاني بخطاب إلى الشعب المغربي بدأه بالترحم على والده، وعدد بعضًا من مناقبه وإنجازاته وما حققه من مكاسب جليلة للشعب المغربي فقال:[30]
تعهد الملك الحسن الثاني في خطابه بالاضطلاع بمسؤولياته وتأدية واجباته طبقًا لمبادئ الإسلام وقيمه والتقاليد القومية العريقة ومقتضيات مصلحة الوطن العليا وبالدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته والحرص على وحدته وإعلاء شأنه بين الدول، كما تعهد بالسعي كل السعي ليحذو حذو والده في خدمة الشعب ورعاية حقوق أبنائه وحرياتهم ومصالحهم، والمحافظة على المكاسب القومية والعمل على تنميتها، وبذل كل جهد لتحقيق تقدم الأمة وتمهيد سبل النهوض والسعادة والرخاء أمامها والالتزام بوصايا والده وتعاليمه، ثم ختم بكلامه بآية (واعتصموا بحبل الله جميعًا) وآية (ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم).[30]
السياسة الداخلية
تحقَّقت في عهد الملك الحسن الثاني العديد من المنجزات على الصعيد الداخلي، لعل أبرزها هو هيكلة كل القطاعات من أجل الرفع من مردوديتها وخاصة القطاع الفلاحي الذي يعد ركيزة الاقتصاد الوطني، إذ أولاه الملك الراحل اهتمامًا خاصًا فبدأ بناء السدود من أجل توفير المياه اللازمة لاستصلاح الأراضي الزراعية وتطوير أساليب الإنتاج وسقاية ما يقارب من مليون هكتار من الأراضي الزراعية، فضلًا عن خلق صناعات تحويلية مرتبطة بالمنتج الفلاحي وتسويق تلك المنتجات في الداخل والخارج وتأسيس عدد كبير من المؤسسات الحيوية.[31]
تعديل الدستور
شهد عهد الملك الحسن الثاني خمسة دساتير لم تخرج في غالبيتها عن ضمان صلاحيات واسعة للمؤسسة الملكية مقابل تهميش دور الحكومة، إذ صدر الدستور الأول عام 1962، واحتوى على نصوص تدعم الحكم الفردي المطلق للملك الذي كان يرفض أن يشهد المغرب ملكية برلمانية شبيهة بتلك الموجودة في أسبانيا وبريطانيا، ولم تخرج بقية الدساتير كثيرًا عن هذه الشاكلة مثل دستور 1972 ودستور 1992 باستثناء الانفراج النسبي الذي وقع في آخرها عام 1996.[32]
في 7 ديسمبر 1962، طرح الملك الحسن الثاني مشروع دستورعلى الاستفتاء الشعبي دون أخذ رأي المعارضة فيه أو العودة إلى إحياء فكرة مجلس الدستور الذي شكله سابقا والده الملك محمد الخامس، أُجري الاستفتاء على الدستور وكانت النتيجة الرسمية للاستفتاء أن صوت 84% بالموافقة عليه، بالرغم من دعوة أحزاب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والدستور الديمقراطي والحزب الشيوعي المغربي إلى مقاطعته واستبداله بانتخاب مجلس تأسيسي للدستور، لكن أحزاب الاستقلال والحركة الشعبية والأحرار المستقلين صوتوا لصالح الدستور.[33]
حدد دستور 1962، في فصله الأول طبيعة النظام السياسي المغربي بأنه نظام ملكي دستوري ديموقراطي واجتماعي، وفي فصله الثالث منع نظام الحزب الوحيد، وجعل دور الأحزاب مختزلًا فقط في تنظيم المواطنين وتمثيلهم دون أن يكون لهم أي فرصة في الوصول إلى السلطة، كما هو متعارف عليه في الأنظمة الديمقراطية، لأنه وببساطة من يمتلك السلطة بحسب الدستور هو الملك.[33]
استكمال الوحدة الترابية
اهتم الملك الحسن الثاني باستكمال السيادة الوطنية الكاملة على جميع الأراضي المغربية، ففي 30 يونيو 1969 استرجع المغرب أيضًا مدينة سيدي أفني بعد عدة معارك مع القوات الإسبانية، إذ تمكن مجاهدو قبائل آيت باعمران من إجبار القوات الإسبانية على التحصن والانزواء بسيدي أفني، كما أقاموا عدة مواقع أمامية بجوار المواقع الإسبانية كي لا يتركوا لقوات الاحتلال مجالا للتحرك. ولم تتمكن القوات الاستعمارية الإسبانية من فك الحصار عنها إلا بعد الاستنجاد بالقوات الفرنسية. زار الحسن الثاني مدينة سيدي أفني في 18 يونيو 1972 ووجه لسكانها خطابًا قال فيه:[28]«أرجو منكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة، أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة، أعاننا الله جميعا وسدد خطانا وأعانكم وألهمكم التوفيق والرشاد»''.
كما وقَّع الملك الحسن الثاني اتفاقًا مع الجنرال الفرنسي شارل ديغول يقضي بإخلاء كل القواعد الفرنسية قبل نهاية 1961، فغادرت القوات الفرنسية المغرب وأعقبتها القوات الاسبانية، ولم يتبقى سوى القوات الاسبانية التي تحتل سبتة ومليلية والجزر الجعفرية في الشمال والصحراء الغربية في الجنوب. وفي سنة 1963، أُجليت القوات الأمريكية عن كل القواعد التي كانت ترابط بها بالمغرب، مثل القنيطرة وسيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان والنواصر.[26]
كما فتح المغرب محادثات وقنوات اتصال مع اسبانيا التي كانت متشبثة باحتلال الساقية الحمراء ووادي الذهب بزعم أنهما جزءٌ من التراب الاسباني، فلجأ المغرب إلى طرح القضية على هيئة الأمم المتحدة، وبالرغم من توصيات الأمم المتحدة الصادرة في 25 نوفمبر 1964 والقاضية بإخلاء القوات الإسبانية لأراضي الساقية الحمراء ووادي الذهب، ونداءات الملك الحسن الثاني المتكررة إلى السلام والمصالحة، ظلت إسبانيا في تعنت متمسكة بمواقفها الاستعمارية، إلى أن استرجعت الصحراء المغربية بفضل المسيرة الخضراء التي دعا إليها الملك الحسن الثاني سنة 1975م.[26] كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ورفرفت الراية المغربية في سماء مدينة العيون إيذانًا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية.[34]
حقوق الإنسان
من خطاب الملك الحسن الثاني بمناسبة إنشاء المجلس الاستشاري لحقــوق الإنسان
...ومعلوم أن للمواطنين حقوق، وحتى من أدينوا في المحاكم يجب أن يكونوا في مأمن من الجوع ومن المرض ومن التعسفات، ويجب أن يتمتعوا بصلة الرحم مع ذويهم، وأن يتمكنوا من الدواء وزيارة الطبيب إذا اقتضى الحال، بل يجب على النظام القضائي وعلى الدولة أن تحيطهم بكل ما من شأنه أن يمكنهم من الكرامة، ومؤخرا في رمضان كان درس كامل مبني على " وقد كرمنا بني آدم ". فلهذا أريد حضرات السادة أن تنظروا في جميع الملفات التي ستعرض عليكم بكامل الحرية والنزاهة والفضيلة، ولانبغى بالطبع على المغاربة أن يخلطوا بين مكتب الشكاوى والمجلس الأعلى والمجلس الاستشاري الخاص بكم. ولكن أنا لا يمكنني أن أعلم كل شيء، وليس فـي إمكاني أن يصل إلى كل خبر، وليس بإمكاني أن أعرف ما هي الحالــة في السجن الفلاني أو في السجن الفلاني، ولكن الذي هو واجب علي هو أن أقوم الاعوجاج، وأن أنصف المظلوم. فأنتم ستكونون مرآة للحقيقة الموضوعية التي سوف ترونها وترون إليها من جميع الزوايا والمقاييس لتعتبروها هل هي داخلة في اختصاصاتكم ولتعرضوها علينا في أقرب وقت ممكن مع توصيات وملتمسات تساير الحق والحقيقة. وهذه أمانة على عنقكم حتى لا يبقى في هذا البلد رجل لا يتمتع، ولو كان محكوما عليه، بالكرامة الضرورية، أو لم يتم له أن يتمتع بجميع الضمانات التي يعطيها القانون والمسطرة القانونية والجنائية. هذا هو عملكم، وهذه هي مهمتكم، ومهمتكم هي أن تغسلوا للمغرب وجهه لأنه لكل سبب تأتى منظمة العفو الدولية وتمارس علينا الرقابة وكأننا لازلنا تحت الحماية. فيا أعضاء هذا المجلس، أناشدكم الله بنزاهتكم ووطنيتكم أن تعينوني على إرجاع الحق لمن اغتصب منه، وأن تعينوني على أن نرفع جميعا هذا البلد إلى مستوى الدول المتحضرة، دول القانون. وأناشدكم أخيرا أن تكونوا حقيقة أنتم المدافعون إما إيجابيا أو سلبيا. إيجابيا أن تقولوا: نعم في هذا الملف خرقت حقوق الإنسان، أو سلبيا. في هذا الملف لا خرق لحقوق الإنسان و إنما هذا كذب وتلفيق وزور. |
— |
تطورت حقوق الإنسان في المغرب على عدة مراحل هامة منذ الاستقلال، مرورًا بصدور أول دستور للبلاد سنة 1962 إلى عقد التسعينات، تعززت في تلك الفترة دولة القانون والممارسة الديمقراطية واُنشأ المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى توصية بإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة لتسوية ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.[35]
حكم الملك الحسن الثاني البلاد بقبضة من حديد طوال 38 سنة تميّزت بصراع شديد مع المعارضة لدرجة سجن وتعذيب والإخفاء القسري للكثير من أعضائها، قبل أن يتمكن قبل وفاته من تحقيق توافق مع أحد أكبر أحزابها نتج عنه ما عُرف في المغرب بحكومة التناوب التوافقي.[36]
شهد عهد الملك الحسن الثاني تطورًا ملحوظًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ففي عام 1979 صادق المغرب على العهدين الدوليين المتعلقين بالحقوق المدنية والسياسية وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانضم وصادق على العديد من الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان ومن ضمنها اتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، والاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، كما وقع على الاتفاقية المتعلقة بالأشخاص في وضعية إعاقة وغيرها.[35]
وقد ورد في الدستور المغربي الأول سنة 1962 بعض المبادئ الأساسية التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتوالت هذه المبادئ في الدساتير الصادرة بعد ذلك سنة 1970 و 1972 وسنة 1992 وسنة 1996 والتي أقرت هذه الضمانات الأساسية لحقوق الإنسان إذ ورد في ديباجته: «إن المملكة المغربية تؤكد تشبثها بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا».[35]
وفي 15 نوفمبر 1958 صدرت مجموعة من الظهائر والمراسيم التي كرَّست الضمانات الفعلية لحقوق الإنسان والمعروفة حاليًا بقانون الحريات العامة بالمغرب، وصدر في 16 يوليو 1957 الظهير المتعلق بتأسيس النقابات المهنية، كما أكد الظهير الصادر في 5 فبراير 1957 على حق المواطنين بممارسة العمل النقابي، بالإضافة إلى الظهيرالصادر في 3 يونيو 1963 المتعلق بالقانون الجنائي.[35]
كما عمل المغرب على إحداث مؤسسات تعنى بهذا المجال والنهوض به، فأحدث المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في سنة 1990 كهيئة استشارية إلى جانب الملك تعنى بحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وأُحدثت بتاريخ 11 نوفمبر 1993 وزارة حقوق الإنسان كقطاع حكومي لإعداد وتنفيذ سياسة الحكومة المتعلقة بالدفاع عن حقوق الإنسان وإحداث المحاكم الإدارية، وصدر قرار العفو الشامل في 9 يوليو 1994.[35]
النهضة التعليمية
كان الملك الحسن يؤمن إيمانًا قويًا بأن التعليم والبحث العلمي هما اللذان يخرجان البلاد مما ورثته من عهد الاستعمار من فقر وجهل وتخلف، فأولى عنايةً كبيرة لبناء المدارس والمعاهد والجامعات والمدارس العليا في كل المغرب، وكانت تعليماته توجيهاته في أقواله وخطبه تركز على العناية بالتعليم والبحث العلمي ونشر المعرفة والعلوم الدقيقة، فكان في كل مناسبة يحث المغاربة على التعلم، وخلق كل الوسائل التي تعين على تحقيق نهضة فكرية وعلمية تحقق للمغرب طموحاته وآماله.[37] ومن توجيهاته في هذا الميدان الحيوي دعوته إلى مسايرة التعليم في مرحلة التحول التي يفرضها العصر فقال:«ولن يتأتى لنا إنجاز ما نصبو إليه من إصلاحات إلا إذا ساير تعليمنا متطلبات التحول الذي يفرضه العصر، فالغاية من التعليم لم تعد التثقيف وحده، بل بالأخص العداد والتكوين للإسهام في الإنتاج، وهذا يفرض علينا أن نؤهل من الآن أجيالنا لما قد يظهر من حاجيات بعد عقد أو عقدين، أي أن على برمجتنا أن تساير تطور المعرفة بما يلزم من المرونة، ومسابقة الابتكارات».[37]
كم دعا الملك الحسن الثاني الشباب إلى الإقبال على التعليم التطبيقي لأنه السبيل الذي يجعل المغرب يساير التطور التكنولوجي مثل ما فعلت الدول الأكثر غنى وتقدما في العالم، فقال:«العمل الآجل – شبابي العزيز – هو أن تتجه من عنديتك إلى التعليم التطبيقي، وقد رأيت أن هذا التعليم هو الذي نجح في الدول الأكثر غنى في العالم كله، أن تتجه إلى التعليم والمعرفة ذات التطبيق وذات الدخل».[37]
كما اعتبر الملك الحسن الثاني إصلاح النظام التعليمي أمرًا ضروريًا وذو طبيعة استعجالية، وجعل هذا الأمر مسؤولية وطنية وتاريخية ينبغي أن يسهم فيه كل الأطراف السياسية والثقافية لوضع مشروع وطني يكون بمثابة دستور تطبق مواده بدقة، فأصدر مرسومًا ملكيًا بتأسيس لجنة لإعداد مشروع إصلاح التربية والتكوين أطلق عليها اسم (اللجنة الملكية المكلفة بإعداد مشروع إصلاح التربية والتكوين).[37]
كما وجَّه الملك الحسن الثاني بنشر التعليم وتعميمه في الحواضر والقرى، من أجل محاربة الأمية والتعليم غير النظامي. كما شهد عهد الملك الحسن الثاني اهتمامًا بالغًا بالتعليم العالي فتأسست في عهده عدة جامعات مثل جامعة مولاي إسماعيل بكناس، وجامعة عبد الملك السعدي بتطوان، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة ابن زهر بأكادير، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وجامعة الأخوين بإفران وغيرها.[37]
تشكيل الحكومات
تشكَّلت في عهد الملك الحسن الثاني 11 حكومة، كان أول رئيس للحكومة في عهد الملك هو أحمد بحنيني، نص الفصل 24 لدستور المغرب الذي صدر عام 1962على أن الملك هو من يقوم بتعيين الوزير الأول (رئيس الوزراء)، حيث نص في فقرته الأولى: يعين الملك الوزير الأول دون وضع أي شرط يربط تعيين الوزير الأول بالانتخابات.[38]
يُعين ملك المغرب رئيس الحكومة المغربية من الحزب السياسي الذي تصدَّر انتخابات أعضاء مجلس النواب وعلى أساس نتائجها، يمارس رئيس الحكومة السلطة التنفيذية، ويرأس رئيس الحكومة مجلس الحكومة، ترأَّس الملك الحسن الثاني بنفسه الحكومة السادسة والسابعة عام 1961، لم تضم الحكومة الثامنة وزير أول عام 1963، وبهذا عين الملك الحسن الثاني أحمد بلافريج كممثل شخصي له، عاد الملك الحسن الثاني ليترأَّس الحكومة من عام 1965 وحتى عام 1967.[38]
أما آخر رئيس وزراء في عهد الملك الحسن الثاني هو عبد الرحمن اليوسفي الذي عينه الملك عام 1998 فيما عرف بحكومة التناوب التي كانت تتكون من وزراء ينتمون إلى أحزاب اشتراكية ويسارية-وسطية ووطنية بالإضافة إلى وزراء تكنوقراط مدعومين من القصر، لم تكن هذه الحكومة مستقلة بشكل كامل لكون الملك الحسن الثاني أبقى على صلاحياته الواسعة وعين وزراء الوزارات السيادية وظل يتحكم في البيروقراطيين الذين كانوا يتدخلون في العمل اليومي للحكومة.[39]
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن حكومة التناوب كانت أكثر استقلالية من الحكومات السابقة حيث شجع الملك اليوسفي على تحسين وضعية حقوق الإنسان بالمغرب وإجراء إصلاحات اقتصادية وإدارية واجتماعية.[39]
الاقتصاد
من الناحية الاقتصادية ، تبنى الملك الحسن الثاني اقتصادًا قائمًا على السوق، حيث لعبت الزراعة والسياحة وصناعات تعدين الفوسفات دورًا رئيسيًا.[40] في عام 1967 أطلق الملك الحسن الثاني مشروع ري أكثر من مليون هكتار من الأراضي.[41]
في 3 مارس 1973 أعلن الحسن الثاني عن سياسة «المغربة» حيث تم الاستيلاء على الأصول المملوكة للدولة والأراضي الزراعية والأعمال التجارية التي تزيد نسبتها عن 50 في المائة من الأجانب ونقلها إلى الشركات ورجال الأعمال المحليين.[8][42][43] أثرت مغربة الاقتصاد على آلاف الشركات وارتفعت نسبة الشركات الصناعية في المغرب المملوكة للمغرب من 18٪ إلى 55٪.[8] تركزت ثلثي ثروة الاقتصاد المغربي في 36 عائلة مغربية.[8] في عام 1988، تبنى الملك الحسن الثاني أيضًا سياسة الخصخصة، وبحلول عام 1993، تمت خصخصة أكثر من مائة شركة عامة.[44]
منذ تسعينيات القرن الماضي فصاعدًا ، نفذت عملية واسعة النطاق لخصخصة الشركات العامة من قبل الملك الحسن وأندريه أزولاي (المستشار الاقتصادي للنظام الملكي)، وبذلك تمكنت مجموعة أكور الفرنسية من الاستحواذ على ستة فنادق مغربية وإدارة قصر الجامع في فاس. مكّنت عملية الخصخصة هذه الوجهاء المغربيين المقربين من الحكومة من السيطرة على أبرز الشركات العامة والشركات الفرنسية لتحقيق عودة قوية في اقتصاد البلاد. استحوذت العائلة المالكة على مجموعة التعدين (مناجم).[45]
السياسة الخارجية
أقام الملك الراحل علاقات وطيدة مع أقطاب السياسة في مختلف أنحاء العالم، إذ كان المغرب من الأعضاء المؤسسين لمجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية ومساهمًا في نجاحها، مثل منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، (منظمة التعاون الإسلامي حاليا) واتحاد دول المغرب العربي.[31]
كانت أولى زيارات الملك الحسن الثاني الخارجية الرسمية لدولة أجنبية عندما حضر القمة الأولى لحركة عدم الانحياز في بلغراد.[46][47]
حرب أكتوبر عام 1973
في 6 أكتوبر من عام 1973، قام الجيش المصري والسوري بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة، ساهم المغرب في هذه الحرب وخاصة على الجبهة السورية.[48] التقى سعد الدين الشاذلي الذي يعتبر مهندس حرب أكتوبر ضد إسرائيل بالملك الحسن الثاني قبل الحرب وشرح له خطة الهجوم فأجابه الملك الحسن قائلا : «إن القوات المسلحة المغربية جميعها تحت تصرفك إن كل فرد في المغرب سوف يكون سعيدا عندما يرى قواتنا المسلحة تقاتل من أجل القضية العربية».[48]
ثم طلب الشاذلي من الملك الحسن أن يسمح له بزيارة الوحدات العسكرية المغربية للتعرف على مستواها التدريبي وقدراتها القتالية فأجابه الملك الحسن: «اعتبارا من الغد يمكنك أن تزور أية وحدة ترغب في زيارتها. وبعد أن تنتهي من زياراتك كلها تعال لمقابلتي مرة أخرى وقل لي ماذا تريد». ذكر الشاذلي في مذكراته أن الملك الحسن الثاني قال له: أن قرار الحرب مع إسرائيل أفضل خبر سمعته.[48]
يذكر أنَّ المغرب كان قد أرسل لواء دبابات إلى سوريا، كما كان للمغرب هناك لواء مشاة عرف باسم التجريدة المغربية، وقد وضع هذا اللواء في الجولان وشارك في الحرب، كما أرسل المغرب 11000 جندى للقتال رفقة الجيش العربي السوري مدعوماً بـ 52 طائرة حربية 40 منها من طراز F5 و 12 من طراز ميغ بالإضافة إلى 30 دبابة.[48]
وقد ذكر الفريق الشاذلي في كتابه «مذكرات حرب أكتوبر» إن الملك الحسن الثاني عندما علم بأنباء الحرب من وكالات الأنباء قرر إرسال لواء مشاة فورًا ودون أي انتظار، وقد استخدم في ذلك وسائل النقل الجوي المتيسرة في المغرب جميعها بما في ذلك شركة الخطوط الملكية المغربية.[48]
بلغ عدد القتلى المغاربة 170 قتيل في سوريا وحدها وفق بعض المصادر، وقد سميت في العاصمة دمشق ساحة بإسمهم «التجريدة المغريبة» وهي واحدة من أهم الساحات من ضمن مركز المدينة، تكريماً ووفاء لبطولاتهم الشجاعة والنبيلة تجاه السوريين. انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقيات فك الاشتباك بين جميع الأطراف.[48]
الغزو العراقي للكويت
في 2 أغسطس عام 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت، ووصلت بعد ساعات قليلة إلى قلب العاصمة الكويتية دون مقاومة، مما جعل أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح يفر على الفور إلى المملكة العربية السعودية.[49] كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد اتهم الكويت بسرقة النفط العراقي من حقل الرميلة الواقع على الحدود بين البلدين، كما اتهمها في اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في شهر مايو من سنة 1990 بإغراق السوق العالمي بالنفط مما تسبب بانخفاض الأسعار في الأسواق العالمية، علمًا أن العراق كان ينوي أن يسدد الديون المتراكمة عليه نتيجة دخوله في حرب طويلة مع إيران.[50]
كان الموقف المغربي من الحرب واضحًا وغير منحاز لأي طرف، إذ أكد المغرب أهمية وقف الحرب في الخليج ووضع حد لها، أجرى الملك الحسن الثاني اتصالًا هاتفيا مع العقيد معمر القذافي بحث فيه سبل إيجاد حل للمشكلة وإيقاف الحرب، كما أرسل الملك الحسن الثاني قوات من الجيش المغربي إلى الممكلة العربية السعودية ورفض سحب هذه القوات مؤكدًا أن هذه القوات هي للدفاع عن أراضي المملكة العربية السعودية ولا تخضع لأي قوات تحالف، وأن الجنود أرسلوا إلى بلد نحبه ويحبنا وهم لدى ملك نحبه ويحبنا على حد تعبيره.[51]
كما دعا العاهل المغربي في خطاب له في الأول من فبراير الرئيس العراقي إلى الرد الإيجابي على البيان الأمريكي السوفيتي. وقال مخاطبا صدام حسين: «إن المفتاح بيدك».[51] وقال أيضا: «أن المغرب ليس منحازا لا للعراق ولا للكويت، المغرب لا ينحاز لهذا ولا لذاك، إن المغرب يتفهم مشاكل العراق ويتفهم مطالب العراق، ولكن المغرب كما كان دائما لا يعتبر أن اكتساح السيادات أو استعمال القوة من شأنه أن يكون منبعا لأي حل سياسي دائم».[50]
كما وجَّه الملك الحسن الثاني خطابًا إلى صدام حسين يقول فيه: «فمن هنا أقول لصديقي فخامة الرئيس صدام حسين لا تنس أن الكويت والعراق والمنطقة التي يقعان فيها يمثلون تقريبا ثلثي احتياطات الطاقة في العالم، وهذا يجب أن يعلمه، فهداك الله أخرج من هذه الورطة من باب واسع، ومن باب الشرف».[50] إلا أن الجهود التي بذلها الملك الحسن الثاني لم تثني صدام حسين عن غزو الكويت، يقول الملك الحسن: «ظلت جميع مبادرتنا وغيرها من المحاولات المبذولة لإعادة الشرعية بالطرق السلمية دون جدوى، فأصبح من منظور القواعد التي يقوم عليها تنظيم العلاقات لا مناص من اندلاع الحرب».[50]
بعد نهاية الحرب، زار الملك الحسن الثاني كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وسوريا، وقدم مجموعة أفكار واقتراحات وتصورات من أجل إحياء التضامن العربي وازالة والخلافات في العلاقات العربية – العربية.[50]
القضية الفلسطينية
كان أول لقاء بين الملك الحسن الثاني والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1967، وقد نظم هذا اللقاء كل من السفير المغربي ببيروت آنذاك أحمد بن سودة ويوسف النجار الملقب ب (أبو يوسف) عن فلسطين، فبعد هزيمة يونيو عام 1967 حدث تغير جذري في عمل الفصائل الفلسطينية مع التحالفات العربية وتشكلت حركة فتح التي كانت نواتها الأولى مكونة من مجموعة من المثقفين الفلسطينيين المهاجرين في دول الخليج العربي. أبدى الملك الحسن الثاني رغبة في أقامة علاقة وقنوات اتصال مع هذه النواة الفلسطينية الجديدة وكلَّف سفيره في لبنان أحمد بن سودة بالاتصال بمحمد يوسف النجار وهكذا تم الاتصال الأول.[52]
وفي عام 1967 وإثر هزيمة يونيو من نفس السنة، تلقت السلطة الفلسطينية مساعدات من المغرب لأول مرة وهي باخرة محملة بالمساعدات الغذائية والكسائية إلى كل من مصر وسوريا، وباخرة ثالثة تقاسمها الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.[52]
الوحدة المغربية الليبية - اتحاد المغرب العربي
كان الزعيم الليبي معمر القذافي متحمسًا لفكرة الوحدة العربية، فأرسل في 13 يوليو 1984 رسالة إلى الملك الحسن الثاني حملها له مبعوث ليبي، شرح القذافي في هذه الرسالة التي كانت مشابهة للرسائل الأخرى التي أرسلها للملوك والرؤساء العرب الهدف من زيارته للبلدان العربية قبل ذلك بسنة وكتب يقول: «كنت أرمي من وراء هذه الزيارات أن أشارك بقدرتي في تحسين الأوضاع العربية وتنقية الأجواء حتى لا يفوتنا الزمان وحتى لا نجد أنفسنا أمام إقبار المصير العربي»، وقال القذافي أيضًا: «أرى أن سنة مضت والأجواء العربية لم تزدد إلا تكهربا والعلاقات الثنائية بين بعض الدول العربية زادت تنافرا، وأمام هذه الحالة فأنا عندي أزمة ضمير ويجب على كل دولة عربية أن تتحمل مسؤولياتها أمام هذا الأمر الواقع».[53]
قرأ الملك الحسن الثاني رسالة القذافي عن طريق الإذاعة والتلفزة في 20 أغسطس 1984 لإضطلاع الشعب المغربي على فحواها، ثم أعلن الملك الحسن الثاني لمبعوث القذافي عن استجابته الفورية لطلب القذافي، بل واقترح إبرام معاهدة اتحاد بين البلدين، وكان المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي أعلن على لسان ملكه استجابته لنداء الوحدة.[53]
يقول الملك الحسن الثاني عن هذا الإتفاق : «كان من واجباتي إسكات المدفعين اللذين كانا يقصفان أبنائي. كان أبنائي يتعرضون لقصف مدفعين أحدهما جزائري والثاني ليبي، وبتوقيع المعاهدة تمكنت من جعل القذافي محايدًا، وحصلت على التزام منه بعدم الاستمرار في تقديم أدنى مساعدة لأعدائي وللبوليساريو»، وأوضح الملك الحسن الثاني لصحفي أمريكي سأله عما إذا كان قد وقَّع المعاهدة بهدف وضع حد لإمداد المتمردين بالأسلحة، قائلا: «نعم ! وكان القذافي قد كف عن تزويد أعدائنا بالأسلحة قبل سنة من توقيع المعاهدة».[53]
وعندما عبرت الولايات المتحدة عن استيائها لإقدام الحسن الثاني على الوحدة مع القذافي، قال الملك للأمريكيين:«اسمعوا، إن الأطفال الذين يقتلون في بلادي ليسوا أبناء ولاية ويومينغ أو ولاية كونيكتوكت، إنهم مغاربة».[53]
كما عبَّر الملك الحسن الثاني عن تقديره للعقيد القذافي فقد كان يخاطبه بـ «شقيقي الأخ معمر» ويصفه بأنه «لطيف المعاملة» و«رجل لبق ومنتبه» و«ذكي» والوفي بوعده، فقد قال الملك الحسن في حديث صحافي لمجلة نوفيل أوبسرفاتور الفرنسية بتاريخ 28 مارس 1986: «كان القذافي وفيا بوعوده، إذ أنه منذ قيام الاتحاد قطع كل صلة بالبوليساريو».[53]
وفي اليوم الذي دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، بعث الحسن الثاني رسالة إلى العقيد الليبي ضمنها كل الآمال التي يعلقها عليها، قال فيها: «إن الأهداف النبيلة التي تتوخاها هذه المعاهدة، وكذا الأسباب العميقة التي أوحت بها لنا ستكون أحسن ضمان لحيويتها وفعاليتها ودوامها» وأضاف :«والشعب المغربي والشعب الليبي يريان فيها الوسيلة والفرصة للأمة العربية لإحياء جميع القيم والمثل التي كانت قاعدة لحضارتنا وعظيم إشعاعها في العالم أجمع» .[53]
لقد جاء الإعلان عن ميلاد الاتحاد العربي الإفريقي مفاجئًا لعدد كبير من الدول وخاصة الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي كانت لها حسابات مع القذافي ونظامه، فانبرى الملك الحسن الثاني للدفاع عنه وسعى إلى تبرئته من تهمة الارتباط بالإرهاب، إذ صرح الملك الحسن الثاني للمجلة الفرنسية الشهرية «مجلة العالم» يوم 8 أبريل 1986 قائلا: «ليس هناك ما يثبت حتى الآن أن ليبيا والعقيد القذافي يقفان وراء الإرهاب الدولي كما تتهمه بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة» وأضاف: «فلو كان القذافي إرهابيا، لكنت أول من يدينه، وبما أنه ليس إرهابيا، فلا أرى داعيا لأن أكون أول من يقف ضده.[53]
ومع ذلك، لم يتردد الحسن الثاني في التأكيد عدة مرات على حريته في اتخاذ القرارات والمواقف التي تمليها عليه المصلحة العليا للبلاد. وقد قالها صراحة لمبعوث صحيفة «نيويورك تايمز يوم 24 سبتمبر 1984: «وقعت هذه المعاهدة لأنني حر في ذلك»، وكررها من جديد في ندوة صحافية بتاريخ 29 فبراير 1985 بصيغة أخرى: «المغرب بلد مستقل وذو سيادة ومن حقه أن يتحد مع من يشاء» وقال مرة أخرى: «قبل أن أكون صديقا للولايات المتحدة، فأنا أولا ملك المغرب، ومصالح بلادي فوق كل اعتبار»، وفي آخر المطاف لم يكن لهذا الحدث أي تأثير سلبي على العلاقات المغربية الأمريكية.[53]
لكن الوحدة المغربية - الليبية لم تستمر طويلًا، إذ أجهضت عندما التقى الملك الحسن الثاني برئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز في 20 يوليو 1986 في مدينة إفران، الأمر الذي اعتبره القذافي خيانة عظمى للقضية العربية وتصرف لا يطاق من الملك على حد تعبيره.[53]
القمم والمؤتمرات العربية
اشتدَّ اهتمام المغرب بالقضايا الإسلامية والعربية في عهد الملك الحسن الثاني، إذ ترأس الملك منذ مارس 1979 لجنة القدس التي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي استضافته المغرب في الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر 1965 بعد حريق المسجد الأقصى. كما ترأَّس الملك الحسن الثاني مؤتمر القمة الإسلامي الرابع الذي عقد في الدار البيضاء من 16 إلى 19 يناير 1984، ومؤتمر القمة الإسلامي السابع الذي عقد في الدار البيضاء أيضًا في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 1994.[54]
كما كان للملك الحسن الثاني دور بارز في الدعوة لعقد مؤتمر القمة العريية غير العادية في الدار البيضاء من 7 إلى 9 أغسطس 1985 وجاء ضمن البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، تأليف لجنتين لحل الخلافات العربية. وفي 5 نوفمبر 1987 صرَّح الملك الحسن الثاني لصحيفة السياسة الكويتية عن تأييده لعودة مصر إلى الجامعة العربية والتي كانت قد انسحبت منها بعد المقاطعة العربية للرئيس أنور السادات الذي وقَّع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.[54]
كما ترأَّس الملك الحسن الثاني عددًا من مؤتمرات القمة العريية التي عقدت في المغرب وشارك في أخرى خارجه، فقد ترأَّس القمة العريية الثالثة التي عقدت في الدار البيضاء في الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر عام 1965 وقمة فاس الثانية عشر والتي عقدت دورتها الأولى في نوفمبر 1981 وهي القمة التي أحدثت تحولًا نوعياً في الرؤية العريية لكيفية حل الصراع العربي الإسرائيلي، كما استضاف الملك الحسن الثاني أيضا القمتين العربيتين الطارئتين في الدار البيضاء في عامي 1985 و 1989.[54]
العلاقات المغربية - الجزائرية
شهدت العلاقات بين الجزائر والمغرب في عهد الملك الحسن الثاني التوتر أحيانًا والمصالحة أحيانًا، برزت جذور الخلاف بين البلدين عندما ضمَّت سلطات الاستعمار الفرنسي منطقتَي بشار وتندوف إلى الأراضي الجزائرية، وهما منطقتان يرى المغرب حقه التاريخي فيهما وأنهما جزء من أراضيه التاريخية، بالإضافة إلى قضية الصحراء الغربية الشائكة وحق تقرير المصير الذي تدعمه الجزائر لسكان الصحراء، إذ تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء، فيما يقترح المغرب منح الإقليم حكمًا ذاتيًا تحت سيادته.[55] يُذكر أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.[55]
في 6 يوليو 1961 وقّعَت الحكومة المغربية اتفاقاً مع رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس، من أجل التفاوض حول إشكال حدودي وحلِّه بعد استكمال الجزائر استقلالها. بعد استقلال الجزائر عام 1962 زار الملك الحسن الثاني الجزائر مذكّراً الرئيس أحمد بن بلة بالاتفاق المذكور، لكن الرئيس بن بلة طلب تأجيل البتّ في المفاوضات لحين استكمال الجزائر بناء مؤسساتها.[55]
في وقت مبكر من عام 1963، تسببت حرب الرمال بتعميق الصراع بين الجارتين والتي جاءت نتيجة خلافات وحوادث حدودية، وتدهورت العلاقات بينهما بشكل خطيروتفاقم الخلاف بسبب المسيرة الخضراء التي دعا إليها الملك الحسن الثاني في عام 1975 وضمت 350 ألف مغربي نحو الصحراء الغربية.[56]
في 26 فبرايرعام 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد وجهًا لوجه على الحدود، وفي أبريل استُئنفت حرية الحركة لمواطني البلدين، وفي مايو من نفس العام تم التوقيع على اتفاقية حرية الحركة التدريجية للأشخاص والبضائع، وكذلك فتح خطوط جوية وخطوط السكك الحديدية.[56] في 16 مايو 1988، أعلنت الجزائر والرباط استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وأعيد فتح الحدود رسميًا.[56]
في7 يونيو 1988، زار الحسن الثاني لأول مرة الجزائر منذ 15 عامًا، حيث شارك في قمة عربية استثنائية. وفي أوائل فبراير1989، أدت زيارة الرئيس بن جديد إلى إفران وهي أول زيارة يقوم بها رئيس دولة جزائري إلى المغرب منذ العام 1972 إلى تحقيق المصالحة. تم الاتفاق على مشروع خط أنابيب غاز يربط الجزائر بأوروبا عبر المغرب. في يونيو 1992، ساهم إعلان الرباط عن اتفاقية يونيو 1972 إلى وضع حد لمشاكل الحدود التي كانت سببًا في حرب الرمال.[56]
ولكن في 16 أغسطس 1994، اعتبرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليامين زروال عن وجود دولة في افريقيا محتلة بشكل غير قانوني (في إشارة إلى الصحراء الغربية) مسيئة للغاية. وفي 26 أغسطس 1994، اشترط المغرب تأشيرة دخول للجزائريين بعد الهجوم الذي استهدف فندقًا في مراكش حيث قتل سائحان إسبانيان على يد إسلاميين فرنسيين من أصول مغاربية اتهمت الرباط أجهزة الأمن الجزائرية بالوقوف وراء الهجوم.[56]
العلاقات المغربية - الأمريكية
زار الملك الحسن الثاني خلال فترة حكمه للمغرب الولايات المتحدة في 8 مناسبات، التقى خلالها عددًا من الرؤساء الأمريكيين كجون كينيدي، جيمي كارتر، رونالد ريغان، جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وكانت آخر زيارة قام بها الملك للولايات المتحدة في شهر مارس من عام 1995، أما أول زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة فكانت عام 1963 ودامت عشرة أيام، استقبله خلالها الرئيس جون كينيدي بحفاوة بالغة،[57] كون المغرب كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة عام 1778 في عهد جورج واشنطن، ووظَّف الملك الحسن الثاني هذه الواقعة التاريخية لترسيخ العلاقات بين البلدين.[58]
في التاسع من فبراير 1967، زار الملك الحسن الثاني واشنطن لمقابلة الرئيس جونسون، كان الملك متخوفا من تنامي القدرة العسكرية للجزائر والتي كانت تستورد السلاح من روسيا مما سيؤدي إلى اختلاف موازين القوى، حذَّر ليونيد بريجنيف الملك الحسن الثاني من الدخول في نزاعات عسكرية مع بلدان صديقة لموسكو كمصر والجزائر وغينيا ومالي وسوريا واليمن، فكان المغرب مجبرًا على التوجه إلى البلدان الصديقة القادرة على إمداده بالمساعدة اللازمة لدرء ما يهدد من أخطار.[59]
أجاب الرئيس جونسون بأن واشنطن قررت بيع أسلحة بمبلغ أربعة عشر مليون دولار مع مراعاة قدرة الاقتصاد المغربي، اعتبرت واشنطن الدعم العسكري للمغرب دعمًا رمزيًا لا يفي باحتياجات المغرب، ولكنه مؤشر على رفض واشنطن سباق تسلح في المنطقة.[59]
العلاقات المغربية - الأفريقية
يعتبر المغرب من الدول المؤسسة للإتحاد الأفريقي إذ يعود الفضل للملك الحسن الثاني في طرح فكرة تأسيس هذه المنظمة، ففي عام 1961 وجه الملك الحسن الثاني الدعوة لرؤساء وقادة عدد من الدول الإفريقية التي نالت استقلالها، لعقد اجتماع عالي المستوى بالدار البيضاء، من أجل مناقشة الوسائل العملية الكفيلة بأن تدرأ عن القارة الإفريقية أخطار الاستعمار، وتعزز جانب الوحدة الإفريقية، وتزيد أواصر التضامن الإفريقي قوة ومتانة، فاستجابت كل من مصر وغانا وغينيا ومالي وليبيا والحكومة الجزائرية المؤقتة لدعوة الملك.[60]
احتضنت العاصمة المغربية الرباط القمة التاسعة لمنظمة الوحدة الإفريقية ما بين 12 و15 يونيو من سنة 1972، وتسلم الملك الحسن الثاني رئاسة المنظمة من الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه.[60]
في 12 نوفمبر عام 1984 جلس المغرب للمرة الأخيرة في قمة منظمة القمة الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ليستمر غيابه عن هذه المنظمة التي تحولت فيما بعد للاتحاد الإفريقي عام 2017 طوال عهد الملك الحسن الثاني. ففي قمة منظمة الوحدة الإفريقية التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حضر ولأول مرة وفد يمثل الجمهورية الصحراوية بقيادة زعيم جبهة البوليساريو الراحل محمد عبد العزيز، فقرر المغرب الانسحاب من المنظمة معللًا قراره بأن جمهورية البوليساريو لا تتوفر فيها شرط الدولة المستقلة وذات السيادة، باعتبار أنها مجرد جماعة تطالب بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة المغربية. وخلال الجلسة الافتتاحية تلا رئيس الوفد المغربي المستشار الملكي الراحل أحمد رضا اجديرة الخطاب الملكي الموجه إلى القمة بالنيابة عن الملك الحسن الثاني الذي قرر عدم الحضور ومقاطعة القمة بسبب اعتراف المنظمة الأفريقية بالجمهورية الصحراوية وجاء في الخطاب:[60]
التحديات الأمنية والإقليمية
محاولة الانقلاب عام 1971
في 10 يوليو عام 1971 عند الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة من ظهر يوم السبت، شهد المغرب أول محاولة انقلابية في تاريخه قادها الكولونيل أمحمد أعبابو قائد المدرسة العسكرية بأهرمومو إلى جانب الجنرال محمد المذبوح، نتج عن هذا الهجوم مقتل 100 شخص من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200 شخص.[61][62]
وقعت محاولة الإنقلاب أثناء حفل بهيج لتخليد الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني بمدينة الصخيرات، حين هاجمت قصر الصخيرات من جميع الجهات مجموعة مكونة من فوجين من تلاميذ ضباط مدرسة أهرمومو المنضوين تحت لواء 25 فرقة كومندو والذين يقدر عددهم بـ 1400 مدججين بمختلف أنواع الأسلحة المحمولة على أكثر من 30 شاحنة، بالإضافة إلى 15 شاحنة مشحونة بالذخيرة الحية والمعدات الثقيلة المقدرة بثمانية 8 أطنان، ثم شرعوا في إلقاء القنابل اليدوية وإطلاق العيارات النارية في مختلف الاتجاهات، فقتلوا ونكلوا بكل الموجودين داخل القصر، بمن فيهم العلماء والسفراء والوزراء، وكبار الشخصيات، علاوة على أفراد الأسرة الملكية وشخصيات أجنبية مرموقة.[63]
لم يكن يعلم تلاميذ ضباط مدرسة أهرمومو أنهم ذاهبون إلى قصر الصخيرات للانقلاب على النظام، إذ قال أمحمد أعبابو للطلاب العسكريين إنَّ الملك في محتجز في القصر وحياته في خطر وأن عليهم إطلاق النار وقتل المتمردين المزعومين لإنقاذه.[64][65][66] فتفاجئ الطلاب حينما وجدوا أنفسهم داخل القصر وأصوات الرصاص تسمع في كل الجهات.[63] نجى الملك الحسن الثاني من محاولة الاغتيال بأعجوبة عندما هرب وعائلته ومساعدوه مباشرة بعد سماع إطلاق النار وسارعوا بالاختباء في حمام جناح صغير بجوار مسبح القصر.[67][68]
سقط العديد من القتلى في صفوف التلاميذ داخل القصر، وغادر بعضهم باتجاه مقر الإذاعة والتلفزة الوطنية من أجل السيطرة عليه، فيما بقي البعض الآخر داخل القصر والتقوا صدفة بالملك، أما آخرون فقد فضلوا العودة إلى مدرسة أهرمومو بعدما وجدوا أنفسهم من دون قائد داخل القصر. ذكر بعض المشاركين في الانقلاب من التلاميذ العسكريين أن خلافًا بين المذبوح وأعبابو اللذان لقيا حتفهما في الانقلاب هو ما أدى إلى فشل هذا التمرد العسكري الذي يعد الأول من نوعه في مغرب ما بعد الاستقلال.[62][63]
وفي 31 يناير من عام 1972، بدأت محاكمة المعتقلين في المحكمة العسكرية بالقنيطرة ودامت شهرًا كاملًا، أصدرت المحكمة حكمها بإعدام عشرة ضباط من بينهم أربعة جنرالات، فيما أدين ضباط آخرون بالسجن وتم ترحيلهم إلى معتقل تازمامارت سيئ الصيت، أما تلاميذ المدرسة العسكرية والذين كان يتجاوز عددهم الألف شخص، فقد قضت المحكمة العسكرية بتبرأتهم ونقلهم إلى مدارس عسكرية أخرى مع إبقائهم تحت الرقابة الصارمة.[62][63]
محاولة الإنقلاب عام 1972
في 16 أغسطس 1972 الساعة 17:05 (بتوقيت جرينتش)،[69] وبينما كان الملك الحسن الثاني عائدًا بالطائرة من برشلونة إلى الرباط عقب اجتماع مع غريغوريو لوبيز-برافو وزير الخارجية الإسباني آنذاك،[70] أطلقت ست طائرات عسكرية من طراز نورثروب إف-5 من سلاح الجو الملكي المغربي النار على طائرة الملك الحسن الثاني وهي من طراز بوينج 727 أثناء تحليقها على ارتفاع 3000 متر فوق تطوان، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على متن الطائرة وإصابة خمسين آخرين. أصابت الرصاصات جسم الطائرة لكنها لم تسقط بالرغم من تعرضها لأضرار بالغة.[8][71][72] كانت الطائرات العسكرية محملة بذخيرة مخصصة لأغراض التدريب وليس بصواريخ، لذا فإن قوتها التدميرية كانت قليلة جدًا أو شبه معدومة، وهو ما أدى لعدم تمكن المهاجمين من تفجير الطائرة في الجو وإسقاطها.[73]
مات كلا الطيارين وأصيب الملك الحسن الثاني بجروح بالغة، سارع الملك إلى جهاز الراديو في الطائرة وقال: (توقفوا عن إطلاق النار لقد مات الملك)، مما أقنع الطيارين بالتوقف عن إطلاق النار.[73][74][75] أُلقي القبض على 220 من أفراد القوات الجوية الملكية المغربية لمشاركتهم في مؤامرة الانقلاب وتمت تبرئة 177 منهم، أدين 32 شخص وحكم على 11 شخصًا منهم بالإعدام من قبل محكمة عسكرية.[76][77] بعد الهبوط الاضطراري في مطار الرباط - سلا الدولي، هرب الملك الحسن إلى قصره في مدينة الصخيرات في سيارة لا تحمل أي لوحات.[77][78]
حاول محمد أمقران وهو عقيد يُشتبه في أنه جزء رئيسي من الانقلاب الفرار إلى جبل طارق بطائرة هيلوكبتر وطلب اللجوء، إلا أن طلبه رُفض وأُعيد إلى المغرب وحُكم عليه لاحقًا بالإعدام رمياً بالرصاص.[69][77][79] كان الجنرال محمد أوفقير وزير الدفاع المغربي آنذاك يشتبه في أنه يقود الانقلاب، وعُثر عليه فيما بعد ميتًا متأثرًا بعدة أعيرة نارية، وقيل رسميًا أن الوفاة انتحار.[77][80]
محاولة الإنقلاب عام 1973
كانت هذه المحاولة التي وقعت في 3 مارس من عام 1973 وعُرفت أيضا باسم (أحداث مولاي بو عزة) هي آخر محاولة انقلابية واجهها الملك الحسن الثاني، وكان الهدف منها هو إسقاط الملكية وتأسيس الجمهورية، وهناك من يعتبرها امتداداً لانقلاب الجنرال محمّد أفقير، رأى آخرون أن انتفاضة مولاي بوعزّة هي نتيجة حتمية لحالة الانسداد التي كانت تمر بها البلاد ووجدوا أن الحل الأمثل هو استخدام القوة لقلبِ نّظام الحكم. من بين المؤمنين بهذا الخيار هو الفقيه محمد البصري (المنتمي إلى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشّعبية والمسؤول عن الجناح العسكري التّابع للحزب) الذي كانَ يعارضُ الملك من باريس وليبيا والجزائر، إذ أراد الإطاحة بنظامِ الحسن الثّاني بقوّة السّلاح وقادَ من منفاه في باريس المحاولة الانقلابية.[81]
اختار الثوار تاريخ 3 مارس بشكل مقصود فقد أرادوا بذلك الإطاحة بالملك في ذكرى اعتلائه السّلطة في أكبر عيد وطني. كان من المقرّر أن تقوم مجموعة مسلّحة متفرّقة في عدّة أنحاء وجهات بهجمات متزامنة خلال يوم عيد العرش 3 مارس 1973، وبسببِ خطأ في التّنسيق هاجمت مجموعة واحدة بقيادة إبراهيم النمري (الملقب بالتيزنيتي) مولاي بوعزة بينما كانت المجموعات الأخرى قد أجّلت هجومها لمدة أسبوع. بعد الهجوم الأوّل، علمت قوات الأمن بالمخطط، فسارعت بالهجوم وقتلت عددًا من المهاجمين في عدة مناطق. بعد أسابيع من المواجهات عاد الهدوء إلى منطقة مولاي بوعزة وكلميمة بعد تفكيك المجموعات المسلحة، كما أنَّ التحقيق مع الموقوفين أدّى إلى الكشف عن تنظيم مهم كان قد تواجد في بعض المدن المغربية كالدار البيضاء، الرباط، وجدة، حيثُ صادرت السلطات عددا من الأسلحة وكمية كبيرة من الذخيرة والمتفجرات.[81]
في 30 أغسطس عام 1973 أصدرت المحكمة حكمًا حضوريًا على 16 شخصا بالإعدام وعلى و15 آخرين بالمؤبد، أما الباقون فحكم عليهم بعدة عقود من الحبس وبُرّئ البعض؛ لكن (وباستثناء المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام) أعيدت محاكمة الباقين بأكملهم بمن فيهم أولئك الذين برّأتهم المحكمة.[81]
المسيرة الخضراء عام 1975
تعتبر الصحراء الغربية التي تزيد مساحتها على 260 ألف كيلو متر مربع موطنًا لعدد محدود من السكان لا يتعدى مئة ألف على أقصى تقدير، وفيها ما يقارب من ملياري طن من الفوسفات النقي، وهذا الإحتياطي الهائل من الفوسفات كانت السبب في احتلال إسبانيا للصحراء من قبل، لكن الملك الحسن الثاني أكد على أن الاهتمام المغربي بالمنطقة ليس اقتصاديا فحسب، وكتب في سيرته الذاتية لاحقا: «أن المغاربة ليست لديهم عقلية الأثرياء الجدد. وإذا اضطررت للاختيار بين عودة هذه الأراضي للمغرب وبين الفوسفات، سأتخلى عن الفوسفات طوعا».[82]
شعبي العزيز:
قال تعالى في كتابه الحكيم: (( فإذا عزمت فتوكل على الله)) صدق الله العظيم. فعلا شعبي العزيز لقد عزمنا وعزمنا جميعا ككل مرة في التاريخ، قررنا أن نعزم عزمنا وقررنا أن نسير بمسيرة سلمية خضراء مدعمين بحقوقنا، محاطين بأشقائنا ورفاقنا، معتمدين قبل كل شيء على إرادتنا وإيماننا. وما كدنا نعلن نبأ المسيرة، شعبي العزيز، حتى وجدنا فيك من الاستجابة ومن الطاعة ومن التسابق إلى الخير ما أنت مجبول عليه من تلك الخصال الحميدة الشريفة التي جعلت منك وستبقى تجعل منك تعطي دروسا وتلقن دروسا، منضدا في كتب التاريخ وسجلاتها كمثل يحتدى وكعشب يمكن أن يتخذ مثالا أمثل. شعبي العزيز: غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز. |
—من خطاب الملك الحسن الثاني بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق المسيرة الخضراء |
تاريخيًا، اعتاد شيوخ القبائل في الصحراء الغربية على تقديم البيعة لسلطان المغرب وإعلان ولائهم له. هذا بجانب الروابط الجغرافية والتجارية بين القبائل وأرض المغرب، ففي عام 1973، تواصل الملك الحسن الثاني مع زعماء القبائل وإعلن دعمه لحراك مقاومة الاحتلال الأسباني، والتنسيق مع الأطراف الموريتانية والمغربية، نجح هذا التوجه في زيادة شعبية الملك لدى الشعب المغربي الذي اعتبر أرض الصحراء جزءًا من المغرب.[82]
وفي أغسطس من عام 1974، أعلنت إسبانيا عن نيتها بإجراء استفتاء بشأن حق تقرير المصير لسكان الصحراء وحددت موعده في تموز 1975، تقدم المغرب بطلب الحصول على رأي قانوني في هذا الاستفتاء، فوافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب المغرب في 13 ديسمبر عام 1974.[82]
لاحقًا، قررت محكمة العدل الدولية عدم الاعتراف بالسيادة المغربية أو الموريتانية على الصحراء الغربية بالرغم من ثبوت وجود روابط تاريخية بين القبائل التي تسكن المنطقة وملوك المغرب عبر الولاءات وتقديم البيعة، فوجَّه الملك الحسن الثاني خطابًا إلى الشعب المغربي في مساء يوم 16 أكتوبر من عام 1975 يدعوهم فيه إلى الخروج في مسيرة للسيطرة على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع موريتانيا، وكان هذا الخطاب آخر محاولة للسيطرة على المنطقة، وبالفعل استجاب الآلاف لخطاب الملك وخرجت المسيرة الخضراء في 5 نوفمبر باتجاه الصحراء، وحُددت نسبة المشاركين بناء على تعداد السكان في كل إقليم، فكان أكثرهم من الدار البيضاء (35 ألف متطوع) وأغادير (33 ألف متطوع)، في حين جاءت أقل الأعداد من بولمان وشفشاون والناظور وطنجة بواقع 500 متطوع من كل منها.[82]
تكونت المسيرة من مواطنين عُزّل، لم يحملوا معهم سوى المصاحف والأعلام المغربية واكتسبت شعبية كبيرة، إذ كان قوامها من سكان المناطق الريفية، وبلغت نسبة النساء فيها 10%، ما يُعد خروجا على التقاليد المحافظة التي لم تكن تسمح للنساء بالمبيت خارج بيوتهن، دعم المواطنون المغاربة المسيرة ماديا، وقدموا للمشاركين فيها الماء والطعام اللازم.[82]
نجح المغرب في ضم الصحراء الغربية بعد هذه المسيرة التي اعتُبرت أكبر مسيرة على الإطلاق في أفريقيا، ومثلت انتصارًا للملك الحسن الثاني الذي نجح في توحيد صفوف القوى الوطنية ولجم المعارضة، لكن مقابل هذا النجاح، اندلعت في فبراير عام 1976 مواجهات لم تهدأ حتى اليوم، عندما إعلنت جبهة البوليساريو إقامة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في منطقة الصحراء.[82]
انتفاضة الخبز عام 1984
جاءت انتفاضة 1984 نتيجة تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب بسبب انخفاض أسعار الفوسفات في السوق الدولية، والإنفاق الضخم على التسليح بسبب حرب الصحراء الذي كان يكلف الدولة حوالي مليون دولار يوميًا، مما حذا بالنظام المغربي إلى الاستدانة من البنوك الدولية من أجل تغطية كل هذه المصاريف لتصل ديونه الخارجية آنذاك إلى 7 مليون دولار، فعملت الدولة (بناءًا على توصية من البنك الدولي) على رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية والغاز والوقود بنسب ترواحت من 18-20%، بالإضافة إلى فرض رسوم على الخدمات الإجتماعية كالتعليم.[83]
أما بالنسبة للريف فقد اضطر أغلب سكانه إلى الهجرة إلى أوروبا لضمان قوت عيالهم وأسرهم، والذين آثروا البقاء امتهنوا التهريب عبر مليلية لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، فرض النظام المغربي في سنة 1983 على الراغبين في الدخول لمليلية رسومًا، مما ولد لدى سكان الريف شعورًا بالغضب والاحتقان أشعل أولى شرارات الانتفاضة.[83]
كانت الحركة الاحتجاجية في منطقة الريف محصورة بالتلاميذ داخل أسوار الاعداديات والثانويات، وسرعان ما انتشرت إلى الشوارع في مظاهرات واسعة عمت مدن الناظور والحسيمة وتطوان والعرائش والقصر الكبير وغيرها من المدن تطالب فيها بتحسين الاوضاع الاقتصادية ودعم المواد الاساسية ومجانية الخدمات الاجتماعية، وكان رد فعل النظام قويًا فتدخل الجيش المغربي خصوصًا في مدينة الناظور مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى قدرته بعض الاوساط الحقوقية بالمئات بالإضافة إلى العديد من الجرحى، وقد تلت الاحداث حملة اعتقالات واسعة وفرض حظر التجول.[83]
في 22 يناير عام 1984 ألقى الملك الحسن الثاني خطابًا وصف فيه سكان الريف بالأوباش والمهربين والفوضويين، بل وذكرهم (سكان الريف) بما قام به في نهاية الخمسينات رفقة الجنرال أوفقير في حقهم بقوله : ” «وسكان الشمال يعرفون ولي العهد، و من الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب» “ وبرر ما حدث بالريف ومناطق أخرى بالمؤامرة الخارجية فقال: ” «لما كنت سنة 1981 على أهبة السفر إلى نيروبي وقعت أحداث الدار البيضاء، فهل سمعتني أقول أنها مؤامرة و مؤامرة متعددة الأطراف ؟ و لكنني اليوم أقول أنها مؤامرة و مؤامرة متعددة الأطراف».[83]
صرح التلفزيون الرسمي على لسان رئيس الوزراء في يوم الاربعاء 25 يناير 1984 أن عدد القتلى على المستوى الوطني لا يتجاوز 29 وعدد الجرحى 114.[83] في 28 أبريل 2008 اكتشفت مقبرة جماعية بثكنة الوقاية المدنية بالناظور استخرجت منها 16 جثة، وأكدت هيئة الإنصاف والمصالحة بأن المقبرة تعود لضحايا أحداث 1984 وهي المقبرة التي تحدث عنها الرأي العام المحلي على أساس أنها موجودة بتاويمة، وكان رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قد نفى علمه بوجود أي مقبرة جماعية، وقال في إحدى تصريحاته الصحفية: أن ما يسمى بأحداث الريف صندوق أسود في تاريخ المغرب المعاصر.[83]
الشؤون الإسلامية والدينية
نص الدستور المغربي في عهد الملك الحسن الثاني بأن المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، وجاء في الفصل السادس منه : “الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”، أكد الملك الحسن الثاني هذا المبدأ قائلا: “«أردنا بذلك أن نوضح أن المغرب كدولة إسلامية وفي لفكرة الإسلام الصحيح، ويضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية. ومن المؤكد أن الديانة اليهودية يمكن ممارستها بكل حرية، وكذا الشأن في ما يخص الديانة المسيحية، لأنها ديانات أهل الكتاب يقرها الإسلام ويفرض الإيمان بأنبيائها».”[84]
في صيف سنة 1985، وفي أول حدث في تاريخ البابوية آنذاك، زار البابا يُوحنا بولس الثاني رئيس الكنيسة الكاثوليكية لأول مرة المملكة المغربية، بدعوة من الملك الحسن الثاني الذي كان قد زاره في مقره في الفاتيكان سنة 1980 باعتباره رئيسًا للجنة القدس ووجّه إليه دعوة رسمية لزيارة المملكة، كان الملك الحسن الثاني قد تولى منذ المؤتمر العاشر لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي انعقد بفاس في مايو 1979 رئاسة لجنة القدس التي أسندت لها مهمة مخاطبة العالم غير الإسلامي، وهو ما برر زيارة الملك الحسن الثاني إلى الفاتيكان في 2 أبريل 1980.[85]
انعكست زيارة الملك الحسن الثاني للفاتيكان إيجابًا على العلاقات بين المغرب والفاتيكان، فقد صدر بعد أربعة أعوام من تلك الزيارة ظهير ملكي يشدد على حق الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب في ممارسة مهامها بحرية، خاصة في ما يتصل بحرية العبادة والتعليم الديني وإنشاء إطار قانوني للتعايش السلمي بين المسلمين والكاثوليك.[86]
كانت زيارة البابا للمغرب الزيارة تاريخيةً بكل المقاييس فقد كانت تلك أول مرة يستقبل فيها حبر أعظم من قبل رئيس دولة إسلامية.[85] وحين وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء وجد في استقباله الحسن الثاني، وقبل الأرض تحيةً وإجلالاً بعد نزوله من الطائرة. كما كان في استقباله حشود غفيرة من المغاربة على طول المسافة التي قطعها الموكب.[86]
حلّ البابا يُوحنا بولس الثاني بمدينة الدار البيضاء وأجرى مباحثات مع الحسن الثاني استغرقت أربعين دقيقة، قبل أن يلتقي بالمجلس العلمي الأعلى ويلقي خطاباً باللغة الفرنسية بالمجمع الرياضي محمد الخامس أمام حوالي مائة ألف من الشباب المسلمين، ودعا في هذا اللقاء غير المسبوق المسيحيين والمسلمين إلى تعارف أفضل من أجل بناء السلام ومد جُسور الحوار.[86] في كتاب “ذاكرة ملك”، أعطى الملك الحسن الثاني انطباعه حول البابا يوحنا بولس الثاني بعد لقائه أكثر من مرة، حيث قال إنه “رجل يتمتع بشخصية فذة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ ذلك أنه يؤثر حقاً في الآخرين”.[86]
يذكر أنه في عام 1962 أثيرت بالمغرب قضية البهائيين، عندما أخبر عن وجود نشاط لعناصر من البهائيين في شمال البلاد بمدينة الناظور يدعون لمذهب البهائية، وهو دين ظهر بإيران ويدعي بأنه يعتنق كل الأديان السماوية. وقد حمل السيد علال الفاسي الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الشؤون الإسلامية القضية أمام المحاكم، فاعتقل أربعة عشر بهائيا بتهمة إفساد الشباب وتكوين جمعية من الأشرار والمس بالإسلام والأمن العام.[84]
أثارت هذه القضية ردود فعل دولية حول مدى مصداقية تشبث المغرب باحترام حقوق الإنسان ومنها حرية المعتقد، إذ طلب السيد ميشيل بلوم رئيس الجامعة الدولية لحقوق الإنسان آنذاك من السيد ليوبولد سيدار سنغفور عضو أكاديمية المملكة المغربية التدخل لدى الحسن الثاني لصالح البهائيين الذين يضطهدون في المغرب، فأوضح السيد ليوبولد أنه لا يوجد في المغرب تمييز عنصري ولا تمييز ديني، بل إنَّ القضية مجرد دفاع الملك عن الانحرافات الماسة أولًا بالدين الإسلامي وثانيا بالأخلاق العامة.[84]
علق الملك الحسن الثاني على هذه القضية قائلا: “«أردنا بذلك أن نوضح أن المغرب كدولة إسلامية وفي لفكرة الإسلام الصحيح، ويضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية، ومن المؤكد أن الديانة اليهودية يمكن ممارستها بكل حرية، وكذا الشأن في ما يخص الديانة المسيحية، لأنها ديانات أهل الكتاب يقرها الإسلام ويفرض الإيمان بأنبيائها» وأضاف: «وهذا لا يعني أن المغرب سيرضى بإقامة شعائر البهائيين وغيرهم في الساحات العمومية، إن المغرب دولة إسلامية متسامحة مع ديانات أهل الكتاب المنزلة الذين يؤمنون بوحدانية الله».[84]
صدرت ثلاثة أحكام بالإعدام على ثلاثة أعضاء منهم على اعتبار أنهم مرتدين عن الدين الإسلامي، واعتبر الملك الحسن الثاني هذه الأحكام ابتدائية قابلة للاستئناف لأنها ليست نهائية، ورفعا لأي لبس حول تناقض خطاب المغرب حول المسألة الدينية قال الحسن الثاني: “…إذ تضمن ملكيتنا حرية الأديان فإنها تؤمن بحرية الأديان الحقيقية كالإسلام والمسيحية واليهودية؛ وفيما يتصل بالبهائية فإنها ليست دينا ولا طريقة، ولكنها شيء آخر، إنها انحراف مناف للنظام العام وللآداب، وشأنها شأن الترخيص لأي كان بالتجول عاريا”.[84]
أما ردود الفعل على المستوى الوطني فكانت من حزب الاستقلال، إذ كتب أحمد بنكيران في صحيفة ليفار: «الحكم الذي صدر في مدينة الناظور قضى على عمل جماعة من التائهين الذين اعتنقوا مذهبا مشركا بالله يخالف الأديان السماوية»، بينما وصف أحمد رضا اجديرة هذه الأحكام بالقاسية، وبأنها لا تتلاءم والتسامح الديني في المغرب.[84]
الأعمال الإنسانية والتنموية
مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج
أنشأت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج سنة 1990 من قبل الملك الحسن الثاني وهي مؤسسة غير ربحية ، تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي. والهدف الأساسي لإنشاءها هو ضمان استمرار العلاقات الأساسية التي تربط المغتربين المغاربة بوطنهم، وإلى مساعدتهم على تذليل الصعوبات التي تعترضهم بسبب اغترابهم.[87]
مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية
وفاته
في يوليو عام 1999، حضر الملك الحسن الثاني الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في باريس وكان هذا آخر نشاط رسمي له، بدا الملك آنذاك مرهقًا ومتعبًا بعدما هزلت حاله، أما آخر من قابله من الرؤساء فكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الأربعاء 21 يوليو 1999، شوهد الملك الحسن الثاني لآخر مرة في المغرب يقود سيارة مكشوفة بنفسه من الرباط إلى مقر إقامته الصيفية في الصخيرات، ويجلس إلى جانبه الملك محمد السادس ووراءهما الأمير رشيد وكانت السيارة تعبر طريق الكورنيش على ضفاف الساحل الأطلسي بين الرباط والصخيرات؛ وقد وضع الأمير رشيد يديه على كتفي أخيه محمد بن الحسن ووالده الملك الراحل.[54]
أصيب الملك الحسن الثاني بمشاكل رئوية في أكتوبر عام 1995 أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وخضع منذ ذلك الوقت لمراقبة الأطباء. وفي صباح يوم الجمعة الموافق 22 يوليو 1999 وأثناء وجوده في قصره في الصخيرات، شعر الملك الحسن الثاني بوعكة صحية فاتصل بطبيبه الخاص وشرح له ما يعاني من متاعب، وبعد ذلك الاتصال بعشر دقائق شعر الملك فجأة باضطراب في نبضات القلب، فنقل على الفور إلى العيادة الملكية في الرباط الواقعة ضمن حرم القصر الملكي، لكن الأطباء اعتبروا وقتها أن حالته الصحية ليست بتلك الخطورة.[88]
في ضحى يوم الجمعة؛ غاب الملك فجأة عن الوعي ثم دخل في غيبوية ما أثار هلع أطبائه، فأدخلوا أنبوب إلى قصبة الرئة؛ لتأمين دخول الهواء إلى الرئتين وقرروا نقله إلى مستشفى ابن سينا ووضعه تحت المراقبة الطبية، لكن الملك كان في حالة غيبوية وكان يعتبر متوفياً من الناحية الإكلينيكية. إذ كانت في الواقع تلك الغيبوبة بلغت مرحلة حرجة لا يستجيب فيها القلب والرئتان لأي محاولات لتنشيطهما. وقرر المحيطون بالملك إرساله على الفور إلى باريس حيث شرعوا في إجراء اتصالات بمستشفى (دي لا سالبيتريير) لكن وضعه كان بلغ مرحلة يتعذر معها نقله. بذلت كل المحاولات الممكنة لتنشيط جهازه التنفسي؛ إلا أن أعضاء جسمه بدأت تختل وظائفها تدريجيًا، حتى فقد قلبه حيويته تماماً وبذل الأطباء محاولات أخيرة لإعادة نبضات القلب من جديد بلا جدوى.[88]
في يوم الجمعة 23 يوليو 1999 الساعة 16:30 بتوقيت جرينتش،[89] توفي الملك الحسن الثاني في مستشفى ابن سينا بالرباط عن عمر يناهز 70 عاما إثر نوبة قلبية، وكان قد نقل إلى ذات المستشفى في وقت سابق من ذلك اليوم بسبب إصابته بالالتهاب الرئوي الخلالي الحاد.[90][91] أعلنت الحكومة المغربية الحداد لأربعين يومًا، وأُلغيت الفعاليات الترفيهية والثقافية وأغلقت المؤسسات العامة والعديد من المحال التجارية أبوابها فور ورود أنباء وفاة الملك.[92] كما أُعلن عن الحداد في العديد من البلدان الأخرى معظمها من الدول العربية.[93]
شيعه أكثر من مليوني مغربي في جنازة مهيبة،[94] وأقيمت له مراسم جنازة وطنية في الرباط حضرها أكثر من 40 رئيس دولة أبرزهم بيل كلينتون وجاك شيراك وياسر عرفات وعبد العزيز بوتفليقة وعبد الله الثاني ملك الأردن وإيهود باراك وكارلو أزجليو تشامبي وحسني مبارك وخوان كارلوس الأول وجابر الأحمد الصباح وحافظ الأسد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء.[94][95] انطلق موكب الجنازة في جو مهيب من القصر الملكي على متن عربة عسكرية مكشوفة ووضع جثمان الملك الحسن الثاني في تابوت خشبي وغطي بقماش أحمر ولف بقماش أخضر آخر رمز الإسلام ودفن في ضريح محمد الخامس المطل على نهر رقراق،[96][97] وقد سار زعماء ورؤساء وممثلو حكومات دول العالم في مقدمة الموكب سيرًا على الاقدام لمسافة ثلاثة كيلومترات.[98] تولى بعده إبنه البكر الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية بحسب خط الخلافة على العرش المغربي.[99][100]
في كل عام في اليوم الموافق لوفاة الحسن الثاني يزور الملك محمد السادس قبر والده ويترأس حفلاً دينياً إحياءً لذكرى وفاته.[101]
حياته الخاصة
نسبه
ينتمي الملك الحسن الثاني لسلالة العلويين الفلاليين الهاشميين، ويعود نسبه إلى النبي محمد من ابنته فاطمة الزهراء.
فنسبه هو الحسن الثاني بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله الخطيب بن إسماعيل بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.[102][103]
زواجه وعائلته
تزوج الملك الحسن الثاني مرتين: كانت الأولى من للا فاطمة أمهروق بنت القائد امهروق، وفي عام 1961 تزوج للمرة الثانية من للا لطيفة حمو من قبائل زيان الأمازيغية بوسط المملكة وهي بنت أحد كبار شيخ قبيلة زايان، كانت الاميرة التي تلقب بـ (أم الشرفاء) قد ولدت باسم (فاطمة حمو) ولكن أطلق عليها اسم (لطيفة) تجنبًا للخلط بينها وبين (فاطمة) الزوجة الأولى للملك الحسن الثاني.
أنجبت للا لطيفة حمو للملك الحسن الثاني 5 أبناء:
- الأميرة للا مريم (مواليد 26 أغسطس 1962)
- الملك محمد السادس (مواليد 21 أغسطس 1963)، ملك المملكة المغربية الثالث والعشرون من الأشراف العلويين.
- الأميرة للا أسماء (مواليد 29 سبتمبر 1965)
- الأميرة للا حسناء (مواليد 19 نوفمبر 1967)
- الأمير مولاي رشيد (مواليد 20 يونيو 1970)
أعماله الأدبية
- ذاكرة ملك: مجموعة من المقابلات الصحفية التي أجراها الصحفي الفرنسي إريك لوران مع ملك المغرب الأسبق الحسن الثاني في عام 1993. يؤرخ لحقبتين مغربية مهمة، حقبة الملك محمد الخامس والد الحسن الثاني، وحقبة الملك الحسن الثاني نفسه.
الحسن الثاني في الأدب والثقافة
صدرت عدة مؤلفات عن حياة الملك الحسن الثاني، سلطت الضوء على أبرز المحطات في حياته ومسيرته السياسية ونضاله من أجل الاستقلال ورسائله وخطبه وحتى حياته الخاصة وزواجه أهمها:
- صديقنا الملك: كتاب ألفه الكاتب الفرنسي جيل بيرولت عام 1990.
- الحسن الثاني الملك المظلوم: من تأليف الصحفي المغربي مصطفى العلوي. يحاول الكاتب تغيير رؤيه القارى عن الملك من صفة الظالم إلى صفة المظلوم دون تبرير الخروقات التي وقعت في حياته من فساد واعتقالات أبشعها سجن تازمامارت الرهيب واغتيالات في صفوف السياسيين والمؤسسة العسكرية.[104]
انظر أيضًا
مصادر
مراجع
- ^ أ ب عبد الرحمن بن زيدان (1356هـ - 1937م). الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة. الرباط - المغرب: المطبعة الاقتصادية. ص. 145. مؤرشف من الأصل (pdf) في 15 ديسمبر 2019.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب AIT AKDIM, Youssef (28 Apr 2017). "Le temps qui passe n'éteint pas la colère d'Al-Hoceima, dans le nord du Maroc". Le Monde (بfrançais). Archived from the original on 2022-01-25. Retrieved 2022-01-25.
- ^ Limited، Elaph Publishing (25 أبريل 2008). "الحسن الثاني .. سنوات الحكم ومحاولات الاغتيال". Elaph - إيلاف. مؤرشف من الأصل في 2022-10-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-15.
- ^ أ ب GREGORY، Joseph (24 يوليو 1999). "Hassan II of Morocco Dies at 70; A Monarch Oriented to the West". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2020-02-03.
- ^ Kwame Badu Antwi-Boasiako; Okyere B. "Traditional Institutions and Public Administration in Democratic Africa", (2009), p. 130. نسخة محفوظة 2022-01-22 على موقع واي باك مشين.
- ^ Hazan، Pierre (2006). "Morocco: Betting on a Truth and Reconciliation Commission". US Institute of Peace. مؤرشف من الأصل في 2022-01-25.
- ^ "Ahl al-Bayt". Encyclopædia Britannica (بEnglish). Archived from the original on 2022-07-10. Retrieved 2022-02-10.
- ^ أ ب ت ث ج Miller، Susan Gilson (2013). A History of Modern Morocco. New York: Cambridge University Press. DOI:10.1017/CBO9781139045834. ISBN:978-1-139-62469-5. OCLC:855022840. مؤرشف من الأصل في 2020-07-02.
- ^ أ ب Hassan II، King of Morocco (1993). La mémoire d'un roi : entretiens avec Eric Laurent. Éric Laurent. Paris: Plon. ISBN:2-259-02596-X. OCLC:28547610. مؤرشف من الأصل في 2022-01-25.
- ^ "قضية المهدي بن بركة تعود للواجهة بقوة في المغرب بعد مرور نصف قرن على اختطافه". CNN Arabic. 30 أكتوبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2022-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-06.
- ^ أ ب ت "Al Moqatel - السِّير الذاتية للشخصيات، في المغرب". www.moqatel.com. مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-14.
- ^ "La Conférence d'Anfa, une étape décisive dans l'histoire de la deuxième guerre mondiale". Maroc.ma (بfrançais). 21 Jan 2018. Archived from the original on 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
- ^ "Lesson of Casablanca Conference Timely After 50 Years: Have Clear Goals". مؤرشف من الأصل في 2022-04-18.
- ^ "His Majesty King HASSAN II". Moroccan Ministry of Communication. 11 أكتوبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2004-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-15.
- ^ Benmansour، Abdelouahab (1969). Hassan II, sa vie, sa lutte, ses réalisations. Rabat: Imprimerie Royale.
- ^ Lugan، Bernard (1992). Histoire du Maroc. Paris: Critérion. ISBN:9782741300229.
- ^ BENARGANE، Yassine. "Mohammed V à Tanger pour prononcer son discours historique". Yabiladi. مؤرشف من الأصل في 2022-09-13.
- ^ MOUHSINE، Réda. "5 choses à savoir sur le discours de Tanger prononcé par Mohammed V". Telquel. مؤرشف من الأصل في 2022-01-22.
- ^ "La visite historique de feu SM Mohammed V à Tanger, un tournant dans la marche du Maroc pour l'indépendance". MAP Express (بfr-FR). Archived from the original on 2021-04-15. Retrieved 2022-01-22.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Les visites historiques de feu SM Mohammed V à Tanger et à Tétouan, brillante illustration de la forte symbiose entre le Trône et le peuple". Maroc.ma (بfrançais). 9 Apr 2019. Archived from the original on 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
- ^ أ ب Neumann، Robert G. (1980). "Review of The Challenge: The Memoirs of King Hassan II of Morocco, King Hassan, II". Middle East Journal. ج. 34 ع. 1: 79–80. ISSN:0026-3141. JSTOR:4325990. مؤرشف من الأصل في 2022-01-25.
- ^ GREGORY، Joseph (24 يوليو 1999). "Hassan II of Morocco Dies at 70; A Monarch Oriented to the West". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2022-04-28.
- ^ Slyomovics، Susan (2001). "A Truth Commission for Morocco". Middle East Report ع. 218: 18–21. DOI:10.2307/1559305. ISSN:0899-2851. JSTOR:1559305. مؤرشف من الأصل في 2022-01-29.
- ^ أ ب "دعوة الحق - نص الظهير الشريف الذي أسند بمقتضاه الملك محمد الخامس ولاية العهد إلى صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2020-02-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ نص الظهير الشريف الذي أسند بمقتضاه الملك محمد الخامس ولاية العهد إلى صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني مجلة دعوة الحق، العدد 282 شعبان 1411/ مارس 1991 نسخة محفوظة 15 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "الحسن الثاني وانشغالات الوحدة الترابية". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 11 نوفمبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ "Al Moqatel - السِّير الذاتية للشخصيات، في المغرب". www.moqatel.com. مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ أ ب "ذكرى استرجاع سيدي إفني.. منعطف تاريخي حاسم في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية الكاتب | MAP". www.mapnews.ma. مؤرشف من الأصل في 2022-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ "وفاة محمد الخامس .. لغز العملية الجراحية الذي لم يُحلْ". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 10 يوليو 2014. مؤرشف من الأصل في 2022-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ أ ب "دعوة الحق - الخطاب الأول لجلالة الملك الحسن الثاني". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2020-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ أ ب "مواقف ومنجزات باني المغرب الحديث". مؤرشف من الأصل في 2020-08-06.
- ^ 01 (24 Jul 2015). "16 سنة على رحيل الملك الحسن الثاني الذي حكم المغرب بقبضة من حديد". رأي اليوم (بen-US). Archived from the original on 2022-10-18. Retrieved 2022-10-17.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب فاروق، مهداوي (30 أبريل 2020). "دستور 1962...هكذا استطاعت الملكية محاصرة الأحزاب والاستفراد بالحكم". فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة. مؤرشف من الأصل في 2022-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ "ذكرى استرجاع سيدي إفني.. منعطف تاريخي حاسم في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية الكاتب | MAP". www.mapnews.ma. مؤرشف من الأصل في 2022-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ أ ب ت ث ج "تطور حقوق الإنسان على المستويين الدولي والوطني | Conseil National des Droits de l'Homme". www.cndh.ma. مؤرشف من الأصل في 2018-02-08. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ 01 (24 Jul 2015). "16 سنة على رحيل الملك الحسن الثاني الذي حكم المغرب بقبضة من حديد". رأي اليوم (بen-US). Archived from the original on 2022-10-18. Retrieved 2022-10-18.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب ت ث ج "دعوة الحق - التوجيهات السامية في ميدان التربية والتعليم وآفاق إصلاحه في "الميثاق الوطني"". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2022-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ أ ب "جميع رؤساء الحكومة المغربية على مر التاريخ - التغييرات". www.ataghyirat.com. 23 ديسمبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2022-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ أ ب "أول رئيس وزراء من المعارضة: شاهد على تحديات المغرب طويلة الأمد". 1 يوليو 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ "Marocanisation : Le coup de poker tenté par Hassan II". Zamane (بfr-FR). 14 Jan 2022. Archived from the original on 2022-10-21. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Hassan II brosse un sombre tableau de l'agriculture". Le Monde.fr (بfrançais). 6 Mar 1981. Archived from the original on 2022-10-21. Retrieved 2022-03-09.
- ^ "Marocanisation : Un système et des échecs". Aujourd'hui le Maroc (بfr-FR). Archived from the original on 2021-09-23. Retrieved 2019-07-17.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Guy Sorman, avocat de l'islam – Jeune Afrique". JeuneAfrique.com (بfr-FR). Archived from the original on 2022-10-21. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Les opérations de privatisation au Maroc démarreront début 93". Les Echos (بfrançais). 28 Dec 1992. Archived from the original on 2022-10-21. Retrieved 2022-02-13.
- ^ "Maroc. Le roi, son or et le groupe Managem". 30 مايو 2019. مؤرشف من الأصل في 2022-10-22.
- ^ Balafrej, Ahmed (1 Jun 1962). "La charte de Casablanca et l'unité africaine". Le Monde diplomatique (بfrançais). Archived from the original on 2022-03-19. Retrieved 2022-03-09.
- ^ "LES RELATIONS FRANCO-MAROCAINES sont actuellement excellentes déclare le roi Hassan II". Le Monde.fr (بfrançais). 8 Sep 1961. Archived from the original on 2022-03-09. Retrieved 2022-03-09.
- ^ أ ب ت ث ج ح "6 أكتوبر 1973..عندما حطم الجنود المغاربة والعرب أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر المزيد... : https://www.yabiladi.ma/articles/details/58149/%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1-1973-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%B7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF.html". مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
{{استشهاد ويب}}
: line feed character في|عنوان=
في مكان 85 (مساعدة) وروابط خارجية في
(مساعدة)|عنوان=
- ^ "2 غشت 1990 التاريخ الأسود للعرب.. عندما خاطب الملك الراحل الحسن الثاني العرب بعد غزو صدام حسين للكويت". برلمان.كوم. 2 أغسطس 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ أ ب ت ث ج Yabiladi.com. "تاريخ: حينما حاول الحسن الثاني إقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت". www.yabiladi.ma. مؤرشف من الأصل في 2022-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ أ ب "Al Moqatel - المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"". www.moqatel.com. مؤرشف من الأصل في 2022-08-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ أ ب akhbarona.com. "أهمية القضية الفلسطينية لدى المغفور له الملك الحسن الثاني". akhbarona.com (بar-MA). Archived from the original on 2021-01-11. Retrieved 2022-10-15.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "الحسن الثاني يفاجئ مبعوث القذافي بموافقته على الوحدة بين المغرب وليبيا". مؤرشف من الأصل في 2022-10-18.
- ^ أ ب ت ث "Al Moqatel - السِّير الذاتية للشخصيات، في المغرب". www.moqatel.com. مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-19.
- ^ أ ب ت https://www.trtarabi.com/explainers/يوم-تقاتل-الإخوة-ماذا-تعرف-عن-حرب-الرمال-بين-المغرب-والجزائر-6811174. "يوم تَقاتَل الإخوة.. ماذا تعرف عن "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر؟". يوم تَقاتَل الإخوة.. ماذا تعرف عن "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر؟ (بar-AR). Archived from the original on 2022-10-21. Retrieved 2022-10-19.
{{استشهاد ويب}}
: روابط خارجية في
(help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)|الأخير=
- ^ أ ب ت ث ج "العلاقات الجزائرية-المغربية.. عقود من التوتر والمدّ والجزر". euronews. 24 أغسطس 2021. مؤرشف من الأصل في 2022-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ "الملك الحسن الثاني.. في البيت الأبيض". جريدة القبس. مؤرشف من الأصل في 2022-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ "في 1992 دعا الملك الحسن الثاني دونالد ترامب لزيارة المغرب". مؤرشف من الأصل في 2021-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ أ ب "الملك الحسن الثاني.. في البيت الأبيض". جريدة القبس. مؤرشف من الأصل في 2022-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-20.
- ^ أ ب ت Yabiladi.com. "12 نونبر 1984..عندما انسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية احتجاجا على قبولها عضوية البوليساريو". www.yabiladi.ma. مؤرشف من الأصل في 2021-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ لعـــــرج، محمد (23 يوليو 2019). "20 سنة على رحيل الحسن الثاني.. سنوات الرصاص وزمن الانقلابات والصراع على السلطة". فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة. مؤرشف من الأصل في 2022-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ أ ب ت Mohamed، ESSAFI (13 يوليو 2020). "المنبر الحر | حتى لا ننسى ذكرى محاولة انقلاب الصخيرات". الأسبوع الصحفي. مؤرشف من الأصل في 2022-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ أ ب ت ث cfeditor (10 يوليو 2021). "انقلاب الصخيرات.. ضحايا يطالبون بالإنصاف وبلدة تعاني من تهميش مستمر [وثائقي]". Morocco. مؤرشف من الأصل في 2022-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ Sater، James N. (30 نوفمبر 2009). Morocco: Challenges to Tradition and Modernity. Routledge. ISBN:978-0-203-86409-8. مؤرشف من الأصل في 2022-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-07-22.
- ^ Binebine، Aziz (2009). Tazmamort : récit. Paris: Denoël. ISBN:978-2-207-26058-6. OCLC:303029096. مؤرشف من الأصل في 2022-08-17.
- ^ Pierre Doublet (2 Mar 2006). "Le complot de Skhirat". ليكسبريس (بfrançais). Archived from the original on 2022-01-28. Retrieved 2015-07-22.
- ^ CAU، Jean (24 يوليو 1971). "La Tragedie Marocaine". باري ماتش. ع. 1159. ص. 14–30.
- ^ Hess, John L. (13 Jul 1971). "MOROCCO MUTINY STILL A MYSTERY". The New York Times (بen-US). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-08-17. Retrieved 2022-08-17.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب "Coup d'Etat des aviateurs: L'incroyable fuite d'Amekrane à Gibraltar". Zamane (بfr-FR). 18 Jun 2020. Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "Le souverain a échappé par deux fois aux tirs des aviateurs rebelles". Le Monde (بfrançais). 18 Aug 1972. Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
- ^ Pautard, André; Axelrad, Madeleine (2 Mar 2006). "La seconde tentative de coup d'Etat". L'Express (بfrançais). Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
- ^ "Le coup d'Etat des aviateurs a fait huit morts". Zamane (بfr-FR). 5 Aug 2019. Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب Anyangwe، Carlson (2012). Revolutionary Overthrow of Constitutional Orders in Africa. Mankon, Bamenda: Labngaa Research & Publishg CIG. ISBN:978-9956-727-57-5. OCLC:807760233. مؤرشف من الأصل في 2022-02-06.
- ^ TEMPEST, Rone (16 Apr 1991). "Profile : Morocco's Hassan Survives Africa's Political Minefield". Los Angeles Times (بen-US). Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ GREGORY، Joseph (24 يوليو 1999). "Hassan II of Morocco Dies at 70; A Monarch Oriented to the West". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2022-04-28.
- ^ "Les procès politique du temps de Hassan II". Telquel.ma (بfrançais). Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
- ^ أ ب ت ث "Morocco Executes 11 for Role in Plot to Assassinate Hassan". The New York Times (بen-US). 14 Jan 1973. ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ Nyrop، Richard F.؛ Nelson، Harold D. (1978). Morocco, a country study. DA pam 550 ; 49. Washington: Dept. of Defense, Dept. of the Army : for sale by the Supt. of Docs., U.S. Govt. Print. Off. مؤرشف من الأصل في 2022-02-04.
- ^ BENARGANE, Yassine. "Coup d'Etat de 1972 : Du Maroc à Gibraltar, quand la CEDH donnait raison à la veuve d'Amekrane contre le Royaume-Uni". Yabiladi (بfrançais). Archived from the original on 2022-08-18. Retrieved 2022-02-06.
- ^ Henry Giniger (18 Aug 1972). "KEY MOROCCO AIDE APPARENT SUICIDE". The New York Times (بen-US). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
{{استشهاد بخبر}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب ت ""3 مارس 1973" .. عندما واجهَ الحسن الثّاني آخر محاولة انقلابية". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 3 مارس 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-10-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-14.
- ^ أ ب ت ث ج ح "المسيرة التي دعا إليها ملك المغرب فانتهت بإعلان "الجمهورية الصحراوية"". BBC News عربي. مؤرشف من الأصل في 2022-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-13.
- ^ أ ب ت ث ج ح "أحداث 1984 بالريف بين الذاكرة ومحاولة المصالحة:". مغرس. مؤرشف من الأصل في 2022-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ أ ب ت ث ج ح "موقف الحسن الثاني من البهائية". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 4 ديسمبر 2017. مؤرشف من الأصل في 2022-10-23. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ أ ب "الحسن الثاني ويوحنا بولس الثاني.. حينما استقبل زعيم الضالين زعيم الكفار". تيل كيل عربي. مؤرشف من الأصل في 2022-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ أ ب ت ث "عندما سجد "البابا" على أرض المغرب ورفض الملك سيارة مُصفحة". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 21 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-17.
- ^ "المؤسسة في سطور – مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج". مؤرشف من الأصل في 2022-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-18.
- ^ أ ب "Al Moqatel - السِّير الذاتية للشخصيات، في المغرب". www.moqatel.com. مؤرشف من الأصل في 2020-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ Mataillet, Dominique. "Mort de Hassan II". JeuneAfrique.com (بfr-FR). Archived from the original on 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ "La mort de Hassan II, roi du Maroc". Le Monde (بfrançais). 25 Jul 1999. Archived from the original on 2022-01-22. Retrieved 2022-01-22.
- ^ "La cause du décès de S.M. le Roi: Un infarctus du myocarde". L'Economiste (بfrançais). 23 Jul 1999. Archived from the original on 2022-01-23. Retrieved 2022-01-22.
- ^ "Mourning of Hassan II". مؤرشف من الأصل في 2009-11-08.
- ^ CHEN، Edwin؛ WILKINSON، Tracy (26 يوليو 1999). "World Leaders Join 2 Million at King's Funeral". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 2022-04-28.
- ^ أ ب "ذكرى وفاة الحسن الثاني.. حين بكى المغرب "أب الأمة"". العين الإخبارية. 24 يوليو 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-12.
- ^ "Tribute to His Majesty Hassan II, late King of Morocco - GA plenary meeting - Verbatim records (excerpts)". Question of Palestine (بen-US). Archived from the original on 2022-10-12. Retrieved 2022-01-26.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ Dolhem, Nancy (1 Jul 2001). "Le règne de Hassan II (1961-1999). Une espérance brisée". Le Monde diplomatique (بfrançais). Archived from the original on 2022-02-13. Retrieved 2022-02-13.
- ^ "Biographie de Sa Majesté Mohammed VI". Maroc.ma (بfrançais). 13 Apr 2013. Archived from the original on 2022-07-01. Retrieved 2022-02-13.
- ^ "وداع جياش شارك فيه مليونا مغربي واكثر من30 زعيما: تشييع الحسن الثاني في اكبر جنازة شعبية ورسمية". www.albayan.ae. مؤرشف من الأصل في 2021-09-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-16.
- ^ KESSEL، Jerrold. "Morocco's King Hassan buried as thousands mourn". CNN. مؤرشف من الأصل في 2018-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-26.
- ^ "King Hassan II Funeral" (بEnglish). NPR. Archived from the original on 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.
- ^ بريس, أنفاس. "أمير المؤمنين يترأس حفلا دينيا إحياء لذكرى وفاة الملك الحسن الثاني". الكاتب (بfrançais). Archived from the original on 2020-08-13. Retrieved 2020-08-13.
- ^ الناصري، أحمد بن خالد. الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. مؤرشف من الأصل في 2020-04-09.
{{استشهاد بكتاب}}
:|موقع=
تُجوهل (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ:|بواسطة=
(مساعدة) - ^ "دعوة الحق - شجرة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني". www.habous.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2022-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-12.
- ^ "في كتابه "الملك المظلوم"، مصطفى العلوي يرسم صورة مغايرة للحسن الثاني الذي طبع المغرب حيا وميتا". مؤرشف من الأصل في 2022-01-16.
وصلات خارجية
- مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات
- هذا المقال غير مُرتبط بويكي بيانات
سبقه محمد الخامس |
ملك المغرب | تبعه محمد السادس |
سبقه المختار ولد داداه |
رئيس منظمة الوحدة الأفريقية | تبعه يعقوب جون |
الحسن الثاني بن محمد في المشاريع الشقيقة: | |