لغات العرب في القرآن
هذه مقالة غير مراجعة.(سبتمبر 2022) |
لغات العرب في القرآن وردت نصوص تؤكد أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش خاصة، وهم قوم النبي صلى الله عليه وسلم، وسكان مكة وما حولها، منها ما رواه البخاري، أن عثمان بن عفان قال لكتّاب المصاحف: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش؛ فإن القرآن أنزل بلسانهم». [صحيح البخاري، رقم: 3506].[1]
ومعنى قول عثمان: «نزل القرآن بلسان قريش». أي: معظمه، وأنه لم تقم دلالة قاطعة على أن جميعه بلسان قريش، فإن ظاهر قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} [سورة الزخرف، الآية: 3] أنه نزل بجميع ألسنة العرب، ومن زعم أنه أراد مضر دون ربيعة، أو هما دون اليمن، أو قريشا دون غيرهم، فعليه البيان؛ لأن اسم العرب يتناول الجميع تناولًا واحدًا.[2]
ومن أمثلة ما وقع في القرآن بغير لغة قريش: قال السيوطي: أخرج أبو عبيد، من طريق عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [سورة النجم، الآية: 61] قال: الغناء، وهي يمانية.[3]
أهمية المقال: يبيّن لنا هذا المقال أنّ غالب القرآن ومعظمه نزل بلغة قريش، ومكانة لغة قريش بين سائر لغات العرب قاطبة مما يزيد المقال فائدة وأهميّة.
القرآن نزل بلغة قريش
عن ابن عباس في قوله عز و جل: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [سورة الشعراء، الآية: 195] قال : بلسان قريش.[4]
وروى البخاري، أن عثمان بن عفان قال لكتّاب المصاحف: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش؛ فإن القرآن أنزل بلسانهم». [صحيح البخاري، رقم: 3506].[1]
أسباب نزول القرآن بلغة قريش
الأصلُ فيمن نزل القرآن بلغتهم قريش، وكان طبيعيا أن يكون القرآن بلغة قريش؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرشي، ثم ليكون هذا الكلام زعيمَ اللغات كلها، كما استمازت قريش من العرب بجوار البيت، وسقاية الحاج، وعمارةِ المسجد الحرام، وغيرها من خصائصهم؛ وقد ألف العرب أمرهم ذلك، واحتملوا عليه وأفردوهم به، فلأن يألفوا مثلَه في كلام الله أولى.
وهذه حكمة بالغة في سياسة أولئك الجفاة وتألفهم وضم نشرهم، فإن هذا القرآن لو لم يكن بلسان قريش ما اجتمع له العرب ألبتة، ولو كانت بلاغته مما يميت ويحيي، ثم كانواً لا يَعْدون في اعتبارهم إياه أنه ضَرب من تلك الضروب التي كانت لهم من خوارق العادات، كالسحر والكهانة وما إليهما، وهو الذي افترته قريش ليصرفوا به وجوه العرب ويميلوا رؤوسهم عن الإصغاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ساحر، وكاهن وشاعرَ، ومجنون. وتقوَّلوا من أمثال ذلك يبتغون به أن يحدثوا
في قلوب الناس لهذا الأمر خفة الشأن؛ وأن يهونوا عليهم منه بما هونته العادة، وهم كانوا أعلم بعادات القوم وما يبلغ بهم، حين قعدوا يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
وههنا أصل آخر، وهو أن القرآن لو نزل بغير ما ألفَه النبي صلى الله عليه وسلم من اللغة القرشية وما اتصل بها، كان ذلك مَغمزا فيه؛ إذ لا تستقيم لهم المقابلة حينئذ بين القرآن وأساليبه، وبين ما يأثرونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيهون ذلك على قريش، ثم على العرب، فيجدون لكل قبيلة مذهبا من القول فيه، فتنشق الكلمة، ثم يصير الأمر من العصبية والمشاحنة والبغضاء إلى حال لا يلتئم عليه أبداً، ولو أن شاعراً من شعرائهم ظهر فيهم بدين خيالي وأقامهم عليه، لكان من الرجاء والاحتمال أن يستجيبوا له دون صاحب القرآن الذي ينزل عليه بلغة غير لغة قبيلته.[5]
معنى نزول القرآن بلسان قريش أنه معظمه وليس كله
روى البخاري أن عثمان بن عفان قال لكتَّاب المصاحف: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش؛ فإن القرآن أنزل بلسانهم؛ ففعلوا ذلك».[6]
قال أبو بكر بن الباقلاني: معنى قول عثمان: «نزل القرآن بلسان قريش»، أي: معظمه، وأنه لم تقم دلالة قاطعة على أن جميعه بلسان قريش، فإن ظاهر قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} [سورة الزخرف، الآية: 3] أنه نزل بجميع ألسنة العرب، ومن زعم أنه أراد مضر دون ربيعة، أو هما دون اليمن، أو قريشًا دون غيرهم، فعليه البيان؛ لأن اسم العرب يتناول الجميع تناولًا واحدًا.[2]
لم فضلت لغة قريش على سائر اللغات؟
فضل الفراء لغة قريش على سائر اللغات، وزعم أنهم يسمعون كلام العرب؛ فيختارون من كل لغة أحسنها، فصفا كلامهم، وذكر قبح عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وعجرفة قيس.[7]
أمثلة لما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز
قال السيوطي: أخرج أبو عبيد، من طريق عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [سورة النجم، الآية: 61] قال: الغناء، وهي يمانية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة: هي بالحميرية.
وأخرج أبو عبيد، عن الحسن، قال: كنا لا ندري ما الأرائك حتى لقِيَنا رجل من أهل اليمن، فأخبرنا أن الأريكة عندهم: الحجلة فيها السرير.
وأخرج عن الضحاك في قوله تعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [سورة القيامة، الآية: 15] قال: ستوره، بلغة أهل اليمن.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله تعالى: {لَا وَزَرَ} [سورة القيامة، الآية: 11] قال: لا حيل، وهي بلغة أهل اليمن.[3]
المراجع
- ^ أ ب غانم التكريتي (1423هـ - 2003م). محاضرات في علوم القرآن (ط. الأولى). عمان: دار عمار. ص. 43.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين (1423هـ - 2002م). الموسوعة القرآنية المتخصصة. مصر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ج. 1. ص. 114.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب [الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة 1394هـ - 1974م: (2/ 106) https://shamela.ws/book/11728/488] نسخة محفوظة 2021-11-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ أبو عُبيد القاسم بن سلاّم. لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم. تم استيراده من الشاملة. ص. 3.
- ^ مصطفى صادق الرافعي (1425هـ - 2005 م). إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (ط. الثامنة). بيروت: دار الكتاب العربي. ص. 46.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ [صحيح البخاري، رقم 3506 https://shamela.ws/book/1681/5390] نسخة محفوظة 2022-09-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ [البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى، 1376هـ - 1957م: (1/ 284) https://shamela.ws/book/11436/301] نسخة محفوظة 2022-09-03 على موقع واي باك مشين.