كاشف (منظومة رادار)
منظومة كاشف الرادارية:[1] هي سلسلة من رادارات الإنذار المبكر الإيرانية عالية الحركة، التي تعمل على النطاق (S) لكشف الأهداف الجوية كصواريخ كروز والطائرات التي تعمل بدون طيار، والتي صنعتها جمهورية إيران بالإعتماد على خبراتها المحلية. وهذه المنظومة الرادارية التي دخلت الخدمة الفعلية في القوات المسلحة الإيرانية منذ عدة سنوات، تأتي بنسختين لكلٍ منهما خصائصه ومميزاته الخاصة به، وهما رادار كاشف-1 ورادار كاشف-2.[2] وقد تم عرضهما عام 2012م في العاصمة الإيرانية طهران بمناسبة الحرب العراقية-الإيرانية.[3] ويبلغ مدى رادار كاشف 1 حوالي (150) كيلومتر، وبقوة (800) كيلوواط، وتتبع ما يصل إلى 100 هدف في وقتٍ واحد.[4] يُذكَر ان معظم الرادارات المصنعة في جمهورية إيران تشمل أنواع رادارات كشف ورصد الأهداف الجوية، لكن هناك رادارات أخرى صُنِعَت في داخل البلاد لمراقبة الحدود المائية والبرية وكشف وتعقب الأهداف البرية مثل العربات وحتى الأشخاص.[5]
الهدف الأساسي من صنع جمهورية إيران للرادارات
نشرت جمهورية إيران أكثر من 3 آلاف قاعدة للدفاع الجوي في أرجاء مختلفة من جمهورية إيران. وقد تم تحديث مقرات الرادارات المنتشرة في أرجاء البلاد رغم الحظر الغربي المفروض على جمهورية إيران بحسب ما أكده قائد مقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي في الجيش الإيراني العميد فرزاد اسماعيلي. حيث قال «لو كانت قواتنا لا تمتلك هذه التقنية لكنا نتذوق الهزيمة في فترة الحرب الإلكترونية وما كان باستطاعتنا الكشف عن العديد من طائرات العدو». وشدد على ان مقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي يتولى مهمة دقيقة وحساسة في الدفاع عن المراكز الحيوية والحساسة خاصةً المنشآت النووية في البلاد. وكشف اسماعيلي عن تصميم وإنتاج جيل جديد من رادارات «اتش اف» و «في اتش اف» من قبل الخبراء الإيرانيين. وأشار إلى انه يتم حالياً إستخدامها في وحدات الدفاعات الجوية بالبلاد. وأضاف «ان رادارات (ثامن) و (شهاب) و (مطلع الفجر) من الرادارات محلية الصنع التي تتمتع بإمكانية كشف ورصد الأهداف على ارتفاع منخفض جداً وفي فترة زمينة وجيزة».[3]
وقد إعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بقدرات إيران العسكرية، حيث أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً سنة 2017م، تناولت فيه قدرات إيران العسكرية لاسيما في مجال صناعة الرادارات والطائرات بدون طيار. وأشار التقرير إلى أن إيران تمكنت من تطوير قدراتها في كافة الصنوف العسكرية إعتماداً على قدراتها الذاتية، مستفيدة من التجارب الغنية التي إكتسبتها في هذا المجال طيلة العقود الثلاثة الماضية. واعترف التقرير بأن إيران باتت إحدى الدول المتخصصة في صناعة الرادارات وطائرات الإستطلاع (بدون طيار) على مستوى العالم، إضافةً إلى التطور الكبير الذي حققته في مجال صناعة الصواريخ البالستية والبوارج البحرية. ونوّه التقرير إلى تصريحات قائد مقر خاتم الأنبیاء (ص) للدفاع الجوي الإیراني (العمید فرزاد اسماعیلي) التي أكد فيها أن إيران باتت إحدى الدول الست المتقدمة عالمياً في صناعة الرادارات ومن بينها رادار (كاوش) الذي يُعَد جزءاً من منظومة (مرصاد) للدفاع الجوي، وكذلك منظومة رادار (نذير) القادرة على كشف الأهداف التي يصعب إكتشافها عن طريق الرادارات التقليدية. ويتمتع رادار (نذير) بقدرة عالية على التخفي والإفلات من القدرات الإلكترونية المعادية. ويتولى رادار (كاوش) في منظومة (مرصاد) عملية البحث والكشف عن الهدف في الإرتفاعات المنخفضة. وبمساعدة هذا الرادار تتمكن منظومة (مرصاد) من تدمير الهدف الطائر على إرتفاع منخفض أيضاً. وتستطيع منظومة (مرصاد) تحديد الهدف من مسافة 150 كيلومتراً بواسطة رادار (كاوش) والتركيز عليه على بعد 80 كيلومتراً واستهدافه على مدى 45 كيلومتراً. وحسب إعلان وزارة الدفاع الإيرانية، فإن منظومة مرصاد قادرة على الإطلاق المتزامن باتجاه هدفين في آنٍ واحد. وألمح تقرير البنتاغون إلى أن العمید فرزاد اسماعیلي قد أوضح خلال تصريحاته بأن رادار (نذير) يتمكن من رصد طائرات التجسس الأمريكية من طراز (U2) و (MQ1) و (RQ4). وكان قائد مقر الدفاعات الجوية الإيرانية قد أعلن في وقت سابق أن المنظومة الصاروخية لمقره قادرة على إسقاط أهداف يبلغ مقطعها العرضي الراداري أقل من 0.01 متر مربع.[6]
خصائص المنظومة
تتمكن هذه المنظومة الرادارية الإيرانية من العمل على نطاق (S-باند). ولها القدرة على كشف الأهداف الجوية المنخفضة المستوى مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، وتعمل هذه المنظومة على النطاق S، وتضع المعلومات التي تجمعها في خدمة أنظمة القيادة والتحكم.[7]
فروع المنظومة
تتفرع المنظومة الرادارية التي أُطلِقَ عليها (كاشف) إلى نموذجين مختلفين في بعض الخصائص والمميزات، وهذه الأفرع هي:
كاشف-1:
هو النموذج الأولي لمنظومة كاشف الرادارية المتطورة، والذي يعمل في نطاق (S) ويبلغ مداه حوالي 150 كيلومتر، ويتمكن هذا النموذج الراداري من كشف صواريخ كروز والطائرات بدون طيار. ويتمتع رادار كاشف-1 بقدرة 800 كيلوواط ويصل إلى مدى قدرته على الكشف ل150 كيلومتر وقادر على قياس المسافة والزاوية والإحداثيات (X) و (Y) في بُعدَين.[4][8][9][10] كما ويستخدم رادار كاشف-1، إثنين من أجهزة الإستقبال المنفصلة التي تعطيه القدرة الجيدة على كشف الأهداف الجوية المنخفضة. حيث يمكن تتبع ما يصل إلى 100 هدف في وقتٍ واحد. ومن مزاياه الرئيسية هي حركته العالية لأنه يمكن تركيبه على المقطورات. بالإضافة إلى أن له قابلیة الدوران 360 درجة، كما وانه يدور 3 أو 6 أو 12 مرة فی الدقیقة الواحدة.[11]
کاشف-2:
هو أحد رادارات الجيل الجديد في القوات المسلحة الإيرانية. ويمثل النموذج الثاني من منظومة كاشف الرادارية الأكثر تطوراً. يختلف الرادار كاشف 2 في شكله الخارجي عن رادار كاشف 1. فالتغيير المهم الحاصل في هذا الرادار هو في تصميم وصنع مستقبلاته بمعزل عن مرسلاته ما يمنح المنظومة قدرة عالية على كشف الأهداف الخفية ومواجهة الحرب الإلكترونية.[12] ويتميز رادار كاشف 2 بقدرته على كشف الأهداف الجوية في نطاق 200 كيلومتر.[11]
عرض المنظومة
2009:
تم في عام 2009م عرض منظومة رادار كاشف الإيرانية ضمن مناورات (المدافعون عن سماء الولاية)، حيث شاركت في هذه المناورات رادارات تكتيكيتة من أنواع كاستا ونبو ومطلع الفجر وكاشف، والتي إستطاعت التعرف على الأهداف وتحديدها لتقوم بعدها المضادات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني والجيش بتدمير تلك الأهداف، كما وتمكنت القاذفات التابعة للقوة الجوية الإيرانية من إختراق منطقة الهدف المحدد وعملت على إيجاد تشويش على الأجهزة الإلكترونية للعدو المفترض والتعرف على النقاط الحساسة فيها. وأفادت وكالة أنباء فارس أن المرحلة الثالثة من تلك المناورات شملت اختبار صواريخ متوسطة المدى من نوع (تور- م-1) و (سام-6) ومنظومة إطلاق (سكاي كارد) ومدافع من عيار 23 ملم على أهداف افتراضية حيث تمت التجربة بنجاح.[13]
2012:
أُقيمَ في العاصمة الإيرانية طهران، عام 2012م، إستعراض عسكري بمناسبة ذكرى الحرب العراقة ـ الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، شمل عرض صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى وأنظمة للدفاع الجوي محلية الصنع. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) أنه تم خلال هذه المراسم التي حضرها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عرض العشرات من الصواريخ المحلية الصنع من طراز شهاب 2 وزلزال 3 وقيام وقدر وسجيل، إضافةً إلى صواريخ فاتح 110 وقواعد إطلاق الصواريخ من نوع ذو الفقار. وأوضحت أن مدى صواريخ قدر 110 بلغ 2000 كيلومتر، بينما تعمل صواريخ سجيل بالوقود الصلب، كما تم خلال هذه المراسم عرض أنظمة للدفاع الجوي من نوع (تور ام 1 وصياد 2 وسام 6 وعلم) ورادارات (كاشف 1 وكاشف 2).[3]
معرض الصور
طالع ايضاً
وصلات خارجية
المراجع
- ^ https://arabic.sputniknews.com/military/202001061043970330-حماة-السماءما-مدى-قوة-نظام-الدفاع-الجوي-الإيراني/ نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.islamtimes.org/ar/news/737301/تصنيع-إيران-رادار-يكشف-صواريخ-كروز نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت https://www.albayan.ae/one-world/arabs/2012-09-22-1.1732024 نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب https://akhbariran.net/?p=7881 نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.arab-army.com/t91909-topic نسخة محفوظة 2018-08-14 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://iuvmpress.com/ar/36781 نسخة محفوظة 2018-02-02 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.alansaar.net/2018/07/12/115297/ نسخة محفوظة 2019-09-18 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.tasnimnews.com/ar/news/2018/07/12/1774096/إیران-تصنع-رادار-یکشف-صواریخ-کروز نسخة محفوظة 2018-07-14 على موقع واي باك مشين.
- ^ http://almanartv.com.lb/4008446 نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
- ^ http://www.ypagency.net/60839 نسخة محفوظة 2018-07-15 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب https://army-tech.net/forum/index.php?threads/الرادارات-الايرانية.13689/ نسخة محفوظة 2018-09-07 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.bultannews.com/ar/news/7121/منجزات-وزارة-الدفاع-الايرانية-في-مجال-الدفاع-الجوي نسخة محفوظة 2013-08-21 على موقع واي باك مشين.
- ^ https://www.radiosawa.com/archive/2009/11/25/وزير-الدفاع-الإيراني-يقول-نظام-الدفاع-الجوي-في-إيران-لا-يعتمد-صواريخ-س-300 نسخة محفوظة 2020-08-20 على موقع واي باك مشين.
كاشف في المشاريع الشقيقة: | |