زاوية سيدي يحي العيدلي

36°23′47″N 4°42′07″E / 36.3964513°N 4.7018647°E / 36.3964513; 4.7018647

زاوية سيدي يحي العيدلي
زاوية ثمقرة
الطريق الوطني رقم 74 نحو زاوية سيدي يحي العيدلي


الأسماء السابقة الزاوية الرحمانية العيدلية
معلومات
المؤسس سيدي يحي العيدلي
التأسيس 844هـ \ 1440م
الانتماءات أهل السنة والجماعة،
العقيدة الأشعرية،
المذهب المالكي،
التصوف الجنيدي.
النوع زاوية صوفية سنية
لغات التدريس العربية - الأمازيغية
الموقع الجغرافي
المدينة بلدية ثمقرة - دائرة أقبو - ولاية بجاية - جبال جرجرة - منطقة القبائل
الرمز البريدي 6 005
المكان 36°23′47″N 4°42′07″E / 36.3964513°N 4.7018647°E / 36.3964513; 4.7018647
البلد  الجزائر
إحصاءات
الخصوصية الطريقة الرحمانية
الموقع زاوية سيدي يحي العيدلي على فيسبوك.

زاوية سيدي يحي العيدلي أو زاوية ثمقرة هي إحدى الزوايا في الجزائر الواقعة في بلدية ثمقرة بدائرة أقبو ضمن ولاية بجاية، والتابعة لمنهاج الطريقة الرحمانية.[1]

التأسيس

تم تأسيس «زاوية سيدي يحي العيدلي» من طرف العالم سيدي يحي العيدلي بتاريخ 1440م في قرية «آيث عيدل» ضمن منطقة ثمقرة قرب أقبو في ولاية بجاية.[2]

وبعد أن تلقى سيدي يحي العيدلي تعليمه في مدينة بجاية وتخرج على يد علماء أجلاء كانت بجاية قد استضاءت بنور علومهم في عهد مجدها وسؤددها خلال القرن التاسع الهجري، تمت إجازته والإذن له بمباشرة التعليم عبر تأسيس مدرسة قرآنية في قريته «آيث عيدل».[3]

فتم فتح هذه المدرسة في حدود منتصف القرن التاسع الهجري، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت هذه الزاوية قبلة طلاب المعارف والعلوم من كل حدب وصوب من داخل الجزائر وخارجها.[4]

وبفضل ما كان للشيخ سيدي يحي العيدلي من توفيق رباني، استقطب إليه كل راغب في تحصيل العلم بما امتاز به من نصح للطلبة وإخلاص في القول والعمل وفتح من الله تعالى جعله مشهورا، فتخرج على يده جمع غفير من العلماء الأعلام بلغت مراتبهم الدرجات العليا في التحصيل العلمي.[5]

مقاومة الاحتلال الفرنسي

لقد كان لزاوية سيدي يحي العيدلي منذ أن دخل المحتل الفرنسي أرض الوطن سنة 1830م مقاومة شديدة له، إذ دفعت بأبنائها وكل السكان إلى ضرورة طرده ومقاومته إلى آخر قطرة من دمائهم، يفدون وطنهم بالنفس والنفيس.[6]

هدم الزاوية في 1871م

انتقم المحتلون الفرنسيون من الزاوية بسبب دورها الفعال في الحث على الجهاد الذي دعا إليه شيخ الزاوية منذ 1830م ولبى نداءه السكان.[7]

فتم هدم الزاوية في سنة 1871م من طرف قوات الاحتلال الفرنسي للجزائر أثناء تصديها لمقاومة الشيخ المقراني في منطقة بجاية.

وبعد أن تم هدم مباني الزاوية، استولى الفرنسيون على أرزاقها وأتلفوا خزائن كتبها ونكلوا بالقائمين على تسييرها، فعطلوا استمرارها في نشر العلم وبث الوعي في النفوس وبقيت معطلة طيلة حوالي قرن من الزمن.

وبعد أن صارت قرية «آيث عيدل» عبارة عن أنقاض، تمت إعادة البيوت تدريجيا خلال العقود الموالية، ولكن الزاوية لم تتم إعادة بنائها إلا بعد عام 1937م.[8]

إعادة بناء الزاوية في 1937م

تم تجديد بناء الزاوية من أنقاضها وإعادة فتحها خلال عام 1937م.

وقد وقع حفل تدشين البناء الجديد وإعادة فتحه في شهر أكتوبر 1937م بمسعى بذله عقلاء وأعيان قرية «آيث عيدل» في ثمقرة، وبالتجنيد الجماعي ماديا ومعنويا بالأموال والمجهود العضلي من قبل أهل القرية.[9]

المعلمون

أشرف الشيخ محمد الطاهر آيت علجت على التعليم في الزاوية ابتداء من 1937م إلى غاية 1955م.

وساعده الشيخ الشهيد عبد الرحمن بن موفق والشيخ أحمد إقروفة في الجانب التربوي والعلمي.

وتولت جمعية محلية خيرية رعاية شؤون الزاوية من الجانب المادي.[10]

دفعات الطلبة المتخرجين

سجلت الزاوية تخرج دفعات عديدة من طلبة القرآن الواحدة تلو الأخرى، وكان يُقام لكل دفعة تخرج وعلى شرفها احتفالات دورية.

فبلغت شهرة الزاوية كل الآفاق، مما جعل الجموع الكثيرة من الطلبة يقبلون عليها لكونها أصبحت معهدا علميا مرموقا يرغبون في التسجيل فيه تبعا لما شاهدوه ولمسوه من الوضع المريح فيها من جميع الجوانب، تعليما وإيواء، وبالأخص الفوز الباهر لكل طلبة «زاوية ثمقرة» في المسابقات التي تجرى لهم حين يتقدمون إلى اجتيازها على مستوى جامعة الزيتونة ومعهد ابن باديس والمدرسة الكتانية في قسنطينة وغيرها من المعاهد.

ونظرا للعدد الكبير من الطلبة الذين تخرجوا من هذه الزاوية في مرحلتها الثانية بعد 1937م التي كانت قبل اندلاع ثورة تحرير الجزائر، فإنه يصعب تعدادهم، إلا أن ما يزيد عن مائة شهيد من هؤلاء الطلبة تتصدر أسماؤهم اللوحة الرخامية التي على مدخل الزاوية ليكون ذلك دليلا كافيا على الروح الوطنية العالية لدى طلبة هذه الزاوية والتشبث بالروح الجهادية والتضحية في سبيل الوطن والإخلاص له والوفاء والإيمان الثابت في نفوس طلبة هذه الزاوية المجاهدة.[11]

ثورة تحرير الجزائر

لقد التحق كل طلاب الزاوية بثورة تحرير الجزائر مع اندلاعها في 1 نوفمبر 1954م.

ولقد كانوا من إطارات الثورة العسكرية والسياسية في الداخل والخارج، ومن بينهم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، والدكتور محمد الشريف قاهر، والعقيد محمد الطاهر بوزغوب والعقيد الطاهر زقرور.

كما كان طلبتها إطارات في مختلف هياكل الثورة التحريرية، ثم كانوا كذلك إطارات قامت على كواهلهم الدولة الجزائرية بمختلف دواوينها ومؤسساتها الرسمية والإعلامية والدبلوماسية والقضائية والتعليمية.[12]

هدم الزاوية في 1956م

نظرا للموقف الذي اتخذه شيخ الزاوية آنذاك محمد الطاهر آيت علجت وطلبتها بمساندتهم تجاه الثورة، إذ كانوا من طليعة المناضلين في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية قبل الثورة التحريرية، فقد تم هدمها مرة ثانية من طرف المحتل الفرنسي.[13]

ونظرا للعناية الفائقة التي كان العقيد عميروش يوليها لهذه الزاوية، بالإضافة إلى التجنيد العام الذي شمل كل طلبة الزاوية في صفوف الثورة، فإن المحتل الفرنسي لم تكن عيونه وآذانه بالغافلة عما كان يجري فيها من نشاط يهدف إلى التوعية والتعليم والتكوين، إذ كان يتتبع كل مجريات الأمور على مستوى هذه الزاوية فأطلق عليها تسمية «خلية الزنابير».

فوجه لقنبلتها ما يزيد عن ستة عشرة طائرة حربية مقنبلة لتفرغ على الزاوية وعلى قرية ثمقرة نيرانها وقنابلها المدمرة والمحرقة طيلة يوم كامل من أيام شهر أوت 1956م مباشرة بعد انعقاد مؤتمر الصومام.

وقد أعادت عملية الهجوم الجوي مرات ومرات، فخربت مرافق الزاوية وهدمت مكتبتها العامرة وأتلفت مخازن تموينها المليئة بالمؤن كالزيت والحبوب، لتصبح الزاوية وقرية آيث عيدل أثرا بعد عين، واستمرت الزاوية بعد هذه الحادثة الهمجية معطلة طيلة الثورة، وقد التحق طلبتها وشيوخها كلهم بثورة تحرير الجزائر.[14]

إعادة بناء الزاوية في 1968م

تم تجديد بناء الزاوية وإعادة فتحها بعد استقلال الجزائر بست سنوات.

ذلك أنه بعد إحراز النصر الجزائري على فرنسا، أعاد سكان قرية «آيث عيدل» بناء زاويتهم خلال عام 1968م.

فأقبل للتعلم فيها العديد من الطلبة من داخل الوطن وخارجه، كما باشر التعليم فيها أساتذة كبار من داخل الوطن وخارجه، وخاصة من الأزهريين.

فأعطت المثل والقدوة لغيرها من الزوايا في الجزائر بما كانت تقدم من نتائج باهرة بالفوز في الامتحانات التي تنظم على مستوى معاهد التعليم الأصلي في الجزائر، وارتفع التعداد العام للطلبة ليبلغ خمسمائة طالب أو يزيدون.

وكان الإشراف العام على الزاوية من طرف «اللجنة المحلية الخيرية»، ويتكفل بالإدارة الشيخ أحمد إقروفة، كما كان عدد المدرسين الأزهريين سبعة عشر أستاذا من مختلف العلوم.

ونكبت الزاوية بقرار إلغاء التعليم الأصلي في الجزائر الذي كانت تحت نظامه، وشملها الإلحاق بوزارة التربية الوطنية الجزائرية التي استغنت عنها، لتبقى معطلة لمدة سنة كاملة من 1977م إلى 1978م.

إلا أنه تمت إعادة فتحها من جديد في سنة 1979م، ليتم تجديد عمارتها.[15]

النشاطات

تتولى الزاوية حاليا الإنفاق على الطلبة تموينا وإقامة، رغم محدودية مواردها المتمثلة في تبرعات المحسنين وإعانات رمزية من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية ومن ولاية بجاية.[11]

وبسبب ضعف الإمكانيات المادية، فإن الزاوية ظلت عاجزة عن تلبية جميع طلبات التسجيل التي تتهاطل عليها من قبل الطلبة ومن مختلف ولايات الجزائر.[16]

ولدى حلول كل شهر رمضان، يتوافد المواطنون على الزاوية من مختلف قرى منطقة القبائل، لطلب أئمة يقيمون لهم صلاة التراويح، كما أن الكثير من الطلبة يفوزون في مسابقات الدخول إلى مراكز تكوين إطارات الشؤون الدينية.[17]

توسيع الزاوية ابتداء من 2018م

استفادت الزاوية خلال عام 2017م من مشروع توسيع شامل من خلال بناء مدرسة قرآنية جديدة متكاملة لتدعيم الهياكل القديمة.

وستسمح هذه التوسعة باستقبال 500 طالب قرآن من الذكور والإناث، وذلك بدعم من المواطنين المحسنين.[18]

كما تم تمويل المشروع بمبلغ 50 مليون دينار جزائري من طرف سلطات ولاية بجاية.[19]

مكتبة الصور

أعلام الزاوية

انظر أيضاً

مواضيع ذات صلة

فايسبوك

فيديوهات

وصلات خارجية

مصادر

  1. ^ Google Maps نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Djazairess : La baraka de Sidi Yahia نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ حمل مخطوطة «شرح وظيفة سيدي يحي العيدلي رضي الله عنه» - مدونة برج بن عزوز نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Djazairess : Clôture du colloque sur Abou Madyan Shuayb Al Ichbili : L'université, pôle de conscience d'un Islam nord-africain نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ جزايرس : زاوية سيدي يحيى العدلي.. قبلة للعلماء ومركز إشعاع حضاري نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Djazairess : Sidi Yahia (Bouhamza) : Une station thermale à valoriser نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Djazairess : «Béjaïa est un rempart contre l'invasion sectaire et l'extrémisme» نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Djazairess : Colloque sur l'œuvre de Sidi Yahia Al Aïdli نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ La zaouïa de Sidi Yahia Al Aïdli revisitée - La Dépêche de Kabylie نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Djazairess : La station thermale de Sidi Yahia : Un hammam livré à l'abandon نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ أ ب Djazairess : «Il y a de l'argent pour vos projets» نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ مغرس : بفهم بن عاشور وورع قطب واستفهامات محمود.. يرحل الفقيه قاهر نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Djazairess : Cheikh Tahar Ali Aldjet. Moudjahid, enseignant, Imam : L'imam qui sait manier le verbe et le pistolet نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ زروق • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Djazairess : Colloque à Béjaïa et Tamokra : Le savant soufi Elaydli revisité نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Djazairess : « L'Algérie refuse d'être le champ de bataille d'idéologies étrangères » نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ ترجمة سيدي بهلول بن عاصم رضي الله عنه - مدونة برج بن عزوز نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Djazairess : Akbou préoccupe les autorités de la wilaya نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ Djazairess : Cinq milliards de centimes pour l'achèvement de la construction d'une zaouïa نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.