رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي (1940 - 2007) أديب ولغوي وشاعر ومؤرخ عراقي ويعد من أبرز الأدباء والشعراء في العراق.

رشيد العبيدي
معلومات شخصية

ولادته ونشاته

ولد رشيد العبيدي في بغداد بمنطقة الأعظمية في عام 1940م[1] ، ولقد أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الاعظمية، ثم تخرج من كلية الاداب قسم اللغة العربية في جامعة بغداد في عام 1962م، ونال درجة الماجستير عام 1966م، بتقدير امتياز من كلية الآداب في جامعة القاهرة عن رسالته الموسومة (أبو عثمان المازني ومذهبه في الصرف والنحو)، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه بتقدير الامتياز والشرف الأولى عام 1972 من كلية الاداب بجامعة القاهرة، ونال لقب الاستاذية في جامعة بغداد عام 1984م.[2]

حياته العملية

بدأ التدريس في المدارس الابتدائية في الكاظمية ثم ثانوية الصويرة عام 1961م، وكذلك في في دار إعداد المعلمين[2] وعمل مدرسا بالتعليم الثانوي في كل من الكويت وبغداد، ومدرسا بجامعة بغداد عام 1967م، وكليتي الشريعة والتربية بمكة المكرمة وجدة للفترة من عام 1968م إلى 1972م، وكلية الآداب بمراكش وفاس للفترة من عام 1981م إلى 1984 م[1]، وشغل رئاسة قسم اللغة العربية في كلية التربية ابن رشد في جامعة بغداد عام 1974م، لغاية عام 1975م، ومديرا لمركز البحوث والدراسات الإسلامية في الجامعة العراقية بغداد عام 1995م لغاية عام 2002م، بعدها أصبح رئيسا لقسم اللغة العربية في كلية الاداب الجامعة العراقية عام 2005م، لغاية 2007م، ليعين عميدا لكلية التربية للبنات عام 2005م، ولغاية 2007م.

مؤلفاته وأعماله

له أكثر من مائة وخمسين بحثا في اللغة العربية والأدب ومناهج البحث وتحقيق النصوص وإحياء التراث العربي الإسلامي، وقد نشر العديد من قصائده الشعرية في الصحف والمجلات العراقية والعربية.

ومؤلفاته يدور معظمها في فلك اللغة وعلومها مثل:-

  • أبو عثمان المازني النحوي
  • الإعراب عن قواعد الإعراب لابن هشام (تحقيق)
  • تهذيب اللغة للأزهري (استدراك على أجزائه)
  • مشكلات التأليف اللغوي - أبحاث ونصوص في فقه اللغة
  • معجم مصطلحات العروض والقوافي
  • مضاهاة شعر المتنبي لكلام أرسطو للحاتمي (تحقيق)
  • غراب البين في شعر العرب
  • الحمام السجاع في الشعر العربي
  • الأدب والنفس البشرية
  • الألسنية والبحث اللغوي العربي
  • عيوب اللسان واللهجات المذمومة
  • معجم الصوتيات
  • الأزهري والمعجمية العربية
  • مباحث في علم اللغة واللسانيات

الندوات والمؤتمرات

شارك الأديب الشاعر في ندوات ومؤتمرات علمية داخل وخارج العراق ومنها:-

واشرف الراحل على مناقشة الكثير من الرسائل الجامعية للطلبة عراقيين وعرب، ومشاركته في الجمعيات العلمية والادبية منها:

من قصائده

قصيدة "رفيق الكتاب"

حُزْمَةٌ من عطائِك المُتَوالي
هي نورٌ على طريقِ المعالِي
هي روح تضخّ في كل جسم
جذوة العزم في اختراق المُحال
هي نبع لمن يريد ارتواء
ومعين يجود بالسلسال
أيها المانح اللبيب المربي
من أياديك بارق الآمال
أيها السالك الطريق بفكر
يتجلى برغم عُسر الليالي
أيها المنقذ العقول الأسارَى
من يد المبطلين والأغفال
أنبتت أرضك الطهورُ نباتا
من جناه هذي الثمار الدوالي
ورعت كفّك النفوس فأضحت
تتحف الناس من هدى باللآلي
قد قطعت الطريق وهو عسير
ممتطيه ينوء بالأثقال
في ثناياه ألف همٍّ وهمٍّ
ومداه يموج بالأهوال
ثم أنهيت شوطك الفرد زهوا
ما تبرَّمت بالهموم الثقال
فمن الحق أن نحيِّيك فضلا
وسماحاً، ونحتفي باحتفال
ونحيِّيك إذ تعهدت غرسا
طاهر المبتغى شريف الخِلال
ونحييك إذ ملأت طروسا
من ينابيع حكمة ومثال
ونحييك إذ طلعت ضياء
لعيون ما نُوِّرت باكتحال
ونحييك إذ ذبلت جنانا
وهو يعطي بدفقه السيال
ونحييك إذ وهجت فتيلا
للمريدين دائم الإشتعال
جل يوم نعيشه بابتهاج
واحتفاء بنخبة أمثال
هو يوم نخط فيه طريقا
للذي يبتغي طريق الرجال
***
يا رفيق الكتاب لم تتّركه
راغباً عن تعانق واتصال
أنت والحرف والكتاب وفاق
عبر شوط في الحِلّ والترحال
فإذا خلّت الأسود عرينا
خلّفته لجولة الأشبال
هذه سنّة الحياة ترانا
يتبع الخلف ما يسُنّ الأوالي
إنما الأحرى أن تعيش كريما
بعد طول الجهود والأعمال
وتُلقّى من الزمان مكانا
غير ملجٍ لذلة وابتذال
وتلاقي الحياة طلق المحيا
ناعم البال مطمئن المآل
بين حرف وصفحة وكتاب
وعيال وزحمة الأنجال
المكان الذي ينال كلالا
صفة ليس بالمكان العالي
أنت نلت الخلود دون مراء
بخصال حباكَها ذو الجلال
عالم باحث أديب جليل
ومربٍّ، أكرِمْ بها من خصال
كل ما قد بنت يداك سيبقى
خالداً في الورى خلود الجبال
يعرف الراسخون فيما أتوه
من صنيع وجلّ من أعمال
فوزان الحُلوم ثقل جبال
ووزان الأفكار بالمثقال
***
يا رفيق الطريق جُزت قفارا
وركزْت المنار للضلاَّل
يا طبيباً وللجهالة سقم
وهي في النفس شرّ داء عُضال
وإذا الجهل ران فوق قلوب
كان لا بُدَّ ـ شحذُها بالصقال
ما سلاح الذي يصول بكف
كسلاح العقول عند الصيال
ما لَبُوسُ الجهول وهو حرير
كلَبُوسِ العليم في أسمال
إنما المرء ما اكتسى من علوم
ووقار وعفة واكتمال
ليس من نال وكْده في قعود
مثل من نال وكْده بالنضال
إنما أنت دوحة وجناها
قد تدلى في وارف من ظلال
ومن الحمق أن يجانب بحر
ونفوس تلوذ بالأوشال
لو مشت خلفك الشُّداة بوعي
رجَعت في النهى بوفر النوال
الكتاب الذي رسمت حروفا
من جهود قد كان حبل الوصال

وفاته

توفي الأستاذ رشيد عن عمر ناهز السبعين عاما أثر جلطة دماغية أصابته صبيحة يوم الجمعة 21 محرم 1428هـ/ 9 شباط 2007م[2]، تاركا أرثاً وتراثا علمياً مكتوباً ومدوناً، ولقد ألف الاستاذ الدكتور شاكر محمود السعدي كتابا عن حياته وجهوده، وقامت الجامعة العراقية بطبعه ونشره سنة 2011م.

المراجع

  1. ^ أ ب "مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود للابداع الشعري". مؤرشف من الأصل في 2018-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-29.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  2. ^ أ ب ت "موقع ديوان العرب". مؤرشف من الأصل في 2007-02-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-29. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)

روابط خارجية