وهو الأمير جلال الدولة إياز السلجوقي، ولد في بغداد عام 457هـ/1064م، وكان من رجال القصر الكبار لدى السلطان بركياروق بن ملك شاه السلجوقي، وكان رجلاً صالحاً تقياً يسعى لخير الناس، ولا يحب الدسائس والوشايات.

إياز السلجوقي
معلومات شخصية

وكان السلطان بركياروق بن ملك شاه له علاقة سيئة مع أخيه محمد، وقد جهز جيشاً لملاقاته في بغداد فلم يظفر بهِ، وبعد ذلك بعام تلاقى بركياروق مع أخيه محمد فتصالحا عام 497هـ، ثم تلاقيا مرة أخرى بعد شهرين فأنهزم محمد ونهبت خزائنه فانسحب إلى أصفهان ومعه عدد من جنده فلحقهُ بركياروق ليقاتله ولم يستطع دخول المدينة. وعند عودتهِ مرض مرضاً شديداً في بروجورد فخلع على ولدهِ(ملك شاه الثاني) وأسند وصيته إلى الأمير إياز، ثم مات.

وكان ملك بركياروق يشمل: الري وطبرستان وبلاد فارس وبغداد والجزيرة السورية والحرمين. فقصد إياز بغداد بعد وفاة بركياروق وأجلس الصبي ملك شاه الثاني على التخت وهو ابن أربع سنوات وعشرة أشهر.

ومضى إليه أبو القاسم ابن جهير، وخدمهِ كما كان يخدم أباه، بمحضر من الأمير إياز، ثم أنفصل إياز وصار مجلسهُ في روشن بدار المملكة، حتى قصدهُ الوزير أبو القاسم ابن جهير، وخدمهُ خدمة منفردة، وكان الأمير إياز هو المستولي على الأمور، ونزل إياز دار سعد الدولة وحضر من أصحاب الديوان قوم، فطالبوا بالخطبة، فخطب لهُ بالديوان بعد العصر، وخوطب بجلال الدولة، وخطب لهُ على المنابر يوم الجمعة مستهل شهر جمادى الأول من عام 498هـ.

وكان سيف دولة قد تمرد في مدينة الحلة وجمع العساكر لمهاجمة بغداد، وقدم السلطان السلجوقي محمد وعلم الأمير إياز بذلك، فخرج وخيم بالزاهر وشاور أصحابه، فقووا عزمه على الثبات والحرب، بأستثناء الوزير الصفي فإنهُ أشار عليهِ بمصالحة السلطان محمد وحقن دماء المسلمين، ومال الأمير إياز إلى الصلح.

وفي يوم الجمعة 22 جمادى الأولى من عام 498هـ، نزل السلطان محمد بن ملكشاه قرب بغداد، فخاف الناس وأنزعجوا فركب الأمير إياز حتى أشرف على عسكر السلطان محمد، وأستدعى وزيرهُ الصفي وأمرهُ بالعبور إلى السلطان محمد وعقد الصلح معه.

ثم قال إياز :إني لو ظفرت لم يسكن صدري على نفسي، والصواب أن أغمد سيوف المسلمين المختلفة.

ثم تولى الشيخ العالم (الكيالهراسي) أخذ اليمين المغلظة على السلطان محمد بن ملكشاه وأمن الناس. وعمل الأمير إياز دعوة للسلطان في دار سعد الدولة، وبالغ في إكرامهِ.

وفاته

وفي يوم الخميس 13 جمادى الثانية عام 498هـ/1105م، استدعى السلطان محمد بن ملكشاه الأمراء سعد الدولة وإياز وغيرهما، فحضروا فخرج عليهم الحاجب وقال: (السلطان يقول لكم: بلغنا نزول الأمير أرسلان بن سليمان في ديار بكر، وينبغي أن تجمع أمراؤكم على من يتجهز لقتالهِ). فقال الجماعة: هذا أمر لا يصلح إلا للأمير إياز. فقال إياز: ينبغي أن أجتمع مع سيف الدولة ونتعاضد على ذلك. فخرج الحاجب فقال: السلطان يقول لكما: قوما فأدخلا لتقع المشورة ها هنا.

فدخلا إليه وكان السلطان قد رتب قوماً لقتلهِ عندما يدخل، فلما دخل بادرهُ أحدهم بضربة سيف قطع بها رأسهِ، فغطى السلطان سيف الدولة وجههُ بكمهِ.

وأما الوزير سعد الدولة فأظهر أنه أخذتهُ غشية. وأخرج إياز مقتولاً في طنفسة، ورأسهُ مقطوعة وملقاة على صدرهِ، فألقي أمام دار السلطان، وركب العسكر خيولهم باتجاه دار إياز فنهبوها، ثم قام مجموعة من الناس فجمعوا بين رأسه وجثته وكفنوهُ في خرقة وحملوهُ إلى مقابر الخيزران شمال بغداد، وكان عمرهُ 41 عاماً.[1]، [2].

مصادر

  1. ^ أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - بغداد - مكتبة الرقيم 2001م - صفحة 50 ، 51.
  2. ^ تاريخ الأعظمية - وليد الأعظمي - صفحة 472.