أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/363

طابع بريدي فرنسي يظهر رجال إيزيديين في ماردين، تركيا في أواخر القرن التاسع عشر
طابع بريدي فرنسي يظهر رجال إيزيديين في ماردين، تركيا في أواخر القرن التاسع عشر

الإيزيديون أو اليزيديون (بـالكردية: Êzidî أو ئێزیدی) هي مجموعة دينية كردية تتمركز في العراق وسوريا. يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندية أوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وآشورية سريانية. يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام. بينما يرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. الديانة الإيزيدية غير تبشيرية حيث لا يستطيع الأشخاص من الديانات الأخرى الانتماء إليها، وبذلك يعدها العديد (من ضمنهم أمير الإيزيدية تحسين بيك) قوميةً مستقلة وديانةً، في حين يرى الكثير من الإيزيديين أنفسهم كرد القومية كما يصفهم مسعود بارزاني بأنهم "أعرق الكرد". في حين قسم ثالث من الإيزيديين يرون أنفسهم عرب القومية كإيزيدية بعشيقة وبحزاني. تشير الأبحاث الحديثة أن اسم الإيزيديين مأخوذ من اللفظ الفارسي "إيزيد" الذي يعني الملاك أو المعبود، وأن كلمة الإيزيديين تعني ببساطة "عبدة الله" أو هكذا يصف أتباع هذه الديانة أنفسهم. ويطلق الإيزيديون على أنفسهم لقب "داسين"، وهي كلمة مأخوذة من اسم أبرشية تتبع الكنيسة المسيحية الشرقية القديمة. وتذهب أبحاث تاريخية أخرى إلى القول إن معتقدات هذه الطائفة منحدرة من ديانات فارسية قديمة مثل الزردشتية والمانوية. ويزعم بعض الباحثين أن اسم الإيزيديّين جاء من اسم الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية. ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الزعم القول بأن يزيد يعتبره الإيزيديون تجسيداً لروح الشخصية المقدسة "سلطان إيزي". ويشير علماء آخرون إلى أن كلمة "إيزيدية" مشتقة من "يزاتا" الفارسية القديمة بمعنى "المقدس" أو "يزدان" (الله). ويشير البعض إلى أن سبب تسمية الإيزيديين بعبدة الشيطان أساسها رفضهم الجمع بين حرفي الشين والطاء، وتشاؤمهم من أي لعن، بما فيه لعن إبليس لأنه لم يسجد لآدم فإنه بذلك ـ في نظرهم ـ يعتبر الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا، وإن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين.

تابع القراءة