بوابة:التاريخ/مقالة مختارة/أرشيف
هنا ارشيف لفقرة: «مقالة مختارة»
أما عند إضافة موضوع جديد استخدم التصميم الموجود هنا.
عبر الآف السنين، استخدمت العديد من الآلات لقياس وتتبع الوقت. واعتمد الإنسان على النظام الستيني لقياس الوقت منذ نحو سنة 2,000 ق.م، وقسّم المصريون القدماء اليوم إلى فترتين كل منهما 12 ساعة، واستخدموا المسلات الكبيرة لتتبع حركة الشمس. كما طوروا الساعات المائية، والتي يرجح أنها استخدمت للمرة الأولى في فناء آمون-رع، ومنها انتشرت إلى خارج مصر، حيث استخدمها الإغريق. ويعتقد أن الصينيين في عهد أسرة شانغ قد استخدموا أيضًا الساعات المائية في نفس الفترة، نقلاً عن بلاد الرافدين. أما أقدم ساعة معروفة تستخدم تقنية ميزان الساعة المدفوع بقوة المياه، والذي ينقل طاقة الدوران إلى حركة متقطعة تناوبية، فتعود نشأتها إلى القرن الثالث قبل الميلاد في اليونان القديمة، وفي القرن العاشر الميلادي، اخترع المهندسون الصينيون ساعات تستخدم تقنية ميزان الساعة المدفوع بتساقط الزئبق بديلاً عن الماء، وفي القرن التالي، صنع المهندسون المسلمون ساعات مائية تدور بالمسننات.
حريق لندن الكبير هو حريق ضخم اجتاح المناطق الرئيسة في مدينة لندن الإنجليزية، واستمر من يوم الأحد الثاني من سبتمبر سنة 1666 حتى يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه. هدمت النيران مدينة لندن القديمة التي بُنيت في القرون الوسطى، والتي يحيطها سور لندن الروماني الأثري. كما كادت النيران أن تلحق بحي وستمنستر الأرستقراطي، وقصر الملك تشارلز الثاني (قصر وايت هول)، وغالبية المناطق العشوائية الفقيرة. كذلك التهمت النيران حوالي 13000 منزلاً، و87 كنيسة رعوية، وكاتدرائية القديس بولس القديمة، وطالت غالبية مباني المدينة الخاصة بالهيئات والسلطات الرسمية. تشير التقديرات أن الحريق تسبب في هدم مساكن سبعين ألفًا من السكان، البالغ عددهم حينها ثمانين ألفًا. كما أنه لم يُحدّد عدد الضحايا من الوفيات، والذي يقال أنه كان محدودًا للغاية؛ إذ بلغت حالات الوقاة المُثبَتة المسجلة ستًا فقط. غير أنه تم مؤخرًا تفنيد هذا الزعم استنادًا إلى أن حالات الوفاة من بين الفقراء وأفراد الطبقة الوسطى لم تسجّل؛ إلى جانب أنه من الممكن للحرارة الكبيرة المنبعثة من الحريق أن تتسبب في تحول العديد من الضحايا بالكامل إلى رماد، ما يحول دون التعرف على أية بقايا لهم.
بروسيا (بالألمانية: Preußen (مساعدة·info)، بالبروسية القديمة: Prūsa) هو اسم كان يطلق بالأصل على المقاطعة الألمانية التي أطلق عليها لاحقا اسم "بروسيا الشرقية". سميت المنطقة على اسم السكان الأصليين البروسيين ذوي الأصول البلطيقية. أصبحت منذ عام 1225 مركز دولة فرسان الرهبنة الألمانية (بالألمانية: Deutschordensstaat) ، ثم قسمت إلى جزئين، أحدهما بدءاً من عام 1466 كبروسيا الملكية تحت سلطة التاج البولوني، والآخر منذ 1525 كإمارة بروسيا بعد علمنة ما تبقى من دولة الفرسان. في عام 1618 ألحقت إمارة بروسيا بإمارة براندنبورغ الانتخابية. حكم براندنبورغ التي تأسست عام 1157 سلالة الهوهنتسلرن منذ سنة 1415. شملت أراضي براندنبورغ لدى اعتلاء الملك فريدريش العرش، إضافة إلى إمارة براندنبورغ الانتخابية وإمارة بروسيا، بوميرانيا القصوى، ماغدبورغ ، ميندن-رافنسبورغ، إمارة مارك وإمارة كليفه. اتسع نطاق التسمية ليشمل اسم بروسيا كافة أنحاء دولة براندنبورغ بعد أن نالت أسرة الهوهنتسلرن صفة المَلَكية لإمارة بروسيا عام 1701 وخلال هذه الفترة شهد اسم بروسيا تحولا جذريا بعد تنصيب الأمير الناخب فريدريش الثالث ملكا على عرش المملكة في بروسيا كفريدريش الأول وارتقت مملكة بروسيا إلى مرتبة قوة أوروبية عظمى، أزاحت مملكة النمسا القيصرية عن قيادة الدول الألمانية وأسست عام 1871 الإمبراطورية القيصرية الألمانية، التي أصبحت بروسيا العضو الاتحادي المسيطر فيها. تحولت بروسيا بعد انهيار الملكية في ثورة تشرين الثاني 1918 إلى جمهورية ما لبثت الحكومة الإمبراطورية أن أسقطتها في ما عرف باسم "ضربة بروسيا" سنة 1932. ثم جاءت نهاية بروسيا على يد الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين أمر مجلس قوات الاحتلال المتحالفة سنة 1947 بحل الدولة البروسية.
ثورة سنة 1919 في مصر كانت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرئسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شئون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى سنة 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور سنة 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين. واستمر تنظيمها من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد. بدأت الانتفاضة يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1987 و هدأت في العام 1991، وتوقفت نهائيا مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
استُعمل مصطلح الانتفاضة لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عن حماس الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم 11 ديسمبر 1987، وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التي انطلقت. قال البيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة، رفضاً لكل الاحتلال وضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السّلام الهزيل، وراء المؤتمرات الدولية الفارغة.
تاريخ بغداد بعد سقوط المماليك يراد به الفترة الزمنية الممتدة من سقوط حكم المماليك في سنة 1831 حتى تولي علي رضا باشا منصب الوالي بعد عزل داود باشا من منصبه والذي كان يعد آخر حكام المماليك في العراق إلى سقوطها في يوم 11 أذار - مارس من سنة 1917 من قبل الإمبراطورية البريطانية وهروب خليل باشا ومن معه من قادة الجيش العثماني والذي كان آخر والي عليها خلال الحرب العالمية الأولى. وقد دامت هذه الحقبة الزمنية حوالي 86 سنة وخلال هذه الفترة الزمنية تولى بغداد عددا من الولاة العثمانيين شهدت بغداد خلالها العديد من الأحداث والوقائع الهامة في تاريخها حيث قدم إليها في سنة 1853 الميرزا حسين نوري والذي عرف لاحقا باسم بهاء الله ومكث في المدينة إلى غاية سنة 1863 حيث قام بتأسيس الدين البهائي في المدينة. شهدت بغداد تطورا كبيرا في عهد اثنين من ولاتها وهما مدحت باشا ونامق باشا (الصغير) كانت سنين ولاية مدحت باشا الممتدة ما بين سنتي 1869 إلى سنة 1872 تعد من أفضل الفترات التي شهدت فيها بغداد نموا اقتصاديا وعمرانيا كبيرا.
الحملة الصليبية الثانية كانت ثاني حملة صليبية رئيسية تنطلق من أوروبا، دُعي إليها عام 1145 كرد فعل على سقوط مملكة الرها في العام الذي سبق. حيث كانت الرها (إديسا) أول مملكة صليبية تقام خلال الحملة الصليبية الأولى (1096 - 1099) وكانت أول مملكة تسقط كذلك. دعا إلى الحملة الثانية البابا إيجين الثالث، وكانت أول حملة يقودها ملوك أوروبا، وهم لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبمساعدة عدد من نبلاء أوروبا البارزين. تحركت جيوش الملكين كل على حدة في أوروبا، وأخرهم بعض الشيء الإمبراطور البيزنطي مانويل كومينوس؛ وبعد عبور الجيوش المناطق البيزنطية من الأناضول، هُزم كلا الجيشين على يد السلاجقة، كل على حدة. ووصل كل من لويس وكونراد وشراذم جيوشهما إلى القدس عام1148 م، وهناك اتبعوا نصيحة اتضح أنها سيئة بالهجوم على دمشق، حيث فشل الصليبيون فشلاً ذريعاً.
اغتيل رئيس الولايات المتحدة السادس عشر أبراهام لينكون يوم جمعة الآلام، بتاريخ 14 أبريل 1865 بينما كان يحضر مسرحية قريبنا الأمريكي في مسرح فورد وكانت الحرب الأهلية الأمريكية على وشك الإنتهاء. حدثت عملية الإغتيال بعد خمسة أيام من استسلام روبرت إدوارد لي قائد الجيش الكونفدرالي لفيرجينيا الشمالية للفريق يوليسيس جرانت للجيش الإتحاد لبوتوماك منهياً بذلك الحرب الأهلية. لينكون كان الرئيس الأمريكي الأول الذي تم اغتياله، بالرغم من محاولة غير ناجحة لقتل الرئيس أندرو جاكسون قبل ثلاثين عاماً سنة 1835. عملية اغتيال لينكون خطط لها الممثل المسرحي المعروف جون ويلكس بوث في محاولة منه لإحياء قضية الولايات الكونفدرالية، وقد أطلق النار عليه بينما كان يشاهد المسرحية برفقة زوجته ماري تود لينكون، ليتوفى في بدايات الصباح التالي.
الخِلافةُ الرَّاشِدَة، أو الخِلافةُ الراشِدِيَّة، أو دولةُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة 11هـ، المُوافق فيه 7 يونيو سنة 632م، وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيًّا بل قائمٌ على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية التي كان الحُكمُ فيها قائمٌ على التوارث. توالى على حكم الدولة أربع خُلفاء من كِبار الصحابة، وجميعهم من العشرة المُبشرين بالجنَّة وِفق المُعتقد الإسلامي السُنّي تحديدًا، وهم: أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالب، يُضاف إليهم الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي يعدّ البعض عهده القصير في الحكم مُتممًا لعهد الأربعة الذين سبقوه.
الدَّوْلَةُ الفَاطِمِيَّةُ أو الخِلَاْفَةُ الفَاطِمِيَّةُ أو الدَّوْلَةُ العُبَيْدِيَّةُ هي إحدى دُولُ الخِلافةُ الإسلاميَّة، والوحيدةُ بين دُولِ الخِلافةِ التي اتخذت من المذهب الشيعي (ضمن فرعه الإسماعيلي) مذهبًا رسميًّا لها. قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة الإسماعيليّون في إذكاء الجذوة الحُسينيَّة ودعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهديّ المُنتظر، الذين تنبؤوا جميعًا بظُهوره في القريب العاجل، وذلك خلال العهد العبَّاسي فأصابوا بذلك نجاحًا في الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم خُصوصًا، بسبب مُطاردة العبَّاسيين لهم واضطهادهم في المشرق العربي، فانتقلوا إلى المغرب حيثُ تمكنوا من استقطاب الجماهير وسط قبيلة كتامة البربريَّة خصوصًا، وأعلنوا قيام الخِلافةِ بعد حين. شملت الدولة الفاطميَّة مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتدَّ نطاقها على طول الساحل المُتوسطيّ من المغرب إلى مصر، ثُمَّ توسَّع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضمّوا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية، والشَّام، والحجاز، فأضحت دولتهم أكبر دولةٍ استقلَّت عن الدولة العبَّاسيَّة، والمُنافس الرئيسيّ لها على زعامة الأراضي المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.
الدولة الأموية في الأندلس إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن الداخل سنة 138 هـ/756 م في الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا وكانت عاصمتها قرطبة، وتحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه في ذي الحجة 316 هـ/يناير 929م خليفة قرطبة بدلاً من لقبه السابق أمير قرطبة، وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس. تميزت الدولة الأموية في الأندلس بنشاط تجاري وثقافي وعمراني ملحوظ، حتى أصبحت قرطبة أكثر مدن العالم اتساعًا بحلول سنة 323 هـ/935م، كما شهدت تشييد الكثير من روائع العمارة الإسلامية في الأندلس ومنها الجامع الكبير في قرطبة. كما شهدت فترة حكم الأمويين نهضة في التعليم العام، جعلت عامة الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك. وقد استمرت الدولة الأموية في الأندلس رسميًا حتى سنة 422 هـ/1031م، حيث سقطت الخلافة وتفككت إلى عدد من الممالك بعد حرب أهلية بين الأمراء الأمويين الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، مما أدى بعد سنوات من الاقتتال، إلى تفكك الخلافة إلى عدد من الممالك المستقلة.
متصرفية جبل لبنان هو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية وعُمل به من عام 1860 وحتى عام 1918، وقد جعل هذا النظام جبل لبنان منفصلاً من الناحية الإدارية عن باقي بلاد الشام، تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى الست: بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا. وقد استمر هذا النظام حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وإعلان الانتداب الفرنسي. جاء هذا النظام في عهد التنظيمات الإدارية التي بدأها السلطان عبد المجيد الأول في محاولة لانتشال الدولة العثمانية مما كانت تتخبط فيه من المشاكل الداخلية، وقد أٌقرّ بعد الفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860 وما نجم عنها من مذابح مؤلمة في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا؛ تلك الفتنة التي استغلتها الدول الأوروبية كي تضغط على السلطان بشكل يحقق مصالحها الاقتصادية والأيديولوجية في الشرق العربي.
سوريا العثمانية أو سوريا في العهد العثماني تشير إلى سوريا تحت حكم الدولة العثمانية، وقد دامت هذه الفترة سحابة أربعة قرون منذ أن سحق السلطان سليم الأول جيش المماليك في معركة مرج دابق شمال حلب يوم 24 أغسطس 1516، ومنها ملك مدن البلاد سلمًا وعلى رأسها دمشق في 26 سبتمبر 1516، وحتى انسحاب العثمانيين منها في أعقاب الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1918. في بداية عهدهم، أبقى العثمانيون بلاد الشام ضمن تقسيم إداري واحد، وحتى مع تتالي تعقيد التقسيم الإداري ظلّت الإيالات والولايات تشمل مناطق جغرافيّة هي اليوم بمعظمها تتبع مختلف دول بلاد الشام، أي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، إضافة إلى قسم ضمته تركيا على دفعتين. لذلك فإن الحديث عن سوريا العثمانية يشمل في عديد من المفاصل جميع دول الشام الحاليّة. عرفت البلاد خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر ازدهارًا اقتصاديًا وسكانيًا، وساهم في ذلك كون قوافل الحج تجتمع في دمشق لتنطلق إلى الحجاز، وأغلب قوافل التجارة البرية نحو الخليج العربي والعراق تمر من حلب. استمر الوضع الاقتصادي خلال عهد ولاة آل العظم في القرن الثامن عشر جيدًا، لكن عهد الفوضى والحروب الأهلية بين الولاة ساد في ذلك الحين، فضلاً عن النزعات الاستقلالية أمثال ظاهر العمر وأحمد باشا الجزار وفخر الدين المعني الثاني، إلى جانب إرهاق الشعب بالضرائب وهجمات البدو وانعدام الأمن وجور بعض الإقطاع المحليّ. في عام 1831 دخلت البلاد في حكم محمد علي باشا. كان حكمه فيها حكمًا إصلاحيًا من نواحي الإدارة والاقتصاد والتعليم، إلا أن سياسة التجنيد الإجباري التي انتهجها أدت إلى تململ السوريين من حكمه، وقيام ثورات شعبية متتالية ضده بين عامي 1833 و1837، وقد استطاع السلطان عبد المجيد الأول بدعم عسكري من روسيا القيصرية وبريطانيا والنمسا استعادة بلاد الشام في عام 1840.
بوابة:التاريخ/مقالة مختارة/14 تُعتَبر منطقة بارق المعاصرة جزءاً من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم "اليمن"، ومن هذا المنطلق فإن تاريخها المعاصر يدخل في إطار التاريخ اليماني الذي يعود إلى الألفية الثانية ق.م. تأسَّست بارق بشكل فعلي في عام 220م وسكنتها قبيلة مهاجرة من جنوب اليمن اسمها بارق، حيث كانت قبيلة أزدية، وعُرِفَت قبل ظهور الإسلام بديار بارق، وهي ديار يَمرُّ بها طريق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة المكرمة ثم بلاد الشام التي تعرف برحلة الشتاء والصيف. كان يُقَام فيها سوق حباشة في أول شهر رجب ثمانية أيام، وقيل 3 أيام، وكان السوق وقوافله في حماية بلاد بارق، وهو سوق للأزد كان من أعظم أسواق العرب على الإطلاق وكان آخر سوقٍ خربت من أسواق الجاهلية. وفي أواسط القرن السابع الميلادي دخلت قبائل بارق في الإسلام، ولعبت دوراً مفصلياً ورئيسياً في الفتوحات الإسلامية، وقد استوطن الكثير من أفرادها في البلاد المفتوحة خلال تلك العصور.
ينقسم تاريخ الإمارات العربية المتحدة إلى ست مراحل رئيسة عبر العصور المتلاحقة، ولا ينفصل تاريخها عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه. وكان تاريخها مليء بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام. ففي السلم كان لأساطيل سكان المنطقة وخبرتهم البحرية دورُ كبيرُ في إنعاش التجارة مع الدول المطلة على المحيط الهندي في آسيا وأفريقيا ومع أوروبا عبر طرق التجارة المعهودة. ولكن يبدو أن هذا كان أيضا من مسببات الحروب في المنطقة ومبعثًا للأطماع الاستعمارية الغربية.
تعتبر دولة الأمارات العربية المتحدة المعاصرة جزءًا من الإقليم الذي عرف تاريخيًا باسم "عمان" وذكره كثير من المؤرخين والكتاب العرب وغيرهم، والذي يشمل حالياً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة. من هذا المنطلق فإن تاريخ الدولة المعاصرة يدخل في إطار التاريخ العماني والعربي الشامل. وقبل ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة كانت المنطقة تسمى "ساحل عمان".
يرجع تاريخ الكويت إلى أكثر من 400 عام حينما استوطنها آل صباح والعتوب عام 1613 وذكر حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح في رسالته المؤرخة عام 1912 للمقيم البريطاني في الخليج ما نصه «الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح 1022 هـ » وتدل الآثار على أن تاريخ المنطقة يرجع إلى ما قبل الميلاد حيث استوطنت جزيرة فيلكا من قبل الهيلينستيين في القرن السادس قبل الميلاد ثم استولت قوات الإسكندر الأكبر على الجزيرة، والتي أطلق عليها اليونانيون اسم إيكاروس.
كشفت أعمال التنقيب التي تمت في مناطق مختلفة في الكويت عن وجود آثار تاريخية بالغة في القدم. فمثلاً وجدت في منطقة برقان أدوات حجرية كرؤوس سهام و أزاميل تعود إلى العصر الحجري الوسيط و عثر في منطقة الصليبيخات على أدوات صوانية تعود إلى العصر الحجري الحديث. كما أن بعض الآثار التي وجدت في جزيرة فيلكا و جزيرة أم النمل تعود إلى العصر البرونزي حيث تأثر سكان الكويت في تلك الفترة بالحضارة الدلمونية والحضارة الكاشية.
تاريخ اليمن القديم هو التاريخ الذي يتناول الحضارات الصيهدية في اليمن والمناطق الغربية لعُمان وجنوب ما يعرف اليوم بالسعودية من الألفية الثانية قبل الميلاد حتى وصول الإسلام في القرن السابع. يقسم التاريخ اليمني إلى مرحلتين، مرحلة مكارب وملوك مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين وهي ممالك نشأت في فترات زمنية متقاربة ومن ثم فترة الهيمنة الحميرية على هذه الممالك. أهمية هذه الممالك لم تقتصر على المواضع المذكورة آنفا بسبب سيطرتهم على الطرق التجارية أهمها طريق البخور وطريق اللبان كون اليمنيين كانوا محتكرين لتجارة الذهب والطيب والأحجار الكريمة والمر هي عناصر مهمة للعالم القديم. امتد نفوذ هذه الممالك حتى منطقة ديدان في العلا على مقربة من الحدود السعودية مع الأردن حاليا وعلى السواحل الشرقية للحبشة (منطقة جيبوتي وإريتريا حاليا) وأثروا على سكان هذه المناطق الذين استعاروا نظام الكتابة اليمني القديم المعروف بخط المسند وهناك اعتقاد عند الباحثين أن أهل يثرب كانوا جزءا من غرس سبئي أو معيني في الطريق التجارية لغرب الجزيرة العربية.
شاب التاريخ اليمني القديم عنصر الأسطورة وارتبط بالجن والخرافات. رغم أن بعض الكتابات قد تكون واقعية إلا أن الأساطير غلبت عليها فلم يعد بالاستطاعة تفريق الخيالي عن الواقعي. ارتبط اليمن القديم بأسطورة الملكة بلقيس أكثر من أي شخص آخر وكان لذلك أثر على الإخباريين فزعموا أن نفوذ الملك سليمان وصل إلى اليمن وأن جنه وعفاريته مسؤولة عن تشييد عدد كبير من المباني الأثرية ومحاولات إلصاق ما جاء القرآن على ذكره مثل ذي القرنين ومثل ذلك من القصص والروايات التي تملأ كتاباتهم.
فتح مكة (يُسمَّى أيضاً الفتحَ الأعظمَ) هو غزوة وقعت في العشرين من رمضان من العام الثامن من الهجرة، الموافق 10 يناير 630م، استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية. وسببُ الغزوة هو أن قبيلةَ قريشٍ انتهكت الهدنةَ التي كانت بينها وبين المسلمين، وذلك بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكرٍ بن عبد مناةٍ بن كنانة (تحديداً بطنٌ منهم يُقال لهم "بنو نفاثة") في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاءُ المسلمين، فنقضت بذلك عهدَها مع المسلمين الذي سمّي بصلح الحديبية. وردًّا على ذلك، جَهَّزَ الرسولُ محمدٌ جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان. ولمَّا نزل الرسولُ محمدٌ بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة فطاف بها، وجعل يطعنُ الأصنامَ التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا»، و«جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ».
غزوة الخندق (وتُسمى أيضاً غزوة الأحزاب) هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة، الموافق مارس 627م، بين المسلمين بقيادة رسول الإسلام محمد، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية. سبب غزوة الخندق هو أن يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع الرسولِ محمدٍ وحاولوا قتله، فوجَّه إليهم جيشَه فحاصرهم حتى استسلموا، ثم أخرجهم من ديارهم. ونتيجةً لذلك، همَّ يهود بني النضير بالانتقام من المسلمين، فبدأوا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجاب لهم من العرب: قبيلة قريش وحلفاؤها: كنانة (الأحابيش)، وقبيلة غطفان (فزارة وبنو مرة وأشجع) و حلفاؤها بنو أسد، وسليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ.
خربة الأمباشي أو الأنباشي هي خربة أثرية تقع في محافظة السويداء جنوب سوريا، على مسافة 36 كيلومتراً شرق مدينة شهبا. تقع خربة الأمباشي ضمن ناحية الصورة الصغرى، التابعة إدرياً لمنطقة شهبا في محافظة السويداء، وتحدُّها من جهة الجنوب الشرقي أرض الكراع ومن الشمال والشرق تلول الصفا، وهُما صبَّتان بركانيَّتان تقعان شرق جبل العرب، فيما يَحدُّها من جهة الغرب وادي مسعد. يبلغ ارتفاع الخربة عن مستوى سطح البحر 670 متراً، وتبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 100 هكتار. والمنطقة قابلةٌ للاستثمار في مجال السياحة البيئية إن حصلت على الاعتناء المناسب. أسّست الخربة في عصري البرونز القديم والوسيط خلال الألف الرابع قبل الميلاد، وقد شهدت استيطاناً بشرياً مكثفاً بين الألف الرابع ومنتصف الألف الثاني، إلا أنّها هُجِرت أخيراً مع منتصف الألف الثاني، لأسبابٍ لا زالت غير معروفة. الخربة هي واحدة من ثلاث مواقع متجاورة بالمنطقة تنتمي إلى نفس الحقبة التاريخية، والموقعان الآخران هما خربة الهبارية وخربة الدبب.
الحرب البونيقية الثانية، كما تسمى أيضا بـ الحرب الحنبعلية ومن قِبل الرومان الحرب ضد حنبعل ، هي حرب استمرت من سنة 218 ق.م حتى سنة 201 ق.م، حيث دار القتال فيها في غرب وشرق البحر المتوسط. وكانت هذه الحرب هي الثانية بين قرطاج والجمهورية الرومانية، مع مشاركة من البربر في الجانب القرطاجي. وكانت بين الدولتين ثلاث صراعات كبرى ضد بعضهما البعض. سميت "بالحروب البونيقية"، لأن الرومان أطلقوا على القرطاجيين اسم البونيقيين (Punici) بسبب أنهم خليط من الفينيقيين وشعب البربر فكان الاسم خليطاً منهما أيضاً. تميزت هذه الحرب بوجود رحلة حنبعل وعبوره جبال الألب، ثم تعزيزه بقوات من قبل حلفائه الغاليين وانتصاراته الساحقة على الجيوش الرومانية في معركة تريبيا والكمين العملاق في معركة بحيرة تراسمانيا. ولمواجهة مهارات حنبعل في ساحة المعركة استخدم الرومان استراتيجية فابيان، ولكن بسبب السخط الشعبي المتزايد بسبب عدم تحقيق هذه الاستراتيجية لنصر حاسم، لجأ الرومان إلى دخول معركة أخرى. وكانت النتيجة هزيمة الرومان في معركة كاناي. ونتيجة لذلك خسر الرومان الكثير من حلفائهم الذين تحالفوا مع قرطاجنة، مما أطال أمد الحرب في إيطاليا لأكثر من عقد من الزمن، تم خلالها تدمير أكثر الجيوش الرومانية في ساحة المعركة.
إمبراطورية الخزر أو باختصار الخزر، هي دولة حكمت أراض واسعة خلال الفترة الممتدة من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر في جوار بحر قزوين من بحيرة وان ومن البحر الأسود إلى كييف، ومن بحر آرال إلى المجر. وهي دولة تركية في أوروبا الشرقية. وكلمة الخزر اشتُقت من «قاز» التي أتت من كلمة جز (كلمة تركية عثمانية، وأصل الفعل «جزمك» يعنى تجول). ثم أصبحت «قازار» بمعنى «جزار» وتعني الذي يتجول حرًا ولا يرتبط بأي مكان. ووفقًا لكتاب حدود العالم مجهول المؤلف فإن حكام الخزر من سلالة «از فرزندان انسا است» ويوجد ادعاء بأنهم من سلالة «أشينا» مؤسس خانية غوك تورك الغربية، وأنهم يرجعون بأصلهم من آسيا الوسطى. وهناك من يقول بارتباط الخزريين بالهون. ومن بعد عام 586 تذكرهم مصادر الإمبراطورية البيزنطية بالأتراك. وعلى الرغم من اعتقاد غالب الأتراك قبل الإسلام بالتنكرية (عبادة وثنية) مثل الشامانية والإحيائية والطوطمية، إلا أن حاكم الخزر وشعبه اعتنقوا اليهودية في عام 740. ويعتقد العديد من الأكاديمين أن الخزر الترك اليهود هم أجداد اليهودين الروس وكذلك يهود أوروبا الشرقية. وقد انتشر التسامح الديني عند الخزر، فقد انتشرت فيهم الوثنية أيضًا بحرية مطلقة. استمر توسع الخزر حتى بداية القرن العاشر وقد سمي الخزر بحر قزوين باسمهم، أي بحر الخزر. بدأ الضعف يتسرب إلى إمبراطورية الخزر خلال عصر الفتح الإسلامي لفارس، وقد كان لخانات البيتشنغ القادمين من الشرق أثر في إضعافهم أيضاً، وكان هدم الإمبراطورية النهائي على يد خقانات روس.
تاريخ المسيحية، ويعنى بهذا دراسة تاريخ الديانة المسيحية والكنيسة، منذ يسوع ورسله الإثني عشر حتى أيامنا الحاضرة. والديانة المسيحية هي ديانة توحيدية أقيمت على أساس تعاليم وحياة يسوع. أما الكنيسة بمعناها اللاهوتي والمسيحي، فهي المؤسسة التي أقامها يسوع المسيح للتتابع من بعده مهمة نشر ثقافة الخلاص بين البشر. بدأت المسيحية في القرن الأول الميلادي كجماعة يهودية صغيرة، سرعان ما انتشرت في القرون القليلة اللاحقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والإمبراطورية الرومانية و مستوطناتها بشمال أفريقيا الرومانية ومنها كنيسة قرطاج، وذلك رغم الإضطهادات التي كان يعلنها أباطرة روما ضد أتباع هذه الديانة، لكنها ومنذ القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية. تعتبر أرمينيا آولى الدول التي تتخذ من المسيحية الديانة الرسمية في سنة 301، تبعها جورجيا سنة 319، والإمبراطورية الرومانية سنة 380.
عُرف استخدام الملح قديمًا، حيث كان يُستعمل على مر العصور في الطهي والتجارة باعتباره "الصخرة" الوحيدة القابلة للأكل بالنسبة للإنسان. ويتم استخدامه الآن على نطاق واسع في جميع المطابخ في العالم، إما باستعماله كبهار أو كحافظ مُميز لبعض الأطعمة مثل اللحوم المقددة والسمك. لقد كان للملح تأثير اقتصادي كبير وأحيانًا كان سببًا في وقوع أزمات اقتصادية في بعض الحضارات. يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المعاملات الاقتصادية في تاريخ البشرية، هناك بعض الأنشطة التي تأثرت باسمه مثل "سالاريو" بمعنى الأجر، أو أسماء بعض الطُرق قبل التارخ مثل روت دو سل في فرنسا وفيا سالاريا في روما القديمة ومدينة ساليناس دي لينث في إسبانيا، كما اعتبروه رمزًا للخصوبة.
معركة عين جالوت (25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260)، هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز من إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، وقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقُتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، كانت مصر في تلك الفترة تئِنُّ من الصراعات الداخلية والتي انتهت باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 657 هـ / 1259 سلطانا لمماليك مصر. فبدأ بالتحضير لمواجهة التتار، فقام بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما إن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت الذي يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة واتجهوا قرب بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصاراً عظيماً، وأُبيد جيش المغول بأكمله. كان لمعركة عين جالوت أثراً عظيماً في تغيير موازين القوة بين القوى العظمى المتصارعة في منطقة الشام، فقد تسببت خسارة المغول في المعركة من تحجيم قوتهم، فلم يستطع القائد المغولي هولاكو الذي كان مستقراً في تبريز من التفكير بإعادة احتلال الشام مرةً أخرى، وكان أقصى ما فعله رداً على هزيمة قائده كتبغا هو إرسال حملة انتقامية أغارت على حلب.
سكة حديد الحجاز أو خط حديد الحجاز أو الخط الحديدي الحجازي (بالتركية العثمانية: حجاز تيمور يولى، وبالتركية المعاصرة: Hicaz Demiryolu) عبارة عن سكة حديد ضيقة (بعرض 1050 ملم)، تصل بين دمشق والمدينة المنورة، وكانت قد أسست في فترة ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لغرض خدمة الحجاج المسلمين وربط أقاليم الدولة العثمانية وإحكام السيطرة عليها. بدأ العمل في السكة سنة 1900م وتم افتتاحها سنة 1908م، واستمر تشغيلها إلى أن دُمِّر الخط سنة 1916م خلال الحرب العالمية الأولى، إذ تعرضت للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب. قدرت تكلفة الخط بنحو 3.5 ملايين ليرة عثمانية لكنها زادت عن ذلك، وقدمت مساعدات شعبية من داخل السلطنة العثمانية وبلدان إسلامية أخرى. بوشر بالعمل في بناء خط سكة حديد الحجاز سنة 1900م من منطقة المزيريب في حوران في سوريا، واعتمد في مساره على طريق الحج البري من دمشق عبر مدينة درعا وصولاً إلى المدينة المنورة، وقد استطاع الحجاج في كل من الشام وآسيا والأناضول قطع المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في مدة خمسة أيام فقط بدلاً من أربعين يوماً، وكان والي دمشق هو أمير الحج باستثناء فترة بسيطة تولى فيها حاكم نابلس تلك المهمة.