العشرة المبشرون بالجنة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تخطيط العشرة المبشرون بالجنة.

ٱلعَشَرَةُ ٱلمُبَشَّرُونَ بِالجَنَّةِ هم عشرة من الصحابة بشرهم الرسول محمد بالجنة حسب اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهم المذكورون في الحديث الذي رواه كل من عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي أنه قال:[هامش 1][1] «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة.»

وهناك عدد غيرهم من الصحابة قد بُشّر بالجنّة كخديجة بنت خويلد، وعبد الله بن سلام، وعكاشة بن محصن، ولكن اشتهر مصطلح العشرة المبشرين بالجنّة[2] لأنّ تبشيرهم جاء في حديث واحد.[3][4]

العشرة المبشرون بالجنة

رسم اسم فترة حياته مكان الدفن مُلاحظات
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ

(50 ق هـ - 13هـ / 573م - 634م)

المسجد النبوي، إلى جانب الرسول محمد وعمر بن الخطاب، المدينة المنورة

هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأول من أسلم من الرجال، وهو وزيرُ نبيّ الإسلام مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة.[5] بويع أبو بكر بالخِلافة، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويُرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشَّام، ففتح مُعظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشَّام.

أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي

(40 ق.هـ - 26 ذو الحجة 23 هـ / ما بين عاميّ 586 و590 - 7 نوفمبر 644م)

المسجد النبوي، إلى جانب الرسول محمد وأبي بكر الصديق، المدينة المنورة

هو ثاني الخلفاء الراشدين، أمير المؤمنين المُلقب بالفاروق، في عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، والقدس، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الإمبراطورية البيزنطية.[6] وهو مؤسس التقويم الهجري.

أبو عبد الله عثمان بن عفَّان الأموي القرشي

(47 ق.هـ - 35 هـ / 576 - 656م)[7]

البقيع بالمدينة المنورة ثالث الخلفاء الراشدين، ومن السابقين إلى الإسلام. يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد، وأول مهاجر إلى أرض الحبشة. بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً.[8] تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي، وفتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي.[8][9] في النصف الثاني من خلافته ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى استشهاده.[10]
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي

(13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م)

قصر الإمارة، الكوفة (عند السنة)، النجف (عند الشيعة) ابن عم الرسول محمد وصهره، من آل بيته، وزوج ابنته فاطمة، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر، ووقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، أولها موقعة الجمل ثم موقعة صفين، كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.
الزُّبَيْرُ بن العَوَّام القرشي الأسدي (28 ق.هـ - 36 هـ / 594 - 656م) البصرة ابن عمة نبي الإسلام محمد بن عبد الله، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، يُلقب بـ حواري رسول الله؛ لأن النبي قال عنه:[11] «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»، أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا،[12] وزوج أسماء بنت أبي بكر المُلقّبة بذات النطاقين.[13] شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، وشارك في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقَتَله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل،[14]
طَلْحَة بن عُبَيْد اللّه التَّيمي القُرشي

(28 ق.هـ - 36 هـ / 594 - 656م)

البصرة هو أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، قال عنه الرسول محمد أنه شهيد يمشي على الأرض فقال: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله». شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن الرسول محمد في غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات.[15] وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتِلَ في موقعة الجمل.[14]
عبد الرّحمن بن عوف القرشيّ الزهريّ

(43 ق هـ - 32 هـ / 580 - 656م)

البقيع بالمدينة المنورة هو أحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي عبد الرحمن.[16] شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، وأرسله النبي على سرية إلى دومة الجندل، وصلى النبي محمد وراءه في إحدى الغزوات،[17] وكان عمر بن الخطاب يستشيره، وجعله عمر في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وكان عبد الرحمن تاجرًا ثريًا وكريمًا.
سَعِيد بن زَيْد القرشي العدوي

(22 ق.هـ - 51 هـ / 600 - 671م)

العقيق بالمدينة المنورة أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا،[18] كان أبوه زيد من الأحناف في الجاهلية؛ فلا يعبد إلا الله ولا يسجد للأصنام،[18] وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر، وزوجته هي أخت عمر فاطمة بنت الخطاب والتي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب.[19] شهد سعيد المشاهد كلها مع النبي إلا غزوة بدر، شهد معركة اليرموك، وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين.[20]
سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي الزهري

(23 ق هـ أو 27 ق هـ - 55 هـ / 595 أو 599 - 674م)

البقيع بالمدينة المنورة أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله،[21] وقال له النبي:[22] «ارم فداك أبي وأمي»، وهو من أخوال النبي،[21] شهد المشاهد كلها مع النبي، وكان من الرماة الماهرين،[23] استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي سَيَّرها لقتال الفرس، فانتصر عليهم في معركة القادسية، وأَرسل جيشًا لقتال الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق. فكان من قادة الفتح الإسلامي لفارس، وكان أول ولاة الكوفة، حيث قام بإنشائها بأمر من عمر سنة 17 هـ،[24] وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، اعتزل سعد الفتنة بين علي ومعاوية، وكان آخر المهاجرين وفاةً.[25]
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي

(40 ق هـ/584م - 18هـ/639م)

غور الأردن أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام، لقَّبَهُ النّبيُّ محمدٌ بأمين الأمة حيث قال: «إن لكل أمّة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح».[26] شهد مع الرسول محمد غزوة بدر والمشاهد كلها، وكان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عيَّنهم أبو بكر لفتح بلاد الشام، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافةَ عَزَلَ خالداً بنَ الوليد، واستعمل أبا عبيدة، وقد نجح أبو عبيدة في فتح دمشق وغيرِها من مُدُنِ الشامِ وقُراها. وفي عام 18هـ الموافق 639م توفي أبو عبيدة بسبب طاعون عمواس في غور الأردن ودُفن فيه.

طُرق وأسانيد حديث العشرة

تعددت طرق وأسانيد حديث العشرة المبشرين بالجنة في كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة، أبرز أسانيد الحديث:[27]

أحاديث مشابهة

شجرة نسب العشرة المبشرين بالجنة، ينتهي نسبهم جميعًا مع نسب النبي إلى فهر بن مالك.

وردت عدة أحاديث نبوية أخرى تبشر الصحابة العشرة بدخول الجنة بخلاف الحديث الجامع لأسماء العشرة المبشرين بالجنة،[1] فروى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري حديث يبشر فيه النبي محمد كلا من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان بالجنة، فعن أبي موسى: «أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت إلى رسول الله فأخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر.»،[28] وروى ابن عساكر بإسناده حديث يبشر الخلفاء الراشدين الأربعة بالجنة، فعن عبد الله بن مسعود عن النبي أنه قال: «القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة.»،[29]

المبشرون بالجنة من غير العشرة

يُثبت أهل السنة والجماعة أنَّ النبي بَشَّرَ كثيراً من الصحابة بالجنة من غير العشرة، فبشّر أفراداً بأسمائهم، وبشّر جماعات بكاملها، فالأفراد كخديجة بنت خويلد، وعبد الله بن سلام، وعكاشة بن محصن وثابت بن قيس بن شماس وعبد الله بن مسعود، والحسن والحسين وغيرهم ممن لم تُذكر أسماؤهم،[3][4][30] كما جاء في الحديث: «أنَّ أعْرَابِيًّا أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا أزِيدُ علَى هذا، فَلَمَّا ولَّى، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هذا».[31] والجماعات كأهل بيعة الرضوان تحت الشجرة،[32] وأهل غزوة بدر،[33] وقد حضر غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر صحابيًا، وحضر الحديبية ألفٌ وأربعمائة صحابي، وقيل ألف وخمسمائة.[32][34]

وجهة نظر أهل السنة والجماعة

يعتقد أهل السنة والجماعة بثبوت تبشير العشرة بالجنة، وكان بعض التابعين يجزمون بتواتر روايات التبشير بالجنة، يقول الشَّعْبِيُّ:[35] «أَدْرَكْتُ خَمْسَ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ.». قال ابن قدامة: «نَشهَدُ لِلعَشَرةِ بالجَنَّةِ كَما شَهِدَ لَهمُ النَّبيُّ ». وقال ابن عثيمين: «المُعيَّنُونَ مِن أهلِ الجَنَّةِ كَثيرُون، ومِنهم: العَشَرةُ المُبَشَّرُونَ بالجَنَّةِ، وخُصُّوا بهذا الوصفِ؛ لِأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَمعَهم في حَديثٍ واحِدٍ». وقال القاضي عياض: «إعلامٌ مِنَ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بأنَّ أبا بَكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ، والقَطعُ لَهم بمِثلِ ما أعلَمَنا بمَعنى ذَلِكَ».[36] وقال الطحاوي في العقيدة الطحاوية:[37]

العشرة المبشرون بالجنة وأن العشرة الذين سماهم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقوله الحق: وهم أبو بكر، وعمر وعثمان وعلي وطلحة، والزبير وسعد وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وهو أمين هذه الأمة -رضي الله عنهم- أجمعين العشرة المبشرون بالجنة

وجهة نظر الشيعة

يعتقد الشيعة الاثنا عشرية ببطلان حديث العشرة المبشرين بالجنة ويعدونه من الأحاديث الموضوعة.[38][39] ويستدل الشيعة بما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما -واللفظ للبخاري- عن سعد بن أبي وقاص قال: ما سمعت النبي يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام. ورواها مسلم : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي على الأرض .... إلخ [40] وكما يبغض الشيعة طلحة والزبير بدعوى أنهما قاتلا علياً.[41][42] وروى الشيخ المفيد أحد علماء الشيعة: «عن أبي جعفر محمد بن علي أن أمير المؤمنين واقف طلحة والزبير في يوم الجمل وخاطبهما، فقال في كلامه لهما: لقد علم المستحفظون من آل محمد - وفي حديث آخر: من أصحاب عائشة ابنة أبي بكر وها هي ذه فاسألوها أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد خاب من افترى. فقال له طلحة: سبحان الله! تزعم أنا ملعونون وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عشرة من أصحابي في الجنة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا حديث سعيد بن زيد بن نفيل في ولاية عثمان، ثم قال: سموا لي العشرة؟ فسموا تسعة وأمسكوا عن واحد. فقال لهم: فمن العاشر؟ قالوا: أنت. قال: الله أكبر، أما أنتم فقد شهدتم لي أني من أهل الجنة وأنا بما قلتم من الكافرين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم إلي: أن في جهنم جباً فيه ستة من الأولين وستة من الآخرين، على رأس ذلك الجب صخرة إذا أراد الله تعالى أن يسعر جهنم على أهلها أمر بتلك الصخرة فرفعت، إن فيهم - أو معهم - لنفرا ممن ذكرتم، وإلا فأظفركم الله بي، وإلا فأظفرني الله بكما وقتلتكما بمن قتلتما من شيعتي».[43]

في الشعر

ثُمَّ الصَّلاة ُ عَلَى المُخْتارِ ما طَلَعَتْ
شمسُ النهارِ وما قد شعشعَ القمرُ
ثمَّ الرِّضَا عَنْ أبي بكْرٍ خَلِيفَتِهِ
مَنْ قامَ مِنْ بعْدِهِ لِلدِّينِ يَنْتَصِرُ
وعن أبي حفصٍ الفاروقِ صاحبهِ
مَنْ قَوْلُهُ الفَصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
وجُدْ لعثمانَ ذي النورين من كملتْ
له المحاسنُ في الدارين والظفرُ
كذا عليٍّ مع ابنيهِ وأمهما
أهْلِ العَبَاءِ كما قدْ جَاءَنا الخَبَرُ
سَعْدٌ سعِيدُ بْنُ عَوفٍ طَلْحَة ٌ وأبُو
عُبَيْدة َ وزُبيْرٌ سادَة ٌ غُرَرُ
والآلِ والصحبِ والأتباعِ قاطبة ً
ما جَنَّ لَيْلُ الدَّياجي أوْ بَدَا السَّحَرُ
سعد سعيد زبير طلحة وأبو
عبيدة وابن عوف قبله الخلفا
لا تسألن القوافي عن مآثرهم
إن شئت فاستنطق القرآن والصحفا

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ أ ب العشرة المبشرون بالجنة، موقع الدرر السنية، اطلع عليه في 21 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أحمد، إدريس (5 يناير 2022). "من هم العشرة المبشرون بالجنة ؟". إسلام أون لاين. مؤرشف من الأصل في 2022-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-09-22.
  3. ^ أ ب من هم العشرة المبشرون بالجنة، موقع الإسلام سؤال وجواب، اطلع عليه في 21 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 19 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب سبب ذكر العشرة المبشرين بالجنة مع أن المبشرين كُثُر، فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 21 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ تاريخ الخلفاء، للإمام جلال الدين السيوطي، تحقيق إبراهيم صالح، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1417هـ- 1997م، ص56
  6. ^ Hourani, p. 23.
  7. ^ نداء الإيمان: كتاب عثمان بن عفان، الفصل الأول «حياة عثمان»، من تأليف: محمد رضا الأديببن عفان **/الفصل الأول: حياة عثمان /i123&d85635&c&p1 نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ أ ب موقع الرقية الشرعية: عثمان بن عفان نسخة محفوظة 31 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ الخلافة والخلفاء الراشدون، ص222
  10. ^ طبقات ابن سعد (1/ 39 - 47)، البداية والنهاية (7/ 144 - 149) الخلفاء الراشدون للخالدي، ص112
  11. ^ صحيح البخاري حديث رقم 2997، 4113، 2846، 2847، 3719، 7261، وصحيح مسلم حديث رقم 2415، من حديث جابر بن عبد الله
  12. ^ كتاب سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، جـ3، صـ364: 380، ترجمة عبد الله بن الزبير نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، موقع قصة الإسلام، تاريخ الولوج 10 يونيو 2016 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أ ب البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل على ويكي مصدر
  15. ^ صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه، وقال عمر توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، حديث رقم 3518 على ويكي مصدر
  16. ^ شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، عبد الرحمن بن عوف، الجزء الأول، صـ 68: 75، مكتبة إسلام ويب، اطلع عليه في 5 سبتمبر 2016 نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ صحيح مسلم، كِتَاب الصَّلَاةِ، بَاب تَقْدِيمِ الْجَمَاعَةِ مَنْ يُصَلِّي بِهِمْ، رقم الحديث: 645 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ أ ب سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 243 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  19. ^ ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، الجزء الثامن، فصل: وأما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي على ويكي مصدر
  20. ^ شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعيد بن زيد، جـ 1، صـ 125: 143، على مكتبة إسلام ويب، اطلع على هذا المسار في 15 أغسطس 2016 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-06-09. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  21. ^ أ ب شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعد بن أبي وقاص، الجزء الأول، صـ 93: 102، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة النشر: 1422 هـ / 2001م نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قول الرجل فداك أبي وأمي، حديث رقم 5830، مكتبة إسلام ويب نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ محمد بن سعد البغدادي: الطبقات الكبرى، ترجمة سعد بن أبي وقاص، طبعة دار الكتب العلمية، جـ 3، صـ 105، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، 1990م، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  24. ^ فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شخصيته وعصره، د.علي محمد الصلابي، طبعة مكتبة الصحابة - الشارقة، 2002م، الفصل الخامس: فقه عمر في التعامل مع الولاة، صـ 371: 377
  25. ^ شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء، الصحابة رضوان الله عليهم، سعد بن أبي وقاص، الجزء الأول، صـ 114: 124، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة النشر: 1422 هـ / 2001م نسخة محفوظة 08 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ "ص493 - أرشيف ملتقى أهل الحديث - أين أجد هذا الحديث أين أجد حديث العشرة المبشرين بالجنة - المكتبة الشاملة". المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2021-06-06. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-06.
  28. ^ "صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا- الجزء رقم3". islamweb.net. دار ابن كثير. 1993. ص. 1344. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-30.
  29. ^ "ص214 - كتاب الجنة والنار - المبحث العاشر بعض من نص على أنهم في الجنة غير من ذكر - المكتبة الشاملة". المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2021-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-30.
  30. ^ "المبشرون بالجنة سوى العشرة رضي الله عنهم - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2019-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-31.
  31. ^ ابن حجر العسقلاني (1407هـ / 1986م). "فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، الجزء رقم3". islamweb.net. دار الريان للتراث. ص. 312. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-31. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  32. ^ أ ب عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام - ناصر الشيخ، المبحث الرابع: الثناء على أهل بيعة الرضوان، اطلع على هذا المسار في 9 أغسطس 2016 نسخة محفوظة 19 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  33. ^ صحيح مسلم» كتاب فضائل الصحابة» باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة نسخة محفوظة 17 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. ^ السلمان، عبد العزيز (1418 هـ - 1997 م). "مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية، س هل يشهد لأحد بالجنة غير العشرة ومن هم العشرة المبشرين بالجنة". المكتبة الشاملة (ط. الثانية عشر). ص. 135. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-31. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  35. ^ سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 213 نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  36. ^ "المَطْلَبُ الثَّالِثُ: العَشَرةُ المُبَشِّرُونَ بالجَنَّةِ". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 2022-02-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-19.
  37. ^ "موقع جامع شيخ الإسلام بن تيمية - آراء أصحاب الفرق في العشرة المبشرين بالجنة - شرح العقيدة الطحاوية". taimiah.net. مؤرشف من الأصل في 2022-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2022-02-19.
  38. ^ مقال بعنوان: أدلة على بطلان حديث العشرة وعدم صحته، مركز الأبحاث العقائدية، اطلع عليه في 11 سبتمبر 2016 نسخة محفوظة 03 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  39. ^ موقف الشيعة الاثني عشرية من بقية الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، موقع البرهان، اطلع عليه في 11 سبتمبر 2016 نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  40. ^ السنة، جامع شروح. "جامع السنة وشروحها - صحيح البخاري". جامع السنة وشروحها. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-10.
  41. ^ "»الإجابة على الأسئلة العقائدية »مركز الأبحاث العقائدية". www.aqaed.com. مؤرشف من الأصل في 2021-01-09. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-10.
  42. ^ "دراسات وبحوث / الصحف المنشرة في بطلان حديث العشرة المبشرة". المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية. مؤرشف من الأصل في 2019-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-10.
  43. ^ كتاب الكافئة في إبطال توبة الخاطئة، للشيخ المفيد، الصفحة 24 - 25.
  44. ^ القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية، البوصيري. نسخة محفوظة 2018-06-19 على موقع واي باك مشين.
  45. ^ "أنوار الفجر في فضائل أهل بدر، المؤلف: سيد حسين العفاني، الناشر: ماجد العسيري، سنة النشر: 1426، جـ1، صـ 565". مؤرشف من الأصل في 2020-03-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-16.

هوامش

  1. ^ رواه الترمذي في سننه عن عبد الرحمن بن عوف، رقم: 3680.، ورواه ابن حجر العسقلاني في كتابه تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الرحمن بن عوف، ج5، ص436، ورواه السيوطي في كتابه الجامع الصغير، رقم: 73، عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، وقال عنه: صحيح، رواه أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الرحمن بن عوف، ج3، ص136، وصححه أحمد شاكر، ورواه النسائي في كتابه السنن الكبرى عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، رقم:8193، و8194.