بوزيان القلعي
بوزيان القلعي جيلالي شقراني، وشهرته بوزيان القلعي، من الثوار الجزائريين، عُرف بالأسطورة لأنه من بين القلائل في زمانه الذين حملوا مشعل المقاومة دون مبالاة بقوة المستعمر الفرنسي في الجزائر. دامت ثورته 13 سنة. ولم يكن له أتباع كثر.
بوزيان القلعي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | القلعة ولاية غليزان |
مكان الوفاة | المحمديةولاية معسكر |
الديانة | مسلم |
الحياة العملية | |
الخصوم | فرنسا |
تهم | |
التهم | قاطع طريق |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | مقاومة سيدي لزرق بلحاج 1864 |
تعديل مصدري - تعديل |
حياته
وُلد بوزيان القلعي عام 1838م في القلعة مقاطعة غليزان سابقا ولاية غليزان حاليا. حياة بوزيان القلعي كانت كسائر أبناء منطقته وبلده الجزائريين حيث بدأ برعي الغنم ثم حطابا يقطع الحطب ليبيعه في السوق وتزامنت ثورته مع ثورة أولاد سيد الشيخ في 1871.
شرارة الثورة تفجرت فيه لما أتاه القائد (العربي المكلف بشؤون المحليين لدى الإدارة الفرنسية) يطالبه بدفع الضرائب التي عليه فقام بوزيان فطرحه أرضا وجرده من كل ثيابه وأهانه عاريا أمام سكان القلعة.
اختفى بعدها في الجبل معلنا خروجه عن طاعة فرنسا التحقت به مجموعة مقاومين بمعية جيلالي الشقراني المدعو جيلالي القاطع؛ وشرعوا في مهاجمة الضيعات التي يمتلكها المعمرون التي كانت أملاك جزائريين سلبت منهم في إطار قانون سنه الفرنسيون سنة 1863، حيث اعتبره بوزيان قانون العار الذي سلب الأرض من أصحابها الشرعيين أي الجزائريين.
- في 13 أوت 1873 اعترض أحد أغنياء مدينة الشلف، أورليان فيل سابقا المدعو الحاج محمد بن عبد الله الذي كان في طريق عودته من زيارة ابنته وجرده من ما يملك.
نجحت ثورة بوزيان القلعي في جلب عواطف غالبية سكان الغرب الجزائري مما دفع الحاكم العام للإدارة الاستعمارية لكتابة تقرير في 30 ديسمبر 1874 لوزير حربه لتبليغه بثورة بوزيان القلعي وإنذاره بتأثر الجزائريين بأفكاره الثورية.
يعتبر المؤرخون هذه الثورات الفردية القليلة الأتباع والتي نعتها الفرنسيون المستعمرون إجراما وقطاع طرق كالامتداد لثورة عبد القادر الجزائري ولم تكن الوحيدة بل تبعتها بثورة فليتة في 1864 بجانب سيدي لزرق بلحاج .و اعتقل وسجن في بوخنيفيس بسيدي بلعباس لكنه هرب ليلتحق بالجبل.
دامت ثورة بوزيان القلعي 13 سنة وجند الحاكم العام له أرمادة من المشاة والخيالة تكللت بالقبض عليه من طرف المدعو بن يوسف، بعد أن غلب عليه المرض.[1]
كان يهجم على المعمرين في ضيعاتهم، باش آغا، في أيامه الأولى من ثورته كان يبيت عند خالته في الفراقيق لم تتمكن السلطات الاستعمارية الفرنسية من إلقاء القبض عليه ما دفعها إلى عرض مكافأة لمن يدلهم عليه.[2]
إلقاء القبض عليه وإعدامه
قبض عليه حيّا من طرف الحاج بن يوسف وابنه عمّار بتاريخ 16 أكتوبر 1875 وهما من دوّار ولاد يحيى البنيان الذي يبعد 45 كلم عن مدينة معسكر وسلّماه لسلطات الاحتلال الّتي كافأتهما بعد ذلك بالميدالية الشّرفية الفضّية بتاريخ 13 أكتوبر 1877 حاكمته سلطة الاحتلال الفرنسي ومعه سي قدّور بن حميدة واثنين آخريين وحكمت عليهم بالإعدام في مايو 1876.
في الساعة الخامسة صباح 26 يوليو 1876، أعدم الاحتلال الفرنسي بوزيان القلعي بالمقصلة التي وضعت في الساحة المركزية للحديقة العمومية لمدينة المحمدية بولاية معسكر عن عمر يناهز 39 سنة.
قُطع رأسه وأُرسلت جمجمته لتُعرض في متحف الإنسان بِفرنسا وحفظت هناك إلى غاية 3 يوليو 2020 عندما استرجعت السلطات الجزائرية رفاته بالإضافة لِـ 23 جمجمة أخرى لأبطال آخرين استقبلتهم باحتفالات أُقيمت في مطار الجزائر بإشراف رئيس الجمهورية الجزائرية تمهيدا لعرض الرفات على المواطنين الجزائريين كنظرة أخيرة يوم 4 يوليو 2020 وثم دفن رفات شهيد الوطن يوم 5 يوليو وذلك بمناسبة عيد استقلال الجزائر في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية.[3]
في التراث الثقافي المحلي
بعد تمكن الفرنسيين من إخماد المقاومات الكبرى في الجزائر ونفي الأمير عبد القادر صار الشعب الجزائري كاليتيم بلا أب يقوده لكنه لم يستسلم هكذا بل واصل أمله في التحرر يوما منتظرا مخلصه الذي سيأتي يوما ما فكان يتشبث بأي رفض ولو بفرد واحد يشجعه ويتبناه للفور. وكأنه روبن هود الجزائر
بهذه العفوية ولدت أساطير لمقاومين جزائريين أمثال: “أرزقي أولبشير” في منطقة القبائل، وبوزيان القلعي في معسكر ضواحي المحمدية، ومسعود بن زلماط في الأوراس، والإخوة بوتويزرات في عين تموشنت مع فارق أن انتفاضة هؤلاء كانت دون وعي، وإنما عن رفضهم للقوانين الفرنسية وهم يشتركون في تعرضهم لظلم الكولون والإدارة الاستعمارية التي سلبتهم الأرض والأهل والشرف والوطن. ترفع المستعمر عليهم وسماهم بالرغم عنه “عصاة الشرف”
أخرج السكان عليه أغاني شعبية لا زال الناس يرددونها لليوم منها وأشهرها بعد إعدامه في المقصلة:[4]
«بوزيان القلعى وي كي ضرنى قلبي خلا فراش مفرش خلا بيض منقى خلا طعام مسقى لعبو بيه الكورة ولاحوه في المطمورة بوزيان القلعي يا بوزيان القلعي راح ما يولي خلى طعام مسقي ولحيتو الحمرة مرمدة بالرملة |
في السينما
كما خلد بلقاسم حجاج المخرج الجزائري قصته في فيلم وثائقي سنة 1983 بعنوان بوزيان القلعي وتقمص شخصيته سيراط بومدين [5][6] حاز على جائزة “Venezia Genti Mostra” فينيزيا جينتي موسترا في البندقية إيطاليا سنة 1984.
مراجع
- ^ Bouziane El Kalaï فرنسي[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-11.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ بوزيان القلعي Bouziane El Kalaï نسخة محفوظة 09 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ "عودة الجمجمة الشريفة للشهيد بوزيان القلعي – الأستاذ بدرالدين ناجي". المكتبة الجزائرية الشاملة. 4 يوليو 2020. مؤرشف من الأصل في 2023-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-17.
- ^ بني شقران تسابق الزمن وتسجل مجد تراثها بامتياز[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 18 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ بلقاسم حجاج يعطي إشارة انطلاق سلسلة كوميديا موسيقية "الساحة" نسخة محفوظة 15 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ جريدة النصر مقالة بعنوان شاركت في 40 فيلما إلى جانب عمالقة السينما الجزائرية [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 27 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.