رؤيا يوحنا
سفر رؤيا يوحنا هو السفر الوحيد ذو الصفة النبوية بين أسفار العهد الجديد ويأتي ترتيبه عادة الأخير بين مجموع أسفار الكتاب المقدس.
« رؤيا يوحنا » | |
---|---|
عدد الإصحاحات | 22 |
الكاتب وفق التقليد | يوحنا |
تاريخ الكتابة المتوقع | 95م |
مكان الكتابة المتوقع | جزيرة بطمس-25 ميلا من شواطئ آسيا الصغرى |
تصنيفه | 27 |
نص رؤيا يوحنا في ويكي مصدر |
يذكر المؤلف نفسه في النص باسم «يوحنا»، لكن هويته الدقيقة تبقى نقطة محل النقاش الأكاديمي. الكتاب المسيحيون في القرن الثاني مثل القديس جستن وإيرينيئوس ومليتو أسقف ساردس وإكليمندس الإسكندري ومؤلف Muratorian fragment يعرّفون يوحنا بن زبدي بأنه «يوحنا» في سفر الرؤيا.[1] يأخذ الباحثون في العصر الحديث عموما وجهة نظر مختلفة،[2] ويعتبر الكثيرون أنه لا يمكن معرفة شيء عن المؤلف إلا أنه نبي مسيحي.[3] بعض الباحثين الحديثين يعتبرون مؤلف كتاب الرؤيا شخصية افتراضية يسمونها «يوحنا البطمسي». الجزء الأكبر من المصادر التقليدية تؤرخ تأليف السفر إلى عهد الإمبراطور دوميتيان (81–96 م)، وتميل الأدلة إلى تأكيد ذلك.[4]
التكوين
العنوان، المؤلف والتاريخ
أُخذ العنوان من الكلمة الأولى من الكتاب باليونانية العامة المختلطة: κάλυψιςοκάλυψις apokalypsis، والتي تعني «الرؤيا» أو «الوحي». ويطلق المؤلف على نفسه اسم «يوحنا»، ولكن من غير المرجح حاليًا أن يكون كاتب الرؤيا هو أيضًا مؤلف إنجيل يوحنا. بعض الأدلة على ذلك تم اكتشافها في النصف الثاني من القرن الثالث من قبل البابا ديونيسيوس بابا الإسكندرية، الذي أشار إلى أن الإنجيل والرسائل المنسوبة إلى يوحنا، على عكس الرؤيا، لا تذكر اسم مؤلفها، وأن اللغة اليونانية في الإنجيل صحيحة وأنيقة بينما في سفر الرؤيا ليست كذلك؛ يعتقد بعض العلماء في وقت لاحق أن الكتابين بينهما أيضا اختلافات جذرية في المنظور اللاهوتي.[5]
ينسب التقليد السفر إلى يوحنا بن زبدي، لكن من غير المحتمل أن يكون يوحنا بن زبدي قد عاش في الوقت الذي يعد الأكثر ترجيحا لتأليف الكتاب، وهو عهد دوميتيان، كما أن المؤلف لم يذكر أنه يعرف يسوع.[6] كل ما هو معروف هو أن يوحنا مؤلف السفر كان نبيًا مسيحيًا يهوديًا، ربما ينتمي إلى مجموعة من الأنبياء المماثلين، وقد اعتُرِفَ به على هذا النحو من قبل الأتباع الذين يخاطبهم في حديثه.[4][7] لا تزال الهوية الدقيقة للمؤلف غير معروفة،[8] ويشير الباحثون إليه عادةً باسم يوحنا البطمسي.[9] (رؤيا 1: 9 - «كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ»).
تاريخ الكنيسة المبكّر يؤرّخ الكتاب إلى نهاية عهد الإمبراطور دوميتيان (حكم بين العامين 81-96)، ويتفق معظم الباحثين الحديثين، على الرغم من أن المؤلف ربما قد كتب نسخة أولى بعد حريق روما الكبير (64 م) في فترة حكم فسبازيان (69 -79 م) وقام بتحديثها تحت حكم دوميتيان.[10] يبدو أن الوحش ذو الرؤوس السبعة والرقم 666 تلميح مباشر إلى الإمبراطور نيرون (حكم 54-68 م)، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الرؤيا قد كتبت في الستينيات، حيث كان هناك اعتقاد واسع النطاق في العقود اللاحقة بأن نيرون سيعود.[11][4]
أوغو فاني (Ugo Vanni) وغيره من علماء الكتاب المقدس بأن سفر الرؤيا قد كُتب بقصد أن يُقرأ بالكامل في مكان طقسي واحد مع عناصر حوار بين القارئ (مفرد) والمستمعين (جمع) على أساس رؤ 1: 3 و 1: 10.[12] و قد تكون قراءة سفر الرؤيا في الطقس القبطي ليلة ابوغلمسيس (Apocalypse) اكثر طقس يُظهر دعمًا كبيرًا لذلك (وإن كان مع بعض الاختلاف الملحوظ)، حيث أن تلك هي القراءة الكتابية الوحيدة في الكنيسة القبطية التي يوجد فيها حوار، حيث يتوقف القارئ مرات عديدة ويستجيب الشعب؛ بالإضافة إلى ذلك ، يُقرأ السفر بأكمله في إطار طقسي يتوج بالإفخارستيا.[13]
مضمون السفر
- رؤيا المسيح الممجد وسط كنيسته، ويتبعها سبع رسائل إلى السبع كنائس التي في آسيا (رؤ 1: 9-3: 22). والغاية هنا لتعليم الكنيسة في حالتها الحاضرة وتحذيرها وتشجيعها.
- رؤيا الله يسيطر على مصير المسكونة مسبحًا من كل الخليقة، ورؤيا حمل الله بيده السفر المختوم بسبعة ختوم والمتضمن الأوامر الإلهية (ص 4 و5)، ويتبع ذلك فتح الختوم في سبع رؤى تعلن قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة العظيمة (ص 6-8: 1). وبين الختم السادس والختم السابع نجد رؤيا تبين سلامة شعب الله وسط الضيقة العظيمة التي تحل بالعالم (ص 7).
- رؤيا السبعة ملائكة الذين أعطوا سبعة أبواق (ص 8: 2 - 11: 19) وتبدأ برؤيا ملاك يقدم لله صلوات القدّيسين (ص 8: 2 - 6) ويتبع كل بوق رؤيا خراب يحل بالعالم الشرير، وينتهي الكل بالدينونة الأخيرة. وبين البوق السادس والبوق السابع تتوسط رؤيا أخرى أيضًا تعلن حفظ الكنيسة الشاهدة (ص 10: 1 - 11: 14).
- رؤيا الكنيسة ترمز إليها بامرأة تلد المسيح ويشهر عليها التنّين (أي الشيطان) حربًا (ص 12) ويتبع ذلك رؤى الوحشين اللذين سيستخدمهما الشيطان لمعاونته (ص 13), ورؤيا الكنيسة المجاهدة (ص 14: 1-5) ورؤيا الخطوات المضطردة لنصرة المسيح (الأعداد 6-20).
- رؤيا الجامات المحتوية الضربات الأخيرة (ص 15 و16) وتمثل الرؤيا الأولى نصرة القديسين، أما السبعة الجامات فتمثل ضربات الله السبع على العالم الشرير (ص 16).
- رؤيا المدينة الزانية، أي بابل (ص 17) ويتبعها نصرة المسيح عليها وعلى أعدائه المتحالفين معها، وتختم أيضًا بالدينونة الأخيرة (ص 18 و19 و20).
- رؤيا الكنيسة المثالية عروس المسيح، أو أورشليم الجديدة (ص 21: 1-8) ويتبعها وصف لأمجادها (ص 21: 9 - 22: 7).[14]
معرض صور
-
رؤيا يوحنا. منمنمة أرمنية 1645.
-
رؤيا أورشليم الجديدة، منمنمة أرمنية، 1368.
مواضيع ذات صلة
مراجع
- ^ Carson، Don (2005). An Introduction to the New Testament (ط. 2nd). Grand Rapids, Michigan: Zondervan. ص. 465ff. ISBN:0-310-51940-3.
- ^ Collins 1984، صفحة 28.
- ^ Bauckham 1992، صفحة 2.
- ^ أ ب ت Stuckenbruck 2003، صفحات 1535–1536.
- ^ Collins 1984، صفحات 28–29.
- ^ Collins 1984، صفحات 26–27.
- ^ 1992، صفحات 2, 24–25.
- ^ Stuckenbruck 2003، صفحة 1535.
- ^ Cross & Livingstone 2005.
- ^ Burkett 2000، صفحات 503–504.
- ^ Collins 2002، صفحة 100.
- ^ Vanni, Ugo (1991). "Liturgical Dialogue as a Literary Form in the Book of Revelation". New Testament Studies. 37 (3): 348–372. doi:10.1017/S0028688500015927. ISSN 1469-8145.
- ^ Zakhary، Beniamin (31 ديسمبر 2022). "Support For The Biblical Liturgy of Revelation in the Coptic Tradition". Doxology. ج. 33 ع. 4: 6–23. DOI:10.5281/zenodo.8060812. مؤرشف من الأصل في 2023-06-23.[1]
- ^ رؤيا يوحنا | St-Takla.org نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
رؤيا يوحنا في المشاريع الشقيقة: | |