تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/703
الدَّولةُ البُوَيْهِيَّة أو دَوْلَةُ بَني بُوَيه هو الاسم الذي يُطلق على إحدى الدُّويلات الإسلاميَّة التي قامت في ظل الدولة العبَّاسيَّة أواخر العصر العبَّاسي الثاني، وسُمِّيت نسبةً إلى بني بُويه، وهُم سُلالةٌ من الديالمة الشيعة الزيود، الذين هيمنوا على الخِلافة قُرابة مائةٍ وعشرين سنة (334 - 454هـ \ 934م - 1062م). أطلق المُستشرق الروسي ڤلاديمير مينورسكي على هذه الفترة تسمية «الدور الإيراني الوسيط» (بِالفارسيَّة: میاندورهٔ ایرانی أو میانپردهٔ ایرانی) مُعتبرًا أنَّ هذه المرحلة من التاريخ الإيراني الفاصلة ما بين الفتح الإسلامي لِفارس وقيام الدولة السلجوقيَّة، تُمثِّلُ استعادة الإيرانيين هيمنتهم على العراق وفارس، كما كان الحال قبل الإسلام. ظهر بنو بُويه على مسرح الأحداث السياسيَّة في أوائل القرن الرابع الهجري، بعد أن هاجروا من بلاد الديلم المُجاورة لِبحر الخزر (قزوين)، وظهر أمرهم على يد إخوةٍ ثلاثة: عليّ والحسن وأحمد. فقد التحق عليٌّ، وهو أكبر إخوته، بِخدمة «مرداويج الزياري»، مُؤسس الدَّولة الزياريَّة الانفصاليَّة في طبرستان، فولَّاه مدينة كرج وأعمالها. ويبدو أنَّ عليًّا كانت تُراوده نزعات تتعدَّى الاستقلاليَّة إلى التوسُّع على حساب جيرانه بالإضافة إلى الطُّمُوح السياسي الذي تحقَّق لهُ سريعًا، فما لبث أن أصبح صاحب شوكة في هذه النواحي، واستمال الناس بِحُسن سياسته، وتمكَّن بِفضل قُدُراته العسكريَّة والإداريَّة، وكرمه، وحُسن مُعاملته لِأتباعه؛ من بناء جيشٍ قويّ، انتزع به مُعظم الديار الفارسيَّة خلال فترةٍ قصيرة. واتَّخذ مدينة شيراز قاعدةً لِحُكمه. سيطر البُويهيُّون بعد ذلك على كامل إقليم الجبال وكرمان وخوزستان، ثُمَّ تطلَّع عليّ بن بُويه لِلسيطرة على العراق الذي كانت أحواله مُضطربة نتيجة اشتداد الخلافات بين ابن رائق والي البصرة وأمير الأُمراء من جهة، وبين أبي عبد الله البريدي والي الأهواز السابق والفار من وجه جُيُوش الخلافة من جهةٍ أُخرى. كما كانت البلاد تُعاني من الفراغ السياسي نتيجة هيمنة الأتراك على الخلافة، واختلَّت ماليَّة الدولة، وفرُغت خزائنها، ووقع الخُلفاء في ضائقةٍ ماليَّةٍ شديدة نتيجة تحكُّم القادة التُّرك واستبدادهم. وهكذا سارت الأُمُور لِصالح البُويهيين، فقد التجأ البريدي إلى علي بن بُويه وأطمعهُ في دُخُول العراق، كما تطلَّع الناسُ إلى بني بُويه الذين ظهروا بِالقُرب منهم وأثبتوا جدارتهم، لِانتشالهم من الفوضى التي يتخبطون بها، وتطلَّع إليهم أيضًا بعض القادة المغلوب على أمرهم. ثُمَّ لم يلبث أن مال الخليفة نفسه إلى طلب مُساعدة بني بُويه لِوضع حدٍّ لِلفوضى العارمة، فكتب إلى أحمد بن بُويه وطلب منهُ دُخُول بغداد، كما كاتبه بعض القادة لِلغاية نفسها.
مقالات مختارة أخرى: النرويج – المسجد الحرام – اغتيال روبرت ف. كينيدي
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة التاريخ الإسلامي – بوابة الدولة العباسية