الحديقة الوطنية لثنية الحد (بالإنجليزية: Theniet El Had National Park) أو الاسم الشائع جنة الأرز وهي أول منطقة محمية في الجزائر،[1] وهي تتواجد في مدينة ثنية الحد في ولاية تيسمسيلت والتي تبعد عنها بنحو 50 كم تحدها من الشمال الشلفوعين الدفلىوالمدية ومن الغرب ولاية غليزان ومن الجنوب الشرقي الجلفةوتيارت من الجنوب وهي عبارة عن غابة كثيفة بمختلف أنواع الأشجار أهمها شجرة الأرز الأطلسي وهذه الميزات جعلتها مصنفة كمحمية وطنية فقط وكأحد أهم الأقطاب السياحية في الجزائر.[2]
في أفق السهول العالية الشاسعة تظهر غابة كثيفة وسلسلة جبلية حيث تكسو هده الغابة أشجار أرزية متغلغلة في الماء ومن هنا تظهر الحظيرة الوطنية لثية الحد (ولاية تيسمسيلت).
هذه الحظيرة ألهمت كل المؤرخين والمستكشفين والجنود والقديسين عبر الأزمنة ورغم ما تعرضت له من طرف المستعمرين إلا أنها احتفظت بطابعها المتميز.
لقد أثبتت البحوث العلمية إن الحظيرة تدخل في إطار التوازن البيولوجي حيث تتضمن تدرج في المدن الجغرافية.
و في الفترة الاستعمارية أصبحت الغابة الارزية محط أنظار وإعجاب من طرف المستعمرين حيث بني الحصن العسكري في افريل 1843 وفي هده الفترة استقطبت هده العجائب المندوب المالي Jordan فبني فيها قصر صغير وكان يتردد عليه في كل صيف لمدة 36 سنة.
و بعد الاستقلال قررت الحكومة الجزائرية حماية هده الرائعة الأرزية وتحويلها إلى محمية طبيعية أو بالأحرى حظيرة وطنية وهدا وفق المرسوم رقم 459/83 المؤرخ في 23 جويلية 1983.
لكن للأسف الشديد فإن الحظيرة الوطنية عرفت عملية حرق للعديد من المناطق الطبيعية برصاص النابال وهذا في الفترة الاستعمارية حيث عرفت العديد من المعارك.
الموقع الجغرافي والحدود
الحظيرة الوطنية لثنية الحد عبارة عن صخرة ملفوفة ومحاطة من كل جانب بالمراعي. حيث تتربع على مساحة قدرها حوالي 3424 هكتار تبعد عن مقر الولاية بحوالي 50 كلم.
أعلى قمة في الحظيرة تبلغ 1786م وهي رأس البراريت. أما أخفض منطقة فتقع بحوالي 862م أما الارتفاع المتوسط يتراوح بين 1550م.
ترجع تربة الحظيرة إلى الفترة المجانية للايوسيت الأعلى وتعتبر الرسوبيات البنية الجيولوجية للمنطقة بالإضافة إلى الصخور الكريتاسية الراجعة إلى الزمن الجيولوجي الثالث.
من هنا نميز ثلاث عناصر رئيسية للسطح أو التربة:
التربة الحديثة التي تكونت من صخور المنحدرات.
التربة المعدنية الخاصة وهي تربة رمادية مليئة بالحديد لكنها خالية من المواد المغذية والعضوية.
التربة المصقولة تنتمي إلى المجموعة الحامضية وهي كاملة من صنف ا.ب.ج وهي غنية بالمواد العضوية والأزوتية.
لا يمكننا التغاضي عن الثلوج حيث نجد أن موسم سقوط الثلوج يكون في فصل الربيع على قمم الجبال المواجهة للشمال.وبصفة عامة فإن الارتفاع يقلل من فعالية الحرارة القصوى الدنيا بالإضافة إلى البعد عن المسطحات المائية وهذه النسب قام بتفسيرها العالم تيفنو (1982).
أما الشكل الثاني فيمثل منحنى للفترة الجافة الممتدة من نهاية شهر ماي إلى بداية شهر سبتمبر وهذا من خلال عالم المناخ إمبرجر فإن الحظيرة تتموقع في الطابق المناخي الرطب ذو الشتاء البارد وكذلك الطابق المناخي شبه الرطب. وبذلك فهي طول السنة نجد أن الربيع هادئ ورطب في المنطقة الجنوبية الغربية.
النباتات
الغطاء النباتي للمحمية الوطنية
هناك حوالي 3/4 من مساحة الحظيرة مشغولة بالقطاع الغابي أما الباقي فتمثل النباتات القاعدية الصغيرة فيمكن أن نميز ثلاث طبقات مختلفة فيما بينها :
الطبقة المشجرة:
الأرز الأطلسي (Cedrus atlantica) وهو مزيج من الأرزيات الحديثة والقديمة التي تمثل من 10 إلى 20 % في الجهة الجنوبية من الحظيرة.
يبنوع مائي في منطقة الورتان، في جو ضبابي ومُثلج.الدائرة المركزية: وهي بقعة كبيرة محاطة بأرزيات كبيرة تعود إلى آلاف السنين كما نجد فيها مروج تشبه مروج سويسراوجبال الألب بالإضافة إلى مجاري مثل الهرهارة أو عين هَرهَار.
كاف السيقا(1714م): من خلاله يمكن مشاهدة كل المناظر المحيطة بالحظيرة وهو المكان المثالي لالتقاط الصور البانورامية.
Le pre-maigra يوجد في وسط أشجار الأرز إذ توجد فيه تكوينات صخرية وينابيع المياه التي تثير إعجاب الزوار.
جاج الما (أو جيج الما): مكان توجد به بحيرة وَغطاء نباتي من أزهار الأقحوان.
حجرة عثرتُ عليها منقوش عليها 1954، بالقربِ من مرتفع راس البراريت.
بالإضافة إلى هذا اكتشف مؤخرا موقعا أثري في حدود الحظيرة في المكان المسمى بوخيراز وهو عبارة عن رسومات تمثل مشاهد للصيد كما اكتشفت مادة أثرية تحتوي حتى الصناعة الليتية.
بُحيرة الدائرة المركزية، بالقُربِ من عَينْ هَرْهَارْ.
بُحيرة تقعُ في المكان المُسمّى جاج الما.
مِن قَلبِ المحمية بالمكان المُسمى فيراج مور.
الثلوج تُغطي المحمية، المكان المؤدي إلى المنطقة المسمّاة بالباراسول.
الجولة الخضراء
هي عبارة عن دورة سياحية تحسيسية والتي تنظم في شهر مارس من كل سنة عبارة عن العدو الريفي، ويحظى هذا الأخير بمشاركة واسعة لأبناء ثنية الحد من كلا الجنسين، بالإضافة إلى التحسيس الجواري من خلال الاتصال بالسكان المحاذين للحظيرة الوطنية لتقديم إرشادات فلاحية ورعوية وكذا من أجل تثمين الحرف (كالطبخ والصناعات التقليدية).
السياحة الجبلية
التخييم يعد من الممارسات السياحية للمحمية الوطنية
ازداد توافد العائلات إلى الحظيرة من أجل الاستجمام - مع تحسن الوضع الأمني مقارنة بسنوات خلت- سواء من داخل البلدية أو من خارجها، هذا إضافة إلى رواج ثقافة الرياضة الجبلية، حيث أصبحت المنطقة ملاذا للشباب الراغب في ممارسة رياضة الجري، فالهواء النقي وبساط الطبيعة الأخضر إضافة إلى جمال المنظر يستقطب الرياضيين من أعمار مختلفة شباب أو كهول.
كما تمتازُ بممارسة التخييم خصوصًا للمصورين والمبدعين القادمين من أماكنَ مختلفة من العالم، من أجلِ التقاطِ عدساتهِم للسحر الخلاب للطبيعة، الصخوروالأحفوريات ومشاهد غروب الشمس والثلوج.