تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:قاعدة الشيوع في التسمية
هذه الصفحة خاطرة في أرابيكا العربية. قد تحتوي هذه الصفحة على نصائح أو آراء شخصية لمحرري أرابيكا، وقد تشرح ممارساتٍ شائعة أو تفسِّر أخطاءً متكررةً. هذه الصفحة ليست مقالةً موسوعية، وليست من سياسات وإرشادات أرابيكا؛ أي أنها لم تخضع لمراجعة وتدقيق المجتمع، وقد لا يكون هناك توافق حولها. تعرض بعض الخواطر ممارسات مقبولة على نطاق واسع في أرابيكا، وبعضها يعرض وجهات نظر لا تحظى بقبولٍ واسع.
|
تنص سياسة التسمية في أرابيكا على استخدام قاعدة (الشيوع في المصادر) في تسمية مقالات أرابيكا، وتستخدم عادة مع المصطلحات المعربة من لغات أخرى أو في حالة وجود مصطلح جديد أو وجود عدة تسميات أو اختلاف حول اسم معين، وتقوم فكرتها على «عند وجود خلاف حول تسمية معينة يتم وضع الاسم الأكثر شيوعاً في المصادر»، وكلما زادت درجة الوثوقية في هذه المصادر كلما كان زاد كفة ترجيح هذا الاسم.
قاعدة الشيوع تتعلق بتسمية المقالة فقط ولا تمنع إضافة أي مصطلحات أو أسماء أخرى في محتوى المقالة بل بالعكس ينصح دائماً بذكر الأسماء الأخرى في مقدمة المقالة ويفضل كذلك إنشاء تحويلة من هذه التسميات إلى المقالة من أجل سهولة الوصول لها.
من الأفكار الخاطئة والمغلوطة عن قاعدة الشيوع الظن أنها تتبنى مفهوم (النقحرة)[أ] وهذا الاعتقاد خاطئ أيضاً لأن القاعدة تنص على استخدام الاسم الشائع ولا تشترط نوعية أسماء معينة أو طريقة ترجمة معينة، ولكن المسميات التي تم أختلاقها عن طريقة النقحرة عادة ما تكون شائعة بسبب أن الأسماء من الأساس اصلها أجنبي وليس عربي.
كذلك يعتقد البعض أن المقصود بقاعدة الشيوع ترجيح أي اسم بناءاً على العدد أو الغالبية وهذا طبعاً مفهوم خاطئ ويندرج تحت مغالطة (التوسل بالأكثرية)، لأن قاعدة الشيوع لا تطبق إلا في حالات خاصة وكذلك لها شروط بحسب ما هو مذكور هنا بالصفحة.
هناك ترابط بين فكرة (الشيوع) و(الاسم المتعارف عليه) والذي يقصد به الأسماء التي تتغير مع مرور الزمن أو يتم تحريفها مثل: ثمرة (يوسف أفندي) التي تحولت مع مرور الزمن إلى (يوسفي) وأصبح الاسم الشائع لها والذي يتداوله الناس بالرغم من اختلافه عن الاسم الأصلي، ولكن الاسم المتعارف عليه لا يطبق عليه قاعدة الشيوع إلا في حالة أن يكون الأكثر تداولاً في المصادر الموثوقة.
بعض المستخدمين في أرابيكا لا يقبلون قاعدة الشيوع وأحياناً قد تنشب خلافات في النقاشات حول اسماء المقالات، ورغم وجود بعض السلبيات لقاعدة الشيوع من الناحية النظرية لكنها تثبت بأنها الأكثر واقعية وأفضل الخيارات استناداً لعدة نقاط سيتم طرحها هنا في هذه الصفحة.
تطبيق قاعدة الشيوع
في أغلب الأحوال يكون هناك إجماع حول الأسماء بلا مشاكل، ولكن في حالات استثنائية قد يحدث حيرة نتيجة عدم وجود تسمية معتمدة أو لا يوجد مصطلح عربي متفق عليه أو مصطلح أجنبي لم يسبق ترجمته، في هذه الحالة يتم الاستعانة بقاعدة الشيوع لحسم الأمر.
فلو فرضنا كمثال أن هناك خلاف حول اسمين (س) و (ص) وكلاهما مذكورين في عدة مصادر، ولكن الاسم (س) ورد في 100 مصدر ومراجع موثوقة بينما (ص) ورد في 30 مصدر ومراجع موثوقة، في هذه الحالة يتم استخدام (س) بأعتباره الأكثر شيوعاً حسب السياسة، وكلما زادت درجة الأهمية أو الوثوقية في المصادر كلما كان زاد كفة ترجيح هذا الاسم والعكس صحيح.
ولكن قبل تطبيق القاعدة يشترط وجود شرطين:
- التأكد من عدم وجود اسم رسمي أو ترجمة بالعربية من قبل الدولة أو الجهة التابعة لها، مثال (ستاد القاهرة الدولي) هو الاسم الرسمي في مصر لا يجوز تسميته مثلاً بملعب القاهرة الدولي، أو (أندرويد) وهو الترجمة العربية المستخدمة من قبل شركته، ففي حالة وجود الاسم الرسمي أو ترجمة معتمدة هذا يحسم الأمر تماماً ولا يجوز الاجتهاد فيه.
- الاستعانة بالمصادر الموثوقة فقط، لو فرضنا مثلاً أن هناك اسم شائع على شبكات التواصل الاجتماعية لا يتم قبوله لأنها لا تعد مصادر مقبولة في أرابيكا.
أهمية قاعدة الشيوع
ما تم طرحه في الفقرة السابقة يوضح أهمية قاعدة الشيوع وفوائدها ويمكن تلخيصها في عدة نقاط:
- أن لها نتيجة واحدة وأساس ثابت يستخدمه الجميع، لا يخضع لتعدد الأراء أو اختلاف القواعد اللغوية وكل طرف يرى أنه الأصح لغوياً، فالاسم الشائع في المصادر هو من يتم اعتماده، وهذا أيضاً يحسم أي جدل قد ينشب نتيجة اختلاف المسميات في القواميس.
- يغلق الباب على أي اجتهادات أو تحليلات فهذا يخالف سياسات أرابيكا، أرابيكا ليس من تخصصها إجراء أبحاث أو تحليلات ولا يسمح بأن يتم إنتاج معلومات تنشر لأول مرة.[ب]
- سهولة الوصول إلى أي مقالة عبر الاسم الشائع سواء عن طريق محركات البحث الخارجية أو البحث داخل أرابيكا، بينما في حالة استخدام اسم غريب هذا قد يحول ضد ظهور المقالة في نتائج البحث وقلة الوصول للمعلومات من قبل الجمهور.
- تمنع إنشاء مقالات مكررة في أرابيكا، في بعض الأحيان قد يتم إنشاء المقالات باسم معين غريب غير شائع، ويأتي مستخدم أخر ويعتقد أن المقالة غير موجودة فيقرر إنشائها بالتسمية الرائجة، فيصبح هناك مقالتين عن نفس الموضوع.[ج]
- قاعدة الشيوع هي تجسيد لفكرة الأمر الواقع، في النهاية سيستخدم الناس التسمية الرائجة على كل الأحوال.
أمثلة على قاعدة الشيوع
هناك مصطلحات عربية بالفعل ينطبق عليها قاعدة الشيوع مثل: التلفاز - الهاتف - الكهرباء - سيارة - بريد إلكتروني وغيرها، فهذه المصطلحات شائع استخدامها في المصادر وغالبية المصادر تتفق عليها.
هناك مصطلحات تم نقحرتها وصارت الأكثر شيوعاً واستخداماً مثل: بروتين - فيروس - جيولوجيا - سيراميك.
هناك اسماء بالرغم أنها تنحدر من أصل عربي مثل (قمرة)[د] ولكن صار المكافئ لـ Camera هو كاميرا وصار الاسم العربي الشائع ولا أحد يستخدم اسم (قمرة).
وكذلك هناك أسماء رجحتها كفة الشيوع بحكم الأمر الواقع حتى ولو كانت أسماء خاطئة لغوياً أو علمياً أو مختلفة تماماً عن أصلها مثل:
- البيانو: حينما تم اختراع الآلة الشهيرة لأول مرة عام 1700م بواسطة بارتولوميو كريستوفوري كانت التسمية الأصلية لآلة البيانو هي Pianoforte وتعني (المنخفض العالي) لأنها تقوم على فكرة النغمة العالية والمنخفضة، ولكن مع مرور الزمن اصبح الناس يتداولون اسم "بيانو" فقط حتى أصبحت هي الاسم المتعارف عليه في كل المراجع وكل اللغات.
- الإنفلونزا الإسبانية: أكد العلماء بأن هذا الوباء لم يكن مصدره أسبانيا بل الولايات المتحدة وأنتشر الوباء فيما بعد لقارة أوروبا ولكن بسبب الحرب العالمية الأولى لم تعترف أي دولة بالمرض سوى إسبانيا وأنتسب الوباء لها بالخطأ، واستمر إطلاق عليها هذا الاسم منذ ذلك الوقت حتى صار شائعاً في كل المصادر والمراجع العلمية ولم يتم تغييره.
- المكرونة: حينما تم تعريب هذه الأكلة إلى العربية كان (المعكرونة) ولكن مع مرور الوقت صارت (مكرونة) وأصبح هذا هو الاسم الشائع لها في معظم المصادر العربية وقليلاً ما يشار لها بالاسم الأخر.
- البقدونس: الاسم الأصلي هو (مقدونس) ولكن تحول فيما بعد إلى بقدونس وصار الاسم الشائع.
- الدبابة: كلمة Tank تعني بالإنجليزية خزان المياة وتم اختراع الدبابة في بداية القرن العشرين بشكل سري أدعى المختصون على المشروع بأنه أختراع من أجل نقل المياة أثناء المعركة وأطلقوا علي الاختراع هذا الاسم حتى صار هذا هو الاسم الفعلي ولم يتم تغييره رغم أنه لا صلة للدبابات بخزانات المياة.
أوجه الخلافات
بعض المستخدمين يعترضون على استخدام قاعدة الشيوع لعدة أسباب ومنها:
- قاعدة الشيوع ربما تقوم باعتماد الاسم الشائع حتى ولو كان يحمل خطأ لغوي، ويرى أنصار هذا الرأي أن اللغة لها الأولوية حتى ولو نتج عنها اسم مختلف عما يستخدمه الناس، ومشكلة هذا الرأي تتمثل في نقطتين: أن أي تعديل مقترح سيؤدي لظهور اسم غريب غير مألوف للجمهور قد يصعب الوصول له وثانياً ربما قد يكون هذا رأي شخصي ويختلف معه شخص أخر يرى أيضًَا أن الأصح لغوياً اسم مختلف، وبالتالي هذا لا يحسم المسألة بل يخلق جدال وخلافات محتملة (طالع النقاط 1-3 من أهمية قاعدة الشيوع).
- بعض المستخدمين يفضلون الاستعانة بفكرة المرجعية وهو اعتماد الاسم الذي يظهر في قاموس أو مرجع معين بشكل مباشر ويعتبرون أن هذه هي التسمية العربية السلمية حتى ولو كان الاسم غير شائع، ولكن مشكلة هذه الطريقة أنه قد يكون هناك أكثر من قاموس يحوي أكثر من اسم مختلف، فأيهما الأصح؟ ومن الذي سنعتمده؟ هذا قد يدخلنا في جدالات ومتاهة طويلة خاصة لو كانت مرتبطة بالدول (هناك قاموس من مصر وقاموس من لبنان وقاموس من المغرب.. الخ) وهو ما قد يفتح باب للخلافات والمشاكل بين جنسيات المستخدمين أو ربما اتهامات بالتحيز لدولة على حساب الأخرى.
- كذلك بعض المسميات في القواميس تعتمد على اجتهادات وجهود فردية وليست توافق بين عدة خبراء مثلاً ولا تستند على قواعد واضحة في اختيار الاسم، والمشكلة الأخرى أنه أحياناً ما تكون المسميات في القواميس والمراجع مسميات غريبة أو لا يستخدمها عامة الناس، فمثلاً هناك تسمية أطلقت على جهاز الحاسوب المتنقل وهي (الحاضون) وجهاز الفاكس (البارق) ولا أحد يستخدمها في الوقت الحالي، بل وربما قد تذهب لطي النسيان كما حدث مع مصطلح (مرناة) الذي أطلق على اختراع التلفاز حينما ظهر ولم يستخدم أحد هذا المصطلح حتى الآن.
- بعض المستخدمين لديهم أفكار أو قواعد ما تتعلق باللغة، منها على سبيل المثال أنصار مدرسة إزالة بعض الحروف المتحركة والاستعاضة عنها بالتشكيل (مثل مواقع الوَب وليس الويب)..الخ، أو مثلاً البديل العربي المكافئ لحرف (G) والذي يختلف من دولة لأخرى، يصر بعض المستخدمين على ضرورة استخدام اسم للمقالة بحسب أفكارهم وقواعدهم مما يخلق حالة جدال وربما يخلق جدال في المستقبل أيضاً، لأن الموضوع ليس له رأي واحد ويفتح باب من الاجتهادات والاراء المختلفة بسبب قواعد اللغة.
ملاحظات
- ^ نقحرة: هي كلمة منحوتة من كلمتين، نقل وحرف، وتعني نسخ الحروف ورسمها بنظام كتابة آخر، أي إيقاع تقابل بين لغتين ومبادلة كل حرف بحرف وحرف واحد كلما أمكن.
- ^ طالع سياسة (لا أبحاث أصيلة)
- ^ حدث بالفعل مع بعض المقالات وتسبب في تكرار عناصر ويكي بيانات أيضاً
- ^ قمرة هو اختراع بواسطة العالم العربي الحسن بن الهيثم حيث صنع غرفة صغيرة بها فتحة صغيرة التى تسمح بمرور الضوء وعكس الصورة وأطلق عليها "القمرة" والتى استخدمها بعد ذلك في دراسة الضوء والبصر وكانت سبباً لاكتشاف الكاميرا فيما بعد