عائشة بنت أبي بكر: الفرق بين النسختين

ط
لا يوجد ملخص تحرير
ط (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات)
 
طلا ملخص تعديل
 
سطر 41: سطر 41:
==== غيرة الضرائر ====
==== غيرة الضرائر ====
{{شريط جانبي أمهات المؤمنين}}
{{شريط جانبي أمهات المؤمنين}}
تشير الكثير من المواقف التي نقلتها كتب السير والتراجم التي أرّخت لتلك الفترة إلى وجود مظاهر لغيرة بين عائشة وزوجات النبي محمد الأخريات. وهو ما أقرت به عائشة حين صنّفت زوجاته في حزبين، الأول فيه عائشة و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] و[[صفية بنت حيي بن أخطب|صفية]] وسودة، والآخر ضم [[أم سلمة]] وبقية نساء النبي محمد. أحب النبي محمد عائشة أكثر من نسائه، وهو ما أدركه المسلمون، فكانوا يؤخرون هداياهم حتى يكون في بيت عائشة، وهو ما أدركته أمهات المؤمنين، فندبن أم سلمة لتسأل النبي أن يكلم الناس في ذلك، فقال: {{اقتباس مضمن|مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهَا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ}}.<ref name="تغليق">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=991&pid=527917&hid=934 تغليق التعليق لابن حجر، كتاب الهبة ، باب: من أهدى إلى صاحبه، وتحرى بعض نسائه دون بعض ...] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180703021817/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=991 |date=3 يوليو 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=67}}</ref> ورغم تلك المحبة، إلا أن ذلك لم يمنعها من الغيرة من زوجاته الأخريات، ففي [[حجة الوداع]] خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على [[جمل]] خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب. فغضبت عائشة، وقالت: {{اقتباس مضمن|يَا لَعِبَادِ اللَّهِ ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ}}، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟}}، فتبسم وقال: {{اقتباس مضمن|أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟}}. فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: {{اقتباس مضمن|إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305013241/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=68}}</ref>
تشير الكثير من المواقف التي نقلتها كتب [[السير والتراجم]] التي أرّخت لتلك الفترة إلى وجود مظاهر لغيرة بين عائشة وزوجات النبي محمد الأخريات. وهو ما أقرت به عائشة حين صنّفت زوجاته في حزبين، الأول فيه عائشة و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] و[[صفية بنت حيي بن أخطب|صفية]] وسودة، والآخر ضم [[أم سلمة]] وبقية نساء النبي محمد. أحب النبي محمد عائشة أكثر من نسائه، وهو ما أدركه المسلمون، فكانوا يؤخرون هداياهم حتى يكون في بيت عائشة، وهو ما أدركته أمهات المؤمنين، فندبن أم سلمة لتسأل النبي أن يكلم الناس في ذلك، فقال: {{اقتباس مضمن|مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهَا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ}}.<ref name="تغليق">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=991&pid=527917&hid=934 تغليق التعليق لابن حجر، كتاب الهبة ، باب: من أهدى إلى صاحبه، وتحرى بعض نسائه دون بعض ...] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180703021817/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=991 |date=3 يوليو 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=67}}</ref> ورغم تلك المحبة، إلا أن ذلك لم يمنعها من الغيرة من زوجاته الأخريات، ففي [[حجة الوداع]] خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على [[جمل]] خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب. فغضبت عائشة، وقالت: {{اقتباس مضمن|يَا لَعِبَادِ اللَّهِ ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ}}، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟}}، فتبسم وقال: {{اقتباس مضمن|أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟}}. فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: {{اقتباس مضمن|إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305013241/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=68}}</ref>


وقد كانت عائشة أكثر زوجات النبي غيرة وأشدهن حساسية في ذلك، فيُروى أنها قالت: {{اقتباس مضمن|مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ {{رضي الله عنها}}، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ : "إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ"}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673&pid=332261&hid=10649 السنن الكبرى للبيهقي، كِتَابُ الْعَارِيَةِ، بَابُ مَنْ بَنَى أَوْ غَرَسَ فِي أَرْضِ غَيْرِهِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180525162226/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673 |date=25 مايو 2018}}</ref> كما كانت تغار من زوجته الأولى [[خديجة بنت خويلد|خديجة]] رغم وفاتها، وتقر بذلك وتحكي : {{اقتباس مضمن|سْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} فعْرِفُ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ وَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالَةَ. قَالَتْ: فَغِرْت، فَقُلْت: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَك اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4474&pid=41731 عبد الحميد بن صالح] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190312155044/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158 |date=12 مارس 2019}}</ref> فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا.}} فقالت: {{اقتباس مضمن|وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُك فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 طرح التثريب للعراقي، بَابٌ فِي النِّسَاءِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305071425/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=69}}</ref>
وقد كانت عائشة أكثر زوجات النبي غيرة وأشدهن حساسية في ذلك، فيُروى أنها قالت: {{اقتباس مضمن|مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ {{رضي الله عنها}}، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ : "إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ"}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673&pid=332261&hid=10649 السنن الكبرى للبيهقي، كِتَابُ الْعَارِيَةِ، بَابُ مَنْ بَنَى أَوْ غَرَسَ فِي أَرْضِ غَيْرِهِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180525162226/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673 |date=25 مايو 2018}}</ref> كما كانت تغار من زوجته الأولى [[خديجة بنت خويلد|خديجة]] رغم وفاتها، وتقر بذلك وتحكي : {{اقتباس مضمن|سْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} فعْرِفُ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ وَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالَةَ. قَالَتْ: فَغِرْت، فَقُلْت: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَك اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4474&pid=41731 عبد الحميد بن صالح] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190312155044/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158 |date=12 مارس 2019}}</ref> فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا.}} فقالت: {{اقتباس مضمن|وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُك فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 طرح التثريب للعراقي، بَابٌ فِي النِّسَاءِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305071425/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|طهماز|1994|p=69}}</ref>