عرض مصدر مصطفى بن كمال الدين البكري

{{عن|مصطفى بن كمال الدين البَكْري، فقيه حنفي متصوف||البكري (توضيح)}}
{{معلومات شيخ صوفي
| اللون             = #FFC000
| الاسم             = مصطفى بن كمال الدين البَكْري
<!-- صورة -->
| صورة            = Shrine of Mustafa ibn Kamal al-Din al-Bakri.jpg
| عنوان الصورة  = ضريح مصطفى البكري 
<!-- معلومات -->
| ألقاب             = القطب البكري، قطب الدين، قطب العارفين، محيي الدين، [[الجنيد البغدادي|الجنيد]] الثاني، [[شيخ الإسلام]]
| ميلاد             = [[1099 هـ|1099هـ]] = 1688م
| مكان الميلاد    = [[دمشق]]
| وفاة              = [[1162 هـ|1162هـ]] = 1749م
| مكان الوفاة     = [[القاهرة]]
| مكان الضريح  = [[القرافة|القرافة الكبرى]]
| الفقه              = [[حنفية|حنفي]]
| العقيدة            = [[أهل السنة والجماعة]]
| الطريقة          = [[خلوتية|الخلْوتِيّة]]، [[قادرية|القادرية]]، [[نقشبندية|النقشبندية]]، و[[أكبرية|الأكبرية]]
| المؤلفات         = الفتح القدسي والكشف الأنسي (ورد السَحَرْ)<br/>الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق<br/>السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد<br/>العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية<br/>رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب
| درجته            = [[قطب (تصوف)|قطب]]
| الاحتفال بمولده = جعل تلميذه [[محمد بن سالم الحفني]] الاحتفال بمولده يوم 25 شعبان، بالرغم من أن تاريخ ميلاده ووفاته ليس في شهر شعبان.
| تأثرات           =  [[محيي الدين بن عربي]]، [[عبد السلام بن مشيش|ابن مشيش]]، [[عبد الوهاب الشعراني|الشعراني]]، [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]]، [[عبد الغني النابلسي]]، [[إلياس الكوراني]]
| تأثيرات          = ابنه محمد كمال الدين بن مصطفى البَكري (ت 1196هـ)، [[يوسف النبهاني]]، [[عاصم إبراهيم الكيالي]]
| أفكار مميزة     =  [[مجدد (إسلام)|مجدد]] الطريقة الصوفية [[خلوتية|الخلوتية]] في القرن الثاني عشر الهجري<ref name="مولد تلقائيا6">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 26| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505024611/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
|}}
'''مصطفي بن كمال الدين [[أبو بكر الصديق|البَكْري الصديقي]]''' (1099 - 1162 هـ = 1688 - 1749 م) هو [[فقيه]] [[حنفية|حنفي]] [[صوفية|صوفي]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[صلاح الدين المنجد]]|عنوان= المؤرخون الدمشقيون في العهد العثماني وآثارهم المخطوطة|مسار= https://books.google.com/books?id=WVQBAAAAMAAJ|ناشر= دار الكتاب الجديد|تاريخ النشر= 1964|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 66|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220628222903/https://books.google.com/books?id=WVQBAAAAMAAJ |تاريخ أرشيف= 28 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[صلاح الدين المنجد]]|عنوان= معجم المؤرخين الدمشقيين وآثارهم المخطوطة والمطبوعة|مسار= https://books.google.com/books?id=h5wJAQAAIAAJ|ناشر= دار الكتاب الجديد|تاريخ النشر= 1978|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 349|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220628131730/https://books.google.com/books?id=h5wJAQAAIAAJ |تاريخ أرشيف= 28 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان= BEKRÎ, Kutbüddin|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/bekri-kutbuddin|ناشر= [[دائرة المعارف الإسلامية التركية]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220611133550/https://islamansiklopedisi.org.tr/bekri-kutbuddin|تاريخ أرشيف= 11 يونيو 2022|موقع= islamansiklopedisi.org.tr|لغة= التركية|تاريخ الوصول= 28 يونيو 2022|حالة المسار= bot: unknown}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[خير الدين الزركلي|الزركلي]]|عنوان= الأعلام|مسار= https://www.noor-book.com/كتاب-الاعلام-الجزء-السابع-pdf|ناشر= [[دار العلم للملايين]]|تاريخ النشر= 2002|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= السابع|إصدار= الخامسة عشرة|صفحة= 239| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220716222218/https://www.noor-book.com/كتاب-الاعلام-الجزء-السابع-pdf | تاريخ أرشيف = 16 يوليو 2022 }}</ref> جَمَع بين الطريقتين [[خلوتية|الخلْوتِيّة]] و[[قادرية|القادرية]]،<ref name="مولد تلقائيا0">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= الصلوات الهامعة بمحبة الخلفاء الجامعة لبعض ما ورد في فضائل الخلفاء|مسار= https://books.google.com/books?id=569qDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505030802/https://books.google.com/books?id=569qDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> وكان إضافة إلى تصوفه وفقهه [[أديب]] و[[شاعر]] و[[رحالة (توضيح)|رحالة]]،<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 5-8| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505024601/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> وإليه تنسب [[بكرية خلوتية|الطريقة البكرية الخلوتية]] – إحدى فروع [[سهروردية|الطريقة السهروردية]] – وهو يعتبر من أشهر [[مجدد (إسلام)|مجددي]] الطريقة الخلوتية في [[الشرق الأوسط]] عموماً وفي [[مصر]] خصوصاً في أواسط القرن الثاني عشر الهجري.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 24-45| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505024611/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 7-22| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= بلوغ المرام في خلوة خلوتية الشام ويليه (النصيحة السنية) و(الوصية الجلية)|مسار= https://books.google.com/books?id=4fJHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2016|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 6-9| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505034704/https://books.google.com/books?id=4fJHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= تسلية الأحزان وتصلية الأشجان|مسار= https://books.google.com/books?id=XfNHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2013|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 1-7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505040603/https://books.google.com/books?id=XfNHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> ويصل إليه سند الطريقة الخلوتية الجامعة، والبكري نسبة إلى [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] حيث يصل نسبه، وهو من [[بلاد الشام|الشام]]، من العائلات الثرية، ولد في عام 1688م/1099هـ في [[دمشق]]، تلقى العلوم الشرعية على يد عدد من المشايخ، ثم اتجه إلى [[ناسك|النسك]] والتعبد والتصوف، فأخذ الطريقة الخلوتية على يد الشيخ عبد اللطيف الحلبي، عندما أصبح عمره 16 عاماً، ثم أذن له شيخه بالمبايعة والتخليف وعمره قرابة عشرين عاماً. بدأ بعد ذلك إلى السفر والترحال طلباً للعلم الشرعي، كجزء من التقاليد الصوفية المعروفة (السياحة في الأرض)، وقد زار عشرات المدن والمناطق، وساهم بنشر الطريقة الخلوتية في [[فلسطين]] وخصوصاً في [[القدس]]، و[[لبنان]] ومصر و[[تركيا]] و[[العراق]] و[[الحجاز]]، وساهم بشكل غير مباشر عن طريق أتباعه وتلاميذه بنشرها ب[[المغرب العربي]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= كلاوس كلير|محرر1= {{وإو|أنكه فون كوجلجن|Anke von Kügelgen|de}}|محرر2= مايكل كيمبر|عنوان= Muslim Culture in Russia and Central Asia from the 18th to the Early 20th Centuries: Inter-Regional and Inter-Ethnic Relations|مسار= https://books.google.com/books?id=TrBIEAAAQBAJ|ناشر= {{وإو|والتر دي جروتر|Walter de Gruyter (Verlag)|de}}|تاريخ النشر= 2021|مكان= [[برلين]] - ألمانيا|إصدار= |المجلد= 216|سلسلة= Islamkundliche Untersuchungen|لغة= الإنجليزية|صفحة= 17|isbn= 9783112401514|اقتباس= Abdalgani's most prominent student, however, was a Xalwati, Mustafā b. Kamäladdin al-Bakri (1099-1162/1688-1749), whose activities and travels inspired a wave of new branches of the Xalwatiya in the Hiğaz, in Egypt, and even in the Magrib.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220708194203/https://books.google.com/books?id=TrBIEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 8 يوليو 2022 }}</ref> إلى أن توفي في مصر، وكان يسكن بجوار [[الجامع الأزهر]]، ودفن في [[القاهرة]] سنة 1749م/1162هـ.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[محمد أبو رمان]]|آخرون= مراجعة: يوسف إبراهيم، مدير برامج، مؤسسة فريدريش إيبرت|عنوان= أسرار الطريق الصوفي: مجتمع التصوف والزوايا والحضرات في الأردن|مسار= |ناشر= [[مؤسسة فريدريش إيبرت]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= عمان - [[الأردن]]|إصدار= الثانية|صفحة= 217}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مايكل وينتر|عنوان= Egyptian Society Under Ottoman Rule, 1517-1798|مسار= https://books.google.com/books?id=vGuIAgAAQBAJ|ناشر= [[روتليدج (دار نشر)|روتليدج]]|تاريخ النشر= 2003|مكان= [[لندن]] و[[نيويورك]]|إصدار= نشر لأول مرة عام 1992|لغة= الإنجليزية|صفحات= 135-136|isbn= 9781134975143|اقتباس= Until the eighteenth century, the Khalwatiyya was confined to Egypt's Turkish community, but this changed as a result of the missionary activity of a Syrian Sufi shaykh by the name of Mustafa ibn Kamal al-Din al-Bakri (1099/1688–1162/1749).  A native of Damascus, he traveled widely and his first visit to Egypt was in 1133/ 1720–21. He propagated the Khalwatiyya of the line of a Turkish shaykh called Ali Efendi Qarabash; his line was called the Qarabashliyya.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220627124805/https://books.google.com/books?id=vGuIAgAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 يونيو 2022 }}</ref>

بلغ عدد أتباعه ومريديه أكثر من مائة ألف بحسب ما ذكره ابنه محمد كمال الدين.<ref group="ملحوظة">هو كمال الدين محمد بن مصطفى البكري الصديقي التيمي الأزهري (1143 - 1196 هـ)، من مؤلفاته: منظومة (فوائد الفرائد في ضابط العقائد)، شرحها الإمام [[أحمد الدردير]]، ونسبها [[خير الدين الزركلي|الزركلي]] لوالده في كتابه ([[الأعلام (الزركلي)|الأعلام]]). قال عنه [[يوسف اليان سركيس|اليان سركيس]] في ([[معجم المطبوعات العربية والمعربة]]): "نشأ في حجر أبيه وقرأ القرآن العظيم وختمه وهو ابن تسع سنين. وأخذ في طلب العلم فقرأ على كثيرين وأخذ [[خلوتية|الطريقة الخلوتية]] عن والده، وألف مؤلفات نافعة، منها: شرح رسالة الكلمات الخواطر سماها (النفحات العواطر)، وشرح منظومة والده. وجمع كتاباً في أسماء الكتب على طريقة غريبة سماها (كشف الظنون في أسماء الشروح والمتون) وله غير ذلك".</ref> وقد عرضت عليه [[الدولة العثمانية|السلطات العثمانية]] منصب ([[قطب (تصوف)|قطبانية]] الشرق)<ref group="ملحوظة">[[قطب (تصوف)|القطب]] عند ال[[صوفية]] هو صاحب أعلى الدرجات في [[طريقة (صوفية)|الطريقة]]، والقطبية لا يبلغها أساتذة الطريقة إلا بجهد جهيد. وتعتبر الصوفية أن القطب هو «[[إنسان كامل|الإنسان الكامل]]» وهو أعلى المقامات التي يمكن أن يصل إليها [[سالك (تصوف)|السالك]] فتكون نفسه النفس الكاملة.</ref> فلم يقبله وعزف عنه، مفضلاً التفرغ للتأليف و[[دعوة (إسلام)|الدعوة]] و[[ذكر (إسلام)|الذكر]].<ref>{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 201}}</ref> وقد أفرد ابنه [[ترجمة سيرة حياة|ترجمته]] بكتاب سمّاه (التلخيصات البكرية في ترجمة خلاصة البكرية) ذكر فيه بعض مزاياه وما كان عليه من الأحوال.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 17}}</ref> وخصص له [[يوسف النبهاني]] في كتابه ([[جامع كرامات الأولياء]]) ترجمة طويلة ذكر فيها عدداً كبيراً من مؤلفاته التي تقارب المائتين وأحزاب و[[ورد (إسلام)|أوراد]] أكثر من ستين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه|مسار= https://books.google.com/books?id=9eVhDwAAQBAJ&pg=PA89|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 89| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220326044603/https://books.google.com/books?id=9eVhDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مارس 2022 }}</ref>

== اسمه ونسبه ولقبه وكُنيته ==
=== اسمه ===
هو: مصطفى بن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن محيي الدين عبد القادر بن محمد بدر الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد زين الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد شهاب الدين بن ناصر الدين بن عوض بهاء الدين بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدين بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن عوض بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]].<ref name="مولد تلقائيا6"/><ref name="مولد تلقائيا19" />

=== نسبه ===
[[ملف:مسجد وضريح مصطفى البكري.jpg|يسار|تصغير|200بك|لافتة مكتوب عليها: "مسجد وضريح ومدفن سيدي مصطفى البكري شيخ عموم السادة [[خلوتية|الخلوتية]] بالعالم الإسلامي".]]
يرجع نسبه من جهة الأب إلى الصحابي [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]،<ref name="مولد تلقائيا19" /> ويرجع نسبه من جهة الأم إلى الصحابي [[علي بن أبي طالب]] أو السبطين [[الحسن بن علي|الحسن]] و[[الحسين بن علي|الحسين]].<ref name="مولد تلقائيا10">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 200}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= الضياء الشمسي على الفتح القدسي شرح ورد السحر للبكري|مسار= https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2013|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحة= 5|اقتباس= هو بحر الصفا، ونهر الصدق والوفاء، نجل الإمام الصدّيق، وسبطي [[أهل البيت|الحسن والحسين]]...| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526041401/https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان= مصطفى بن كمال الدين البكري|مسار= https://almasheikh.com/Regal_Altaswif_Pages/MutafaAlbakry_F.html|مسار أرشيف= https://archive.today/20220504001018/https://almasheikh.com/Regal_Altaswif_Pages/MutafaAlbakry_F.html|تاريخ أرشيف= 4 May 2022|موقع= almasheikh.com}}</ref>

وذكر نسبه إلى أبي بكر الصديق في مخطوطة (الخمرة الحسية في الرحلة القدسية) على النحو التالي: «أبو المعارف، قطب الدين مصطفى بن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن محيي الدين، بن عبد القادر بن بدر الدين محمد، نزيل دمشق بن ناصر الدين، محمد شهاب الدين بن ناصر الدين بن بهاء الدين، عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدين أبي الروح، عيسى بن داود بن محمد بن نوح ابن الشيخ طلحة، سلطان مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بن السيد الإمام أبي محمد عبد الله ابن السيد الإمام المجتهد الصحابي أبي الفضل عبد الرحمن بن الإمام الأعظم، والخليفة الأكرم أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه بن عثمان أبي قحافة بن عمرو، وابن عامر بن سعد بن كعب بن قيم بن مرة جد رسول الله صلى الله عليه وسلم».<ref>انظر: البكري الصديقي، مخطوطة الخمرة المحسية في الرحلة القدسية، مخطوطة المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، مكتبة المدينة المنورة، عارف حكمت، رقم 3840.</ref>

=== لقبه ===
لُقِّبَ بـ '''القُطب البَكْري'''، و'''قُطْب الدين'''، و'''قطب العارفين'''، و'''محيي الدين'''،<ref name="مولد تلقائيا25">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مجموعة من العلماء|عنوان= موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين (حرب الباء)|مسار= https://books.google.com/books?id=VwfDwAEACAAJ|ناشر= دار الجيل|تاريخ النشر= 2005|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الثالث|إصدار= الأولى|صفحات= 738|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220629002403/https://books.google.com/books?id=VwfDwAEACAAJ |تاريخ أرشيف= 29 يونيو 2022 }}</ref> و'''[[شيخ الإسلام]]'''.<ref name="مولد تلقائيا4"/><ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ&pg=PA1|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 1|اقتباس= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد في الرد على مبتدعي الصوفية الذين ينتهكون حرمة الدين الحنيف، تأليف: العارف بالله تعالى [[شيخ الإسلام]] مصطفى بن كمال الدين الصديقي البكري المتوفى 1162هـ| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505024702/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ&pg=PA1 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> ولقّبه [[حسن بن رضوان الخالدي|حسن رضوان المصري]] بـ '''[[الجنيد البغدادي|الجنيد]] الثاني''' في منظومته (روض القلوب المستطاب) فقال:<ref name="مولد تلقائيا26">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عبد الباقي مفتاح]]|محرر1= عبد الرحمن محمد رشيد الشعّار|محرر2= مروان الكاتب|عنوان= ألفية التصوف لمصطفى البكري وشرحها|مسار= https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ|ناشر= كتاب – ناشرون|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 9-10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220518085106/https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2022 }}</ref>
{{أبيات|
والسيد البكري أعني مصطفى\\عنه ارتوى حيث اقتفى نهج الوفا
[[مجدد (إسلام)|أحيى]] طريق القوم بعد الاندراس\\و[[الزهد في الإسلام|الزهد]] و[[التقوى]] له فيها الأساس
فهو [[الجنيد البغدادي|الجنيد]] الثاني عن شأن رفيع\\ذو العزّ والإتقان والشأن الرفيع}}

=== كنيته ===
اختُلِفَ في [[كنية|كُنيته]]، قيل: '''أبو المعارف'''، وقيل: '''أبو المواهِب'''، وقيل: '''أبو الفُتوح'''، وقيل: '''أبو محمد'''.<ref name="مولد تلقائيا25" /><ref name="مولد تلقائيا2" />

== مولده ==
ولد ب[[دمشق]] في شهر [[ذو القعدة|ذي القعدة]] سنة 1099 هـ / 1688 م، بخط [[باب توما]]، قبل وفاة والده كمال الدين بستة أشهر أو ثمانية، ونشأ يتيماً في حِجْر ابن عمه أحمد بن كمال الدين بن عبد القادر الصديقي، وبقيَ عندَهُ في داره الكائنة قُرب [[البيمارستان النوري]].<ref name="مولد تلقائيا7">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= عمر جعفر الشبراوي|آخرون= محمد العزازي|عنوان= شرح ورد السحر المسمى (إرشاد المريدين في معرفة كلام العارفين)|مسار= https://books.google.com/books?id=B_RHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2016|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 5-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505015706/https://books.google.com/books?id=B_RHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 8| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر|مؤلف=محمد خليل المرادي|ناشر=دار ابن حزم|المجلد=الرابع|صفحة=190}}</ref>

== نشأته ==
نشأ ب[[دمشق]]، ورحل إلى [[القدس]] وعاش فيها جزءاً من حياته بعد زواجه فيها، وهذا ما ذكره غالبية [[مؤرخ|المؤرخين]]، إلا أن [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] في كتابه ([[عجائب الآثار في التراجم والأخبار|عجائب الآثار]]) يرى أنه نشأ في القدس، حيث يقول: «نشأ ببيت المقدس على أكرم الأخلاق وأكملها، ربّاه شيخه الشيخ عبد اللطيف الحلبي، وغذَّاه بِلِبَان أهل المعرفة والتحقيق، فَفَاق ذلك الفرع الأصل، وظهرت به في أفق الوجود شمس الفضل، فبرعَ فهْماً وعلماً، وأبدع نثراً ونظماً، ورحل إلى جل الأقطار لبلوغ أجل الأوْطار، كما دأب على ذلك [[سلف (إسلام)|السلف]]، لما فيه من اكْتساب المعالي والشرف».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 9-10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>

== عائلته ==
ينتمي إلى آل البكري الذين يصل نسبهم إلى [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]، وهم أسرة لها فروع في [[الحجاز]] و[[مصر]] والآستانة ([[إسطنبول|اسطنبول]]) و[[دمشق]]. ووفقاً للباحثة ليندا شيلشر في كتابها (دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر) فإن أسرة آل البكري مازالت تحتفظ بوثائق تعود إلى القرن الرابع للهجرة تؤكد صحة نسبهم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= ليندا شيلشر|مترجم1= عمرو الملاح|مترجم2= دينا الملاح|محرر= عطاف مارديني|عنوان= دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر|مسار= https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ|ناشر= دار الجمهورية|تاريخ النشر= 1998|مكان= [[دمشق]] - سوريا|إصدار= الأولى|صفحة= 189| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531071440/https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref> ويذهب مؤرخ الأسرة إلى القول بأن آل البكري في [[سوريا]] يتفرعون عن أصل قديم في مصر، وأن أول من استقر في دمشق من أسلافهم جدهم بدر الدين البكري (نحو القرن الرابع عشر). أما سلسلة نسب الأسرة المتناثرة في كتب [[علم التراجم|التراجم]]، فتشير إلى أن الذين برزوا في دمشق من آل البكري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ينحدرون من جد واحد عاش في القرن السادس عشر؛ وقد وصلوا إلى مكانة مرموقة في دمشق خلال [[سوريا العثمانية|العهد العثماني]]. وفي أواخر القرن السابع عشر، توطدت مكانتهم بفضل أحمد بن كمال الدين البكري (ت 1107 هـ/1695 م) الذي بلغ مرتبة عالية في القضاء، وأصبح قاضياً لدمشق، وهو منصب لم يشغله أي دمشقي من قبل. وأثناء توليه القضاء، انتقلت المحكمة الرئيسية في دمشق إلى دار آل البكري في [[البيمارستان النوري]]، كذلك تولى إدارة أوقاف [[المدرسة الجقمقية (توضيح)|المدرسة الجقمقية]]، وهي وظيفة استأثر بها آل البكري حتى عهد متأخر من القرن العشرين. أما ولده أسعد (ت 1715م) فقد تولى نيابة القضاء في كل من محكمة الباب والكبري. ويشير أصحاب كتب [[السير والتراجم]] إلى أنه كان شخصية سياسية بارزة، ووصفوه بأنه كان «مقبول الشفاعة عند الحكام... وصاحب [[أهل الحل والعقد|الحل والعقد]]». وقد [[نفي (عقوبة)|نفي]] إلى [[صيدا]] عام 1706م لأسباب سياسية. وفضلاً عما بلغه من رُتَبْ وناله من ألقاب، فقد منح أراض واسعة، وولي إدارة أوقاف عديدة في منطقة دمشق، كما شيد قصراً في [[الصالحية (دمشق)|الصالحية]] ودارة جميلة وحديقة جرمانا اتخذها مصيفاً له. وكان خليل بن أسعد البكري (ت 1173 هـ/1759 م) واحداً من كبار أعيان دمشق وقد أقام صلات قوية مع المؤسسة العثمانية حينما كان في إسطنبول برفقة أبيه الذي كان من مُريدي شيخ الإسلام فيض الله حسن ومشايعاً لشيخ الإسلام أبي الخير داماد زادة (ت 1154 هـ/1741 م). وقد تولى خليل الإفتاء في دمشق في الربع الأول من القرن الثامن عشر؛ ثم القضاء في كل من [[طرابلس (لبنان)|طرابلس]] و[[القدس]] و[[مكة]] ودمشق. وأثناء توليه القضاء في دمشق، انتقلت المحكمة الرئيسية إلى دار آل البكري من جديد. وقبيل وفاته، رحل إلى الآستانة (إسطنبول)، فشغل منصب القاضي الشرعي فيها، ثم [[قاضي عسكر]] [[الأناضول]]، وهي مرتبة لم يبلغها أي عربي من قبل. وقد قاد في مستهل حياته ثورة دمشقية ضد الوالي عثمان باشا أبو طوق (سنة 1135 هـ/1723 م)، وكان يتولى الإفتاء آنذاك، وانتهت المسألة بعزل أبي طوق وتولية [[إسماعيل باشا العظم]] والياً على دمشق (في عام 1138 هـ/1725 م).<ref name="مولد تلقائيا1" /><ref name="مولد تلقائيا19" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 31| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220515111248/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 15 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= ليندا شيلشر|مترجم1= عمرو الملاح|مترجم2= دينا الملاح|محرر= عطاف مارديني|عنوان= دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر|مسار= https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ|ناشر= دار الجمهورية|تاريخ النشر= 1998|مكان= [[دمشق]] - سوريا|إصدار= الأولى|صفحات= 189-191| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531071440/https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref><ref>انظر أيضاً: [[ابن كنان]]، المواكب الإسلامية في الممالك والمحاسن الشامية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1992م، ج1، ص: 76.</ref>

== تعليمه وأساتذته ==
أخذ العلم عن عدد من العلماء، منهم:<ref name="مولد تلقائيا4"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 8-9| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> عبد الرحمن بن حيي الدين السليمي الشهير بالمجلد (ت 1140 هـ)، إذ قرأ عليه [[الآجرومية]] ثلاث مرات، ثم شرْحَها للشيخ [[خالد الأزهري (توضيح)|خالد الأزهري]]، ثم الأزْهريّة، ثم قواعِد الإعْراب، ثم الألفية، وشرحها للأشموني، ثم [[المقدمة الجزرية|الجزرية]]، ثم الأمالي. والشيخ أبو المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي (ت 1126 هـ)، الذي قرأ عليه سنة 1115 هـ متن الاستعارات وشرحها للعصام، ومتن الجزرية، وشرحها للقاضي [[زكريا الأنصاري]]، ثم قرأ عليه شرح النخبة للعسقلاني، وحضر معه شرح [[صحيح البخاري]] للحافظ [[ابن حجر العسقلاني]]. وأخذ أيضاً عن المُلّا [[إلياس الكوراني|إلياس بن إبراهيم الكوراني]]، والمحب محمد بن محمود الحبال، وأجاز له الشيخ محمد بن محمد البديري الدمياطي الشهير بابن الميت، وأخذ عنه المسلسل بالأولية،<ref group="ملحوظة">الحديث المسلسل هو: ما توارد في رجال [[سند (حديث)|الإسناد]] واحداً فواحداً.</ref> ولازم الشيخ [[عبد الغني النابلسي|عبد الغني بن إسماعيل النابلسي]]، وقرأ عليه بعض مؤلفات [[محيي الدين بن عربي|ابن عربي]] مثل [[التدبيرات الإلهية]]، و[[فصوص الحكم|الفصوص]]، وعنقاء مغرب، ومواضع متفرقة من [[الفتوحات المكية]] وبعض الفقه،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= فتح الكريم الخالق في حل ألفاظ الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق|مسار= https://books.google.com/books?id=3DBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2010|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 5| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220519055616/https://books.google.com/books?id=3DBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 19 مايو 2022 }}</ref> وأخذ عنه [[قادرية|الطريقة القادرية]] و[[نقشبندية|الطريقة النقشبندية]] التي أخذها أيضاً عن [[محمد مراد البخاري|مراد الأزبكي البخاري]] النقشبندي،<ref name="مولد تلقائيا7"/> كما أخذها في واقعة روحية عن [[أبو يزيد البسطامي|أبي يزيد البسطامي]]، وأخذ الطريقة القادرية أيضاً عن يس القادري الكيلاني شيخ السجادة القادرية ب[[حماة]]، وأخذ [[خلوتية|الطريقة الخلوتية]] عن الشيخ عبد اللطيف بن حسام الدين الحلبي الخلوتي، وأخذ التصوف أيضاً عن محمد بن إبراهيم الدكدكجي وبه تخرج.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عبد الباقي مفتاح]]|محرر1= عبد الرحمن محمد رشيد الشعّار|محرر2= مروان الكاتب|عنوان= ألفية التصوف لمصطفى البكري وشرحها|مسار= https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ|ناشر= كتاب – ناشرون|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 4| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220518085106/https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2022 }}</ref>

ومن علماء الأمصار الذين أخذ عنهم وقرأ عليهم: الشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي ب[[مكة|مكة المكرمة]]، والشيخ علي قرة باش في [[أدرنة|أدرنه]]، والشيخ محمد التافلاتي في الآستانة ([[إسطنبول|اسطنبول]])، والشيخ محمد بن أحمد الحلبي المكتبي في [[حلب]]، والشيخ نجم الدين بن [[خير الدين الرملي]] في [[الرملة]] في [[فلسطين]]، والشيخ مصطفى الأدرنوي في [[القاهرة]]، والشيخ [[العجلوني|إسماعيل العجلوني]]، وعثمان بن الشمعة وغيرهما في [[دمشق]].<ref name="مولد تلقائيا12">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 202}}</ref>

== تلاميذه وخلفائه ==
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
| اقتباس = مصطفى البكري بن كمال الدين الحنفي الدمشقي (1099-1162هـ) هو من أعظم شيوخ الإسلام ومحيي الطريق في [[قرن 12 هـ|القرن الثاني العشر الهجري]] حيث قيل أن عدد مريديه بلغ نحو المائة ألف وله نحو 222 تأليف، وخلف أكثر من عشرين خليفة جلهم من أكابر العلماء ومشايخ الإسلام وأئمة التربية، وكان هو [[مجدد (إسلام)|المجدد]] الأكبر في عصره للطريقة الخلوتية، وصاحب [[عبد الغني النابلسي|الشيخ النابلسي]] وقرأ عليه كتب الشيخ الأكبر [[محيي الدين بن عربي|محي الدين ابن العربي]]، وأخذ [[قادرية|الطريقة القادرية]] عن السيد ياسين القادري الكيلاني شيخ السجادة القادرية ب[[حماة|حماه]] وقد أفردت ترجمته في عدة كتب منها كتاب ولده أبو الفتوح محمد الذي سماه: [تلخيصات البكرية في ترجمة البكرية].
| المصدر = {{وإو|عبد الباقي مفتاح|Abdul Baqi Miftah|en}}، أضواء على الشيخ عبد القادر الجيلاني وانتشار طريقته<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الشيخ عبد القادر الجيلاني وانتشار طريقته|مسار= https://books.google.com/books?id=X-VhDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2014|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الثانية|صفحة= 355| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220410105259/https://books.google.com/books?id=X-VhDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 10 أبريل 2022 }}</ref>
}}
وصل عدد تلاميذه وأتباعه إلى مائة ألف،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= [[أحمد فريد المزيدي]]|محرر2=ناصر صابر الزيات|محرر3=محمد عبد القادر نصار|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 13}}</ref> ولمّا بلغت تلاميذه مائة ألف أمر بعدم كتابة أسمائهم، وقال: هذا شيء لا يدخل تحت عدد.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 12| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220527035507/https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= عمر جعفر الشبراوي|آخرون= محمد العزازي|عنوان= شرح ورد السحر المسمى (إرشاد المريدين في معرفة كلام العارفين)|مسار= https://books.google.com/books?id=B_RHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2016|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 11| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100551/https://books.google.com/books?id=B_RHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> ومن أشهر تلاميذه:<ref>{{استشهاد ويب|عنوان= مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي الدمشقي البكري "أبي المواهب"|مسار= https://tarajm.com/people/28289|ناشر= تراجم عبر التاريخ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220703113112/https://tarajm.com/people/28289|تاريخ أرشيف= 3 يوليو 2022|موقع= tarajm.com|تاريخ الوصول= 8 يوليو 2022|حالة المسار= bot: unknown}}</ref> [[محمد بن سالم الحفني]]/الحفناوي (ت 1181هـ) وهو من أكبر خلفائه في مصر،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري|أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي]]|آخرون= مصطفى عبد القادر عطا|عنوان= طبقات الصوفية، ويليه: ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات|مسار= https://books.google.com/books?id=IyRGCwAAQBAJ&pg=PA10|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 1998|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 10|اقتباس= وكانت الصلة بين الشام ومصر وطيدة في هذا المجال، إذ كان السيد مصطفى ابن كمال الدين البكري الصديقي تلميذاً من تلاميذ [[عبد الغني النابلسي]] المبرزين، وكان الشيخ محمد بن سالم الحفني شيخ الإسلام في مصر تلميذاً للسيد البكري، وتسلسل من الشيخ الحفني طريق العلماء الصوفية إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي، ثم إلى الشيخ [[أحمد الدردير]]، والشيخ عمر الشبراوي، وما زال طريق الشبراوي هذا قائماً إلى الآن.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220524134002/https://books.google.com/books?id=IyRGCwAAQBAJ&pg=PA10 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا13">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|آخرون= تقديم: محمد المأمون مصطفى القاسمي الحسني|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 36| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505051303/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> و[[علي بن العربي السقاط|علي بن محمد العربي السقاط]] (ت 1183 هـ)، و[[عبد الحليم الشويكي]] (ت 1185 هـ)، و[[محمد بن أحمد السفاريني]] الحنبلي (ت 1188 هـ)،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[محمد بن أحمد السفاريني]]|آخرون= عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري|عنوان= لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية|مسار= https://books.google.com/books?id=MOFKCwAAQBAJ|ناشر= مكتبة الرشد|تاريخ النشر= 2000|مكان= [[الرياض]]|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحة= 31-35| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220514051105/https://books.google.com/books?id=MOFKCwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 14 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مؤلف= [[محمد بن أحمد السفاريني]]|عنوان= كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام|مسار= https://shamela.ws/book/17437/33|ناشر= المكتبة الشاملة|مسار أرشيف= https://archive.today/20220513215830/https://shamela.ws/book/17437/33|تاريخ أرشيف= 13 May 2022|موقع= shamela.ws}}</ref> و{{وإو|محمد بن عبد الكريم السمان|Muhammad as-Samman al-Madani|en}} (ت 1189 هـ) مؤسس [[سمانية|الطريقة السمانية]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[ناتالي كلير]] (كبيرة الباحثين في مركز الدراسات التركية والعثمانية ودراسات البلقان وآسيا الوسطى في [[المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي|المركز الوطني للبحوث في باريس]])|عنوان= Mystiques, État et Société|مسار= https://books.google.com/books?id=qhlREAAAQBAJ&pg=PA27|ناشر= [[دار بريل للنشر]]|تاريخ النشر= |مكان= [[لايدن]] - هولندا|المجلد= 9|إصدار= |سلسلة= Islamic History and Civilization|لغة= الفرنسية|صفحة= 27|isbn= 9789004492783| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220712201607/https://books.google.com/books?id=qhlREAAAQBAJ&pg=PA27 | تاريخ أرشيف = 12 يوليو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مارك لافيرجن|عنوان= Le Soudan contemporain: de l'invasion turco-égyptienne à la rébellion africaine (1821-1989)|مسار= https://books.google.com/books?id=BT-WY68Y1uEC&pg=PA232|ناشر= {{وإو|كارتالا|Éditions Karthala|fr}}|تاريخ النشر= 1989|مكان= [[باريس]] - فرنسا|إصدار= 1|سلسلة= Hommes et sociétés|لغة= الفرنسية|صفحة= 232|isbn= 9782865372225| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220712153602/https://books.google.com/books?id=BT-WY68Y1uEC&pg=PA232 | تاريخ أرشيف = 12 يوليو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا20">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= ختم القرآن محيي الدين ابن عربي|مسار= https://books.google.com/books?id=a-VhDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 290| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220608111459/https://books.google.com/books?id=a-VhDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 8 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه|مسار= https://books.google.com/books?id=9eVhDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 95| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220326044603/https://books.google.com/books?id=9eVhDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مارس 2022 }}</ref> و[[محمد بن أحمد التافلاتي]] المغربي الأزهري الخلوتي (ت 1191 هـ) مفتي ال[[حنفية]] بالقدس، كان شيخه من جهة وتلميذه من جهة أخرى،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|آخرون= تقديم: محمد المأمون مصطفى القاسمي الحسني|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 27| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505051303/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> و[[محمد بن سليمان الكردي]] المدني شيخ الشافعية بالمدينة المنورة (ت 1194 هـ)، و[[أحمد بن محمد الباقاني]] (ت 1195 هـ)،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= وليد بن أحمد الحسين الزبيري|آخرون= إياد بن عبد اللطيف القيسي، مصطفى بن قحطان الحبيب، بشير بن جواد القيسي، عماد بن محمد البغدادي|عنوان= الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة|مسار= https://books.google.com/books?id=KgFKCwAAQBAJ&pg=PT383|ناشر= مجلة الحكمة|تاريخ النشر= 2003|مكان= مانشستر - بريطانيا|إصدار= الأولى|صفحة= 384| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220616201210/https://books.google.com/books?id=KgFKCwAAQBAJ&pg=PT383 | تاريخ أرشيف = 16 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مؤلف= وليد بن أحمد الحسين الزبيري|عنوان= الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة|مسار= https://shamela.ws/book/130964/395|ناشر= المكتبة الشاملة|مسار أرشيف= https://archive.today/20220616195537/https://shamela.ws/book/130964/395|تاريخ أرشيف= 16 Jun 2022|موقع= shamela.ws}}</ref> و[[عبد الرحمن الأجهوري]] الأزهري المالكي (ت 1198 هـ) وهو سبط القطب الخضيري، و[[أحمد بن موسى العروسي]] الشافعي الأزهري (ت 1208 هـ)، والقاضي [[حسن بن عبد اللطيف الحسيني]] مفتي الحنفية بالقدس في القرن الثالث عشر الهجري (ت 1224 هـ)،<ref>{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= http://search.mandumah.com/Record/98114|مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي (1099 - 1162 هـ) (1688 - 1749 م): حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 204|عنوان=بحث<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2022-07-08| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220708185514/http://search.mandumah.com/Record/98114 | تاريخ أرشيف = 8 يوليو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بمجلة|مؤلف= {{وإو|جدعون وايجرت|Gideon Weigert|de}}|عنوان= Shaykh Mustapha Kamal al Din al Bakri – A Sufi Reformer in Eighteenth-Century Egypt|مسار= https://www.academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf|ناشر= {{وإو|المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة|המרכז האקדמי הישראלי בקהיר|he}}|تاريخ النشر= 1999|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|العدد= Bulletin of the Israeli Academic Center in Cairo 24|لغة= الإنجليزية|صفحة= 5| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220303103041/https://www.academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf | تاريخ أرشيف = 3 مارس 2022 }}</ref> بالإضافة إلى سبعة ملوك من طوائف [[جن|الجان]] أسماؤهم محررة في بعض مؤلفاته.<ref name="مولد تلقائيا7"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= [[أحمد فريد المزيدي]]|محرر2=ناصر صابر الزيات|محرر3=محمد عبد القادر نصار|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 14}}</ref>

قال [[محمد زاهد الكوثري]] في كتابه (البحوث السنية عن بعض رجال أسانيد الطريقة الخلوتية): "وعنه أخذ شيخ الإسلام محمد بن سالم الحفناوي المتوفى سنة 1181 هـ، وعنه أخذ الشيخ [[محمود الكردي]] المتوفى سنة 1195 هـ،<ref group="ملحوظة">هو محمود بن أبي زيد الكردي الكوراني الخلوتي. ساهم في نشر الطريقة الخلوتية في الشام ومصر، وعلى يديه تربى [[أبو العباس أحمد التيجاني|أحمد التيجاني]] مؤسس [[تيجانية|الطريقة التيجانية]]. ترجم له [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] في تاريخه، و[[يوسف النبهاني]] في كتابه (جامع كرامات الأولياء). فمما قاله الجبرتي: "هو شيخنا وأستاذنا الإمام العارف كعبة كل ناسك، عمدة الواصلين وقدوة السالكين، صاحب الكرامات الظاهرة والإشارات الباهرة". توفي في الثالث من المحرم سنة 1195 هـ، ودفن في مصر بجوار مصطفى البكري.</ref> وعنه أخذ الشيخ [[عبد الله الشرقاوي (شيخ الأزهر)|عبد الله الشرقاوي]] المتوفى سنة 1227 هـ، وعنه أخذ الشيخ [[أحمد بن علي الدمهوجي|أحمد الدمهوجي]] المتوفى سنة 1246 هـ، والحفناوي والشرقاوي والدمهوجي ممن تولوا [[مشيخة الأزهر]]".<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[محمد زاهد الكوثري]]|عنوان= البحوث السنية عن بعض رجال أسانيد الطريقة الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=yAFrDwAAQBAJ&pg=PT31|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2004|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 34| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220402100652/https://books.google.com/books?id=yAFrDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 2 أبريل 2022 }}</ref>

=== تأثيره العلمي والتربوي ===
خلّف مصطفى البكري آثاراً تربوية في المجال الصوفي، امتدّت عبر خلفائه المباشرين وغير المباشرين إلى معظم بلدان العالم الإسلامي، وتفرّعت من مدرسته [[طريقة (صوفية)|طرق صوفية]] كان لها - ولا يزال - انتشار واسع وتأثير كبير في العالمين العربي والإسلامي؛ منها [[تيجانية|الطريقة التيجانية]] التي أسّسها [[أبو العباس أحمد التيجاني]] (1150 – 1230 هـ)، وأتباعها يُعدّون اليوم بعشرات الملايين. فأحمد التيجاني أخذ تربيته وسلوكه في [[القاهرة]] عن الشيخ [[محمود الكردي]] (ت 1195 هـ) تلميذ مصطفى البكري وتلميذ خليفته الأكبر في مصر [[محمد بن سالم الحفني|محمد بن سالم الحفناوي]] (1101 – 1230 هـ).<ref name="مولد تلقائيا20" /> وبواسطة محمد بن سالم الحفناوي تفرّعت في مصر و[[السودان]] وبلدان الغرب الإسلامي و[[بلاد الشام|الشام]] فروع متعدّدة للطريقة الخلوتية.<ref name="مولد تلقائيا21">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عبد الباقي مفتاح]]|محرر1= عبد الرحمن محمد رشيد الشعّار|محرر2= مروان الكاتب|عنوان= ألفية التصوف لمصطفى البكري وشرحها|مسار= https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ|ناشر= كتاب – ناشرون|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 8| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220518085106/https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2022 }}</ref> ومن تلاميذ مصطفى البكري الإمام {{وإو|محمد بن عبد الكريم السمان|Muhammad as-Samman al-Madani|en}} (1130 – 1189 هـ) الذي تفرّعت منه عدة طرق نشرها خلفاؤه الكثيرون في المشرق والمغرب وإفريقيا وآسيا.<ref group="ملحوظة">أخذ محمد بن عبد الكريم السمان التصوف ب[[خلوتية|الطريقة الخلوتية]] عن مصطفى البكري، وقد عاش السمان أغلب عمره في [[المدينة المنورة]] وتوفي سنة 1189 هـ. انتشرت طريقته في السودان و[[اليمن]] والشام وغيرها من بلاد الشرق، وطريقته تجمع بن الخلوتية و[[قادرية|القادرية]] و[[شاذلية|الشاذلية]]. قال عنه [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] في تاريخه: "عالم المدينة ورئيسها الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان، ولد بالمدينة ونشأ في حجر والده واشتغل يسيراً بالعلم. وأرسله والده إلى [[مصر]] في سنة 1174 فتلقته تلامذة أبيه بالإكرام، وعقد حلقة الذكر [[مسجد الإمام الحسين (القاهرة)|بالمشهد الحسيني]] وأقبلت عليه الناس، ثم توجه إلى المدينة. ولما توفي والده أقيم شيخاً في محله ولم يزل على طريقته حتى مات في رابع ذي الحجة من سنة تسع وثمانين ومئة وألف (1189) عن ثمانين سنة".</ref> ومن تلاميذ الشيخ الحفناوي: [[سيدي أمحمد بوقبرين|محمد بن عبد الرحمن الأزهري]] (1126 – 1208 هـ) مؤسس [[رحمانية (صوفية)|الطريقة الرحمانية الخلوتية]]، الذي أصبحت طريقته أشهر طريقة في [[الجزائر]] وأوسعها انتشاراً. فحسب بعض الإحصائيات بلغ عدد [[زاوية (مدرسة)|الزوايا]] التابعة لها في الجزائر سنة (1299 هـ = 1882 م): 220 زاوية. وقامت هذه الزوايا بجهود كبيرة تربوية وتعليمية وجهادية في [[المقاومة الشعبية الجزائرية ضد فرنسا|مقاومة الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي]].<ref name="مولد تلقائيا21" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= {{وإو|وقف الديانة التركي|Türkiye Diyanet Vakfı|tr}}|مؤلف2= مركز البحوث الإسلامية (إيسام)|عنوان= İslam Ansiklopedisi|مسار= https://books.google.com/books?id=Yw44AQAAIAAJ|ناشر= {{وإو|وقف الديانة التركي|Türkiye Diyanet Vakfı|tr}}|تاريخ النشر= 2010|مكان= [[إسطنبول]] – تركيا|المجلد= 38|إصدار= 1|لغة= التركية|صفحة= 212|isbn= 9789753894272|اقتباس= Şabaniyye-Bekriyye, Kutbüddin Mustafa el-Bekri’den sonra; '''1. Hifniyye''' (kurucusu: Muhammed b. Salim el-Hifni, ö. 1181/1767), '''2. Semmaniyye''' (kurucusu: Muhammed b. Abdülkerim es-Semman, ö. 1189/1776) ve '''3. Kemaliyye''' (kurucusu: Ebü’l-Fütuh Muhammed b. Mustafa el-Bekri, ö. 1199/1784) adlı üç kola ayrılmıştır. 1. Hifniyye’den; '''Derdiriyye''' (kurucusu: Ahmed b. Muhammed ed-Derdir), '''Ticaniyye''' (kurucusu: Seyyid Ahmed et-Ticani), '''Rahmaniyye''' (kurucusu: Muhammed b. Abdurrahman el-Gaştuli), '''Ezheriyye''' (kurucusu: Ebu Abdullah Muhammed b. Abdurrahman ez-Zevavi el-Ezheri) kolları meydana gelmiştir. 2. Semmaniyye’den; '''Tayyibiyye''' (kurucusu: Ahmed et-Tayyib b. Beşir) ve '''Feyziyye''' (kurucusu: Seyyid Feyzüddin Hüseyin el-Mısri) kolları, 3. Derdiriyye’den; '''Saviyye''' (kurucusu: Ahmed b. Muhammed es-Savi), '''Sibaiyye''' (kurucusu: Salih es-Sibai) ve '''Vefaiyye''' (kurucusu: Nureddin Ali b. Abdülber el-Vefai) kolları doğmuştur. Haririzade, Şabaniyye-Karabaşiyye’nin Nasuhiyye ve Bekriyye adlı iki ana kolunun yanı sıra Karabaş Veli’nin halifelerinden Ömer arifi el-İstanbuli’ye arifiyye, bir diğer halifesi şeyh Hüseyin Kastamoni’ye Hüseyniyye şubelerini nisbet eder. Halveti şubelerinden Sinaniyye’den de hilafeti olduğu için Şehremini’deki Sinani dergahında şeyhlik yapan, XVii. yüzyılın tanınmış Şabani şeyhlerinden şair ve bestekar Mustafa Zekai Efendi’nin silsilesi bu iki kola ulaşmaktadır.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220718194435/https://books.google.com/books?id=Yw44AQAAIAAJ | تاريخ أرشيف = 18 يوليو 2022 }}</ref>

وقد اقتدى بعض شيوخ الخلوتية بالشيخ مصطفى البكري في نظم أشعار صوفية مبيّنة معالم [[حال (سلوك)|السلوك]]؛ من أهمّها وأطولها منظومة: (روض القلوب المستطاب) للشيخ [[حسن بن رضوان الخالدي|حسن رضوان المصري]] (1239 – 1310 هـ). وهي تتضمن أزيد من عشرة آلاف بيت، وطبعت بمصر سنة 1322 هـ بإشراف نجله الشيخ محمد أبي الفتح. وشيخه في الطريق هو الشيخ خالد علي (ت 1284 هـ) عن الشيخ إبراهيم العمراني عن الشيخ عبد العليم عن الإمام [[أحمد الدردير]] (1127 – 1201 هـ) عن الحفناوي عن مصطفى البكري. وفي منظومته هذه استشهد بأبيات من ألفية التصوف لمصطفى البكري، وخصص الباب الأول منها إلى بيان سنده في سلسلة الطريق، ولمّا وصل إلى ذكر الشيخ مصطفى وأنه أخذ عن الشيخ عبد اللطيف الخلوتي قال:<ref name="مولد تلقائيا26" />
 
[[ملف:أصول وفروع الطريقة البكرية الخلوتية.jpg|يمين|تصغير|200بك|صورة تُوَضّح أشهر الطرق التي اجتمعت عند الشيخ مصطفى البكري، وأشهر الطرق التي تفرعت منه، وهي أزيد من عشرين طريقة.]]
{{أبيات|
والسيد البكري أعني مصطفى\\عنه ارتوى حيث اقتفى نهج الوفا
[[مجدد (إسلام)|أحيى]] طريق القوم بعد الاندراس\\و[[الزهد في الإسلام|الزهد]] و[[التقوى]] له فيها الأساس
فهو [[الجنيد البغدادي|الجنيد]] الثاني عن شأن رفيع\\ذو العزّ والإتقان والشأن الرفيع
[[ورد (إسلام)|أوراده]] تنبيك عن أمداده\\حيث استحق الإرث عن أجداده
كم في طوايا اللفظ سرّ ينجلي\\[[سالك (تصوف)|للسالك]] المخصوص [[ذوق (صوفية)|بالذوق]] الجلي
في حانها ألحانها تشفي الصدور\\فيها المَعاني للمُعاني لن تبور
دارات على أهل الوفا فيه الكؤوس\\مملوءة من خمر تهذيب النفوس
لا سيما [[ورد (إسلام)|الوِرْد]] الذي وقت السَحَر\\يُتلى فكم في نشره عَرف ظهر
طابت به الأرواح والأفراح\\عمّت وتمّت عنده الأرواح}}

وقد عزا المؤرخ والمستشرق العربي [[ألبرت حوراني]] (1915-1993م) في عرضه للاتجاهات الصوفية في القرن الثامن عشر، بروز [[سمانية|الطريقة السمانية]] في [[الحجاز]] التي مهدت لبروز كل من [[تيجانية|الطريقة التيجانية]] في إفريقيا، و[[محمد أحمد المهدي|الحركة المهدية]] في السودان، إلى تأثير مصطفى البكري.<ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= غالب عنابسة|مجلة= مجلة اتحاد الجامعات العربية للآداب|عنوان= نشر الطريقة الخلوتية كما انعكست في زيارات مصطفى البكري الصديقي الدمشقي الخلوتي إلى بيت المقدس وسوريا في القرن الثامن عشر|مسار= https://aauja.yu.edu.jo/index.php/v10n2b/485-2021-07-28-06-45-13|مكان= الأردن|ناشر= [[جامعة اليرموك]] |تاريخ= 2013 |المجلد= 10 |العدد= 2ب|صفحة = 1624| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531090826/https://aauja.yu.edu.jo/index.php/v10n2b/485-2021-07-28-06-45-13 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= ليندا شيلشر|مترجم1= عمرو الملاح|مترجم2= دينا الملاح|محرر= عطاف مارديني|عنوان= دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر|مسار= https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ|ناشر= دار الجمهورية|تاريخ النشر= 1998|مكان= [[دمشق]] - سوريا|إصدار= الأولى|صفحة= 191| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531071440/https://books.google.com/books?id=w7gGzgEACAAJ | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref>

== تصوفه وآرائه ==
{{تصوف}}
{{أيضا|صوفية|طريقة (صوفية)}}
جَمَع بين الطريقتين [[خلوتية|الخلْوتِيّة]] و[[قادرية|القادرية]]، وأخذ [[طريقة (صوفية)|طرقاً]] أخرى ك[[نقشبندية|الطريقة النقشبندية]] و[[أكبرية|الأكبرية]]، ودرس كتب [[محيي الدين بن عربي]] (ت 628 هـ) عند الشيخ [[عبد الغني النابلسي]] (ت 1143 هـ). وفي معظم كتبه ومؤلفاته التي بلغت نحو المائتين يظهر تأثره بابن عربي، كما في منظومته التي تتألف من أكثر من 1200 بيت في [[مصطلحات علم التصوف|مصطلحات التصوف]]، اقتبسها من كتاب ([[الفتوحات المكية]])، وذكر فيها أنه تلقن الطريقة النقشبندية عن روحانية [[أبو يزيد البسطامي|أبي يزيد البسطامي]] (ت 261 هـ).<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 25-26| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505024611/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
وقال في نهايتها:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عبد الباقي مفتاح]]|محرر1= عبد الرحمن محمد رشيد الشعّار|محرر2= مروان الكاتب|عنوان= ألفية التصوف لمصطفى البكري وشرحها|مسار= https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ|ناشر= كتاب – ناشرون|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 9| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220518085106/https://books.google.com/books?id=PLkDEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2022 }}</ref>
{{أبيات|
وكلّ ما ذكرت في تبييني\\نصّ عليه الفرد محيي الدين
في [[الفتوحات المكية|فتحه المكي]] له قد فصّلا\\فإن تُرده رد له وحصِّلا}}

ووفقاً ل[[أحمد فريد المزيدي]] فإن له «نسبة ظاهرية وباطنية إلى طريق النقشبندية والقادرية، ونسبة باطنية إلى طريق ال[[شاذلية]]، وإنما اشتهر بالخلوتية».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= الضياء الشمسي على الفتح القدسي شرح ورد السحر للبكري|مسار= https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2013|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحة= 6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526041401/https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref> وقد أثنى على [[ملامتية|الطريقة الملامتية]] في كتابه (العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية)،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 110-114| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220527035507/https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 مايو 2022 }}</ref> وحكى قصة غريبة حدثت له مع رجل في [[الخليل|مدينة الخليل]] ممن يتبعون هذه الطريقة، وهذا الرجل يقال له: أبو جاعد، واسمه الشيخ محمد، قد حبس نفسه وامتنع عن الكلام عشرة أعوام، وكان يرتدي على رأسه خرقة ال[[بكتاشية]]،<ref group="ملحوظة">طريقة صوفية من المبتدعة القائلين بالحلول والاتحاد، وهي ذات طابع سري باطني شيعي، ولكنها مع ذلك تربت وترعرعت في بلاد أهل السنة في تركيا ومصر. لعبت دوراً كبيراً في التاريخ السياسي العثماني. حلها السلطان [[محمود الثاني]] بعد [[الواقعة الخيرية|مذبحة الإنكشارية]] عام 1242هـ/ 1826م، وتعقبها وسجن شيوخها، وخرب زواياها. وتعاونت مع [[جمعية الاتحاد والترقي]]، ومع [[ماسونية|الماسونية]] في سبيل القضاء على [[الدولة العثمانية]]، وكان أعضاء [[تركيا الفتاة]] بكتاشيين وماسونيين في آن واحد. (انظر كتاب: حاضر العالم الإسلامي: وقضاياه المعاصرة، تأليف: جميل عبد الله محمد المصري، العبيكان للنشر، 2018م، هامش صفحة: 118.) وقد سُألت [[دار الإفتاء المصرية]] عن هذه الطائفة وعن جواز الاعتراف بها، فجأب الشيخ [[حسنين محمد مخلوف]] مفتى الديار المصرية سابقاً في فتوى له بتاريخ 25 أغسطس 1949م قال فيها: "وأنهم [[إمامية|شيعة إمامية]]، ولهم نحل وعقائد وبدع لا يقرها الدين الحنيف.... والخلاصة: أن البكتاشية إذا كانوا كذلك لا نعدهم من الصوفية ولا من أهل السنة والجماعة، ولا نقرهم على تقاليدهم وفيها ما يأباه الدين كالسجود ونحوه، ونعدهم من المبتدعة، ولا نرى أن تعترف بهم مصر رسمياً... ويقول مؤرخ تركي: إن البكتاشية في الحقيقة دعوة إباحية، وإن السلطان محمود حين أراد التخلص من [[إنكشارية|الإنكشارية]] لعظم مفاسدها وأخطارها رأى لهذا السبب نفسه أن يتخلص من البكتاشية في سنة 1241، فنفاهم من [[إسطنبول|الآستانة]] ومنهم المؤرخ الرسمي للدولة محمد عطا أفندي سامي زاده، وكان بكتاشياً؛ لذلك أرى عدم جواز إجابة هذا الطلب".</ref> فسأله البكري بالإشارة عن طريقته الصوفية، فأشار له إلى إنها مطلقة غير مُقَيّدة، ثم أشار الرجل بيده نحو كتاب مجموع فيه بعض الرسائل من تأليف مصطفى البكري لكي يفتحه، ففتحه على موضع اللسان، فإذا أوائل الصحيفة تتحدث عن الملامتية، والرسالة هي (الوارد الطارق واللمح الفارق)، فقرأ له البكري بيتاً من أول قصيدة قالها فيهم، وهو:<ref name="مولد تلقائيا16">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 114| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220527035507/https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 مايو 2022 }}</ref>
{{أبيات|
إن الملامتية أعلام الهدى\\ومنهم البشير من قد حُمِّدا}}
ثم أشار الرجل له بأن يطبق الكتاب، فقال له البكري: إذن أنت من الملامتية؛ ثم قال: «وعجبت من إشارته لذلك الكتاب دون غيره، وكون اللسان على ذلك المحل بخصوصه. وقد اتفق لنا معه غير هذه [[كرامات (صوفية)|الكرامة]]، وذكرت بعضها أوائل (النحلة النصرية في الرحلة المصرية)، نفعنا الله به وبأمثاله».<ref name="مولد تلقائيا16" />

=== طريقته الصوفية الخاصة ===
{{أيضا|بكرية خلوتية}}
[[ملف:سلسلة الطريقة البكرية الخلوتية السهروردية.jpg|يسار|تصغير|200بك|صورة تُوَضّح سلسلة الطريقة البكرية الخلوتية [[سهروردية|السهروردية]].]]
طريقته الصوفية الخاصة تعرف باسم [[بكرية خلوتية|الطريقة البكرية الخلوتية]] أسسها في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي. تتميز طريقته بالالتزام بتعاليم [[القرآن]] و[[الحديث النبوي|السنة النبوية]] و[[الشريعة الإسلامية]]. كبار أئمة طريقته انخرطوا بشكل كبير في دراسة [[علم الحديث]]، وأصبح بعض تلاميذه من كبار شيوخ تدريس علم الحديث في الجزء الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي. وبعد وفاته تفرعت من طريقته طرق مختلفة كثيرة انتشرت في جميع أنحاء [[العالم الإسلامي]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[جون إسبوسيتو]]|عنوان= [[قاموس أكسفورد للإسلام]] (Oxford Quick Reference)|مسار= https://books.google.com/books?id=E324pQEEQQcC|ناشر= [[دار نشر جامعة أكسفورد]]|تاريخ النشر= 2003|مكان= [[نيويورك]] – الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحة= 34|isbn= 9780199757268| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220506232238/https://books.google.com/books?id=E324pQEEQQcC | تاريخ أرشيف = 6 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان= BEKRİYYE|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/bekriyye--halvetiyye|ناشر= [[دائرة المعارف الإسلامية التركية]]|مسار أرشيف= https://archive.today/20220611134452/https://islamansiklopedisi.org.tr/bekriyye--halvetiyye|تاريخ أرشيف= 11 Jun 2022|موقع= islamansiklopedisi.org.tr|لغة= التركية}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= {{وإو|جون أوبرت فول|John Obert Voll|en}}|عنوان= Islam: Continuity and Change in the Modern World|مسار= https://books.google.com/books?id=Bk-eDwAAQBAJ&pg=PT55|ناشر= [[روتليدج (دار نشر)|روتليدج]]|تاريخ النشر= 2018|مكان= [[نيويورك]] – الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= طبع لأول مرة عام 1982 بواسطة دار نشر ويستفيو|لغة= الإنجليزية|صفحة= 55|isbn= 9780429728501| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220614151924/https://books.google.com/books?id=Bk-eDwAAQBAJ&pg=PT55 | تاريخ أرشيف = 14 يونيو 2022 }}</ref>

=== دفاعه عن ابن عربي ===
{{أيضا|محيي الدين بن عربي|أكبرية}}
خصص في كتابه (العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية) فصلاً عن عقيدة [[محيي الدين بن عربي]]، نقل فيه نصوصاً من كلام ابن عربي توضّح عقيدته التي يتبناها، وأنها - من وجهة نظره - موافقة لمنهج [[أهل السنة والجماعة]]، وأنه بريء من مناهج وعقائد أهل البدع والضلالات؛ ثم بعد أن ذكر عقيدته قال: «فانظر رحمك الله في هذه العقيدة العزيزة السديدة المفيدة، واحذر بعدها الإنكار، و[[تأويل|أوّل]] ما أُشكل من كلامه». ثم اقتبس فقرة من [[لواقح الأنوار في طبقات الأخيار|الطبقات الكبري للشعراني]] في الدفاع عن ابن عربي، ثم قال:<ref name="مولد تلقائيا17">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= [[أحمد فريد المزيدي]]|محرر2= ناصر صابر الزيات|محرر3= محمد عبد القادر نصار|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ|ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحات= 204-213| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220527035507/https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 مايو 2022 }}</ref> {{اقتباس2|وإذا ثبت دخول رجل في [[الإسلام]]، فإخراجه عنه والطعن فيه موجب لارتكاب أقبح الآثام. والحذر ثم الحذر من [[تكفير]] أحدٍ من [[أهل القبلة]]؛ فمن كفَّر مؤمناً فقد باء [[الكفر في الإسلام|بالكفر]]، فكيف بمن نصَّ على تمكنه في درجات [[ولاية (إسلام)|الولاية]] أكابر العلماء ونحارير الحكماء وأساطين التحقيق وسلاطين التدقيق، ولقبه الشيخ [[شعيب أبو مدين|أبو مدين الغوث]] بسلطان العارفين... ومن ثبتت ولايته حُرمت محاربته؛ لحديث: «'''ومن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب'''» أي أعلمته أني له محارب. وقد كان الشيخ [[العز بن عبد السلام|عز الدين]] رحمه الله يحط على الشيخ، فلما صحب سيدي [[أبو الحسن الشاذلي|أبا الحسن الشاذلي]] صار يترجمه بالولاية و[[عرفان (تصوف)|العرفانية]] و[[قطب (تصوف)|القطبانية]]. وقال [[جلال الدين الدواني|الجلال الدواني]]: «وأما من يقول بكون الشيخ محي الدين بن العربي من [[إلحاد|الملحدين]] فجهله ينادي عليه بالإلحاد؛ حيث تكلَّم على من لا يصل إلى كُنه كلامه أساطين العلماء ونحارير الفضلاء، وعجزت أفكارهم عن فهم أسراره، والعجب أن تكلَّم بما لا يعلم حيث لم يعلم [[اصطلاح]]هم، ومن لم يعرف شيئاً أنكره». و[[فتوى]] صاحب [[القاموس المحيط|القاموس]] في [[مباح|حل]] قراءة كتبه وإقرائها مشهورة، وقد ذكرتها مع فتوى [[ابن كمال|ابن كمال باشا]]، وبعض فتوى الحافظ [[ابن حجر العسقلاني|العسقلاني]]، وعبارة [[ابن حجر الهيتمي|الهيتمي]] في شرحه على [[الهمزية (البوصيري)|الهمزية]] في (السيوف الحداد)، و[[جلال الدين السيوطي|للسيوطي]] رحمه الله فيه رسالة سَمَّاها: ([[تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي (كتاب)|تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي]]). وجعل المذهب الذي ارتضاه فيها القول بولايته مع تحريم النظر في كتبه.}}
ثم تكلم عن بعض الناقدين لابن عربي ك[[سعد الدين التفتازاني|السعد التفتازاني]] و[[برهان الدين البقاعي|البقاعي]] وقال إن لهم مقاصد حسنة وملاحظات مستحسنة.<ref name="مولد تلقائيا17" />

وخصص في كتابه (السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد) جزءاً لرد الشُّبه عن ابن عربي، قال فيه: «وممن أثنى على هذا الإمام الموصوف بأنه خاتم الولاية الخاصة المحمدية وبدرها التمام، شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث الأفخر، وسمّاه رضي الله عنه بالكبريت الأحمر والشيخ الأكبر»، ثم نقل الثناء عليه عن [[شهاب الدين عمر السهروردي|الشهاب السهروردي]]، و[[العز بن عبد السلام]]، و[[زكريا الأنصاري]]، و[[ابن حجر الهيتمي]]، و[[جلال الدين السيوطي|السيوطي]]؛ وقال إن السيوطي ألّف رسالة في تبرئته من الكفر، سمّاها (تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي)، وكذلك [[علي بن ميمون]] وقال: إنه ألّف رسالة في مدحه والثناء عليه والحط على المنكرين. ثم نقل الثناء عليه عن الجلال الدواني و[[عبد القادر العيدروس]] في (النور السافر) وابن كمال باشا والفيروزآبادي صاحب القاموس، ونقل عباراتهم، ثم قال: «وقد أشبع صاحب القاموس القول في الرد على المنكرين، وذكر مقالات المعتقدين شيخنا الشيخ عبد الغني – قدس الله سره آمين – في كتابه ([[الرد المتين على منتقص العارف محيي الدين]])». ثم استشهد بقول [[صفي الدين القشاشي|أحمد القشاشي]] في آخر رسالته (وحدة الوجود) حيث قال: «فلو استقصى إنسان وتتبع مناقبه التي تُذكر بالسياق والتقريب في مصنفاته وفتوحاته، وما يُذكر فيها من غرائب أموره ومعايناته وحكاياته، وذكر مقاماته في كلامه من التجليات والهيئات لكان مجلدات». ثم ذكر بعد ذلك أبيات وقصائد مدحه بها، وثناء بعض العلماء عليه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 73-80| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[يوسف النبهاني]]|آخرون= عبد الوارث محمد علي|عنوان= جامع كرامات الأولياء|مسار= https://books.google.com/books?id=ucJtDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2014|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الخامسة|صفحة= 161| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220326052100/https://books.google.com/books?id=ucJtDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مارس 2022 }}</ref> ومما قاله أيضاً في هذا الكتاب لكن في موضع آخر: «وقد ذكر الشيخ [الأكبر محيي الدين محمد بن عربي] عقيدته في أول فتوحاته [المكية]؛ ليرجع العارف إليها ما خالفها من ظواهر كلماته».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>

=== مفهومه لوحدة الوجود ===
{{أيضا|وحدة الوجود|وحدة الشهود (تصوف)|إيضاح المقصود من وحدة الوجود (كتاب)|فلسفة صوفية}}
له رسالة في توضيح معنى [[وحدة الوجود]]، سمّاها: (المَوْرد العَذب لذي الورود في كشف معنى وحدة الوجود) برأ فيها ال[[صوفية]] من عقيدة الحلول والاتحاد، وحذّر من أقوال بعض المُدّعين المنتسبين زوراً للتصوف، فقال في مقدمة رسالته ما نصّه: "والذات الإلهية لها الغنى المطلق عن كل موجود... وتنزَّه (أي الله) عن سمات الحدوث...<ref group="ملحوظة">تنزَّه الله عن سمات الحدوث أي: علاماته وآثاره فلا يتصف بشيء منها، كالتغير والتنقل من حالة إلى حالة، كالاتصال بالأجسام والانفصال عنها. قال [[شمس الدين السمرقندي]] في ([[الصحائف الإلهية]]): "الحدوث: هو كون الوجود مسبوقاً بال[[عدم]]. و[[قديم (مصطلح إسلامي)|القِدَم]]: كون الوجود غير مسبوق بالعدم. وقال قوم من [[متكلم (توضيح)|المتكلمين]]: إن الحدوث: هو الخروج من العدم إلى الوجود".</ref> وقد كان سبحانه ولا شيء معه في [[أبد|الأزل]]...<ref group="ملحوظة">يشير إلى الحديث النبوي القائل: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء...". رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] في صحيحه، و[[ابن حبان]] في صحيحه، و[[أبو بكر البيهقي|البيهقي]] في سننه الكبرى.</ref> وحيث كان الوجود لله، ووجود الأشياء قائم به، مَوْجود بإيجاده، باقٍ ببقائه، فالوجود على الحقيقة له، لا لغيره، إذ هو - أي الحادث - هالك بالنظر لوجوده، ثابت الوجود بالنظر لموجوده، فبهذا الاعتبار غارت عيون الأغيار: قال تعالى: ﴿لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾ [غافر: 16]، لا يقصد أحد سواه. قال تعالى: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ [البقرة: 115]، ليس له غير؛ خفي ولا بائن. قال تعالى: ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن﴾ [الحديد: 3]، فلا أول إلا به، ولا آخر، ولا ظاهر، ولا باطن. بوجوده - أي الله - قام ال[[وجود]]، وبدوام شُهوده ارتقى أهل [[وحدة الشهود (تصوف)|الشهود]]؛ إذ هو [[القيوم (أسماء الله الحسنى)|قيوم]] السماوات والأرض، وقيام الكل به على التحقيق، لا التقدير والفرض، فيضُ وجودِه متجدّد على الدوام، ولولاه لانعدم العالم، واختل النظام".<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مجموعة من العلماء، منهم: مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= إرشاد ذوي العقول إلى براءة الصوفية من الاتحاد والحلول – عشر رسائل تراثية نادرة|مسار= https://books.google.com/books?id=98qPAAAAMAAJ|ناشر= دار الذكر للنشر والتوزيع|تاريخ النشر= 2007|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحات= 419-422| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526041801/https://books.google.com/books?id=98qPAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[جلال الدين السيوطي]]|مؤلف2= مصطفى البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية، ويليه: رسالتان للشيخ مصطفى البكري|مسار= https://books.google.com/books?id=rgFrDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2006|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 99-103| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220524085952/https://books.google.com/books?id=rgFrDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2022 }}</ref>

وهذه الرسالة عبارة عن حكم شرعي في مسألة وحدة الوجود، اعتمد فيها مصطفى البكري على [[القرآن]] و[[الحديث النبوي]] و[[شعر عربي|الشعر العربي]]، واعتمد أيضاً على [[علم الكلام]] في تقسيم الوجود إلى [[قديم (مصطلح إسلامي)|قديم]] وحادث مع التركيز على منهج [[ذوق (صوفية)|الذوق]] في [[معرفة (تصوف)|المعرفة]]. ويحيل إلى [[محيي الدين بن عربي|ابن عربي]] وأثره على التصوف من بعده، و[[الجنيد البغدادي]]، و[[عبد الوهاب الشعراني|الشعراني]]، و[[إبراهيم الخواص]]، و[[الحسن البصري]]، وأرسلان عارف الزمان، و[[عبد الغني النابلسي]]، و[[يحيى بن شرف النووي|محيي الدين النووي]]. ويحيل إلى عدة مصادر مثل (نصائح المريد)، ([[الفتوحات المكية]])، و (الوصايا) لابن عربي، و (الجواهر والدرر) للشعراني. وهو يرى ضرورة تأويل [[شطح]]ات العارفين لتتفق مع الشريعة لأن التمسك بالشريعة والعمل بميزانها هو مقياس صحة العقائد. ويرى أن الحقيقة مُقَيّدة بالشريعة، وأن علوم الحقيقة لا تعارض ال[[عقل]] ولا التمسك ب[[الحديث النبوي|السنة النبوية]]. وسبب تأليفه لهذه الرسالة هو اختلاف الناس قديماً وحديثاً في وحدة الوجود بين موافق ومخالف، حيث يقول في مقدمة الرسالة: «قد ألّف الأعيان من أهل العيان، قديماً وحديثاً، رسائل في معنى وحدة الوجود، وأفصحوا عن المراد منها والمقصود، وحققوا أن العقول بها موافق لما عليه [[أهل السنة والجماعة]] القود، وجعلها البعض من العلم المضنون به عن غير أهله الباذلين في طَلَبِه المجهود. وقال آخرون: هي من العلم الواجب بَثّه، لمن يَطْلُب قرباً أن يسود. والأول اختيار السلف كالحسن البصري وأضرابه أهل العقود، وقَضيته مع [[فرقد السبخي]] شائعة مرفوعة البنود...».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[حسن حنفي]]|عنوان= من الفناء إلى البقاء: محاولة لإعادة بناء علوم التصوف (الوعي الموضوعي)|مسار= https://books.google.com/books?id=TV8rAQAAIAAJ|ناشر= دار المدار الإسلامي|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحات= 247-248|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220621154802/https://books.google.com/books?id=TV8rAQAAIAAJ |تاريخ أرشيف= 21 يونيو 2022 }}</ref>

وقد قسّم في كتابه (السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد) القائلين بوحدة الوجود إلى قسمين:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
* القسم الأول: وهم العلماء المحققين العارفين، القائلين بذلك على وجه الحق والصواب، بلا حلول ولا اتحاد ولا اتصال ولا انفصال.
* القسم الثاني: وهم القائلون بوحدة الوجود من الجهلة الغافلين والزنادقة الملحدين، الزاعمين بأن وجودهم المفروض المقدر هو بعينه وجود الله، وذواتهم المفروضة المقدرة هي بعينها ذات الله، وصفاتهم المفروضة المقدرة هي بعينها صفات الله. وهؤلاء يحتالون بذلك على إسقاط الأحكام الشرعية عنهم، وإزالة التكليف عن نفوسهم، فالطعن عليهم بسبب قولهم بوحدة الوجود على هذا المعنى طعن صحيح.

وقال: {{اقتباس مضمن|وأمّا قول أهل الحق القائلين بوحدة الوجود على الوجه الأحق، فإذا قالوا: ما في الوجود إلا الله مثلاً فمرادهم من حيث [[القيوم (أسماء الله الحسنى)|القيومية]] فإن به تعالى قيام كل شيء وهو القائم على كل نفس بما كسبت ومن حيث تجلِّيه وإمداده وتولِّيه، لا أن هذه الصور الحادثة الفانية المقيَّدة المحدودة وجوده، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً}}.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 218| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>

=== نفيه لعقيدة الحلول والاتحاد ===
{{أيضا|أحادية (فلسفة)}}
خصص جزءاً في كتابه (السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد) في بطلان ونفي الحلول والاتحاد، قال فيه:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 94-95| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مجموعة من العلماء، منهم: مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= إرشاد ذوي العقول إلى براءة الصوفية من الاتحاد والحلول – عشر رسائل تراثية نادرة|مسار= https://books.google.com/books?id=98qPAAAAMAAJ|ناشر= دار الذكر للنشر والتوزيع|تاريخ النشر= 2007|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 15| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526041801/https://books.google.com/books?id=98qPAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref> {{اقتباس2|قال [[محيي الدين بن عربي|سيدي محيي الدين]] - قدس الله سره - في الباب 252 (من [[الفتوحات المكية]]): «ومن أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه بعضهم أن تعلم عقلاً أن [[القمر]] ليس فيه من نور [[الشمس]] شيء، وأن الشمس ما انتقلت إليه بذاتها وإنما كان القمر مجلاها، فكذلك العبد ليس فيه شيء من خالقه ولا حلَّ فيه». وقد شرحنا قوله في الرسالة الغوثية التي تُنسب إليه: «الاتحاد حال، فمن آمن بالاتحاد الذاتي قبل وقوع الحال فقد كفر، ومن أراد التعبير عن هذا الاتحاد بعد الوصول إليه فقد أشرك» في الرسالة التي سميناها: (جمع الموارد من كل شارد). وقال في كتاب الجلالة: «وأن تسمع الاتحاد من أهل الله تعالى، أو تجده في مصنفاتهم، فلا نفهم منه ما فهمت من الاتحاد الذي قلنا فيه إنه من الموجودين؛ إذ ليس مرادهم من الاتحاد إلا [[وحدة الشهود (تصوف)|شهود الوجود]] الحق الواحد المطلق، الذي الكل به موجود، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث إن له وجوداً خاصاً اتحد به، فإنه محال».}}

وقال أيضاً: {{اقتباس مضمن|وقد رد على القائلين بالاتحاد والحلول سيدي [[محمد بن أبي الحسن البكري|محمد البكري]]، أحد الفحول في رسالته: (تأبيد المنة بتأييد السنة)}}، ثم ذكر قصيدة قد قالها سابقاً أشار في آخرها إلى نفي الاتحاد والحلول وأمثالهما، قال في مطلعها:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد|مسار= https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 98| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505100920/https://books.google.com/books?id=wIzKDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
{{أبيات|
دعوى الحلول والاتحاد جهالة\\والوصل ثم الفصل جلَّ الله
والحق نزه عن خطور خواطر\\بالبال قد خطرت تعالى الله
واتبع شريعة أحمد خير الورى\\مَنْ حاد عَنْها ربنا أرداه
صلَّى عليه الله جلَّ جَلاله\\في كُلِّ وَقْتٍ والسلام حياه
والآل والأصحاب أعلام الهدى\\من أسعدوا بشهودهم محياه
ما مصطفى البكري أنشد والها\\طف حان قوم بالصبابة باهوا}}

=== موقفه من غلاة الشيعة ===
{{مفصلة|غلاة|الشيعة}}
انتقد في كتابه (العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية) ال[[غلاة]] من الشيعة الذين يسبون [[الصحابة]] ويطعنون فيهم، ويتهمون [[عائشة بنت أبي بكر|السيدة عائشة]] في شرفها، فوصف هؤلاء بأنهم «ليسوا من شيعة [[أهل البيت|آل البيت]]، وإنما هم من شيعة [[إبليس]] لعنه الله».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= [[أحمد فريد المزيدي]]|محرر2= ناصر صابر الزيات|محرر3= محمد عبد القادر نصار|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ|ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحات= 227-231| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220527070830/https://books.google.com/books?id=k7aoDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 27 مايو 2022 }}</ref> وقال في (رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب): «واحذر من إفراط [[خوارج|الخوارج]] وتفريط الشيعة». وذلك لأن الخوارج قد أفرطوا في ال[[تكفير]] حتى كفّروا [[علي بن أبي طالب]] والكثير من الصحابة، وأما الشيعة فقد فرّطوا في حق بعض الصحابة فرفضوا إمامة الشيخين [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] و[[عمر بن الخطاب]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 130| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220515111248/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 15 مايو 2022 }}</ref>

=== رأيه في الاحتفال بالمولد النبوي ===
{{مفصلة|المولد النبوي}}
ألّف في جواز الاحتفال ب[[المولد النبوي]] كتاباً سمّاه: (المورد الروي في المولد النبوي) ثم اختصره في كتاب آخر سمّاه: (الورد المنهول الأصفى في مولد الرسول المصطفى).<ref name="مولد تلقائيا28">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= محمد بن بوشعيب برة|عنوان= ترويح الفؤاد باستحباب الاحتفال بمولد سيد العباد|مسار= https://www.quranicthought.com/books/ترويح-الفؤاد-بإستحباب-الإحتفال-بمولد/|ناشر= دار الرشاد الحديثة|تاريخ النشر= |مكان= [[الدار البيضاء]] - المغرب|إصدار= الأولى|صفحة= 16| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220708190258/https://www.quranicthought.com/books/ترويح-الفؤاد-بإستحباب-الإحتفال-بمولد/ | تاريخ أرشيف = 8 يوليو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|عنوان= الورد المنهول الأصفى في مولد الرسول المصطفى|مسار= https://www.nli.org.il/en/manuscripts/NNL_ALEPH003526608/NLI|ناشر= [[المكتبة الوطنية الإسرائيلية]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220711171319/https://www.nli.org.il/en/manuscripts/NNL_ALEPH003526608/NLI|تاريخ أرشيف= 11 Jul 2022|موقع= nli.org.il}}</ref> واستشهد في كتابه (بلوغ المرام في خلوة خلوتية الشام) بأقوال عدد من العلماء ممن يرون جواز الاحتفال به، وهم: [[ابن حجر الهيتمي]]، و[[ابن الجوزي]]، و[[ابن حجر العسقلاني]]، و[[شمس الدين السخاوي|السخاوي]]، و[[جلال الدين السيوطي|السيوطي]]. وهو يرى أن الاحتفال بالمولد النبوي [[بدعة]] حسنة وعمل محمود، وأن ليلة المولد النبوي أفضل من [[ليلة القدر]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= بلوغ المرام في خلوة خلوتية الشام ويليه: (النصيحة السنية) و(الوصية الجلية)|مسار= https://books.google.com/books?id=4fJHDwAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2016|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 76-79| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505075515/https://books.google.com/books?id=4fJHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>

== كراماته ==
{{أيضا|كرامات (صوفية)}}
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
| اقتباس = ومن أعظم كراماته: كثرة مؤلفاته نظماً ونثراً مع اشتغاله بالطريق والأسفار في الأقطار وأنواع العبادات والاجتماعات مع الناس.
| المصدر = [[يوسف النبهاني]]، [[جامع كرامات الأولياء]]<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[يوسف النبهاني]]|آخرون= عبد الوارث محمد علي|عنوان= جامع كرامات الأولياء|مسار= https://books.google.com/books?id=vcJtDwAAQBAJ&pg=PT388|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2014|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الثاني|إصدار= الخامسة|صفحة= 389| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220619180820/https://books.google.com/books?id=vcJtDwAAQBAJ&pg=PT388 | تاريخ أرشيف = 19 يونيو 2022 }}</ref>
}}
ذكر [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] في [[عجائب الآثار في التراجم والأخبار|تاريخه]] أنه لما سافر إلى [[إسطنبول|إسلامبول]] (إسطنبول) ومكث فيها سنة ولم يؤذن له بالرحيل، ولم يدري ماذا يفعل، فلما جاءت آخر السنة قام ليلة فصلّى على عادته [[صلاة التهجد]]، ثم جلس لقراءة ورد السَحَر (ورد يتلى في وقت السَحَر قبل الفجر)، فأحبّ أن تكون روحانية [[محمد|النبي محمد]] {{صلى الله عليه وآله وسلم}} في ذلك المجلس، ثم روحانية [[الخلفاء الراشدون|خلفائه الأربعة]] و[[الأئمة الأربعة]] والأقطاب الأربعة<ref group="ملحوظة">الأقطاب الأربعة هم الأئمة الكبار عند الصوفية: [[عبد القادر الجيلاني]] و[[أحمد بن علي الرفاعي|أحمد الرفاعي]] و[[أحمد البدوي]] و[[إبراهيم الدسوقي]].</ref> والملائكة الأربعة،<ref group="ملحوظة">الملائكة الأربعة الرؤساء: [[جبريل]] و[[ميكائيل]] و[[إسرافيل]] و[[عزرائيل]].</ref> فبينما هو في أثنائه إذ دخل عليه رجل فشمّر عن أطراف ثوبه كأنه يتخطّى أناساً في المجلس حتى انتهى إلى موضع فجلس فيه، ثم لما تم الورد قام ذلك الرجل فسلّم عليه ثم قال: ماذا صنعت يا مصطفى؟ فقال له: ما صنعت شيئاً، فقال له: ألم ترني أتخطى الناس؟ قال: بلى إنما وقع لي أني أحببت أن تكون روحانية من ذكرناهم حاضرة، فقال له: لم يتخلّف أحد ممن أردت حضوره، وما أتيتك إلا بدعوة، والآن أذن لي في الرحيل، والرجل المذكور هو الولي الصوفي محمد التافلاتي؛ وقد رأى مصطفى البكري النبي محمد في المنام فقال له: من أين لك هذا المدد؟ فقال: منك يا رسول الله، فأشار أن نعم، ولقي [[الخضر]] ثلاث مرات.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الرحمن الجبرتي]]|آخرون= إبراهيم شمس الدين|عنوان= تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار المعروف بتاريخ الجبرتي|مسار= https://books.google.com/books?id=sid0DwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2010|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الثانية|صفحات= 174-175| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526021903/https://books.google.com/books?id=sid0DwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[محمد المرون]]|آخرون= محمد بن محمد المهدي التمسماني|عنوان= شموس الأنوار ومعادن الأسرار على صلاة القطب الأكبر مولانا عبد السلام بن مشيش|مسار= https://books.google.com/books?id=iJ9uDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 246| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220524140807/https://books.google.com/books?id=iJ9uDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2022 }}</ref>
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
| اقتباس = ذكر الكثير عن كراماته في [[كشف (تصوف)|الكشف]] والكلام على الخواطر، وأهمها برأينا أنه كان ينفق الكثير ولا أحد يعلم أن له [[دخل فردي|دخلاً]].
| المصدر = ميعاد شرف الدين الكيلاني، الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)<ref name="مولد تلقائيا24">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفي بن كمال الدين البكري|آخرون= ميعاد شرف الدين الكيلاني|عنوان= الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)|مسار= https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2012|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220619185103/https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 19 يونيو 2022 }}</ref>
}}
وقال المفتي حسن بن علي شمة المكي المصري<ref group="ملحوظة">قال عنه [[عمر رضا كحالة]] في (معجم المؤلفين): "صوفي، شاعر، مشارك في بعض العلوم. ولد بمكة، وبها نشأ، وتوفي ببولاق. من تصانيفه: مسرة العينين بشرح حزب أبي العينين سيدي إبراهيم الدسوقي، منظومة القلائد الجوهرية في أسماء رجال طريقتي الخلوتية والنقشبندية، حاشية على شرح شيخ الإسلام على البردة، حاشية على شرحه على الجزرية، والفيض المغني بمدح الحفني".</ref> في كتابه الذي ألفه في مناقب شيخه [[محمد بن سالم الحفني]] وعنوانه (منتهى العبارات فيما للأستاذ الحفني من الكرامات): {{اقتباس مضمن|أخبرني أستاذي عنه (أي عن مصطفى البكري) أنه جمع مناقب نفسه في مؤلف بلغ نحو أربعين كراساً تسويداً في الكامل ولم يتم. قال: وأخبرني من أثق به أنه كان إذا مشى على أرض فرش له بساط من نور يمشي عليه، حتى سار مع بعض أولياء عصره مرة، فخلع ذلك الولي نعله فقال: لم فعلت ذلك؟ قال: أستحي أن أمشي على بساط كرامتك بنعلي}}.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|آخرون= تقديم: محمد المأمون مصطفى القاسمي الحسني|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 29-30| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505051303/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفي بن كمال الدين البَكْري الصديقي الخلوتي الدمشقي|آخرون= ميعاد شرف الدين الكيلاني|عنوان= الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)|مسار= https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ&pg=PA131|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2012|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 131| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526044210/https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ&pg=PA131 | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref>

=== توسله بالسيد أحمد البدوي ===
{{أيضا|توسل (إسلام)|أحمد البدوي}}
عند سفره من [[دمياط]] إلى [[يافا]] عن طريق البحر ركب في سفينة تدعى «الشيطية» وجلس في ال[[قمرة (توضيح)|قمرة]] التحتية. وقال: «عددت نزولي فيها من الذنوب السوالف، حتى جرى الدمع على الخدود والسوالف، ولقد كنت أتطير من النزول في المغفر، لما أسمع من تعاطيهم المنكر، ولما عرف مستأجر المركب قبطانه فينا، أخذ يلاطفنا ويصافينا، حتى أنه أذاب ماء وسكراً ممزوجاً بماء الليمون، وأتاني به فلم أقبله خوفاً من [[نجاسة]] الماعون، فنادى المستأجر وأخبره بطهارته، فأعلمه بعدم شربه، ومن مهارته أمره أن يغسل آنية، وأن يتعاطى تذويب السكر بيده علانية، ففعل كما أمر وجاءني بها الريس، وأظن اسمه عمر، فشربت بعض شربي، حيث طاب قلبي، وصار يتلطف بي، ويدعي ودي وحبي، وأنا بريء منه ومن وداده، وفي غنية عن حبه وانقياده». ونام أول ليلة وهو يأمل سرعة الوصول إلى يافا، فتراءى له في المنام أحد شيوخ [[دمشق]]، واسمه: أحمد سراج، ونشر أصابعه الخمس، فاستفاق الشيخ البكري مذعوراً، وعلم أن المراد هو الإقامة في البحر خمسة أيام، وأصابه الضيق لطول الإقامة في البحر من أمر النجاسة لأن أهل السفينة كانوا غارقين في شرب ال[[خمر]]. وفي ليلة الخميس ويومه، طالت محنة مصطفى البكري ومن معه، ف[[توسل (إسلام)|توسل]] بالسيد [[أحمد البدوي]] أن يسوق له صبيحة الجمعة الريح الملائم ليخلص من القبطان وجنوده؛ وجاءه القبطان يشكو قلة الماء، وأقسم بدينه أن الماء لا يكفيه غير اليوم فقط مع التدبير، ولم يبق عنده إلا أواني الخمر. فغضب مصطفى البكري من كلامه وتأثر، وقال للمستأجر (وكان هو ال[[مترجم|ترجمان]] بينه وبين القبطان): إن الله سيسهل بالفرج ويزول الضيق، فقال له: قل له يأمر الركاب يجتمعوا ويدعوا الله عسى يجيب. فأجابه مصطفى البكري قائلاً للترجمان: قل له إن في هذا اليوم المبارك بعد الظهر بيسير، يأتي الريح وتدخل يافا قبل الغروب، ولا أبات الليلة الداخلة إلا في يافا ذات الوجه النضير. ففهم القبطان ذلك وسرَّ ولم يقطع بقول الشيخ. ولما زالت الشمس هب النسيم، ثم زاد على المعتاد حتى كادت السفينة أن تطير في المسير، وخاف البكري من تأنيب القبطان، لكن بعض وقت قصير ظهر البر وزال الضيق، ووصلوا سالمين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الله الشرقاوي (شيخ الأزهر)|عبد الله بن حجازي الشرقاوي]]|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= الفيض العرشي على الفتح القدسي في شرح ورد السحر للبكري المسمى (الفتح القدسي والكشف الأنسي)|مسار= https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2021|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 16-18| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220528101914/https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 28 مايو 2022 }}</ref>

== حياته ورحلاته ==
بسبب اندماجه في [[خلوتية|الطريقة الخلوتية]] التي تتطلب منه زيارة المُنتسبين لها، ولأجل رغبته في تلقّي العلم، والبحث عن المعرفة، كثُرَت رحلاته إلى بعض البلدان ك[[العراق]]، و[[لبنان]]، و[[مصر]]، و[[الحجاز]]، و[[ديار بكر]].<ref name="مولد تلقائيا5"/><ref name="مولد تلقائيا7"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 10-13| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> ومن المدن التي أقام فيها فترات طويلة: [[القدس]]، و[[نابلس]]، و[[دمشق]]، و[[حلب]]، و[[طرابلس (لبنان)|طرابلس الشام]]، و[[بغداد]]، والآستانة ([[إسطنبول|اسطنبول]])، و[[القاهرة]]، و[[غزة|غزة هاشم]]. وكتب عن سفره كتباً عدة بأسماء رحلاته، وهي كالتالي:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الله الشرقاوي (شيخ الأزهر)|عبد الله بن حجازي الشرقاوي]]|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= الفيض العرشي على الفتح القدسي في شرح ورد السحر للبكري المسمى (الفتح القدسي والكشف الأنسي)|مسار= https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2021|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220528101914/https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 28 مايو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا23">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= فالح البكور|عنوان= الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق، ويليه: (الصلات البرية في الصلاة على خير البرية)|مسار= https://books.google.com/books?id=RlBuDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2005|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 10-17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220619180427/https://books.google.com/books?id=RlBuDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 19 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[جميل العظم|جميل بن مصطفى العظم]]|عنوان= عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر|مسار= https://books.google.com/books?id=9DcbtwAACAAJ|ناشر= المطبعة الأهلية|تاريخ النشر= 1908|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 72-82|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220622193741/https://books.google.com/books?id=9DcbtwAACAAJ |تاريخ أرشيف= 22 يونيو 2022 }}</ref>
[[ملف:غلاف كتاب النحلة النصرية في الرحلة المصرية.jpeg|يسار|تصغير|غلاف كتاب (النِّحْلة النَّصريَّة في الرّحلة المِصريَّة)، وهو عبارة عن وقائع رحلة مصطفى البكري من الشام إلى مصر؛ قام بها في أعوام 1720-1721م، والكتاب حائز على [[جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة|جائزة ابن بطوطة]] ل[[تحقيق (مخطوط)|تحقيق المخطوطات]] 2020م، حققه وقدم له د. محمد فتحي الأعصر، وهو [[أكاديمية|أكاديمي]] مصري يعمل في الجامعات السعودية، وصدر الكتاب في إطار مشروع «ارتياد الآفاق» الذي يرعاه الشاعر [[محمد أحمد خليفة السويدي|محمد السويدي]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان= صدور كتاب "النحلة النصرية في الرحلة المصرية"|مسار= https://alghad.com/%D8%B5%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85/|ناشر= [[الغد (صحيفة)|جريدة الغد]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210220193437/https://alghad.com/%d8%b5%d8%af%d9%88%d8%b1-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85/|تاريخ أرشيف= 20 فبراير 2021|موقع= alghad.com|تاريخ الوصول= 28 يونيو 2022|حالة المسار= bot: unknown}}</ref>]]
# تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة إلى [[تركيا|بلاد الروم]].
# الحلة الفانية رسوم الهموم والغموم في الرحلة الثانية إلى بلاد الروم.
# الخمرة الحسية في الرحلة [[القدس]]ية.
# الخطرات الثانية الأنسية في الرحلة القدسية.
# الحلة الذهبية في الرحلة ال[[حلب]]ية.
# كشط الصدى وغسل الران في زيارة [[العراق]] وما لها من البلدان.
# الفيض الجليل في أراضي [[الخليل]].
# النِّحْلة النصرية في الرحلة ال[[مصر]]ية.
# برء الأسقام في زيارة برزة والمقام من مزارات [[بلاد الشام|الشام]].
# ورد الإحسان في الرحلة إلى [[جبل لبنان]] (حلة الأردان في الرحلة إلى جبل لبنان).
# لمع برق المقامات العوال في زيارة سيدي حسن الراعي وولده عبد العال.
# الحلة الحقيقية لا المجازية في الرحلة [[الحجاز]]ية.
# الحملة الرضوانية الدانية في الرحلة الحجازية الثانية.
# الرحلة الثانية المصرية الحجازية الشامية ذات الامدادات النهرية الإنجازية الانعامية.

وقد أهتم منذ أن حصل على [[بيعة|البيعة]] من شيخه عبد اللطيف الحلبي بزيارة الأماكن المقدسة و[[مزار|مقامات]] [[ولي|الأولياء]] والصالحين، فمن الأماكن التي زارها في شبابه (1122 هـ / 1710 م) قرية [[برزة]] في [[غوطة دمشق]] التي يوجد فيها [[مقام إبراهيم (برزة)|مقام منسوب للنبي إبراهيم]] المولود فيها حسب بعض الروايات، وسجل تفاصيل رحلته في رسالة قصيرة أسماها: (برء الأسقام في زيارة برزة والشام).<ref name="مولد تلقائيا1" /> وتوجه في العام نفسه (1122 هـ /1710 م) إلى مدينة بيت المقدس، وزار قرية [[دير غسانة|دير غسان]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان= Shrine of al-Khawass|العنوان بالعربي= ضريح إبراهيم الخواص|مسار= http://www.sufitrails.ps/etemplate.php?id=51|ناشر= Sufi trails in Palestine|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220707084430/http://www.sufitrails.ps/etemplate.php?id=51|تاريخ أرشيف= 7 يوليو 2022|موقع= sufitrails.ps|لغة= en|تاريخ الوصول= 8 يوليو 2022|حالة المسار= bot: unknown}}</ref> وكان من ضمن أسباب زيارته هو نشر الطريقة الخلوتية في القدس بشكل خاص و[[فلسطين]] بشكل عام، وقد استغرقت رحلته إلى القدس سبعة أشهر، وسجل أحداث الرحلة في رسالة سمَّاها: (الخمرة الحسية في الرحلة القدسية) وقد جاء في مقدمتها: «طال ما كانت تتوجه بي الهمة، وتقلقني الأشواق بعزمة أثر عزمة إلى زيارة بيت القدس الشريف الذي مناره عال غالٍ منيف، لا زال محفوفاً بألطاف [[اللطيف (أسماء الله الحسنى)|اللطيف]]، فكان ذلك في يوم الخميس الذي هو من شهور عام اثنين وعشرين ومائة وألف. وفيه شرعت بحول طول المعين في رحلة تجمع ما يمنحه [[المتين (أسماء الله الحسنى)|المتين]]، وسميتها بالخمرة الحسية في الرحلة المقدسية». وألف في فترة تواجده في القدس مجموعة أوراد لأتباعه ومُريديه أطلق عليها اسم: (الفتح القدسي والكشف الأُنْسي) ويُعرف بورد السَحَر،<ref group="ملحوظة">وقد اعترض عليه بعض الأشخاص بأنه [[بدعة]] في الطريق فعرضه على الشيخ حسن بن الشيخ علي قره باش في [[أدرنة]] فأجاب: "لا بأس به وحيث إنكم رأيتموه مناسباً فهو المناسب". والفتح القدسي نسبة لحضرة القدس أي الطهارة، أو نسبة ل[[الروح القدس|روح القدس]] وهو [[جبريل]]، أو نسبة ل[[القدس|بيت المقدس]]؛ لأن الفتح به عليه كان فيه. و[[كشف (تصوف)|الكشف]] في اللغة: رفع الحجاب، وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية، والأمور الخفية. والأُنْسي من «الأُنْس» أي: الذي يُستأنس به.</ref> وهو ورد يقرؤه آخر الليل كل مريد لطريقته وأمر جماعته بقراءته.<ref name="مولد تلقائيا14">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحات= 202-203}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 8-9}}</ref>
[[ملف:Jerusalem-2013(2)-Aerial-Temple Mount-(south exposure).jpg|يسار|تصغير|ألقى الشيخ مصطفى البكري الدروس في [[المسجد الأقصى]] في [[خلوة (تصوف)|خلوة]] يقام فيها الذكر والتهليل ودروس في العلم.<ref name="مولد تلقائيا22">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= أحمد حسين عبد الجبوري|عنوان= القدس في العهد العثماني (1640 - 1799 م): دراسة سياسية، عسكرية، إدارية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية.|مسار= https://books.google.com/books?id=avhQDwAAQBAJ|ناشر= دار الحامد للنشر والتوزيع|تاريخ النشر= 2011|مكان= عمان – [[الأردن]]|المجلد= الثاني|إصدار= الأولى|صفحة= 297| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220616192341/https://books.google.com/books?id=avhQDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 16 يونيو 2022 }}</ref>]]
وبعد أربع سنوات من زيارته الأولى قام بزيارته الثانية سنة 1126 هـ / 1714 م، وسجل أحداثها في رسالة عنوانها: (الخطرات الثانية الأنسية للروضة الدانية القدسية)، وقد زار مصطفى البكري بيت المقدس أكثر من مرة، وكان يغتنم فرصة زيارته باصطحاب أتباعه المنتسبين للطريقة الخلوتية إلى بعض الأماكن المقدسية حول القدس وفي سائر فلسطين، منها على سبيل المثال: [[موسم النبي موسى#مقام النبي موسى|مقام النبي موسي]]، و[[المسجد الإبراهيمي|الحرم الإبراهيمي]] في مدينة [[الخليل]]، ومقام النبي العزيز في [[العيزرية]]، و[[داود|النبي داود]]، و[[قبر النبي صموئيل|مقام النبي شمويل]]، و[[مسجد سيدنا علي|علي بن عليل]] القريب من [[يافا]]، ومقام حسن الراعي (أي راعي أغنام النبي موسى) وولده عبد العال قرب مدينة [[أريحا]]، حيث سجل رحلته تحت عنوان: (لمع برق المقامات العوال في زيارة سيدي حسن الراعي وولده عبد العال).<ref name="مولد تلقائيا1" />

ثم عاد إلى دمشق وأقام بها، ثم توجه منها إلى حلب، ومنها إلى بغداد وأقام بها نحو شهرين، وفي أثناء إقامته فيها قام بزيارة [[الحضرة القادرية|ضريح عبد القادر الجيلاني]] (ت 561 هـ)، ثم رجع وتوجه إلى زيارة [[إبراهيم بن أدهم]] (ت 161 هـ)، ثم تنقل بعد ذلك للسياحة في بلاد الشام لأجل زيارة من بها من الأولياء، ثم رجع إلى القدس وعمّر به الخلوة التحتانية وهي التي تنسب إليه وبها تقام الأذكار والأوراد، ولها تعيين من خبز وأكل على [[تكية]] السلطان لمن أقام بها. وفي جمادى الثانية سنة 1129 هـ رجع إلى دمشق واجتمع بالإمام محمد بن أحمد التافلاتي، وكان تقدم اجتماعه به في طرابلس الشام. وفي شهر رمضان عَزم عمه محمد أفندي البكري على الحج فتوجه معه، وخرج معه إلى أن عاد إلى الشام، وكان عمه وعده بتزويج ابنته فلم يتيسر ذلك، ثم رحل إلى القدس وأقام بها وتزوج هناك من فتاة مقدسية إلى أن قدم والي مصر من جهة دمشق لزيارة بيت المقدس وهو الوزير [[رجب باشا]]<ref group="ملحوظة">[[رجب باشا]]: هو أحد الولاة العثمانيين بمصر، اجتمع به مصطفى البكري في القدس، حيث كان الوالي في زيارة لها، وتوثقت علاقة البكري به، وسافر مع الوالي إلى مصر عام 1131هـ/1718م، وأقام بها لفترة حيث توثقت علاقته بعدد من علمائها، وصار له فيها عدد من الأتباع مثل الشيخ [[محمد بن سالم الحفني|محمد بن سالم الحفناوي]].</ref> فزار مصطفى البكري وصار محباً له واصطحبه معه إلى مصر، وأقام بها مدة وأخذ عنه العلم تلاميذ كُثر، أبرزهم [[محمد بن سالم الحفني]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 11}}</ref>

ولما دخل [[القاهرة]]، رأى فيها أشياء كثيرة لم يرها في غيرها من المدن، فقال عنها كما قال [[محمد بن إدريس الشافعي|الإمام الشافعي]]: «كنت أظن أن مصر في الدنيا، فرأيت الدنيا في مصر». وأول ما ابتدأ به من الزيارات [[مسجد السيدة نفيسة (القاهرة)|مقام السيدة نفسية]]، ومنه إلى [[قبة الإمام الشافعي|مقام الإمام الشافعي]]، ثم عطف بعد ذلك على زيارة شيخ الإسلام [[زكريا الأنصاري]]، ثم زار مقامات أسلافه السادة البكرية، ووقف قبالة القطب [[محمد بن أبي الحسن البكري]] وقرأ [[سورة الفاتحة]]. ثم بعد ذلك ذهب لزيارة [[الليث بن سعد]] وزار بعد ذلك عدد كبير من قبور الصالحين والأولياء في [[القرافة]]، ثم توجه لزيارة [[الحسين بن علي]]، ثم زار مقام الشيخ [[عبد الوهاب الشعراني]]، وكرر له الزيارة، ثم زار مقام الشيخ محمد الكردي، ثم توجه بصحبة الشيخ محمد الخليلي إلى [[مسجد عمرو بن العاص (توضيح)|جامع عمرو بن العاص]] ورأى في الجامع مصحفين ينسبان للإمامين [[عثمان بن عفان]] و[[علي بن أبي طالب]]، وقال: «إنه بالبُعد عن المدينة، اضمحلت بعض رسومه المتينة»، وصعد المنبر، فوعظ وسار بعد ذلك إلى [[حي مصر القديمة|مصر العتيقة]]. وقال أنه لو أراد سرد عدد من زارهم في القرافتين وقبور المجاورين، لاحتاج إلى وقت طويل. ثم بعد ذلك توجه لزيارة السيد [[أحمد البدوي]] مع الشيخ [[محمد بن سالم الحفني|محمد بن سالم الحفناوي]] وأخيه يوسف وآخرون، ثم ذهب إلى [[شربين]] وقام بزيارة مقام [[الخطيب الشربيني|شمس الدين محمد الشربيني]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الله الشرقاوي (شيخ الأزهر)|عبد الله بن حجازي الشرقاوي]]|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= الفيض العرشي على الفتح القدسي في شرح ورد السحر للبكري المسمى (الفتح القدسي والكشف الأنسي)|مسار= https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ|ناشر= كتاب - ناشرون|تاريخ النشر= 2021|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 12-16| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220528101914/https://books.google.com/books?id=RH1JEAAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 28 مايو 2022 }}</ref> ثم توجه إلى [[دمياط]] وأقام هناك في جامع البحر وأخذ العلم عن الشمس محمد البديري الشهير بابن الميت، وقرأ عليه [[الكتب الستة]] وأجازه [[إجازة]] عامة بسائر مروياته وتأليفاته، وبعد أن زار المقامات فيها توجه للسفر إلى [[يافا]] عن طريق البحر، وأقام بها خمسة عشر يوماً ومنها إلى [[حمص]] ومنها إلى [[حماة]] ونزل في بيت يس القادري الكيلاني شيخ السجادة القادرية بحماة فأخذ عنه [[قادرية|الطريقة القادرية]] ومنها رحل إلى حلب وأخذ العلم عن جماعة منهم الشيخ أحمد خطيب [[المدرسة الخسروية|الخسروية]] الشهير بالبني. ثم توجه إلى دار السلطنة العليا [[القسطنطينية]] وتنقل في كثير من المدارس والأماكن معتكفاً على التأليف، وكان كلما سكن في جهة وشاع خبره فيها وقصده أهلها يرتحل إلى جهة أخرى أبعد ما يكون عنها. وفي سنة 1137 هـ أخذ العهد على جميع طوائف [[جن|الجان]] أن لا يؤذوا أحداً من مُريديه، الآخذين عنه أو عن ذريته، بمشهد كان فيه الشيخ التافلاتي وغيره من المُريدين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 10}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحات= 11-12}}</ref>
[[ملف:الحلة الذهبية في الرحلة الذهبية.jpeg|يمين|تصغير|الحُلَّة الذهبية في الرحلة الحَلبية: رحلة الشيخ البكري من حلب إلى القدس عام 1128هـ/1716م.]]
ثم اشتاق إلى رؤية أهله فتوجه إلى [[أسكدار|أُسكُدار]] في محرم سنة 1139 هـ، ودخل حلب في صفر ونزل [[المدرسة الخسروية|الخسروية]] مجاوراً للشيخ أحمد البني. ثم توجه للعراق فوصل بغداد في آخر جمادى الأولى ونزل في التكية القادرية، ولم يدع مزاراً إلا وزاره. وجاءه في أثناء ذلك رسالة مكتوبة من شيخه [[عبد الغني النابلسي]] يحثه فيها على العودة للشام لأجل والدته. ووصل الموصل في صفر ومنها إلى حلب، فنزل في الخسروية في خلوة الشيخ أحمد البني وكان يقيم فيها الأذكار، وهذه هي الفترة التي ألف فيها شرح حزب الإمام [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] (ت 676 هـ) شارح [[صحيح مسلم]] وصاحب ([[بستان العارفين]]). وفي شوال سنة 1140 هـ توجه إلى دمشق ونزل في دار الشيخ [[العجلوني|إسماعيل العجلوني الجراحي]]، وبعد انتهاء مدة أيام الضيافة نزل حجرته في [[المدرسة البادرائية]] (أو الباذرائية)،<ref group="ملحوظة">[[المدرسة البادرائية]]: من مدارس ال[[شافعية]] بدمشق، تقع داخل [[باب الفراديس]] شمال [[جيرون]]، وقد كانت قبل ذلك داراً تعرف باسم أحد أكابر الأمراء، وقد أنشاها الشيخ [[نجم الدين البادرائي]] البغدادي الشافعي، ولي القضاء في بغداد على كره منه (ت 655هـ/ 1257م). (انظر: عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، ج1 ، ص154، لكنه يذكر المدرسة باسم البادرائية بحرف الدال. ولدى [[ابن كنان]] في المواكب الإسلامية في الممالك والمحاسن الشامية، ج1، ص325 يذكر المدرسة البدرائية لكنها بالصالحية [[جبل قاسيون|بسفح قاسيون]].</ref> ولم تطل إقامته بها، فرحل متوجهاً إلى أراضي القاع العزيري وبلاد [[صفد]]، وفي أوائل ذي الحجة سنة 1140 وُلد ابنه محمد كمال الدين، وأرخ مولده بقوله:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 11}}</ref>
{{أبيات|
وفي ليلة الجمعة مِن أنصافها\\ثالث شعبان أتى غلامُ
وفيه بُشِّرْتُ قُبَيل ما أتى\\وبعده فسَرَّني الإنعامُ
ختامُ مِسْكٍ قد حواه يفتدي\\فأرٍّخوا محمد ختامُ}}
وأقام في القدس إلى أن دخل شوال سنة 1145 هـ فعزم على الحج وتوجه مع رفقائه منهم حسن بن الشيخ مقلد الجيوشي، ومنها إلى [[المدينة المنورة]] ثم إلى [[مكة|مكة المكرمة]] وقضى مناسك الحج. وصَحِبه إلى القدس الشيخ محمد بن أحمد الحلبي المكتبي ومكث عنده نحو أربعين يوماً وأجاز له بالبيعة للغير وأقامه خليفة. وفي سنة 1148 هـ سافر إلى بلاد الروم فمر على صفد ومنها على دمشق، ووصل دار السلطنة في جمادى الأولى وأقام فيها يجتمع بأصحابه. ثم توجه إلى [[الإسكندرية]] بحراً ومنها إلى القاهرة. وبعد أن استوفى الزيارات بمصر قصد الشام فدخل بيت المقدس ولم تطل إقامته فعزم على الحج سنة 1149 هـ وفي أثناء رحلته إلى الحج توجه إلى مصر وصحبه جمع كثير وظهرت كلمته فيها. ولما وصل عدد تلاميذه إلى مائة ألف أمر بعدم كتابة أسمائهم وقال: هذا شيء لا يدخل تحت عدد. ثم حج ورجع إلى دمشق وكان وليها في ذاك الوقت [[سليمان باشا]] العظمي، ولما وصل إلى دمشق نزل قرب [[الخانقاه السميساطية]]، ثم ذهب إلى ديار بكر وأقام بها ثمانية أشهر، ثم إلى نابلس فمكث بها أحد عشر شهراً.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية|مسار= |ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2019|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 11-12}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 13}}</ref>

وفي سنة 1152 هـ توجه إلى القدس وظل بها إلى سنة 1160 هـ ثم توجه إلى مصر فاستأجر له محمد بن سالم الحفني (أو الحفناوي) داراً قرب [[الجامع الأزهر]] بأمر منه بذلك، وأقام هناك إلى أن دخل شوال سنة 1161 هـ فعزم على الحج. وفي ربيع الثاني سنة 1162 هـ مرض وأصيب ب[[حمى]] شديدة إلى أن مات.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحة= 14}}</ref>

وقد قضى البكري شطراً من حياته في ربوع بيت المقدس، وأقام فيها مدة طويلة حتى عدَّ بعض مؤرخو سيرته القدس بلده في حال إيابه إليه من رحلاته. وقد أثمرت زيارته لها وإقامته فيها عن انضمام العشرات من أهل القدس للخلوتية، من أبرزهم: الحاج علي شعال السلطانية، والحاج محمد نسيبه، ومحمد الطواقي، والشيخ يحيى الدجاني، وعلم الدين العلمي، والشيخ محمد بن أحمد الحلبي المكتبي الذي نصبه خليفة له في القدس وأذن له بالمبايعة، وكان قبل ذلك قد نصب الشيخ [[محمد بن سالم الحفني]] خليفة له في الديار المصرية حيث كان له دور كبير في انتشار الخلوتية وازدهارها في مصر في القرن الثامن عشر الميلادي.<ref name="مولد تلقائيا1" />

=== الرحلة العراقية ===
كان هدفه الأساسي من رحلته إلى [[العراق]] هو زيارة مراقد وأضرحة الأولياء والصالحين، ونشر [[خلوتية|الطريقة الخلوتية]] هناك. وخلال تواجده في العراق كان يمنح [[إجازة|إجازاته]] الصوفية لصلحاء القوم أو ممن يتوسم فيهم خيراً لهذه الطريقة، وقد منح عدداً من هذه الإجازات في العراق لمشايخ وعلماء كبار، وكانت إجازته من ثلاثة أصناف، وهي كالتالي:<ref name="مولد تلقائيا27">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفي بن كمال الدين البكري|آخرون= ميعاد شرف الدين الكيلاني|عنوان= الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)|مسار= https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2012|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 7-10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220619185103/https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 19 يونيو 2022 }}</ref>
[[ملف:الرحلة العراقية.jpeg|تصغير|الرحلة العراقية (عام 1139 هـ / 1726 م) كشط الصدأ وغسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان؛ وهو كتاب في [[أدب الرحلات]] من تأليف مصطفى البكري، جمع فيه توثيقات مهمة ل[[تاريخ العراق]] وخاصة في مشاهداته لمراقد الأولياء وجوامع بغداد.]]
# بالطريقة الخلوتية الصوفية.
# بمؤلفاته ومؤلفات من أجازه بمؤلفاته وخاصة للشيخ [[عبد الغني النابلسي]].
# [[سند (حديث)|بأسانيد الحديث]]، وخاصة حديث المصافحة للنبي {{صلى الله عليه وآله وسلم}}، منحها للشيخ [[عبد الله بن حسين السويدي|عبد الله السويدي العباسي]] المفتي.

ولا تخلو الرحلة من تحصيل الاطلاع على مؤلفات العلماء، والاستماع إلى الشروح ونوادر الأخبار ونفائسها، وخاصة [[كرامات (صوفية)|كرامات الأولياء]] وأقوالهم ومؤلفاتهم، مثلما وجد ذلك في استفساره من الشيخ [[عبد الله العيدروس]]ي عن كرامات ومؤلفات [[عبد الرحمن العيدروس]]ي وغيره كثير. وبالرغم من كون الرحلة ركزت على جانب مراقد ومشاهد الأولياء والعلماء والمشايخ، إلا أنها عرجت على جوانب علمية واجتماعية وسياسية، خاصة وأنها كانت على امتداد العراق من [[الموصل]] إلى [[البصرة]] مروراً ب[[بغداد]]، وكذلك في العودة. وسجلت هذه الرحلة لقطات بعضها مجهول، وبعضها غامض. ومن ذلك ما يلي:<ref name="مولد تلقائيا27" />

* تعيينه لقبر [[منصور بن عمار]].
* تعيينه لموقع قبر الشيخ [[على بن الهيتي]] (ت 564 هـ) الواقع مقابل مرقد [[حذيفة بن اليمان]] في المدائن عبر الشط. وهذه المنطقة كانت تسمى [[زريران]] في [[الدولة العباسية|العهد العباسي]]، وهذا المرقد مجهول الموقع تماماً بالرغم من كون دفينه من كبار مشايخ الصوفية في العراق. قال عنه [[ابن الوردي]] في تاريخه: «وكانت له كرامات ظاهرة وأفعال خارقة، وهو أحد من تذكر عنه القطبية، وأحد الأربعة الذين تسميهم مشايخ العراق البروة على معنى أنهم يبرؤن الأكمه والأبرص، وهم الشيخ [[عبد القادر الجيلاني|عبد القادر الجيلي]]، والشيخ علي بن الهيتي، والشيخ بقاء بن بطو، والشيخ أبو سعد القليوبي».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[ابن الوردي]]|عنوان= تاريخ ابن الوردي|مسار= https://books.google.com/books?id=sV1wDwAAQBAJ&pg=PT71|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 1996|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الثاني|إصدار= الأولى|صفحة= 72| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220701220004/https://books.google.com/books?id=sV1wDwAAQBAJ&pg=PT71 | تاريخ أرشيف = 1 يوليو 2022 }}</ref>
* إشارته لمسجد [[ظهير الدين الكازروني|محمد الكازروني]] وهو من مساجد بغداد القديمة، لم يوثق في المصادر المتوفرة، وقد عين موقعه ومكانه في (الميدان) من بغداد.
* زيارته ل[[تكية]] صوفية من إنشاء والي بغداد بقرب [[جامع زمرد خاتون|مرقد زمرد خاتون]]، فيها طلاب ودارسون، ولم تكن قد سجلت في هذه الفترة.
* زيارته لقبر [[ذو النون المصري|ذي النون المصري]] وهي أول إشارة إلى هذا القبر تاريخياً.
* إشارته لمرقد الشيخ عبد الله القريب من السراي، والذي يعتقد أنه دفين جامع الملك، والذي لم يكن يعرف سابقاً هوية دفينه.
* كشفه لهوية منشئ [[جامع العلي (الموصل)|جامع الحاج فتحي]]، والذي كان تكية [[قادرية]] سابقاً ببغداد.
* ذكره لأسماء عدد كبير من علماء بغداد ومدن العراق لم تذكرهم المعاجم والفهارس والمصادر، مثل الشيخ يونس مفتي بغداد، والشيخ إسماعيل مفتي [[الحلة]].

== شعره ومقاماته ==
ذكر المؤرخ [[محمد خليل المرادي]] في (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر) أن له سبعة [[ديوان (شعر)|دواوين]]، و[[ألفية]] في [[صوفية|التصوف]]، وتسعة [[بحر الرجز|أراجيز]] في علوم الطريقة. قال المرادي: "وله نظمٌ كثير، وقصائد جمة خارجات عن الدواوين، تُقارِب اثني عشر ألف بيت". وقال أيضاً: "وقد وقفت له على قصيدة، فوجدتها فائقة فريدة، ضُمِّن فيها البيت المشهور:<ref name="مولد تلقائيا18">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 13-15| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
{{مربع اقتباس
|width= 33%
|fontsize= 99%
|align= center
|bgcolor= #F9F9F9
|quote= 
{{أبيات|عرض= 100|شاعر= [[أبو العلاء المعري]]
|بحر = [[بحر الطويل]]
|
<big>وإني وإنْ كُنْتُ الأخيرَ زمانُهُ</big>\\<big>لآتٍ بما لمْ تَسْتَطِعْهُ الأوائِلُ</big>}}
}}

لكن الدواوين التي أشار إليها المرادي لم تصل إلينا، ولعلّه لم يبقَ منها إلا ديوانان، هما:<ref name="مولد تلقائيا18" />
# ديوان الروح والأرواح وعنوان الروح والأرواح، وضعه سنة 1151 هـ، وذلك بعد رجوعه من الحج إلى الشام، ويغلب عليه الطابع الصوفي.
# منحة الوصول في مدح الرسول، ويُسمّى أيضاً: (رشحة الصفا في امتداح المصطفى).

ومن شعره في وصف [[المسجد الأقصى]]:<ref name="مولد تلقائيا11">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 208}}</ref>
{{أبيات|
يا مسجد خير البرية [[أحمد (توضيح)|أحمد]]\\ليلاً من [[الحرم الشريف (توضيح)|الحرم الشريف]] أتاكا
كن شافعاً لفتى أتى بتذلل\\متغرباً عن أهله ليراكا
أنت الذي قد كنت قبلة [[آدم]]\\و[[نبي|الأنبياء]] توجهوا لِحِماكا
لولاك ما وافى لقدس زائر\\ترك الديار مجرداً لولاك
أنت الذي حسدتك [[الملائكة في الإسلام|سكان السما]]\\و[[العرش (إسلام)|العرش]] و[[الكرسي (إسلام)|الكرسي]] قد هنّاكا
من حلَّ فيك تقدست روح له\\من نور [[طه (توضيح)|طه]] بعدما وافاكا
فلك الهنا بالمصطفى نلت المنى\\لما دنا وبه المنا أدناكا
ولمصطفى البكري فاشفع باللقا\\فلقد أتاك مُرجياً حُسناكا}}

وأنشد من ([[بحر الكامل|الكامل]]) أبياتاً لأتباعه في أثناء زيارته لمقام منسوب للنبي إبراهيم في قرية [[برزة]] القريبة من دمشق:<ref>{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحة= 210}}</ref>
{{أبيات|
مثلي يحبّ ومثلكم من يعشق\\يا من بهم قلبُ المعنى يُحرق
من مثلكم ملك المحاسن كلها\\أو من غدا مثلي بكم متعلق
يا أهل ودِّي عطفةً لمتيمَّ\\أحشاؤه في حبكم تتمزق
ملكتمُ كلِّي وحزتم أجمعي\\فغدوت للواشي بكم أتملَّق
جودوا بوصل منكم يوفي الكرى\\لمُتَيّم أجفانه تتدفق
يا سائرين لرامةٍ والمنحنى\\بحياتكم سيروا سراعاً ترفقوا
وإذا وصلتم قرب أفناء الحمى\\وهناك لاح عقيقه والأبرق
وشهدتمُ أنوار من حلَّهُ\\وغدا لواء الوصل فيه يُحَقُّ
فسلوا الأحبة أن يزوروا من ضنى\\في صبهم فلعلهم أن يشفقوا}}

ويقول في وصف [[جنين (مدينة)|مدينة جنين]]:<ref name="مولد تلقائيا11"/>
{{أبيات|
بجنين ذات الجب إن جزتم به\\وصار لديكم سر سرّي بادي
سلامي على سكانه بلغونه\\أناساً بهجري قد جنوا وبعادي
وقولوا لهم قولاً يلين عساهم\\وقد أرضعوا ثدي الهوى بمهاد
يا ساكني جنين قلبي إلى متى\\جفاء أقلوا وانعموا بودادي}}

وأما مقاماتُه فإن له اثنتي عشرة مقامةً، منها: المقامة الرومية والمدامة الرومية، والمقامة العراقية والمدامة الأشرافية، والمقامة الشامية والمدامة الشافعية، والصمصامة الهندية في المقامة الهندية. وهذه المقامات في غاية ال[[فصاحة]] وفي أعلى مقام ال[[بلاغة]]، حتى مدح بعضها الأديب الشيخ عبد الله بن مرعي قائلاً:<ref name="مولد تلقائيا18" />
{{أبيات|
قَضَتْ رُوميَّةُ البَكْري أنْ لا\\تُضاهِيها [[مقامات الحريري|مقاماتُ الحريري]]
فهَذِي دُرَّةُ الغَوّاص تُدعى\\وأين الدُّرُّ منْ نسْجِ الحَريرِ}}

وقال يوسف الحفني صاحب حاشية [[الأشموني (توضيح)|الأشموني]]، وهو أخو [[محمد بن سالم الحفني]]:<ref name="مولد تلقائيا18" />
{{أبيات|
تقولُ [[مقامات الحريري|مَقاماتُ الحريري]] إنْ رَأَتْ\\مقامَةَ هذا القُطْبِ كَالكَوْكَبِ الدُّرِّي
تضاءلَ قَدْرِي عِنْدَهَا ولَطَائِفِي\\وأينْ ثَرى الأقْدَامِ منْ أنْفُسِ الدُّرِّ
فهذي لأهلِ الظّرْفِ تُبْدي ظَرائِفاً\\وللواصِلِ المشْتاقِ مِنْ أعْظَمِ السِّرِّ
فكَيْفَ ومُنْشيها فَريدُ زمانِهِ\\أجلُّ هُمامٍ قالَ نوديتُ في سِرِّي}}

== مؤلفاته ==
ذكر [[محمد خليل المرادي]] أن مجموع كتبه ورسائله بلغت 222 مؤلفاً، وذكر [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] أن مؤلفاته تُقارب المئتين، وأحزابه و[[ورد (إسلام)|أوراده]] أكثر من ستين،<ref name="مولد تلقائيا4"/> وذكر حسن عبد اللطيف الحسيني في (تراجم أهل القدس) أنها مئة مصنف، وقد ذكر مصطفى البكري مؤلفاته بنفسه في [[بحر الرجز|أرجوزة]] اسمها: (نفح نسائم الأسحار بفحيح جسايم الأسحار) وهي تقع في 34 ورقة، وفي هوامش هذه المنظومة يُورد أسماء عناوين 125 مؤلفاً من مؤلفاته من رسائل وكتب ومنظومات، أرقامها مسلسلة، مع تاريخ تأليفها، وأوصلها أحد الباحثين إلى 116 مؤلفاً.<ref>انظر: الشيخ مصطفى البكري حياته وآثاره، د. حسن عبد الرحمن سلوادي، بحث منشور في مجلة: جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد 18 كانون الثاني، 2010م، ص: 211-216.</ref> وله اثنتا عشر [[مقامة]]، وحوالي اثنتا عشرة رحلة، وسبعة [[ديوان (شعر)|دواوين شعرية]]، وتسع [[بحر الرجز|أراجيز]] في علوم الطريقة وغيرها كثير. وقد أوقف كتبه في حياته على زاوية آل أبي السعود جوار [[المسجد الأقصى]]،<ref group="ملحوظة">يذكر المؤرخ [[مصطفى مراد الدباغ|مصطفى مراد الدبَّاغ]] في الجزء العاشر من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن آل أبو السعود من أقدم العائلات المقدسية حيث تقطن القدس منذ أكثر من سبعة قرون، وللعائلة أملاك كثيرة فيها منها [[الزاوية الفخرية]] التي تضم أحد أهم وأكبر المكتبات في بيت المقدس المعروفة بالمكتبة الفخرية، وكانت الزاوية الفخرية تعرف كذلك باسم الزاوية الرفاعية، وكانت داخل الحرم القدسي الشريف ويتولى الإشراف عليها شيوخ من عائلة أبو السعود.</ref> إلا أن الأيدي تناثرتها، واليوم توجد كتبه في متاحف [[عالم غربي|الغرب]] وغيرها.<ref name="مولد تلقائيا24" />

شملت مصنفاته علوماً شرعية متنوعة في [[فقه إسلامي|الفقه]] و[[علم التفسير|التفسير]] و[[الحديث النبوي]] و[[صوفية|التصوف الإسلامي]]، إضافة إلى العلوم اللغوية و[[أدب عربي|الأدب العربي]]، وكتب التراجم والرحلات، و[[مديح نبوي|المدائح النبوية]]، والأدعية و[[الابتهال|الابتهالات]]، مع غلبة الطابع الديني الصوفي [[عرفان (تصوف)|العرفاني]] على مؤلفاته. وقد ذكر الباحث فالح البكور في مقدمة تحقيقه لكتاب (الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق) ترجمة للشيخ مصطفى البكري، أورد فيها أسماء 185 مؤلفاً له.<ref name="مولد تلقائيا23" /> ونقل [[جميل العظم|جميل بن مصطفى العظم]] في كتابه (عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر) أسماء عدد كبير جداً من مؤلفاته، مُرتَّبة ترتيباً أبجدياً، من ترجمته التي جمعها ابنه كمال الدين.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[جميل العظم|جميل بن مصطفى العظم]]|عنوان= عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر|مسار= https://books.google.com/books?id=zbosAQAAMAAJ|ناشر= المطبعة الأهلية|تاريخ النشر= 1908|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 72-82| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220622193542/https://books.google.com/books?id=zbosAQAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 22 يونيو 2022 }}</ref> ومن مؤلفاته ما يلي:<ref name="مولد تلقائيا0"/><ref name="مولد تلقائيا5"/><ref name="مولد تلقائيا3"/><ref name="مولد تلقائيا4"/><ref name="مولد تلقائيا7"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 15-22| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
{{بداية-عمو}}
{{عمو-2}}
* الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق.<ref group="ملحوظة">كتاب يتناول موضوع [[الصلاة على النبي]].</ref>
* الذخيرة الماحية للآثام في الصلاة على خير الأنام.
* الألفية الصوفية: المُسماة (الألفية الوفية للسادة الصوفية).
* السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد.<ref group="ملحوظة">كتاب في الرد على بعض المبتدعة المنتسبين زوراً لل[[صوفية]] وينتهكون حرمة الدين الإسلامي، حيث كذب دعاويهم وافتراءاتهم وصحح ماوقعوا به من أخطاء.</ref>
* الصلوات الهامعة بمحبة الخلفاء الجامعة {{تر|Hz. Peygamber'in Dilinden Dört Halifesi ve Ashabı}}. تُرجم إلى [[اللغة التركية]] بواسطة علي فكري يافوز، وطُبع في [[إسطنبول]] لأول مرة سنة 1967م.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان= YAVUZ, Ali Fikri|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/yavuz-ali-fikri|ناشر= [[دائرة المعارف الإسلامية التركية]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220721001151/https://islamansiklopedisi.org.tr/yavuz-ali-fikri|تاريخ أرشيف= 21 يوليو 2022|موقع= islamansiklopedisi.org.tr|لغة= التركية|تاريخ الوصول= 21 يوليو 2022|حالة المسار= bot: unknown}}</ref>
* الكأس الرائق في سبب اختلاف الطرائق.
* الكلمات الخواطر على الضمير والخاطر.
* العرائس القدسية المفصحة عن الدسائس النفسية.<ref group="ملحوظة">كتاب في [[صوفية|التصوف]] يشتمل على مواضيع تختص بتهذيب النفس وتصفيتها من الصفات الذميمة وكيفية تحليتها بالصفات الشريفة.</ref>
* المورد العذب لذوي الورود في كشف معنى [[وحدة الوجود]].
* تسلية الأحزان وتصلية الأشجان.
* الورد المنهول الأصفى في مولد الرسول المصطفى.<ref group="ملحوظة">مطبوع بتحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الحقيقة للبحث العلمي، 2008م.</ref>
* المولد الروي في [[المولد النبوي]].<ref name="مولد تلقائيا28" />
* نظم الشمائل النبوية: المسمى (غرة الغرر في حلية المختار أشرف البشر).<ref group="ملحوظة">طبع حديثاً في القاهرة، ونشرته دار الإحسان للنشر والتوزيع عام 2021م، حققه وعلّق عليه وخرّج أحاديثه: عمرو يوسف مصطفى الجندي (ماجستير الأديان والمذاهب بجامعة الأزهر).</ref>
* بلوغ المرام في خلوة خلوتية الشام.
* النصيحة السنية في معرفة آداب كسوة الخلوتية.
* الوصية الجلية للسالكين طريقة الخلوتية.
* سبيل النجا والإلتجاء في [[توسل (إسلام)|التوسل]] بحروف الهجاء.
* المطلب التام السوي شرح حزب الإمام [[يحيى بن شرف النووي|النووي]].<ref group="ملحوظة">انتهى من تأليفه سنة 1140هـ، وطبع بتحقيق: محمد عبد القادر نصار، طباعة: دارة الكرز، 2008م.</ref>
* شرح على حزب الإمام [[عبد الوهاب الشعراني|الشعراني]].
* شرح على رسالة الشيخ [[أرسلان الدمشقي]].
* الهبات الأنورية شرح الصلاة الأكبرية.<ref name="مولد تلقائيا8">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الرحمان بن زكري|ابن زكري الفاسي]]|آخرون= هشام بن محمد بن حيجر الحسني|عنوان= الإلمام والإعلام بنفثة من بحور علم ما تضمنته صلاة القطب مولانا عبد السلام|مسار= https://books.google.com/books?id=FeRhDwAAQBAJ&pg=PA37|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2010|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 37| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505020808/https://books.google.com/books?id=FeRhDwAAQBAJ&pg=PA37 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref group="ملحوظة">شرح على صلاة الشيخ [[محيي الدين بن عربي]].</ref>
* رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب.<ref group="ملحوظة">نهج مصطفى البكري منهجاً علمياً في تأليفه هذه الرسالة، واهتم بذكر المصادر والكتب والعلماء الذين أخد منهم المادة العلمية، واعتمد على [[الحديث النبوي]] بشكل كبير حيث بلغ عدد الأحاديث المستشهد بها إلى أكثر من 560 حديث، استقاها من مصادر متنوعة، والغالب عليه اعتماده على [[كنز العمال|منتخب كنز العمال]] للمتقي الهندي (ت 975 هـ)، كما صرح هو بذلك في الكتاب، وتأتي مجموعات [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] الحديثية، [[جمع الجوامع في الحديث|كالجامع الكبير]] والصغير في المرتبة الثانية.</ref> قال عنه [[العجلوني]] في ([[كشف الخفاء ومزيل الإلباس]]): «والأخبار كثيرة في حب [[عرب|العرب]]. وقد أفردها بالتأليف جماعة منهم: [[عبد الرحيم العراقي|الحافظ العراقي]]، ومنهم صديقنا الفاضل السيد مصطفى البكري لازالت علينا عوائد إفضاله تجري، فإنه ألف في ذلك رسالة نحو عشرین کراساً، جمعت غرر الفوائد وجواهر القلائد».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= بهجت عبد الواحد|مؤلف2= محمد العريس|مؤلف3= محمد صالح رؤوف السامرائي|مؤلف4= حسين رمال|عنوان= موسوعة قبائل وعشائر العرب|مسار= https://books.google.com/books?id=-1hmAAAAMAAJ|ناشر= دار اليوسف|تاريخ النشر= 2006|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحة= 319| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505025723/https://books.google.com/books?id=-1hmAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref>
* الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م) كشط الصدأ وغسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان.
* الروضات العرشية في الكلام على الصلوات المشيشية.<ref name="مولد تلقائيا8"/>
{{عمو-2}}
[[ملف:مخطوطة شرح حزب الإمام النووي.jpg|يسار|تصغير|مخطوط شرح حزب الإمام [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، المسمى (المطلب التام السوي على حزب الإمام النووي) محفوظ بمكتبة [[جامعة الملك سعود]] بالرياض.]]
* الفتح القدسي والكشف الأُنْسي والمنهج القريب إلى لقاء الحبيب، ويُسمى: ورد السحر،<ref group="ملحوظة">ألفه أوائل شهر ربيع الأول، في إحدى زياراته ل[[القدس|بيت المقدس]]، سنة 1122هـ.</ref> وعليه ثلاثة شروح للمؤلف، وهي:<ref group="ملحوظة">توجد عليه شروح أخرى لغير المؤلف، منها: إرشاد المريدين في معرفة كلام العارفين، لـ عمر جعفر الشبراوي، طباعة: [[المكتبة الأزهرية للتراث]]، 2006م. الفيض العرشي على الفتح القدسي، لـ عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي، طباعة: [[دار الكتب العلمية]]، 2021م.</ref>
# الضياء الشمسي على الفتح القدسي.
# اللمح الندسي على الفتح القدسي.
# المنح الأنسي على الفتح القدسي.
* البيان الغني عن التهذيب في سني أحوال المجاذيب.
* الفتح الجديد والمنهج القريب.
* الورد الأسنى في [[توسل (إسلام)|التوسل]] بأسمائه الحسنى.
* التوسلات المعظمة بالحروف المعجمة.
[[ملف:الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب.jpg|تصغير|كتاب: (''رسالة الفرق الـمؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب'') للإمام مصطفى بن كمال الدين البكري (ت 1162 هـ)، تحدث فيه عن [[علم الأنساب|نسب]] النبي [[محمد]] {{صلى الله عليه وآله وسلم}} وأصله وشمائله وصفاته، ونبذة في فضل [[أهل البيت|أهل بيته]]، ونسب أمه [[آمنة بنت وهب]]، ونسب [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]]، ونسب [[عرب|العرب]] والفرق بينهم وبين [[عجم|العجم]].<ref>{{استشهاد ويب|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|مسار= http://www.al-ilmiyah.com/files/bookpage/9782745193520.html|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|مسار أرشيف= https://archive.today/20220501220154/http://www.al-ilmiyah.com/files/bookpage/9782745193520.html|تاريخ أرشيف= 1 May 2022|موقع= al-ilmiyah.com}}</ref>]]
* التوجه الوافي والمنهل الصافي.<ref group="ملحوظة">يوجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة المعهد العالي للدراسات الإسلامية، بيروت، رقم: 20/213. ومكتبة الظاهرية، رقم: 6899.</ref>
* الابتهالات السامية في الدعوات النامية.<ref group="ملحوظة">يوجد منه نسخة مخطوطة ضمن مجموع في [[مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية]]، الرياض، رقم 02078 - 6.</ref>
* الفيض الوافر والمدد السافر في ورد المسافر.
* أوراد سبعية نهارية.
* منظومة في الاستغفار.<ref group="ملحوظة">شرحها: أحمد البخاري الدمياطي، في شرح سمّاه: قرة الأبصار بشرح منظومة الاستغفار، وطبع طبعة حجرية بالقاهرة سنة 1281هــ، وعليها شرح آخر اسمه: الكوكب البدري على استغفار مصطفى البكري، لمحمد حلاوة المرصفي، المطبعة الشرفية، 1318هـ.</ref>
* الفيوضات البكرية على الصلوات البكرية.<ref group="ملحوظة">شرح على صلاة الشيخ [[محمد بن أبي الحسن البكري|محمد البكري]].</ref>
* العدة العمدة المخلصة من كل شدة.<ref group="ملحوظة">منه نسختان مخطوطتان ب[[دار الكتب والوثائق القومية (مصر)|دار الكتب المصرية]].</ref>
* العِقد النضيد المشيد الحجة على القصيدة المسماة [[قصيدة المنفرجة|بالمنفرجة]].<ref group="ملحوظة">شرح على القصيدة المنفرجة ل[[ابن النحوي]].</ref>
* اقتحام لجة اللآلي في الكلام على منفرجة [[أبو حامد الغزالي|الغزالي]].<ref group="ملحوظة">شرح على قصيدة الإمام [[أبو حامد الغزالي|أبي حامد الغزالي]]، منه نسخة مخطوطة ب[[مكتبة الملك عبد العزيز العامة]] بالرياض، رقم: 1043.</ref>
* رفح الستر والردى على قولِ العارف: أَرومُ وقَدْ طالَ المدَى.<ref group="ملحوظة">توجد مخطوطاته في [[المتحف البريطاني]]، لندن، رقم: 246، والظاهرية، دمشق، رقم: 7230، 4400. وهو شرح لأحد أبيات تائية [[ابن الفارض]]، وهو قوله: أرومُ وقد طالَ المدَى منكِ نظرةً ** وكمْ مِنْ دماءٍ دونَ مَرْمايَ طلَّتِ.</ref>
* مقامات البكري.<ref group="ملحوظة">يوجد مخطوط ب[[مكتبة عارف حكمت]] بالمدينة المنورة، عدد أوراقه 211.</ref>
* قصيدة في مدح [[إبراهيم الدسوقي]].
* لمع برق المقامات العوال في [[الزيارة (إسلام)|زيارة]] حسن الراعي وولده عبد العال.
* اللمحات الدانقات للتدهيش على معاني صلوات [[عبد السلام بن مشيش|ابن مشيش]].<ref name="مولد تلقائيا8"/>
* كروم عريش التهاني في الكلام على صلوات ابن مشيش الداني.
{{نهاية-عمو}}

== أقوال العلماء والمؤرخين عنه ==
[[ملف:ترجمة مصطفى البكري في دائرة المعارف الإسلامية الكبرى.jpg|يمين|تصغير|ترجمة مصطفى البكري ب[[اللغة الفارسية]] في [[دائرة المعارف الإسلامية الكبرى]] بطهران.]]
[[ملف:ترجمة مصطفى البكري في موسوعة العالم الإسلامي.jpg|يسار|تصغير|ترجمة مصطفى البكري باللغة الفارسية في {{وإو|موسوعة العالم الإسلامي|دانشنامه جهان اسلام|fa}} بطهران.]]
أثنى عليه عدد من العلماء وال[[مؤرخ]]ين من أساتذته ومعاصريه ومن جاء بعدهم، منهم على سبيل المثال وليس الحصر:<ref name="مولد تلقائيا15">{{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = أعلام وشخصيات مقدسية: الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ـ حياته وآثاره|تاريخ= يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحات= 204-205}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفي بن كمال الدين البَكْري الصديقي الخلوتي الدمشقي|آخرون= ميعاد شرف الدين الكيلاني|عنوان= الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)|مسار= https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ&pg=PA129|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2012|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 129-130| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505014711/https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ&pg=PA129 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا9">{{استشهاد بكتاب|مؤلف= محيي الدين الطعمي|عنوان= معجم من رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم واليقظة|مسار= https://books.google.com/books?id=XjFxDwAAQBAJ&pg=PT301|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الثانية|صفحات= 302-305| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220506030910/https://books.google.com/books?id=XjFxDwAAQBAJ&pg=PT301 | تاريخ أرشيف = 6 مايو 2022 }}</ref>

أشاد به شيخه [[عبد الغني النابلسي]] في منظومته المسماة (النسبة)، والشيخ محمد التافلاتي، والبديري الدمياطي المعروف بابن الميت، والرحالة [[مصطفى أسعد اللقيمي]] الدمياطي الذي استضافه في منزله حين قدم إلى [[القدس]]، وصفه في رحلته المسماة (موانح الأنس في رحلتي لوادي القدس) بقوله: «فنزلنا منزل قطب دائرة الأملاك الحسينية، واسطة عقد العصابة الهاشمية، خلاصة السادة الأشراف وصفوة [[بنو عبد مناف|بني عبد مناف]]، من فاق بحُسن سيرته النجوم الزواهر، وبجميل طلعته البدور النواضر، الراسخ في العلم الإلهي، المكاشف عن أسرار الحقائق كما هي، أستاذ كل أستاذ، وملاذ كل ملاذ، مولانا السيد مصطفى البكري الصديقي، قدس الله سره الشريف».<ref name="مولد تلقائيا22" /> وأضاف اللقيمي قائلاً: «فإن أستاذنا المذكور قدس الله سره الشريف بمظهر من الجمال في أرفع محل منيف، مع لطف بلغ غاية الكمال، وحسن خلق وفضل وأفضال، فوا النجم إذا الهوى، أنه لجميع المحاسن قد حوى، وهو الذي يقتدي به المقتدون، وبسمته يهتدي المهتدون»، ثم أنشد مادحاً:<ref name="مولد تلقائيا15" />
{{أبيات|
مولى تحلّى بالفضائل والتقى\\وأشاد من طرق الحقيقة معهدا
ودعا إلى النهج القويم مسلكا\\لطريقة منها شهدنا المشهدا}}
وقد وصفه [[عبد الحي الكتاني]] في (فهرس الفهارس) بأنه «شيخ المشايخ والمحققين».<ref name="مولد تلقائيا15" />

أما تلميذه [[حسن بن عبد اللطيف الحسيني]] فقد ترجم له في كتابه (تراجم أهل القدس في القرن الثاني عشر) منوهاً على عظم قدره وعلمه قائلاً إنه: «طود الشريعة، بحر الحقيقة، علم الطريقة، جمع بين العلم والعمل، وجانب الراحة والكسل، قطب الوقت والزمان، فرد العهد والأقران». وأضاف: «وبالجملة فقد كان آية الله في هذا الإقليم الشريف، وعَلَماً من أعلام الهدى المنيف، تشد إليه الرحال، فإنه من أعلى الرجال، محمدي الأخلاق، طيب الأعراق، لا يعرف الإمساك، ولا يألف إلا الإنفاق».<ref name="مولد تلقائيا15" />

أما [[محمد خليل المرادي|المرادي]] فقد وصفه في سياق ترجمته له في كتابه (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر) بأنه: «الأستاذ الكبير، والعارف الربّاني الشهير، صاحب [[كشف (تصوف)|الكشف]]، والواحد المعدود بألف، كان مغترفاً من بحر [[ولاية (إسلام)|الولاية]] مقدماً إلى غاية الفضل والنهاية، مستضأ بنور الشريعة، رطب اللسان بالتلاوة، صاحب العوارف والمعارف، والتآليف والتحريرات والآثار التي اشتهرت شرقاً وغرباً، وبعد صيتها في الناس عجماً وعرباً، أحد أفراد الزمان وصناديد الأجلاء من العلماء الأعلام و[[ولي|الأولياء]] العظام، العالم [[علامة (لقب)|العلامة]] الأوحد أبو المعارف قطب الدين».<ref name="مولد تلقائيا15" /><ref>{{استشهاد ويب|مؤلف= [[محمد خليل المرادي]]|عنوان= سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر|مسار= http://islamport.com/w/trj/Web/281/682.htm|ناشر= الموسوعة الشاملة|مسار أرشيف= https://archive.today/20220505223841/http://islamport.com/w/trj/Web/281/682.htm|تاريخ أرشيف= 5 May 2022|موقع= islamport.com}}</ref>

ووصفه [[عبد الرحمن الجبرتي|الجبرتي]] بأنه: «هو الأستاذ الأعظم، قدوة [[سالك (تصوف)|السالكين]]، وشيخ الطريقة و[[حقيقة (تصوف)|الحقيقة]]، ومربي [[مريد|المريدين]]، الإمام المسلك [[خلوتية|الخلوتي]]». وقال: «إنه عرضت عليه (قطبانية الشرق) فلم يرضها زهداً وتواضعاً».<ref name="مولد تلقائيا15" />

وأشاد به تلميذه [[محمد بن أحمد السفاريني]] قائلاً: «أعجوبة الزمان ونادرة الدهر والأوان، صاحب المقامات الباذخة، والقواعد الراسخة، والتجليات الفاخرة، والأحوال والتجليات السافرة، والعلوم الزاخرة والفهوم القاهرة، و[[كرامات (صوفية)|الكرامات]] الظاهرة، والأحوال الباهرة، والتآليف السائرة والتصانيف الدائرة».<ref name="مولد تلقائيا15" />
[[ملف:دلائل القرب ووسائل إطفاء الغضب1.jpg|تصغير|الصفحة الأولى من مخطوط (دلائل القرب ووسائل إطفاء الغضب) لمصطفى البكري، محفوظ في [[مكتبة السليمانية]] بإسطنبول، قسم حاجي محمود أفندي؛ يظهر فيه ثناء الناسخ عليه بوضوح حيث وصفه بـ«سيدنا ومولانا وشيخنا وقدوتنا وملاذنا قطب دائرة الوجود على التحقيق، خلاصة آل عتيق، نخبة شجرة بني الصدّيق، ذو المشرب العبيق، والنسب الرفيع العريق، سبط الحسنين الأحسنين».]]

وقد عُرف مصطفى البكري بسخائه وكرمه، فوصفه الشيخ حسن بن علي شمة المكي المصري قائلاً: «وكان أكرم من السيل، وأمضى في السر من السيف، وأوتي مفاتيح العلوم كلها حتى أذعن له أولياء عصره ومحققوه في مشارق الأرض ومغاربها، وأخذ على رؤساء [[جن|الجن]] العهود وعم مدده سائر الوجود».<ref name="مولد تلقائيا15" />

ووصفه [[جميل العظم|جميل بن مصطفى العظم]] في كتابه (عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر) فقال: «هو الإمام العالم [[علامة (لقب)|العلّامة]]، الأستاذ الكبير، العارف بالله سيدي مصطفى بن كمال الدين بن علي بن كمال الدين بن عبد القادر محي الدين الصديقي الحنفي الدمشقي البكري...».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[جميل العظم|جميل بن مصطفى العظم]]|عنوان= عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً فمئة فأكثر|مسار= https://books.google.com/books?id=zbosAQAAMAAJ|ناشر= [[المطبعة الأهلية]]|تاريخ النشر= 1908|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 69|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220622193542/https://books.google.com/books?id=zbosAQAAMAAJ |تاريخ أرشيف= 22 يونيو 2022 }}</ref>

وقد [[ترجمة سيرة حياة|ترجم]] له [[يوسف النبهاني]] في كتابه ([[جامع كرامات الأولياء]]) وأثنى عليه ثناءاً حسناً.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[جلال الدين السيوطي]]|مؤلف2= مصطفى البكري|آخرون= [[عاصم إبراهيم الكيالي]]|عنوان= تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية، ويليه: رسالتان للشيخ مصطفى البكري|مسار= https://books.google.com/books?id=rgFrDwAAQBAJ&pg=PT89|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2006|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 89|اقتباس= هذه الترجمة هي للشيخ [[يوسف النبهاني]] من كتابه جامع كرامات الأولياء.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220506020329/https://books.google.com/books?id=rgFrDwAAQBAJ&pg=PT89 | تاريخ أرشيف = 6 مايو 2022 }}</ref> وقال عنه في كتابه ([[شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق]]) أنه: «من أكابر العارفين ومشاهير الأئمة الأعلام المتفق على جلالتهم عند جميع أهل [[الإسلام]]».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[يوسف النبهاني]]|آخرون= عبد الوارث محمد علي|عنوان= شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق، ويليه: (الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة)|مسار= https://books.google.com/books?id=HLtsDwAAQBAJ&pg=PT334|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2011|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الرابعة|صفحة= 336| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220519065016/https://books.google.com/books?id=HLtsDwAAQBAJ&pg=PT334 | تاريخ أرشيف = 19 مايو 2022 }}</ref>

وأثنى عليه [[أحمد فريد المزيدي]] فقال عنه: "هو بحر الصفا، ونهر الصدق والوفاء، نجل الإمام [[أبو بكر الصديق|الصدّيق]]، وسبطي [[أهل البيت|الحسن والحسين]]، سيدي أهل التحقيق، شيخ مشايخ أهل الطريقة الخلوتية، وسيّد أهل العصابة القرة باشلية،<ref group="ملحوظة">نسبة إلى علي قاره باشا الأندواني إمام القره باشلية الخلوتية (ت 1097 هـ).</ref> الداعي العباد إلى الله بمرتبة أهل الوراثة المحمّدية، والقائم في منصب الإرشاد لجميع البريّة، إمام المحقّقين، وقدوة أهل الفضل واليقين، وعمدة أهل العلم الراسخين".<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= الضياء الشمسي على الفتح القدسي شرح ورد السحر للبكري|مسار= https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2013|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الأول|إصدار= الأولى|صفحة= 5| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220526041401/https://books.google.com/books?id=jiBLDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2022 }}</ref>

=== اعتراضات ===
اعترض بعض ال[[مستشرق]]ين وال[[باحث]]ين الأجانب على كونه [[مجدد (إسلام)|مجدداً]] للإسلام أو للطريقة [[خلوتية|الخلوتية]]. قال الباحث والأكاديمي الأمريكي خالد الروَّيهب، أستاذ تاريخ الفكر الإسلامي ب[[جامعة هارفارد]]، في كتابه (تاريخ الفكر الإسلامي في القرن السابع عشر) {{إنج|Islamic Intellectual History in the Seventeenth Century}} أنه من المؤسف أن هناك بعض المؤرخين المعاصرين قد أخذوا توصيف [[يوسف النبهاني]] لمصطفى البكري بإحياء و[[تجديد]] الطريقة الخلوتية بمعنى مختلف - فقد توقعوا أنه كان [[إصلاح إسلامي|مُصلحاً]] ومجدداً تخلى عن عقيدة [[وحدة الوجود]]. ولكن كما أوضح كل من فريدريك دي يونج (أستاذ اللغات والثقافات الإسلامية ب[[جامعة أترخت|جامعة أوتريخت]]) والمستشرق الألماني {{وإو|رالف إلجر|Ralf Elger|de}} (أستاذ الدراسات العربية والإسلامية [[جامعة هاله|بجامعة مارتن لوثر في هاله]])، فإن مثل هذه الادعاءات ليست دقيقة أو سليمة؛ ولا يوجد دليل على أن البكري قد أجرى أي إصلاحات باستثناء إدخال مجموعة معينة من الأدعية والابتهالات والأوراد مثل ورد السَحَر بين أتباعه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= خالد الروَّيهب|عنوان= Islamic Intellectual History in the Seventeenth Century|مسار= https://books.google.com/books?id=bDjjCQAAQBAJ|ناشر= [[مطبعة جامعة كامبريدج]]|تاريخ النشر= 2015|مكان= [[نيويورك]] – الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحات= 269|isbn= 9781107042964|اقتباس= Unfortunately, some modern historians have taken Nabahāni's characterization of Bakri “reviving” the Khalwati order in a different sense — they have speculated that he was a “reformer” who abandoned the doctrine of wahdat al-wujud and imposed a stricter organizational structure on his followers, thus allowing for a more worldly and politically effective movement – in effect prefiguring later, so-called “neo-Sufi,” movements. But as shown by both Frederick De Jong and Ralf Elger, there is little substance to such suggestions. There is simply no evidence that Bakri made any “reforms” other than introducing a particular litany (known as wird al-sahar) among his followers. Furthermore, Bakri belonged to the Karabási suborder that was particularly devoted to Ibn 'Arabi: Karabás Ali Veli had authored a commentary on the Fusus and his disciples believed that Ibn 'Arabi had predicted their master's appearance. Bakri was also a close student of 'Abd al-Ghani al-Nābulusi, studied with him numerous works by Ibn 'Arabi, including the Fusus, and himself upheld the doctrine of wahdat al-wujud in his treatise al-Mawrid al-'adhb li-dhawi l-wurud fi kashf ma'na wahdat al-wujud. Bakri is moreover known to have taught an exposition of wahdat al-wujud by the prominent fourteenth-century Fusus commentator Abd al-Razzāq al-Qāshāni to a disciple in Mecca. His son and disciple Kamāl al-Din al-Bakri (d. 1782) is also known to have taught Nābulusi's commentary on the Fusus in Gaza where he settled and died.” The most that can be said is that Bakri's oeuvre suggests that he may have been less interested in mystical metaphysics than Năbulusi and more focused on the devotional life and on initiating and training disciples.|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220407160758/https://books.google.com/books?id=bDjjCQAAQBAJ |تاريخ أرشيف= 7 أبريل 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= فريدريك دي يونج|عنوان= Sufi Orders in Ottoman and Post-Ottoman Egypt and the Middle East|مسار= https://books.google.com/books?id=iC4KAQAAMAAJ|ناشر= Isis Press|تاريخ النشر= 2000|مكان= [[إسطنبول]] – تركيا|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحة= 274|isbn= 9789754281781|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220614211957/https://books.google.com/books?id=iC4KAQAAMAAJ |تاريخ أرشيف= 14 يونيو 2022 }}</ref> لكن وفقاً ل{{وإو|جدعون وايجرت|Gideon Weigert|de}} فإن معظم المصادر توثّق بوضوح إصلاحاته، فقد اعتبره أحد كبار تلاميذه وهو القاضي [[حسن بن عبد اللطيف الحسيني]] مفتي الحنفية بالقدس مجدداً للإسلام في عصره.<ref>{{استشهاد بمجلة|مؤلف= {{وإو|جدعون وايجرت|Gideon Weigert|de}}|عنوان= Shaykh Mustapha Kamal al Din al Bakri – A Sufi Reformer in Eighteenth-Century Egypt|مسار= https://www.academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf|ناشر= {{وإو|المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة|המרכז האקדמי הישראלי בקהיר|he}}|تاريخ النشر= 1999|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|العدد= Bulletin of the Israeli Academic Center in Cairo 24|لغة= الإنجليزية|صفحة= 5|اقتباس= Scholars such as F. de Jong, a foremost author on Sufi turuq in Egypt, have cast doubt on the revivalism introduced by al Bakri, but our sources clearly document his reforms. Shaykh Hassan al-Husseini, the Hanafi Mufti of Jerusalem, who was a major disciple of al-Bakri, refers to his master as a "mujadid (reformer) to his contemporaries and compatriots."| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220303103041/https://www.academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf | تاريخ أرشيف = 3 مارس 2022 }}</ref>

== وفاته ==
[[ملف:مقام مصطفى البكري2.jpg|يسار|تصغير|200بك|مقام مصطفى البكري]]
سافر للحج عام 1161 هـ، وعاد من [[الحجاز]] إلى [[القاهرة]] فمرض وأصيب [[حمى|بالحُمّى]] بعد رجوعه من الحج لمدة شهر تقريباً، ثم حان موعد مولد [[أحمد البدوي|السيد أحمد البدوي]]، فأراد تلميذه [[محمد بن سالم الحفني]] عدم الذهاب لحضور المولد من أجل رعايته والاطمئنان عليه، فأشار إليه مصطفى البكري بالذهاب وعدم التخلف عن حضور المولد، فتوجه الحفني إلى المولد ثم توفى مصطفى البكري وهو في المولد يوم الاثنين الثاني عشر من شهر [[ربيع الآخر|ربيع الثاني]] سنة 1162 هـ / 1749 م،<ref name="مولد تلقائيا9"/><ref group="ملحوظة">ذكر [[إسماعيل باشا البغدادي]] في (هدية العارفين) أنه توفي في دمشق. وذكر [[المرادي (توضيح)|المرادي]] في ([[سلك الدرر]]) أنه توفي في الثامن عشر من شهر ربيع الثاني.</ref> ودفن في [[القرافة|القرافة الكبرى]] في [[تربة المجاورين]] في [[الدرب الأحمر (القاهرة)|حي الدرب الأحمر]] بالقاهرة الآن، وقبره مشهور [[الزيارة (إسلام)|يزار]] وي[[تبرك]] به.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|محرر1= محمد عبد السلام محمد اسويسي|محرر2= إمحمد علي سليمان أبوسطاش|عنوان= رسالة الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب|مسار= https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2020|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 22| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220505022506/https://books.google.com/books?id=6CTvDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2022 }}</ref> ولمّا عاد الحفني من مولد السيد البدوي وعلم بوفاته قال: «إني أود الآن لو كان أستاذنا الصّديقي حياً وأكون خادماً له فقط وأحظى بلثم أعتابه». قال الشيخ حسن بن علي شمة المصري: «وقد عمل له أستاذي (أي محمد بن سالم الحفني) في شهر شعبان من هذا العام مولداً عظيماً شدت إليه الرحال، وحطت لديه الأثقال، وتطاولت دونه الآمال. وبالجملة فمناقب هذا السيد الجليل تجل عن التعداد».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفي بن كمال الدين البكري|آخرون= ميعاد شرف الدين الكيلاني|عنوان= الرحلة العراقية (عام 1139 هـ/1726 م)|مسار= https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2012|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحة= 131| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220619185103/https://books.google.com/books?id=9fVHDwAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 19 يونيو 2022 }}</ref>

وقد [[رثاء|رثاه]] شعراء عصره والعديد من تلاميذه وأصحابه كالشيخ يوسف الحفني (ت 1178 هـ)، والشيخ محمد [[مصطفى أسعد اللقيمي]] (ت 1178 هـ)،<ref name="مولد تلقائيا1" /> ورثاه ابنه كمال الدين محمد بن مصطفى البكري (ت 1196 هـ) بقوله:<ref name="مولد تلقائيا4"/><ref name="مولد تلقائيا7"/>
[[ملف:مقام مصطفى البكري.jpg|يمين|تصغير|200بك|مقام مصطفى البكري]]
{{أبيات|
هذا مَقام القطب مفرد وقتِه\\أَصْل الحقيقة فَرْعُها الحَدُّ ثاني
هو مصطفى البَكْري سبْطُ محمد\\نَجْلُ الصِدّيق الخَلوتي الربَّاني
لا زالَ يُسْقَى تُربُهُ مِن صَيْبٍ\\هَطِلٍ يُساقُ بِرَحْمَةِ الرُضْوانِ}}

== معرض الصور ==
<gallery>
ملف:Shrine of Mustafa al-Bakri 2.jpg|صورة خارجية لضريح الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري.
ملف:Shrine of Mustafa al-Bakri 3.jpg|صورة خارجية لضريح الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري.
ملف:مقام وضريح مصطفى البكري.jpg|لافتة مكتوب عليها: "مقام وضريح سيدي مصطفى البكري بن كمال الدين، المنتقل 12 ربيع الثاني سنة 1162 هـ".
ملف:Shrine of Mustafa al-Bakri.jpg|ضريح الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري.
</gallery>

== مؤلفات وأبحاث عنه ==
[[ملف:Mustafa Kemâleddin Bekrî ve Tasavvufî Görüşleri.jpg|تصغير|صورة غلاف كتاب (''مصطفى كمال الدين بكري وآرائه الصوفية'') ب[[اللغة التركية]] من تأليف رمضان موسلو (عميد {{وإو|كلية الإلهيات بجامعة إسطنبول|İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi|tr}}).]]
=== باللغة العربية ===
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= عبد المحمود بن نور الدائم الطيبي|عنوان= الكؤوس المترعة في مناقب السادة الأربعة: الشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري، الشيخ محمد بن عبد الكريم سمان، الشيخ أحمد الطيب بن الشيخ بشير، الشيخ نور الدائم الفياض بن الشيخ أحمد الطيب|مسار= |ناشر= دار الزيني للطباعة والنشر|تاريخ النشر= 1959|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|إصدار= الأولى}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= كرم أمين أبو كرم|عنوان= الشيخ مصطفى البكري: فلسفته الصوفية ورسائله|مسار= https://books.google.com/books?id=_GUkAQAAIAAJ|ناشر= المجمع الثقافي|تاريخ النشر= 2002|مكان= [[أبو ظبي]] - الإمارات العربية المتحدة|إصدار= الأولى|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220527000311/https://books.google.com/books?id=_GUkAQAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2022-05-27}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي (مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا، جامعة القدس المفتوحة، فلسطين)|مسار= https://journals.qou.edu/index.php/jrresstudy/article/view/1058|مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي (1099 - 1162 هـ) (1688 - 1749 م): حياته وآثاره (فصل من كتاب: أعلام وشخصيات مقدسية)|تاريخ= كانون الثاني/يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحات= 197-232|عنوان=الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي ( 1099-1162 ه) (1688- 1749م) حياته وآثاره<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2022-07-08|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200718075812/https://journals.qou.edu/index.php/jrresstudy/article/view/1058|تاريخ أرشيف=2020-07-18}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= غالب عنابسة|مجلة= مجلة اتحاد الجامعات العربية للآداب|عنوان= نشر الطريقة الخلوتية كما انعكست في زيارات مصطفى البكري الصديقي الدمشقي الخلوتي إلى بيت المقدس وسوريا في القرن الثامن عشر|مسار= https://aauja.yu.edu.jo/index.php/v10n2b/485-2021-07-28-06-45-13|مكان= الأردن|ناشر= [[جامعة اليرموك]] |تاريخ= 2013|المجلد= 10 |العدد= 2ب|صفحات= 1623-1647|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220531090826/https://aauja.yu.edu.jo/index.php/v10n2b/485-2021-07-28-06-45-13|تاريخ أرشيف=2022-05-31}}

=== باللغة التركية ===
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= علي إحسان يورد|عنوان= Kutbuddin Mustafa Kemalüddin El’Bekrî-Sıddîkî (1687-1749) Hayatı ve Eserleri|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/yurt-ali-ihsan|ناشر= Ahmet Sait Matbaası|تاريخ النشر= 1967|مكان= [[إسطنبول]] – تركيا|إصدار= 1|لغة= التركية|isbn= |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220925114742/https://islamansiklopedisi.org.tr/yurt-ali-ihsan|تاريخ أرشيف=2022-09-25}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= رمضان موسلو (عميد {{وإو|كلية الإلهيات بجامعة إسطنبول|İstanbul Üniversitesi İlahiyat Fakültesi|tr}})|عنوان= Mustafa Kemâleddin Bekrî ve Tasavvufî Görüşleri|مسار= https://books.google.com/books?id=L9OgswEACAAJ|ناشر= Erkam Yayınları|تاريخ النشر= 2005|مكان= [[إسطنبول]] – تركيا|إصدار= 1|لغة= التركية|isbn= 9789756247617|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220614211301/https://books.google.com/books?id=L9OgswEACAAJ|تاريخ أرشيف=2022-06-14}}

=== باللغة الألمانية ===
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= {{وإو|رالف إلجر|Ralf Elger|de}}|عنوان= Mustafa al-Bakri: Zur Selbstdarstellung eines syrischen Gelehrten, Sufis und Dichters des 18. Jahrhunderts|مسار= https://books.google.com/books?id=iDUQAQAAIAAJ|ناشر= EB-Verlag|تاريخ النشر= 2004|مكان= Schenefeld|إصدار= 1|سلسلة= Bonner Islamstudien|المجلد= 3|لغة= الألمانية|isbn= 9783936912111|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220602060454/https://books.google.com/books?id=iDUQAQAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2022-06-02}}

=== باللغة الإنجليزية ===
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= {{وإو|جدعون وايجرت|Gideon Weigert|de}}|عنوان= Shaykh Mustapha Kamal al Din al Bakri – A Sufi Reformer in Eighteenth-Century Egypt|مسار= https://www.academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf|ناشر= {{وإو|المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة|המרכז האקדמי הישראלי בקהיר|he}}|تاريخ النشر= 1999|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|العدد= Bulletin of the Israeli Academic Center in Cairo 24|لغة= الإنجليزية|صفحات= 1-7|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221004224603/https://academy.ac.il/SystemFiles2015/Bulletin%2024_03_Weigert_Al_Barki.pdf|تاريخ أرشيف=2022-10-04}}

== ملاحظات ==
{{مراجع|group=ملحوظة}}

== انظر أيضاً ==
{{أعمدة متعددة}}
* [[محمد بن أبي الحسن البكري]]
* [[محمد عابد السندي]]
* [[الملا علي القاري|ملا علي قاري]]
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[سراج الدين المخزومي]]
* [[سيدي أمحمد بوقبرين|محمد بن عبد الرحمن الأزهري]]
* [[شاه ولي الله الدهلوي]]
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[عبد الله الهاروشي]]
* [[محمد حقي النازلي]]
* [[بديع الزمان سعيد النورسي]]
{{نهاية أعمدة متعددة}}

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
{{مراجع}}

=== معلومات المراجع كاملة ===
==== باللغة العربية ====
* انظر ترجمته في: هدية العارفين ل[[إسماعيل باشا البغدادي]] (1/ 684)، و[[عجائب الآثار في التراجم والأخبار]] ل[[عبد الرحمن الجبرتي]] (1/ 165-166)، وسلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ل[[محمد خليل المرادي]] (4/ 191)، ومعجم المؤلفين ل[[عمر رضا كحالة]] (12/ 271)، و[[الأعلام (الزركلي)|الأعلام للزركلي]] (8/ 141)، وفهرس الفهارس ل[[عبد الحي الكتاني]] (رقم 76 ج 1 ص 223)، والنفحة المسكية في الرحلة المكية ل[[عبد الله بن حسين السويدي|عبد الله السويدي]]، ص 78، ص 80.
* انظر سيرة البكري مفصلة في [[الموسوعة الفلسطينية]]، القسم العام، مج 4، مادة مصطفى بن كمال الدين البكري.
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[حسن بن عبد اللطيف الحسيني]]|عنوان= تراجم أهل القدس في القرن الثاني عشر الهجري: مع مقدمة عن الحياة العلمية في القدس في القرن الثاني عشر الهجري|مسار= https://library.iugaza.edu.ps/view_toc.aspx?id=25185&part=9999|ناشر= [[الجامعة الأردنية]]|تاريخ النشر= 1985|مكان= [[عمان (مدينة)|عمان]] - الأردن|إصدار= الأولى|صفحة= 158|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220708142206/https://library.iugaza.edu.ps/view_toc.aspx?id=25185&part=9999|تاريخ أرشيف=2022-07-08}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= مجموعة من العلماء|عنوان= موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين (حرف الباء)|مسار= https://books.google.com/books?id=VwfDwAEACAAJ|ناشر= دار الجيل|تاريخ النشر= 2005|مكان= [[بيروت]] - لبنان|المجلد= الثالث|إصدار= الأولى|صفحات= 738-740|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220629002403/https://books.google.com/books?id=VwfDwAEACAAJ|تاريخ أرشيف=2022-06-29}}
* {{استشهاد بكتاب|محرر1= عبد الرحمن محمد مغربي|محرر2= عبد الرؤوف خريوش|عنوان= الخطرة الثانية الأنسية للروضة الدانية القدسية للشيخ مصطفى بن كمال بن علي البكري الصديقي (ت1162هـ/1759م)|مسار= https://library.alistiqlal.edu.ps/book-22596-13267.html|ناشر= جامعة القدس المفتوحة|تاريخ النشر= 2015|مكان= [[رام الله]] - فلسطين|إصدار= الأولى|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220712151904/https://library.alistiqlal.edu.ps/book-22596-13267.html|تاريخ أرشيف=2022-07-12}}
* {{استشهاد بمجلة |مؤلف= حسن عبد الرحمن سلوادي (مدير برنامج البحث العلمي والدراسات العليا، جامعة القدس المفتوحة، فلسطين)|مسار= |مجلة= مجلة [[جامعة القدس]] المفتوحة للأبحاث والدراسات|عنوان = الشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي المقدسي الخلوتي (1099 - 1162 هـ) (1688 - 1749 م): حياته وآثاره|تاريخ= كانون الثاني/يناير 2010|العدد= الثامن عشر|صفحات= 197-232}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= [[أحمد فريد المزيدي]]|عنوان= فتح الكريم الخالق في حل ألفاظ الدر الفائق في الصلاة على أشرف الخلائق|مسار= https://books.google.com/books?id=3DBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2010|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 5-10|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220519055616/https://books.google.com/books?id=3DBxDwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2022-05-19}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= مصطفى بن كمال الدين البكري|آخرون= محمد عبد القادر نصار|عنوان= المطلب التام السوي شرح حزب الإمام النووي|مسار= |ناشر= دارة الكرز|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - مصر|إصدار= الأولى|صفحات= 9-17}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= كامل جميل العسلي|عنوان= بيت المقدس في كتب الرحلات عند العرب والمسلمين|مسار= |ناشر= دار الشروق للنشر|تاريخ النشر= 1992|مكان= عمان - الأردن|إصدار= الأولى}}

==== باللغة الإنجليزية ====
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[جون إسبوسيتو]]|عنوان= [[قاموس أكسفورد للإسلام]] (Oxford Quick Reference)|مسار= https://books.google.com/books?id=E324pQEEQQcC|ناشر= [[دار نشر جامعة أكسفورد]]|تاريخ النشر= 2003|مكان= [[نيويورك]] – الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحة= 34|isbn= 9780199757268|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230124220524/https://books.google.com/books?id=E324pQEEQQcC|تاريخ أرشيف=2023-01-24}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= {{وإو|جون أوبرت فول|John Obert Voll|en}}|عنوان= Islam: Continuity and Change in the Modern World|مسار= https://books.google.com/books?id=Bk-eDwAAQBAJ&pg=PT55|ناشر= [[روتليدج (دار نشر)|روتليدج]]|تاريخ النشر= 2018|مكان= [[نيويورك]] – الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= طبع لأول مرة عام 1982 بواسطة دار نشر ويستفيو|لغة= الإنجليزية|صفحة= 55|isbn= 9780429728501|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220614151924/https://books.google.com/books?id=Bk-eDwAAQBAJ&pg=PT55|تاريخ أرشيف=2022-06-14}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= إيرل هـ. ووه|عنوان= Visionaries of Silence: The Reformist Sufi Order of the Demirdashiya al-Khalwatiya in Cairo|مسار= https://books.google.com/books?id=7g4nDAAAQBAJ|ناشر= [[قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة]]|تاريخ النشر= 2008|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحات= 21-23|isbn= 9789774160899|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220614211842/https://books.google.com/books?id=7g4nDAAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2022-06-14}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[نيكي كدي]]|عنوان= Scholars, Saints, and Sufis: Muslim Religious Institutions in the Middle East since 1500|مسار= https://books.google.com/books?id=Js2AjDzeDAQC|ناشر= [[دار نشر جامعة كاليفورنيا]]|تاريخ النشر= 1972|مكان= [[لوس أنجلوس]] - الولايات المتحدة الأمريكية|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحة= 401|isbn= 9780520020276|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220614142809/https://books.google.com/books?id=Js2AjDzeDAQC|تاريخ أرشيف=2022-06-14}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= فريدريك دي يونج|عنوان= Sufi Orders in Ottoman and Post-Ottoman Egypt and the Middle East|مسار= https://books.google.com/books?id=iC4KAQAAMAAJ|ناشر= Isis Press|تاريخ النشر= 2000|مكان= [[إسطنبول]] – تركيا|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحة= 274|isbn= 9789754281781|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230123054547/https://books.google.com/books?id=iC4KAQAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2023-01-23}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= {{وإو|نحميا ليفتسيون|Nehemia Levtzion|en}}|محرر= {{وإو|جون أوبرت فول|John Obert Voll|en}}|عنوان= Eighteenth-Century Renewal and Reform in Islam|مسار= https://books.google.com/books?id=EZ9QAQAAIAAJ|ناشر= {{وإو|مطبعة جامعة سيراكيوز|Syracuse University Press|en}}|تاريخ النشر= 1987|مكان= [[سيراكيوز (نيويورك)|سيراكيوز، نيويورك]]|إصدار= 1|لغة= الإنجليزية|صفحات= 117–132|isbn= 9780815624028|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220704003027/https://books.google.com/books?id=EZ9QAQAAIAAJ|تاريخ أرشيف=2022-07-04}}
* {{استشهاد بمجلة|مؤلف= {{وإو|جدعون وايجرت|Gideon Weigert|de}} (صحفي إسرائيلي من أصل ألماني، عمل كباحث مساعد للبروفيسور نحميا ليفتسيون (Nehemia Levtzion) في قسم الدراسات الإفريقية والآسيوية في [[الجامعة العبرية في القدس]])|عنوان= The Khalwatiya in Egypt in the Eighteenth Century: A Nucleus for Islamic Revival|مسار= |ناشر= {{وإو|المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة|המרכז האקדמי הישראלי בקהיר|he}}|تاريخ النشر= 1994|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|العدد= Bulletin of the Israeli Academic Center in Cairo 19|لغة= الإنجليزية|صفحات= 17–20}}

==== باللغة الإسبانية ====
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= ألفونسو كارمونا جونزاليس|عنوان= El Sufismo y las normas del Islam: Trabajos del IV Congreso Internacional de Estudios Jurídicos Islámicos: Derecho y Sufismo (Murcia, 7-10 mayo 2003)|العنوان الأجنبي= Papers presented at the IV International Conference on Islamic Legal Studies: Law and Sufism (Murcia, 7-10 May 2003)|مسار= https://books.google.com/books?id=_W8a2UbniY8C|ناشر= Editora Regional de Murcia|تاريخ النشر= 2006|مكان= [[مرسية]] - إسبانيا|إصدار= 1|سلسلة= Colección Ibn 'Arabi, extra 5|لغة= en, es|صفحة= 389|isbn= 9788475643236|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220629003008/https://books.google.com/books?id=_W8a2UbniY8C|تاريخ أرشيف=2022-06-29}}

==== باللغة التركية ====
* {{استشهاد ويب|عنوان= BEKRÎ, Kutbüddin|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/bekri-kutbuddin|ناشر= [[دائرة المعارف الإسلامية التركية]]|مسار أرشيف= https://archive.today/20220627162819/https://islamansiklopedisi.org.tr/bekri-kutbuddin|تاريخ أرشيف= 27 Jun 2022|موقع= islamansiklopedisi.org.tr|لغة= التركية}}
* {{استشهاد ويب|عنوان= BEKRİYYE|مسار= https://islamansiklopedisi.org.tr/bekriyye--halvetiyye|ناشر= [[دائرة المعارف الإسلامية التركية]]|مسار أرشيف= https://archive.today/20220611134452/https://islamansiklopedisi.org.tr/bekriyye--halvetiyye|تاريخ أرشيف= 11 Jun 2022|موقع= islamansiklopedisi.org.tr|لغة= التركية}}

=== قراءة موسَّعة ===
{{ويكي مصدر|مجلة الرسالة/العدد 785/مصطفى البكري الصديقي}}
{{روابط شقيقة|commons=Mausoleum of Mustafa ibn Kamal al-Din al-Bakri}}

* {{استشهاد بكتاب|مؤلف= [[عبد الباقي مفتاح]]|آخرون= تقديم: محمد المأمون مصطفى القاسمي الحسني|عنوان= أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية|مسار= https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|ناشر= [[دار الكتب العلمية]]|تاريخ النشر= 2009|مكان= [[بيروت]] - لبنان|إصدار= الأولى|صفحات= 24-45|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220505051303/https://books.google.com/books?id=sDBxDwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2022-05-05}}

== وصلات خارجية ==
{{ويكي مصدر|مجلة الرسالة/العدد 947/رحلة إلى الحجاز للشيخ مصطفى البكري الصديقي}}
=== مواقع ويب ===
* [https://sijjada-bakria.com/ar/blog/2017/05/30/مصطفى-بن-كمال-الدين-الخلوتي/ مصطفى بن كمال الدين الخلوتي] ({{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220501024755/https://sijjada-bakria.com/ar/blog/2017/05/30/مصطفى-بن-كمال-الدين-الخلوتي/}})
* [https://www.thaqafa.org/site/pages/details.aspx?itemid=5851 رحلة مصطفى البكري إلى القدس] ({{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220619164746/https://www.thaqafa.org/site/pages/details.aspx?itemid=5851}})
* [https://www.alaraby.co.uk/البكري-الصديقي-من-القدس-إلى-مقامات-مصر-عام-1719 البكري الصديقي.. من القدس إلى مقامات مصر عام 1719] ({{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220501032450/https://www.alaraby.co.uk/البكري-الصديقي-من-القدس-إلى-مقامات-مصر-عام-1719}})
* [https://almasheikh.com/Regal_Altaswif_Pages/MutafaAlbakry_F.html رجال الطريقة الخلوتية: العارف بالله الشيخ/ مصطفى بن كمال الدين البكري] ({{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220503235028/https://almasheikh.com/Regal_Altaswif_Pages/MutafaAlbakry_F.html}})
* [http://aldomiah.net/الشيخ-مصطفى-البكري-المكتبة-المقروءة/ كتب ومخطوطات الشيخ مصطفى البكري]

=== تسجيلات مرئية ===
* {{يوتيوب|g9LHehiFCC8|القصيدة الميمية للشيخ مصطفى البكري}}
* {{يوتيوب|aCuThs6PVsA|ورد السَحَر للشيخ مصطفى البكري}}

{{أعلام التصوف}}
{{أعلام الحنفية}}
{{مجددون}}
{{شيوخ الإسلام}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أدب عربي|أعلام|الإسلام|الدولة العثمانية|الفقه الإسلامي|القدس|تصوف|دمشق|شعر|مصر}}

[[تصنيف:أحناف]]
[[تصنيف:أشخاص من دمشق]]
[[تصنيف:أعلام التصوف]]
[[تصنيف:أقطاب الصوفية]]
[[تصنيف:أولياء صوفيون]]
[[تصنيف:الطريقة القادرية]]
[[تصنيف:خلوتية]]
[[تصنيف:رحالة]]
[[تصنيف:شعراء عرب]]
[[تصنيف:شيوخ الإسلام]]
[[تصنيف:صوفيون سنة]]
[[تصنيف:صوفيون سوريون]]
[[تصنيف:كتاب أدب الرحلات]]
[[تصنيف:مجددون]]
[[تصنيف:منتقدو الشيعة]]
[[تصنيف:مواليد 1099 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 1688]]
[[تصنيف:مواليد في دمشق]]
[[تصنيف:مؤيدو ابن عربي]]
[[تصنيف:نقشبندية]]
[[تصنيف:وحدة الوجود]]
[[تصنيف:وفيات 1162 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1749]]
[[تصنيف:وفيات في القاهرة]]