عرض مصدر مريم العذراء

{{عن|مريم العذراء كمقالة عامة فيها النظرة اليهودية والمسيحية والاسلامية|مقالة بحسب المصادر الإسلامية|مريم بنت عمران}}
{{شخصية دينية
| الاسم = مريم<br />מרים<br />ܡܪܝܡ
| صورة = Theotokos icon, Lebanon (14th century).jpg
| حجم_الصورة = 250بك
| alt = 
| تعليق = أيقونة مريم البتول والدة الإله من محفوظات [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|بطريركية الروم الكاثوليك]] في بيروت
| ألقاب = العذراء، [[والدة الإله]]، [[كريستوتوكس|والدة المسيح]] سلطانة السماء والأرض، أم النور، الممتلئة نعمة، وغيرها <small>(في المسيحية)</small><ref>[https://www.stmarkoschurch.com/stmarkos/index.php?option=com_content&view=article&id=54:---&catid=24&Itemid=1&limitstart=7 ألقاب العذراء، البابا شنوده الثالث]، كنيسة القديس مرقس، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313123422/https://www.stmarkoschurch.com/stmarkos/index.php?option=com_content&view=article&id=54:---&catid=24&Itemid=1&limitstart=7&lang=ar |date=13 مارس 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><br />سيدتنا مريم، العذراء، البتول، الصدّيقة مريم، أم عيسى المسيح، مريم بنت عمران، خير نساء العالمين <small>(في الإسلام)</small>
| تاريخ_الولادة = غير معروف، يقام لدى أغلب الطوائف المسيحية في [[8 سبتمبر]].
| مكان_الولادة = [[الناصرة]]، [[الجليل (توضيح)|الجليل]] أو [[القدس]].<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/15464b.htm The Blessed Virgin Mary] الموسوعة الكاثوليكية، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181010170332/http://www.newadvent.org/cathen/15464b.htm |date=10 أكتوبر 2018}}</ref>
| تاريخ_الوفاة = غير معروف، بحسب العقائد المسيحية انتقلت مباشرة إلى السماء ويقام تذكار ذلك في [[15 أغسطس]].
| مكان_الوفاة = 
| مبجل(ة)_في = [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].<br />[[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الكنائس الأرثوذكسية الشرقية]].<br />[[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]].<br />[[لوثرية|الكنيسة اللوثرية]].<br />[[أنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]].<br /> [[كنيسة المشرق الآشورية]] <small>(دون أن تدعى [[والدة الإله|والدة الله]]).</small><br /> [[كنيسة المشرق القديمة]] <small>(دون أن تدعى [[والدة الإله|والدة الله]]).</small><br />تكرم بشكل واضح في [[الإسلام]].<br />مكانة خاصة لدى [[بروتستانتية|الطوائف البروتستانتية]].<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-02-3akidat-Al-3athraa2-Mariam_.html عقيدة مريم عبر الأجيال]، الأنبا تكلا، 8 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170716014900/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-02-3akidat-Al-3athraa2-Mariam_.html |date=16 يوليو 2017}}</ref>
| تاريخ_التطويب = 
| مكان_التطويب = 
| المُطوب = 
| تاريخ_البعث = 
| مكان_البعث = 
| المقام_الرئيسي = ''انظر [[مزارات مريم العذراء]].''
| تاريخ_الذكرى = ''انظر [[أعياد مريم العذراء]].''
| رموز = 
| شفيع(ة) = السماء والأرض.
| النسب = [[يسوع]] <small>(ابنها)</small>.<br /> [[يوسف النجار]] <small>(خطيبها حسب [[العهد الجديد]])</small>.<br /> [[أليصابات]] و[[سالومة]]<small> (نسيبتاها حسب التقليد الكنسي)</small>.<br /> [[يهوياقيم]] و[[حنة (أم مريم العذراء)|حنة]] <small>(والدها ووالدتها حسب التقليد الكنسي)</small>.
| تاريخ_الحرم = 
| المحرم = 
}}
'''مَريَم العَذْراءُ''' أو '''القِدِّيسة مَريَم العَذْراءُ''' ([[اللغة العبرية|بالعبرية]]: {{خط|عبري|מרים הבתולה}} {{نسخ|he|مِريَم هَبِتوله}} [[اللغة السريانية|وبالسريانية]]: {{خط|2=ܡܪܝܡ ܒܬܘܠܬܐ}} {{نسخ|syc|مَريَم بثُلتا}} و[[اللغة اليونانية|باليونانية]] {{خط/إغريقي|Παρθένος Μαρία}} {{نسخ|el|برثينوس ماريا}}) شخصية مميزة ورد ذكرها في [[العهد الجديد]] و[[القرآن]]. هي أم [[يسوع|يسوع الناصري]]، الذي ولدته، حسب المعتقدات [[المسيحية]] و[[الإسلام]]ية، [[ولادة عذرية|ولادةً عذريةً]] دون تدخل رجل.

وفق المعتقدات المسيحية فإن مريم كانت مخطوبة [[يوسف النجار|ليوسف النجار]]، عندما [[البشارة|بشرها]] [[ملاك|الملاك]] [[جبرائيل]] بحملها [[يسوع|بيسوع]] وظلت بقربه حتى [[صلب يسوع|الصلب]]. [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]] المختلفة وكتابات [[آباء الكنيسة]] تتكلم عن حياتها المبكرة وحتى بداية الدعوة العلنية [[يسوع|ليسوع]]، وقد قُبلت هذه الكتابات بنسب متفاوتة عقائدًا لدى [[قالب: طوائف مسيحية|الطوائف المسيحية]]، وقد صيغ عدد آخر من العقائد في المسيحية تعرف باسم '''العقائد المريمية''' تتحدث عن العذراء ودورها، التي أغدقت عليها الكنيسة أيضًا عددًا كبيرًا من الألقاب، فهي الملكة والمباركة والشفيعة المؤتمنة وغيرها من الألقاب التي تندرج في إطار تكريمها، الذي تعتقد الكنائس التي تفرد لمريم مكانة خاصة أنه جزء من العقيدة المسيحية، وفي سبيل ذلك أيضًا أقامت عددًا كبيرًا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية خاصة بها، وشُيِّدت أعداد كبيرة من الكنائس والمزارات على اسمها، إلى جانب طرق مختلفة أخرى من التكريم، ويسمى علم دراسة مريم ودورها في [[الكتاب المقدس]] و[[المسيحية]] ال[[ماريولوجيا]].

ولمريم العذراء أيضًا مكانة خاصة في [[الإسلام]] وعند [[مسلم|المسلمين]]، فهي أحد خير نساء العالمين الأربعة، وتوجد قصتها وقصة عائلتها وابنها عيسى مذكورة في السورة الثالثة من [[القرآن|القرآن الكريم]]: '''[[سورة آل عمران]]''' وفيها وفق المعتقدات الإسلامية قصة ميلاد مريم وأنها كانت عذراء بتول اصطفاها الله على نساء العالمين وطهرها، وبشّرتها الملائكة بعيسى من غير أب، يُكلم الناس في المهد؛ وكذلك السورة التاسعة عشر من [[القرآن]] تُدعى باسمها: '''[[سورة مريم]]'''، وهي السورة الوحيدة في القرآن المسماة باسم [[امرأة]].

بحسب الموسوعة الكاثوليكية، اختلف المفسرون حول معنى اسم «مريم»، فذهب البعض إلى أنه منحدر من أصل مصري قديم هو «مر mr» بمعنى «محبوب/حميم/عزيز»، بينما فسره آخرون على أنه منحدر من الكلمة العبرية «مر mr» بمعنى «مُرُّ: أي ضِدُّ حُلْو»، وفسر [[جيروم]] الاسم على أنه مكون من كلمتين عبريتين هما «مار mar» التي تعني قطرة و «يم yam» التي تعني بحر، فيكون معنى الاسم هو «قطرة بحر»، وهناك تفسيرات أخرى كثيرة.<ref name=Maas>A. Maas, [http://www.newadvent.org/cathen/15464a.htm "The Name of Mary"], ''[[الموسوعة الكاثوليكية]]'' (1912), citing Fr. von Hummelauer (''in Exod. et Levit.'', Paris, 1897, p. 161) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210801141337/https://www.newadvent.org/cathen/15464a.htm|date=2021-08-01}}</ref> اسم «مريم» من الأسماء الواسعة الانتشار في [[يهود|المجتمع اليهودي]] القديم، وكان أول من دُعي به في [[العهد القديم]] هي [[مريم (أخت موسى)|النبية مريم]] شقيقة [[نبي|النبي]] [[موسى]].<ref>حسب [[جيروم|القديس جيروم]] هناك معاني أخرى لاسم مريم انظر [https://www.thinkbabynames.com/meaning/0/Mary Meaning of mary]، فكر باسم لطفلك، 10 ا تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180326213430/http://www.thinkbabynames.com/meaning/0/Mary |date=26 مارس 2018}}</ref> <small>(انظر [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=عدد+26:59&range=1 سفر العدد 59/26].)</small>

== حياة مريم العذراء ==
=== حياتها المبكرة ===
{{مفصلة|ميلاد مريم العذراء}}
لا تروي [[إنجيل|الأناجيل]] أو أية كتابات مسيحية رسمية عن طفولة مريم العذراء أو حياتها قبل [[البشارة]]، لكن هناك عدد من [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]] التي لم تعتمد في الكنيسة ككتب رسمية لعدم صحة نسبتها إلى [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] أو شخصيات مقربة منهم، أو لكتابتها في تاريخ متأخر عن سائر المؤلفات التي تدعى بالقانونية أو حتى بسبب أسلوب كتابتها الشعبي،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين بموافقة الخورأسقف بولس باسيم النائب الرسولي للاتين في القدس، دار المشرق، الطبعة السادسة عشر، بيروت 1989، ص.21-22</ref> تتناول حياة مريم المبكرة بشكل مفصل، هناك إنجيل خاص يعرف باسم إنجيل مريم، وآخر يدعى إنجيل يعقوب وطفولة المخلص إلى جانب إنجيل رحلة العائلة المقدسة، وإنجيل حياة مريم وموت يوسف، وهي الأناجيل الأكثر ذكرًا للعذراء وحياتها المبكرة.<ref>[https://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm Blessed Virgin Mary ] Catholic Encyclopedia، 6 تشرين أول 2010 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190403185406/http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm |date=3 أبريل 2019}}</ref>
[[ملف:Denys Calvaert - The Presentation of Mary - WGA03790.jpg|يمين|250بك|تصغير|تقدمة العذراء للهيكل وفقًا لرواية إنجيل يعقوب، اللوحة لدنيس كالفرت، [[القرن 16|القرن السادس عشر]].]]
ورغم عدم الاعتراف بها كأناجيل قانونية غير أن هذه الأناجيل كانت ذات انتشار بين [[مسيحيون|الجمهور المسيحي]] في [[القرن 2|القرن الثاني]] و[[القرن 3|القرن الثالث]] وأثرت بشكل أو بآخر على العقائد المسيحية، فرغم عدم ذكر الأناجيل الرسمية عن طفولة العذراء شيء يحوي تقويم الأعياد والمناسبات الدينية يوم [[21 نوفمبر]] سنويًا عيدًا خاصًا بتقدمة العذراء للهيكل،<ref>مورد العابدين، المرسلون اللبنانيون بإذن البطريرك أنطونيوس خريش، دار كريم للنشر، طبعة تاسعة، جونيه 1984، ص.699</ref> ويذكر هذا الحدث في إنجيل بشارة يعقوب ويحدد عمر العذراء آنذاك بثلاث سنوات.<ref>[https://forum.iraqchurch.com/showthread.php?t=10234 الأناجيل المنحولة، المطران لويس ساكو] الشبكة المسيحية، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313122809/http://www6.iraqchurch.com/?tdfs=1&s_token=1584102489.0014155235&uuid=1584102489.0014155235&kw=church |date=13 مارس 2020}}</ref> وقد اعتُمدَ الحدث رسميًا نظرًا لاعتماده من قبل [[آباء الكنيسة]] في كتاباتهم ومؤلفاتهم واتفاقهم عليه.

بحسب الرواية الواردة في [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]] والمعتمدة رسميًا بين المسيحيين أيضًا فإن والدي العذراء كانا عجوزين لا أولاد لهما في حين كانت أمها عاقرًا لا تستطيع الإنجاب، الأمر الذي كان يعتبر عارًا في المجتمع اليهودي القديم ويجلب معايرة المجتمع، لكن [[رب|الرب]] أجرى معجزة لوالدتها فحبلت وأنجبت مريم بعد أن نذرت نذرًا بأن تهبها لله. وهذا ما حصل فعلًا، فعندما ولدت مريم قدمتها والدتها للخدمة في [[هيكل سليمان]] ولها من العمر ثلاث سنوات.<ref>انظر نص [https://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=6533 إنجيل يعقوب السري]، شبكة الفرقان، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120622032656/http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=6533 |date=22 يونيو 2012}}</ref>

إن [[إنجيل لوقا]] يذكر: {{خط/عربي|عذراءً من الناصرة.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|26/1}} الواقعة في [[الجليل (منطقة)|الجليل]] دون أن يشير إلى [[القدس]] أو [[هيكل سليمان]]، ما دفع البعض لاعتبار الحادث رمزًا أو تقليد واكتفوا بأن تغدق صفات الحمد والثناء على مريم خلال تلك الفترة من عمرها: {{خط/عربي|كانت مريم فتاة من فتيات الناصرة، تقوم بالأعمال المنوطة بهنّ، وتتردد إلى المجمع وتسمع التعليم الديني، وتصلي، إن الله قد اختار مريم وزينها بأجمل المحاسن، مؤهلًا إياها لتلد ابنه في الجسد وتحضنه وترعاه وتخدمه كما يليق بالقدوس.}}<ref>البشرى، مجلة التعليم المسيحي في لبنان والشرق الأوسط، 25 آذار 2005، دعوة مريم، الأخت إيلدفنس خوري، ص.39</ref> فالراجح إذن حسب النظرية الرسمية في المسيحية أن العذراء وإن قدمها ذويها إلى الهيكل حسب رواية [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]] والتقليد الكنسي، إلا أنها قد عادت إلى منزل ذويها في [[الناصرة]] حيث قضت هناك عدة سنوات قبل خطبتها ل[[يوسف النجار]]، خصوصًا أن النساء لم يكن المسموح لهنّ بالخدمة أو الإقامة في [[هيكل سليمان|الهيكل]] لدى تجاوزهنّ سن الإثني عشر عامًا وهو عمر البلوغ وفق [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]].<ref>[https://www.marypages.com/PresentationMaryArabic.htm عيد تقدمة العذراء إلى الهيكل]، مؤسسة صفحات مريم، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305011156/http://www.marypages.com/PresentationMaryArabic.htm |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> في حين يذكر إنجيل بشارة يعقوب المنحول أن يوسف من كفل العذراء إثر قرعة قام بها [[زكريا]] بعد تجاوز مريم الثانية عشر من عمرها.
[[ملف:Santi gioacchino e anna.jpg|يسار|230بك|تصغير|[[فن بيزنطي|أيقونة بيزنطية]] تظهر [[يهوياقيم|القديس يهوياقيم]] و[[حنة (أم مريم العذراء)|القديسة حنة]] والدي العذراء.]]
مع أن إنجيل يعقوب يذكر أن يهوياقيم (والد مريم) كان غنيًا، بيد أن عددًا من الباحثين يشيرون خلاف ذلك، أو أن عائلة خطيبها [[يوسف النجار]] أقله لم تكن كذلك، فعند تقدمة [[يسوع]] وفق [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]] قام يوسف ومريم بتقديم ذبيحة الفقراء.{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|24/1}} يلفت [[إلهيات|اللاهوتيون]] النظر إلى كون: {{خط/عربي|نشيد الفرح الذي شدت به لأليصابات يبيّن مدى معرفتها بالله وبالتقليد اليهودي وبكون أفكارها مملوءة بكلمات من العهد القديم.}}<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تاندل للنشر، بريطانيا العظمى، طبعة أولى، ص.205</ref> ما يتفق مع [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]] والتقليد الكنسي بكونها تلقت تعاليمًا ودورسًا دينية.

استنادًا إلى إنجيل بشارة يعقوب ذاته وعدد من كتابات [[آباء الكنيسة]] فإن [[يوسف النجار]] كان له من العمر تسعون عامًا عندما كفل مريم،<ref name="القديس يوسف نجار الناصرة">[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2NA== القديس يوسف نجار الناصرة] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210056/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjQ2NA== |date=17 فبراير 2020 }} الشماس نبيل حليم يعقوب، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 6 تشرين أول 2010.{{استشهاد ويب |مسار=https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjQ2NA== |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=17 فبراير 2020 |تاريخ أرشيف=17 فبراير 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200217210056/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjQ2NA== |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> ما يجعل ميلادها إذا ما حدد موعد ميلاد [[يسوع]] بين عامي [[4]] إلى [[6]] [[قبل الميلاد]] حوالي عام [[18]] [[قبل الميلاد]]، وتعتبر هذه النظرية رسمية في [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]] و[[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] غير أنها تنتقد بشدة من قبل أغلب الباحثين وكذلك من قبل [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]. فمن المعروف أن [[يوسف النجار]] كان حيًا عندما كان عمر [[يسوع]] اثني عشر عامًا،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|48/2}} ثم لا يذكر في حياة [[يسوع]] العلنية مطلقًا؛ ومن المستبعد كما يرى الباحثون، أن يسافر رجل تجاوز المئة إلى [[مصر]] أو [[القدس|أورشليم]]، أو أن يرعى عائلة من جديد، خصوصًا أن الرواية الأولى تضيف أن ليوسف زواجًا سابقًا دام تسعًا وأربعين عامًا أنجب فيه ستة أولاد،<ref name="القديس يوسف نجار الناصرة"/> فالمعتمد في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] وكذلك [[لوثرية|الكنيستين اللوثرية]] و[[أنجليكية|الإنجليكانية]] إضافة لأغلب الباحثين عدم الأخذ بنظرية الأعمار الواردة في الكتب الأبوكريفية وإن قام عدد منهم بالأخذ بها كما فعل [[نيكوس كازانتزاكيس]]؛ علمًا بأنه وفق المعتقدات الكاثوليكية فإن العذراء عندما ظهرت في [[فاطمة (مدينة)|بلدة فاطمة]] [[البرتغال]]ية عام [[1917]] وصفت من قبل الرؤاة بأن عمرها بين السادسة عشر والتاسعة عشر؛<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، الأب أوغسطينوس بربارة، دار كريم، طبعة ثالثة، جونيه، ص.56</ref> وتحدد [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] عمر [[يوسف النجار]] بنحو الثلاثين عند زواجه ووفاته بنحو الستين.<ref>[https://www.marypages.com/StJosephArabic.htm القديس يوسف]، مؤسسة صفحات مريم، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160622232750/http://www.marypages.com/StJosephArabic.htm |date=22 يونيو 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

بحسب التقليد المسيحي أيضًا، أي مجموع كتابات [[آباء الكنيسة]] الأوائل، فإن والدي العذراء هما [[حنة (أم مريم العذراء)|حنة]] و[[يهوياقيم]]، ويحتفل بتذكارهما في [[9 سبتمبر]] من كل عام،<ref>[https://www.mjoa.org/cms/index.php?option=com_content&view=article&id=489&catid=116&Itemid=138 القديسين يواكيم وحنة أبوي والدة الإله] الشبيبة الأرثوذكسية، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304195510/http://www.mjoa.org/cms/index.php?option=com_content&view=article&id=489&catid=116&Itemid=138 |date=04 مارس 2016}}</ref> أي بعد يوم واحد من ذكرى ميلاد مريم العذراء في [[8 سبتمبر]] من كل عام حسب التقليد الكنسي أيضًا.<ref>[https://www.marypages.com/NativityMaryArabic.htm عيد ميلاد العذراء]، مؤسسة صفحات مريم، 6 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170608071655/http://www.marypages.com/NativityMaryArabic.htm |date=08 يونيو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

هناك أيضًا جدل بين الباحثين حول نسب مريم العذراء وإلى أي سبط من [[سبط (عائلة)|أسباط بني إسرائيل]] تنتمي، فحسب بعض [[آباء الكنيسة]] كالقديس أمبروسيوس وبعض المفسرين [[بروتستانتية|البروتستانت]] [[العهد الجديد|للعهد الجديد]] أمثال ديفيد فيرمان وجيمس جالفن، تُنسب العذراء إلى سبط يهوذا الملكي، وبالتالي فإن [[يسوع]] ينتسب إلى سبط يهوذا من ناحيتي أبيه وأمه كليهما، يرى هؤلاء أن سلسة نسب [[يسوع]] الواردة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=40&tbk=66&sr=لوقا+3:23-38&range=3 إنجيل لوقا 3/ 23-38] هي نسبه من ناحية أمه مريم ويعتقدون أن هالي المذكور بعد [[يوسف النجار|يوسف]] هو حمي يوسف وليس والده،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.217</ref><ref>[https://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Luke/ تفسير العهد الجديد، إنجيل لوقا] الكنائس العربية، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111230210947/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/luka.htm |date=30 ديسمبر 2011}}</ref> البعض الآخر من الباحثين يرون أنها من سبط لاوي وذلك استنادًا إلى كون [[أليصابات]] قريبتها متزوجة من هذا السبط ولا يحق لليهود الزواج من غير سبطهم حسب تشريع [[سفر العدد]]، وتعتبر هذه النظرية الرسمية لدى [[الإسلام]]<ref>[https://islamport.com/d/1/tfs/1/27/1215.html?zoom_highlightsub=%22+%ED%C7+%C3%CE%CA+%E5%C7%D1%E6%E4%22 تفسير ابن كثير] الموسوعة الشاملة، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200114210300/http://islamport.com/d/1/tfs/1/27/1215.html?zoom_highlightsub=%22+%ED%C7+%C3%CE%CA+%E5%C7%D1%E6%E4%22 |date=14 يناير 2020}}</ref> وكذلك [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]]،<ref>جاء في السنكسار القبطي: تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى: مريم(أم سالومي)، التي اهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح؛ صوفية (أم أليصابات) والدة يوحنا المعمدان؛ حنة(أم مريم العذراء) وهي أم يسوع المسيح. انظر [https://www.avakaras.com/showpost.php?p=87693&postcount=1 نسب العذراء مريم]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120112185541/http://www.avakaras.com/showpost.php?p=87693&postcount=1 |date=12 يناير 2012}}</ref> غير أن [[العهد القديم]] يحفل أيضًا بذكر زوجات شخصياته من غير أسباطهم، بل من غير [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] رغم أن [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]] تحرّم ذلك، فلدى العودة من [[الأسر البابلي|سبي بابل]] سقطت الكثير من الشرائع اليهودية. هناك أيضًا رأي ثالث يغلب عليه الطابع التاريخي، ف[[الناصرة]] - حيث ترعرعت العذراء - واقعة ضمن حدود سبط منسّى، لذلك فقد تكون العذراء من هذا السبط، وهناك عدد آخر من الباحثين كالأب الباحث سليم يمّين ووديع بشور يرون أن [[يسوع]] وأمه وعائلته ليسوا [[يهود|بيهود]] أصلًا وإنما [[آراميون|سريان آراميون]] متهودون.<ref>[http://election.elmarada.org/index.php?option=com_content&view=article&id=30510:الأب-يوسف-يمين-المسيح-وتلامذته-لبنانيون-وليسوا-يهودًا&catid=54:مقابلات-وتصريحات&Itemid=181 الأب يوسف يمين: المسيح وتلامذته لبنانيون وليسوا يهودًا ]{{وصلة مكسورة}}، موقع تيار المردة، 7 تشرين أول 2010.</ref> ً

=== البشارة ===
{{مفصلة|البشارة}}
[[ملف:Paolo de Matteis - The Annunciation.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[أيقونة]] [[البشارة]] بحسب الفن اللاتيني، رسم باولو ميتاس، [[1712]].]]
بين [[إنجيل|الأناجيل الأربعة القانونية]] ينفرد [[إنجيل متى]] و[[إنجيل لوقا]] بذكر [[عيد الميلاد|ميلاد يسوع]] وبينما يذكر [[إنجيل متى]] باقتضاب: {{خط/عربي|وكانت أمه مريم مخطوبة ليوسف وقبل أن يجتمعا معًا وجدت حبلى من الروح القدس.}}{{شواهد الكتاب المقدس|متى|18/1}} ينفرد [[إنجيل لوقا]] بذكر حادثة [[البشارة]] والتوسع بالأحداث السابقة للميلاد، ما دفع بعض [[آباء الكنيسة]] للقول بأن [[لوقا]] قد اجتمع مع مريم في مدينة [[أفسس]] ونقل منها الفصول المتعلقة بالميلاد.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.202</ref>

بحسب [[إنجيل لوقا]] فإنه عندما كانت [[أليصابات]] في الشهر السادس من حملها ب[[يوحنا المعمدان]]،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.242</ref> ظهر [[ملاك|ملاك الرب]] [[جبرائيل]]: {{خط/عربي|«إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ.»}}.{{استشهاد بآية إنجيلية|رقم السفر=52|رقم الإصحاح=1|أول آية=26|آخر آية=27}}
[[ملف:Holy Doors.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[أيقونة]] [[البشارة]] بحسب [[فن بيزنطي|الفن البيزنطي]]، تعرف أيضًا باسم '''الباب المقدس''' وهي تعود [[القرن 12|للقرن الثاني عشر]].]]
إذاك تذكر رواية البشارة حسب [[إنجيل لوقا]] أن مريم قد اضطربت لكلام الملاك وتساءلت عن معنى هذه التحية،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|29/1}} فأجابها الملاك: {{خط/عربي|لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة من عند الله، فستحبلين وتلدين ابنًا تسميه يسوع؛ سيكون عظيمًا وابن العلي يدعى ويوليه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولن يكون لملكه نهاية.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|30/1}} فاستفسرت مريم من الملاك: {{خط/عربي|كيف يحدث هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحلّ عليك وقدره العلي تظللك لذلك يكون المولد منك قدوسًا وابن الله العلي يدعى.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|35/1}} بيّن الملاك لمريم أيضًا أن قريبتها <small>(بحسب التقليد الكنسي ابنة خالتها)</small> [[أليصابات]] حامل: {{خط/عربي|ها إن نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضًا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرًا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|36/1}} إذاك قالت مريم: {{خط/عربي|ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|39/1}} عندها انصرف الملاك من عندها، وبحسب المعتقدات المسيحية قد حملت مريم مباشرة بعد ذلك، ويحتفل المسيحيون حول العالم بعيد البشارة في [[25 مارس]] كل عام أي قبل تسعة أشهر تمامًا من [[25 ديسمبر]] موعد الاحتفال [[عيد الميلاد|بميلاد يسوع المسيح]]،<ref>[https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/07-Jesus-Mastery-Feast__Anba-Benyameen/Rites-of-Coptic-Small-n-Big-Mastery-Feasts_006-Annunciation-of-the-Angel.html عيد البشارة المجيد بميلاد يسوع المسيح]، الأنبا تكلا، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711184355/http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/07-Jesus-Mastery-Feast__Anba-Benyameen/Rites-of-Coptic-Small-n-Big-Mastery-Feasts_006-Annunciation-of-the-Angel.html |date=11 يوليو 2017}}</ref> ويخصص الأحد الثاني من زمن الميلاد لاستذكار الحادث أيضًا،<ref>القداس الماروني، اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية، بإذن البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بكركي 1992، ص.41</ref> كما أن [[كنيسة البشارة (توضيح)|كنيسة البشارة]] في [[الناصرة]] لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي وفق المعتقدات المسيحية لمكان حدوث [[البشارة]].<ref>[https://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=9394 كنيسة البشارة، الناصرة]، منتديات الكنيسة، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160322031517/http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=9394 |date=22 مارس 2016}}</ref>

وجد بعض المفسرين [[العهد الجديد|للعهد الجديد]] بقول الملاك قوة العلي تظللك إشارة إلى [[سفر الخروج]] حيث ظلل الغمام الشعب الذي قاده [[موسى]] من [[مصر]]،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.243</ref> في حين يوضح بعض المفسرين الآخرين: {{خط/عربي|إن العذراء ربما واجهت الكثير من الهزء والافتراء بسبب حملها، كما أن خطيبها يوسف أراد أن يفك خطوبته سرًا لما علم بالأمر.}}<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.201</ref> لكن كما يعلن [[إنجيل متى]] فقد ظهر له [[ملاك|ملاك الرب]] في الحلم وقال له: {{خط/عربي|يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأت بمريم عروسك إلى بيتك لأن الذي حبلى فيه إنما هو من الروح القدس.}}{{شواهد الكتاب المقدس|متى|20/1}} فيعتقد المسيحيون إذاك: {{خط/عربي|غير يوسف خطته بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له فأطاع الله وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي، وقبل انفضاح أمر الحمل.}}<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.8</ref> إذ يقول القديس إمبروسيوس أحد [[آباء الكنيسة]]: {{خط/عربي|لكي لا يُظن أنها زانية. ولقد وصفت بصفتين في آن واحد، أنها زوجة وعذراء. فهي عذراء لأنها لم تعرف رجلًا، وزوجة حتى تُحفظ ممَّا قد يشوب سمعتها، فانتفاخ بطنها يشير إلى فقدان البتوليّة في نظر الناس. هذا وقد اِختار الرب أن يشك البعض في نسبه الحقيقي عن أن يشكُّوا في طهارة والدته... لم يجد داعيًا للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته.}}<ref>[https://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Luke/1 صدّيقنا صار مثلنا: البشارة بالتجسد]، الكنائس العربية، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120106030045/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/luka1.htm |date=06 يناير 2012}}</ref> أما مريم إثر زواجها فقد انتقلت إلى [[أليصابات]] في جبال يهوذا حسب [[إنجيل لوقا]]،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|39/1}} ويحددها التقليد المسيحي بأنها [[عين كارم]] إلى الجنوب الغربي من [[القدس]]، وقد مكثت هناك إلى ما بعد ولادة [[يوحنا المعمدان]]، أي حوالي ثلاث أشهر.<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.244</ref>

اعتقد [[مسيحيون|المسيحيون]] [[آراميون|السريان]] بشكل خاص، أنه حالما حبلت مريم فقد تصور [[يسوع]] في أحشائها كاملًا بعد أن أخذ طبيعته البشرية منها، ولم ينم كما ينمو الجنين العادي، يلتقي هذا الاعتقاد السرياني مع بعض [[فقيه|الفقهاء]] [[مسلم|المسلمين]] في تفسير [[القرآن]]،<ref>[https://islamport.com/d/1/tfs/1/37/1926.html?zoom_highlightsub=%E3%D1%ED%E3 تفسير ابن الرازي]، الموسوعة الشاملة، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304194545/http://islamport.com/d/1/tfs/1/37/1926.html?zoom_highlightsub=%E3%D1%ED%E3 |date=4 مارس 2016}}</ref> ومع إنجيل مريم وطفولة المخلص المنحول،<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_229.htm المصادر المسيحية للقرآن]، تاريخ الأقباط، 7 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170803015104/http://www.coptichistory.org/new_page_229.htm |date=03 أغسطس 2017}}</ref> غير أن الكنيسة لم تثبته ولم تنفه، ولا يزال يردد حتى اليوم طوال تسعة أيام قبل [[عيد الميلاد]] في [[مسيحية سريانية|جميع الكنائس التي تتبع الطقس السرياني]] معنيث أي [[نشيد]] يشير إلى هذا الاعتقاد.<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.494</ref>

=== زيارة أليصابات ===
{{مفصلة|أليصابات}}
{{صندوق اقتباس|يسار|اقتباس='''من [[نشيد مريم]]'''<br />
تعظم نفسي الرب،<br />
وتبتهج روحي بالله مخلصي،<br />
لأنه نظر إلى تواضع أمته،<br />
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،<br />
لأن القدير قد صنع بي العظائم،<br />
واسمه قدوس،<br />
ورحمته إلى أجيالٍ وأجيالٍ للذين يتقونه.|المصدر= [[إنجيل لوقا]] 1/ 46-50}}
[[ملف:Champaigne visitation.jpg|يمين|240بك|تصغير|[[أليصابات]] <small>(يسار)</small> تستقبل مريم في بيتها، رسم فيليب دي شامبين، [[القرن 17|القرن السابع عشر]].]]
تعتبر زيارة العذراء إلى [[أليصابات]] من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد خصصت لها الكنيسة أسبوعًا خاصًا من أسابيع زمن الميلاد السبعة،<ref>القداس الماروني، مرجع سابق، ص.55</ref> وكذلك تقيم تذكارًا لذلك في [[2 يوليو]] من كل عام.<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.658</ref> ينفرد [[إنجيل لوقا]] بذكر الحادثة، ويبدأ بذكر: {{خط/عربي|في تلك الأيام}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|39/1}} دون مزيد من الإيضاح ما دفع بعضًا من [[آباء الكنيسة]] للقول بأن الحدث قد تم عقب الزواج الاسمي من [[يوسف النجار]] والبعض الآخر أنه قد تم عقب [[البشارة]] ولحقه الزواج [[يوسف النجار|بيوسف]]، غير أن الرأي الأكثر شيوعًا أن الزيارة قد تمت بعد الزواج من [[يوسف النجار|يوسف]]،<ref>[https://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm نسب الملك وميلاده]، منتديات الكنيسة، 8 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150923172836/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> يتابع [[إنجيل لوقا]]: {{خط/عربي|قامت مريم وذهبت إلى الجبال قاصدة مدينة من مدن يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلّمت على أليصابات، ولما سمعت أليصابات سلام مريم قفز الجنين في بطنها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|40/1}} اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في [[المسيحية]] وفي كتابات [[آباء الكنيسة]] فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضًا اللقاء الأول بين [[يسوع]] و[[يوحنا المعمدان]] وكلاهما في الحشا.<ref>المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.59</ref> ثمّ {{خط/عربي|امتلأت أليصابات من الروح القدس وهتفت بصوت عالٍ قائلة: مباركة أنت بين النساء، ومباركة ثمرة بطنك.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|42/1}} وقد أخذت الكنيسة عبارة [[أليصابات]] هذه مع عبارة [[ملاك|الملاك]] [[جبرائيل]] لدى [[البشارة]] لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي [[السلام عليك يا مريم|السلام الملائكي]]، وتابعت [[أليصابات]]: {{خط/عربي|فمن أين لي هذا أن تأتي إليّ أم ربي؟ فإنه ما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى قفز الجنين ابتهاجًا في بطني.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|43/1}} غير أن المعترضين من [[بروتستانتية|الطوائف البروتستانتية]] رؤوا في الأصل اليوناني للكلمة بعدم استخدام [[أليصابات]] مصطلح [[يهوه]] وإنما مصطلح الرب إشارة لعدم شرعية اللقب،<ref>[https://www.kalimatalhayat.com/doctrine/CatholicDoctrinesintheBible/catholic_doctrines-09.htm الطوباوية مريم]، كلمة الحياة، 7 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080827220125/http://www.kalimatalhayat.com/doctrine/CatholicDoctrinesintheBible/catholic_doctrines-09.htm |date=27 أغسطس 2008}}</ref> بجميع الأحوال فإن مختلف المواقف والتفاسير تتفق أن الآيات تحوي إكرامًا خاصًا لمريم العذراء: {{خط/عربي|فطوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قبل لها من الرب.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|45/1}}
ينتقل لوقا حينه لذكر [[نشيد مريم]] الذي أنشدته خلال زيارتها لأليصابات وهو يتشابه مع المواضيع العامة [[العهد القديم|للعهد القديم]]: {{خط/عربي|صورت مريم في نشيدها الله نصيرًا للفقراء والأذلاء والمحتقرين.}}<ref>المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.206</ref> وذكرت بوعده بالخلاص،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|55/1}} وبختام النشيد، يختم [[إنجيل لوقا]] زيارة العذراء: {{خط/عربي|وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاث أشهر ثم رجعت إلى بيتها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|55/1}} والراجح أن مريم مكثت في بيت زكريا إلى أن وضعت أليصابات ولدها، لكن [[لوقا]] أراد أن يختم موضوع سفر مريم قبل أن ينتقل إلى موضوع آخر أي مولد [[يوحنا المعمدان]] وتسميته وختانه،<ref>المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.245</ref> أما في خصوص وقت الزيارة الطويل فهذا يعود: {{خط/عربي|لصعوبة الانتقالات والمواصلات فضلًا عن ندرتها حينها، كانت الزيارات لفترات طويلة أمرًا عاديًا، ولا بدّ أن مريم كانت عونًا كبيرًا لأليصابات التي كانت تحتمل عناء حملها الأول وهي في سن متقدمة.}}<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.207</ref>

=== ميلاد يسوع ===
{{مفصلة|ميلاد يسوع}}
{{شريط جانبي مسيحية}}
يقدم [[إنجيل لوقا]] الإطار العام لميلاد [[يسوع]] فقد أصدر [[أغسطس|أغسطس قيصر]] مرسومًا بإحصاء سكان [[الإمبراطورية الرومانية]]،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|1/2}} ولهذه المناسبة: {{خط/عربي|ذهب الجميع ليتسجلوا كل واحدٍ إلى بلدته، وصعد يوسف أيضًا من مدينة الناصرة بمنطقة الجليل إلى مدينة داود المدعوة بيت لحم بمنطقة اليهودية، لأنه كان من بيت داود وعشيرته، ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له وهي حبلى.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|3/2}} لقد استخدم [[إنجيل لوقا]] مصطلح خطيبته رغم أنها كانت زوجته آنذاك أمام المجتمع،{{شواهد الكتاب المقدس|متى|24/1}} وفي هذا إشارة إلى الاعتقاد المسيحي ببتولية مريم العذراء،<ref>[https://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm نسب الملك وميلاده]، تفسير إنجيل متى، 9 تشرين أول2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150923172836/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |date=23 سبتمبر 2015}}</ref> وبينما كانا هناك تمت أيامها لتلد،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|5/2}} فيذكر [[إنجيل لوقا]] كيف ولدت [[يسوع]] ولفته بقماط وأنامته في مذود،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|7/2}} إن ذكر المذود هو أساس الاعتقاد بأن [[يسوع]] ولد في حظيرة، فقد كانت الحظائر آنذاك كهوفًا تحوي مذودًا، ويعتبر هذا المكان مظلمًا وقذرًا، سبب ذلك لأن مريم لم تجد مكانًا لتضع فيه مولودها في منزل أو فندق،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|8/2}} ويرى [[آباء الكنيسة]] في ذلك دروسًا روحيّة عديدة،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.208</ref> أما القماط فيسود الاعتقاد بأنه إشارة سابقة لتكفين [[يسوع]] وبالتالي موته.<ref>[https://zenit.org/article-6021?l=arabic الكنيسة عروس المسيح، أناشيد مار أفرام السرياني]، وكالة زينت، 9 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110624001045/http://www.zenit.org/article-6021?l=arabic |date=24 يونيو 2011}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

بحسب إنجيل يعقوب المنحول، فإن [[سالومة]] وهي أيضًا إحدى قريبات العذراء إضافة إلى قابلة مشرفة على ولادتها حضرا الميلاد؛ بحسب الإنجيل المنحول أيضًا فقد كانت [[سالومة]] تشكك في أن مريم قد حبلت فعلًا من [[الروح القدس]] وأنها كانت وستبقى عذراءً، فعندما ولدت العذراء تعجبت القابلة وسالومة فقد ظلت مريم عذراءً على الرغم من ولادتها، إذاك هتفت سالومة وتهللت وآمنت بكل ما كانت مريم قد أخبرتها به.<ref>[https://www.monachos.net/content/patristics/patristictexts/669-protoevangelium-protoevangelion-of-james إنجيل بشارة يعقوب]، (باللغة الإنكليزية)، المقطع 13 و14 و15. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120922151212/http://www.monachos.net/content/patristics/patristictexts/669-protoevangelium-protoevangelion-of-james |date=22 سبتمبر 2012}}</ref>

رواية [[إنجيل منحول|الأناجيل المنتحلة]] عمومًا غير مأخوذ بها في الكنيسة أو في العقائد المسيحية غير أنها هامة لدراسة الفكر الديني لدى المسيحيين في القرون الأولى، كما أنها تعكس إكرام العذراء منذ العصور المبكرة في المسيحية،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.24 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> أما في رواية الميلاد الرسمية لا تذكر سالومة أو القابلة، لكن يذكر رعاة وقد ظهر لهم ملائكة وأرشدوهم إلى مكان الميلاد: {{خط/عربي|وجاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا في مذود.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|16/2}} وتختم رواية الميلاد: {{خط/عربي|وأما مريم فكانت تحفظ هذه الأمور جميعًا وتتأملها في قلبها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|19/2}}

=== الأحداث اللاحقة للميلاد ===
{{مفصلة|عيد الختان|مذبحة الأبرياء|الهرب إلى مصر}}
[[ملف:Correggio Adoration.jpg|يمين|250بك|تصغير|مريم و[[الطفل يسوع]]، بريشة [[أنطونيو دا كوريدجو|أنطونيو دا كوريجيو]]، [[1520]].]]
يبدو بحسب الأناجيل أن إقامة مريم ويوسف قد طالت في بيت لحم،<ref name="ReferenceA">التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.212 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> فختن الصبي وسمي [[يسوع]] في يومه الثامن،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|21/2}} وبعد أربعين يومًا صعدا به إلى [[القدس|أورشليم]] ليقدماه في [[هيكل سليمان|الهيكل]] وفق [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]]، وترتبط التقدمة بأم المولود عمومًا، إذ تتم التقدمة بعد أربعين يومًا لأنها مدة تطهير المرأة التي وضعت مولودًا ذكرًا حسب [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]]، أما لو وضعت المرأة أنثى تطول مدة التطهير ثمانين يومًا،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.211 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> وخلال التقدمة كانت في [[هيكل سليمان|الهيكل]] سمعان البار، والنبية حنّة بنت فنوئيل،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|36/2}} الذين أخذا حسب [[إنجيل لوقا]] بالتهليل والتسبيح لأنها أبصرا [[يسوع]]،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|26/2}} وقدّم سمعان البار نبؤة: {{خط/عربي|ثم باركهما وقال لمريم أم الطفل: ها إن هذا الطفل قد جعل سقوط كثيرين وقيام كثيرين في إسرائيل، وحتى أنت سيخترق سيف الحزن نفسك لكي تنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|35/2}} وستشكل الآيتين السابقتين أساس الاعتقاد [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكي]] اللاحق بكون مريم “'''شريكة الفداء'''”.

الحدث الآخر اللاحق للميلاد والذي تظهر في العذراء هو زيارة [[المجوس الثلاثة]] ويظهرون في بعض الترجمات تحت اسم الحكماء،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص. 9-10 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> على عكس ما هو شائع شعبيًا، يعتقد المسيحيون أن زيارة ال[[مجوس]] قد تمت وقد تجاوز عمر [[يسوع]] العام أو العامين،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.10 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> وليس مباشرًا بعد الميلاد، <small>(انظر [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+2:16&range=1 إنجيل متى 16/2])</small> يعتقد بعض اللاهوتيين المفسرين أن [[المجوس الثلاثة]] جاؤوا من [[العراق]] وربما كانوا من [[يهود|اليهود]] الذين ظلوا في [[بابل]] بعد العودة من [[الأسر البابلي|السبي]]، غير أن بعضهم الآخر يعتقد أنهم جاؤوا من [[الأردن]] أو [[شبه الجزيرة العربية]] أي أنهم كانوا [[عرب]]ًا لأن هداياهم التي قدموها، [[ذهب|الذهب]] و[[بخور|البخور]] و[[مر (نبات)|المر]] هي من الأشياء التي اشتهرت بها بلاد العرب،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.52 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=9 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200422130232/http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=%D9%85%D8%AA%D9%89+2%3A16&range=1 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> ويرى بعض اللاهوتيين أيضًا أن النجم الذي قادهم إلى [[بيت لحم]] هو اقتران كواكب [[المشتري]] و[[زحل]] و[[المريخ]] الذي تم بحدود العامين [[5 (عام)|5]] إلى [[6]] [[قبل الميلاد]]:<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.9</ref> {{خط/عربي|ودخلوا البيت فوجدوا الصبي مع أمه مريم، فجثوا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبًا وبخورًا ومرًا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|متى|11/2}}
[[ملف:Rubens, Peter Paul - Flight into Egypt - 1614.jpg|يمين|250بك|تصغير|الهروب إلى [[مصر]]، بريشة [[بيتر بول روبنس]]، [[1614]].]]
بعيد رحيل المجوس أوحي [[يوسف النجار|ليوسف]] عن طريق [[ملاك]] في [[حلم|الحلم]]: {{خط/عربي|قم واهرب بالصبي وأمه إلى مصر وابق فيها إلى أن آمرك بالرجوع فإن هيرودس سيبحث عن الصبي ليقتله. فقام يوسف في تلك الليلة وهرب بالصبي وأمه منطلقًا إلى مصر.}}{{شواهد الكتاب المقدس|متى|13/2}} يشرح [[إنجيل متى]] بشكل مفصل عن الأسباب التي دفعت [[هيرودس الأول|هيرودس الكبير]] لقتل [[يسوع]] ويذكر أنه أمر بأن يقتل جميع أطفال [[بيت لحم]] وجوارها من ابن سنتين فما دون لمحاولة القضاء عليه،{{شواهد الكتاب المقدس|متى|16/2}} ورغم أن مذبحة [[هيرودس الأول|هيرودس الكبير]] المذكورة في [[العهد الجديد]] لم يشر إليها في كتابات المؤرخين الأقدمين، إلا أن المؤرخ اليهودي يوسف يذكر أن هيرودس كان سفاحًا دون مزيد من الإيضاح.<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.54</ref>

نشاطات العائلة في [[مصر]] غير واضحة ولا يأت على أي ذكر لها في [[إنجيل|الأناجيل الأربعة]]، غير أن التقليد القبطي يذكر أن مدة الإقامة في مصر دامت ستة أشهر وأن العائلة قد استقرت في [[أسيوط]]، ويضيف التقليد القبطي خمسة وعشرين موقعًا أغلبها تحوّل إلى [[كنيسة|كنائس]] و[[دير|أديرة]] شهدت فعاليات العائلة على طريق الذهاب إلى مصر ومن ثم العودة إلى [[فلسطين]].<ref>[https://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=239782 رحلة العائلة المقدسة (الحلقة الأخيرة) في أسيوط.. جبال ومغارات تضع خاتمة رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر]، سماح عبد العاطي، جريدة المصري اليوم، 9 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118234817/http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=239782 |date=18 يناير 2012}}</ref>

جميع أحداث حياة [[يسوع]] اللاحقة، حتى بداية حياته العلنية لا يذكر عنها شيئًا في [[إنجيل|الأناجيل الأربعة]]، باستثناء ما يذكر في [[إنجيل لوقا]] من ضياع [[يسوع]] في [[هيكل سليمان|الهيكل]] خلال احتفالات [[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]] وله من العمر اثني عشر عامًا،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|44/2}} وبعد أن بحثت مريم و[[يوسف النجار]] عليه وجدته بعد ثلاث أيام في الهيكل: {{خط/عربي|جالسًا وسط المعلمين يستمع إليهم ويطرح عليهم الأسئلة. فقالت له مريم: يا بني لماذا عملت هكذا؟ فقد كنا أبوك وأنا نبحث عنك متضايقين.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|48/2}} ويختم هذا المقطع أيضًا بعبارة: {{خط/عربي|وكانت أمه مريم تحفظ هذه الأمور كلها في قلبها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|51/2}} وهي العبارة التي ختم بها مقطع الميلاد؛ علمًا أن العائلة قد استقرت في [[الناصرة]] منذ العودة من [[مصر]].{{شواهد الكتاب المقدس|متى|23/3}}

=== في حياة يسوع العلنية ===
[[ملف:Latin Patriarch of Jerusalem2979.JPG|يسار|300بك|تصغير|[[لوحة جدارية|جدارية]] من [[فن بيزنطي|الفن البيزنطي]] في مقر [[بطريركية القدس للروم الأرثوذكس|بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس]]، تظهر [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]].]]

يتناقص ذكر العذراء في [[إنجيل|الأنجيل]] خلال حياة [[يسوع]] العلنية، هذا يعود بشكل أساسي لكون [[إنجيل|الإنجيل]]: {{خط/عربي|آيات دونت لكم لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم الحياة الأبدية إذ تؤمنون.}}{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|31/20}} فالأناجيل الأربعة تركز على شخص [[يسوع]] وأعماله وتعاليمه دون [[قالب:شخصيات من العهد الجديد|سائر الشخصيات]] على اختلاف أهميتها؛ سوى ذلك فإن العذراء لم تكن من الذين تبعوا [[يسوع]] في جولاته وتبشيره فلا يذكرها [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+8:1-3&range=1&x=18&y=10 إنجيل لوقا 8/ 1-3] في إطار ذكره للنساء اللواتي تبعنّ يسوع، ويتضح ذلك بشكل جلي في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+13:55-56&range=1&x=0&y=0 إنجيل متى 13/ 55-56] حيث يذكر أنها قد ظلت مقيمة في [[الناصرة]]، يعتقد المسيحيون أن في ذلك دروسًا وعبرًا عديدة:
{{اقتباس خاص|فإنها كانت تعيش على الأرض حياة ملؤها الاهتمام بالشؤون العالمية والأشغال، ومع ذلك كانت على الدوام متّحدةً بابنها اتحادًا صميمًا، مسهمةً في عمله الخلاصي إسهامًا لا مثلَ له على الإطلاق.<ref>انظر [[المجمع الفاتيكاني الثاني]]، [https://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/apostolicam-actuositatem/1-2.htm النشاط الرسولي]، قرار في رسالة العلمانيين، مادة 4. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118190543/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/apostolicam-actuositatem/1-2.htm |date=18 يناير 2012}}</ref>}}

إلى جانب ذلك فإن [[يسوع]] ينادى في [[إنجيل مرقس]] بالنجار ابن مريم،{{شواهد الكتاب المقدس|مرقس|3/6}} وينقل [[إنجيل لوقا]] مدحًا خاصًا لها خلال إحدى عظات [[يسوع]]: {{خط/عربي|طوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين أرضعاك.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|27/11}} ويروي [[إنجيل يوحنا]] أنه كان يزورها بين الفنية والأخرى ويقيم عندها عددًا من الأيام،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.317؛ هذا ما وجده اللاهوتيون في تفسير يوحنا 12/2</ref> غير أن الحدث الأبرز الذي تظهر به في حياة [[يسوع]] العلنية هو في [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]: {{خط/عربي|فلما نفذت الخمر، قالت أم يسوع له: لم يبق عندهم خمر! فأجابها: ما شأنك بي يا امرأة؟ ساعتي لم تأت بعد؛ فقالت أمه للخدم: افعلوا كل ما يأمركم به.}}{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|2/2}} حسب [[إنجيل يوحنا]] فإن [[يسوع]] استجابة لطلب أمه فقد أمر أن تملأ الأجران الستة المعدة للتطهير عند [[يهود|اليهود]] ماءً ثم أمر أن يقدم منها إلى كبير المدعوين، وإذ الماء قد تحول إلى خمر، فاستدعى كبير المدعوين العريس وقال له: {{خط/عربي|الناس جميعًا يقدمون الخمر الجيدة أولًا، وبعد أن يسكر الضيوف يقدمون لهم ما كان دونها جودة، أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة حتى الآن.}}{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|10/2}} ويصف [[إنجيل يوحنا]] هذه المعجزة التي تمت بناءً على طلب مريم: {{خط/عربي|بالآية الأولى التي أجراها يسوع في [[عرس قانا|قانا الجليل]].}}{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|11/2}}

الحدث الثاني الذي تظهر فيه العذراء حسب [[إنجيل|الأناجيل]] هو عند [[صليب]] [[يسوع]]، وقد انفرد [[إنجيل يوحنا]] بذكرها، وعمومًا فإن [[المسيحية]] تذكر أربع نساء هنّ: مريم العذراء و[[سالومة]] و[[مريم المجدلية]] و[[مريم زوجة كلوبا|مريم امرأة قلوبا]] بأنهنّ النساء اللواتي وفقنّ عند [[صليب]] [[يسوع]]:<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.446</ref> {{خط/عربي|فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يسوع يحبه واقفًا بالقرب منها، قال لأمه: أيتها المرأة هذا هو ابنك، ثم قال للتلميذ: هذه أمك؛ ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ إلى بيته.}}{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|26/19}}
[[ملف:Michelangelo's Pieta 5450.jpg|يمين|250بك|تصغير|منحوتة [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]] تظهر المرحلة الثالثة عشر من درب [[صليب (توضيح)|الصليب]] {{خط/عربي|"أنزل عن الصليب ووضع في حضن أمه المسكينة"}}، يشرف عليها المجلس البابوي لإدارة تراث [[الكرسي الرسولي]].]]
بحسب التقليد الكنسي فإن التلميذ الذي كان [[يسوع]] يحبه هو [[يوحنا بن زبدي]] كاتب [[إنجيل يوحنا|الإنجيل الرابع]] نفسه،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.380</ref> وقد وجد المفسرون أنه بهذا الحادث تكون العذراء الإنسان الوحيد الذي رافق [[يسوع]] من ميلاده وحتى موته وهذا ما يزيد من أهميتها،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.209-210</ref> ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم في هذا الخصوص:

{{اقتباس خاص|حتمًا في هذه اللحظات كان قلب القديسة مريم قد انشغل تمامًا بآلام ابنها، أما هو فآلامه لم تشغله عنها، بل هي ثمرة حبه الشديد لها ولكل البشرية. في بادرة حنان أخيرة نحو أمه أراد أن يَّؤمن لها عناية وعونًا بعد ذهابه، فسلّمها إلى من كان يحبه، والذي يعلم أنه الأقرب إليه من كل تلاميذه. بلا شك كان يوسف النجار قد تنيح منذ سنوات، ولم يعد من يهتم بالقديسة مريم، لذلك سلمها السيد المسيح وهو على الصليب للقديس يوحنا الحبيب بكونها أمه وهو ابنها.<ref>[https://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/ تفسير الفصل التاسع عشر من إنجيل يوحنا: صليب يسوع]، منتديات الكنيسة، 10 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719161504/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/ |date=19 يوليو 2017}}</ref>}}

ينقل التقليد الكنسي أن مريم كانت عند دفن [[يسوع]] وقد جاء في [[السنكسار]] [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكي الروماني]]: {{خط/عربي|يا مريم الأم الكلية الحزن، ما أمرّ سيف الوجع الذي ألم بقلبك عند نظرك ابنك يسوع العزيز مائتًا في حضنك.}}<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.529</ref> غير أن الأناجيل لا تذكر مريم في [[قيامة يسوع|القيامة]] حسب مختلف روايات [[العهد الجديد]] غير أن [[إنجيل مرقس]] يذكر [[سالومة]]،{{شواهد الكتاب المقدس|مرقس|1/16}} ضمن حاملات الطيب اللواتي زرن قبر [[يسوع]] فوجدنه خاليًا، ومن المعروف أن [[سالومة]] هي إحدى قريبات مريم.

[[ملف:Assumptiongirdle.jpg|يسار|170بك|تصغير|[[أيقونة]] [[الإمبراطورية البيزنطية|بيزنطية]] تظهر انتقال مريم العذراء، وتعطي زنار ثوبها [[توما|للقديس توما]] أحد [[رسل المسيح الاثنا عشر|الاثني عشر]]، لا يزال حسب التقليد، الزنار محفوظًا في [[كنيسة أم الزنار|كنيسة سيدة الزنار]]، [[حمص]]، [[سوريا]].<ref>[https://www.zunoro.org/zunar_a.php أم الزنار]، كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120119113116/http://www.zunoro.org/zunar_a.php |date=19 يناير 2012}}</ref>]]

=== بعد حياة يسوع العلنية ===
[[ملف:Dormition of the Mother of God.jpg|تصغير|200بك|يسار|أيقونة رقاد العذراء من القرن 12 في معرض تريتياكوف في [[روسيا]].]]
تذكر مريم في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=اعمال+1:12-14&range=1&x=0&y=0 سفر أعمال الرسل 1/ 12-14] مع الحاضرين في [[القدس|أورشليم]] من [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] بعيد صعود [[يسوع]] إلى السماء وفق [[الكتاب المقدس]] وهي الوحيدة التي ذكرت باسمها؛ ويذكر السفر: {{خط/عربي|أنهم كانوا جميعًا يداومون على الصلاة بقلب واحد.}}{{شواهد الكتاب المقدس|أعمال|14/1}} كذلك فقد كانت مريم حاضرة عند اختيار خلف [[يهوذا الإسخريوطي]]،{{للهامش|2}} وعند حلول [[الروح القدس]]، ويعتبر هذا الحدث هامًا إذ إنه وفق المعتقدات المسيحية فهو يمثل ميلاد [[كنيسة|الكنيسة]]،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.412</ref> وبداية عصر الرسل.

التقليد الكنسي يذكر أن مريم قد انضمت فعلًا إلى بيت [[يوحنا بن زبدي]] كما كان [[يسوع]] أوصى وهو على [[صليب|الصليب]]، ويذكر أيضًا أنها سكنت في بيته في [[القدس|أورشليم]] أحد عشر عامًا، ثم انتقلت وإياه إلى [[أفسس]] في [[الأناضول|آسيا الصغرى]]، حيث قضت هناك سائر سنواتها،<ref>انظر ميامير القديس يوحنا الأورشليمي، [https://www.christian2day.com/vb/showthread.php?p=10144 سيرة القديسة العظيمة مريم]، المسيحية اليوم، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160307222310/http://christian2day.com/vb/showthread.php?p=10144 |date=7 مارس 2016}}</ref> ولا يزال بيت العذراء في [[أفسس]] المكان التقليدي الذي عاشت فيه مريم عند انتقالها من [[فلسطين]].<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_689.htm أفسس مدينة العذراء]، تاريخ الأقباط، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170808100304/http://www.coptichistory.org/new_page_689.htm |date=08 أغسطس 2017}}</ref>

ورغم أن حياتها بشكل عام كانت هادئة إذاك غير أن عددًا من الأحداث الهامة أشرفت عليها: لقاؤها [[لوقا|بلوقا]] الذي نقل عنها أخبار الميلاد والطفولة ووضعها في إنجيله،<ref name="ReferenceA"/> ومساهمتها في إنشاء [[كنيسة]] [[أفسس]]، وكذلك رسم أولى الأيقونات،<ref name="تعليم">[https://www.talimmasihi.com/ahadis_other_046.htm مريم العذراء بين الأيقونة والصورة]، جمعية التعليم المسيحي في حلب، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305035109/http://talimmasihi.com/ahadis_other_046.htm |date=5 مارس 2016}}</ref> وتأسيس [[كنيسة]] فيليبي التي كانت أولى الكنائس التي تبنى على اسمها في المسيحية.<ref>[https://www.fathermarcosaziz.com/files/Saint_Mary_and_the_Coptic_Church.doc الكنيسة القبطية وتكريم العذراء مريم]{{وصلة مكسورة}}، الأب مرقس، 11 تشرين أول 2010.</ref>

عادت مريم إلى [[القدس|أورشليم]] في سنيها الأخيرة، ومن غير المعروف كيف توفيت أو طريقة وفاتها، هناك بضعة ميامير (قصائد شعبية) تذكر أنها مرضت ومن ثم توفيت، وتجمع الطوائف المسيحية التي تبجل العذراء أنها قد انتقلت من [[جبل الزيتون]] بحضور من تبقى حيًا من [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] إلى السماء مباشرة؛ يأتي هذا الاعتقاد استنادًا إلى عدد من نبوءات [[العهد القديم]]، وتختلف الطوائف بتفاصيل الاعتقاد به؛<ref>[https://www.ayletmarcharbel.org/AssumptionAr.htm تذكار انتقال مريم]، عائلة مار شربل، 11 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100124205928/http://www.ayletmarcharbel.org/AssumptionAr.htm |date=24 يناير 2010}}</ref> وبحسب التقليد المسيحي أيضًا فإن الانتقال قد تمّ بعد 13 إلى 15 عامًا من [[قيامة يسوع]] وبالتالي يكون قد تمّ بحوالي عام [[43]]، ويسع القول أنها كانت بحدود الستين من عمرها آنذاك.{{للهامش|3}}

== العقائد المريمية ==
{{مفصلة|ماريولوجيا}}
=== البتولية الدائمة ===
[[ملف:Italo-Byzantinischer Maler des 13. Jahrhunderts 001.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[أيقونة]] “صاحبة الجلالة”، من [[فن بيزنطي|الفن البيزنطي]]، وترقى [[القرن 13|للقرن الثالث عشر]].]]
يعتقد [[مسيحيون|المسيحيون]] أن مريم قد مكثت [[عذرية|بتولًا]] قبل [[ميلاد يسوع|الميلاد]] وفي الميلاد وبعد الميلاد،<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.493</ref> ويعتبر هذا الاعتقاد أحد أركان الإيمان المسيحي لدى الطوائف التي تبجل مريم العذراء وأقدمها،<ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-42-CH05-Virgin-Mary-08-Chastity.html دوام بتولية العذراء]، الأنبا تكلا، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170706173456/http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-42-CH05-Virgin-Mary-08-Chastity.html |date=06 يوليو 2017}}</ref> إذ قد ظهر في الكتابات المبكرة منذ [[القرن 2|القرن الثاني]] ويمكن رؤية ما يؤيده في [[إنجيل|الأناجيل]]، وسوى ذلك فعندما دار الجدال حول تفسير [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+1:25&range=1 متى 1/25]: {{خط/عربي|ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنًا فسماه يسوع.}} أقر [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عقيدة الدائمة البتولية حسمًا لأي جدال فيها.<ref>[https://www.enjeel.com/bible.php?bk=40&ch=1&vr=25#ver25 المجمع الباسيلي والمجامع المسكونية]، كنيسة الزيتون، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313122724/https://www.enjeel.com/bible.php?bk=40&ch=1&vr=25#ver25 |date=13 مارس 2020}}</ref><ref>انظر [https://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/denzinger/125-130.htm قرارات مجمع نيقيا الأول]، الموسوعة العربية: نؤمن بإله واحد، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118185109/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/denzinger/125-130.htm |date=18 يناير 2012}}</ref>

غير أن النقاش قد فتح مجددًا في أعقاب [[إصلاح بروتستانتي|الانشقاق البروتستانتي]] في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] معتمدين على آية [[إنجيل متى]] ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي <small>(انظر الحاشية للاستزادة)</small>؛{{للهامش|4}} خصوصًا أن مريم لم تناد أبدًا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية،<ref name="مدخل">مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص. 93</ref> غير أن مؤيدو نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه [[إنجيل مرقس]] دليلًا على صحة آرائهم: {{خط/عربي|أليس هذا هو النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته تقيم عندنا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|مرقس|9/6}} بيد أن مؤيدو البتولية الدائمة يشيرون إلى أن كلمة “أخ” في المجتمعات السورية القديمة وكذلك في [[اللغة العبرية]] و[[اللغة الآرامية]] تشمل جميع أبناء العائلة الواحدة لا تنحصر بالأشقاء فقط، وهكذا يدعى [[لوط]] أخًا [[إبراهيم|لإبراهيم]] في [[سفر التكوين]] رغم كون [[إبراهيم]] عمه، يرى هؤلاء أيضًا ما يؤيد آرائهم، وهو أن اثنين من الأسماء الأربعة المذكورة في آية مرقس السابقة يذكرون في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+27:56&range=1&x=0&y=0 متى 56/27] أنهم أولاد [[مريم زوجة كلوبا|مريم زوجة قلوبا]] إحدى قريبات مريم،<ref name="مدخل"/> هناك أدلة أخرى تؤيد هذه العقيدة فعندما ضاع [[يسوع]] في [[هيكل سليمان|الهيكل]] بعمر اثني عشر عامًا لا نجد ذكرًا لإخوته، وخلال نزاعه على [[صليب|الصليب]] طلب من [[يوحنا بن زبدي]] رعاية أمه، وكان من باب أولى أن يعتني بها إخوته،<ref>[https://www.talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm الحبل بلا دنس البتولية الدائمة]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306143044/http://talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm |date=6 مارس 2016}}</ref> هناك أيضًا عدد من نبوءات [[العهد القديم]] الذي وجد [[آباء الكنيسة]] أنها تشير إلى بتولية العذراء الدائمة: [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=حزقيال+44:2&range=1&x=0&y=0 حزقيال 2/44]، [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+4:12&range=1&x=0&y=0 نشيد الأناشيد 12/4]، أما [[كيرلس الأول (بابا الإسكندرية)|القديس كيرلس الإسكندري]] ينحو منحى المقارنة للبرهان عن العقيدة: {{خط/عربي|إن ملاكي القيامة لم يجسرا على الجلوس في المكان الذي وضع فيه الرب في القبر}}<small>(إشارة إلى [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=يوحنا+20:12&range=1&x=0&y=0 إنجيل يوحنا 12/20] حيث يذكر أن ملاكي القيامة جلسا الأول عند الرأس والآخر عند القدمين.)</small> {{خط/عربي|فكيف يجسر إنسان أن يوضع في بطن العذراء.}}<ref name="كاثوليكي">[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjY2MQ== معنى عصمة مريم من دنس الخطيئة الأصلية]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 11 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210118/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjY2MQ== |date=17 فبراير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
{{صندوق اقتباس|يسار|اقتباس=
فقال لي الرب،<br />
هذا الباب يكون مقفلًا، ولا يدخل منه رجل،<br />
لأن الرب إله إسرائيل، قد دخل منه،<br />
فيكون مغلقًا.|المصدر= [[سفر حزقيال]] 2/44 <br />يعتقد المسيحيون اللذين يؤمنون بالبتولية الدائمة،<br /> أن الباب المذكور في النبؤة،<br />هو رحم العذراء حيث مكث المسيح تسعة أشهر.}}
كذلك تظهر هذه العقيدة في [[إنجيل منحول|الأناجيل المنتحلة]] إذ جاء في إنجيل متى الثاني: {{خط/عربي|ترتيب جديد في الحياة اكتشف بواسطة مريم التي وعدت الله أن تظل عذراء.}} وفي إنجيل مريم وطفولة المخلص: {{خط/عربي|لن تعرف إنسانًا أبدًا فهي وحدها بدون نظير نقية بلا دنس.}}<ref name="كاثوليكي"/> علمًا أن مؤسسي [[بروتستانتية|البروتستانتية]] الأوائل أقروا بعقيدة البتولية الدائمة، ولم تظهر عند [[مارتن لوثر]] و[[جان كالفن]].<ref name="كاثوليكي"/>

ويظهر الاعتقاد بالبتولية الدائمة أيضًا في [[فقه (توضيح)|الفقه الإسلامي]]، من خلال كونها مطهرة عن مسيس الرجال.<ref>جاء في [https://islamport.com/d/1/tfs/1/47/2644.html?zoom_highlightsub=%22%E3%D1%ED%E3+%C8%E4%CA+%DA%E3%D1%C7%E4%22 تفسير اللباب لابن عادل]: وفي التطهير أيضا وجوه : أحدها : أنه - تعالى - طهرها عن الكفر والمعصية، كقوله تعالى في أزواج النبي : (4/70) {{قرآن|ويطهركم تطهيرا}} [ الأحزاب : 33 ]. وثانيها : طهرها عن مسيس الرجال. وثالثها : طهرها عن الحيض والنفاس. ورابعها : طهرها عن الأفعال الخسيسة. وخامسها : طهرها عن مقال اليهود وكذبهم وافترائهم. وأما الاصطفاء الثاني، فالمراد منه أنه - تعالى - وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب، وأنطق عيسى حين انفصاله منها وحين شهد لها ببراءتها من التهمة، وجعلها وابنها آية للعالمين. وقال علي - رضي الله عنه - سمعت النبي يقول : « خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة » رواه وكيع وأشار وكيع إلى السماء والأرض. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304202009/http://islamport.com/d/1/tfs/1/47/2644.html?zoom_highlightsub=%22%E3%D1%ED%E3+%C8%E4%CA+%DA%E3%D1%C7%E4%22 |date=4 مارس 2016}}</ref>

=== الانتقال إلى السماء ===
{{مفصلة|انتقال العذراء}}
عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضًا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات [[آباء الكنيسة]]،<ref name="كاثوليكي ثاني">[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NTE3Mw== انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210109/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |date=17 فبراير 2020 }}، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010: هناك أيضًا شهادات أخرى عديدة في تفسير بضعة آيات من [[رؤيا يوحنا]] وكذلك شهادات مختلف [[آباء الكنيسة]] [[توما الأكويني|كالقديس توما الإكويني]].{{استشهاد ويب |مسار=https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=17 فبراير 2020 |تاريخ أرشيف=17 فبراير 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200217210109/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> والأساس الكتابي الغالب لها هو [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+2:10&range=1 نشيد الأناشيد 2: 10].<ref>[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzM5OA== تأملات في انتقال العذراء إلى السماء]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210159/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MzM5OA== |date=17 فبراير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> ويخصص يوم 15 أغسطس لتذكار هذه المناسبة، يسبقه صوم مدته أربعة عشر يومًا؛<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-10-7awl-Takrim-Al-3athraa2-Wal-Soum.html صوم وتكريم العذراء مريم]، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170709071956/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-10-7awl-Takrim-Al-3athraa2-Wal-Soum.html |date=09 يوليو 2017}}</ref> غير أن هذه العقيدة لم تبحث في [[مجمع مسكوني|مجمع]]، وفي الكنيسة الكاثوليكية قام البابا [[بيوس الثاني عشر]] بإعلانها عقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950،<ref>[https://www.marypages.com/AssumptionArabic.htm انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170726153854/http://www.marypages.com/AssumptionArabic.htm |date=26 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات،<ref name="كاثوليكي ثاني"/>

[[ملف:Tizian 041.jpg|يسار|200بك|تصغير| [[تيتيان]] استغرق عامين ([[1516]]-[[1518]]) لإنجاز [[لوحة جدارية|جدارية]] انتقال مريم العذراء، المكونة من ثلاثة مستويات، وقد تكون أشهر الأيقونات المصورة للحدث.]]
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب [[الخطيئة الأصلية|الخطيئة المتوارثة منذ آدم]]، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.<ref>[https://www.gloryofmary.com/Mary/index.php?option=com_content&view=article&id=104:-1950-&catid=10:2009-01-29-00-25-28&Itemid=28 انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد- البابا بيوس الثاني عشر]، مجد مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130312051701/http://www.gloryofmary.com/Mary/index.php?option=com_content&view=article&id=104:-1950-&catid=10:2009-01-29-00-25-28&Itemid=28 |date=12 مارس 2013}}</ref> [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الكنائس الأرثوذكسية الشرقية]] و[[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]] وبعض [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية]] يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في [[جبل الزيتون|بستان الزيتون]]، وشهد الحدث من بقي حيًا من [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]]، بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛<ref>Bishop Kallistos (Ware) of Diokleia, in: Festal Menaion [London: Faber and Faber, 1969], p. 64.</ref> تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا [[توما|لتوما]] أحد التلاميذ الإثني عشر ممثلًا بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى [[القدس]] ودفنت هناك،<ref>[https://avamakarious.net/vb/showthread.php?t=1447 نياحة العذراء وإصعاد جسدها الطاهر]، الأنبا مكاريوس، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150226125805/http://avamakarious.net/vb/showthread.php?t=1447 |date=26 فبراير 2015}}</ref> وتعتقد [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة،<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-11-Al-3athra2-Fel-Senexar_.html العذراء مريم في السنكسار القبطي]، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170715064115/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-11-Al-3athra2-Fel-Senexar_.html |date=15 يوليو 2017}}</ref> أما [[أنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]] فهي ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان يفنى بعد موته حتى [[يوم القيامة]] والعذراء هي وحدها من لم تمت روحها، أي انتقلت روحيًا لا جسديًا.
تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين،<ref name="مريم">[https://www.fatherbassit.com/books/christ/Mariam_al-3azra2.htm مريم العذراء]، المطران كيرلس سليم بسترس، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160308040538/http://fatherbassit.com/books/christ/mariam_al-3azra2.htm |date=08 مارس 2016}}</ref> كذلك تعتبر هذه المناسبة [[عطلة|عطلة رسمية]] في عدد كبير من [[دولة|دول العالم]].<ref>انظر [https://www.ayam-alotal.com/selectday_8_15.htm القائمة الكاملة لعطل 15 أغسطس]، العطل الرسمية، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090823004803/http://www.ayam-alotal.com/selectday_8_15.htm |date=23 أغسطس 2009}}</ref>

=== سلطانة السماء والأرض ===
{{مفصلة|امرأة سفر الرؤيا}}
[[ملف:HarissaVirginOfLebanon.jpg|يمين|200بك|تصغير| نصب [[حريصا|سيدة لبنان حريصا]]، افتتح في 4 مايو 1908.]]
على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض [[مزمور|سفر المزامير]]: «جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير»،{{شواهد الكتاب المقدس|مزمور|9/45}} بوصفها نوع من النبؤة، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في [[رؤيا يوحنا|سفر الرؤيا]]: «امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا».{{شواهد الكتاب المقدس|رؤيا|1/12}} ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء.<ref>[https://www.marypages.com/QueenshipMaryArabic.htm عيد مريم العذراء الملكة]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول، 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150416073139/http://www.marypages.com/QueenshipMaryArabic.htm |date=16 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في [[العهد الجديد]] من خلال دورها في [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة.<ref>[https://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 معجزة [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]، كيرلس السادس، 13 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120402040047/https://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 |date=02 أبريل 2012}}</ref> كذلك يتضح دورها كشفيعة في الظهورات المريمية اللاحقة التي يؤمن المسيحيون بصحة وقوعها،<ref name="فاطمة">سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.320</ref> غير أنّ مفهوم شفاعة العذراء هي شفاعة عامة وليست شفاعة المسيح الكفارية</small>{{للهامش|5}}؛<ref name="مريم"/> وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ [[آباء الكنيسة]] حتى أعاد البابا [[بيوس الثاني عشر]] في 1 ديسمبر 1942: «تكريس العالم أجمع لقلب مريم؛ وأعلن بأن تكريس العالم لقلب مريم الأقدس يعني تكريس العالم لمحبة مريم العذراء».<ref name="فاطمة"/>

هناك أيضًا التكريس المحلي عندما تكرّس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس [[بلجيكا]]،<ref>[https://www.marypages.com/BeauraingArabian.htm سيدة بوارين، أنا العذراء النقية]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161029080427/http://www.marypages.com/BeauraingArabian.htm |date=29 أكتوبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وتكريس [[المكسيك]]،<ref>[https://www.marypages.com/GuadalupeArabic.htm سيدة غوادالوبي، راعية الأمريكيتين]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719013103/http://marypages.com/GuadalupeArabic.htm |date=19 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وتكريس [[لبنان]] على يد البطريرك [[إلياس بطرس الحويك|إلياس حويك]].<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.325 (بتصرف).</ref> تضيف الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم هي سلطانة المطهر، كما أعلن البابا [[بيوس الحادي عشر]] سنة 1930.<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.416</ref>

=== ثيوتوكس: والدة الإله ===
{{مفصلة|ثيوتوكس}}
[[ملف:Virgin of Vladimir.jpg |تصغير|يمين|170بك|[[أيقونة]] [[والدة الإله|ثيوتوكس]] [[فلاديمير (توضيح)|فلاديمير]] أي والدة الإله سيدة [[فلاديمير (توضيح)|فلاديمير]].]]
{{صندوق اقتباس|Right|اقتباس=نعظمك يا أم النور الحقيقي،<br />ونمجدك أيتها العذراء القديسة،<br />يا والدة الإله، يا ثيوتوكوس،<br />لأنك ولدت مخلص العالم،<br />فأتى وخلص نفوسنا.|المصدر= [[قانون الإيمان|قانون إيمان]] [[مجمع أفسس]] [[431]].<ref>[https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__007-Magma3-Afasus-I-431.html المجامع المسكونية المقدسة، مجمع أفسس الأول] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711200421/http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__007-Magma3-Afasus-I-431.html |date=11 يوليو 2017}}</ref>}}
لا يمكن اعتبار رفض [[نسطور]] [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] تسمية مريم والدة الله، مرتبطًا بها بشكل مباشر، بل إن [[نسطور]] وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي [[كنيسة المشرق الآشورية]] و[[كنيسة المشرق القديمة]] يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول [[يسوع]] نفسه؛<ref name="مريم"/> آمن [[نسطور]] كسائر [[مسيحيون|المسيحيين]] ب[[ثالوث|الثالوث الأقدس]] لكنه رفض اعتبار [[ابن|الابن]] ثاني الأقانيم الإلهية حسب المعتقدات المسيحية هو [[يسوع]]، بل ظهر الابن أو تجلى في [[يسوع]] وقت العماد، وبناءً على نظرته نحو [[يسوع]] وجد [[نسطور]] أن لقب “والدة الله” يعتبر هرطوقيًا وأنه يجب استبداله بلقب “والدة المسيح”.<ref>[https://metroplit-bishoy.org/files/arecumeni/nestorian.doc النسطورية ورسائل القديس كيرلس]، الأنبا بشوي، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306063033/http://www.metroplit-bishoy.org/files/arecumeni/nestorian.doc |date=06 مارس 2016}}</ref>

عندما أدان [[مجمع أفسس]] عام [[431]] [[نسطورية|العقيدة النسطورية]] أقر رسميًا استعمال لفظ «'''ثيوتوكوس'''» ([[اللغة اليونانية|باليونانية]]: '''Θεοτόκος''') للإشارة إلى مريم العذراء، [[ترجمة|تترجم]] في [[اللغة العربية]] غالبًا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيًا في [[اللغة اليونانية]] مانحة الإله. أضاف [[مجمع أفسس|المجمع]] أيضًا القسم الأخير من [[السلام عليك يا مريم|السلام الملائكي]] الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية، وهو: {{خط/عربي|يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.}} كإقرار من [[آباء الكنيسة]] بمصطلح والدة الله وبعقيدة شفاعة العذراء.<ref>[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2Ng== العذراء مريم أم يسوع وكيفية إكرامها]، الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210150/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjQ2Ng== |date=17 فبراير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها [[إله]] لكونها قد أنجبت [[إله|الإله]]، بل يشير أنها حبلت وأنجبت [[يسوع|بيسوع]] الذي هو وفق المعتقدات المسيحية [[إله]] منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:46&range=1 لوقا 46/1] وورد أيضًا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام [[320]] لإدانة [[آريوسية|الآريوسية]].<ref name="مريم"/>

== العقائد المريمية الكاثوليكية ==
[[ملف:Igreja da Conceição 06.jpg|يسار|200بك|تصغير|تمثال [[الحبل بلا دنس|سيدة الحبل بلا دنس]] في [[كاتدرائية]] [[بورتو أليغري]]، [[البرازيل]] وهو يعود [[القرن 19|للقرن التاسع عشر]].]]
تضيف [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها [[ملاك|الملاك]] [[جبرائيل]] ذلك في [[البشارة]]، إلى الجانب تفسير [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+2:34-35&range=1&x=0&y=0 لوقا 2: 34-35] بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛<ref name="ايلي">[https://www.talimmasihi.com/ahadis_other_015.htm مريم أم يسوع للأب إيلي طربيه]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306020536/http://talimmasihi.com/ahadis_other_015.htm |date=6 مارس 2016}}</ref> وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن،<ref name="ايلي"/> وهي أيضًا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛<ref name="ايلي"/> بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة.

=== سيدة الحبل بلا دنس ===
{{مفصلة|الحبل بلا دنس}}
تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها [[بيوس التاسع|البابا بيوس التاسع]] عام [[1854]] أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث [[الخطيئة الأصلية]]، التي يرثها [[إنسان|الجنس البشري]]، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات ابنها يسوع المسيح،<ref name="حبل">[https://www.talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm الحبل بلا دنس]، جمعية التعليم المسيحي في حلب، 14 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306143044/http://talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm |date=6 مارس 2016}}</ref> إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛<ref>[https://www.marypages.com/ImmaculateConceptionArabic.htm الحبل بالعذراء القديسة مريم]، مؤسسة صفحات مريم، 14 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161220041408/http://www.marypages.com/ImmaculateConceptionArabic.htm |date=20 ديسمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تمامًا ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظرًا للمكانة التي ستحتلها مريم،<ref name="حبل"/> [[عصمة|فعصمتها]] كاملة.

ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدة شواهد من [[الكتاب المقدس]] تؤيد العقيدة مثل [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+4:7&range=1&x=0&y=0 نشيد الأناشيد 7/4]، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب [[الخطيئة الأصلية]]؛<ref name="بلا دنس">[https://aghostenos.multiply.com/journal/item/4 عقيدة الحبل بلا دنس]، موقع الأب الدكتور أوغوسطينوس موريس، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305101930/http://aghostenos.multiply.com/journal/item/4 |date=5 مارس 2016}}</ref> وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:28&range=1&x=0&y=0 لوقا 28/1] فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من [[سفر|أسفار]] [[العهد القديم]].<ref name="بلا دنس"/> إضافة إلى كتابات [[آباء الكنيسة]] الأوائل.<ref name="حبل"/>

وفي حين رفضت [[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] هذه العقيدة، فإنّ [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] رفضت التشريع البابوي بوصف الحبل بلا دنس جزء من الإيمان ولا تحتاج لتحديد عقيدي خاص، أما مصلحو البروتستانتية ومنهم [[مارتن لوثر]] فقد قبل بالحبل بلا دنس وعصمة مريم،<ref>[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzU= الحبل بلا دنس]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 21 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090316075428/http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzU%3D |date=16 مارس 2009}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://marygrgs.darbalkalam.com/montada-f25/topic-t320.htm عقيدة الحبل بلا دنس في رأي البروتستانت]، كنيسة مار جرجس، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140814070021/http://marygrgs.darbalkalam.com/t320-topic |date=14 أغسطس 2014}}</ref> غير أن سائر [[بروتستانتية|البروتستانت]] فيرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية.<ref>[https://www.linga.org/biblecharacters-articles/MjQxMw عقيدة انتقال العذراء بالجسد والنفس إلى السماء]، موقع لينجا، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140813224915/http://www.linga.org/biblecharacters-articles/MjQxMw |date=13 أغسطس 2014}}</ref>

=== الوردية المقدسة ===
{{مفصلة|المسبحة الوردية}}
[[ملف:Rezando.jpg|يمين|150بك|تصغير|فتاة تصلي المسبحة الوردية.]]
المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل «مختصر الإنجيل»،<ref>الوردية، المطران فرنسيس البيسري، طبعة أولى، دار كريم للنشر، جونيه 1997، ص.2</ref> متألفة من خمسة عشر بيتًا يتأمل خمس منها في الفرح والحزن والمجد،<ref name="صلوات">[https://latinparishjer.tripod.com/rosary/rosary.htm المسبحة الوردية]، الصلوات اللاتينية، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181019101743/http://latinparishjer.tripod.com/rosary/rosary.htm |date=19 أكتوبر 2018}}</ref> وقد أضاف يوحنا بولس الثاني خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور.<ref name="صلوات"/>

أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى،<ref name="وردية">الوردية، مرجع سابق، ص.4</ref> حين استعاض الرهبان عن تلاوة [[مزمور|مزامير داوود]] بتلاوة [[السلام عليك يا مريم|سلام ملائكي]]، ويعود للقديس دومنيك القسمة إلى خمسة عشر بيتًا،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.6</ref> ثم ساهمت الرهبنة الدومينكانية التي أسسها في نشر هذه الصلاة،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.7</ref> ثم اختصرت إلى الثلث أي خمسة أسرار موزعة حسب أيام الأسبوع والسنة الطقسية.<ref name="وردية2">الوردية، مرجع سابق، ص.9</ref>
أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.10</ref> ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة.<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.11</ref> اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدًا في [[7 أكتوبر]]،<ref name="وردية3">الوردية، مرجع سابق، ص.13</ref> وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573،<ref name="وردية3"/> ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر [[أكتوبر]] برمته لمريم سلطانة الوردية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.14</ref> أما [[ليون الثالث عشر]] فقد أصدر اثني عشر إرشادًا رسوليًا{{للهامش|7}} خلال حبريته للإشادة بالوردية ودورها،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.20</ref> وكذلك فعل [[بيوس التاسع|البابا بيوس التاسع]] و[[بيوس الحادي عشر]] و[[بولس السادس]] وأخيرًا الإرشاد الرسولي الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 2002 حول المسبحة الوردية. تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أيضًا أن العذراء في ظهوراتها قد طلبت تلاوة الوردية بكثرة، كما حصل في ظهور لورد وظهور فاطمة وظهور سان دميانو.<ref>للتوسع في أقوال العذراء بخصوص الوردية، انظر الوردية، مرجع سابق، ص.15-18</ref>

== إكرام مريم العذراء ==
{{استمع
|اسم الملف = يا مريم البكر فيروز.ogg
|العنوان = يا مريم البكر، فيروز.
|الوصف = من كلمات [[أسقف|الأسقف]] [[الكنيسة المارونية|الماروني]] [[يوسف دريان]] نهاية [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] و[[لحن|ألحان]] [[الأخوين رحباني]]؛ قد تكون أشهر المؤلفات الموسيقية [[اللغة العربية|باللغة العربية]] في إكرام العذراء.
}}
[[ملف:Madonna michelangelo.jpg|يمين|200بك|تصغير|'''السيدة والطفل'''، منحوتة [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]] تظهر مريم العذراء و[[يسوع]] طفلًا، وهو العمل الفني الوحيد [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]] الموجود خارج [[إيطاليا]] في [[بروج]]، [[بلجيكا]].]]
إكرام العذراء مريم وتطويبها،{{للهامش|6}} يعود للقرون الأولى [[المسيحية|للمسيحية]] ويرى [[مسيحيون|المسيحيون]] جذوره من [[العهد الجديد]]: [[ملاك|فالملاك]] [[جبرائيل]] قال لها: {{خط/عربي|طوبى للتي آمنت.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|45/1}} وخلال حياة [[يسوع]] قيل له: {{خط/عربي|طوبى للبطن الذي حملك والثديان الذين أرضعاك.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|27/11}} ومريم لفتت النظر إلى ذلك في نشيد مريم: {{خط/عربي|ها إن جميع الأجيال تطوبني.}}{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|48/1}}

كذلك يظهر في كتابات [[آباء الكنيسة]] المختلفة، يقول القديس برنردوس: ''إن مريم هي كوكب سني نيّر مرتفع فوق هذا البحر العظيم الواسع الأطراف، ساطع بالاستحقاقات مشرق بالأمثلة.''<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.318</ref> أما القديس بوناونتورا يقول: ''معظمة أنت يا سيدة وممجدة في مدينة الإله وبيعة مختاريه بأسرها ومراحمك وإنعاماتك شائعة في كل مكان.''<ref>نظم القديس بوناونتورا عددًا كبيرًا من القصائد في مدح مريم تعرف باسم مزامير بوناونتورا، انظر مورد العابدين، مرجع سابق، ص.340؛ والمزمور المقتبس منه أعلاه هو المزمور رقم -1-.</ref> أما [[أفرام السرياني|القديس أفرام السرياني]] فقد نظم في [[القرن 4|القرن الرابع]] عددًا من الأناشيد التي تعرف اليوم باسم الأفراميات في مدح مريم: {{خط/عربي|نهديك السلام يا من أصبحت أم المختار، قبل كون الشمس وهي بتول فخر الأبكار.}}<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.83؛ لا تزال تردد الأفراميات في جميع [[مسيحية سريانية|الكنائس التي تتبع الطقس السرياني]] حتى اليوم.</ref> ويسود الاعتقاد في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] بأنها متميزة باثني عشر صفة عن غيرها من الخليقة،<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.346-347؛ الاثني عشر صفة هي: درجة أم الله والصيانة من الخطيئة الأصلية والعصمة عن الخطيئة الفعلية والقدرة والحكمة والبتولية بلا عيب والسلام بلا اضطراب والولادة بلا دنس والحكمة الفائقة والممتلئة نعمة ومرشدة البيعة وملجأ الخطأة وسلطانة السماء والأرض.</ref> أما [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] فترى أن مريم قد حققت عشر مستحيلات في حياتها، يعجز أن مخلوق آخر عن تحقيقها.<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-13-The-Ten-Impossibles_.html المستحيلات العشرة]، الأنبا تكلا، 15 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170703033824/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-13-The-Ten-Impossibles_.html |date=03 يوليو 2017}}</ref>

كذلك فقد عبر العديد من [[مؤرخ|المؤرخين]] والباحثين [[علمانية|غير الدينيين]] عن إعجابهم وإشادتهم بها، يقول [[ويل ديورانت]] مؤلف [[قصة الحضارة (كتاب)|قصة الحضارة]]: ''وتأتي شخصية مريم في القصة بعد شخصية ولدها في الروعة والتأثير؛ فهي تربيه وتحمله وتتحمل مسرات الأمومة المؤلمة، وتفخر بعمله في أيام شبابه وتدهش فيما بعد من تعاليمه ومطالبه، وشاهدته وهو يصلب وعجزت عن إنقاذه ثم تلقت جسده بين ذراعيها. فإن لم يكن هذا تأريخًا فهو الأدب السامي، لأن صلات الآباء والأبناء تؤلف أحداثًا أعمق مما تؤلف رابطة الحب الجنسي.''<ref>انظر [https://www.civilizationstory.com/civilization/ قصة الحضارة]، المجلد الثالث، الكتاب السادس، الفصل الثاني، ص.3911. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170917235430/http://www.civilizationstory.com/civilization/ |date=17 سبتمبر 2017}}</ref>

تكريم العذراء في المسيحية واضح من خلال ذكرها الدائم في جميع الطقوس المسيحية وعلى رأسها [[القداس الإلهي]] وفي الصلوات اليومية،<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-03-Al-3adra-Fel-Koddas_.html العذراء في القداس الإلهي]، الأنبا تكلا، 15 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711181515/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-03-Al-3adra-Fel-Koddas_.html |date=11 يوليو 2017}}</ref> إلى جانب رسم الأيقونات ونحت التماثيل التي تمثلها والتي توضع في جميع الكنائس وفي بيوت عدد كبير من المسيحيين، وقد مرّ فن رسم العذاء في الأيقونات بمراحل عديدة إذ قد بدأ برسمها مستقيمة الظهر وجادة الملامح ''فقد أسقط الفنّانون مشاهد العظمة والأبّهة الّتي كانوا يرونها في البلاط على مريم، للتعبير عمّا يكنّونه لها من إجلال واحترام في [[فن بيزنطي|الفن البيزنطي]].''<ref name="تعليم"/> ثم أخذ يكتسب طابعًا بشريًا خصوصًا في مرحلة [[عصر النهضة]] التي شكلت مريم العذراء أبرز المواضيع التي تطرق إليها فنانيها.<ref>[https://www.mariedenazareth-liban.org/ar07-03.html مريم في أيقونات الغرب]، مريم الناصرة، 15 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200405110606/https://www.mariedenazareth-liban.org/ar07-03.html |date=5 أبريل 2020}}</ref> ويرى بعض المسيحيين أن عددًا من هذه الأيقونات ذات صفة عجائبية كأيقونة '''المعونة الدائمة''' وأيقونة '''مريم المتضرعة.'''<ref>[https://www.coptichistory.org/new_page_951.htm أيقونات العذراء]، تاريخ الأقباط، 15 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171005134035/http://www.coptichistory.org/new_page_951.htm |date=05 أكتوبر 2017}}</ref>
[[ملف:Our Mother of Perpetual Help.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[أيقونة]] '''سيدة المعونة الدائمة'''، يعتقد بعض المسيحيين أنها عجائبية، وهي تعود [[القرن 13|للقرن الثالث عشر]] والنسخة الأصلية منها محفوظة اليوم في [[روما]].]]
كذلك فقد أفردت الكنيسة للعذراء عددًا كبيرًا من [[أعياد مريم العذراء|الأعياد والتذكارات]] في السنة الطقسية، بعضها يعتبر عامًا لدى مختلف الكنائس وبعضها الآخر يعتبر منحصرًا بطائفة معينة أو منطقة أو بلد معين. وتعرف أشهر الأعياد المريمية باسم '''الأعياد المريمية السبع الكبرى.'''<ref>[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzA0Nw== أعياد العذراء مريم]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكية، 15 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210154/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MzA0Nw== |date=17 فبراير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> إلى جانب ذلك تنتشر المزارات والكنائس المشادة على اسمها في جميع أنحاء العالم، ويسمي عدد كبر من المسيحيين أولادهم باسم مريم أو أحد مشتقات هذا الاسم تكريمًا لها وتوقيرًا لمنزلتها. ويرى البعض الآخر أن لمريم دورًا هامًا في تأسيس الرهبنة وقد تسمت العديد من الرهبنات والمؤسسات الكنسية على اسمها كالرهبنة المريمية المارونية وجمعية جنود مريم وجمعية عائلات مريم،<ref name="وردية"/>

يضيف المسيحيون إلى العذراء عددًا كبيرًا من الألقاب فهي أم النور وأم النعمة الإلهية وعذراء العذراى والطاهرة والعفيفة والأمينة ومرآة العدل،<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.47</ref> الطائفة الثانية من الألقاب يرتبط بمفاهيم لاهوتية أو قادمة كرموز في [[العهد القديم]]؛<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.48</ref> أما الطائفة الثالثة تأتي لطلب المعونة منها.<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.49</ref> نظمت أيضًا في المراحل الطويلة [[تاريخ المسيحية|للتاريخ المسيحي]] عدد كبير من القصائد والترانيم الدينية التي تمدح وتشيد بالعذراء ودورها. ويعتقد المسيحيون أن إكرام العذراء هو إكرام [[يسوع|ليسوع]] نفسه، فعند وصفها بأم النور إنما يشير المصطلح أيضًا إلى كون [[يسوع]] نور العالم.

في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] تجمع أغلب الألقاب المريمية في طلبة يطلق عليها اسم '''طلبة العذراء المجيدة المباركة'''<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.46</ref> ويبلغ عدد الألقاب المسبغة مائة وخمسين لقبًا،<ref>انظر الألقاب في مورد العابدين، مرجع سابق، ص.46-50</ref> كذلك تخصص [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] [[شهر]]ي [[مايو]] و[[أكتوبر]] للعذراء مريم حيث تتواصل الصلوات الخاصة بها.<ref>بخصوص شهر مايو الذي يطلق عليه اسم '''الشهر المريمي''' انظر [https://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=4400 بدء الشهر المريمي 1 أيار]{{وصلة مكسورة}}، بوابة تركال، 16 تشرين أول 2010؛ بخصوص شهر نوفمبر الذي يطلق عليه اسم '''شهر الوردية المقدسة''' انظر [https://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=3590 عيد سلطانة الوردية المقدسة]، بوابة تركال، 16 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313044435/http://nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=4400 |date=13 مارس 2016 }}</ref>

غير أن الإكرام بكل أشكاله يختلف عن العبادة، كما يوضح [[المجمع الفاتيكاني الثاني]]:
{{اقتباس خاص|وإن هذا الإكرام كما وجد دومًا في الكنيسة يحمل سمة فريدة جدًا، فإنه يختلف اختلافًا جوهريًا عن السجود الذي يؤدى بالتساوي للكلمة المتجسد والآب والروح القدس. والأشكال التقوية المختلفة نحو أم الله قد وافقت عليها الكنيسة ضمن حدود تعليم صحيح ومستقيم مراعية ظروف الزمان والمكان وميول الشعوب المؤمنة ومناقبهم. ومن خلالها يعرف الشعب بحق ويحب ويمجد ويحفظ وصاياه عن طريق إكرام أمه.<ref>انظر دستور المجمع الفاتيكاني الثاني، [https://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/lumen-gentium/lumen-gentium-1-4.htm نور الأمم]، دستور عقائدي في الكنسية، مادة عدد 66. الموسوعة العربية المسيحية، 16 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118185302/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/lumen-gentium/lumen-gentium-1-4.htm |date=18 يناير 2012}}</ref>}}

== الظهورات المريمية ==
{{مفصلة|ظهورات مريمية}}
تؤمن أغلب الطوائف المسيحية، بأن مريم العذراء تظهر على الأرض بهدف إيصال رسالة إلهية معينة، وترى [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] أن تكاثر الظهورات المريمية دليل على اقتراب [[يوم القيامة]]،<ref>هذا ما صرح به البابا بيندكتوس السادس عشر عندما كان رئيسًا لمجمع العقيدة الإيمان سنة [[1986]]: إن أحد علامات الأزمنة هو أن الظهورات المريمية تتكاثر في كل العالم؛ انظر [https://www.marypages.com/indexArabic.html ظهرات السيدة العذراء مريم المقدسة]، مؤسسة صفحات مريم، 17 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170721191559/http://www.marypages.com/indexArabic.html |date=21 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وتمر عملية تثبيت الظهورات وتثبيتها بشكل رسمي بمراحل عديدة: ''إن أي تقرير حول أي ظهور أو أمر غير طبيعي يجب أن يحظى أولًا بمصادقة [[أسقف|الأسقف]] [[أبرشية|المحلي]] الذي يبني قراره على تقييم تقدمه لجنة يعينها لتقوم بدراسة دقيقة لتتأكد أن الحدث لا يحمل شيئًا معاكسًا للإيمان أو الأخلاق وبأنه موحى به أو فوق الطبيعي وبالتالي مستحق أن يجتذب إكرام المؤمنين. عمل اللجنة يقوم على أسس علمية مثل إخضاع مَن يتلقى الرؤيا لفحوص نفسية، وفي حال حدوث أي أمر في الطبيعة كظهور نجوم أو تحرك الشمس. تُخضع اللجنة كل هذه الأمور للبحث العلمي مرتكزة على علوم الفيزياء والفلك والرياضيات وغيرها.''<ref>[https://www.orthodoxlegacy.org/APPARITION.htm#_edn2 الظهورات المريمية]، وجهة نظر أرثوذكسية، 19 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120119020457/http://www.orthodoxlegacy.org/APPARITION.htm |date=19 يناير 2012}}</ref>

يلي ذلك رفع القضية إلى [[الكرسي الرسولي]] في [[الفاتيكان]] الذي ينظر بالقضية مجددًا ليثبتها بشكل رسمي،<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.250</ref> في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] في حين تختصّ المجامع المقدسة لدى سائر الطوائف بالتصديق على الأمر، على أن التشكيك عادة يرافق أي ظهور أو حدث عجائبي. والظهورات المريمية ليست بالأمر الحديث في [[المسيحية]] إذ إنّ عددًا كبيرًا من الظهورات المثبتة تعود لفترة [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] وما سبقها.<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.12-13</ref>

{| class="wikitable" border="1" width="100%"
| colspan="8" |
|+ <Center>'''أشهر الظهورات المريمية الرسمية'''<ref>في الجدول أشهر الظهورات المريمية فقط، إذا أردت التوسع في الظهورات المريمية انظر [https://www.marypages.com/mainframeArabic.html ظهورات السيدة العذراء مريم المقدسة]، مؤسسة صفحات مريم، 20 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170707194342/http://www.marypages.com/mainframeArabic.html |date=07 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref></Center>
|-
| width="6%" | '''أيقونة الظهور'''
| width="16%" | '''اسم الظهور'''
| width="8%" | '''مكان الظهور'''
| width="8%" | '''زمان الظهور'''
| width="7%" | '''الرؤاة'''{{للهامش|8}}
| width="7%" | '''موقع كنيسة الظهورات'''
| width="56%" | '''رسالة الظهور'''
|-
|[[ملف:Madonnadelrosario Nicola Porta.jpg|90بك]]
| '''سيدة الوردية'''
|<small> [[تولوز]]، {{علم فرنسا}}</small>
| [[1213]]
| القديس عبد الأحد. <small>(القديس دومينيك)</small>.
| | [https://www.rosary-center.org/nconobl.htm rosary-center.org] 
|تطوير صلاة المسبحة الوردية، والتأكيد على أهميتها في تذليل صعوبات الحياة اليومية ومرضاة الله وفق المعتقدات الكاثوليكية؛ يعترف بهذا الظهور في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] فقط.
|-
|[[ملف:Virgen de guadalupe2.jpg|90بك]]
| '''سيدة غوادالوبي، راعية الأمريكيتين'''<br />
<small>(صدّق رئيس أساقفة المكسيك على الظهور عام [[1555]])</small>
| <small>[[غوادالوبي (إكستريمادورا)|غوادلوبي]]، {{المكسيك}}</small>
| [[1531]]<br />
<small>ثلاث مرات بين [[9 ديسمبر]] و[[12 ديسمبر]].</small>
| خوان دييغو.
| [https://web.archive.org/web/20210606132119/https://virgendeguadalupe.org.mx/ virgendeguadalupe.mx]
| الدعوة لبناء الكنائس في [[المكسيك]] والتأكيد على أهمية العمل التبشري؛ حسب المعتقدات الكاثوليكية فإن [[السيدة غوادالوبي|سيدة غوادالوبي]] اجترحت عددًا كبيرًا من العجائب لا تزال حتى اليوم؛ يزور [[كنيسة سيدة غوادالوبي|مقام سيدة غوادالوبي]] سنويًا أكثر من عشرة ملايين زائر وبالتالي [[كنيسة|الكنيسة الكاثوليكية]] الثانية بعد [[كاتدرائية القديس بطرس]] في [[الفاتيكان]] من حيث عدد الزوار سنويًا؛ عيد سيدة غوادالوبي يقع في [[12 ديسمبر]] سنويًا وقد أعلنها [[يوحنا بولس الثاني|البابا يوحنا بولس الثاني]] شفيعة الأمريكيتين.<ref>[https://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MTQ5NQ== ظهورات مريم العذراء]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 19 تشرين أول 2010.{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210146/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MTQ5NQ== |date=17 فبراير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
|-
|[[ملف:LdyLourd.jpg|90بك]]
| '''سيدة لورد، سيدة الحبل بلا دنس'''<br />
<small>(صدّق [[الكرسي الرسولي]] على الظهور في [[18 يناير]] [[1862]])</small>
| <small>[[لورد (فرنسا)|لورد]]، {{علم فرنسا}}</small>
|[[1858]]<br />
<small>ظهرت العذراء ثمان عشر مرة بين [[11 فبراير]] و[[18 يوليو]].</small>
| <small>القديسة بيرناديت سيبروس.</small>
| [https://web.archive.org/web/20210812171544/https://lourdes-france.com/ lourdes-france.com]
|<small>ظهرت العذراء وفق المعتقدات الكاثوليكية ثماني عشر مرة سنة [[1858]] لبرناديت سوبيرو عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها؛<ref>[https://www.jecjordan.org/files/Lord.doc ظهورات السيدة العذراء في لورد]، كنيسة الأردن، 19 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160310134750/https://www.jecjordan.org/files/Lord.doc |date=10 مارس 2016}}</ref> الظهور يعتبر شديد الأهمية في العصور الحديثة إذ قالت فيه العذراء: ''أنا سيدة الحبل بلا دنس''، تثبيتًا منها للعقيدة الكاثوليكية التي أعلنها [[بيوس التاسع|البابا بيوس التاسع]] سنة [[1854]] بكون العذراء قد حبل بها بلا دنس؛ اجترح في لورد عجائب عديدة لا تزال حتى اليوم وفق المعتقدات الكاثوليكية، أبرزها نبع الماء الذي قدمته العذراء كدليل على ظهورها؛<ref>[https://www.marypages.com/bernadetteArabian.htm لورد 1858]، مؤسسة صفحات مريم، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150316071141/http://www.marypages.com/bernadetteArabian.htm |date=16 مارس 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> أما برناديت فقد التحقت برهبنة ''أخوات المحبة'' وبقيت كراهبة إلى أن توفيت عام [[1866]] عن عمر 35 عامًا، وقد أعلنها البابا بيوس الحادي عشر قديسة سنة [[1933]]. ويبلغ عدد زوار محج لورد سنويًا خمسة ملايين نسمة، ولا يعترف بهذا الظهور سوى في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].</small>
|-
|[[ملف:Virgin Mary - Diego Velazquez.jpg|90بك]]<!-- لايوجد أيقونة محددة لسيدة نوك -->
| '''سيدة نوك، ملكة إيرلندا'''<br />
<small>(صدّق [[الكرسي الرسولي]] على الظهور عام [[1936]])</small>
| <small>نوك، {{علم أيرلندا}}</small>
| [[1879]]<br />
<small>مرة واحدة من [[21 أغسطس]].</small>
|<small> ماري ماكلوغلين</small>،<br /> <small>ماري بيرن.</small>
| [https://www.knock-shrine.ie/ knock-shrine.ie]
| الحث على المواظبة على حضور [[القداس الإلهي]] والصلاة إضافة إلى الدعوة للتوبة؛ حصلت عدد من العجائب وحالات الشفاء إثر هذا الظهور وفقًا للمعتقدات الكاثوليكية؛ وقد كان السبب الرئيس لمبادرة البابا بيوس الثاني عشر بتطويب مريم سلطانة للسماء والأرض.<ref>[https://www.marypages.com/KnockArabic.htm سيدة نوك]، مؤسسة صفحات مريم، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719012420/http://marypages.com/KnockArabic.htm |date=19 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>
|-
| [[ملف:Miranda - Santa Maria 23.JPG|90بك]] <!-- تمثال طبق الأصل لما وصفه الرؤاة أنه العذراء مريم. -->
| '''سيدة فاطمة، مريم المنزهة عن كل عيب'''<br />
<small>(صدّق [[الكرسي الرسولي]] على الظهور في [[أكتوبر]] [[1930]] وعلى معجزة الشمس في [[أكتوبر]] [[1950]])</small>
| <small>[[فاطمة (مدينة)|فاطمة]]، {{البرتغال}}</small>
| [[1917]]<br />
<small>ستة مرات بين [[مايو]] و[[أكتوبر]] في 13 كل شهر.</small>
|<small> لوسيا سانتوس</small>،<br /> <small>جاسينتا وفرانسيسكو مارتو.</small>
|| [https://web.archive.org/web/20160226210038/http://www.santuario-fatima.pt/portal/ santuario-fatima.pt]
|<small> اعتبر البابا بيوس الحادي عشر الظهور: ''أعظم حدث روحي جدّ في أيامنا.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.14</ref> وقد طلبت العذراء في ظهوراتها حسب المعتقدات الكاثوليكية: ''ارفعوا إلى الرب بلا انقطاع تضرعات وتضحيات.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.45</ref> ''كفارة عن الخطايا الجمة التي تغيط العزة الإلهية.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.60</ref> و''ألحت أن يتلو الوردية كل يوم.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.87</ref> وترافق الظهور بحوادث شفاء عديدة، وكانت العذراء قد وعدت الرؤاة: ''إن الأشخاص الآخرين ينالون في غضون سنة النعم المبتغاة إذا ما ثابروا على تلاوة الوردية.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.88</ref> وخلال الظهور الثالث قدمت للرؤاة ثلاثة أسرار (انظر الحاشية){{للهامش|9}} وخلال الظهور السادس حصلت معجزة الشمس التي عاينها سبعون ألفًا. (انظر الحاشية){{للهامش|10}}</small>
|-
|[[ملف:Banneux Maagd der armen.jpg|90بك]]
| '''سيدة بانو'''<br />
<small>(صدّق [[الكرسي الرسولي]] على الظهور عام [[1949]])</small>
| <small>بانو، {{بلجيكا}}</small>
| [[1933]]<br />
<small>ثمانية ظهورات بين [[15 يناير]] و[[2 مارس]].</small>
| <small>مارييت بيكو.</small>
| [https://web.archive.org/web/20180413011228/http://www.banneux-nd.be/ banneux-nd.be]
| الحث على الصلاة والدعوة إلى الإيمان؛ وقد جرت عدة حوادث شفاء وفق المعتقدات الكاثوليكية في هذا الظهور وكانت العذراء قد أعلنت: ''جئت لأخفف المعاناة.'' تعرف سيدة بونو أيضًا باسم '''عذراء الفقراء.'''<ref>[https://www.marypages.com/banneuxArabic.htm سيدة بانو، أنا عذراء الفقراء]، مؤسسة صفحات مريم، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719010515/http://marypages.com/banneuxArabic.htm |date=19 يوليو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>
|-
| 
| '''سيدة كنيسة الزيتون'''<br />
<small>(صدقت عليه [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] في [[4 مايو]] [[1968]]).</small>
| <small>[[القاهرة]]، {{علم مصر}}</small>
| [[1968]]<br /> <small>[[2 أبريل]] و[[3 أبريل]].</small>
| <small>جمهرة من المواطنين.</small>
|'' لا يوجد.''
|<small> حصل الظهور على قباب [[سيدة الزيتون|كنيسة السيدة العذراء بالزيتون]] ويُعترف به في [[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] بنوع خاص في [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]]،{{للهامش|11}} وقد صرح [[كيرلس السادس (بابا الإسكندرية)|البابا كيرلس السادس]] في أعقابه: ''هذا الظهور بشير خير، وعلامة من السماء على أن الرب معنا، وأنه سيكون في نصرتنا، ولن يتركنا.''<ref name="زيتون">[https://www.coptichistory.org/new_page_261.htm ظهور العذراء بالزيتون]، تاريخ الأقباط، 20 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170928143353/http://www.coptichistory.org/new_page_261.htm |date=28 سبتمبر 2017}}</ref> وقد ترافق الظهور بحالات شفاء عديدة؛ وعلى عكس أغلب الظهورات حيث تظهر العذراء لأشخاص بعينهم فقد كان هذا الظهور شاملًا بحيث رآه جميع من كان متواجدًا ويشير البعض أن [[جمال عبد الناصر]] كان من بين المتواجدين.<ref name="زيتون"/></small>
|-
| 
| '''سيدة الصوفانية'''
<small>(صّدقت [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|بطريركية الروم الأرثوذكس]] في [[31 ديسمبر]] [[1982]] على الظهور.){{للهامش|11}}</small>
| <small>[[دمشق]]، {{علم سوريا}}</small>
| <small>[[1982]] إلى [[2004]] مرة كل عام يوم [[الجمعة العظيمة|خميس الأسرار]].</small>
| <small>مريم الأخرس.</small>
| [https://www.soufanieh.com/menuarabe.htm soufanieh.com]
| الدعوة إلى [[طوائف مسيحية|وحدة المسيحيين]]، التأكيد على أهمية التوبة والرجوع إلى الله، إضافة إلى التأكيد على أهمية الصلاة والتكفير عن خطايا الآخرين، وفقًا للمعتقدات المسيحية. أيقونة الظهور المحفوظة اليوم في كاتدرائية الصليب المقدّس في [[دمشق]] يعتقد المسيحيون أنها رشحت زيتًا مباركًا تزامنًا مع الظهورات.<ref>انظر كتاب [https://www.soufanieh.com/ARABIC/MAKDISI/index.htm ظهورات الصوفانية]، سيدة الصوفانية، 20 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171004124419/http://www.soufanieh.com/menuarabe.htm |date=04 أكتوبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> 
|-
|}

== الرموز المريمية في العهد القديم ==
[[ملف:Jesaja (Michelangelo).jpg|يسار|200بك|تصغير|يعتقد [[مسيحيون|المسيحيون]] أن [[إشعيا|أشعياء]] أشار إلى مريم و[[ولادة عذرية|الولادة العذرية]] [[يسوع|ليسوع]]: {{خط/عربي|"ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا."}}، الجدارية [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]] في [[كنيسة سيستينا|كنيسة سيستين]]، [[الفاتيكان]]، [[1512]] إلى [[1518]].]]
يسود الاعتقاد لدى مختلف [[قالب: طوائف مسيحية|الطوائف المسيحية]] التي تبجل مريم، أن [[العهد القديم]] من [[الكتاب المقدس]] قد أشار إليها بعدة نبؤات وإشارات، إلى جانب النبؤات التي اعتمد عليها في صياغة العقائد المريمية، هناك عدد آخر من الآيات التي تشير إليها: {{خط/عربي|ترنمي وافرحي يا ابنة صهيون، لأني ها آنذا آتي وأسكن في وسطك يقول رب الجنود.}}{{شواهد الكتاب المقدس|زكريا|10/2}} فابنة صهيون المذكورة في [[سفر زكريا]] هي مريم التي حملت [[ابن|الابن]] في أحشائها؛<ref>[https://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Zachariah.php تفسير سفر زكريا] منتديات الكنيسة، تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20101223144621/http://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Zachariah.php |date=23 ديسمبر 2010}}</ref> وقد تكون آية [[سفر إشعيا|سفر أشعياء]]: {{خط/عربي|ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|أشعياء|14/7}} أشهر نبؤة تشير إليها وتقرأ في جميع الكنائس على اختلافها ضمن احتفالات [[عيد الميلاد]]؛<ref>[https://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Isaiah.php تفسير سفر أشعياء]، الكنيسة، 22 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111228200946/http://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Isaiah.php |date=28 ديسمبر 2011}}</ref> سوى ذلك فقد وجد العديد من [[آباء الكنيسة]] و[[إلهيات|اللاهوتيين]] أن [[سفر نشيد الأنشاد|سفر نشيد الأناشيد]] أشار إلى العذراء بطرق عديدة: {{خط/عربي|من هذه الطالعة من القفر، المستندة على حبيبها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|نشيد|5/8}} حسب المعتقدات المسيحية فإن القفر يشير إلى الأرض والحبيب هو [[يسوع]] وبالتالي تشير الآية السابقة إلى انتقال العذراء إلى السماء؛<ref name="كاثوليكي ثاني"/> هناك العديد من الآيات الأخرى التي اعتمد عليها في برهنة مختلف العقائد المسيحية وفي برهنة وجوب إكرامها في [[المسيحية]]: {{خط/عربي|رأتها البنات فطوبنها، الملكات والسراري فمدحنها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|نشيد|9/6}} ومن [[سفر الأمثال]]: {{خط/عربي|بنات كثيرات عملنّ فضلًا أما أنت ففقت عليهنّ جميعًا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|أمثال|29/31}} وفضل مريم إنجابها [[مسيح|المسيح]] كما وجد [[آباء الكنيسة]]؛<ref>[https://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Proverbs.php تفسير سفر الأمثال]، الكنيسة، 22 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110130054725/http://www.arabchurch.com/commentaries/tadros/Proverbs.php |date=30 يناير 2011}}</ref> ومن [[مزمور|المزامير]]: {{خط/عربي|كلها مجد ابنة الملك في خدرها.}}{{شواهد الكتاب المقدس|مزمور|13/45}} وفي [[سفر الملوك الأول]]: {{خط/عربي|ووضع كرسيًا لأم الملك فجلست عن يمينه.}}{{شواهد الكتاب المقدس|1ملوك|19/2}} وقد استخدمت الآيتان السابقتان للإشارة إلى عقيدة مريم سلطانة السماء والأرض من ناحية، وإلى الإشارة أيضًا إلى الدور الفريد لها في المسيحية فهي أم الملك أي أم [[الله الابن|الابن]]، وهي ابنة الملك أي أنها ابنة [[الله الآب|الآب]].<ref>[https://www.ewtn.com/library/papaldoc/jp2bvm11.htm MARY’S RELATIONSHIP WITH THE TRINITY Pope John Paul II]، مريم، 22 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170106215037/http://www.ewtn.com/library/PAPALDOC/JP2BVM11.HTM |date=06 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

يسود الاعتقاد أيضًا أن عددًا من الأمور الحسية في [[العهد القديم]] كانت رمزًا لمريم، فتابوت العهد الذي [[الله]] يترائى من خلاله محدثًا [[سبط (عائلة)|أسباط بني إسرائيل]] هو رمز لمريم التي تجسد [[مسيح|المسيح]] منها؛<ref name="رموز">[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-09-Remooz-El-3athra2-Fel-3ahd-Al-Kadim_.html رموز السيدة العذراء مريم في العهد القديم]، الأنبا تكلا، 22 تشرين أول 200. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711191521/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-09-Remooz-El-3athra2-Fel-3ahd-Al-Kadim_.html |date=11 يوليو 2017}}</ref> وهي أيضًا سلم يعقوب الذي رآه [[يعقوب]] في نومه وهو أداة الوصل بين [[إنسان|البشرية]] و[[الله]]؛<ref name="رموز"/> و[[منطقة الأرز|أرزة لبنان]] فالأرز لا يصبه الفساد وبني منه أيضًا [[هيكل سليمان|الهيكل]]، وعصا هارون وحواء الجديدة وغيرها.<ref name="رموز"/>
وقد قال عدد كبير من العلماء ان الضهورات المعاصرة غير حقيقية وهي من أجهزة ثلاثية الابعاد ليس أكثر ولا أقل
و اما الضهورات القديمة فلا دليل عليه ولا يوجد دليل عليه

== مريم في البروتستانتية ==
تشتهر [[بروتستانتية|البروتستانتية]] بتعدد المدارس والأفكار،<ref name="عقيدة">[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-02-3akidat-Al-3athraa2-Mariam_.html عقيدة مريم عبر الأجيال]، الأنبا تكلا، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170716014900/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-02-3akidat-Al-3athraa2-Mariam_.html |date=16 يوليو 2017}}</ref> وبالتالي تعدد وجهة النظر تجاه مريم، هناك [[لوثرية|الكنيسة اللوثرية]] و[[أنجليكية|والكنيسة الأنجليكانية]] وعموم الكنائس البروتستانتية الأسقفية، تكرم مريم بشكل مشابه لسائر الطوائف المسيحية؛<ref>[https://www.ayletmarcharbel.org/taalimfirstwed03.htm مريم العذراء]، عائلة مار شربل، 19 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100507030749/http://www.ayletmarcharbel.org/taalimfirstwed03.htm |date=07 مايو 2010}}</ref> غير أن عددًا آخر من الطوائف خصوصًا في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الإمريكية]] تختلف وجهة نظرهم عن وجهة النظر التقليدية في المسيحية، فهي ليست ببتول بعد ولادتها [[يسوع]] وربما أنجبت أولادًا وتابعت حياتها كسائر النساء بعد ولادته استنادًا إلى تفسير خاص لبعض آيات [[الكتاب المقدس]]،<ref>[https://www.originalcatholicchurch.org/arabic/S/p232.htm مريم العذراء وعائلة يسوع المسيح]، كنائس الله المسيحية، 20 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100704193944/http://www.originalcatholicchurch.org/arabic/S/p232.htm |date=04 يوليو 2010}}</ref> ولا وجود لشفاعتها أو تخصيص أعياد أو تذكارات خاصة بها،<ref>[https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/072-Disagreement-with-Protestant.html مجل خلافات الأقباط مع البروتستانت]، الأنبا تكلا، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711175232/http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/072-Disagreement-with-Protestant.html |date=11 يوليو 2017}}</ref> وغالبًا ما يعطي [[بروتستانتية|البروتستانت]] مثلًا بكونها العلبة التي احتضنت الجوهرة، والتي فقدت أهميتها بعد ما أخذت الجوهرة.<ref name="عقيدة"/>

كتابات مؤسسي [[بروتستانتية|البروتستانتية]] الأوائل مدحوا العذراء وكرموها، فدعاها [[مارتن لوثر]] ‘أعظم امرأة’ وقال أنه لا يوجد شيء كافي لتكريمها، واعترف بالبتولية الدائمة،<ref>قال [[مارتن لوثر]] "كانت بتولًا قَبَّل الْحَبَل والْوِلادَة، وظلّت بتولًا حَتَّى الْوِلادَة وَبَعْدَهَا وَهَذِه الأقوال الَّتِي أؤمَن بصحّتها تدعم وبكلّ تَأْكِيد الْحَقِيقَة الْقَائِلَة إنّ مَرْيَم هِي وَالِدَة الإِلَه، انظر [https://marygrgs.darbalkalam.com/montada-f25/topic-t317.htm العذراء مريم والدة الإله]، مار جرجس، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160404181919/http://marygrgs.darbalkalam.com/t317-topic |date=4 أبريل 2016}}</ref> أما زونجلي في صرح: ''لدي احترام هائل لوالدة الله؛ وكلما زاد تكريم وتعظيم يسوع بين البشر كذلك يجب أن يكون لمريم.'' وكذلك فعل [[جان كالفن|جون كالفن]] وعدد آخر من [[قس|القُسس]].<ref name="نيوز">[https://www.pbs.org/wnet/religionandethics/week816/cover.html COVER STORY: Protestant Mary] نيوزويك، 19 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130310143735/https://www.pbs.org/wnet/religionandethics/week816/cover.html |date=10 مارس 2013}}</ref>

يقر [[بروتستانتية|البروتستانت]] أيضًا أن مريم هي “المباركة بين النساء”،{{شواهد الكتاب المقدس|لوقا|42/1}} ويعتبرونها “خادمة لمشيئة الله”.<ref name="نيوز"/>

== مريم في الإسلام ==
{{مفصلة|مريم بنت عمران}}
[[ملف:Virgin Mary and Jesus (old Persian miniature).jpg|تصغير|يمين|رسم فارسي يُصوّر مريم العذراء والطفل عيسى المسيح جالسًا في حجرها.]]
مريم في [[الإسلام]] هي أم [[مسيح|المسيح]] ولدته دون أن يمسسها بشر، يحترمها المسلمون كثيرًا ويؤمنون بأن المسيح خُلق بكلمة من الله ألقاها إليها، ويذكرها [[القرآن]] على أنها صِديقة ومن أشرف نساء العالمين، كذلك جاء [[الحديث النبوي|بالحديث النبوي]]: {{خط/عربي|"كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون"}}.<ref>صحيح البخاري : 3769. وصحيح مسلم : 2431.</ref>
[[ملف:Turkey.Konya035.jpg|تصغير|[[سورة مريم]] [[خط كوفي|بالخط الكوفي]] على صفحة [[مصحف]] قديم يعود [[القرن 9|للقرن التاسع]].]]
يذكر [[القرآن]] [[مريم بنت عمران|مريم]] بلفظ «مريم ابنة عمران»، و[[آل عمران]] هي عائلة مُكرّمة في القرآن، وذهب المفسرين أنه عمران هو والد مريم ونبي من الأنبياء وأنه نفسه «[[يهوياقيم|يواقيم]]» المذكور في الرواية المسيحية، بينما يرى فريق آخر من المُفسرّين أنه نفسه عمران والد النبي [[موسى]]، وأن مريم تُنسب إليه كونها من نسله.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://islamqa.info/ar/answers/152916/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86
| عنوان = من هم آل عمران ؟ - الإسلام سؤال وجواب
| موقع = islamqa.info
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-06-28
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210628180809/https://islamqa.info/ar/answers/152916/من-هم-ال-عمران | تاريخ أرشيف = 28 يونيو 2021 }}</ref> كذلك تُلقب مريم في القرآن بـ «أخت هارون»، واختلف المُفسرون في تفسيرها، فقالوا نسبتها لهارون نسبةً لها إلى الصلاح، حيث كان بنو إسرائيل يطلقون اسم هارون على أهل الصلاح، وقيل أنه معناه أنها شبيهة النبي [[هارون]] في الصلاح. وقيل أنها كانت من نسل النبي هارون.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3169&bk_no=50&flag=1
| عنوان = تفسير الطبري، تفسير سورة مريم، القول في تأويل قوله تعالى "يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا"، الجزء رقم18
| موقع = islamweb.net
| ناشر = دار المعارف
| صفحات = 187: 188
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-06-28
| الأخير = الطبري
| الأول = محمد بن جرير
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201112003447/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents | تاريخ أرشيف = 12 نوفمبر 2020 }}</ref> وفي [[سورة آل عمران]] العديد من التفاصيل عن ولادة مريم وكيف حملت بولدها النبي [[عيسى بن مريم|عيسى المسيح]]، وفي هذه التفاصيل شبه كبير يصل إلى حد التطابق أحيانًا مع ما ورد في [[العهد الجديد]]، حيث يقول علماء الشريعة والباحثين، أن الزمن مرّ على [[عمران (توضيح)|عمران]] وزوجته حَنّة بنت فاقوذ دون أن يُرزقا بولد، وفي يوم من الأيام جلست حنة بين ظلال الأشجار، فرأت [[جواثم|عصفورة]] تطعم صغيرها، فتحركت بداخلها غريزة الأمومة، فدعت الله أن يرزقها ولدًا حتى تنذره لخدمة [[القدس|بيت المقدس]]:<ref name="مريم بنت عمران">[https://www.sunna.info/Lessons/islam_894.html السيدة الطاهرة مريم بنت عمران سيدة نساء العالمين] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190223230446/http://www.sunna.info/Lessons/islam_894.html |date=23 فبراير 2019}}</ref> {{قرآن|آل عمران|35}}، فاستجاب الله لدعائها ورزقها بجنين أنثى، {{قرآن|آل عمران|36}}. وقد جاء في الحديث النبوي: {{خط/عربي|"كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها".}}

توفي والدها وهي لا تزال بعد طفلة صغيرة، وأخذتها أمها إلى بيت المقدس؛ استجابة لنذرها، ودعت الله أن يتقبلها، {{قرآن|فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا}}، ولما رآها الأحبار تعلقوا بها واستبشروا فيها امرأة صالحة مستقبلًا، فكفلها أكبرهم سنًا، ألا وهو النبي [[زكريا]]،<ref name="مريم بنت عمران"/> فعلّمها تعاليم الدين والأخلاق الحسنة وأنشأها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب والمعاصي عارفة بالله وتقية وولية تداوم على طاعة ربها أناء الليل وأطراف النهار. فأكرمها الله، وفقًا لما جاء في [[سورة آل عمران]]، وجعل لها آيات خاصة، فكان زكريا يرى عندها في المحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، فيسألها: يا مريم من أين يأتي لك هذا؟ فتقول: رزقني به الله: {{قرآن|آل عمران|37}}.<ref name="مريم بنت عمران"/>
{{صندوق اقتباس|يسار|اقتباس=وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ<br />
إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا<br />
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا<br />
فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا<br />
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا<br />
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا<br />
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا<br />
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ<br />
وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا|المصدر= [[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة مريم]]: 16-21}}
وبعد أن تقدم زكريا في السن ولم يعد يقدر على خدمة مريم كما في السابق، خرج على [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]، يطلب منهم كفالة مريم، فتقارعوا بينهم حتى كانت مريم من نصيب ابن خالها [[يوسف النجار]]، كما تفيد بعض المصادر، فظل يخدمها حتى بلغت [[بلوغ (إنسان)|سن الشباب]]، فضربت مريم عندئذ على نفسها [[حجاب (توضيح)|الحجاب]]، فكان يأتيها بحاجتها من الطعام والماء من خلف الستار. وبعد ذلك ابتعدت مريم عن الناس، وأصبح لا يراها أحد ولا ترى أحدًا. وفي هذه المرحلة من حياتها، نزل عليها الملاك [[جبريل]] يُبشرها [[عيسى بن مريم|بالمسيح]] ولدًا لها.<ref name="حياة مريم ابنة عمران">[https://www.salafi.net/articles/article13.html الحياة الدنيوية لمريم ابنة عمران وابنها عيسى عليهما السلام {{قرآن|۞...وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ۞}}]، د/عبد الرحمن عبد الخالق، الشبكة السلفية {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171006155204/http://www.salafi.net/articles/article13.html |date=06 أكتوبر 2017}}</ref> ويذكر القرآن كيفية حملها للمسيح وولادتها العذرية بمعزل عن قومها ثم حملها لطفلها ورجوعها إلى [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]، الذين تعجبوا من حملها لطفل ولم يعرفوا عنها سوى أنها كانت عفيفة طوال حياتها ولم يمسّها الرجال، فنطق المسيح عندئذ، ليُنجي والدته من الشبهة، {{قرآن|آل عمران|51}}.<ref name="البلقانت">[https://www.albalqanews.net/NewsDetails.aspx?Lng=2&PageID=6&NewsID=12209 وكالة البلقانت، مريم بنت عمران عليها السلام] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160312104522/http://albalqanews.net/newsdetails.aspx?lng=2&newsid=12209&pageid=6 |date=12 مارس 2016}}</ref>

ولمريم العذراء مكانة كبيرة عند المسلمين، فهي مصطفاة مطهرة من الله، اصطفاها لا على نساء عصرها فحسب بل على نساء العالمين جميعا: {{قرآن|آل عمران|42}}، وهي الشريفة الطاهرة العفيفة التي أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين: {{قرآن|التحريم|12}}. ومن مكانة مريم في الإسلام أن اسمها الصريح ذُكر أربعًا وثلاثين مرة في [[القرآن]] دون غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة،<ref name="البلقانت"/> كما وردت [[سورة مريم|سورة من سور القرآن باسمها]] تعظيمًا لها، وهي المرأة الوحيدة التي سميت باسمها سورة في القرآن.<ref name="البلقانت"/> ويُعظّم المسلمون مريم العذراء وتتسمى البنات المسلمات باسمها، ولا يُرمز إليها باسمها فقط احترامًا لها، فيُقال لها: «سيدتنا مريم عليها السلام»، «سيدتنا مريم ابنة عمران» كما جاء اسمها في القرآن، أو «سيدتنا مريم العذراء»، كذلك فإن أغلب المسلمين لا يُصورون مريم ولا يرسموها، على الرغم من وجود بعض الرسومات [[بلاد فارس|الفارسية]] التي تصورها والمسيح. ويؤمن بعض المسلمين أن مريم ستكون زوجة لمحمد في [[جنة|الجنة]]، ومن ذلك حديث أبي أمامة، الذي يُصنّف كحديث ضعيف من قبل أغلب العلماء، وجاء فيه: {{اقتباس مضمن|سمعت النبي يقول [[عائشة بنت أبي بكر|لعائشة]]: أشعرت أن الله قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون}}.<ref>رواه الطبراني، وفيه خالد بن يوسف السمتي وهو ضعيف اهـ. وضعفه الألباني. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسير سورة التحريم (4 / 391) وكذلك في البداية والنهاية (2 / 62) {{استشهاد ويب |مسار=http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=8 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=23 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150923172836/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> وهذا هو اعتقاد [[الشيعة]] [[شيعة اثنا عشرية|الإثني عشرية]] حيث ينقل [[علي بن بابويه|علي بن بابويه القمي]] حديثًا، جاء فيه: {{اقتباس مضمن|دخل رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} على خديجة وهي لما بها، فقال لها: "بالرغم منا ما نرى بك يا خديجة. فإذا قدمتِ على ضرائرك فأقرئيهنّ السلام". فقالت: من هُنَّ يا رسول الله؟ قال {{صلى الله عليه وسلم}}: "مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون". قالت: بالرِّفاء يا رسول الله}}.<ref>[[من لا يحضره الفقيه]]. (1/139). {{استشهاد ويب |مسار=http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=8 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=23 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150923172836/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>

== معرض الصور ==
<gallery>
ملف:Virgin of Tenderness, Athena (14th Century).jpg|عذراء الرحمة إحدى طرق تمثيل مريم في المسيحية.
ملف:Virgin and the Child Chora Church.jpg|فسيفساء الأرحب من السموات في [[كنيسة خورا]]
ملف:Virgin Annunciate (by Antonello da Messina) - Galleria Regionale della Sicilia, Palermo.jpg|[[بشارة العذراء (لوحة)|بِشاْرَة العَذْرَاء]]، بريشة رَسام [[عصر النهضة|عَصر النَهضة]] اللإيطالي، [[أنطونيلو دا مسينا|أنتونيلو دا ميسينا]] عام 1476. [[قصر أباتيليس|قَصر أباتيليس]]، [[باليرمو]]، [[إيطاليا]].
</gallery>

== انظر أيضًا ==
{{بداية-عمو}}
{{عمو-2}}
* [[يوسف النجار]].
* [[ولادة عذرية]].
* [[السلام عليك يا مريم|السلام الملائكي]].
{{عمو-2}}
* [[المسيحية]].
* [[الإسلام]].
{{نهاية-عمو}}

== حواش ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
* {{هامش|1}} لا تذكر صراحة، لكن يذكر “النساء” و“إخوة الرب”، لذلك نسب التقليد أنها كانت موجودة أيضًا.
* {{هامش|2}} بأقل تقدير، ولدت العذراء عام [[18]] [[قبل الميلاد]] ويكون عمرها حسب التقليد الكنسي عند انتقالها 61 عامًا، هناك من يحدد عمرها آنذاك 58 عامًا.
* {{للهامش|3}} يقول [[جيروم|القديس جيروم]] وعدد آخر من [[آباء الكنيسة]] في هذا الخصوص، إن لكلمة حتى بضعة معاني لا تفيد المستقبل، واستشهدوا بذلك بآيات من [[الكتاب المقدس]]: ''لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه.'' (الرسالة الأولى إلى كورنثس 25/15)؛ فهل هذا يعني أن ملك الله يزول عقب قضاءه على أعدائه، وأيضًا: ''ها أنا معكم حتى انتهاء العالم.'' (متى 20/28) فهل سيتخلى الله عنا بعد نهاية العالم، وأيضًا: ''أعيننا إليك يا الله حتى تترأف بنا.'' (مزمور 2/123) فهل يكفّ مرنم المزامير من طلب رحمة الله بعد أن يترأف به. هناك أيضًا عدد آخر من الاعتراضات والرد عليها، انظر: [https://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm نسب الملك وميلاده، تفسير العهد الجديد]؛ [http://web.orthodoxonline.org/index.php?option=com_tag&task=tag&tag=الدائمة-البتولية مريم الدائمة البتولية، الشبكة العربية الأرثوذكسية]. و [https://web.archive.org/web/20200217210118/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MjY2MQ== معنى عصمة العذراء مريم من دنس الخطيئة الأصلية، موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي].
* {{للهامش|4}} بسبب آثام البشرية المتلاحقة، تؤمن أغلب الطوائف المسيحية، أن الله قد أرسل ابنه مولودًا من امرأة بهدف تخليص العالم من الخطيئة وبدء عهد جديد بين الله والإنسان، وهذا دور [[يسوع]] [[مسيح|المسيح]]؛ أما شفاعة القديسين وعلى رأسهم العذراء فهي مختلفة، فالكنيسة المنتصرة وفق المصطلح الرسمي، أي مجموعة المؤمنين الذين أصبحوا مع الله في الجنة، تقوم بالتضرع في سبيل الكنيسة المجاهدة أي مجموعة المؤمنين الذين لا يزالون على الأرض، وقد ورد هذا في [[رؤيا يوحنا]]، انظر [https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/005-Coptic-Intercession-Al-Shafa3a.html شفاعة القديسين، موقع الأنبا تكلا] و [https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-30-CH04-Intercession-01-Two.html شفاعتان: شفاعة المسيح وشفاعة القديسين، موقع الأنبا تكلا].
* {{هامش|5}} الطوبى كلمة [[اللغة السريانية|سريانية]] تمّ [[تعريب (لغة)|تعريبها]]، تعني: ''ما أسعده''، ''هنيئًا له''.
* {{هامش|6}} الإرشاد الرسولي هو عبارة عن وثيقة أو رسالة يبعثها [[بابا (توضيح)|البابا]] في [[الفاتيكان]] إلى مختلف كنائس العالم الكاثوليكية في موضوع ما، وتكون قرارتها ملزمة في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].
* {{هامش|7}} غالبًا ما تتراءى العذراء لشخص أو أكثر بعينهم أما البقية من الحاضرين فلا يرونها، باستثناء ظهور كنيسة الزيتون في مصر؛ غير أن الحاضرين يشعرون وفقًا للمعتقدات المسيحية، بحضورها من خلال علامات حسيّة في الطبيعة، وقد يترافق ذلك بمعجزات، كميدان الشمس في ظهور فاطمة والزيت المقدس في ظهور الصوفانية.
* {{للهامش|8}} أسرار فاطمة الثلاث التي استودعتها العذراء للرؤاة وفق المعتقدات الكاثوليكية، كشف اثنان منهما بداعي اليوبيل الفضي للظهورات، السر الأول رأى فيه الرؤاة جهنم بشكل مباشر وعبروا عن هلعهم وخوفهم من مظهرها؛ السر الثاني يتعلق باندلاع [[الحرب العالمية الثانية]] وازدياد المضايقات الخاصة للبابا في روما؛ أما السر الثالث فلم يتم الكشف عنه حتى الآن لأسباب مجهولة، وربما لكونه يشير إلى نهاية العالم، كما يتوقع البعض.<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.9 وص.91 {{استشهاد ويب |مسار=http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=8 أكتوبر 2010 |تاريخ أرشيف=23 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150923172836/http://www.arabchurch.com/newtestament_tafser/matew1.htm |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>
[[ملف:Danse du Soleil Fatima 13 oct 1917.jpg|مركز|760بك|تصغير|الجماهير تراقب معجزة الشمس في فاطمة يوم [[13 أكتوبر]] [[1917]].]]
* {{للهامش|9}} هذه شهادة أغنطايوس ليريا أحد شهود العيان في معجزة الشمس أو ميدان الشمس أو الشمس الراقصة كما تسمى بعض الأحيان: ''كنت أتأمل مليًا الشمس في كبد السماء وكانت تبدو لناظري شاحبة بلا بهاء، كأنها كرة من ثلج تدور على نفسها ثم بدا للجميع أنها تهوي في تكسر وهي توعد أرضنا بالهبوط عليها، خلال الدقائق الطويلة التي تجلى فيها الحدث الشمسي برزت الأشياء القريبة منها متشحة بألوان قوس قزح وبدت الوجوه تارة حمراء وتارة زرقاء وطورًا صفراء، فضاعفت هذه المظاهر هلعنا. عقب عشر دقائق عاودت الشمس قطبها في تكسر وميدان كما كانت قد نزلت ولم تزل شاحبة دون تألق.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.183-185 بتصرف.</ref> أما أسقف ليريا في رسالته التي ثبّت بها الظهورات يوم [[13 أكتوبر]] [[1930]] قد تكلم ما يلي عن معجزة الشمس: ''وقع الحادث الشمسي في الثالث عشر من [[أكتوبر]] [[1917]] ووصفته الصحف في حينه، لقد كان ذلك الحادث أعظم خوارق فاطمة وأشدها موقعًا في قلوب من سعدوا برؤيتها. كان الفتية الثلاثة قد سبقوا وعينوا المكان وأشاروا إلى الساعة التي سيجري فيها، فسرى النبأ لحاله وبلغ أقاضي البرتغال، فوجد في فاطمة ساعة الظهور الأخير ألوف وألوف من البشر. لم يكن مظهر الشمس من المظاهر الطبيعية إذ لم يسجل وقوعه في مرصد من المراصد الفلكية ومع ذلك فقد عاينته تلك الجماهير الغفيرة وفيها كل العناصر وكل الطبقات، من مؤمنين وجاحدين، ونقلته الصحف البرتغالية، وشهده أناس منعزلون على مسافة كليومترات، فهذي الأمور كلها تنفي كل تحليل يرتكز إلى إيحاء شخصي أو إلى أي نوع من أنواع الهذيان.''<ref>سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.177-181 بتصرف</ref> [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] تؤمن أن الشمس لم تتحرك، وإنما العذراء كما سبقت ووعدت بتقديم دليل حسي على ظهورها، جعلت المشاهدين يرون الشمس بهذه الطريقة؛ الناقدون يرون أن الحادث ربما يكون حادثة '''الشمس الوهمية''' حصلت مصادفة مع موعد الظهورات، النقاد الكاثوليك يرون إمكانية حصول شمس وهمية فعلًا لكنهم يشيرون إلى أن وقوع الشمس الوهمية تزامنًا مع إشارة لوسيا هو بحد ذاته معجزة؛ عدد آخر من النقاد يشير إلى أن الحدث قد يكون تخريب مؤقت في شبكية العين ناجم عن النظر إلى الشمس.
* {{للهامش|10}} تؤمن [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] بظهورات أخرى للعذراء مريم انظر [https://www.coptichistory.org/new_page_259.htm ظهورات العذراء قديمًا، موقع تاريخ الأقباط].
* {{للهامش|11}} لا تزال القضية قيد الدراسة في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].
</div>

== مراجع ==
{{مراجع}}

== مصادر ووصلات خارجية ==
* [https://web.archive.org/web/20180301223044/http://www.marypages.com/indexArabic.html صفحات مريم].
* [https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-01_.html الأنبا تكلا، قسم مريم العذراء].
* [https://www.mariologicalsociety.com/ Mariologicalsociety.]
* {{يوتيوب|ELOhN8R8410|طلبة العذراء مريم، من Youtube}}.
* [https://www.sunna.info/islamic/mariam.html مريم أم المسيح، موقع سنّة].
* [https://www.passia.org/meetings/rsunit/2003/Mary.htm#_ftnref8 مريم في العهد الجديد والقرآن، الائتلاف والاختلاف].
{{مريم العذراء}}
{{يسوع المسيح}}
{{شخصيات من العهد الجديد}}
{{شريط سفلي مسيحية}}
{{شريط سفلي الكنيسة الكاثوليكية}}
{{نساء مكرمات في الإسلام}}
{{الإسلام والمسيحية}}
{{ديانات إبراهيمية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=|التاريخ=23 فبراير 2011}}
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|الإنجيل|الفاتيكان|الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|المرأة|المسيحية|يسوع}}
{{روابط شقيقة|commons=Virgin Mary}}

[[تصنيف:مريم العذراء| ]]
[[تصنيف:أتباع يسوع]]
[[تصنيف:أشخاص من الناصرة]]
[[تصنيف:المرأة في العهد الجديد]]
[[تصنيف:المرأة في القرن 1 ق م]]
[[تصنيف:النساء والمسيحية]]
[[تصنيف:شخصيات ذكرت في القرآن]]
[[تصنيف:عائلة يسوع]]
[[تصنيف:فن حسب الموضوع]]
[[تصنيف:فن مسيحي]]
[[تصنيف:قديسات]]
[[تصنيف:قديسات مسيحيات في القرن 1]]
[[تصنيف:قديسون في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]]
[[تصنيف:قديسون في الكنيسة الكاثوليكية]]
[[تصنيف:قديسون مسيحيون من العهد الجديد]]
[[تصنيف:قديسون من الأراضي المقدسة]]
[[تصنيف:مواليد القرن 1 ق م]]
[[تصنيف:وفيات القرن 1]]
[[تصنيف:يهود العصر الروماني]]
[[تصنيف:يهود في القرن 1]]
[[تصنيف:يهود في القرن 1 ق م]]
[[تصنيف:يهوديات قديمات]]