عرض مصدر قبول الجماعات الدينية للتطور

{{يتيمة|تاريخ=نوفمبر 2019}}
على الرغم من المعارضة والانتقاد الشديدين التي يلقاها [[التطور]] من قبل بعض الجماعات الدينية، تتبنى الكثير من الجماعات الأخرى الموقف العلمي. أحيانًا مع بعض الإضافات للسماح بالاعتبارات اللاهوتية. تصف هذه الجماعات موقفها باستخدام عدة مصطلحات منها: «<nowiki/>[[تطور إلهي|التطور الإلهي]]» و«التطور الإيماني» و«التطور الخلقي». يؤمن أنصار التطور الإلهي [[وجود الله|بوجود]] [[إله]]، وأن هذا الإله هو [[إله خالق|الخالق]] لمادة الكون والحياة النابعة منها، وأن التطور هو [[طبيعة|عملية طبيعية]] ضمن مراحل الخلق. التطور من وجهة النظر الإلهية هذه هو أداة استخدمها الله لخلق البشر. وفقًا للاتحاد العلمي الأمريكي، وهو رابطة تجمع لعلماء مسيحيين:<blockquote>«تقترح نظرية التطور الإلهي، أو كما تدعى بالتطور الخلقي، أن طريقة الله في الخلق كانت بتصميم كون يمكن لكل ما فيه التطور من ذاته. عادة ما تعني كلمة التطور في عبارة التطور الإلهي التطور الكلي، بما فيه التطور الفلكي والجيولوجي والكيميائي والبيولوجي، إلا أنها في الواقع تشير فقط إلى التطور البيولوجي».</blockquote>تبعًا [[إيوغيني سكوت|ليوجين سكوت]]، مدير [[المركز الوطني لتعليم العلوم]] في [[الولايات المتحدة]]، «بطريقة أو بأخرى، يعد التطور الإلهي وجهة نظر الخلق التي يتم تدريسها في غالبية المعاهد الدينية البروتستانتية الرئيسية، وهو الموقف الرسمي [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|للكنيسة الكاثوليكية]]».<ref name="Scott, 271">* [[إيوغيني سكوت|Scott, Eugenie C.]], "[https://www.jstor.org/stable/2952523 Antievolution and Creationism in the United States]", ''Annual Review of Anthropology'', Vol. 26, (1997), pp.&nbsp;263–289. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181215124555/https://www.jstor.org/stable/2952523 |date=15 ديسمبر 2018}}</ref>

لا يعدَ التطور الإلهي ليس [[نظرية علمية]]، وإنما هو وجهة نظر اعتقادية دينية خاصة تصف كيف يمكن تأويل الاكتشافات إلى تم التوصل إليها في [[علم الأحياء التطوري]] لتتناسب مع المعتقدات الدينية. يمكن النظر لأنصار التطور الإلهي على أنهم إحدى المجموعات التي ترفض أطروحة الصراع بخصوص [[العلاقة بين الدين والعلم]]، ويرون أن النظريات العلمية والدين لا يتعارضان بالضرورة، وكان عالم الأحياء الشهير [[ستيفن جاي غولد]] أحد أكبر أنصار هذه النظرية. يطلق أحيانًا على متبني وجهة النظر هذه اسم «<nowiki/>[[داروينية|الداروينين]] [[المسيحية|المسيحيين]]».<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Numbers|الأول=Ronald|المؤلفون=|عنوان=The Creationists: From Scientific Creationism to Intelligent Design, Expanded Edition|ناشر=Harvard University Press|تاريخ=2006|مكان=Cambridge, MA|مسار= https://archive.org/details/creationistsfrom0000numb|doi=|isbn=0-674-02339-0|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210813205147/https://archive.org/details/creationistsfrom0000numb|تاريخ أرشيف=2021-08-13}} pp.&nbsp;34–38.</ref><ref name="EvC">Scott, Eugenie C.. ''Evolution Vs. Creationism'', Location?: Niles Eldredge, pp.&nbsp;62–63</ref>

== القبول ==
تعتبر وجهة النظر هذه مقبولة من من معظم الكنائس [[المسيحية]]، من بينها [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، والكنيسة الإنجيلية اللوثرية الأمريكية، [[الكنيسة الأسقفية الأمريكية|والكنيسة الأسقفية الأمريكية]]، وبعض الكنائس [[البروتستانتية الخط الرئيسي|البروتوستانتية التقليدية]] الأخرى؛<ref name="Scott, 271" /> وتقريبًا جميع الطوائف [[اليهودية]] وجماعات دينية أخرى لا تمتلك موقفًا واضحًا فيما يتعلق بالنصوص الدينية. يقبل العديد من رجال الدين المسيحيين وجهة النظر هذه ويؤكدون انفتاحهم عليها، من بينهم عالم اللاهوت بنجامين بريكنريدج وورفيلد والمبشر المسيحي الإنجيلي البارز [[بيلي غراهام]]. أظهر استطلاع أجري عام 2007 بأن نسبة التقبل من قبل [[البوذية|البوذيين]] الأمريكيين [[الهندوسية|والهندوس]] [[يهود|واليهود]] كانت أعلى بين أقرانهم من الجماعات المسيحية الأخرى. في استطلاع أجراه مؤخرًا عالم الفيزياء ماكس تيغمارك حول «كيف تنظر المجتمعات الدينية الأمريكية المختلفة إلى العلم، ولا سيما التطور [[الانفجار العظيم|وعلم كون الانفجار العظيم]]». أظهر تقرير نشرته [[مؤسسة غالوب]] بأن 46% من الأمريكيين يؤمنون بأن الله خلق الجنس البشري الحالي منذ أقل من 10 آلاف سنة مضت، إلّا أنه فقط نسبة 11% ممن ينتمون لجماعات دينية يرفضون التطور رفضًا صريحًا.<ref>[https://space.mit.edu/home/tegmark/survey/survey.pdf Max Tegmark, Eugena Lee, and Meia Chita-Tegmark, "The MIT Survey on Science, Religion and Origins: the Belief Gap", Feb. 11, 2013 , p. 1] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190407083053/https://space.mit.edu/home/tegmark/survey/survey.pdf |date=7 أبريل 2019}}</ref>

مع اتباع النهج العلمي المتمثل في التطور، عادة تُفسر قصص الخلق الموجودة في الكتب الدينية على أنها [[تمثيل (أدب)|مجازية]] في الطبيعة ليس إلّا (أي أنها قصص تُحكى للوعظ والاعتبار وضرب المثل). يعتبر كل من المسيحيين واليهود فكرة [[أسطورة الخلق]] في [[العهد القديم]] على أنه مجرد حكاية مجازية بدلًا من كونه شرحًا تاريخيًا قبل وقت طويل من ظهور النظرية الداروينية. ومن الأمثلة على ذلك كانت كتابات [[أوغسطينوس|القديس أوغسطين]] العائدة للقرن الرابع الميلادي، (إلا أنه في وقت لاحق رفض المجاز لصالح [[حرفية الكتاب المقدس|التفسير الحرفي]]). اعتبر القديس أوغسطين أن مفردات الضوء واليوم والصبح التي وردت في [[سفر التكوين]] حملت معنىً روحيًا وليس فيزيائيًا.<ref name="PSCF3-88Young.html2">[http://www.asa3.org/aSA/PSCF/1988/PSCF3-88Young.html Davis A. Young, "The Contemporary Relevance of Augustine's View of Creation" from ''Perspectives on Science and Christian Faith'' 40.1] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191010050417/https://www.asa3.org/ASA/PSCF/1988/PSCF3-88Young.html |date=10 أكتوبر 2019}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> يرى أوغسطين بأن خلق «صباح روحي» هو حدث تاريخي يوازي خلق الضوء المادي. قال أو غسطين في عمل لاحق له: «هنالك بعض من يعتقدون بأن كل ما فعله الله هو خلق الكون، وأما كل ما هو موجود ضمن الكون، هو من صنع العالَم نفسه طبقًا لأحكام الرّب وأوامره، لكن الله نفسه لا يصنع شيئًا».<ref>Taylor, JH (trans) (1982) "St. Augustine. The Literal Meaning of Genesis", Paulist Press, New York, p171</ref> أمّا بالنسبة للأمثلة اليهودية المشابهة في اعتبار [[أسطورة الخلق]] حكاية مجازية نراها في مؤلفات [[فيلون السكندري]] العائدة للقرن الأول ميلادي،<ref name="book2.html">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.earlychristianwritings.com/yonge/book2.html|عنوان="Allegorical Interpretation, I" from ''The Works of Philo Judaeus'', translated by C.D. Yonge|تاريخ الوصول=2013-06-18|حالة المسار=bot: unknown|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130515164341/http://www.earlychristianwritings.com/yonge/book2.html|تاريخ أرشيف=2013-05-15}}</ref> ومؤلفات [[موسى بن ميمون]] العائدة للقرن الثاني عشر ميلادي، ومؤلفات [[جرسونيدس]] العائدة للقرن الثالث عشر ميلادي.<ref>''The Guide for the Perplexed'' 2:17</ref><ref>''Milchamot Hashem'' 6:8</ref>

يجادل الكثيرون من أنصار التطور الإلهي بأنه من غير اللائق استخدام [[سفر التكوين]] ضمن إطار علمي، باعتبار أنه كتب قبل عصر العلم وهو موجه بصورة أساسية كمجموعة من التعاليم الدينية؛ وبذلك علينا الأخذ بقصص الخلق على أنها أعمال أدبية. ربما يعتقد المؤمنون بالتطور الإلهي أن الخلق ليس عبارة عن عملية حلصت في غضون أسبوع فقط، وإنما هو عملية بدأت منذ بداية الوقت واستمرت حتى الوقت الحاضر بما فيه اليوم. تؤكد هذه النظرية على أن الرب هو من خلق العالم وهو المسبب الأساسي لوجودنا. اعتبرت هذه إحدى الطرق المتبعة لتفسير النصوص الإنجيلية مثل سفر التكوين، والذي يبدو على أنه يتعارض مع النظريات العلمية، مثل التطور.<ref name="Peters">''Can You Believe in God and Evolution'', Ted Peters and Matrinez Hewlett</ref>{{Bar box|title=الاختلافات بين الأديان إزاء قبول التطور (الولايات المتحدة عام 2007)<br /><small>نسبة الذين يوافقون بأن التطور هو أفضل تفسير يشرح أصل حياة الإنسان على الأرض</small> <br />المصدر: [[مركز بيو للأبحاث]]<ref>[https://www.pewforum.org/2009/02/04/religious-differences-on-the-question-of-evolution/ Religious Groups: Opinions of Evolution], [[مركز بيو للأبحاث|Pew Research Center]] (conducted in 2007, released in 2008) {{استشهاد ويب |مسار=http://pewforum.org/docs/?DocID=392 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 نوفمبر 2019 |تاريخ أرشيف=22 أبريل 2010 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20100422063106/http://pewforum.org/docs/?DocID=392 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>|width=450px|barwidth=200px|bars={{Bar percent|بوذيون|silver|81}}
{{Bar percent|هندوس|grey|80}}
{{Bar percent|يهود|silver|77}}
{{Bar percent|مستقلون دينيًا|grey|72}}
{{Bar percent|كاثوليك|silver|58}}
{{Bar percent|أرثوذكس|grey|54}}
{{Bar percent|بروتستانت تقليديون|silver|51}}
{{Bar percent|مسلمون|grey|45}}
{{Bar percent|بروتستانت سود تاريخيًا|silver|38}}
{{Bar percent|بروتستانت إنجيليون|grey|24}}
{{Bar percent|مورمون|silver|22}}
{{Bar percent|شهود يهوه|grey|8}}
{{Bar percent|مجموع سكان الولايات المتحدة|silver|48}}}}

== وجهات النظر حسب المعتقد ==
تقبل العديد من المنظمات الدينية نظرية التطور، إلا أن التفسيرات اللاهوتية المتعلقة بها تختلف من منظمة لأخرى. إضافة إلى أنه من الممكن لأفراد أو حركات ضمن هذه ألا تقبل بالنظرية، كما أن العديد من المواقف تجاه التطور تطورت على مر التاريخ. يوجد هناك تباين ملحوظ في معدل قبول نظرية التطور بين مختلف البلدان، إذ بيّنت الدراسات أن معدل قبول التطور في الولايات المتحدة أقل مما هو عليه في أوروبا أو اليابان (فقط تركيا هي من تمتلك معدل أقل من 34 دولة أخرى شملتها الدراسة)، كما يمكن أن تختلف مواقف الجماعات الدينية بين دولة وأخرى.

=== البهائية ===
في الديانة [[البهائية]]، كتب [[عبد البهاء]] ابن مؤسس الديانة حول أصل الحياة. جزء أساسي من تعاليم عبد البهاء حول التطور هو اعتقاده بأن الحياة كلها جاءت من أصل واحد: «أصل جميع أشكال الحياة واحد».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Effendi|1912|p=350}}</ref> ويقول بأن التنوع الشامل لأشكال الحياة انبثق من هذا الأصل الواحد: «انظر إلى هذا العالم المليء بالمخلوقات، كم هنالك من تنوع في أشكال الحياة، إلا أنها تشترك جميعها في أصل واحد».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|`Abdu'l-Bahá|1912|pp=51–52}}</ref> يوضح بكلامه بأن عملية تدريجية بطيئة هي من أدت إلى ظهور كيانات معقدة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|`Abdu'l-Bahá|1908|pp=198–99}}</ref>

=== المسيحية ===
يتناقض التطور مع التفسير الحرفي [[سفر التكوين|لسفر التكوين]]؛ مع ذلك، فإن اتباع الحرفية فيما يتعلق [[أسطورة الخلق|بقصة الخلق]] غير إلزامي عند كل من [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليك]] ومعظم الطوائف [[بروتستانتية|البروتستانتية]] المعاصرة. ينظر المسيحيون إلى سفر التكوين على كونه اعتبارات مجازيًا منذ وقت طويل قبل ظهور نظرية دارون في التطور، أو مبدأ [[جيمس هوتون|هوتون]] في [[وتيرة واحدة|الوتيرة الواحدة]]. من الأمثلة على ذلك كانت كتابات [[أوغسطينوس|القديس أوغسطين]] من القرن الرابع الميلادي، والذي جادل بوجهة نظر [[علم اللاهوت المسيحي|لاهوتية]] أن كل شيء في الكون خلقه [[الله في المسيحية|الله]] في لحظة واحدة وليس في ستة أيام كما يظهر من [[حرفية الكتاب المقدس|التفسير الحرفي]] لسفر التكوين.<ref name="PSCF3-88Young.html2" /> يدافع بعض اللاهوتيين المعاصرين مثل [[مريديث كلاين|ميرديث كلاين]] وهنري بلوشر عما يعرف الآن بالتفسير الحرفي لسفر التكوين.

=== الإسلام ===
يعارض بعض المسلمين نشأة الأنواع الحية من أصل واحد نظرًا لتعارض الفكرة مع ما جاء في [[القرآن]]. حتى أنه بين المسلمين الذين يصدقون التطور، يؤمن العديد منهم بأن البشرية خلق مميز من الله. على سبيل المثال، يجادل الشيخ الأمريكي المختص بالتشريع الإسلامي نوح ميم كيلر بأن التصديق [[تطور كبروي|بالتطور الكبروي]] يتوافق مع الإسلام، طالما أنه يقبل بفكرة أن الله هو خالق كل شيء، وأن الله خلق البشرية في صورة [[آدم]].<ref>[http://www.masud.co.uk/ISLAM/nuh/evolve.htm Evolution and Islam<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190326200258/http://www.masud.co.uk/ISLAM/nuh/evolve.htm |date=26 مارس 2019}}</ref>

== انظر أيضًا ==
{{Div col|colwidth=20em}}
* [[التطور عند الأحمدية]]
* [[علم أصل الكون]]
* [[الحجة الكونية]]
* [[وجود]]
* [[نسبة دعم نظرية التطور]]
* [[لاهوت طبيعي]]
* [[مذهب طبيعي ديني]]
* [[ألوهية]]
* [[تاريخ الكون]]
* [[مصير الكون]]
{{Div col end}}

== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{شريط بوابات|الأديان|علم الأحياء التطوري|علم الأحياء القديمة}}

[[تصنيف:التطور والدين]]
[[تصنيف:مذهب ومعتقد ديني]]