عرض مصدر خطبة علي بن الحسين في الكوفة

{{شيعة}}
'''خطبة علي بن الحسين في الكوفة''' وهي خطبة ألقها [[علي زين العابدين|علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب]] في أهل [[الكوفة]] بعد [[معركة كربلاء]] وبعدما سيق نساء [[أهل البيت|أهل بيت الحسين]] وصبيانهم ومرضیهم سبايا إلى [[الكوفة]] حيث مقر [[عبيد الله بن زياد]] وواليها من قبل [[بنو أمية (توضيح)|بني أمية]]، وقد خرج الناس للنظر إليهم.<ref name="زين">[http://alhassanain.org/arabic/?com=book&id=404 الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين]- السيد زهير الأعرجي - الصفحة 38- شبكة الإمامين الحسنين للتراث والفكر الإسلامي- 8 مارس 2014 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171019112742/http://alhassanain.org/arabic/?com=book&id=404 |date=19 أكتوبر 2017}}</ref> ورأى‌ علي بن الحسين أهل الكوفة يضجّون ويبكون، وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه، فخاطبهم قائلًا: {{اقتباس مضمن|أتنوحون وتبكون من أجلنا!؟ فمن قتلنا!؟»}} ووقف علي بن الحسين أمام الحشود الكثيرة في الكوفة وخطبهم.<ref name="الركب ">[http://lib.eshia.ir/26119/1/12 مع‌ الركب الحسينى]- محمد جعفر طبسی - المجلد 5 - الصفحة 12 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171019164517/http://lib.eshia.ir/26119/1/12 |date=19 أكتوبر 2017}}</ref>

تشتمل هذه الخطبة على الحمد والثناء لله وتعريف [[علي بن الحسين (توضيح)|علي بن الحسين]] نفسه للناس وتذكيرهم برسول الله والإسلام والقرآن، وعلاقة [[أهل البيت]] [[محمد|بالنبي]] وذكر نَسَبه الذي ينتمي إلی [[أهل البيت|آل البيت]] وبعض مصائب الحسين، وإدانة أهل الكوفة على تخاذلهم وغدرهم ونقضهم العهود والمواثيق والبيعة.<ref name="موسوعة">[http://lib.eshia.ir/86928/2/274 موسوعة كربلاء]- لبيب بيضون- المجلد 2- الصفحة 274 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200116051655/http://lib.eshia.ir/86928/2/274 |date=16 يناير 2020}}</ref>

== خلفية ==
{{مفصلة|معركة كربلاء}}
بعد استشهاد [[الحسين بن علي]] وأولاده ورجال أهل بيته وأصحابه في [[معركة كربلاء]]، أعلن [[عمر بن سعد]] القائد الأموي لجيش الكوفة النصر العسكري على جيش الحسين، فبدأ جنوده اقتحام الخيم القليلة المنصوبة للنساء والاطفال وحرقها، وساقوا النساء والصبيان والمرضى سبايا إلى [[الكوفة]] حيث مقر [[عبيد الله بن زياد|عبيدالله بن زياد]]، وواليها من قبل [[بنو أمية (توضيح)|بني أمية]].<ref name="زين" /> فلما قاربوا الكوفة إجتمع أهلها للنظر إليهن. فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون. فقال [[علي بن الحسين (توضيح)|علي بن الحسين]]: تنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن ذا الذي قتلنا؟ وقد أومأت [[زينب بنت علي]] إلى الناس أن اسكتوا وألقَت خطبة بليغة عليهم. وروى أنّ [[فاطمة بنت الحسين|فاطمة بنت الحسين بن علي]] و[[أم كلثوم بنت علي]] خطبتا بعد أن وردتا من [[كربلاء]] ضمن السبايا في ذلك اليوم. ثم إن [[علي بن الحسين (توضيح)|علي بن الحسين]] زين العابدين أومأ إلى الناس أن اسكتوا فسكتوا<ref name="احتجاج">[http://lib.eshia.ir/10412/1/305 احتجاج علي بن الحسين عليه‌السلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم]- [[الإحتجاج (كتاب)|الإحتجاج]]- [[الطبرسي (توضيح)|أحمد بن علي الطبرسي]]- المجلد 1- الصفحة 305 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171018192801/http://lib.eshia.ir/10412/1/305 |date=18 أكتوبر 2017}}</ref>، فقام بإلقاء خطبته المعروفة في أهل الكوفة.<ref>[http://lib.eshia.ir/15097/1/85 اللهوف في قتلى الطفوف]- [[سيد بن طاووس|السيد بن طاووس]]- صفحات 85-92 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171018192314/http://lib.eshia.ir/15097/1/85 |date=18 أكتوبر 2017}}</ref>

== مواضيع الخطبة ==
تضمنت هذه الخطبة الإشارة إلى : 
* الحمد والثناء لله
* تعريف [[علي بن الحسين (توضيح)|علي بن الحسين]] نفسه للناس
* تذكيرهم برسول الله والإسلام والقرآن، وعلاقة [[أهل البيت]] [[محمد|بالنبي]]
* ذكر نَسَبه الذي ينتمي إلی [[أهل البيت|آل البيت]]
* ذكر بعض مصائب الحسين
* إدانة أهل الكوفة على تخاذلهم وغدرهم ونقضهم العهود والمواثيق والبيعة.<ref name="موسوعة" />

== تفاصيل الخطبة ==
وجيء بعلي الحسين على [[جمل|بعير]] ضالع، والجامعة في عنقه، ويداه مغلولتان إلى عنقه، وأوداجه تخشب دماً فكان يقول:<ref name="ركب">[http://lib.eshia.ir/71703/1/316 مقتل الحسين عليه السلام]- السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم- المجلد 1- الصفحة 316 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200110233121/http://lib.eshia.ir/71703/1/316 |date=10 يناير 2020}}</ref>
{{أبيات|
يا اُميّة السّوء لا سقياً لربعكُمُ\\يا اُمّة لَم تراع جدّنا فينا
لَو أنّنا ورسول الله يجمعنا\\يوم القيامة ما كنتم تقولونا
تسيّرونا على الأقتاب عارية\\كأنّنا لم نشيّد فيكم دينا}}
وخرج إلى الناس وأومأ إليهم أن اسكتوا، فسكتوا وهو قائم، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال في بداية الخطبة: {{اقتباس مضمن|أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا [[علي زين العابدين|علي بن الحسين بن علي أبي طالب]] أنا ابن من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته، وانتهب ماله، وسبي عياله أنا ابن المذبوح بشط [[الفرات]] من غير ذحل ولا ترات أنا ابن من قتل صبراً، وكفى بذلك فخراً.<ref name="لهوف">[http://lib.eshia.ir/11008/45/112#_ftnref1  اللهوف في قتلى الطفوف]- [[سيد بن طاووس|السيد بن طاووس]]- المجلد 1- الصفحة 116 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200314011239/http://lib.eshia.ir/11008/45/112 |date=14 مارس 2020}}</ref>}}

وتابع بهذه الکلمات: {{اقتباس مضمن|أيها الناس، ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهود والمواثيق والبيعة، وقاتلتموه فتبّاً لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله {{صلى الله عليه وآله وسلم}} إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي ...
رحم الله امرأً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وفي أهل بيته، فإن لنا في رسول الله {{صلى الله عليه وآله وسلم}} أسوة حسنة.<ref name="زين" />}}

فصمتوا وهم يستمعون إلى هذا القول ثم قالوا: «نحن يا بن رسول الله، سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فأنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا».

فأجابهم الإمام علي السجاد: {{اقتباس مضمن|هيهات، هيهات، أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل، كلا ورب الراقصات<ref>''الراقصات: المراد بهن الإبل يقال للبعير إذا أسرع رقص وكذا إذا مشى الخبب، فيكون القسم إشارة إلى نظير ما في قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)'' «الغاشية/17»- [http://www.ansarian.ir/arabic/5323.html المقصود من بعض كلمات الامام السجاد(ع) - خطبته مع أهل الكوفة : "ورب الراقصات"، ما معنى الراقصات ؟] موقع سماحة العلامة الأستاذ الشيخ حسين أنصاريان {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200826170328/http://www.ansarian.ir/arabic/5323.html |date=26 أغسطس 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>، فإن الجرح لما يندمل قتل أبي بالأمس وأهل بيته، ولم ينس ثكل رسول الله {{صلى الله عليه وآله وسلم}} وثكل أبي، وبني أبي إن وجده والله بين لهاتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصص تجري في فراش صدري}}.

== دلالات الخطبة ==
كشفت خطبة علي بن الحسين السجاد في الكوفة عن أمور، أهمها:
# إنّها ساهمت في كشف الحقائق التي حاول بنو أمية سترها وأخطرها التقليل من أهمية العلاقة الرسالية والرحمية لهؤلاء السبايا برسول الله ولذلك كان التأكيد على قول {{اقتباس مضمن|من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا ...}}.
# شرح الوقائع التي وقعت في [[عاشوراء|العاشر من محرم الحرام]]، وكان محورها قتل [[الحسين بن علي|الحسين]] وأهل بيته وأصحابه وهتك حرمة النبي.
# الإدانة الواضحة للذين دعوا الحسين إلى العراق وتخلوا عنه وحاربوه، ووصمهم بالغدر والمكر والخيانة.<ref name="زين" />

==طالع أيضا==
* [[خطبة علي بن الحسين في الشام]]
* [[خطبة زينب في مجلس يزيد|خطبة زينب في الشام]]
* [[الصحيفة السجادية]]
* [[رسالة الحقوق]]
* [[دعاء أبي حمزة الثمالي]]

==المصادر==
{{مراجع}}
{{شريط بوابات|الإسلام|شيعة}}

{{روابط شقيقة}}

[[تصنيف:تاريخ إسلامي]]
[[تصنيف:خلاف سني شيعي]]
[[تصنيف:معتقدات شيعية]]