عرض مصدر تفسير البغوي

{{بطاقة كتاب}}
{{تفسير}}
'''معالم التنزيل:''' كتاب متوسط، نقل فيه مصنفه الصحيح من تفسير [[الصحابة]] و[[التابعون|التابعين]] ومن بعدهم، ولا يذكر الضعيف.

== التعريف بالمؤلف ==
مؤلف معالم التنزيل هو أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفراء البغوي، الفقيه الشافعي، المحدث، المفسر.توفي (510 هـ).<ref>طبقات المفسرين للسيوطي ص 13 ،ووفيات الأعيان ج1 / 145 - 146 .</ref>

== نبذة عنه ==
وهو من أجلّ الكتب وأنبلها حاوٍ للصحيح من الأقول، عارٍ عن الغموض والتكلف في توضيح النص القرآني، محلى بالأحاديث النبوية والآثار الغالب عليها الصحة.

ومعالم التنزيل من أشهر كتب [[علم التفسير|التفسير]] بالمأثور وهو [[تفسير]] كامل للقرآن مع مقدمة للمؤلف يستهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله {{صلى الله عليه وسلم}} ، ثم يبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم يذكر ما اشتمل عليه [[القرآن]] من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.

ثم ينتقل [[البغوي]] – – إلى دواعي تأليفه لتفسيره فيقول: (فسألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).

ومن هذا النص نستفيد أن تفسيره جاء نزولاً عند رغبة طلابه وتلاميذه المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} واقتداء بالماضين.

ويقدم البغوي بعد ذلك الطريقة التي اختارها وجعل عليها تفسيره وهي التوسط والاعتدال فيقول: (فجمعت بعون الله وحسن توفيقه فيما سألوا كتاباً متوسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيداً لمن أقبل على تحصيله).<ref name="dahsha.com">[https://www.dahsha.com/web.html?id=6732 الإمام البغوي(ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز - عوض أحمد الناشري الشهري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200308184747/https://www.dahsha.com/web.html?id=6732 |date=8 مارس 2020}}</ref>

== أقوال العلماء عنه ==
قال [[ابن تيمية]]:

{{اقتباس مضمن|والبغوي تفسيره مختصر من [[الثعلبي]] لكنه صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة}}.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q115683684|الصفحة=354|المجلد=13|الفصل=مقدمة في أصول التفسير}}</ref>

وقد سئل عن أي التفاسير أقرب إلى [[القرآن|الكتاب]] و[[سنة|السنة]] ؟ [[الزمخشري]] أم [[القرطبي]] أم [[البغوي]] ؟ أو غيرهؤلاء؟ فأجاب:
{{اقتباس مضمن|وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من [[بدعة|البدعة]] و[[حديث ضعيف|الأحاديث الضعيفة]] - [[البغوي]]}}<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q115683684|الصفحة=386|المجلد=13}}</ref>

ووصفه الإمام [[الخازن (توضيح)|الخازن]] في مقدمة تفسيره: بأنه من أجمل المصنفات في [[علم التفسير]] وأعلاها، جامع للصحيح من الأقاويل، عارٍ من الشبه والتصحيف والتبديل، محلَّى ب[[الحديث النبوي|الأحاديث النبوية]]، مطرَّز بالأحكام الشرعية، موشَّى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرَّج بأوضح العبارات، مفرَّغ في قالب الجمال بأفصح مقال.
<ref name="dahsha.com"/>

قال عنه [[صالح الفوزان]] «فإن تفسير الإمام محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود [[البغوي]] تفسير جيد، شهد العلماء بجودته وإتقانه وتمشيه على مذهب [[سلف (إسلام)|السلف]] في المنهج والاعتقاد، إلا أنه طويل بالنسبة لحاجة غالب الناس اليوم، فالناس اليوم بحاجة إلى تفسير مختصر موثوق.

فلذلك اتجهت همة أخينا الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد بن علي الزيد إلى اختصار هذا التفسير وتقريبه للناس. وقد اطلعت على نموذج من عمله فوجدته عملًا جيدًا ومنهجًا سديدًا، حيث إنه يختار من هذا [[علم التفسير|التفسير]] ما يوضح الآيات بأقرب عبارة وأسهلها، فهو مختصر جيد مفيد. جزى الله أخانا الشيخ عبد الله على عمله هذا خيرًا وغفر الله للإمام [[البغوي]] ورحمه، جزاء ما ترك للمسلمين من علم نافع ومنهج قويم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه».<ref>[http://www.islamhouse.com/p/77383 مختصر تفسير البغوي [ معالم التنزيل <nowiki>]</nowiki>] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130126161019/http://www.islamhouse.com/p/77383 |date=26 يناير 2013}}</ref>

== مضمون الكتاب ==
1- المقدمة.

2- مصادره التي استعان بها على تفسير الكتاب.

3- فضائل القرآن وتعليمه.

4- معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما.

5- التفسير، بدءًا من الفاتحة وصولًا إلى سورة الناس.

== مصادره التي اعتمد عليها ==

=== مصادره من كتب التفسير ===

وهي.:<ref>معالم التنزيل، 1/3-6.</ref>

{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=3|الأعمدة=

1- تفسير ابن عباس.

2- تفسير [[مجاهد بن جبر]] المكي.

3- تفسير [[عطاء بن أبي رباح]] النيسابوري.

4- تفسير [[الحسن البصري]].

5- تفسير قتادة.

6- تفسير أبي العالية.

7- تفسير القرظي عن الهروي.

8- تفسير [[زيد بن أسلم]].

9- [[تفسير الكلبي]].

10- تفسير [[الضحاك بن مزاحم|الضحاك]].

11- تفسير ال[[مقاتل بن حيان]].

12- تفسير ال[[مقاتل بن سليمان]].
13- تفسير [[السدي]].}}

=== مصادره في تفسير الأخبار والروايات ===

كانت عن المبتدأ لوهب بن منبه، وعن المغازي [[ابن إسحاق|لمحمد بن إسحاق]]. وقد كان يكتب السند الذي نقل به عن هذين الكتابين.<ref>معالم التنزيل، 1/6.</ref>

=== مصادره في علم القراءات ===
وقد ذكر في تفسيره من القراء الذين أخذ عنهم:<ref>معالم التنزيل، 1/7</ref>

{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=3|الأعمدة=

1- [[أبو جعفر المدني|أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني]].

2- [[نافع المدني|أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن المدني]].

3- [[ابن كثير المكي|أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المكي]].

4- [[ابن عامر الشامي|أبو عمران عبد الله بن عامر الشامي]].

5- [[أبو عمرو بن العلاء التميمي|أبو عمرو زياد بن العلاء المازني العطار البصري]].

6- [[يعقوب الحضرمي|أبو محمد بن يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري]].

7- [[عاصم بن أبي النجود|أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي]].

8- [[حمزة الكوفي|أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي]].

9- [[الكسائي|أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي الكوفي]].}}

=== مصادره في اللغة ===
ذكر البغوي في تفسيره بعض أعلام اللغة، ممن أخذ منهم معاني الكلمات والجمل، ومنهم:
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=3|الأعمدة=
{{قائمة مرقمة
|[[محمد بن القاسم الأنباري|ابن الأنباري]].
|[[أبو الحسن بن كيسان|ابن كيسان]].
|[[معمر بن المثنى|أبو عبيدة النحوي]].
|[[الأخفش (توضيح)|الأخفش]].
|الأزهري.
|[[الخليل بن أحمد الفراهيدي]].
|[[أبو إسحاق الزجاج]].
|[[سيبويه]].
|[[أبو زكريا الفراء]].
|[[ابن قتيبة|القتيبي]].
|[[قطرب]].
|[[الكسائي]].
|[[المبرد]].}}}}

== منهجه في التفسير ==
يعتمد منهج البغوي على المأثور من القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين، مع اهتمامه بالقراءات المختلفة للقرآن واللغة العربية بجوانبها، وكذلك الأحكام الفقهية. ويمكن ويمكن تصنيف منهجيه على النقاط التالية:<ref>البغوي ومنهجه في التفسير، عفاف عبد الغفور، ص. 78-79.</ref>
{{قائمة مرقمة
|يذكر اسم السورة وعدد آياتها وبيان مكيها من مدنيها، وقد يفصل في تلك النقطة، فيذكر الآيات المكية في السورة المدنية، والآيات المدنية في السورة المكية. ثم يتطرق إلى أسباب النزول، وقد يتحدث عن أسباب نزول آيات بعينها.

|شرح القرآن بالقرآن، أو بالأحاديث النبوية: وذلك بمقارنة ورود الكلمة في مواطن أخرى في القرآن أو الحديث، أو حتى آراء الصحابة:{{سج}}

ومن الأمثلة على ذلك: تفسيره لمعنى البسملة عند البدء بسورة الفاتحة، فيقول: (الاسم هو المسمى، وعينه وذاته، قال تعالى: ((إنا نبشرك بغلامٍ اسمه يحيى)) [مريم: 7]).<ref>معالم التنزيل، 1/17.</ref>{{سج}}

ومن الأمثلة تفريقه بين الحمد والشكر في تفسيره سورة الفاتحة، فيقول إنَّ الحمد باللسان قولًا، أما فهو الشكر بالأركان فعلًا. فقال الله تعالى: ((الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا)) [الإسراء: 111]. وقال: ((اعملوا آل داوود شكرًا)) [سبأ: 13].<ref>معالم التنزيل، 1/20.</ref>

|لجوؤه للنحو واللغة لتوضيح معاني المفردات الغريبة، إضافة للقرآن والحديث:{{سج}}

وذلك بالرجوع إلى أصلها اللغوي ومصدرها. بإيجاز ودون إسهاب، فكان لا يبالغ ولا يقتر، إنما يأخذ بها بحسب الحاجة لتفسير معنى الآيات. ومن الأمثلة على ذلك: {{قرآن|الرعد|2|إلى آية=3}} فكتب: (استوى: علا عليه، لأجل مسمى: إلى وقتٍ معلوم، يفصل الآيات: يبين الدلالات، مد الأرض: بسطها...).<ref>معالم التنزيل، 4/3-4.</ref>{{سج}}

ومن الأمثلة الأخرى قوله تعالى: ((وبشر الذين آمنو)) [البقرة: 25]. فكتب عنها: (البشارة: كل خبر صادق تتغير به بشرة الوجه، ويستعمل في الخير والشر، وفي الخير أغلب).{{سج}}

أما بالنسبة للنحو: فقد كان يمر على النواحي النحوية مرورًا بسيطًا دون إطالة، إلا بما يخدم الحاجة للتفسير. فمثلًا يقول في كلمة «حتى» في قوله تعالى: {{قرآن|البقرة|214}}: (وإذا كان الفعل الذي يلي حتى في معنى الماضي ولفظه لفظ المستقبل فلك فيه الوجهان، الرفع والنصب. فالنصب على ظاهر الكلام، لأن حتى تنصب الفعل المستقبل. والرفع لأن معناه الماضي، وحتى لا تعمل في الماضي) وغيرها من الأمثلة.{{سج}}

 ومن ذلك تبيينه لبعض الضمائر، كما في قوله تعالى: {{قرآن|البقرة|45}}. فلم قال «وإنها» ولم يقل «وإنهما»؟ رد هنا الكناية للصلاة، لأنها أعم. وغيرها من الأمثلة.

|يقوم بإعراب بعض الآيات، وتعلق ذلك بالمعنى.

|يذكر القراءات الأخرى للآية إن أثرت على المعنى:{{سج}}

فقد اهتم كثيرًا بالقراءات، حتى أنه قد كتبَ كتاب «الكفاية» في فن القراءات.{{سج}}

ومن الأمثلة على ذلك: اختلاف القراءات في سورة الفاتحة. فـ «مالك يوم الدين» تُقرأ في إحدى القراءات «ملك يوم الدين» وكلمة «صراط» تُقرأ بالسين في إحدى القراءات. فكان يذكر الفرق باللفظ والفرق في المعنى.

|يوضح في آيات العقيدة والتوحيد رأي أهل السنة والجماعة، ويدحض آراء الفرق الأخرى:{{سج}}

ومن ذلك رده على الجهمية الذين يقولون إنَّ نعيم الجنة يفنى. فاستشهد بقوله تعالى: ((أُكلها دائمٌ وظلها)) [الرعد: 35].<ref>معالم التنزيل، 4/25.</ref>{{سج}}

ومن ذلك أيضًا رده على من قال بأنَّ الأنبياء يقعون في الذنوب، والذين كانوا يستشهدون بقوله تعالى: ((واستغفر الله)). فرد عليهم في ذلك أيضًا. بأنَّ معناه السمع والطاعة لحكم الشرع، وفصل في ذلك قليلًا.<ref>معالم التنزيل، 1/595.</ref>

|يورد آراء الفقهاء في آيات الأحكام الفقهية باختصار:{{سج}}

ومن أمثلة ذلك تفصيله للأحكام الفقهية في الطلاق عند ورود آيات الطلاق المختلفة.<ref>معالم التنزيل، الجزء السابع.</ref>

|قلة ذكره لقصص الإسرائيليات والبدع والابتعاد عنها:{{سج}}

ومن الإسرائيليات التي ذكرها البغوي هي قصة هاروت وماروت.<ref>معالم التنزيل، 1/89.</ref>{{سج}}

وقد لاحظ بعض الدارسون والمحدثون وجود هذه الإسرائيليات في تفسير البغوي.<ref>التفسير والمفسرون، 1/237.</ref>

|يعتمد الاختصار، حتى في تخريج الأحاديث:{{سج}}

وقد كان يرمز لصحيح البخاري بالرمز (خ) ومسلم (م) والمتفق عليه بـ (ق).}}

== ميزات التفسير ==
# من التفاسير المبكرة: فالبغوي من علماء القرن الخامس الهجري.
# جمعه لعدة جوانب مع بعضها في التفسير: وهي المأثور من القرآن والسنة، والمعقول، والأحكام الفقهية، واللغة العربية بنواحيها المختلفة (من نحوٍ وصرفٍ وإعرابٍ... إلخ).
# اعتماده كثيرًا على الكتاب والسنة: فكثيرًا ما كان يفسر الآيات بالآيات أو الأحاديث.
# الاختصار: ومن ذلك حذف الأسانيد، مع الإحالة لمصدر الحديث. وعدم التفصيل الأمور اللغوية والنحوية.
# الاهتمام بالقراءات القرآنية عند التفسير، وبيان الفرق بالمعنى الناتج.
# التطرق للناحية البلاغية للقرآن.

== الانتقادات على تفسير البغوي ==

تقريبًا أشاد بتفسير البغوي جميع العلماء، منهم الإمام الذهبي.<ref>طبقات الحفاظ، ص. 457.</ref> إلا أنَّ الانتقاد الأساسي على تفسيره كان بأخذه بالإسرائيليات في بعض المواضع، وإن قلت.
 
== اختصارات تفسير البغوي ==
لأهمية الكتاب في علم التفسير قام بعض العلماء باختصاره، وآخرون اقتبسوا منه أجزاءً لكتبهم.

ومن ذلك أن قام [[علاء الدين الخازن|علاء الدين علي بن إبراهيم]] (المعروف [[علاء الدين الخازن|بالخازن]]، المتوفى سنة 725) بكتابة تفسيره لباب التأويل مختصرًا من كتاب معالم التنزيل للبغوي، وقد أضاف عليه ما كان يراه ملائمًا.

وممن اختصر تفسير البغوي الشيخ تاج الدين الحسيني (المتوفى سنة 875).<ref>كشف الظنون، 1/1726.</ref>

كما استفاد منه برهان الدين الزركشي عند كتابة كتابه «البرهان».
 
== المصادر ==
{{مراجع}}

== وصلات خارجية ==
* [https://www.amazon.com/dp/B07YJKZTHP تفسير البغوي على موقع أمازون كيندل]
{{علم تفسير القرآن الكريم}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|القرآن|علوم إسلامية|كتب}}

[[تصنيف:كتب التفسير]]