عرض مصدر تاريخ قبرص منذ 1878

{{لا صندوق معلومات}}
{{تاريخ قبرص}}
تدور هذه المقالة حول '''تاريخ قبرص للفترة من عام 1878''' حتى الآن.

كانت قبرص جزءًا من [[الإمبراطورية البريطانية]] وتحت حكم الاحتلال العسكري للفترة من 1914 إلى 1925 وأحد [[مستعمرة ملكية|مستعمرات التاج]] للفترة من 1925 إلى 1960. أصبحت [[قبرص|قبرص دولة مستقلة]] في سنة 1960.
 
== قبرص البريطانية ==
=== محمية قبرص (1878-1914) ===
في 1878 وتنفيذًا ل[[اتفاقية قبرص]] استلمت [[المملكة المتحدة]] [[جغرافيا قبرص|جزيرة قبرص]] من [[الدولة العثمانية]] مقابل تقديم المملكة المتحدة الدعم العسكري لها في حال محاولة [[روسيا القيصرية|روسيا]] الاستيلاء على الأراضي التابعة للعثمانيين في آسيا.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://lcweb2.loc.gov/cgi-bin/query/r?frd/cstdy:@field(DOCID+cy0018)
| عنوان = Library of Congress
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 25 May 2017
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200106044937/http://lcweb2.loc.gov/cgi-bin/query/r?frd/cstdy:@field(DOCID+cy0018) | تاريخ أرشيف = 6 يناير 2020 }}</ref>

مُنح أول [[بريطانيون|بريطاني]] أدار دفة الحكم في محمية قبرص لقب «المفوض السامي»، وشُغل هذا المنصب من قبل الفريق السير [[غارنت ولسلي]]. واجه البريطانيون مشكلةً سياسيةً كبرى في جزيرة قبرص. فطالب القبارصة المحليون بحقهم في ضم جزيرتهم إلى دولة اليونان بعد سقوط السلطنة العثمانية. أجرت السلطات البريطانية التعداد السكاني الأول في 1881، فوُجد أن العدد الكلي للسكان في حينها 186,173 نسمة، كان 137,631 (73.9%) منهم من اليونانيين، و45,438 (24.4%) من الأتراك و3,084 (1.7%) من الأقليات مثل [[قبارصة موارنة|الموارنة]] واللاتينيين و{{وإو|لغ=en|تر=Armenian Cypriots|عر=أرمن قبارصة|نص=الأرمن}}. وجَّه أسقف مدينة [[كتيون]] القبرصية خطابًا إلى السيرغارنت جوزيف ولسلي عقب وصوله إلى مدينة لارنكا في يوم 22 من يوليو من عام 1878 والذي قال فيه: «نتقبل نحن (اليونانيون) الحكم البريطاني، لأننا نؤمن أن بريطانيا العظمى ستساعد قبرص على الانضمام إلى دولة اليونان، تمامًا كما فعلت مع {{وإو|لغ=en|تر=United States of the Ionian Islands|عر=الولايات المتحدة للجزر الأيونية|نص=الجزر الأيونية}}».<ref>Bishops speech published in The Times, London 7/8/1878</ref><ref>Language contact and the lexicon in the history of Cypriot Greek, Stavroula Varella, page 69, 2006</ref>

على الرغم من ترحيب القبارصة بالحكم البريطاني في بادئ الأمر وأملهم في تحقيق الرخاء والديمقراطية والتحرير الوطني، إلا أنهم خُذلوا في النهاية؛ إذ فرض البريطانيون ضرائب ثقيلة عليهم لتغطية نفقات التعويض الذي كانوا يدفعونه إلى السلطان العثماني مقابل تسليم قبرص لهم. إضافة إلى هذا، لم يُمنح المواطنون حق المشاركة في إدارة شؤون الجزيرة، واحتُكرت السلطة من قبل المفوض السامي و[[لندن]].

=== قبرص البريطانية (1914-1960) ===
[[ملف:House built in British colonisation era.JPG|تصغير|منزل في نيقوسيا بني في عصر الاستعمار البريطاني]]
[[ملف:Cypriot demonstration 1930.jpg|تصغير|مظاهرة قبرصية في ثلاثينيات القرن الماضي لصالح [[إنوسيس|إينوسيس]].]]
{{أيضا|قبرص البريطانية}}
انتهت الحماية البريطانية لقبرص في 1914 بعد إعلان [[الدولة العثمانية]] الحرب على قوى [[الوفاق الثلاثي]]، والتي كانت [[بريطانيا العظمى]] جزءًا منها. [[ضم عسكري|ضمت]] الإمبراطورية البريطانية جزيرة قبرص إلى إمبراطوريتها في 5 نوفمبر 1914. خلال [[الحرب العالمية الأولى]]، عرضت بريطانيا التنازل عن قبرص وتسليمها إلى اليونان في حالة الوفاء بالتزاماتهم التعاهدية في مهاجمة [[بلغاريا]]، لكن [[اليونان]] رفضت ذلك.

أعلنت بريطانيا قبرص كمستعمرة للتاج تحت اسم [[قبرص البريطانية]] سنة 1925، وحكمتها في ظل دستور غير ديمقراطي.

تولد الاعتراف الدولي ب[[تركيا|جمهورية تركيا]] الجديدة من خلال [[معاهدة لوزان]] في 1923 والتي اعترفت بموجبها الحكومة التركية الجديدة رسميًا بسيطرة بريطانيا على قبرص (المادة 20). أُعيد تشكيل الحكومة في نهايات عشرينيات [[القرن 20|القرن العشرين]]، وانتُخب بعض أعضاء المجلس التشريعي (أُسس في 1926) من القبارصة، لكن مشاركتهم كانت هامشية جدًا. أُلغي المجلس التشريعي سنة 1931.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://uca.edu/politicalscience/dadm-project/europerussiacentral-asia-region/british-cyprus-1914-1960/
| عنوان = 30.  British Cyprus (1914-1960)
| موقع = uca.edu
| تاريخ الوصول = 25 May 2017
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190513233211/https://uca.edu/politicalscience/dadm-project/europerussiacentral-asia-region/british-cyprus-1914-1960/ | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref>

آمن القبارصة اليونانيون أن الظروف قد أصبحت مواتية لطلب ضم جزيرة قبرص إلى اليونان في ما يُعرف باسم «[[إنوسيس|إينوسيس]]» وذلك أسوةً بالجزر الأيجية والأيونية التي ضُمت إلى اليونان بعد انهيار الدولة العثمانية. في السنوات اللاحقة تطورت مطالب القبارصة اليونانيين لتحقيق الإينوسيس (الاتحاد مع اليونان) بشكل متسارع وخاصةً في ثلاثينيات القرن العشرين، ما أدى إلى تدمير دار المندوب السامي في مدينة نيقوسيا، إذ أُحرق في [[ثورة قبرص 1931]].

==== البّالمرقراطية ====
كانت الفترة بين أكتوبر 1931 وأكتوبر 1940 من أكثر الحقب صعوبة على القبارصة. اتخذ الحاكم في وقتها، السير ريتشموند بّالمر، مجموعةً من التدابير القمعية من ضمنها فرض تقييدات على إدارة وعمل المدارس اليونانية، وحظر الاتحادات والجمعيات التجارية بجميع أنواعها وأشكالها. عُرف نظام الحكم هذا باسم «البّالمرقراطية»، والذي سُمي على اسم الحاكم. هدَفَ هذا النظام إلى منع الاهتمام المحلي بالسياسة. خرج القبارصة باحتجاجات شديدة ضد هذا النظام إلا أن التدابير القمعية لم تُرفع حتى بداية الحرب العالمية الثانية، والتي انضم خلالها أكثر من ثلاثين ألف قبرصي إلى القوات [[المملكة المتحدة|البريطانية]] المسلحة.

فشلت المساعي البريطانية في تقديم حكومة دستورية في جزيرة قبرص مصممة لإشراك القبارصة اليونانيين فيها دون الاتحاد مع اليونان، وذلك بالرغم من جهود البريطانيين الحثيثة لتأسيس حكومة ذات مظهر ليبرالي ديمقراطي وخاصة من قبل حكومة العمال المؤسسة بعد الحرب العالمية الثانية في بريطانيا.

=== الاتحاد المقترح مع اليونان ===
في 1948 أعلن [[بول ملك اليونان]] عن رغبة قبرص في الاتحاد مع اليونان. أجرت [[الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية]] [[استفتاء 1950 لإينوسيس القبرصي|استفتاءً شعبيًا]] والذي بيّن تأييد ما يقارب 97% من السكان القبارصة اليونانيين للاتحاد مع اليونان. وافقت الأمم المتحدة على الالتماس اليوناني وأصبح الإينوسيس قضيةً دولية. انضمت كل من اليونان وتركيا إلى عضوية [[حلف شمال الأطلسي]] سنة 1952. وبعد الحرب قدَّم وفدٌ من قبرص طلبًا لإجراء الإينوسيس إلى لندن. رُفض هذا الطلب من البريطانيين لكنهم اقترحوا إنشاء دستورٍ أكثر ليبرالية وبرنامجًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ممتدًا على مدى 10 سنوات.

في خمسينيات القرن العشرين ساهم [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] رئيس وكبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية في تجدد مطالبة القبارصة اليونانيين بإجراء الإينوسيس، وذلك بعد إفصاح اليونان عن دعمها لهذا المطلب في الساحة الدولية. أدت هذه المحاولة إلى إحساس الدولة التركية و[[قبارصة أتراك|القبارصة الأتراك]] بالخطر.

اتخذت بريطانيا من جزيرة قبرص مقرًا رئيسيًا لها في [[الشرق الأوسط]] وذلك بعد انسحابها من مصر.

==== حالة الطوارئ في قبرص ====
{{أيضا|حالة الطوارئ القبرصية}}
أدى عدم رضوخ بريطانيا للضغط الدولي إلى تصاعد وتيرة العنف عن طريق تنظيم حملة ضد القوة الاستعمارية من خلال «[[المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة|منظمة إيوكا]]» وهي مختصر لما يُعرف باسم «المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة». كان لقائد الإيوكا [[جورجيوس غريفاس]]، دورٌ كبير في إنشاء وتوجيه حملة مثمرة ضد القوة الاستعمارية في 1955. فُجرت القنابل الأولى في الأول من شهر أبريل، وتُبعت بتوزيع منشورات على السكان. بدأت الهجمات على مراكز الشرطة في 19 يونيو. فأعلن الحاكم البريطاني [[قانون الطوارئ|حالة الطوارئ]] في 26 نوفمبر 1955.

في السنوات الأربع التالية، هاجمت إيوكا البريطانيين أو الأهداف ذات العلاقة ببريطانيا والقبارصة الذين اتهمتهم بالتعاون مع السلطات البريطانية. نُفي مكاريوس الثالث رئيس وكبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية مع عدد من رجال الدين والسياسيين القبارصة بشكلٍ قسري إلى جزر [[سيشل]]. قُتل 371 من الجنود البريطانيين وهم يحاربون حركة الاستقلال خلال إعلان حالة الطوارئ في قبرص، من ضمنهم أكثر من 20 جنديًا خلال «عملية ألفونس المحظوظ».<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.britishcyprusmemorial.org/
| عنوان = The British Cyprus memorial
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 25 May 2017
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180809190707/http://britishcyprusmemorial.org/ | تاريخ أرشيف = 9 أغسطس 2018 }}</ref>

اختُرقت القوات الأمنية البريطانية بسهولة من قبل المتعاطفين مع القبارصة اليونانيين الذين يؤدون مهامًا ثانوية مختلفة، لذا فقد كان على هذه القوات التي كانت تحت قيادة المشير السير جون هاردينغ، أن تبذل جهودًا عظيمة لقمع حركة الاستقلال. نجحوا في قمع الحركة إلى حدٍ كبير، لكن لم تتوقف الهجمات على العناصر البريطانية بشكل تام. نُفي مكاريوس الثالث بسبب الاشتباه في ضلوعه في حملة إيوكا، لكن أُطلق سراحه بعد موافقة إيوكا على إيقاف الأعمال العدائية في مقابل إطلاق سراح كبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية وعودته إلى موطنه.

كانت هناك مباحثات مستمرة في حلف شمال الأطلسي لتحقيق استقلال [[قبرص]]، لكن باءت هذه الجهود الساعية لتكوين دولة قبرصية مستقلة وعضوة في دول الكومنولث بالفشل.

===== القبارصة الأتراك =====
كان رد القبارصة الأتراك على التحديات التي طرحها احتمال إنهاء الاستعمار وانهيار النظام الاستعماري هو تبني الدعوة إلى [[تقسيم (نزاع قبرص)|التقسيم]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://cyprus-conflict.net/narrative-main.htm|عنوان=CYPRUS|تاريخ=15 June 2006|تاريخ الوصول=25 May 2017|حالة المسار=dead|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20060615004021/http://cyprus-conflict.net/narrative-main.htm|تاريخ أرشيف=15 June 2006}}</ref> أصبح التقسيم هو الشعار الذي استخدمه القبارصة الأتراك المتشددون بشكل متزايد في محاولة لعكس الصرخة اليونانية إينوسيس. في 1957 أعلن كوجوك خلال زيارة لأنقرة أن تركيا ستطالب بالنصف الشمالي من الجزيرة.

وفي أبريل 1957 في الظروف الجديدة التي أظهرتها كارثة [[العدوان الثلاثي|أزمة السويس]] قبلت الحكومة البريطانية أن قواعد في قبرص هي بديل مقبول من كون الجزيرة هي القاعدة. أنتج هذا موقفًا بريطانيًا أكثر استرخاءً تجاه المشكلة. كان من المقرر الآن حلها بالتعاون مع اليونان وتركيا، حيث نبهت الأخيرة تمامًا إلى مخاطر الإينوسيس على السكان القبارصة الأتراك.

تجدد العنف في قبرص من قبل إيوكا، لكنه جذب بشكل متزايد المجتمع التركي عندما حرضت خطة جديدة للحكم الذاتي الموحد للحاكم البريطاني السير هيو فوت على أعمال شغب من القبارصة الأتراك، وأنتجت رد فعل عدائي من الحكومة التركية. تطور العنف بين الطائفتين إلى سمة جديدة وقاتلة للوضع.

ففي 1957 قررت الأمم المتحدة أنه يجب حل المشكلة وفقًا لخريطتها القانونية. فعاد المنفيون وبدأ الطرفان سلسلة من أعمال العنف ضد بعضهما البعض.

في السنوات القليلة التي سبقت [[اتفاقيات لندن وزيورخ|اتفاقيتي زيورخ ولندن]] (1959/1960) حاولت اليونان مرة أخرى الفوز باعتراف دولي ودعم لقضية الضم في الأمم المتحدة على خلفية تجدد واستمرار عنف إيوكا الموجه ضد البريطانيين. ولكن الأمر كان بلا جدوى، فكان على اليونان أن تدرك أن تركيا أصبحت الآن طرفًا مهتمًا بشكل حيوي بالنزاع.

كان على غريفاس وإيوكا أيضًا قبول الوضع المتغير. لم يرَ مكاريوس أي طريقة لاستبعاد تركيا من المشاركة في أي حلول. فقد كان [[قبارصة يونانيون|القبارصة اليونانيين]] يعتقدون أن بريطانيا روجت لقضية [[قبارصة أتراك|القبارصة الأتراك]] لمنع تحقيق الضم.

في 1958 أعد رئيس الوزراء البريطاني [[هارولد ماكميلان]] مقترحات جديدة لقبرص، لكن خطته التي كانت شكلاً من أشكال التقسيم رفضها رئيس الأساقفة مكاريوس. أعلن رئيس الأساقفة أنه لن يقبل إلا الاقتراح الذي يضمن الاستقلال خارج من كل من الإينوسيس (أو الضم) والتقسيم.

==== الدستور القبرصي ====
حاولت اتفاقية زيورخ إنهاء الصراع في 19 فبراير 1959. وبدون وجود أي من الجانبين اليوناني أو التركي حددت المملكة المتحدة الدستور القبرصي، والذي وافق عليه الجانبان في النهاية. تم تعيين كل من اليونان وتركيا إلى جانب بريطانيا كضامن لسلامة الجزيرة.

بعض النقاط الرئيسية لاتفاقية زيورخ هي:
* قبرص دولة مستقلة.
* كلا [[تقسيم (نزاع قبرص)|التقسيم]] وال[[إنوسيس|إينوسيس]] ممنوعان.
* ترابط القوات العسكرية اليونانية والتركية بنسبة 2:3 في جميع الأوقات في قبرص. كلتا القوتين ستخضعان لوزراء خارجية اليونان وتركيا وقبرص.
* يكون الرئيس من القبارصة اليونانيين ينتخبهم القبارصة اليونانيون، ونائب الرئيس من القبارصة الأتراك وينتخبهم السكان القبارصة الأتراك.
* من المقرر أن يضم مجلس الوزراء سبعة من القبارصة اليونانيين يختارهم الرئيس وثلاثة من القبارصة الأتراك يختارهم نائب الرئيس.
* ستحتاج القرارات إلى أغلبية مطلقة ولكن لكل من الرئيس ونائب الرئيس حق النقض.
* يجب أن تظل المملكة المتحدة ضامنًا وأن تحتفظ بقواعدها العسكرية.

== الاستقلال ==
في 16 أغسطس 1960 حصلت قبرص على استقلالها من [[المملكة المتحدة]]، بعد حملة طويلة لإيوكا (المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة) ضد البريطانيين، وهي مليشيا أرادت الاتحاد السياسي مع اليونان، أو ما سمي الإينوسيس (enosis). تم انتخاب رئيس الأساقفة مكاريوس الثالث الزعيم الديني والسياسي ذو الشخصية الجذابة ليكون أول رئيس لقبرص المستقلة في 13 ديسمبر 1959. وفي 1961 أصبحت العضو رقم 99 في [[الأمم المتحدة]].

ومع ذلك لم ينجح اتفاق زيورخ في إقامة تعاون بين السكان [[قبارصة يونانيون|القبارصة اليونانيين]] و[[قبارصة أتراك|الأتراك]]. جادل القبارصة اليونانيون بأن الآليات المعقدة التي تم إدخالها لحماية مصالح القبارصة الأتراك كانت عقبة أمام عمل الحكومة، وعلى هذا النحو طوروا [[خطة أكريتاس]] التي تهدف إلى طرد جميع البرلمانيين القبارصة الأتراك من الحكومة حتى لا يعطلوا خطط القبارصة اليونانيين. فواصل الجانبان أعمال العنف، فهددت تركيا بالتدخل في الجزيرة.

في نوفمبر 1963 قدم الرئيس مكاريوس سلسلة من التعديلات الدستورية المصممة لإلغاء بعض هذه الأحكام الخاصة. عارض القبارصة الأتراك مثل تلك التغييرات. أدت المواجهة إلى اقتتال طائفي واسع النطاق في ديسمبر 1963، وبعدها تم وضع [[خطة أكريتاس]] موضع التنفيذ وتوقفت مشاركة القبارصة الأتراك في الحكومة المركزية في 23 ديسمبر 1963، عندما خرج من الحكومة جميع القبارصة الأتراك من أدنى الموظفين المدنيين إلى الوزراء بمن فيهم نائب الرئيس الدكتور فاضل كوجوك.

أمر مكاريوس بوقف إطلاق النار ووجه القضية مرة أخرى إلى الأمم المتحدة. مع توقف الحكومة عن العمل، بعد الانسحاب القسري للسياسيين القبارصة الأتراك، تم نشر [[قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص]] سنة 1964، واعترفت فعليًا بالقبارصة اليونانيين كحكومة.<ref name='S/5575'>{{استشهاد ويب |مسار=http://daccessdds.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/211/44/IMG/NR021144.pdf?OpenElement |عنوان=UN Security Council Resolution 186: The Cyprus Question |تاريخ الوصول=2007-01-29 |تاريخ=4 March 1964 |تنسيق=PDF |ناشر=United Nations |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090920140709/http://daccessdds.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/211/44/IMG/NR021144.pdf?OpenElement |تاريخ أرشيف=20 September 2009 |حالة المسار=dead }}</ref> وضمت قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص قوات كندية وأيرلندية وفنلندية. كان تفويضها منع القتال والحفاظ على القانون والنظام. وفي 1964 التقى رئيس وزراء المملكة المتحدة السير [[أليك دوغلاس هيوم]] مع المدعي العام الأمريكي [[روبرت كينيدي]] لشرح سبب الحاجة إلى التدخل الدولي، مشيرًا إلى أنه إذا لم يفعلوا ذلك فمن المحتمل أن تكون هناك مذبحة ضد القبارصة الأتراك، الذين حوصروا في جيوب لا يزيد مجموعها بقليل عن 3٪ من مساحة الجزيرة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.britains-smallwars.com/cyprus/MACEY/11%20SECRET%20PAPER-threat%2002.jpg |عنوان=Minutes of the meeting between the UK Prime Minister Sir Alec Douglas-Home and the American Attorney General Robert Kennedy |تاريخ الوصول=2008-02-12 |تاريخ=26 January 1964 |ناشر=UK |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20080227200555/http://www.britains-smallwars.com/cyprus/MACEY/11%20SECRET%20PAPER-threat%2002.jpg |تاريخ أرشيف=27 February 2008 |حالة المسار=dead }}</ref> في العام نفسه صوت البرلمان التركي لصالح تدخل قبرص، لكن نقص الدعم الذي واجهته تركيا من كل من الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي حال دون ذلك. ردا على ذلك أستدعي غريفاس إلى أثينا وغادرت القوة العسكرية اليونانية الجزيرة.

وفي 1967 تعرضت طائرة {{وإو|لغ=en|تر=Cyprus Airways Flight 284|عر=الخطوط الجوية القبرصية رحلة 284}} وهي من نوع [[دي هافيلاند كومت]] لانفجار في المقصورة، مما أسفر عن مقتل 66 شخصًا. لم يتم معرفة السبب والدافع لكن وسادة المقعد المستعادة أظهرت آثار متفجرات بلاستيكية عسكرية.

بعد اندلاع العنف الطائفي مرة أخرى في 1967-1968 تم تشكيل إدارة مؤقتة للقبارصة الأتراك.

=== الانقلاب اليوناني و الغزو التركي ===
{{مفصلة|انقلاب قبرص 1974|الغزو التركي لقبرص|النزاع القبرصي}}
[[ملف:NCyprus districts named.png|تصغير|بعد الغزو التركي، قسمت قبرص إلى منطقة شمالية ومنطقة جنوبية، وتحدهما [[الخط الأخضر (قبرص)|منطقة عازلة]].]]
في يوليو 1974 أطيح بالرئيس [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] بعد [[انقلاب قبرص 1974|الانقلاب العسكري عليه]] سنة 1974 الذي نفذته اليونان، التي كانت ترزح تحت حكم [[المجلس العسكري اليوناني]].

وبعدها بدأ [[التدخل العسكري التركي في قبرص|الغزو التركي لقبرص]] في 20 يوليو 1974 بموجب المادة 4 من [[معاهدة الضمان (1960)]] التي أبرمتها تركيا، بعد اجتماعات [[الأمم المتحدة]] الفاشلة للحصول على دعم دولي.<ref>[http://www.assembly.coe.int/Main.asp?link=/Documents/AdoptedText/ta74/ERES573.htm Resolution 573 (1974)] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140514083824/http://www.assembly.coe.int/Main.asp?link=%2FDocuments%2FAdoptedText%2Fta74%2FERES573.htm |date=2014-05-14 }} by the [[مجلس أوروبا]]. "Regretting the failure of the attempt to reach a diplomatic settlement which led the Turkish Government to exercise its right of intervention in accordance with Article 4 of the Guarantee Treaty of 1960."</ref> سمحت معاهدة الضمان لليونان وتركيا والمملكة المتحدة إذا فشلت محاولات الحصول على دعم دولي بالتدخل من جانب واحد لاستعادة الديمقراطية في قبرص في حالة حدوث انقلاب.<ref>{{cite wikisource |title=Treaty of Guarantee |wslink=Treaty of Guarantee |year=1960 |location=Cyprus |article=IV |quote=In so far as common or concerted action may not prove possible, each the three guaranteeing Powers reserves the right to take action with the sole aim of re-establishing the state of affairs created by the present Treaty.}}</ref>

كان الهجوم على مرحلتين، سيطرت القوات التركية على 38٪ من الجزيرة وفر 200 ألف من القبارصة اليونانيين من المناطق الشمالية التي كانت تحت الاحتلال، في حين تم في نفس الوقت نقل 60 ألف قبرصي تركي إلى هذه المناطق الشمالية المحتلة من قبل الأمم المتحدة و سلطات SBA البريطانية بعد تبادل مؤقت للسكان متفق عليه من قبل القادة الأتراك واليونانيين. منذ ذلك الحين كان الجزء الجنوبي من البلاد تحت سيطرة [[سياسة قبرص|حكومة قبرص]] المعترف بها دوليًا والجزء الشمالي تحت سيطرة حكومة [[قبرص الشمالية|شمال قبرص]].

== الوقت الراهن ==
[[ملف:Un patrouille in bufferzone.jpg|تصغير|سيارة دورية [[قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص]] في [[الخط الأخضر (قبرص)|المنطقة العازلة]]]]
في سنة 1983 أعلنت المنطقة التي يسيطر عليها القبارصة الأتراك منذ 1974 نفسها [[قبرص الشمالية|جمهورية شمال قبرص التركية]]، ولم تعترف بها إلا تركيا.

واحتفظت [[قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص|قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة]] ب[[الخط الأخضر (قبرص)|منطقة عازلة]] بين الجانبين. باستثناء المظاهرات العرضية أو الحوادث النادرة بين الجنود في المنطقة العازلة، لم يكن هناك نزاع عنيف منذ 1974 حتى أغسطس 1996، عندما قُتل أناستاسيوس (تاسوس) إسحاق وسولوموس سولومو أثناء مظاهرة في مسيرة للدراجات النارية بعد عبورهما إلى جمهورية شمال قبرص التركية. تعرض تاسوس إسحاق للضرب حتى الموت على أيدي مجموعة من المدنيين الأتراك وثلاثة من رجال الشرطة القبارصة الأتراك.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.hri.org/MFA/foreign/cyprus/UN2.htm|عنوان=DEMONSTRATIONS OF 11 AUGUST 1996|موقع=www.hri.org|تاريخ الوصول=25 May 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319114412/http://www.hri.org/MFA/foreign/cyprus/UN2.htm | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref> أطلق ضابط بالجيش التركي النار على سولوموس سولومو عندما حاول إنزال العلم التركي من نقطة مراقبة عسكرية.

استؤنفت المحادثات التي قادتها الأمم المتحدة بشأن وضع قبرص في ديسمبر 1999 لتمهيد الطريق لمفاوضات هادفة تؤدي إلى تسوية شاملة. لم تعترف الحكومة القبرصية بأي سيادة قد تكون للإدارة القبرصية الشمالية، وبالتالي لا تسمح برحلات جوية دولية أو تجارة حرة مع الشمال. وجرت النقاشات لمحاولة رفع هذا الحظر حيث قيل إنه ينتهك حقوق الإنسان للمواطنين في المناطق الشمالية. تم تطوير [[خطة أنان]] لقبرص، وهي اقتراح من الأمم المتحدة لإعادة التوحيد، ودعت إلى إجراء استفتاء.

=== القرن 21 ===
في ديسمبر 2003 تم فتح [[الخط الأخضر (قبرص)|الخط الأخضر]] في قبرص للعبورالجزئي. منذ ذلك الحين تمكن مواطنو الطائفتين (ومواطني الاتحاد الأوروبي) من عبور المنطقة العازلة عند نقاط التفتيش المفتوحة.<ref name="Parliament-Cyprus">{{استشهاد ويب|عنوان=The Parliament of Cyprus: Local information: Current Constitution |ناشر=The Commonwealth Parliamentary Association |سنة=2011 |تاريخ الوصول=1 March 2012 |مسار=http://www.cpahq.org/cpahq/core/parliamentInfo.aspx?Committee=CYPRUS |حالة المسار=live |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20141230044134/http://www.cpahq.org/cpahq/core/parliamentInfo.aspx?Committee=CYPRUS |تاريخ أرشيف=30 December 2014 }}</ref> وفي 2004 جرى برعاية الأمم المتحدة [[الاستفتاءان على خطة أنان القبرصية لعام 2004|الاستفتاء المزمع بشأن إعادة التوحيد]] في 21 أبريل. فصوّت القبارصة الأتراك لقبول خطة الأمم المتحدة كما ورد في الاستفتاء، لكن القبارصة اليونانيين رفضوها بأغلبية كبيرة.<ref name="Parliament-Cyprus" /> وفي مايو 2004 انضمت قبرص إلى [[الاتحاد الأوروبي]]. وفي غضون ذلك جرت المفاوضات حول وضع الجزيرة. وفي 1 يناير 2008 انضمت قبرص إلى [[منطقة اليورو]] واعتمدت [[يورو|اليورو]] عملة لها.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://ec.europa.eu/economy_finance/articles/euro/change_over_cyprus_and_malta_en.htm|عنوان = Cyprus and Malta: Welcome to the euro area! - European Commission| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220408181753/https://ec.europa.eu/economy_finance/articles/euro/change_over_cyprus_and_malta_en.htm | تاريخ أرشيف = 8 أبريل 2022 }}</ref>

جرت أول انتخابات بعد انضمام قبرص إلى [[الاتحاد الأوروبي]] واستفتاء الأمم المتحدة الفاشل في 2008. فأصبح [[ديميتريس خريستوفياس]] من [[الحزب التقدمي للشعب العامل]]-أكيل، وهو حزب شيوعي قبرصي رئيسًا بعد هزيمة اليمين ل[[يوانيس كاسوليديس]].<ref name="Ousted">{{استشهاد بخبر|عنوان=Cypriot president ousted in poll|تاريخ=17 February 2008|صحيفة= BBC News|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/7249126.stm|حالة المسار =live|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20080221144227/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/7249126.stm|تاريخ أرشيف=21 February 2008}}</ref><ref name="Loizides">Loizides, Neophytos (2009) "The Presidential Elections in Cyprus, February 2008" ''Electoral Studies'' 28(1):&nbsp;pp.&nbsp;163–166</ref> بدأ خريستوفياس محادثات مع [[محمد علي طلعت]] حول إعادة توحيد قبرص دولة اتحادية ذات منطقتين.<ref name="Cyprus-profile-2011">{{استشهاد بخبر|عنوان=Cyprus country profile |تاريخ=27 May 2011|صحيفة= BBC News|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/country_profiles/1016541.stm|حالة المسار =dead|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110728172734/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/country_profiles/1016541.stm|تاريخ أرشيف=28 July 2011}} <!-- The original link is listed as dead because the page has changed since being archived and may no longer contain the referenced information. --></ref>

أسفرت الجهود المتجددة بين الشمال والجنوب عن [[محادثات قبرص 2014]] لقادة طائفتي قبرص اليونان والأتراك عن الإعلان المشترك غير المسبوق لتسوية تفاوضية.<ref>{{استشهاد بخبر |مؤلف=<!--Staff writer(s); no by-line.--> |عنوان=Joint Declaration: final version as agreed between the two leaders |مسار=http://cyprus-mail.com/2014/02/11/joint-declaration-final-version-as-agreed-between-the-two-leaders/ |صحيفة=[[بريد قبرص (صحيفة)]] |تاريخ=11 February 2014 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211218230718/https://cyprus-mail.com/2014/02/11/joint-declaration-final-version-as-agreed-between-the-two-leaders/ | تاريخ أرشيف = 18 ديسمبر 2021 }}</ref>

في 2013 تم انتخاب [[نيكوس أناستاسيادس]] من [[التجمع الديمقراطي (قبرص)|التجمع الديمقراطي]] المحافظ [[قائمة رؤساء قبرص|رئيسًا لقبرص]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.theguardian.com/world/2013/feb/24/cyprus-votes-new-president|عنوان=Greek Cypriots elect Nicos Anastasiades as president|موقع=[[الجارديان دوت كوم]]|تاريخ=24 February 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220404173721/https://www.theguardian.com/world/2013/feb/24/cyprus-votes-new-president | تاريخ أرشيف = 4 أبريل 2022 }}</ref> وفي 2018 أعيد انتخابه لولاية ثانية بهامش كبير على خصمه الشيوعي.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.bbc.com/news/world-europe-17217956|عنوان = Cyprus country profile|عمل = BBC News|تاريخ = 19 October 2020| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220602165904/https://www.bbc.com/news/world-europe-17217956 | تاريخ أرشيف = 2 يونيو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.aljazeera.com/news/2018/2/4/cyprus-election-anastasiades-wins-presidential-race|عنوان = Celebrations as Cypriot president wins re-election| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220609100621/https://www.aljazeera.com/news/2018/2/4/cyprus-election-anastasiades-wins-presidential-race | تاريخ أرشيف = 9 يونيو 2022 }}</ref>

== انظر أيضا ==
* [[تاريخ قبرص]]

== المراجع ==
{{مراجع|1}}
{{شريط بوابات|القرن 20|القرن 21|قبرص}}
{{مواضيع قبرص}}
{{سنوات في قبرص}}
{{أراضي ما وراء البحار البريطانية}}

[[تصنيف:قبرص في القرن 20]]
[[تصنيف:قبرص في القرن 21]]
[[تصنيف:تاريخ قبرص الحديث]]
[[تصنيف:تاريخ معاصر حسب البلد]]
[[تصنيف:قبرص البريطانية]]
[[تصنيف:نزاع قبرص]]