عرض مصدر تاريخ اليهود في المغرب

{{لا صندوق معلومات}}
[[ملف:Regions of Morocco.png|تصغير|خريطة الجاليات اليهودية التاريخية في المغرب.]]
{{يهود ويهودية|expanded=population}}
يشكل [[مغاربة يهود|اليهود المغاربة]] مجتمعاً قديماً. قبل [[وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل|قيام]] دولة [[إسرائيل]] في عام 1948، كان هناك ما يقرب من 250.000 إلى 350.000 يهودي<ref name="ewhmorocco">{{worldhistory|quote=p. 966|section=3770}}</ref> في البلاد، مما جعل المغرب صاحب أكبر جالية يهودية في [[العالم الإسلامي]]، ولكن بحلول عام 2017 لم يبق منهم سوى 2000 أو نحو ذلك.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.jewishvirtuallibrary.org/jews-of-morocco|عنوان=Jews of Morocco|موقع=www.jewishvirtuallibrary.org|تاريخ الوصول=2019-02-24| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211108005316/https://www.jewishvirtuallibrary.org/jews-of-morocco | تاريخ أرشيف = 8 نوفمبر 2021 }}</ref> كان اليهود في المغرب، وهم في الأصل من المتحدثين ب[[لغات أمازيغية|اللغات الأمازيغية]]، و[[لهجة عربية يهودية مغربية|العربية اليهودية المغربية]] أو [[إسبانية يهودية|الإسبانية اليهودية]]، أول من تبنى [[اللغة الفرنسية]] في البلاد في منتصف القرن التاسع عشر، وعلى عكس السكان المسلمين، لا تزال الفرنسية هي اللغة الرئيسية (وفي في كثير من الحالات، اللغة الحصرية) لأفراد الجالية اليهودية هناك.<ref>{{Harvp|Spolsky|2006|p=[https://books.google.com/books?id=MGl35Q3W5twC&pg=PA1926#v=onepage&q&f=false 1926]}} {{استشهاد ويب |مسار=https://books.google.com/books?id=MGl35Q3W5twC&pg=PA1926&hl=en |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=11 نوفمبر 2021 |تاريخ أرشيف=25 مارس 2016 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160325005533/https://books.google.com/books?id=MGl35Q3W5twC&pg=PA1926&hl=en |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>

== التاريخ ==
=== الأصول ===
[[ملف:مينوراه رومية عثر عليها في أطلال وليلي في المغرب.jpg|يمين|تصغير|مصباح زيت نحاسي من [[موريطنية الطنجية|العصر الروماني]] على شكل [[مينوراه]]، عُثِر عليه في أطلال [[وليلي]].]]
من الممكن أن يكون بعض اليهود قد فروا إلى شمال أفريقيا بعد [[الحرب البابلية اليهودية|تدمير]] [[هيكل سليمان|الهيكل الأول]] في القرن السادس قبل الميلاد أو بعد [[حصار القدس (70)|تدمير]] [[الهيكل الثاني]] في القرن الأول الميلادي.<ref name=":2"/> ومن المُحتمل أيضاً أنهم وصلوا على متن قوارب [[فينيقيا|فينيقية]] (1500 قبل الميلاد - 539 قبل الميلاد).<ref name=":2">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Gottreich|الأول=Emily|مسار=http://www.bloomsburycollections.com/book/jewish-morocco-a-history-from-pre-islamic-to-postcolonial-times|عنوان=Jewish Morocco: A History from Pre-Islamic to Postcolonial Times|تاريخ=2020|ناشر=I.B. Tauris|isbn=978-1-78076-849-6|doi=10.5040/9781838603601.ch-002| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211113020923/https://www.bloomsburycollections.com/book/jewish-morocco-a-history-from-pre-islamic-to-postcolonial-times/ | تاريخ أرشيف = 13 نوفمبر 2021 }}</ref> هُناك أيضاً نظرية، يؤيدها [[ابن خلدون]]، مفادها أن اليهود المغاربة كانوا من [[أمازيغ|الأمازيغ]] الأصليين (البربر) الذين تحولوا إلى [[اليهودية]]، إلا أن السؤال حول كيفية تحولهم لا يزال مطروحاً، وقد رفض معظم العلماء هذه النظرية.<ref name=":2" /> الجالية اليهودية في إفران، من الكلمة الأمازيغية ''إيفري'' التي تعني الكهف، من المُفترض أن يعود تاريخها إلى عام 361 قبل الميلاد ويُعتقد أنها أقدم جالية يهودية في ما يعرف الآن بالمغرب.<ref name=":2" />

=== تحت الحكم الروماني ===
أول دليل قاطع على وجود يهود في المغرب الحالي هو عبارة عن مرثيات قبور ب[[اللغة العبرية|العبرية]] في [[وليلي]] وأطلال كنيس يهودي من القرن الثالث، ويعود تاريخها إلى العصور القديمة المتأخرة.<ref name=":2" /> تؤكد إميلي جوتريتش أن الهجرة اليهودية إلى المغرب تسبق التكوين الكامل لليهودية، حيث أن [[تلمود|التلمود]] «كُتب ونُقِح بين 200 و500م.»<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Gottreich|الأول=Emily|مسار=http://www.bloomsburycollections.com/book/jewish-morocco-a-history-from-pre-islamic-to-postcolonial-times|عنوان=Jewish Morocco: A History from Pre-Islamic to Postcolonial Times|تاريخ=2020|ناشر=I.B. Tauris|isbn=978-1-78076-849-6|doi=10.5040/9781838603601.ch-001| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211113035730/https://www.bloomsburycollections.com/book/jewish-morocco-a-history-from-pre-islamic-to-postcolonial-times/ | تاريخ أرشيف = 13 نوفمبر 2021 }}</ref>

كانت [[اللغة العبرية|اللغات العبرية]] أو [[اللغة الآرامية|الآرامية]] المُستخدمة من قِبل اليهود مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ب[[اللغة البونيقية]] للقرطاجيين. كما أنه استقر العديد من اليهود بين الأمازيغ واعتمدوا [[لغات أمازيغية|لغاتهم]]. ازداد عدد يهود موريطنية تحت سيطرة الرومان و[[وندال|الوندال]] (بعد عام 429).

عندما [[كنيسة الدولة للإمبراطورية الرومانية|تبنت الإمبراطورية الرومانية المسيحية]]، نهجت [[مجالس قرطاج]] الكنسية سياسات تمييز ضد أتباع اليهودية. كان مرسوم جستينيان بشأن اضطهاد شمال أفريقيا، الذي صدر بعد الإطاحة بحكم الفاندال وسيطرة [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطيين]] على [[موريطنية]] (534)، موجهاً ضد اليهود وكذلك [[آريوسية|الآريوسيين]] و[[دوناتية|الدوناتيين]] وغيرهم من المعارضين.<ref>{{harvp|Mercier|1888|p=i. 167}}</ref>

في القرن السابع، استقبل سكان موريطنية من اليهود اليهود الوافدين من [[شبه الجزيرة الإيبيرية]] الذي فروا من تشريعات القوط الغربيين. في نهاية القرن نفسه، عقب الفتوحات العربية الكبرى في شمال غرب أفريقيا، كان هناك العديد من اليهود في موريطنية وفقاً للمؤرخين العرب.

=== الفتح العربي والأدارسة (703-1146) ===
منذ أن تأسست مدينة فاس عام 788م، جذبت إليها فئات متنوعة من السكان من جميع أنحاء المنطقة، ومن بين هؤلاء الوافدين الجدد جاء [[يهود|اليهود]] الذين ساهموا بقدراتهم التجارية في تطوير الاقتصاد. استقروا في [[فاس البالي|المدينة القديمة]] ل[[فاس]]، وشكلوا مجتمعاً مستقراً، وتم اعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من حياة المدينة.<ref name="Beit Hatfutsot">{{استشهاد ويب|عنوان=The Jewish Community of Fez, Morocco|مسار=https://dbs.bh.org.il/place/fez |موقع=The Museum of the Jewish People at Beit Hatfutsot|تاريخ الوصول=23 يونيو 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180612140923/https://dbs.bh.org.il/place/fez | تاريخ أرشيف = 12 يونيو 2018 }}</ref> استمر العصر الذهبي للجالية اليهودية في فاس لقرابة ثلاثمائة عام، من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر. اجتذبت [[يشيفا|المدارس الدينية]] التابعة لهم علماء وشعراء ونحويين لامعين. شابت هذه الفترة مذبحة عام 1033، والتي وصفتها [[المكتبة اليهودية الافتراضية]] على أنها حدث منعزل يرجع أساساً إلى الصراع السياسي بين قبيلتي [[المغراويون|المغراويين]] وإفرنيد.<ref name="Virtual Jewish World">{{استشهاد ويب|عنوان=Virtual Jewish World: Morocco|مسار=https://www.jewishvirtuallibrary.org/morocco-virtual-jewish-history-tour|موقع=Jewish Virtual Library|ناشر=The Jewish Virtual Library|تاريخ الوصول=23 يونيو 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211026172840/https://www.jewishvirtuallibrary.org/morocco-virtual-jewish-history-tour | تاريخ أرشيف = 26 أكتوبر 2021 }}</ref>
=== تحت حكم المرابطين ===

[[الدولة المرابطية]] هي دولة إسلامية انبثقت من حركة دعوية إصلاحية إسلامية اعتمدت في بدايتها على [[صنهاجة|كنفدرالية صنهاجة]] [[أمازيغ|الأمازيغية]] بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة. مكنهم حماسهم الديني وقدراتهم القتالية من إنشاء إمبراطورية هائلة في [[المغرب]] و[[الأندلس|إسبانيا المسلمة]] خِلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر. وتُنسب حماستهم الإسلامية اللاهوتية إلى [[يحيى بن إبراهيم]]، قائدهم الروحي، وكذلك إلى العليم عبد الله بن ياسين. وبسبب الحماسة الإسلامية، غزا المرابطون المغرب وأجزاء رئيسية من غرب الجزائر بين عامي 1054 و1092. وفي عام 1062 حولوا [[مراكش]] إلى قاعدة عملياتهم وعاصمتهم الدينية. منذ ذلك الحين، تبنى قادتهم الرئيسيون لقب ''أمير المسلمين''، لكنهم مع ذلك استمروا في الاعتراف بشرعية السلطة الأعلى في الإسلام وهي [[الدولة العباسية|الخليفة العباسي]] في العراق الذي يلقب ب''أمير المؤمنين''. في نهاية القرن الحادي عشر، بدأ المسيحيون القشتاليون الذين احتفظوا بأجزاء من إسبانيا في تحدي سلطة المرابطين والتعدي على أراضيهم. نجحت قيادة المرابطين في صد المسيحيين مؤقتاً وإحباط خططهم لغزو مدن رئيسية مثل [[قرطبة]] و[[طليطلة]].

=== الطرد الإسباني لليهود ===
[[ملف:Charles Landelle-Juive de Tanger.jpg|تصغير|يهودية من [[طنجة]] (1874).]]
وصلت المرحلة الرئيسية من [[سقوط الأندلس|حروب الاسترداد الإسبانية]] إلى نهايتها بحلول عام 1249. خلال [[مذبحة 1391|المشاهد الإجرامية التي سُنت في عام 1391]] في [[إسبانيا]]، و[[إشبيلية]] و[[ميورقة]] التي تسيطر عليهما إسبانيا، انتهز [[يهود سفارديون|اليهود السفارديين]] في إسبانيا الفرصة للهجرة إلى شمال أفريقيا هرباً من الاضطهاد. بعد مائة عام، أصدر [[فرناندو الثاني|الملك فرناندو الثاني ملك أراغون]] و[[إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة|الملكة إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة]] [[مرسوم الحمراء|مرسوم قصر الحمراء]] - وهو مرسوم يأمر بطرد اليهود المتدينين من إسبانيا. وبالتالي، تم طرد اليهود من إسبانيا عام 1492، وبعد ذلك من البرتغال عام 1496 بعد مرسوم مماثل من قبل [[مانويل الأول ملك البرتغال|الملك مانويل الأول ملك البرتغال]]. وهكذا تكرر الغزو المفاجئ لليهود على المغرب وشمال أفريقيا بأكملها على نطاق أوسع بكثير.

بعد ثورة 1465 المغربية في ظل الحكم المريني، تقلصت الجالية اليهودية الأصلية في المغرب بشكل كبير بعد أن تم ذبحها وتهميشها. بدأ يهود المغرب في التعافي من مذابح 1465 تحت حكم [[الدولة الوطاسية|الوطاسيين]]، وهي سلالة من قبيلة [[زناتة (قبيلة)|زناتة]] الأمازيغية حكمت المغرب بعد سقوط المرينيين عام 1472. بعد عام 1492، تضخمت أعداد الجالية اليهودية في المغرب مع موجات اللاجئين الوافدين من إسبانيا والبرتغال، مما أدى إلى زيادة القوة الثقافية والاقتصادية للجالية اليهودية المغربية بشكل كبير. كان أغلب اليهود السفارديين الوافدين أفضل حالاً اقتصادياً من نظرائهم الأصليين، كما جلبوا معهم أفكاراً محددة للثقافة التي شكلوها بعد قرون من الحياة في شبه الجزيرة الإيبيرية. ونتيجة لذلك، سارعت النخبة التجارية من السفارديين إلى الهيمنة على الحياة المجتمعية اليهودية في المغرب.<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Jews of Arab Lands: A History and Source Book|الأخير=Stillman|الأول=Norman|ناشر=The Jewish Publication Society|سنة=1998|isbn=978-0827601987|صفحات=79–80}}</ref>

=== تحت حكم السعديين ===
==== ميغوراشيم وتوشافيم ====
نتيجة ل[[مذبحة 1391|مذابح عام 1391]] و[[مرسوم الحمراء|مرسوم الحمراء عام 1492]] و[[محاكم التفتيش الإسبانية]]، هاجر العديد من [[يهود سفارديون|اليهود السفارديين]] الناطقين بلهجات إسبانية —[[إسبانية يهودية|الإسبانية اليهودية]] و[[الحكيتية]]— من [[شبه الجزيرة الإيبيرية|إيبيريا]] إلى [[المغرب]]، حيث كان يشار إليهم باسم ''[[ميغوراشيم]]'' (מגורשים «المنفيين») أو ''الروميين'' («الرومان»، أي «الأوروبيين»)، للتفريق بينهم وبين المجتمعات [[أمازيغ|الأمازيغية]] و[[تعريب (سياسة)|المعربة]] [[سكان أصليون|الأصلية]] القديمة اليهودية في المغرب، والذين يُشار إليهم باسم ''[[توشافيم]]'' (תושבים «الأصليين») أو ''البلديين''.<ref name=":3">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Gottreich|الأول=Emily|مسار=https://www.worldcat.org/oclc/1062278289|عنوان=Jewish Morocco : a history from pre-Islamic to postcolonial times|تاريخ=2020|isbn=978-1-78076-849-6|مكان=London|oclc=1062278289| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210628074735/https://www.worldcat.org/title/jewish-morocco-a-history-from-pre-islamic-to-postcolonial-times/oclc/1062278289 | تاريخ أرشيف = 28 يونيو 2021 }}</ref> رحب السلطان [[محمد الشيخ]] رسمياً بالميغوارشيم السفارديين، على الرغم من أنهم واجهوا صعوبات في الاستقرار في المغرب.<ref name=":3" /> عند وصولهم بثرواتهم وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم في الأرض الجديدة، كان يُنظر إليهم على أنهم أهداف سهلة للمجرمين، وعانوا من السرقة والاغتصاب والعنف.<ref name=":3" />

بفضل مهارتهم في التجارة والفنون والحرف اليدوية الأوروبية، التي لم تكن معروفة إلى حد كبير آنذاك [[موريون|للمور]]، وبفضل ثرواتهم، ساهم اليهود ''الميغوراشيم'' بشكل واضح في صعود وتطور [[سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة|السلالة العلوية]] منذ بدايتها في عام 1666.<ref>See G. B. Ramusio in [[ليون الإفريقي]], "The History and Description of Africa", ed. R. Brown, iii. 1004, London, 1896</ref> كان السعديون في البداية متعصبين دينياً وغير متسامحين مع غير المسلمين، إذ فرضوا ضرائب باهظة على الجالية اليهودية المحلية، لكن مع توطيدهم لسلطتهم في البلاد، أظهروا تدريجياً قدراً أكبر من التسامح تجاه الأقلية اليهودية. مثل أسلافهم الوطاسيين، استخدم السلاطين السعديون اليهود كأطباء ومبعوثين دبلوماسيين ومترجمين فوريين. وابتداءً من عام 1603، تولى إبراهيم بن واش ثم يهوذا ليفي منصب وزير الخزانة. كما تم تجنيد أعضاء من العائلات الأرستقراطية اليهودية كابيسا و[[أسرة بلاش|بلاش]] من قبل بلاط السلطان كوكلاء ومفاوضين مع التجار الأوروبيين الذين دخلوا البلاد. أصبحت السلطات صديقة لليهود بشكل متزايد، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عن الجماهير المسلمة وكذلك الزعماء والحكام المحليين في المناطق الحضرية والريفية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/judaica/ejud_0002_0017_0_17267.html| عنوان =Sa'dis|موقع=www.jewishvirtuallibrary.org|تاريخ الوصول=2 أبريل 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210503071706/https://www.jewishvirtuallibrary.org/sa-x0027-dis | تاريخ أرشيف = 3 مايو 2021 }}</ref>

=== القرن 19 ===
لم يأت القرن التاسع عشر، الذي أتى بالتحرر لليهود في العديد من البلدان، بأي تغيير بالنسبة لوضع اليهود المغاربة، بل إنه أنتج انقسامات جديدة بينهم وأحدث مصادر جديدة للمتاعب. في منتصف القرن التاسع عشر، أدى التطور التجاري والتغلغل الاقتصادي الأوروبي إلى ازدهار العديد من التجار اليهود في موانئ شمال المغرب، ولكن كلف العديد من اليهود في الداخل سبل عيشهم التقليدية،<ref>Jean-Louis Miège, ''L'ouverture'', vol. 2 of ''Le Maroc et l'Europe'', Paris: Presses Universitaires de France, 1961, 569</ref> حيث أدت الواردات الصناعية من أوروبا إلى إخراج الحرف اليهودية التقليدية من السوق.<ref>Mohammed Kenbib, ''Juifs et musulmans au Maroc, 1859–1948'', Rabat: Université Mohammed V, 1994, 431-33</ref> ونتيجة لذلك، بدأ يهود المغرب بالهجرة من الداخل إلى المدن الساحلية مثل [[الصويرة]] و[[الجديدة (المغرب)|مزاغان]] و[[آسفي]]، ثم [[الدار البيضاء]] لاحقاً بحثاً عن فرص اقتصادية، والمشاركة في التجارة مع الأوروبيين وتطوير تلك المدن.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Gottreich, Emily R.|عنوان=Jewish space in the Morroccan city : a history of the mellah of Marrakech, 1550-1930|صفحات=54|oclc=77066581}}</ref> كافح بعض المهاجرين الفقراء إلى الملاحات (الأحياء اليهودية) الحضرية المكتظة بالسكان لضمان قوتهم اليومي كأصحاب دكاكين أو بائعين متجولين أو حرفيين أو متسولين.<ref>{{harvp|Schroeter|2002|p=150}}</ref><ref>{{harvp|Miller|1996|p=235}}</ref>

كما أدى عدم الاستقرار والانقسامات التي عرفها المغرب إلى تأجيج الصراعات، التي كان اليهود في كثير من الأحيان أكباش فداء لها. جلبت [[الحرب الفرنسية المغربية]] الأولى عام 1844 بؤساً جديداً وسوء معاملة لليهود المغاربة، ولا سيما يهود [[الصويرة|موكادور]] (المعروفة باسم الصويرة).<ref>Jost, ''Neuere Gesch. der Israeliten'', ii. 220, Berlin, 1846</ref> عندما اندلعت [[الحرب الإسبانية المغربية (1859-1860)|الحرب الإسبانية المغربية]] في 22 سبتمبر 1859، طُرد اليهود من ملاح [[تطوان]]، وفر العديد منهم إلى [[قادس]] و[[جبل طارق]] للجوء.<ref>H. Iliowizi, ''Through Morocco to Minnesota'', 1888, p. 49</ref><ref name=":22">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Miller|الأول=Susan Gilson|عنوان=A History of Modern Morocco|مسار=https://archive.org/details/historyofmodernm0000mill|تاريخ=2013|ناشر=Cambridge University Press|isbn=978-1-139-04583-4|مكان=Cambridge|صفحات=[https://archive.org/details/historyofmodernm0000mill/page/45 45]|doi=10.1017/cbo9781139045834}}</ref>
<gallery widths="200px" heights="200px">
File:Jüdische Hochzeit in Marokko-1024.jpg|''عرس يهودي في المغرب'' للرسام [[ديلاكروا|يوجين ديلاكروا]]، 1839، [[متحف اللوفر]]، باريس.
File:Fête juive à Tétouan, Alfred Dehodencq, 1865.jpg|thumb|''المهرجان اليهودي في [[تطوان]]'' للرسام [[ألفريد ديهودينك]]، 1865، [[متحف الفن والتاريخ اليهودي|متحف باريس للفن والتاريخ اليهودي]].
File:Yeshiva morocco.jpg|thumb|''قراءة الكتاب المقدس من قبل الحاخامات'' للرسام [[جان جول أنطوان لوكومت دو نو]]، 1882.
File:معبد إسحاق ابن وليد 2.jpg|[[كنيس إسحاق بن وليد]] في تطوان، الذي سمي على اسم [[إسحاق ابن الوليد|أحد أبرز الشخصيات اليهودية المغربية]] في القرن التاسع عشر.
</gallery>
==== الاتحاد الإسرائيلي العالمي ====
حظيت واقعة [[معركة تطوان]] عام 1860 بتغطية الصحافة اليهودية الأوروبية، مما نتج عنه جهد دولي أُطلِق عليه «صندوق الإغاثة المغربي». كان اضطهاد يهود المغرب أحد الدوافع الرئيسية لتأسيس [[الاتحاد الإسرائيلي العالمي]] (AIU) عام 1860، وهي منظمة فرنسية تعمل من أجل المساواة الاجتماعية والسياسية والتقدم الاقتصادي للطائفة اليهودية في جميع أنحاء العالم.

عملت المنظمة كحركة تبشيرية يهودية سعت إلى «تحديث» ممارسات يهود شمال أفريقيا.<ref name=":5">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Sharkey|الأول=Heather|عنوان=A History of Muslims, Christians, and Jews in the Middle East|ناشر=Cambridge University Press|سنة=2018|isbn=978-0-521-18687-2|مكان=Cambridge, U.K.|صفحات=159}}</ref> وقد كان المغرب أحد البلدان التي كان فيها المنظمة أكثر نشاطاً؛ حيث افتتحت أول مدرسة لها في [[تطوان]] عام 1862، تلتها مدارس في كل من [[طنجة]] (1864) و[[الصويرة]] (1866) و[[آسفي]] (1867).<ref name=":22"/><ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Rodrigue|الأول=Aron|مسار=https://books.google.com/books?id=3NatkG7sGCkC&q=1862&pg=PA125|عنوان=Jews and Muslims: Images of Sephardi and Eastern Jewries in Modern Times|تاريخ=2003|ناشر=University of Washington Press|isbn=978-0-295-98314-1|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210531085100/https://books.google.com/books?id=3NatkG7sGCkC&q=1862&pg=PA125 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2021 }}</ref> في النهاية، أصبح لديها 83 مدرسة في المغرب، أي أكثر من بقية مدارسها الأخرى في العالم مجتمعة.<ref>Emily Gottreich, ''The ''Mellah'' of Marrakesh: Jewish and Muslim Space in Morocco's Red City'', Bloomington: Indiana University Press, 2007, 9</ref> بمرور الوقت، ارتبطت المنظمة في المغرب ارتباطاً وثيقاً بالتأثير الاستعماري الفرنسي؛<ref>{{harvp|Katz|2011|p=283}}</ref> إذ أشار أحد الأمناء العامين المساعدين لاحقاً إلى أن «علاقاتها الوثيقة والعضوية مع وزارة الخارجية الفرنسية كانت سراً مفتوحاً».<ref>André Chouraqui, ''L'Alliance Israélite Universelle et la Renaissance Juive Contemporaine (1860–1960), Paris: Presses Universitaires de France, 1965, 58''</ref>

==== الهجرة إلى أمريكا الجنوبية ====
{{هجرة اليهود من الدول العربية}}
خلال هذا القرن وحتى عام 1910، هاجرت حوالي 1.000 عائلة يهودية مغربية إلى الأمازون، في شمال البرازيل، خلال [[ازدهار مطاط الأمازون|ازدهار المطاط]].<ref>{{استشهاد بخبر|الأخير=Schuessler|الأول=Ryan|مسار=https://www.theguardian.com/world/2016/aug/18/last-amazon-jews-iquitos-synagogue-israel|عنوان=Dwindling Amazon Jewish community keeps faith despite religious exodus|تاريخ=2016-08-18|عمل=The Guardian|تاريخ الوصول=2020-03-22|لغة=en-GB|issn=0261-3077| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210602214705/https://www.theguardian.com/world/2016/aug/18/last-amazon-jews-iquitos-synagogue-israel | تاريخ أرشيف = 2 يونيو 2021 }}</ref>

==== مقال مصور للمجتمع اليهودي ====
أولى صور العائلات اليهودية المغربية كانت تلك التي اُلتُقطت في أوائل القرن العشرين من قبل المستكشف والمصور الألماني [[هيرمان بورخارت]]، وهي محفوظة الآن في [[المتحف الإثنولوجي في برلين]].<ref>[http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625690&bt=europeanaapi Jewish couple in Morocco on the roof of their house]؛ [http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625691&bt=europeanaapi Jewish family during the Feast of Tabernacles on the roof of their house]؛ [http://www.moroccan-judaism.org/fiche?id=22014&bt=europeanaapi Moroccan Jews in 1905], by Hermann Burchardt; [http://www.moroccan-judaism.org/fiche?id=28768&bt=europeanaapi Jewish family, 1905]؛ [http://www.moroccan-judaism.org/fiche?id=22012&bt=europeanaapi The Saba Synagogue, 1905]؛ [http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625430&bt=europeanaapi Jewish family in their home]؛ [http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625431&bt=europeanaapi The Ibn (Aben) Danan Synagogue], in the Mellah of Fès (click to enlarge); [http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625432&bt=europeanaapi Jewish family in Morocco], early 20th century (click on photo to enlarge). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190705055504/http://www.smb-digital.de/eMuseumPlus?service=ExternalInterface&module=collection&objectId=625690&bt=europeanaapi |date=5 يوليو 2019}}</ref>

==== محاولات التحويل ====
استهدفت [[خدمة الكنيسة بين الشعب اليهودي|جمعية لندن للترويج للمسيحية بين اليهود]] المغاربة اليهود، والتي سعت إلى دفعهم لاعتناق المسيحية خلال مجاعة 1877-1879.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Miller|الأول=Susan Gilson|مسار=https://www.worldcat.org/oclc/855022840|عنوان=A history of modern Morocco|تاريخ=2013|ناشر=Cambridge University Press|isbn=978-1-139-62469-5|مكان=New York|oclc=855022840| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211024005959/https://www.worldcat.org/title/history-of-modern-morocco/oclc/855022840 | تاريخ أرشيف = 24 أكتوبر 2021 }}</ref>

=== القرن 20 ===
{{أيضا|اليهود خارج أوروبا تحت حكم دول المحور|أحداث شغب وجدة وجرادة|هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل|عملية مورال|عملية ياخين|سفينة إيجوز}}{{أنجر|ExodusLink}}
==== الحماية الفرنسية ====
في ظل الاستعمار الفرنسي، كان لليهود المغاربة تجربة مختلفة مع [[مهمة تثقيف|مهمة التثقيف الفرنسية]] مقارنة مع تجربة المسلمين المغاربة، ويرجع ذلك جزئياً إلى كون اليهود أكثر دراية بالأوروبيين؛ إذ لم تكن هناك جاليات مسلمة تأسست في أوروبا في ذلك الوقت.<ref name=":3" /> تمكن اليهود المغاربة من تجسيد مجموعتهم الفرعية الموحدة حديثاً والمُعترف بها رسمياً في مهمة التثقيف.<ref name=":3" />

لم يتحسن وضع اليهود المغاربة بشكل كبير بعد فرض الحماية الفرنسية عام 1912. فعلى النقيض من [[الجزائر]]، حيث حصل اليهود على الجنسية الفرنسية بشكل جماعي مع اعتماد [[مرسوم كريميو]] في عام 1870، كلف إنشاء الحماية الفرنسية في المغرب العديد من اليهود أشكال الحماية الأوروبية خارج الحدود التي كانوا يتمتعون بها سابقاً، مما أدى إلى إبعادهم مرة أخرى إلى وضع السكان الأصليين جنباً إلى جنب مع المواطنين المسلمين.<ref>{{harvp|Laskier|1983|p=39}}</ref>

وسط التمرد الذي أعقب الكشف عن [[معاهدة فاس]] عام 1912، دخل آلاف الجنود المغاربة المتمردين ونهبوا [[الملاح (حي يهودي)|ملاح]] [[فاس]]، ولم يتوقفوا إلا بعد قصف مدفعي فرنسي للحي اليهودي.<ref name=":22"/> أدت هذه الأحداث إلى مقتل أكثر من 50 يهودياً ودُمرت أو تضررت مئات المنازل والمتاجر، وقد عُرفت هذه الأحداث ب[[أيام فاس الدامية]] أو «تريتيل».<ref>[http://www.isracast.com/article.aspx?ID=1347&t=Jews-in-Morocco-The-Fez-Pogrom-of-1912 Jews in Morocco: The Fez Pogrom of 1912] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181108184741/http://www.isracast.com/article.aspx?id=1347 |date=8 نوفمبر 2018}}</ref>

قام الأخوان حديد في الدار البيضاء بتحرير صحيفة ''Or Ha'Maarav''، أو La Lumiere du Maroc'' (1922-1924)''، وهي صحيفة [[صهيونية]]<ref name=":4">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Bensoussan|الأول=David|مسار=https://books.google.com/books?id=3MRActGa2OgC&q=l'Union+Marocaine+journal&pg=PA185|عنوان=Il tait Une Fois Le Maroc: Tmoignages Du Pass Judo-marocain|تاريخ=مايو 2012|ناشر=iUniverse|isbn=978-1-4759-2608-8|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211122164225/https://books.google.com/books?id=3MRActGa2OgC&q=l'Union+Marocaine+journal&pg=PA185 | تاريخ أرشيف = 22 نوفمبر 2021 }}</ref> مكتوبة ب[[لهجات عربية يهودية|العربية اليهودية]] ب[[الأبجدية العبرية|الحروف العبرية]]، والتي استمرت من عام 1922 حتى أغلقتها السلطات الفرنسية في 1924.<ref name=":4"/><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://web.nli.org.il/sites/jpress/english/pages/la_lumiere_du_maroc.aspx| عنوان =La Lumiere du Maroc (Or Ha'Maarav)|موقع=web.nli.org.il|لغة=en-US|تاريخ الوصول=2020-03-23| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210116190851/https://www.nli.org.il/en/newspapers/ormarv | تاريخ أرشيف = 16 يناير 2021 }}</ref> تبعتها صحيفة ''L'Avenir Illustré'' (1926-1940)، وهي صحيفة فرنسية قومية مؤيدة للصهيونية قام بتحريرها جوناثان ثورز،<ref name=":4"/><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://web.nli.org.il/sites/jpress/french/pages/lavenir-illustre.aspx| عنوان =L'Avenir Illustré|موقع=web.nli.org.il|لغة=fr-FR|تاريخ الوصول=2020-03-23| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200808123942/https://web.nli.org.il/sites/jpress/french/pages/lavenir-illustre.aspx | تاريخ أرشيف = 8 أغسطس 2020 }}</ref> وكذلك ''l'Union Marocaine'' (1932-1940)، وهي صحيفة فرنكوفونية تتبنى وجهات نظر تحررية من [[الاتحاد الإسرائيلي العالمي]] من تحرير إيلي نتاف.<ref name=":4" /><ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Laskier|الأول=Michael M.|مسار=https://books.google.com/books?id=xxZE3-K3AR4C&q=%22l'Union+Marocaine%22+israelite&pg=PA289|عنوان=Alliance Israelite Universelle and the Jewish Communities of Morocco, 1862-1962, The|تاريخ=2012-02-01|ناشر=SUNY Press|isbn=978-1-4384-1016-6|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211124015344/https://books.google.com/books?id=xxZE3-K3AR4C&q=%22l%27Union+Marocaine%22+israelite&pg=PA289 | تاريخ أرشيف = 24 نوفمبر 2021 }}</ref> تم إغلاق كل من ''L'Avenir Illustré'' و''L'Union Marocaine'' من قبل نظام فيشي.<ref name=":4" />

أرسل اليهود المغاربة أعداداً كبيرة من أطفالهم للدراسة بالفرنسية في مؤسسات مثل مدارس [[الاتحاد الإسرائيلي العالمي]]، قبل جيل أو جيلين من المسلمين المغاربة.<ref name=":22"/> لكن بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأت أعداد متزايدة من المسلمين المغاربة في التخرج أيضاً من المدارس التي تدرس باللغة الفرنسية، وذلك من أجل الوصول إلى المناصب التي كان يشغلها في السابق مواطنون فرنسيون ويهود مغاربة في الشركات المملوكة لفرنسيين وفي الإدارة الاستعمارية.<ref>{{harvp|Laskier|1983|pp=286, 293}}</ref>

==== الحرب العالمية الثانية ====
في عام 1940، نفذ المقيم العام [[تشارلز نوغيس]] المراسيم المعادية للسامية الصادرة عن حكومة فيشي التي يسيطر عليها النازيون والتي تستبعد اليهود من الوظائف العامة.<ref name=":22"/> ورد أن السلطان [[محمد الخامس بن يوسف|محمد الخامس]] رفض التوقيع على «خطة فيشي لتقسيم وترحيل ربع مليون يهودي مغربي إلى مصانع القتل في أوروبا»، وفي تحدٍ، أصر على دعوة جميع حاخامات المغرب إلى احتفالات عيد عرش عام 1941.<ref name=":22"/><ref name="haaretz.com">[http://www.haaretz.com/hasen/pages/ShArt.jhtml?itemNo=533744 Moroccan Jews pay homage to 'protector' – Haaretz Daily Newspaper | Israel News]. Haaretz.com. Retrieved on 2011-07-04. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080513013302/http://www.haaretz.com:80/hasen/pages/ShArt.jhtml?itemNo=533744|date=2008-05-13}}</ref> ومع ذلك، فقد فرضت الحكومة الفرنسية بعض القوانين المعادية للسامية ضد إرادة السلطان.<ref name="haaretz.com"/> فعلى سبيل الثمال، تعرض [[ليون سلطان]] من [[الحزب الشيوعي المغربي]] إلى [[شطب (قانون)|الشطب]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k46914843|عنوان=Le Petit Marocain|تاريخ=1945-06-24|موقع=Gallica|لغة=EN|تاريخ الوصول=2020-03-22| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201103183120/https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k46914843 | تاريخ أرشيف = 3 نوفمبر 2020 }}</ref>

كان للقوانين العنصرية أثر سلبي على اليهود المغاربة ووضعتهم في موقف غير مريح «بين أغلبية مسلمة غير مبالية وطبقة مستوطنين معادية للسامية».<ref name=":22"/>

في عام 1948، كان يعيش في المغرب ما يقرب من 265.000 يهودي، بينما يعيش هناك الآن حوالي 2.500 شخص فقط، معظمهم في [[الدار البيضاء]]، ولكن أيضاً في [[فاس]] والمدن الرئيسية الأخرى.

في يونيو 1948، بعد وقت قصير من قيام [[إسرائيل]] وفي خضم [[حرب 1948|الحرب العربية الإسرائيلية]] الأولى، اندلعت [[أحداث شغب وجدة وجرادة|أعمال شغب ضد اليهود في وجدة وجرادة]]، والقصر الكبير، مما أسفر عن مقتل 44 يهودياً. بين عامي 1948 و1949، غادر 18.000 يهودي البلاد إلى إسرائيل. بعد ذلك، استمرت الهجرة اليهودية (إلى إسرائيل وأماكن أخرى)، لكنها تباطأت إلى بضعة آلاف في السنة. خلال أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، شجعت المنظمات [[صهيونية|الصهيونية]] الهجرة، لا سيما في جنوب البلاد الذي يعاني من الفقر، حيث رأت أن اليهود المغاربة مصدر ثمين لعمالة الدولة اليهودية. منذ عام 1948، غادر العديد من اليهود فاس، وهاجر معظمهم إلى إسرائيل بينما ذهب آخرون إلى فرنسا وكندا. في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت لا تزال هناك مدارس ومنظمات يهودية نشطة مثل [[الاتحاد الإسرائيلي العالمي]] الذي أغلق أبوابه لاحقاً مع انخفاض عدد السكان اليهود.<ref name="Beit Hatfutsot"/><ref name="Virtual Jewish World"/>
==== الاستقلال المغربي ====
في عام 1956، نال المغرب [[ثورة الملك والشعب|استقلاله]] بعد 44 عاماً من [[الحماية الفرنسية على المغرب|الحماية الفرنسية]]، حصل خِلالها 1.415 مغربي فقط على شهادة البكالوريا، منهم 640 مسلماً و775 يهودياً.<ref name=":22" /> شغل اليهود عدة مناصب سياسية، كان منهم ثلاثة أعضاء في [[برلمان المغرب|البرلمان المغربي]] ووزير للبريد والتلغراف. ومع ذلك، عرفت الهجرة إلى إسرائيل قفزة من 8.171 في عام 1954 إلى 24.994 في عام 1955، وزادت أكثر في عام 1956. وبدءاً من عام 1956، تم حظر الهجرة إلى إسرائيل، إلا أنها استمرت بشكل غير قانوني حتى تم استئنافها رسمياً عام 1961.<ref>[http://rickgold.home.mindspring.com/Emigration/emigration13.htm "Prohibitions on Communications and Emigration to Israel"]. Rickgold.home.mindspring.com. Retrieved on 2011-07-04. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200220082258/http://rickgold.home.mindspring.com/Emigration/emigration13.htm |date=20 فبراير 2020}}</ref> في عام 1961، خففت الحكومة قوانين الهجرة إلى إسرائيل كجزء من اتفاقية مع إسرائيل تضمنت دفع مبلغ للمغرب عن كل يهودي غادر البلاد إلى إسرائيل. عندما توفي محمد الخامس، انضم اليهود إلى المسلمين في يوم [[حداد]] وطني. لكن على مدى السنوات الثلاث التالية، هاجر أكثر من 80 ألف يهودي مغربي إلى إسرائيل. بحلول عام 1967، بقي 60 ألف يهودي فقط في المغرب.

أدت [[حرب 1967|حرب الأيام الستة]] عام 1967 إلى زيادة التوترات بين العرب واليهود في جميع أنحاء العالم بما في ذلك المغرب. بحلول عام 1971، انخفض عدد سكان البلاد من اليهود إلى 35.000؛ إلا أن نسبة كبيرة من هذه الموجة الجديدة من الهجرة ذهبت إلى أوروبا وأمريكا الشمالية بدلاً من إسرائيل. كانت فرنسا لبعض الوقت وجهة خاصة لليهود المغاربة الحاصلين على تعليم أوروبي، والذين كانت لديهم فرص اقتصادية هناك؛ أظهرت إحدى الدراسات التي أُجرِيت على إخوة يهود مغاربة، بعضهم استقر في فرنسا والبعض الآخر في إسرائيل، أن 28 في المائة من الإخوة الذين استقروا في فرنسا أصبحوا مدراء أو رجال أعمال أو محترفين (مقارنة بـ13 في المائة لدى إخوانهم الإسرائيليين)، و4 في المائة فقط هم عمال غير مهرة (مقارنة بأكثر من الثلث لدى إخوانهم الإسرائيليين).<ref>Michael Inbar and Chaim Adler, ''Ethnic Integration in Israel: A Comparative Study of Moroccan Brothers Who Settled in France and in Israel'', New Brunswick: Transaction, 1977, 35-36, 45</ref> رغم كثرة اليهود المغاربة في إسرائيل، إلا أنهم تمتعوا بقدر أقل من الحركة: 51٪ كانوا من [[عمال الياقات الزرقاء|أصحاب الياقات الزرقاء]] في عام 1961 و54٪ في أواخر عام 1981.<ref>Eliezer Ben-Rafael and Stephen Sharot, ''Ethnicity, REligion, and Class in Israeli Society'', Cambridge: Cambridge University Press, 1991, 67</ref>

=== القرن 21 ===
رغم أن أعدادهم قليلة حالياً، لا يزال اليهود يلعبون دوراً بارزاً في المغرب، حيث أن مستشار الملك هو يهودي كبير، [[أندري أزولاي]]. كما أنهم ممثلون جيداً في الأعمال التجارية وحتى عدد قليل منهم في السياسة والثقافة، بالإضافة إلى ذلك، تتلقى المدارس والمعابد اليهودية إعانات حكومية. مع ذلك، استُهدف اليهود في تفجيرات الدار البيضاء في مايو 2003. وقد تم تجاهل نداءات الملك [[الحسن الثاني بن محمد]] لليهود المغاربة السابقين بالعودة إلى حد كبير.

في عام 2004، كان عدد سكان مراكش المسنين حوالي 260 يهودياً، معظمهم تجاوزوا الستين من العمر، بينما كان في الدار البيضاء ما بين 3.000 و4.000 يهودي. تُشِير أرقام عام 2014 إلى أنه لا يزال هناك حوالي 2.500 يهودي يعيشون في المغرب.<ref name="bh.org.il">{{استشهاد ويب|عنوان=The Jews of Morocco |مسار=https://dbs.bh.org.il/place/morocco |ناشر=The Museum of the Jewish People at Beit Hatfutsot| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200810080356/https://dbs.bh.org.il/place/morocco | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2020 }}</ref> اعتباراً من 2018، بلغ إجمالي اليهود في المغرب 2200.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.jewishvirtuallibrary.org/jews-of-Morocco|عنوان=Jews of Morocco| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211114071823/https://www.jewishvirtuallibrary.org/jews-of-morocco | تاريخ أرشيف = 14 نوفمبر 2021 }}</ref> في عام 2019، بلغ عدد مواطني دولة إسرائيل حوالي 472.800 [[اليهود المغاربة في إسرائيل|يهودي من أصل مغربي]]،<ref name=ispop>{{استشهاد|عنوان=Jews, by Country of Original and Age, Average 2019 |مسار= https://www.cbs.gov.il/he/publications/doclib/2020/2.shnatonpopulation/st02_08x.xls |تاريخ=15 سبتمبر 2020 |ناشر=Central Bureau of Statistics, Israeli government|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220616053030/https://www.cbs.gov.il/he/publications/doclib/2020/2.shnatonpopulation/st02_08x.xls|تاريخ أرشيف=2022-06-16}} This gives a total in 2019 of 472,800 Moroccan Jews living in Israel, comprising 341,200 born in Israel and 131,600 born abroad. <br />{{استشهاد|عنوان=Statistical Abstract of Israel 2009 - No. 60 Subject 2 - Table NO.24|مسار=http://www.cbs.gov.il/reader/shnaton/templ_shnaton_e.html?num_tab=st02_24x&CYear=2009|ناشر=Central Bureau of Statistics, Israeli government |تاريخ الوصول=12 ديسمبر 2011 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20091113150521/http://www.cbs.gov.il/reader/shnaton/templ_shnaton_e.html?num_tab=st02_24x&CYear=2009 |تاريخ أرشيف=13 نوفمبر 2009 |حالة المسار=dead}} This gave a figure of 486,600 Moroccan Jews living in Israel in 2009.</ref> أي حوالي 5٪ من إجمالي سكان البلاد.<ref>The population of Israel at the end of 2019 was 9,140,500 - 6,773,200 Jews, and 2,367,300 non-Jews. 472,800 Moroccan Jews living in Israel is therefore 5% of the population, and 7% of the Jewish population.<br />{{استشهاد|عنوان=Population, by Religion |مسار=https://www.cbs.gov.il/he/publications/doclib/2020/2.shnatonpopulation/st02_02.xls |تاريخ=15 سبتمبر 2020 |ناشر=Central Bureau of Statistics, Israeli government| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210728111752/https://www.cbs.gov.il/he/publications/doclib/2020/2.shnatonpopulation/st02_02.xls | تاريخ أرشيف = 28 يوليو 2021 }}</ref>

في عام 2013، تم الكشف عن ارتفاع عدد العائلات اليهودية المغربية التي تُرسِل أبنائها للدراسة في [[كلية القدس للتكنولوجيا]] في إسرائيل. يختار معظم هؤلاء الطلاب الحصول على الجنسية الإسرائيلية والاستقرار في إسرائيل بعد التخرج.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-4354823,00.html|عنوان=Moroccan Jews study high-tech in Israel|تاريخ=17 مارس 2013|موقع=ynetnews.com|تاريخ الوصول=2 أبريل 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210603042102/https://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-4354823,00.html | تاريخ أرشيف = 3 يونيو 2021 }}</ref> على العكس من ذلك، استقر عدد قليل من المجرمين الإسرائيليين في المغرب، مستغلين عدم وجود معاهدة لتسليم المجرمين بين البلدين، إلا أن معظم هؤلاء ليسوا من أصل مغربي.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.haaretz.com/news/national/new-destination-for-alleged-israeli-mobsters-on-the-run-morocco-1.464849|عنوان=New Destination for Alleged Israeli Mobsters on the Run: Morocco|الأول=Yaniv|الأخير=Kubovich|تاريخ=14 سبتمبر 2012|تاريخ الوصول=2 أبريل 2018|صحيفة=Haaretz| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141226212138/http://www.haaretz.com/news/national/new-destination-for-alleged-israeli-mobsters-on-the-run-morocco-1.464849 | تاريخ أرشيف = 26 ديسمبر 2014 }}</ref> لا يزال هناك العديد من المواطنين اليهود في المغرب ممن يختارون تربية أطفالهم على العقيدة اليهودية، ويتم إرسال معظم هؤلاء الأطفال إلى مدرسة [[الاتحاد الإسرائيلي العالمي]]. ومع ذلك، فإن غالبية الطلاب في هذه المدرسة يتابعون تعليمهم العالي في بلدان أخرى ويغادرون المغرب.

=== المعرض ===
<gallery widths="200px" heights="200px">
File:Moroccan Jewish Museum, Casablanca Morocco.jpg|[[المتحف اليهودي المغربي]] بالدار البيضاء، المغرب.
File:Megillah, Megillat-Hitler, Moroccan Jewish Museum, Casablanca.jpg|مجيلة، مجيلات هتلر، المتحف اليهودي المغربي، الدار البيضاء.
File:Jewelry, once belonged to a Jewish family. Moroccan Jewish Museum, Casablanca.jpg|مجوهرات كانت مملوكة لعائلة يهودية، المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:Pair of anklets, silver molded, city style. Once belonged to a Jewish woman. Moroccan Jewish Museum, Casablanca.jpg|زوج من الخلخال مصبوب من الفضة على طراز المدينة كانت تنتمي إلى امرأة يهودية، المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:One of the halls at the Moroccan Jewish Museum, Casablanca.jpg|إحدى قاعات المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:The Book of Deuteronomy, Debarim. Hebrew with translation in Judo-Arabic, transcribed in Hebrew letters. From Livorno, 1894 CE. Moroccan Jewish Museum, Casablanca.jpg|سفر التثنية (ديباريم) بالعبرية مع الترجمة إلى [[لهجات عربية يهودية|العربية اليهودية]] مكتوبة بأحرف عبرية. من ليفورنو، 1894م. المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:One of the halls at the Moroccan Jewish Museum, Casablanca, Morocco.jpg|إحدى قاعات المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:One of the halls at the Moroccan Jewish Museum of Casablanca, Morocco.jpg|إحدى قاعات المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء.
File:A wall sign advising attendants of a Jewish synagogue on what to do during prayer. Moroccan Jewish Museum, Morocco.jpg|لافتة جدارية تنصح الحاضرين في كنيس يهودي بما يجب عليهم فعله أثناء الصلاة. المتحف اليهودي المغربي، المغرب.
File:Jewish Museum of Casablanca Morocco.jpg|المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، المغرب.
File:Synagogue in Marrakech 7.jpg|مدخل كنيس مراكش.
File:Synagogue in Marrakech 5.jpg|كنيس في مراكش.
File:Jewish cemetery of Marrakech 9.jpg|مدخل المقبرة اليهودية (مراكش).
File:Jewish cemetery of Marrakech 8.jpg|المقبرة اليهودية (مراكش).
File:Zaouit el Bir Dades Jewish Cemetery South Morocco.jpg|مقبرة زاوية البير دادس جنوب المغرب.
File:Berbers_citron.jpg|[[حامض مغربي|الحامض المغربي]] هو تراث يقدره يهود العالم.
</gallery>

== انظر أيضًا ==

* [[يهود مغاربيون]]

== المراجع ==
=== مصادر ===
{{مراجع|2}}

; Attribution
{{الموسوعة اليهودية|url=http://www.jewishencyclopedia.com/articles/11020-morocco | عنوان =Morocco}}

{{روابط شقيقة}}
{{أفريقيا|تاريخ اليهود في}}
{{شريط بوابات|اليهودية|التاريخ|المغرب}}
{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:تاريخ اليهود في إفريقيا]]
[[تصنيف:تاريخ مغربي يهودي]]