عرض مصدر الحسن بن علي

{{شخصية دينية
| الاسم =الحسن بن علي بن أبي طالب
| صورة = الحسن ابن علي.svg
| تعليق = تخطيط لاسم الحسن ملحق [[رضي الله عنه|بالترضي عنه]]
| ألقاب = سبط رسول الله وحفيده وريحانته،<br /> سيد شباب أهل الجنة
| تاريخ_الولادة = [[15 رمضان]] [[3 هـ]]، الموافق [[4 مارس]] [[625]]م
| مكان_الولادة = [[المدينة المنورة]]
| تاريخ_الوفاة = [[49 هـ]]، أو [[50 هـ]]، أو [[51 هـ]]
| مكان_الوفاة = [[المدينة المنورة]]، {{الدولة الأموية}}
| مبجل(ة)_في = [[الإسلام]]
| المقام_الرئيسي =
| النسب = '''أبوه''': [[علي بن أبي طالب]] <br /> '''أمه''': [[فاطمة الزهراء]] <br />
'''إخوته''' : <br />
[[الحسين بن علي|الحسين بن علي بن أبي طالب]]<br />[[العباس بن علي|العباس بن علي بن أبي طالب]]<br />[[عمر بن علي بن أبي طالب]]<br />[[زينب بنت علي بن أبي طالب|زينب بنت علي]]<br />[[أم كلثوم بنت علي]]<br />[[المحسن بن علي بن أبي طالب|المحسن بن علي]]<br />[[محمد بن الحنفية]]<br />[[أبو بكر بن علي بن أبي طالب]]<br />[[عثمان بن علي بن أبي طالب]]
<br />
'''زوجاته''' : <br />أم كلثوم بنت الفضل بن [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]<br />[[خولة بنت منظور]]<br />أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري<br />[[جعدة بنت الأشعث]]<br /> [[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله]]<br />عائشة الخثعمية<br />أم ولد تدعى بقيلة<br />أم ولد تدعى ظمياء<br />أم ولد تدعى صافية<br />أم عبد الله بنت السليل بن عبد الله<br />هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر
<br />
'''أولاده''':<br />[[الحسن المثنى|الحسن]]، [[فاطمة بنت الحسن|فاطمة]]، [[زيد بن الحسن|زيد]]، أم الحسن، أم الحسين، [[القاسم بن الحسن بن علي|القاسم]]، [[عبد الله بن الحسن|عبد الله]]، [[الحسين بن الحسن بن علي|الحسين]]، عبد الرحمن، أم سلمة، أم عبد الله، عمرو، طلحة، [[أبو بكر بن الحسن بن علي|أبو بكر]]
|كنية=أبو محمّد|مكان_الدفن=[[البقيع]]}}
'''أبو محمد الحسن بن [[علي بن أبي طالب]] الهاشمي القرشي''' ([[15 رمضان]] [[3 هـ]] - [[49 هـ]]، أو [[50 هـ]]، أو [[51 هـ]] / [[4 مارس]] [[625]] [[تقويم ميلادي|م]] - [[670]] م)، هو [[سبط (عائلة)|سبط]] الرسول [[محمد]]، و[[صحابي|صَحابيّ]]،<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://hadith.islam-db.com/narrators/1281/حسن-بن-علي-بن-أبي-طالب-بن-عبد-المطلب
| عنوان = موسوعة الحديث : حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
| موقع = hadith.islam-db.com
| تاريخ الوصول = 2020-12-28
}}</ref> وخامس [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]] عند [[أهل السنة والجماعة]]،<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.islamweb.net/ar/fatwa/97411/خامس-الخلفاء-الراشدين
| عنوان = خامس الخلفاء الراشدين - إسلام ويب - مركز الفتوى
| موقع = www.islamweb.net
| تاريخ الوصول = 2021-01-06
}}</ref> والإمام الثاني عند [[الشيعة]]،<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.islam4u.com/ar/almojib/ما-هي-اسماء-الائمة-الاثنا-عشر-عليهم-السلام-%D8%9F
| عنوان = ما هي اسماء الائمة الاثنا عشر؟
| موقع = مركز الإشعاع الإسلامي
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-01-06
}}</ref> أطلق عليه [[محمد|النبي محمد]] لقب '''سيد شباب أهل الجنة''' فقال:<ref name="فضل الحسن والحسين">[http://www.dorar.net/enc/aqadia/2810 فضل الحسن والحسين رضي الله عنهما، الموسوعة العقدية، موقع الدرر السنية].</ref> {{اقتباس مضمن|'''الحسَنَ''' و[[الحسين بن علي|الحُسَيْنَ]] سيِّدا شبابِ أَهْلِ [[الجنة في الإسلام|الجنَّةِ]]}}، وهو رابع [[حديث الكساء|أصحاب الكساء]].<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7219&idto=7220&bk_no=53&ID=1133 مسلم في " الجامع الصحيح " (2 / 283) ح / 2424]، {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729053620/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7219&idto=7220&bk_no=53&ID=1133 |date=29 يوليو 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=118&pid=60159&hid=1022 مسند أحمد - الإمام أحمد بن حنبل - ج 5 - الصفحة 180 - مؤسسة الرسالة - الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م]، {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170907122041/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=118&pid=60159&hid=1022 |date=07 سبتمبر 2017}}</ref> أبوه [[علي بن أبي طالب]] ابن عم [[محمد|النبي محمد]]، أمه: [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] بنت [[محمد|النبي محمد]]، وقيل إنه أشبه الناس بالنبي.<ref name="البداية والنهاية1">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثامن/الحسن بن علي بن أبي طالب|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثامن، الحسن بن علي بن أبي طالب]].</ref>

ولد في النصف من شهر [[رمضان]] عام [[3 هـ]]، وكان النبي محمد يحبه كثيرًا ويقول:<ref name="اللهم إني أحبه">[http://www.al-islam.com/Page.aspx?pageid=695&BookID=24&PID=5648&SubjectID=31346 صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان، حديث رقم 5545]</ref> {{اقتباس مضمن|اللهم إني أحبه فأحبه}}، وكان يأخذه معه إلى [[المسجد النبوي]] في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، وكان الحسن يركب على ظهره وهو ساجد، ويحمله على كتفيه، ويُقبّله ويداعبه ويضعه في حجره ويَرْقِيه، كما كان يعلمه الحلال والحرام، توفي جده النبي محمد سنة [[11 هـ]] وكذلك توفيت أمه فاطمة في نفس السنة، شارك الحسن في الجهاد في عهد [[عثمان بن عفان|عثمان]]، فشارك في [[الفتح الإسلامي للمغرب|فتح إفريقية]] تحت إمرة [[عبد الله بن سعد بن أبي السرح]]، وشارك في فتح [[طبرستان]] و[[جرجان]] في جيش [[سعيد بن العاص]]، كما شارك في [[موقعة الجمل|معركة الجمل]] و[[وقعة صفين|معركة صفين]].

بويع بالخلافة في أواخر سنة [[40 هـ]] بعد وفاة [[علي بن أبي طالب]] في الكوفة. واستمر بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر، ثم تنازل عنها لصالح [[معاوية بن أبي سفيان]] بعد أن صالحه على عدد من الأمور. وانتقل الحسن بعد ذلك من [[الكوفة]] إلى [[المدينة المنورة]] وعاش فيها بقية حياته حتى توفي في سنة [[49 هـ]]، وقيل سنة [[50 هـ]] لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيع الأول، ودفن ب[[البقيع]].

يعتبره [[أهل السنة والجماعة]] خامس [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]] وأن النبي بشّر أنه سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وبسببه انتهت الفتنة، ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية أنه الإمام الثاني من [[الأئمة الاثنا عشر|الأئمة الاثني عشر]]، ومن [[المعصومون|المعصومين الأربعة عشر]]، ومن [[حديث الكساء|أصحاب الكساء]]. قيل إنّ الحسن كان كثير الزواج والطلاق، وشكك البعض بذلك، ولا يُعرف من أسماء زوجاته إلا إحدى عشرة زوجة بما فيهنّ [[أم الولد|أمهات الأولاد]]، ذكر [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] أن للحسن اثني عشر ابنًا ذكرًا، وذكر أنه ولم يُعقِب منهُم سِوى [[الحسن المثنى]] و[[زيد بن الحسن]]، وذكر [[فخر الدين الرازي|الفخر الرازي]] أن له من الأولاد ثلاثة عشر ذكرًا وست بنات، وذكر [[الشيخ المفيد|المفيد]] خمسة عشر ولدًا ذكرًا وأنثى.

== بداياته ==
=== نسبه ===
* '''هو''': الحسن بن [[علي بن أبي طالب|علي]] بن [[أبو طالب بن عبد المطلب|أبي طالب]] بن [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطلب]] بن [[هاشم بن عبد مناف|هاشم]] بن [[عبد مناف بن قصي|عبد مناف]] بن [[قصي بن كلاب|قُصَي]] بن [[كلاب بن مرة|كلاب]] بن [[مرة بن كعب|مرة]] بن [[كعب بن لؤي|كعب]] بن [[لؤي بن غالب|لؤي]]،<ref>[http://www.al-milani.com/library/lib-pg.php?booid=20&mid=270&pgid=2679 الكتب العقائدية، آية الله السيد علي الحسيني الميلاني، قادتنا كيف نعرفهم (الجزء الثالث)، نسب علي بن أبي طالب]</ref> بن [[غالب بن فهر|غالب]] بن [[فهر بن مالك|فهر]] بن [[مالك بن النضر|مالك]] بن [[النضر بن كنانة|النضر]] بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]] بن [[خزيمة بن مدركة|خزيمة]] بن [[مدركة بن إلياس|مدركة]] بن [[إلياس بن مضر|إلياس]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]].<ref name="نسب">[[s:جمهرة أنساب العرب/ولد فهر بن مالك بن النضر|جمهرة أنساب العرب، فصل: ولد فهر بن مالك بن النضر]] ل[[ابن حزم الأندلسي|ابن حزم]]، نسب لؤي بن مضر إلى عدنان، على [[ويكي مصدر]]</ref> أبوه علي بن أبي طالب [[أمير المؤمنين]] رابع [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]] عند [[أهل السنة والجماعة]]، والإمام الأول عند [[شيعة اثنا عشرية|الشيعة الاثنا عشرية]]، وابن عم النبي محمد.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=6520&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، سيرة الخلفاء الراشدين، سيرة أبي الحسنين علي رضي الله عنه، ترجمة أبي الحسنين علي ومناقبه، جـ 1، صـ 225، طبعة مؤسسة الرسالة، 2001م]</ref><ref group="ْ">[http://www.britannica.com/eb/article-9005712/Ali Ali]. Encyclopedia Britannica Online. Encyclopaedia Britannica, Inc.. Retrieved on 2007-10-12. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081118131400/http://www.britannica.com/eb/article-9005712/Ali |date=18 نوفمبر 2008}}</ref>
* '''أمه''': [[فاطمة الزهراء]] بنت النبي [[محمد]]، لذلك يُعرف بـ "سبط رسول الله"،<ref name="سير">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=330&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ومن صغار الصحابة، الحسن بن علي بن أبي طالب، جـ 3، صـ 246: 253، طبعة مؤسسة الرسالة، 2001م]</ref> والسبط كلمة تُطلق على الأولاد بشكل عام، وقيل: أولاد الأولاد، وأولاد البنات، وقيل معناه الطائفة أو القطعة، فيكون معنى "سبط رسول الله" أي قطعة منه دلالة على شدة حبه له وللحسين.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3685&idto=3685&bk_no=122&ID=3692 لسان العرب لابن منظور، حرف السين، سبط، جـ 7، صـ 111، دار صادر، 2003م]</ref>
* '''كنيته''': أبو محمد.<ref name="إصابة1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر العسقلاني]]|عنوان= [[الإصابة في تمييز الصحابة]] جـ 2|صفحة=60|مسار= http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-751|سنة=الطبعة الأولى، [[1415 هـ]]|ناشر=دار الكتب العلمية، [[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064007/http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-751 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref>
* '''إخوته''': للحسن بن علي العديد من الإخوة والأخوات من أبيه، فقد بلغ عدد إخوته من الذكور حوالي عشرين أخًا، ومن الإناث ثماني عشرة، أما الإخوة الأشقاء من أبناء [[فاطمة الزهراء]] فهم: [[الحسين بن علي|الحسين]] و[[المحسن بن علي بن أبي طالب|المحسن]] و[[زينب بنت علي بن أبي طالب|زينب]] و[[أم كلثوم بنت علي|أم كلثوم]].<ref name=Brill>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير1=أحمد ثريّا|عنوان=علي بن أبي طالب سياسيًا: قبسٌ من المرويّات الواصفة له|صحيفة=Al-Bayan: Journal of Qur’an and Hadith Studies|تاريخ=2011 م|المجلد=9|العدد=1|صفحة=253|doi=10.1163/22321969-90000028|مسار=http://booksandjournals.brillonline.com/content/journals/10.1163/22321969-90000028?crawler=true|ناشر=Brill|issn=22321950| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160304222409/http://booksandjournals.brillonline.com/content/journals/10.1163/22321969-90000028?crawler=true | تاريخ أرشيف = 4 مارس 2016}}</ref> والحسن هو الابن الأكبر لعلي وفاطمة.<ref name="بداية">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي]]|عنوان= البداية والنهاية|مسار=https://ar.wikisource.org/wiki/البداية_والنهاية/الجزء_الثامن/الحسن_بن_علي_بن_أبي_طالب|صفحة=|سنة=|ناشر=[[ويكي مصدر]]|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181003085600/https://ar.wikisource.org/wiki/البداية_والنهاية/الجزء_الثامن/الحسن_بن_علي_بن_أبي_طالب | تاريخ أرشيف = 3 أكتوبر 2018}}</ref>

{{ahnentafel top|width=100%|شجرة نسب الحسن بن علي}}
<div style="text-align: center;">
{{شجرة نسب محمد}}</div>
{{ahnentafel bottom}}

=== مولده ===
[[ملف:Madina old.jpg|تصغير|يمين|منظر عام [[المدينة المنورة|للمدينة المنورة]] قديمًا، محل ميلاد الحسن.]]
اختلف في تاريخ ميلاده، وأرجح الأقوال أنه ولد في شهر رمضان سنة [[3 هـ|ثلاث من الهجرة]]،<ref name="موقع شيعة1">[http://arabic.al-shia.org/ولادة-الإمام-الحسن-المجتبى-2/ ولادة الإمام الحسن المجتبى، موقع شيعة، اطلع عليه في 5 أغسطس 2018]</ref> ذكر ذلك [[الليث بن سعد]]: {{اقتباس مضمن|ولدت فاطمة بنت رسول الله {{ص}} الحسن بن علي في شهر رمضان من ثلاث، وولدت الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع}}،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=340&pid=176783&hid=97 الذرية الطاهرة النبوية، للوراق الدولابي، مَوْلِدُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، حديث رقم 97]، مكتبة إسلام ويب</ref> وذكر [[محمد بن سعد البغدادي]]،<ref name="طبقات2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي]]|عنوان= الطبقات الكبرى، متمم الصحابة، الطبقة الخامسة، جـ 1|صفحة=226|مسار= http://shamela.ws/browse.php/book-1689/page-116#page-117|سنة=الطبعة الأولى، [[1993]]م|ناشر=مكتبة الصديق، [[الطائف]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063731/http://shamela.ws/browse.php/book-1689/page-116 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> و[[محمد بن عبد الله بن البرقي|ابن البرقي]]،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=340&pid=176783&hid=98 الذرية الطاهرة النبوية، للوراق الدولابي، مَوْلِدُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، حديث رقم 98]، مكتبة إسلام ويب</ref> و[[ابن عبد البر]]،<ref name="استيعاب1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن عبد البر]]|عنوان= الاستيعاب في معرفة الأصحاب جـ 1|صفحة=354|مسار= http://shamela.ws/browse.php/book-12288/page-383#page-384|سنة=الطبعة الأولى، [[1992]]م|ناشر=دار الجبل، [[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064415/http://shamela.ws/browse.php/book-12288/page-383 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> أنه ولد في [[15 رمضان]] سنة [[3 هـ]]، وقيل في شعبان سنة [[3 هـ]]، وقيل ولد سنة [[4 هـ]] وقيل سنة [[5 هـ]].<ref name="إصابة1" /> كذلك أغلب المراجع الشيعية على القول الأول، بينما جاء في [[الكافي (كتاب)|الكافي]] رواية تذكر أنه ولد في [[2 هـ]].<ref>الكليني، أصول كافي، ج 2، ص 499.</ref>
{{محمد}}
ولمَّا وُلد الحسن أُتِيَ به إلى النبي محمد، فحنكه النبي بريقه،<ref name="بداية" /> وأذن في أذنيه بالصلاة،<ref name="طبقات3">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي]]|عنوان= الطبقات الكبرى، متمم الصحابة، الطبقة الخامسة، سيرة الحسن، ذكر الأذان في أذن الحسن، جـ 1|صفحة=227|مسار= https://al-maktaba.org/book/1689/118|سنة=الطبعة الأولى، [[1993]]م|ناشر=مكتبة الصديق، [[الطائف]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064747/https://al-maktaba.org/book/1689/118 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> ثم ذبح النبي عنه كبشَا ك[[عقيقة]]،<ref name="طبقات2"/>{{Rp|229}} وكان علي بن أبي طالب يريد تسميته حربًا، فسماه النبي حسنًا، فعن علي قال:<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3698_ترجمة-الإمام-الحسن-ع-ابن-عساكر/الصفحة_16 ترجمة الإمام الحسن، ابن عساكر، الصفحة 16، على المكتبة الشيعية]</ref> {{اقتباس مضمن|لما ولد الحسن جاء رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا. قال: بل هو حسن. فلما ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت سميته حربا. قال: بل هو حسين. فلما ولد الثالث جاء النبي {{صلى الله عليه وسلم}} قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت سميته حربًا قال: هو محسن. ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد [[هارون]] شبر وشبير ومشبر.}} وقال عمران بن سليمان:<ref name="طبقات2"/>{{Rp|243}} {{اقتباس مضمن|الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة. لم يكونا في الجاهلية.}} وفي اليوم السابع من ولادته حلقت أمه فاطمة شعره وتصدقت بوزن شعره [[فضة]] على المساكين و[[الصفة (المسجد النبوي)|أهل الصفة]]،<ref name="طبقات2"/>{{Rp|233}} فوُجد وزنه ثلثي درهم، وجاء في بعض الروايات أنها عقَّت عنه بجزور،<ref name="طبقات2"/>{{Rp|235}} وقيل لم تعَّق عنه لأن النبي عقّ عنه بكبش.<ref name="طبقات2"/>{{Rp|233}} و[[ختان|خُتِنَ]] الحسن في اليوم السابع من ولادته.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=أحمد بن علي محمد الكتاني|عنوان=  التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، كتاب الختان  جـ 4|صفحة=155|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=11&ID=1519|سنة=الطبعة الأولى، [[1995]]م|ناشر=مؤسسة قرطبة| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160405195220/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1 | تاريخ أرشيف = 5 أبريل 2016}}</ref>

وقد جاء في بعض المصادر أن أمه فاطمة دفعته إلى [[لبابة الكبرى|أم الفضل بنت الحارث]] زوجة [[العباس بن عبد المطلب|العباس]] لترضعه، وأنها رأت رؤيا قبل مولده، فيروى عنها أنها قالت:<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2047_المعجم-الكبير-الطبراني-ج-٣/الصفحة_11 المعجم الكبير - الطبراني - ج 3 - الصفحة 23، على المكتبة الشيعية]</ref> {{اقتباس مضمن|يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضوا من أعضائك في بيتي أو قالت في حجرتي، فقال تلد فاطمة غلامًا إن شاء الله، فتكفلينه، فولدت فاطمة حسنًا فدفعه إليها فأرضعته بلبن [[قثم بن العباس بن عبد المطلب|قثم بن العباس]]، فجئت به يومًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على صدره فدحيت في ظهره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلًا يرحمك الله أوجعت مشهور، فقلت ادفع إلي إزارك فأغسله، فقال: لا صبي عليه الماء فإنه يصب على بول الغلام ويغسل بول الجارية.}}، وقيل بل أرضعت الحسين وليس الحسن.

=== نشأته على عهد النبي ===
نشأ الحسن في بيت أبويه في [[المدينة المنورة]]، وكان النبي محمد يُحب أن يرعاه، وكان يأخذه معه إلى [[المسجد النبوي]] في أوقات الصلاة حين يصلي بالناس، وكان الحسن يركب على ظهره وهو ساجد، ويأتي وهو راكع، فيفرج له بين رجليه، حتى يخرج من الجانب الآخر.<ref name="سير" /><ref name="طبقات2"/>{{Rp|249}} وكان يحمله على كتفيه، فيقول الناس: «نعم المركب ركبت يا غلام»، فيقول النبي: «ونعم الراكب هو».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن حجر العسقلاني|عنوان= تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، جـ 4|صفحة=194|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=56&ID=2038&idfrom=7310&idto=7343&bookid=56&startno=16|سنة= |ناشر=دار الكتب العلمية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807133840/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=56&ID=2038&idfrom=7310&idto=7343&bookid=56&startno=16 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> وكان يذكره على المنبر، فعن أبي بكر قال:<ref name="إن ابني هذا سيد">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن حجر العسقلاني|عنوان=  فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين، جـ 4|صفحة=67|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=13002&idto=13005&bk_no=52&ID=3920|سنة= [[1986]]م|ناشر=دار الريان}}</ref> {{اقتباس مضمن|لقد رأيت رسول الله {{ص}} على المنبر، وهو يُقبِل على الناس مرة، وعلى الحسن مرة، ويقول: إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.}}

وجاء في العديد من [[حديث نبوي|الأحاديث]] والمرويات، أن النبي محمد كان يُقبّله ويداعبه ويضعه في حجره و[[رقية شرعية|يَرْقِيه]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد المؤمن أبو العينين خفيشة|عنوان= الغضن الندي في سيرة الإمام الحسن بن علي|صفحة=28: 51|مسار=https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf|سنة= [[2006]]م|ناشر=[[مبرة الآل والأصحاب]] - [[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163046/https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> كما كان يدعوه له كثيرًا ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه».<ref name="طبقات2"/>{{Rp|261}} وكان يُعلّمه الدعاء مثل الدعاء في [[صلاة الوتر|الوتر]]،<ref name="طبقات2"/>{{Rp|270}} ويعلمه الحلال والحرام، والصلاة والعفة وغيرها، فيقول الحسن: {{اقتباس خاص|سمعته - أي النبي {{ص}} - يقول لرجل: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الشر ريبة وإن الخير طمأنينة»، وعقلت منه: أني بينما أنا أمشي معه إلى جنب جرين الصدقة تناولت ثمرة فألقيتها في في، فأدخل إصبعه في في فاستخرجها بلعابها وبزاقها فألقاها فيه. وقال: أنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وعقلت عنه [[الصلاة في الإسلام|الصلوات الخمس]]، فعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن: اللهم اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن عافيت. وتولنا فيمن توليت. وبارك لنا فيما أعطيت. وقنا شر ما قضيت. إنك تقضي ولا يقضى عليك. إنه لا يذل من واليت. تباركت ربنا وتعاليت.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي]]|عنوان= االطبقات الكبرى، متمم الصحابة، الطبقة الخامسة|صفحة=271|مسار=https://al-maktaba.org/book/1689/162|سنة= [[1993]]م|ناشر=مكتبة الصديق، [[الطائف]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063714/https://al-maktaba.org/book/1689/162 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي]]|عنوان= افتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله، جـ 1|صفحة=413: 416|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2750&idto=2751&bk_no=52&ID=954|سنة= [[1983]]م|ناشر=دار الريان للتراث}}</ref>}}

توفي النبي محمد سنة [[11 هـ]]، والحسن حينها بين السابعة والثامنة من عمره،<ref>[https://ar.islamway.net/fatwa/36999/سبب-قلة-أحاديث-أهل-البيت سبب قلَّة أحاديث أهل البيت، موقع طريق الإسلام، اطلع عليه في 8 أغسطس 2018] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180808135932/https://ar.islamway.net/fatwa/36999/سبب-قلة-أحاديث-أهل-البيت |date=08 أغسطس 2018}}</ref> وتذكر المراجع الشيعية أن الحسن والحسين كانا بجانب النبي عند وفاته.<ref>حسن الديلمي، غرر الأخبار ودرر الآثار، قم، دلیل ما، ص 268.</ref> ولم تلبث عدة شهور حتى توفيت والدته [[فاطمة الزهراء]]، حيث توفيت في نفس السنة [[11 هـ]]، واختُلِفَ في الشهر الذي توفيت فيه، فذهب جماعة من الباحثين إلى القول بأنها عاشت بعد أبيها 24 يومًا وتراوحت الأقوال ما بين 45 و85 و95 يومًا أو 100 يوم، وعلى قول آخر عاشت بعد أبيها بما يقارب 3 أشهر، ومنهم من أوصل ذلك إلى 6 أشهر.<ref>كشف الغمة في معرفة الأئمة، علي بن عیسی الإربلي، جـ 1، صـ 449، الطبعة الأولى، 1421 هـ.</ref>

== سيرته في عهد الخلفاء الراشدين ==
=== في عهد أبي بكر وعمر ===
لم يتجاوز سن الحسن في عهد [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] الثامنة أو التاسعة، ولا يُذكر عنه الكثير في تلك الفترة،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد المؤمن أبو العينين خفيشة|عنوان= الغضن الندي في سيرة الإمام الحسن بن علي|صفحة=55|مسار=https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf|سنة= [[2006]]م|ناشر=مبرة الآل والأصحاب - [[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163046/https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> وتوفي أبو بكر في سنة [[13 هـ]]، وفي عهد [[عمر بن الخطاب]] قطع الحسن دور الصبا وأصبح شابًا، وكانت سياسة عمر أن يُجل السبطين: الحسن والحسين، ويجعل لهما نصيبُا من [[أداء الخمس من المغنم (إسلام)|الغنائم]]، ووردت إليه حُلل من وشي اليمن فوزعها على المسلمين ثم أرسل إلى عامله على [[اليمن]] أن يرسل له حلتين، فأرسلهما إليه فكساهما للحسن والحسين، وجعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما [[علي بن أبي طالب]]، وألحقهما بفريضة [[قائمة من شهدوا غزوة بدر من المسلمين|أهل بدر]]، وكانت خمسة آلاف دينار.<ref name="باقر">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=باقر شريف القرشي|عنوان= حياة الإمام الحسن بن علي، جـ 1|صفحة=176|مسار=http://shiabooks.net/library.php?id=2888|سنة= [[1993]]م|ناشر=دار البلاغة، [[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180810205943/http://shiabooks.net/library.php?id=2888 | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2018}}</ref> يقول [[محمد باقر المجلسي]] صاحب [[بحار الأنوار]]: {{اقتباس مضمن|ولمّا دوّن الدواوين بدأ بالحسن والحسين، فملأ حجرهما من المال، فقال له ابن عمر:تقدمهما عليّ ولي صُحبة وهجرة دونهما، فقال عمر: اسكت، لا أم لك، أبوهما خير من أبيك، وأمهما خير من أمك.}}<ref>بحار الأنوار، المجلسي، جـ 9، صـ 38، مؤسسة الوفاء، دار إحياء التراث العربي، بیروت، 1403 هـ.</ref><ref>[http://www.shiaonlinelibrary.com/الكتب/1285_المسترشد/الصفحة_0?pageno=284 المسترشد - محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي الشيعي الإمامي، الصفحة 284، المكتبة الشيعية]</ref>

=== في عهد عثمان ===
[[ملف:Tabaristan boundary.png|تصغير|يمين|الحدود التقريبية لإقليم طبرستان الذي ضمّ عدة مدن مثل [[جرجان]] و[[آمل]] و[[شالوس]].]]
بلَغَ الحسنُ في عهد عثمان نيفًا وعشرين سنة، والتحق بالجيش والجهاد، فذكر [[ابن خلدون]] أن جيش [[عقبة بن نافع]] في إفريقية كان عشرة ألاف ولم يستطع فتحها، وصالح أهلها على مال يؤدونه، ثم استأذن [[عبد الله بن سعد بن أبي السرح|عبد الله بن أبي السرح]] عثمان أن يذهب لفتح إفريقية، وطلب منه أن يُمدّه بجيش من المدينة، فأرسل له عثمان جيشًا،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[شهاب الدين النويري|النُويري، شهابُ الدين أحمد بن عبد الوهَّاب بن مُحمَّد بن عبد الدائم القُرشي التيمي البكري]]|عنوان= نهاية الأرب في فنون الأدب|إصدار= الأولى|صفحة= 63|سنة= [[1423 هـ|1423هـ]]|ناشر= دار الكُتب والوثائق القوميَّة|تاريخ الوصول= [[2 يناير|2 كانون الثاني (يناير)]] [[2016]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار = http://ia700805.us.archive.org/8/items/waq66201/01-01_66201.pdf}}</ref> فيه [[عبد الله بن عباس]] و[[قائمة الصحابة|الحارث بن الحكم بن أبي العاص]] و[[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]] و'''الحسن''' و[[الحسين بن علي|الحُسين]]،<ref name="الاستقصا131">[http://shamela.ws/browse.php/book-6627#page-76 الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لأبي العباس أحمد بن خالد الناصري ج1 ص131]</ref> وفتحوها سنة [[26 هـ]] أو [[27 هـ]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=باقر شريف القرشي|عنوان= حياة الإمام الحسن بن علي، جـ 1|صفحة=201|مسار=http://shiabooks.net/library.php?id=2888|سنة= [[1993]]م|ناشر=دار البلاغة، [[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180810205943/http://shiabooks.net/library.php?id=2888 | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2018}}</ref> وفي سنة [[30 هـ]] غزا '''الحسن''' مع أخيه [[الحسين بن علي|الحُسين]] وابن عباس [[طبرستان]] تحت قيادة [[سعيد بن العاص]]، فلمّا وصلوا إليها فتحوها، وذكر [[المدائني]]: «أن سعيد بن العاص ركب في جيش فيه الحسن والحسين، و[[العبادلة الأربعة]]، و[[حذيفة بن اليمان]]، في خلق من الصحابة، فسار بهم فمر على بلدان شتى يصالحونه على أموال جزيلة، حتى انتهى إلى بلد معاملة [[جرجان]]، فقاتلوه حتى احتاجوا إلى [[صلاة الخوف]]».<ref>[[s:البداية والنهاية/الجزء السابع/سنة ثلاثين من الهجرة النبوية|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، سنة ثلاثين من الهجرة النبوية]] علي ويكي مصدر.</ref>
[[ملف:Coffin of Imam 'Ali, Folio from a Falnama (The Book of Omens) of Ja'far al-Sadiq.jpg|تصغير|يسار|رسم عُثماني لتابوت عليّ بن أبي طالب محمولًا على دابة، ويسير ورائه الحسن والحسين مع تغطية وجهيهما باللون الأبيض.]]
وفي سنة [[35 هـ]] حوصر [[عثمان بن عفان]] في داره، ويذكر [[ابن خلدون]] أنه لما أقسم عثمان على الناس لينصرفوا عن الدفاع عنه، انصرفوا جميعًا إلا الحسن و[[محمد بن طلحة بن عبيد الله]] و[[عبد الله بن الزبير]] أبوا إلا أن يدافعوا عنه، قال [[الحسن البصري]]: {{اقتباس مضمن|كان الحسن بن علي بن أبي طالب {{رضي}} يرد الناس عن الدار بسيفين يضرب بيديه جميعًا.}}،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الآجري]]، تحقيق: الوليد بن محمد بن نبيه|عنوان= الشريعة|صفحة=152|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=cYVFCwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|سنة= |ناشر=مؤسسة قرطبة}}</ref> وتذكر مصادر أهل السنة أنه لما قُتل عثمان حزن عليه الحسن حزنًا شديدًا،<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1082 أنساب الأشراف للبلاذري، جـ 3، صـ 12، دار الفكر - بيروت 1996م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180810205118/http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1082 |date=10 أغسطس 2018}}</ref> يقول [[طه حسين]]: {{اقتباس مضمن|لم يفارق الحسن حزنه على عثمان.}}،<ref name="طه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[طه حسين]]|عنوان= الفتنة الكبرى، علي وبنوه|صفحة=42|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=DKAlDwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|سنة= |ناشر=مكتبة جوجل}}</ref> بينما أغلب المراجع الشيعية أن الحسن لم يدافع عن عثمان، يقول [[باقر شريف القرشي]]: {{اقتباس مضمن|هذا القول بلا شك من [[حديث موضوع|موضوعات]] [[بنو أمية (قبيلة)|الأمويين]]}}.<ref name="باقر"/>{{Rp|279}}

=== في عهد علي ===
بعدما بويع علي بالخلافة، عزم على الخروج للعراق، وتذكر عدد من المصادر التاريخية أن الحسن كان لا يريد أباه أن يخرج من المدينة،<ref name="طه" /> ولما خرجوا إلى [[البصرة]]، أرسل علي الحسن و[[عمار بن ياسر]] إلى [[الكوفة]] لعزل [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] وتولية قرظة بن كعب بدلًا منه، وليقوما باستنفار الناس وحثهم على الخروج معه،<ref>[http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=60&ID=6524 سير أعلام النبلاء، سيرة الخلفاء الراشدين، سيرة أبي الحسنين علي، الحوادث في خلافة علي، سنة ست وثلاثين، وقعة الجمل، جـ 28، صـ 252: 259] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180811064931/http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=60&ID=6524 |date=11 أغسطس 2018}}</ref> ثم حدثت [[موقعة الجمل|معركة الجمل]] وكان الحسن على الميمنة وقيل على الميسرة، قال [[صلاح الدين الصفدي|الصفدي]]: {{اقتباس مضمن|وكان يكره القتال ويشير علي أبيه بتركه}}،<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=BiBICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false الوافي بالوفيات للصفدي، جـ 12، صـ 68، دار إحياء التراث، بيروت 2000م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180811095037/https://books.google.com.eg/books?id=BiBICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar |date=11 أغسطس 2018}}</ref> وكذلك حضر [[وقعة صفين|معركة صفين]] وكان على الميمنة أيضًا، وتذكر المصادر الشيعية أن علياً أمر الحسن أن يلقي خطبة يبين فيها أسباب المعركة،<ref name="باقر"/>{{Rp|426}} ولم تذكر المصادر أنه شارك في [[معركة النهروان]]، وسكن الحسن [[الكوفة]] مع أبيه حتى مقتله.<ref>المنقري، وقعة صفين، 1382 هـ، ص 6.</ref>

قُتل علي بن أبي طالب على يد [[عبد الرحمن بن ملجم]]، حيث ضربه أثناء الصلاة بسيف مسموم، ثم حُمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل [[سم|السم]] يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة [[21 رمضان]] سنة [[40 هـ]] عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال.<ref name="مقاتل الطالبيين">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/138/2692.html?zoom_highlightsub=%22%C8%E4+%E3%E1%CC%E3%22 مقاتل الطالبيين]، [[أبو الفرج الأصفهاني|أبو الفرج الأصبهاني]]، (1/11)، موقع الموسوعة الشاملة</ref> وبعد مماته تولى [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب|عبد الله بن جعفر]] و'''الحسن''' و[[الحسين بن علي|الحسين]] غسل جثمانه وتجهيزه، وصلى عليه الحسن، وكبر عليه أربعًا، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، ودُفن في السحر. وكان عبد الرحمن بن ملجم في السجن، فلما مات علي ودُفن، بعث الحسن إلى ابن ملجم، فأخرجه من السجن فقتله،<ref>[http://islamport.com/d/3/tkh/1/5/44.html?zoom_highlightsub=%22%C8%E4+%E3%E1%CC%E3%22 أسد الغابة في معرفة الصحابة (2/304)، موقع الموسوعة الشاملة]</ref> وقيل أمر بضرب عنقه.<ref name="باقر"/>{{Rp|511}}<ref name="مقاتل الطالبيين" />

== خلافته ==
=== بيعته ===
[[ملف:الحسن.jpg|تصغير|يمين|تخطيط لاسم الحسن، يعلوه "ع" اختصارًا لعبارة [[عليه السلام]].]]
لما قُتل [[علي بن أبي طالب]] على يد [[عبد الرحمن بن ملجم|عبد الرحمن بن ملجم المرادي]]، بُويع ابنه الحسن للخلافة وذلك بعد أن اختاره الناس.<ref name="ابن سعد 38">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: إحسان عباس|عنوان=كتاب الطبقات الكبير، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9351#page-3271|صفحة=38|سنة=1968م|طبعة=الأولى|ناشر=دار صادر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190511164442/http://shamela.ws/browse.php/book-9351 | تاريخ أرشيف = 11 مايو 2019}}</ref> وقد كان ذلك في شهر [[رمضان]] من سنة [[40 هـ|40هـ]] الموافق لشهر [[يناير (شهر)|يناير]] من سنة [[661]]م. تنص مصادر [[أهل السنة والجماعة]] على أن علي بن أبي طالب لم يعين أحد من بعده، وقد طلب منه الناس أن يستخلف أحدًا من بعده، إلا أنه رفض ذلك فقال لهم : {{اقتباس مضمن|لَا؛ وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرْكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.}} أي بغير استخلاف.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي|محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي]]. المتوفى في سنة (748هـ)|عنوان=كتاب سير أعلام النبلاء، الجزء الثامن والعشرون. (على موقع إسلام ويب.)|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=6365&idfrom=6520&idto=6536&bookid=60&startno=3|صفحة=247|سنة=1422هـ/2001م|طبعة=|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=}}</ref> وسأل "عبد الله بن جندب" عليًا عن بيعة الحسن فقال: {{اقتباس مضمن|يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ فَقَدْنَاكَ وَلَا نَفْقُدُكَ فَنُبَايِعُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: مَا آمُرُكُمْ، وَلَا أَنْهَاكُمْ أَنْتُمْ أَبْصَرُ.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الطبراني|أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني]]. المتوفى في سنة (360هـ)|مؤلف2=|عنوان=المعجم الكبير، الجزء الأول. (على موقع إسلام ويب).|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=84&ID=19&idfrom=147&idto=183&bookid=84&startno=18|صفحة=101|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063617/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=84&ID=19&idfrom=147&idto=183&bookid=84&startno=18 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء الحادي عشر. (على موقع إسلام ويب).|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=59&ID=959&idfrom=867&idto=880&bookid=59&startno=2|صفحة=16|سنة=1424هـ/2003م|طبعة=|ناشر=دار عالم الكتب|مكان=}}</ref> بينما تنص المصادر الشيعية على أن [[محمد|النبي محمد]] قد نص على الأئمة من بعده وعينهم بأسمائهم ومن بينهم الحسن،<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشیخ الصدوق|محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي]]. المتوفى في سنة (381هـ)|مؤلف2=تحقيق: [[محمد صادق بحر العلوم]]|عنوان=كتاب علل الشرائع، الجزء الأول. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1140_علل-الشرائع-الشيخ-الصدوق-ج-١/الصفحة_249|صفحة=211|سنة=1385هـ/1966م|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064425/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1140_علل-الشرائع-الشيخ-الصدوق-ج-١/الصفحة_249 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشیخ الصدوق|محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي]]. المتوفى في سنة (381هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب كمال الدين وتمام النعمة، الجزء الأول. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1146_كمال-الدين-وتمام-النعمة-للشيخ-الجليل-الأقدم-الصدوق-ج-١/الصفحة_281|صفحة=281|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190426130312/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1146_كمال-الدين-وتمام-النعمة-للشيخ-الجليل-الأقدم-الصدوق-ج-١/الصفحة_281 | تاريخ أرشيف = 26 أبريل 2019}}</ref> وتنص كذلك على أن عليًا قد أوصى قبل وفاته بالخلافة إلى ولده الحسن، وقد أشهد على وصيته جميع أولاده وأهل شيعته وأهل بيته، وعهد إليه بكتابه وسلاحه وأمره بأن يدفعها لأخيه [[الحسين بن علي|الحسين]] إذا حضرته الوفاة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن يعقوب الكليني|محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي]]. المتوفى في سنة (329هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب الكافي، الجزء الأول. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1122_الكافي-الشيخ-الكليني-ج-١/الصفحة_345|صفحة=297-298|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190512224636/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1122_الكافي-الشيخ-الكليني-ج-١/الصفحة_345 | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2019}}</ref> لكن [[أهل السنة والجماعة]] يردون على [[الشيعة]] في قضية النص على خلافة الحسن بالبطلان، ويعتبرون هذا الأمر من المفتريات، ويذكرون أن هذا لم يصح عن [[محمد|النبي]] ولا عن [[علي بن أبي طالب]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب الشورى فريضة إسلامية. (على جوجل كتب).|مسار=https://books.google.com.sa/books?id=DhDoDQAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|صفحة=86-87|سنة=1433هـ/2012م|طبعة=الثالثة|ناشر=دار المعرفة|مكان=بيروت-لبنان|الرقم المعياري=9953-85-292-8}}</ref> وفي نفس العام بُويعَ [[معاوية بن أبي سفيان]] [[القدس|بإيلياء]] وكان قبل ذلك يدعى [[أمير|الأمير]] في [[بلاد الشام|الشام]] فلما قٌتل [[علي بن أبي طالب]] دعي [[أمير المؤمنين|بأمير المؤمنين]].<ref name="ابن الأثير-751" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء  الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2523|صفحة=41|سنة=1497هـ/1986م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064555/http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2523 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref>

أخرج [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في [[كتاب الطبقات الكبير|طبقاته]] عددًا من المرويات التي تحدثت عن بيعة الحسن، منها أن [[عامر الشعبي]] قال: {{اقتباس مضمن|أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَّى عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الرَّحَبَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ دَفْنِهِ فَدَعَا النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِهِ فَبَايَعُوهُ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ عَلِيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ.}}<ref name="ابن سعد 38" />

[[ملف:Mohammad adil rais-Caliph Ali's empire 661.PNG|تصغير|260بك|الدولة الإسلامية خلال عهد الخليفة علي بن أبي طالب، اللون الأخضر الباهت يظهر المناطق التي لم تكن خاضعة لسيطرة الخليفة بالكامل.]]
تنص المصادر السنية والشيعية<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الكوراني|علي الكوراني العاملي]]|عنوان=كتاب جواهر التاريخ، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3802_جواهر-التاريخ-الشيخ-علي-الكوراني-العاملي-ج-٣/الصفحة_5|صفحة=7|سنة=1426هـ|طبعة=الأولى|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524020746/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3802_جواهر-التاريخ-الشيخ-علي-الكوراني-العاملي-ج-٣/الصفحة_5 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019}}</ref> على أن أول من بايع الحسن بالخلافة هو [[قيس بن سعد بن عبادة|قيس بن سعد الانصاري]]، وقال له: {{اقتباس مضمن|ابسط يدك أبايعك عَلَى كتاب اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، وسنة نبيه وقتال المحلين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلَى كتاب اللَّه وسنة نبيه، فإن ذَلِكَ يأتي من وراء كل شرط، فبايعه وسكت وبايعه الناس.}} هذا الخبر أورده [[ابن الأثير الجزري]].<ref name="ابن الأثير-751">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي]]. المتوفى في سنة (630هـ)|مؤلف2=تحقيق: عمر عبد السلام تدمري|عنوان=الكامل في التاريخ، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1440|صفحة=751|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتاب العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190531121246/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2019}}</ref> و[[محمد بن جرير الطبري|الطبري]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن جرير الطبري|أبو جعفر محمد بن جرير الطبري]]. المتوفى في سنة (310هـ)|عنوان=كتاب تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، الجزء الخامس. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9783#page-2619|صفحة=158|سنة=1387هـ|طبعة=الثانية|ناشر=دار التراث|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190416055548/http://shamela.ws/browse.php/book-9783 | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2019}}</ref> و[[ابن الجوزي]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الجوزي|أبو الفرج بن الجوزي]]. المتوفى في سنة (597هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا|عنوان=كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، الجزء الخامس. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12406#page-1704|صفحة=165-166|سنة=1412هـ/1992م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190518163058/http://shamela.ws/browse.php/book-12406 | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2019}}</ref> وتزيد المصادر الشيعية على أن [[عبد الله بن عباس]] قد حفز المسلمين على مبايعته فقال: {{اقتباس مضمن|معاشر الناس إن هذا ابن بنت نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه.}} فاستجابوا له، وقالوا: {{اقتباس مضمن|ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة.}} فتبادر الناس إلى بيعته.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_8|صفحة=8|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524020841/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_8 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن الصباغ علي بن محمد أحمد المالكي المكي. المتوفى في سنة (855هـ)|مؤلف2=تحقيق: سامي الغريري|عنوان=كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3728_الفصول-المهمة-في-معرفة-الأئمة-ابن-الصباغ-ج-٢/الصفحة_33#top|صفحة=717|سنة=1422هـ|طبعة=الأولى|ناشر=دار الحديث|مكان=[[قم]]-[[إيران]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064110/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3728_الفصول-المهمة-في-معرفة-الأئمة-ابن-الصباغ-ج-٢/الصفحة_33 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> اشترط الحسن على أهل العراق عندما أرادوا بيعته بالسمع والطاعة، وأن يسالموا من سالم، وأن يحاربوا من حارب، ينقل [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في [[تاريخ الطبري|كتابه]] عن [[ابن شهاب الزهري|الزهري]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|بَايَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ الْحَسَن بْنَ عَلِيٍّ بِالْخِلافَةِ، فَطَفِقَ يَشْتَرِطُ عَلَيْهِمُ الْحَسَنُ: إِنَّكُمْ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ، تُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ، فَارْتَابَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي أَمْرِهِمْ حِينَ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ هَذَا الشَّرْطَ، وَقَالُوا: مَا هَذَا لَكُمْ بِصَاحِبٍ، وَمَا يُرِيدُ هَذَا الْقِتَالَ.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن جرير الطبري|أبو جعفر محمد بن جرير الطبري]]. المتوفى في سنة (310هـ)|عنوان=كتاب تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، الجزء الخامس. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9783#page-2623|صفحة=162|سنة=1387هـ|طبعة=الثانية|ناشر=دار التراث|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190416055548/http://shamela.ws/browse.php/book-9783 | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2019}}</ref> وقد أخرج [[ابن عساكر]] هذا الخبر من طريق الزهري بمثله،<ref name="تاريخ دمشق-26">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن عساكر|أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي]]. المتوفى في سنة (571هـ)|مؤلف2=تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي|عنوان=كتاب تاريخ دمشق، الجزء الثالث عشر. (على موقع المكتبة الشاملة)|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-71#page-5832|صفحة=263|سنة=1415هـ/1994م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190517064509/http://shamela.ws/browse.php/book-71 | تاريخ أرشيف = 17 مايو 2019}}</ref> وأورده [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] بنحوه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء  الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708#page-2499|صفحة=17|سنة=1497هـ/1986م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190507165613/http://shamela.ws/browse.php/book-23708 | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2019}}</ref> ونقل [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في طبقات قول خالد بن مضرب، قال: {{اقتباس مضمن|سمعت الحسن بن علي يقول: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم. قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت.}}<ref name="ابن سعد-286">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-208|صفحة=286-287|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref> وقول [[ميمون بن مهران]]: {{اقتباس مضمن|إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين. بايعهم على الإمرة. وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه. ويرضوا بما رضي به.}}<ref name="ابن سعد-317">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-208|صفحة=317|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref> وتنص المصادر الشيعية على ذلك أيضًا، يقول [[الشيخ المفيد]]: {{اقتباس مضمن|ولما قبض [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين عليه السلام]] خطب الناس الحسن عليه السلام وذكر حقه، فبايعه أصحاب أبيه على حرب من حارب وسلم من سالم.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_7#top|صفحة=7|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190428143052/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_7 | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019}}</ref>

=== مدة خلافته ووصفه بالخليفة الراشد الخامس ===
{{أيضا|الخلافة الراشدة|الخلفاء الراشدون}}
{| class="infobox" align="left" width="25%" style="border:2px solid #009900; margin:0 1em 1em 0; padding:0 1em 1em 0; vertical-align:left; font-size:85%;"
|colspan="2" align="center"|{{خلفية نص|#008000|'''[[أبو بكر الصديق]]'''}}
|-
|colspan="2" align="center"|سنتان و3 أشهر
|-
|colspan="2" align="center"|{{خلفية نص|#008000|'''[[عمر بن الخطاب]]'''}}
|-
|colspan="2" align="center"|10 سنوات و6 أشهر
|-
|colspan="2" align="center"|{{خلفية نص|#008000|'''[[عثمان بن عفان]]'''}}
|-
|colspan="2" align="center"|12 سنة
|-
|colspan="2" align="center"|{{خلفية نص|#008000|'''[[علي بن أبي طالب]]'''}}
|-
|colspan="2" align="center"|4 سنوات و9 أشهر
|-
|colspan="2" align="center"|{{خلفية نص|#ff0000|'''الحسن بن علي بن أبي طالب'''}}
|-
|colspan="2" align="center"|6 أشهر
|-
|colspan="2" align="center"|'''المجموع'''
|-
|colspan="2" align="center"|30 سنة
|-
|}
استمر الحسن بعد بيعته [[خليفة]] على [[الحجاز]] و[[تاريخ اليمن الإسلامي#عصر الخلافة الراشدة|اليمن]] و[[تاريخ العراق#الخلافة الراشدة|العراق]] و[[خراسان الكبرى|خراسان]] وغير ذلك نحو سبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل ستة أشهر. ويعتقد [[أهل السنة والجماعة]] أن خلافة الحسن بن علي كانت خلافة حقة وأنها جزء مكمل لخلافة النبوة ([[الخلافة الراشدة|خلافة راشدة]]) التي أخبر [[محمد|النبي محمد]] أن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكًا، فقد روى [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] بإسناده إلى [[سفينة مولى النبي محمد|سفينة مولى النبي]] قال: {{اقتباس مضمن|قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الخِلاَفَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو عيسى محمد الترمذي]] (المتوفى في سنة 279هـ)|مؤلف2=تحقيق:بشار عواد معروف|عنوان=الجامع الكبير - سنن الترمذي، الجزء الرابع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-7895#page-4242|صفحة=73|سنة=1998م|طبعة=|ناشر=دار الغرب الإسلامي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190427153424/http://shamela.ws/browse.php/book-7895 | تاريخ أرشيف = 27 أبريل 2019}}</ref> وقد علق [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] على هذا الحديث فقال: {{اقتباس مضمن|وَإِنَّمَا كَمَلَتِ الثَّلَاثُونَ بِخِلَافَةِ الْحَسَنِ بن على، فَإِنَّهُ نَزَلَ عَنِ الْخِلَافَةِ لِمُعَاوِيَةَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَذَلِكَ كَمَالُ ثَلَاثِينَ سَنَةً مِنْ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهَذَا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما.}}<ref name="ابن كثير-8-18">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708#page-2498|صفحة=18|سنة=1424هـ/2003م|طبعة=1497هـ/1986م|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190507165613/http://shamela.ws/browse.php/book-23708 | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2019}}</ref> وبذلك يكون الحسن [[الخلافة الراشدة#عهد الحسن بن عليّ (41هـ/661م) ونهاية العصر الراشدي|خامس الخلفاء الراشدين]]<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو العباس القلقشندي|أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي]] (المتوفى في سنة 821هـ)|مؤلف2=عبد الستار أحمد فراج|عنوان=كتاب مآثر الإنافة في معالم الخلافة، الجزء الأول. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-8460/page-106|صفحة=105|سنة=1985م|طبعة=الثانية|ناشر=مكتبة مطبعة حكومة الكويت|مكان=الكويت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064342/http://shamela.ws/browse.php/book-8460/page-106 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> فلم يكن في الثلاثين سنة بعد وفاة النبي إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن. وقد قرر جمع من علماء [[أهل السنة والجماعة]] عند شرحهم لقول النبي: {{اقتباس مضمن|الخِلاَفَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً.}} أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بن علي بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها. ومن هؤلاء العلماء: "[[أبو بكر بن العربي]]" و"[[القاضي عياض]]" و"[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]" و"[[ابن أبي العز]]"، و"[[محمد عبد الرؤوف المناوي]]".<ref name="ناصر-744" />

=== إدارة الدولة ===
كانت الظروف التي أعقبت وفاة [[علي بن أبي طالب]] صعبة ومعقدة، إذ ما زالت الحرب قائمة مع [[معاوية بن أبي سفيان]]، وفي هذه الظروف بايع أهل [[الكوفة]] الحسن بن علي بالخلافة في سنة [[40 هـ|40هـ]] الموافقة لسنة [[661]]م، ولذلك لم يكن لدى الحسن متسع من الوقت لإجراء تغييرات إدارية، أو تغيير [[وال (لقب)|للولاة]]، فأقر عمال أبيه على ولاياتهم، عدا [[الكوفة]]، فقد ولى عليها [[المغيرة بن نوفل|المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب]]<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[البلاذري|أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري]]. (المتوفى في سنة 279هـ)|مؤلف2=تحقيق: سهيل زكار، ورياض الزركلي|عنوان=جمل من أنساب الأشراف، الجزء الرابع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1655#page-1656|صفحة=297|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063804/http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1655 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]]. المتوفى في سنة (1111هـ)|عنوان=كتاب بحار الأنوار الجزء 44. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_53|صفحة=51|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=مؤسسة الوفاء|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190530141250/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_53 | تاريخ أرشيف = 30 مايو 2019}}</ref> بعدما سار إلى [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] بدلًا من واليها السابق "هانئ بن هوذة النخعي".<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[خليفة بن خياط|أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري البصري]]. (المتوفى في سنة 240هـ)|مؤلف2=تحقيق: أكرم ضياء العمري|عنوان=تاريخ خليفة بن خياط. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6615#page-154|صفحة=202|سنة=1397هـ|طبعة=الثانية|ناشر=دار القلم، مؤسسة الرسالة|مكان=دمشق-بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190502203749/http://shamela.ws/browse.php/book-6615 | تاريخ أرشيف = 2 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[إبراهيم الثقفي|إبراهيم بن محمد الثقفي]]. المتوفى في سنة (283هـ)|مؤلف2=تحقيق: جلال الدين الحسيني الأرموي|عنوان=كتاب الغارات، الجزء الأول. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1270_الغارات-إبراهيم-بن-محمد-الثقفي-ج-١/الصفحة_125|صفحة=18|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807064053/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1270_الغارات-إبراهيم-بن-محمد-الثقفي-ج-١/الصفحة_125 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> أما على [[المدائن]] فقد استمر [[سعد بن مسعود الثقفي]] عاملًا عليها، وقد كان عاملًا للخليفة [[علي بن أبي طالب]] على ذات المدينة، وقد استبقاه الحسن إبان خلافته واستمر يشغل منصبه إلى نهاية عهد الحسن وتنازله ل[[معاوية بن أبي سفيان]].<ref name="ابن كثير-14">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708#page-2496|صفحة=14|سنة=1407هـ/1986م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190507165613/http://shamela.ws/browse.php/book-23708 | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2019}}</ref>

أما على [[البصرة]] فقد جاء في بعض الروايات بأن [[عبد الله بن عباس|عبد الله بن عباس بن عبد المطلب]] كان واليًا عليها من قبل الخليفة [[علي بن أبي طالب]] وبقي عليها لغاية عقد الصلح مع [[معاوية بن أبي سفيان]]، ثم خرج من البصرة معتزلًا السياسة قاصدًا [[مكة|مكة المكرمة]] وتفرغ للعلم والتعليم. وتذكر بعض الروايات الأخرى أنه خرج من البصرة وذهب إلى مكة بعد مقتل علي. وقد قال [[ابن الأثير الجزري]] أن هذه الرواية الثانية أصح وإنما كان الذي شهد صلح الحسن [[عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب|عبيد الله بن عباس]] وليس عبد الله. وقد قام [[عبد الله بن عباس]] باستخلاف "[[عبد الله بن الحارث بن نوفل]]" على البصرة ومضى إلى [[الحجاز]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي]]. المتوفى في سنة (630هـ)|مؤلف2=تحقيق: عمر عبد السلام تدمري|عنوان=الكامل في التاريخ، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-21712#page-1424|صفحة=735|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتاب العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190531121246/http://shamela.ws/browse.php/book-21712 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر العسقلاني|أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني]]. المتوفى في سنة (852هـ)|مؤلف2=تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض|عنوان=كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، الجزء الرابع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-1872|صفحة=129|سنة=1415هـ|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063729/http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-1872 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref>

أما ولاية [[فارس]] فقد كانت ل[[زياد بن أبيه]]، وقد كان [[علي بن أبي طالب]] قد بعثه إليها لتأديب بعض المتمردين، فظفر بهم وتمكن من القضاء عليهم، ثم ولاه بعد ذلك عليها لغاية عقد الصلح مع [[معاوية بن أبي سفيان]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[المسعودي|أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي]]. المتوفى في سنة (346هـ)|مؤلف2=تحقيق: كمال حسن مرعي|عنوان=مروج الذهب ومعادن الجوهر، الجزء الثالث.|مسار=https://archive.org/stream/JASIMSMARTHDD_GMAIL_20171009_1020/مروج%20الذهب%20للمسعودي%20الجزء%20الثالث#page/n13|صفحة=14-15|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=المكتبة العصرية|مكان=صيدا-بيروت (لبنان)}}</ref> كما قام الحسن بإبقاء العمال أنفسهم الذين كانوا يعملون لوالده، فقد استبقى عبيد الله بن رافع كاتبًا،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محي الدين بن عربي|محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي]]. المتوفى في سنة (638هـ)|عنوان=محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار، المجلد الأول.|مسار=https://archive.org/stream/mohadaratabrar#page/n61|صفحة=66|سنة=1388هـ/1968م|طبعة=|ناشر=دار اليقظة العربية|مكان=دمشق-سوريا| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163052/https://archive.org/stream/mohadaratabrar | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> واستبقى [[شريح القاضي|شريح بن الحارث]] قاضي الكوفة،<ref name="الكازروني-مختصر التاريخ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ظهير الدين الكازروني|ظهير الدين علي بن محمد البغدادي الكازروني]]. المتوفى في سنة (697هـ)|مؤلف2=تحقيق: مصطفى جواد|عنوان=مختصر التاريخ من أول الزمان إلى منتهى دولة بني العباس|مسار=https://web.archive.org/web/20180808075337/http://bayanelislam.net/books/upload/A02985.pdf|صفحة=77: 80|سنة=1390هـ/1970م|طبعة=|ناشر=المؤسسة العامة للصحافة والطباعة. مطبعة الحكومة|مكان=بغداد-العراق}}</ref> وأبقى [[معقل بن قيس الرياحي]] على الشرطة. ولم يستحجب [[حاجب (لقب)|حاجبًا]].<ref name="الكازروني-مختصر التاريخ" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n300|صفحة=300-301|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>

{| class="wikitable " border="1" style="background-color:white; text-align:center;width:100%;"
|-
|+ عماله
! الوظيفة
! الاسم
|-
| والي الكوفة
| "هانئ بن هوذة النخعي" <br />[[المغيرة بن نوفل]]
|-
| والي المدائن
| [[سعد بن مسعود الثقفي]]
|-
| والي البصرة
| [[عبد الله بن الحارث بن نوفل]]
|-
| والي فارس
| [[زياد بن أبيه]]
|-
| الكاتب
| [[عبيد الله بن أبي رافع]]
|-
| قاضي الكوفة
| [[شريح القاضي|شريح بن الحارث]]
|-
| صاحب الشرطة
| [[معقل بن قيس الرياحي]]
|-
| إمارة أذربيجان<ref name="ابن كثير-14"/>
| [[قيس بن سعد بن عبادة]]<br />[[عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب]]
|-
| قائد [[شرطة الخميس]]
| [[قيس بن سعد بن عبادة]]
|}

== التنازل عن الخلافة والصلح مع معاوية ==
{{مفصلة|عام الجماعة|معاوية بن أبي سفيان}}

=== نُبوءة الصلح ===
{{أهل السنة}}
يؤمن [[أهل السنة والجماعة]] بأن [[محمد|النبي محمد]] قد بشر وتنبأ بأن الحسن سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين قبل حصول هذا الأمر بسنوات بعيدة، فقد ورد في ذلك [[حديث نبوي]] رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] في [[صحيح البخاري|صحيحه]] عن [[الحسن البصري]] قال: {{اقتباس مضمن|وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، جَاءَ الحَسَنُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».}}<ref name="البخاري-56">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن إسماعيل البخاري|محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي]]. (المتوفى في سنة 256هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر|عنوان=الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري، الجزء التاسع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1681#page-11856|صفحة=56|سنة=1422هـ/2002|طبعة=الأولى|ناشر=دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي).|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190510040620/http://shamela.ws/browse.php/book-1681 | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2019}}</ref> وجاء الحديث لدى [[أحمد بن حنبل]] في [[مسند أحمد|مسنده]] عن [[الحسن البصري]] قال: {{اقتباس مضمن|سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَحَسَنٌ مَعَهُ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أحمد بن حنبل|أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني]]. (المتوفى في سنة 241هـ)|مؤلف2=تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون|عنوان=مسند الإمام أحمد بن حنبل، الجزء الرابع والثلاثون. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-25794#page-16808|صفحة=33-34|سنة=1421هـ/2001|طبعة=الأولى|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190531172526/http://shamela.ws/browse.php/book-25794 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2019}}</ref> فتشير المصادر إلى أن حديث الرسول هذا هو ما دفع الحسن إلى الإقدام على الصلح، وأن هذه النبوءة قد كانت هي الموجهة للحسن في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته، وأنها حلت في قرارة نفسه، واعتبرها كوصية من الرسول.<ref name="الندوي-198">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو الحسن الندوي|أبو الحسن علي الحسني الندوي]]. (المتوفى في سنة 1420هـ)|عنوان=المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه.|مسار=https://archive.org/stream/WAQ30284/30284#page/n197|صفحة=198|سنة=1409هـ/1989|طبعة=الأولى|ناشر=دار القلم|مكان=دمشق-سوريا| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163047/https://archive.org/stream/WAQ30284/30284 | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref>

=== التمهيد للصلح ثم محاولة اغتياله ===
تنص مصادر [[أهل السنة والجماعة]] على أن الروايات التي نقلت شرط الحسن بالمسالمة تفيد بابتدائه في التمهيد للصلح مع [[معاوية بن أبي سفيان]] فور استخلافه، وذلك تحقيقًا لنبوءة [[محمد|النبي]]. فتشير الروايات على أن الحسن قد قام فور استخلافه بوضع شرط لقبوله مبايعة أهل العراق له وهو أن يقوموا بمسالمة من يسالم ويحاربوا من يحارب، فعن [[ميمون بن مهران]]، قال: {{اقتباس مضمن|إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين. بايعهم على الإمرة. وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه. ويرضوا بما رضي به.}}<ref name="ابن سعد-317"/> ويقول خالد بن مضرب، قال: {{اقتباس مضمن|سمعت الحسن بن علي يقول: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم. قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت.}}<ref name="ابن سعد-286"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n355|صفحة=356-357|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=102|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار  الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref>

وقد نقل [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في [[كتاب الطبقات الكبير|طبقاته]] رواية تذكر أن [[معاوية بن أبي سفيان]] بعث إلى الحسن بعد وفاة علي فأصلح الذي بينهما سرًا. يقول [[عمرو بن دينار]]: {{اقتباس مضمن|أن معاوية كان يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة. فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلح الذي بينه وبينه سرًا وأعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث والحسن حي ليسمينه وليجعلن هذا الأمر إليه.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-214|صفحة=323|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref>

بعد أن كشف الحسن عن نيته في الصلح مع معاوية وقعت محاولة لاغتياله، وتنص المصادر أن هذه المحاولة قد جرت بعد استخلافه بقليل، وهو ما أشارت إليه أكثر من رواية، فقد أخرج [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في [[كتاب الطبقات الكبير|طبقاته]] من طريق أبي جميلة الطهوي، قال: {{اقتباس مضمن|أن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي. فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر. وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد- وحسن ساجد، قال حصين: وعمي أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرًا ثم برئ. فقعد على المنبر فقال: «يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم [[أهل البيت]] الذين قال الله: {{قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} قال: فما زال يقول ذاك حتى ما يرى أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاء.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-222|صفحة=330-331|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=102-103|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار  الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref>

=== المسير نحو المدائن ===
'''''نظرة أهل السنة والجماعة'''''

تنص مصادر [[أهل السنة والجماعة]] على أن أهل العراق قد دفعوا الحسن إلى الخروج لقتال أهل [[بلاد الشام|الشام]] من غير رغبة منه، فخرج الحسن بجيش العراق من [[الكوفة]] إلى [[المدائن]]، وأرسل القوة الضاربة من الجيش وهي "[[شرطة الخميس]]" إلى "مسكن" بقيادة [[قيس بن سعد بن عبادة]]. وقد أشار [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في طبقاته إلى ذلك في الرواية التي أخرجها من طريق [[عامر الشعبي|الشعبي]]، قال: {{اقتباس مضمن|بايع أهل العراق بعد [[علي بن أبي طالب]] الحسن بن علي، ثم قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم. فإنا نرجو أن يمكن الله منهم. فسار الحسن إلى أهل الشام. وجعل على مقدمته [[قيس بن سعد بن عبادة]]. في اثني عشر ألفا، وكانوا يسمون شرطة الخميس.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-210|صفحة=319-320-321|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref> ومن خلال هذه الرواية السابقة يتضح أن أهل العراق هم الذين دفعوا الحسن إلى الخروج لقتال أهل الشام من غير رغبة منه، وهذا الأمر قد أشار إليه [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] بقوله: {{اقتباس مضمن|وَلَمْ يَكُنْ فِي نِيَّةِ الْحَسَنِ أَنْ يُقَاتِلَ أَحَدًا، وَلَكِنْ غَلَبُوهُ عَلَى رَأْيِهِ، فَاجْتَمَعُوا اجْتِمَاعًا عَظِيمًا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، فَأَمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَارَ هُوَ بِالْجُيُوشِ فِي إِثْرِهِ قَاصِدًا بِلَادَ الشَّامِ، لِيُقَاتِلَ مُعَاوِيَةَ وَأَهْلَ الشَّامِ فَلَمَّا اجْتَازَ بِالْمَدَائِنِ نَزَلَهَا وَقَدَّمَ الْمُقَدِّمَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ.}}<ref name="ابن كثير-14"/> رجح بعض الباحثين مثل "خالد بن محمد الغيث" أن تاريخ خروج الحسن من الكوفة في شهر [[صفر (شهر)|صفر]] من سنة [[41 هـ|41هـ]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=103-104-105|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref> تشير بعض المصادر السنية إلى أن الحسن قد أظهر حنكة كبيرة قد دلت على دهائه عندما لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليمه الأمر، نظرًا لطبيعة أهل العراق الذين كان معهم، وليقيم عليهم الدليل ويثبت صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه. فوافقهم على المسير لحرب معاوية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد الشافي محمد عبد اللطيف|عنوان=كتاب العالم الإسلامي في العصر الأموي (41 - 132هـ / 661 - 750م) دراسة سياسية.|مسار=https://ia800504.us.archive.org/1/items/drmv6/drmv6.pdf|صفحة=95|سنة=1429هـ/2008م|طبعة=الأولى|ناشر=دار السلام|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-342-587-8| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215170159/https://ia800504.us.archive.org/1/items/drmv6/drmv6.pdf | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> بعد أن وصل خبر خروج الحسن إلى [[المدائن]] خرج [[معاوية بن أبي سفيان]] بأهل [[بلاد الشام|الشام]] إلى العراق حتى نزل [[منبج|جسر منبج]]، فأقبل من جسر منبج إلى "مسكن" في خمسة أيام ودخل في اليوم السادس.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=106-107|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref>

'''''نظرة الشيعة'''''

تنص المصادر الشيعية أن [[معاوية بن أبي سفيان]] لما بلغته بيعة الحسن، دس رجلًا من في [[الكوفة]]، ورجلًا آخر في [[البصرة]] ليكتبا له بالأخبار ويفسدا على الحسن الأمور. فعرف الحسن بأمرهما وأمر بضرب عنقهما. فوقعت بعد هذه الحادثة بين الحسن ومعاوية مراسلات واحتجاجات ادعى فيها كلاهمها الأولوية بالخلافة. وأرسل الحسن في أحد كتبه إلى معاوية يدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس وأن يدع البغي ويحقن دماء المسلمين، ويهدده إن أبى بالقتال.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو الفرج الأصفهاني]] (المتوفى في سنة 356هـ)|مؤلف2=تحقيق: كاظم المظفر|عنوان=مقاتل الطالبيين. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1277_مقاتل-الطالبيين-أبو-الفرج-الأصفهانى/الصفحة_52|صفحة=36|سنة=1385هـ/1965م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814170228/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1277_مقاتل-الطالبيين-أبو-الفرج-الأصفهانى/الصفحة_52 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> إلا أن معاوية رد بالرفض على عروض الحسن بالدخول في البيعة وأدعى أنه أولى بالخلافة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_42|صفحة=40|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190512202717/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_42 | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2019}}</ref> وانتهت هذه المراسلات بمسير معاوية نحو العراق ليغلبَ عليه، فلما بلغ "جسر منبج" تحرك الحسن وبعث [[حجر بن عدي]]، فأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه، ثم خف معه أخلاط الناس، بعضهم شيعة له ولأبيه، وبعضهم من الخوارج، وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم، وغيرهم. وسار الحسن حتى نزل [[مظلم ساباط|ساباط]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_9#top|صفحة=9: 11|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190425012143/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_9 | تاريخ أرشيف = 25 أبريل 2019}}</ref>

=== تبادل الرسل ووقوع الصلح ===
تنقل مصادر [[أهل السنة والجماعة]] حديث [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] في [[صحيح البخاري|صحيحه]] عند الحديث عن تبادل الرسل بين الحسن ومعاوية ووقوع الصلح بينهما، يقول [[الحسن البصري]]:<ref name="البخاري-186">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن إسماعيل البخاري|محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي]]. (المتوفى في سنة 256هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر|عنوان=الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1681#page-4782|صفحة=186|سنة=1422هـ/2002|طبعة=الأولى|ناشر=دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي).|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190510040620/http://shamela.ws/browse.php/book-1681 | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2019}}</ref> {{اقتباس خاص|اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الجِبَالِ، فَقَالَ [[عمرو بن العاص|عَمْرُو بْنُ العَاصِ]]: إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لاَ تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ: أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ، وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: [[عبد الرحمن بن سمرة|عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ]]، وَ[[عبد الله بن عامر بن كريز|عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ]]، [[معاوية بن أبي سفيان|فَقَالَ]]: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَاعْرِضَا عَلَيْهِ، وَقُولاَ لَهُ: وَاطْلُبَا إِلَيْهِ، فَأَتَيَاهُ، فَدَخَلاَ عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا، وَقَالاَ لَهُ: فَطَلَبَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ المُطَّلِبِ، قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا المَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا، قَالاَ: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا، وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ: فَمَنْ لِي بِهَذَا، قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَصَالَحَهُ، فَقَالَ [[الحسن البصري|الحَسَنُ]]: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّمَا ثَبَتَ لَنَا سَمَاعُ الحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ، بِهَذَا الحَدِيثِ".}}

=== محاولة اغتياله وموقف جيشه وقادته ===
[[ملف:Sabat in Kuwait.jpg|تصغير|الساباط وهو سقيفة بين دارين من تحتها طريق نافذ، وهو لفظ ما زال مستخدمًا في جنوب [[العراق]] و[[الكويت]]، الصورة لساباط بالكويت.]]
بعد نجاح مفاوضات الصلح بين الحسن ومعاوية، شرع الحسن في تهيئة نفوس أتباعه على تقبل الصلح الذي تم، فقام فيهم خطيبًا ليبين لهم ما تم بينه وبين معاوية، وقد أورد [[البلاذري]] الخطبة التي ألقاها، قال الحسن: {{اقتباس مضمن|إني أرجو أن أكون أنصح خلف لخلقه، وما أنا محتمل عَلَى أحد ضغينة وَلا حقدًا، وَلا مريد بِهِ غائلة وَلا سوءً، ألا وإن مَا تكرهون فِي الجماعة خير لكم مما تحبون فِي الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيرًا من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمري وَلا تردوا علي، غفر اللَّه لي ولكم.}} وفيما هو يخطب هجم عليه بعض معسكره محاولين قتله بعد أن اتهموه بالضعف لعزمه على صلح معاوية، وشدوا على فسفاطه، فدخلوه، وانتزعوا مصلاه من تحته، وانتهبوا ثيابه. ثم شد عليه "عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي" فنَزَعَ رداءَهُ عن عاتقه، فبقي متقلدًا سيفه فدهش، ثم رجع ذهنه، فركب فرسه، وأطاف به الناس، فبعضهم يعجزه ويضعفه، وبعضهم بنحي أولئك عنه، ويمنعهم منه، وانطلق رجل يقال له "الجراح بن سنان الأسدي" وكان يرى رأي ال[[خوارج]] فانتظر الحسن في "[[مظلم ساباط]]"، فقعد له ينتظره، فلما مر الحسن، ودنا من دابته فأخذ [[لجام|بلجامها]]، ثم أخرج [[معول|معولًا]] كان معه، وقال: «أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل.» وطعنه بالمعول في أصل فخذه، فشق في فخذه شقًا كاد يصل إلى العظم، وضرب الحسن وجهه، ثم اعتنقا وخرا إلى الأرض، ثم سارع "عبد الله بن الخضل الطائي" فنزع المعول من يده، وقام "ظبيان بن عمارة التميمي" بقتل الجراح. وحُمل الحسن إلى [[المدائن]]، ثم أتى [[سعد بن مسعود الثقفي]] عامل الحسن على المدائن بطبيب وقام عليه حتى برئ وحوله إلى القصر الأبيض بالمدائن.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[البلاذري|أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري]]. (المتوفى في سنة 279هـ)|مؤلف2=تحقيق: سهيل زكار، ورياض الزركلي|عنوان=جمل من أنساب الأشراف، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1103|صفحة=34: 36|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180813044509/http://shamela.ws/browse.php/book-9773/page-1103 | تاريخ أرشيف = 13 أغسطس 2018}}</ref> وقد أورد هذه الرواية [[أبو حنيفة الدينوري]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو حنيفة الدينوري|أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري]]. (المتوفى في سنة 282هـ)|مؤلف2=تحقيق: عبد المنعم عامر|عنوان=كتاب الأخبار الطوال. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9760#page-217|صفحة=217|سنة=1960م|طبعة=الأولى|ناشر=دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه|مكان=القاهرة-مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190502190849/http://shamela.ws/browse.php/book-9760 | تاريخ أرشيف = 2 مايو 2019}}</ref> وقد أوردت الكتب الشيعية هذه الرواية بنحو رواية البلاذري فأوردها [[أبو الفرج الأصفهاني]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو الفرج الأصفهاني]] (المتوفى في سنة 356هـ)|مؤلف2=تحقيق: السيد أحمد صقر|عنوان=مقاتل الطالبيين. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12404#page-68|صفحة=71-72|سنة=|طبعة=|ناشر=دار المعرفة|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423080255/http://shamela.ws/browse.php/book-12404 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref> و[[الشيخ المفيد]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_11|صفحة=11-12|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190503050735/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_11 | تاريخ أرشيف = 3 مايو 2019}}</ref>

أما موقف الحسن تجاه ما حصل له في معكسره، فقد أخرج [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] في [[كتاب الطبقات الكبير|طبقاته]] عن "هلال بن خباب"، قال: {{اقتباس مضمن|جمع الحسن بن علي رؤوس أصحابه في قصر المدائن. فقال: يا أهل العراق لو لم تَذْهَلْ نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لَذَهَلْتُ: مقتلكم أبي. ومطعنكم بغلتي. وانتهابكم ثقلي أو قال: ردائي عن عاتقي. وإنكم قد بايعتموني أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا. قال: ثم نزل فدخل القصر.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-215|صفحة=324-324|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=112: 116|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref>

وأما موقف [[شرطة الخميس]] وهم مقدمة جيش العراق من الصلح فقد أخرجه [[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|الحاكم]] في [[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|مستدركه]] عن أبي الغريف، قال: {{اقتباس مضمن|كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا تَقْطُرُ أَسْيَافُنَا مِنَ الْحِدَّةِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ، وَعَلَيْنَا أَبُو الْعُمُرِطَهْ، فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْحَرَدِ وَالْغَيْظِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا يُكَنَّى أَبَا عَامِرٍ سُفْيَانُ بْنُ اللَّيْلِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: «لَا تَقُلْ ذَاكَ يَا أَبَا عَامِرٍ، لَمْ أَذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُمْ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ».}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري]] (المتوفى في سنة 405هـ).|مؤلف2=تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا|عنوان=كتاب المستدرك على الصحيحين، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-2266#page-5113|صفحة=192|سنة=1411هـ/1990م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190510024526/http://shamela.ws/browse.php/book-2266 | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2019}}</ref>

أما موقف [[قيس بن سعد بن عبادة]] أمير مقدمة جيش الحسن من الصلح، فتشير المصادر أنه تردد في الدخول فيه، واعتزل بمن أطاعه من جيشه مدة، ثم دخل في الصلح وبايع [[معاوية بن أبي سفيان]] بعد مراجعته للأمر.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|مؤلف2=|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708#page-2501|صفحة=19|سنة=1424هـ/2003م|طبعة=1497هـ/1986م|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190507165613/http://shamela.ws/browse.php/book-23708 | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2019}}</ref>

وأما مواقف أمراء [[علي بن أبي طالب]] من الصلح فقد اتسمت بالتباين والتفاوت، حيث قبله بعضهم وكرهه بعضهم الآخر. فكان موقف [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]] القبول والاستحسان، وأما [[زياد بن أبيه]] و[[قيس بن سعد بن عبادة]] فقد كان بالرفض ثم القبول، وهناك فريق ثالث دخل الصلح وهو له كاره، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم يرى أن الصلح ملزم له في ظل حياة الحسن فقط ويمثل هؤلاء [[حجر بن عدي]]، وقسم يرى أن الصلح ملزم له في ظل حياة الحسن و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، أو الآخر موتًا منهما، ويمثل هؤلاء [[الحسين بن علي]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n368|صفحة=368|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>

=== تسليم الأمر لمعاوية ===
'''''نظرة أهل السنة والجماعة'''''

تنص مصادر أهل السنة والجماعة على أن الحسن قد ترك [[المدائن]] وسار إلى [[الكوفة]] بعد أن نجى من محاولة الاغتيال الأخيرة في معسكره، ولما أراد المسير أتاه [[عبد الرحمن بن سمرة]] و[[عبد الله بن عامر بن كريز]] بكتاب الصلح [[الحسن بن علي بن أبي طالب#تبادل الرسل ووقوع الصلح|كما أُسلف]]. وبعد ذلك سار معاوية من "مسكن" إلى "النخيلة"، ثم خرج الحسن من الكوفة إلى النخيلة لمقابلة معاوية وتسليم الأمر له. أخرج [[الطبراني]] في [[المعجم الكبير|معجمه الكبير]] عن [[عامر الشعبي|الشعبي]]، قال: {{اقتباس مضمن|شهدت الحسن بن علي رضي الله عنه بالنخيلة حين صالحه معاوية رضي الله عنه، فقال له معاوية: إذا كان ذا فقم فتكلم، وأخبر الناس أنك قد سلمت هذا الأمر لي. وربما قال سفيان: أخبر الناس بهذا الأمر الذي تركته لي. فقام فخطب على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه -قال الشعبي: وأنا أسمع- ثم قال: "أما بعد، فإن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة، وحقن دمائهم، أو يكون حقًا كان لامرئ أحق به مني، ففعلت ذلك، {{قرآن|وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}}.}}<ref name="الطبراني-26"/>

كذلك أخرج رواية البيعة [[أحمد بن حنبل]] من طريق [[أنس بن سيرين الأنصاري|أنس بن سيرين]]، قال: {{اقتباس مضمن|قال الحسن بن علي يوم كلم معاوية: "ما بين [[جابلق وجابرس|جابرس وجابلق]]: رجل جده نبي غيري وإني رأيت أن أصلح بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكنت أحقهم بذاك، ألا إنا قد بايعنا معاوية ولا أدري {{قرآن|لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}}".}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أحمد بن حنبل|أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني]]. (المتوفى في سنة 241هـ)|مؤلف2=تحقيق: وصي الله محمد عباس|عنوان=كتاب فضائل الصحابة، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-13136#page-1334|صفحة=269|سنة=1403هـ/1983|طبعة=الأولى|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190518142723/http://shamela.ws/browse.php/book-13136 | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2019}}</ref>

وأخرج [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] رواية البيعة من طريق [[عمرو بن دينار]]، وفيها: {{اقتباس مضمن|فقام الحسن فقال: يا أيها الناس إني كنت أكره الناس لأول هذا الحديث وأنا أصلحت آخره لذي حق أديت إليه حقه أحق به مني. أو حق جدت به لصلاح أمة محمد وإن الله قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك أو لشر يعلمه فيك {{قرآن|وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ}} ثم نزل.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]. المتوفى في سنة (230هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد بن صامل السلمي|عنوان=الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الخامسة في من قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أحداث الأسنان]. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1689#page-222|صفحة=331-332|سنة=1414هـ/1993م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190423075103/http://shamela.ws/browse.php/book-1689 | تاريخ أرشيف = 23 أبريل 2019}}</ref> بعد ذلك جاء الحسن ب[[قيس بن سعد بن عبادة]] ليبايع معاوية، فبايعه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=خالد بن محمد الغيث|عنوان=كتاب مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري، رسالة نقدية مقارنة|مسار=https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf|صفحة=116: 124|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الأندلس الخضراء|مكان=جدة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180811134009/https://books.islamway.net/1/204/549_merwiatmawia_alghith.pdf | تاريخ أرشيف = 11 أغسطس 2018}}</ref>

'''''نظرة الشيعة'''''

يقول [[الشيخ المفيد]] بعد أن ذكر محاولة اغتيال الحسن: {{اقتباس مضمن|وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة له في السر، واستحثوه على السير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن عليه السلام إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به، وبلغ الحسن ذلك. وورد عليه كتاب قيس بن سعد رضي الله عنه وكان قد أنفذه مع عبيد الله بن العباس عند مسيره من الكوفة، ليلقى معاوية فيرده عن العراق، وجعله أميرا على الجماعة وقال: "إن أصبت فالأمير [[قيس بن سعد بن عبادة|قيس بن سعد]]"، فوصل كتاب ابن سعد يخبره أنهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها الحبونية بإزاء مسكن، وأن معاوية أرسل إلى [[عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب|عبيد الله بن العباس]] يرغبه في المصير إليه، وضمن له ألف ألف درهم، يعجل له منها النصف، ويعطيه النصف الآخر عند دخوله الكوفة، فانسل عبيد الله بن العباس في الليل إلى معسكر معاوية في خاصته، وأصبح الناس قد فقدوا أميرهم، فصلى بهم قيس رضي الله عنه ونظر في أمورهم. فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام بخذلان القوم له، وفساد نيات المحكمة فيه بما أظهروه له من السب والتكفير واستحلال دمه ونهب أمواله، ولم يبق معه من يأمن غوائله إلا خاصة من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، وهم جماعة لا تقوم لأجناد الشام. فكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح، وأنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه إليه، واشترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطا كثيرة وعقد له عقودا كان في الوفاء بها مصالح شاملة، فلم يثق به الحسن عليه السلام وعلم احتياله بذلك واغتياله، غير أنه لم يجد بدا من إجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وإنفاذ الهدنة}}، ثم يقول: {{اقتباس مضمن|فلقا استتمت الهدنة على ذلك، سار معاوية حتى نزل بالنخيلة، وكان ذلك يوم جمعة فصلى بالناس ضحى النهار.}}، ثم ذكر الخطبة وما جرى فيها.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_12#top|صفحة=12: 15|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190607035510/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_12 | تاريخ أرشيف = 7 يونيو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بهاء الدين الإربلي|ابن أبي الفتح الإربلي]]. المتوفى في سنة (693هـ)|عنوان=كتاب كشف الغمة، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3708_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٢/الصفحة_0?pageno=163#top|صفحة=163|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814001722/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3708_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٢/الصفحة_0?pageno=163 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref>

=== شروط الصلح ===
تنص المصادر السنية والشيعية على نفس أسباب الصلح، وقد ذكر [[ابن حجر الهيتمي]] صورة كتاب الصلح بين الحسن ومعاوية على النحو الآتي:<ref name="ابن حجر الهيتمي">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر الهيتمي]]. (المتوفى في سنة 974هـ)|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الله التركي - كامل محمد الخراط|عنوان=الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6544/page-385|صفحة=399|سنة=1417هـ/1997|طبعة=الأولى|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180813145616/http://shamela.ws/browse.php/book-6544/page-385 | تاريخ أرشيف = 13 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[عباس القمي]]|عنوان=كتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، الجزء الأول.|مسار=http://dl.aldhiaa.com/arabic/derasie-anel-masomin/منتهى%20الآمال،%20في%20تواريخ%20النبي%20والآل%20-%20الشيخ%20عباس%20القمي%20-%20ج1.pdf|صفحة=321|سنة=1432هـ/2011م|طبعة=الثالثة|ناشر=دار المصطفى العلمية|مكان=بيروت لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814170146/http://dl.aldhiaa.com/arabic/derasie-anel-masomin/منتهى%20الآمال،%20في%20تواريخ%20النبي%20والآل%20-%20الشيخ%20عباس%20القمي%20-%20ج1.pdf | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_67|صفحة=65|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524015003/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_67 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بهاء الدين الإربلي|ابن أبي الفتح الإربلي]]. المتوفى في سنة (693هـ)|عنوان=كتاب كشف الغمة، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3708_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٢/الصفحة_193|صفحة=193|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814170220/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3708_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٢/الصفحة_193 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref>

{{اقتباس خاص|<center>بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم</center>

هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ الْحسن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان صَالحه على:
* أَن يسلم إِلَيْهِ ولَايَة الْمُسلمين على أَن يعْمل فيهم بِكِتَاب الله تَعَالَى وَسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسيرة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين.
* وَلَيْسَ لمعاوية بن أبي سُفْيَان أَن يعْهَد إِلَى أحد من بعده عهدا بل يكون الْأَمر من بعده شُورَى بَين الْمُسلمين.
* وعَلى أَن النَّاس آمنون حَيْثُ كَانُوا من أَرض الله تَعَالَى فِي شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.
* وعَلى أَن أَصْحَاب عَليّ وشيعته آمنون على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَوْلَادهمْ حَيْثُ كَانُوا.
* وعَلى مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان بذلك عهد الله وميثاقه وَأَن لَا يَبْتَغِي لِلْحسنِ بن عَليّ وَلَا لِأَخِيهِ الْحُسَيْن وَلَا لأحد من أهل بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غائلة سرا وَلَا جَهرا وَلَا يخيف أحدا مِنْهُم فِي أفق من الْآفَاق.

أشهد عَلَيْهِ فلَان وَفُلَان بن فلَان وَكفى بِاللَّه شَهِيدًا.}}
* تنص بعض المصادر السنية والشيعية زيادة على الشروط السابقة أن الحسن اشترط على معاوية أن يترك سب [[علي بن أبي طالب]]، أو أن يترك سب علي وهو يسمع.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_14#top|صفحة=14|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190514002900/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-٢/الصفحة_14 | تاريخ أرشيف = 14 مايو 2019}}</ref><ref name="الذهبي-264">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي|شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي]]. المتوفى في سنة (748هـ)|مؤلف2=تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط|عنوان=سير أعلام النبلاء، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-10906/page-2872|صفحة=264|سنة=1405هـ/1985م|طبعة=الثانية|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814170312/http://shamela.ws/browse.php/book-10906/page-2872 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> إلا أن هذا الشرط يرفضه بعض الباحثين المتقدمين من أهل السنة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n401|صفحة=401: 409|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>
* وتشير بعض المصادر بأن معاوية كان يجري للحسن أموالًا طائلة في كل عام.<ref name="الذهبي-264"/> إلا أن هذه الروايات كُذِّبَت من قبل بعض الباحثين المتقدمين من أهل السنة والجماعة، لأنها تصور وكأن الحسن قد باع الخلافة لمعاوية، ووُصِفَت بأنها روايات غير مقبولة ولا يعتمد عليها.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب معاوية بن أبي سفيان: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq92113/92113#page/n398|صفحة=398|سنة=1429هـ/2008م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الأندلس الجديدة|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-6142-65-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001180939/http://www.archive.org/stream/waq92113/92113 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>

=== دوافع الصلح ===
{{شيعة}}
'''''نظرة أهل السنة والجماعة'''''

تنقل العديد من مصادر [[أهل السنة والجماعة]] عددًا من أقوال الحسن بن علي التي أشار فيها إلى الأسباب التي هيأته وجعلته يعقد الصلح مع معاوية. وقد جمع عدد من العلماء والباحثين القدامى والمعاصرين هذه الأقوال وجعلوها على شكل نقاط لبيان المسألة:<ref name="أبو بكر بن العربي-152">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي]]. (المتوفى في سنة 543هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد عبد القادر عطا|عنوان=كتاب أحكام القرآن لابن العربي، الجزء الرابع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1464#page-2040|صفحة=151-152|سنة=1424هـ/2003م|طبعة=الثالثة|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505225714/http://shamela.ws/browse.php/book-1464 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n370|صفحة=371: 391|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>
* '''الرغبة فيما عند الله وإرادة صلاح [[العالم الإسلامي|الأمة]] ووحدتها:''' يقول "نفير الحضرمي": {{اقتباس مضمن|قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُرِيدُ الْخِلَافَةَ؟ فَقَالَ: كَانَتْ [[جماجم العرب|جَمَاجِمُ الْعَرَبِ]] بِيَدِي، يُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ وَيُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ، فَتَرَكْتُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ.}}<ref name="ابن كثير-8-42">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء  الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2524|صفحة=42|سنة=1407هـ/1986م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180810144922/http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2524 | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2018}}</ref> وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية: {{اقتباس مضمن|وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ إِمَّا كَانَ حَقًّا لِي تَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ صَلَاحِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.}}<ref name="الطبراني-26">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الطبراني|سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني]]. المتوفى في سنة (360هـ)|مؤلف2=تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي|عنوان=المعجم الكبير، الجزء  الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1733#page-3080|صفحة=26|سنة=|طبعة=الثانية|ناشر=مكتبة ابن تيمية|مكان=القاهرة-مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190506080933/http://shamela.ws/browse.php/book-1733 | تاريخ أرشيف = 6 مايو 2019}}</ref> ويقول في أحد خطبه حول وحدة الأمة: {{اقتباس مضمن|أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة، وإني ناظر لكم كنظري لنفسي، وأرى رأيًا فلا تردوا عليَّ رأيي، إن الذين تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو حنيفة الدينوري|أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري]]. (المتوفى في سنة 282هـ)|مؤلف2=تحقيق: عبد المنعم عامر|عنوان=كتاب الأخبار الطوال.|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-9760#page-216|صفحة=216-217|سنة=1960م|طبعة=الأولى|ناشر=دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه|مكان=القاهرة-مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190502190849/http://shamela.ws/browse.php/book-9760 | تاريخ أرشيف = 2 مايو 2019}}</ref>
* '''دعوة الرسول له:''' تنص المصادر على أن قول [[محمد|النبي]] عن الحسن: {{اقتباس مضمن|ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ.}}<ref name="البخاري-56" /> قد كان هو الدافع الرئيسي لتوجه الحسن إلى الصلح، وأن هذا الحديث قد دفعه إلى التخطيط والاستعداد النفسي للصلح والتغلب على العوائق التي كانت في الطريق باعتبار هذا الحديث وصية من جده الرسول.<ref name="الندوي-198" /><ref name="أبو بكر بن العربي-152" />
* '''حقن دماء المسلمين:''' يقول الحسن: {{اقتباس مضمن|خشيت أن يجئ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ ثَمَانُونَ أَلْفًا، أو أكثر أو أقل، تَنْضَحُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، كُلُّهُمْ يَسْتَعْدِي اللَّهَ فِيمَ هُرِيقَ دَمُهُ.}}<ref name="ابن كثير-8-42"/> وقال وهو يخطب الناس ب[[المدائن]]: {{اقتباس مضمن|ألا إن أمر الله واقع إذ ليس له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن ألي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني مما يضرني فالحقوا بطيتكم.}}<ref name="تاريخ دمشق-26"/> وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية: {{اقتباس مضمن|وَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ إِمَّا كَانَ حَقًّا لِي تَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ إِرَادَةَ صَلَاحِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ.}}<ref name="الطبراني-26"/>
* '''اضطراب جيش أهل العراق والكوفة:''' يقول ابن الأثير الجزري في كتابه [[الكامل في التاريخ]]: {{اقتباس مضمن|قِيلَ لِلْحَسَنِ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: كَرِهْتُ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَوْمًا لَا يَثِقُ بِهِمْ أَحَدٌ أَبَدًا إِلَّا غُلِبَ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَافِقُ آخَرَ فِي رَأْيٍ وَلَا هَوًى، مُخْتَلِفِينَ لَا نِيَّةَ لَهُمْ فِي خَيْرٍ وَلَا شَرٍّ، لَقَدْ لَقِيَ أَبِي مِنْهُمْ أُمُورًا عِظَامًا، فَلَيْتَ شِعْرِي لِمَنْ يَصْلُحُونَ بَعْدِي، وَهِيَ أَسْرَعُ الْبِلَادِ خَرَابًا!}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي]]. المتوفى في سنة (630هـ)|مؤلف2=تحقيق: عمر عبد السلام تدمري|عنوان=الكامل في التاريخ، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-1448|صفحة=8|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=الأولى|ناشر=دار الكتاب العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180810173803/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-1448 | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2018}}</ref>
* '''أسباب أخرى:''' يقول [[أبو بكر بن العربي]]: {{اقتباس مضمن|وَعَمِلَ الْحَسَنُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِمُقْتَضَى حَالِهِ، فَإِنَّهُ صَالَحَ حِينَ اسْتَشْرَى الْأَمْرُ عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ بِأَسْبَابٍ سَمَاوِيَّةٍ، وَمَقَادِيرَ أَزَلِيَّةٍ، وَمَوَاعِيدَ مِنْ الصَّادِقِ صَادِقَةٍ، وَمِنْهَا '''مَا رَأَى مِنْ تَشَتُّتِ آرَاءِ مَنْ مَعَهُ'''، وَمِنْهَا '''أَنَّهُ طُعِنَ حِينَ خَرَجَ إلَى مُعَاوِيَةَ فَسَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ وَدَاوَى جُرْحَهُ حَتَّى بَرِئَ؛ فَعَلِمَ أَنَّ عِنْدَهُ مَنْ يُنَافِقُ عَلَيْهِ وَلَا يَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ'''. وَمِنْهَا '''أَنَّهُ رَأَى الْخَوَارِجَ أَحَاطُوا بِأَطْرَافِهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ إنْ اشْتَغَلَ بِحَرْبِ مُعَاوِيَةَ اسْتَوْلَى الْخَوَارِجُ عَلَى الْبِلَادِ، وَإِنْ اشْتَغَلَ بِالْخَوَارِجِ اسْتَوْلَى عَلَيْهَا مُعَاوِيَةُ'''.}}<ref name="أبو بكر بن العربي-152" />

''''' نظرة الشيعة '''''

تنص المصادر الشيعية على أن هناك مبررات وغايات دفعت الحسن إلى الصلح، منها:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=كريم شنان الطائي|عنوان=صلح الإمام الحسن عليه السلام والظروف الصعبة، الجزء الثالث، العدد 39|مسار=https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=119636|صفحة=445: 451|سنة=2016|ناشر=مجلة الكلية الإسلامية الجامعة|مكان=النجف-العراق| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161115042541/http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext | تاريخ أرشيف = 15 نوفمبر 2016}}</ref>
* '''حفظ حياة الحسن وشيعته:''' يقول أبو سعيد عقيصا: {{اقتباس مضمن|قلت للحسن بن علي بن أبي طالب يا بن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ؟ فقال: يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية... ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل.}}<ref name="مولد تلقائيا1" /> وينقل [[بهاء الدين الإربلي|ابن أبي الفتح الإربلي]] أن بعض الشيعة قد لاموا الحسن على بيعته فرد عليهم قائلًا: {{اقتباس مضمن|ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بهاء الدين الإربلي|ابن أبي الفتح الإربلي]]. المتوفى في سنة (693هـ)|عنوان=كتاب كشف الغمة، الجزء الثالث. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3709_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٣/الصفحة_328|صفحة=328|سنة=|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814232546/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3709_كشف-الغمة-ابن-أبي-الفتح-الإربلي-ج-٣/الصفحة_328 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> ويقول [[محمد باقر المجلسي]]: {{اقتباس مضمن|وقد أجاب عليه السلام حجر بن عدي الكندي لما قال له: سودت وجوه المؤمنين فقال عليه السلام: ما كل أحد يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك، وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_30#top|صفحة=28-29|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814232543/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_30 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref>
* '''تخاذل الناس عن مساعدته:''' ينقل [[محمد باقر المجلسي]] أن الحسن قال في أحد خطبه: {{اقتباس مضمن|لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها...}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_24|صفحة=22|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524051854/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_24 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019}}</ref> وأنه قال أيضًا: {{اقتباس مضمن|لو وجدت أعوانًا ما سلمت له الأمر، لأنه محرم على بني أمية...}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_46#top|صفحة=44-45|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814232602/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_46 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> وينقل المجلسي كذلك أن جواب الحسن على أحد المعترضين على الصلح، يقول: {{اقتباس مضمن|والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_149|صفحة=147|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190602203618/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_149 | تاريخ أرشيف = 2 يونيو 2019}}</ref>
* '''صلاح الأمة وقطع الفتنة ومنع إراقة دماء الشيعة:''' ينقل [[محمد باقر المجلسي]] قول الحسن في أحد خطبه: {{اقتباس مضمن|إن معاوية نازعني حقًا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الأمة، وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه، وقد بايعته، ورأيت أن حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم، {{قرآن|وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين}}.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_68|صفحة=66|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524010225/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_68 | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019}}</ref>

== حياته بعد الصلح ==
ترك الحسن [[الكوفة]] بعد تنازله لمعاوية ورجع بمن معه من أصحابه وبني هاشم إلى [[المدينة المنورة]] واستقر بها، وكانت زعامة بني هاشم عنده. وتنص المصادر على أن الحسن كان يقدم على [[معاوية بن أبي سفيان]] في خلافته، فقدم عليه مرة فقال له معاوية: «لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحدًا قبلك ولا أجيز بها أحدًا بعدك، فأعطاه أربع مائة ألف فقبلها.» وكان الحسن يفد كل سنة إلى معاوية فيصله بمائة ألف درهم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن عساكر|أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي]]. المتوفى في سنة (571هـ)|مؤلف2=تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي|عنوان=كتاب تاريخ دمشق، الجزء الثالث عشر. (على موقع المكتبة الشاملة)|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-71/page-5735|صفحة=166|سنة=1415هـ/1994م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814232955/http://shamela.ws/browse.php/book-71/page-5735 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> ونقل [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] أن الحسن و[[عبد الله بن الزبير]] وفدا على معاوية، فقال للحسن: «مرحبا وأهلا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم». وأمر له بثلاثمائة ألف، وقال لابن الزبير: «مرحبا وأهلا بابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.» وأمر له بمائة ألف.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي]]. المتوفى في سنة (774هـ)|عنوان=كتاب البداية والنهاية، الجزء  الثامن. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2619|صفحة=128|سنة=1407هـ/1986م|طبعة=|ناشر=دار الفكر|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814232939/http://shamela.ws/browse.php/book-23708/page-2619 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> وينقل بعض علماء الشيعة مثل [[ابن أبي الحديد]] و[[محمد باقر المجلسي]] أن الحسن دخل على معاوية بعد [[عام الجماعة]] وبعد الحديث بينهما قال معاوية للحسن: {{اقتباس مضمن|يا بن أخي، بلغني أن عليك دينا، قال: إن لعلي دينا، قال: كم هو؟ قال: مائة ألف، فقال: قد أمرنا لك بثلاثمائة ألف، مائة منها لدينك، ومائة تقسمها في أهل بيتك، ومائة لخاصة نفسك، فقم مكرما، واقبض صلتك.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن أبي الحديد]]. المتوفى في سنة (656هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم|عنوان=كتاب شرح نهج البلاغة، الجزء السادس عشر. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2200_شرح-نهج-البلاغة-ابن-أبي-الحديد-ج-١٦/الصفحة_12|صفحة=12|سنة=1962م|طبعة=|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190523152708/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2200_شرح-نهج-البلاغة-ابن-أبي-الحديد-ج-١٦/الصفحة_12 | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2019}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد باقر المجلسي]] (المتوفى في سنة 1111هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد الباقر البهبودي|عنوان=بحار الأنوار، الجزء الرابع والأربعون. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_110|صفحة=108|سنة=1403هـ/1983م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190219003842/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1475_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٤/الصفحة_110 | تاريخ أرشيف = 19 فبراير 2019}}</ref>

== وفاته ==
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
|اقتباس=«يا أيها الناس! مات اليوم حب رسول الله {{ص}} فابكوا.»|المصدر='' [[أبو هريرة]]''<ref name="سير5"/>}}
اختُلِف في زمن وفاة الحسن، وأكثر الآراء أنه توفي سنة [[49 هـ]] وهو قول [[الواقدي]] و[[خليفة بن خياط]]، وقيل سنة [[50 هـ]] وهو قول [[المدائني]] و[[ابن الكلبي]] و[[الزبير بن بكار]]، وقيل [[51 هـ]] وهو قول [[محمد بن إسماعيل البخاري]] ورجََّحه خالد الغيث.<ref name="سير5" /><ref name="وفاته1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب الشورى فريضة إسلامية. (على جوجل كتب).|مسار=https://books.google.com.sa/books?id=DhDoDQAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|صفحة=434: 446|سنة=1433هـ/2012م|طبعة=الثالثة|ناشر=دار المعرفة|مكان=بيروت-لبنان|الرقم المعياري=9953-85-292-8}}</ref> ومات وهو ابن سبع وأربعين سنة،<ref name="سير5" /> أو ثمان وأربعين سنة،<ref name="وفاته1" /> ورُوى أنه قبل مماته رأى رؤيا كأنّ بين عينيه مكتوبٌ {{قرآن|الإخلاص|1}}، ففسرها [[سعيد بن المسيب]] أن أجله قد اقترب،<ref name="طبقات2"/>{{Rp|334}} قال [[أبو نعيم الأصبهاني]]: {{اقتباس مضمن|لما اشتد بالحسن بن علي الوجع جزع، فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد، ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك، فتقدم على أبويك علي وفاطمة، وعلى جديك النبي {{ص}} و[[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، وعلى أعمامك [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] و[[جعفر بن أبي طالب|جعفر]]، وعلى أخوالك [[القاسم بن محمد|القاسم الطيب]] و[[عبد الله بن محمد|مطهر]] و[[إبراهيم بن محمد|إبراهيم]]، وعلى خالاتك [[رقية بنت محمد|رقية]] و[[أم كلثوم بنت محمد|أم كلثوم]] و[[زينب بنت محمد|زينب]]، قال: فسُرّيَ عنه. وفي رواية: أن القائل له ذلك الحسين، وأن الحسن قال له: يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط. قال: فبكى الحسين رضي الله عنهما}}.<ref name="بداية" />
[[ملف:Grave Imams at Baqi.JPG|تصغير|يمين|250بك|قبر الحسن بن علي في [[البقيع]].]]
أوصى الحسنُ أخاه أن يدفنه في حجرة عائشة مع النبي، وقال: {{اقتباس مضمن|ادفني عند أبي، - يعني النبي - إلا أن تخافوا الدماء، فادفني في مقابر المسلمين.}}،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-2/الصفحة_17#top|صفحة=17|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163102/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-2/الصفحة_17 | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> ونقل [[ابن عبد البر]] أنهم لما التمسوا من عائشة أن يدفن الحسن في حجرتها، قالت: {{اقتباس مضمن|نعم وكرامة.}}، ولكن منعهم [[مروان بن الحكم]]، وراسل معاوية بالخبر، واستعان بوالي [[المدينة المنورة]] يومئذٍ [[سعيد بن العاص]]،<ref name="سير5" /> وقال: «لا ندعه يدفن مع رسول الله، أيدفن عثمان بالبقيع، ويدفن الحسن بن علي في الحجرة.»،<ref name="بداية" /><ref>[[ابن شهر آشوب|ابن شهرآشوب المازندراني]]، المناقب، جـ 4، صـ 44، طبعة انتشارات علامة، قم، 1379 هـ.</ref> فتنازع الحسين ومروان، وكادا يتقاتلا، فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار [[سعد بن أبي وقاص]]، و[[أبو هريرة]]، و[[جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام|جابر]]، و[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]] على الحسين أن لا يقاتل،<ref name="بداية" /> وقال له [[أبو هريرة]]: {{اقتباس مضمن|أنشدك الله ووصية أخيك، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء.}}،<ref name="سير5" /> فدفنوه بالبقيع عند قبر [[فاطمة بنت أسد]].<ref>الأمالي في الحديث، ويُسمى المجالس، ل[[الشيخ الطوسي|محمد بن الحسن الطوسي]]، صـ 160 - 161، طبعة دار الثقافة، قم 1414هـ.</ref> واجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدًا من الزحام.<ref name="بداية" /> وقدَّم الحسين والي [[المدينة المنورة]] [[سعيد بن العاص]] للصلاة على الحسن، روى [[سفيان الثوري]] عن [[سالم بن أبي حفصة]] عن [[أبو حازم الأشجعي|أبي حازم]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|إني لشاهد يوم مات الحسن، فرأيت الحسين يقول لسعيد بن العاص، ويطعن في عنقه: تقدم، فلولا أنها سنة ما قُدِّمت.}}.<ref name="سير5" />

يُعتبر يوم [[28 صفر]] في [[إيران]] عطلة رسمية لذكرى وفاة الإمام الحسن وهو نفس اليوم الذي تحدده الجمهورية لوفاة النبي محمد، ويقيم الشيعة في [[إيران]] مراسم العزاء في ذلك اليوم، بينما في العراق؛ يوم [[7 صفر]] هو يوم العزاء الذي حددته [[حوزة علمية|الحوزة العلمية]] في [[النجف]].<ref>[http://www.markazfeqhi.com/doctrines/news/5124/ هادت امام حسن مجتبی علیه السلام هفتم یا بیست وهشتم صفر؟!، مركز تخصصی ائمه اطهار، (باللغة الفارسية)، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180814232929/http://www.markazfeqhi.com/doctrines/news/5124/ |date=14 أغسطس 2018}}</ref><ref>[https://www.mehrnews.com/news/2432402/هفتم-صفر-بر-اساس-قول-مشهور-سالروز-شهادت-امام-مجتبی-ع-است هفتم صفر بر اساس قول مشهور سالروز شهادت امام مجتبی(ع) است، خبرگزاری مهر، (باللغة الفارسية)، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190110070927/https://www.mehrnews.com/news/2432402/هفتم-صفر-بر-اساس-قول-مشهور-سالروز-شهادت-امام-مجتبی-ع-است |date=10 يناير 2019}}</ref>

أمّا عن سبب وفاته، فالمشهور عند السنة والشيعة أنه قُتل مسمومًا، قال [[قتادة بن دعامة]]: {{اقتباس مضمن|قال الحسن للحسين: قد سقيت السم غير مرة، ولم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي. فقال: من فعله؟ فأبى أن يخبره.}}،<ref name="سير5" /> وقال [[ابن حجر العسقلاني]]: {{اقتباس مضمن|يقال إنه مات مسمومًا.}}،<ref name="إصابة1" /> أما عن قاتله فاختُلف في ذلك، حيث تذكر أغلب المصادر الشيعية أن زوجته [[جعدة بنت الأشعث]] هي من سقته السم بإيعاز من [[يزيد بن معاوية]]، وقيل بإيعاز من معاوية نفسه،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الشيخ المفيد|الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي]]. المتوفى في سنة (413هـ)|مؤلف2=تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث|عنوان=كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشيعية).|مسار=http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-2/الصفحة_17#top|صفحة=15|سنة=1413هـ/1993م|طبعة=الثانية|ناشر=|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163102/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1295_الإرشاد-الشيخ-المفيد-ج-2/الصفحة_17 | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> بينما ينكر أهل السنة هذا الخبر، يقول [[ابن خلدون]]: {{اقتباس مضمن|وما نُقل من أن معاوية دسَّ إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، حاشا لمعاوية من ذلك.}}، وقال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|هذا شيء لا يصح؛ فمن الذي اطلع عليه!}}.<ref>[https://islamqa.info/ar/212389 كيف مات الحسن؟ وكيف مات الحسين؟ رضي الله عنهما، موقع الإسلام سؤال وجواب، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180815024122/https://islamqa.info/ar/212389 |date=15 أغسطس 2018}}</ref> وقال [[ابن حجر الهيتمي]] في كتابه [[الصواعق المحرقة]] "وبموته مسموماً شهيداً جزمَ غيرُ واحد من المتقدمين كقتادة وأبي بكر بن حفص والمتأخرين كالزين العراقي في مقدمة شرق التقريب".<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=الصواعق المحرقة على أهل البدع والزندقة|مؤلف=ابن حجر الهيتمي|ناشر=مكتبة فياض|سنة=2008|طبعة=الأولى|صفحة=408 و409|مسار=https://archive.org/details/anumuhammed313_gmail_201809/page/n409/mode/2up|آخرون=أبو عبد الله مصطفى بن العدوي}}</ref>

== صفاته ==
=== صفاته الخَلقية ===
[[ملف:Айя-София3.JPG|تصغير|يسار|اسما الحسن والحسين في [[آيا صوفيا]] ب[[إسطنبول]].]]
كان الحسن أشبه الناس بالنبي، أكثر من مشابهته لأبيه، جاء في [[صحيح البخاري]]:<ref name="شبيه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن حجر العسقلاني|عنوان=  فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، جـ 3|صفحة=121|مسار=https://library.islamweb.net/Newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=2129&idfrom=6801&idto=6816&bookid=52&startno=4|سنة= [[1986]]م|ناشر=دار الريان}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=كامل سليمان، مركز تحقيق متون وعلوم إسلامي|عنوان= الحسن بن علي عليهما السلام، دراسة وتحليل|صفحة=48، 49|مسار=http://mktba.net/library.php?id=3665|سنة= [[2004]]م|ناشر=دار المعارف للمطبوعات، بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180807063536/http://mktba.net/library.php?id=3665 | تاريخ أرشيف = 7 أغسطس 2018}}</ref> {{اقتباس مضمن|عن عقبة بن الحارث قال: رأيت [[أبو بكر الصديق|أبا بكر]] {{رضي الله عنه}} وحمل الحسن وهو يقول:'''بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي'''، وعلي يضحك}}، وعن علي قال:<ref name="بداية" /> {{اقتباس مضمن|كان الحسن أشبه الناس برسول الله {{ص}} من وجهه إلى سرته، وكان الحسين أشبه الناس به ما أسفل من ذلك.}}

وتذكر المصادر أن الحسن كان وسيمًا جميلًا يُخضب بالسواد،<ref name="سير2">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=1 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ومن صغار الصحابة، الحسن بن علي بن أبي طالب، جـ 3، صـ 253: 260، طبعة مؤسسة الرسالة، 2001م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180807063921/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=1 |date=7 أغسطس 2018}}</ref> يضرب شعره منكبيه، أبيض مشربًا بحمرة، أدعج العينين،{{للهامش|1}} سهل الخدين، دقيق المسربة،{{للهامش|2}} كث اللحية ذا وفرة، عظيم الكراديس،{{للهامش|3}} بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بطويل ولا قصير، جعد الشعر، حسن البدن، يختتم في يساره.<ref name="صفاته">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد المؤمن أبو العينين خفيشة|عنوان= الغضن الندي في سيرة الإمام الحسن بن علي|صفحة=26، 27|مسار=https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf|سنة= [[2006]]م|ناشر=مبرة الآل والأصحاب - [[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163046/https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref>

=== عبادته ===
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 200
|اقتباس=«رأيت الحسن والحسين صليا مع الإمام [[صلاة العصر|العصر]]، ثم أتيا [[الحجر الأسود|الحجر]]، فاستلماه، ثم طافا أسبوعًا، وصليا ركعتين، فقال الناس: هذان ابنا بنت رسول {{ص}}، فحطمهما الناس حتى لم يستطيعا أن يمضيا ومعهم رجل من الركانات، فأخذ الحسين بيد الركاني، ورد الناس عن الحسن.»|المصدر='' [[أبو سعيد الخدري]]''<ref name="طبقات2"/>{{Rp|406}}}}
كان مما يُلاحظ على الحسن كثرة عبادته، فكان الحسن إذا [[صلاة الفجر|صلى الغداة]] في [[المسجد النبوي]] يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ويجلس إليه من يجلس من سادات الناس يتحدثون عنده، ثم يقوم فيدخل على [[أمهات المؤمنين]] فيسلم عليهن، ثم ينصرف إلى منزله.<ref name="بداية" /> وكان إذا توضأ تغير لونه فقيل له ذلك فقال: {{اقتباس مضمن|حقٌ لمن أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغير لونه}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[الزمخشري]]، تحقيق: عبد الرحمن المهنا|عنوان= ربيع الأبرار ونصوص الأخيار، جـ 2|صفحة=267|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=L1RFDwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|سنة=|ناشر=}}</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1508_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٧٧/الصفحة_349 بحار الأنوار، المجلسي، ج 77، الصفحة 347، المكتبة الشيعية]</ref> وكان كثير [[الحج في الإسلام|الحج]] ورُوى أنه حجَّ خمس وعشرين مرة ماشيًا على رجليه،<ref>[http://arabic.irib.ir/programs/item/11305 أنوار السبطين قبل الخلق، إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180808011903/http://arabic.irib.ir/programs/item/11305 |date=08 أغسطس 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=يحيى بن شرف النووي|عنوان= المجموع شرح المهذب » كتاب الحج » من قدر على الحج راكبا وماشيا، جـ 5|صفحة=73|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4233&idto=4248&bk_no=14&ID=2767السنة=|ناشر=مطبعة المنيرية}}</ref> وكان يقول: {{اقتباس مضمن|إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.}}<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3881_موسوعة-كلمات-الإمام-الحسن-ع-لجنة-الحديث-في-معهد-باقر-العلوم-ع/الصفحة_297 موسوعة كلمات الإمام الحسن، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم، الصفحة 304، المكتبة الشيعية]</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن منظور]]|عنوان= مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر - الجزء السابع|صفحة=23|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=-1RFDwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|سنة=|ناشر=}}</ref> وكان إذا أوى إلى فراشه قرأ [[سورة الكهف]]،<ref name="سير3">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=2 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ومن صغار الصحابة، الحسن بن علي بن أبي طالب، جـ 3، صـ 260: 265، طبعة مؤسسة الرسالة، 2001م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180808052052/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=2 |date=08 أغسطس 2018}}</ref> وكان يُعرف عنه الزهد فيقول:<ref>[http://www.ablibrary.net/عربي/الكتب/11125_موسوعة%20كلمات%20الإمام%20الحسن%20(%20ع%20)/الصفحة_285 موسوعة كلمات الإمام الحسن، صـ 285، مكتبة أهل البيت] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180808073132/http://www.ablibrary.net/عربي/الكتب/11125_موسوعة%20كلمات%20الإمام%20الحسن%20(%20ع%20)/الصفحة_285 |date=08 أغسطس 2018}}</ref>
{{أبيات|'''لَكَسْرةٌ من خسيسِ الخبزِ تُشبعُني'''\\'''وشَربةٌ من قراحٍ المَاء تكفيني'''
'''وطرةٌ من دقيق الثوب تسترني'''\\'''حيًا وإنْ متّ تكفيني لتكفيني'''}}
ويقول:<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-8216/page-24 الزهد لابن أبي الدنيا، جـ 1، صـ 31، دار ابن كثير، دمشق، 1999م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171113055322/http://shamela.ws/browse.php/book-8216/page-24 |date=13 نوفمبر 2017}}</ref>
{{أبيات|'''يَا أَهْلَ لَذَّاتِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا'''\\'''إِنَّ اغْتِرَارًا بِظِلٍّ زَائِلٍ حُمْقُ'''}}

=== كرمه ===
كان يُعرف عنه الكرم وكثرة الإنفاق، فسمع مرةً رجلًا إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف فبعث بها إليه،<ref name="سير3" /> وقال [[محمد بن سيرين]]: {{اقتباس مضمن|كان يعطي الرجل الواحد مائة ألف.}}، وكان لا يدعو أحدًا إلى طعامه من قلة الطعام، ويقول: «هو أهون من أن يدعى إليه أحد»، وعن أبي هارون: {{اقتباس مضمن|قال : انطلقنا حجاجا، فدخلنا المدينة، فدخلنا على الحسن، فحدثناه بمسيرنا وحالنا، فلما خرجنا، بعث إلى كل رجل منا بأربعمائة، فرجعنا، فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردوا علي معروفي، فلو كنت على غير هذه الحال، كان هذا لكم يسيرًا، أما إني مزودكم: إن الله يباهي ملائكته بعباده [[يوم عرفة]].}}<ref name="سير2" /> وكان يجلس مع الفقراء على الأرض ويأكل معهم كسيرات الخبر،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن قيم الجوزية]]، تحقيق: عبد العزيز الجليل|عنوان= مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين- الجزء الثالث|صفحة=65|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=R0pSDwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|سنة= [[1433 هـ]]|ناشر=دار طيبة، [[الرياض]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163058/https://books.google.com.eg/books?id=R0pSDwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref> وذكروا أن الحسن رأى غلامًا أسودًا يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلبًا هناك لقمة، فقال له: «ما حملك على هذا؟» فقال: إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن: «لا تبرح من مكانك حتى آتيك»، فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملّكه الحائط، فقال الغلام: «يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له».<ref name="بداية" /> وغير ذلك من الآثار التي رُويت عن كرمه وتواضعه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد المؤمن أبو العينين خفيشة|عنوان= الغضن الندي في سيرة الإمام الحسن بن علي|صفحة=32: 35|مسار=https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf|سنة= [[2006]]م|ناشر=مبرة الآل والأصحاب - [[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215163046/https://ia600209.us.archive.org/17/items/Sirat_Emam_Hassan/Sirat_Emam_Hassan.pdf | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019}}</ref>

=== حلمه ===
يذكر [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] عن [[مروان بن الحكم]] قوله عن الحسن: {{اقتباس مضمن|كان حلمه يوازن بالجبال}}،<ref name="سير5">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=4 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ومن صغار الصحابة، الحسن بن علي بن أبي طالب، جـ 3، صـ 274: 279، طبعة مؤسسة الرسالة، 2001م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180808043234/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=276&idfrom=330&idto=334&bookid=60&startno=4 |date=08 أغسطس 2018}}</ref> وشتمه رجل مرة فقال: {{اقتباس مضمن|إني والله لا أمحو عنك شيئًا، ولكن مهدك الله فلئن كنت صادقًا فجزاك الله بصدقك، ولئن كنت كاذبًا فجزاك الله بكذبك، والله أشد نقمة مني.}}<ref>[[الصواعق المحرقة (كتاب)|الصواعق المحرقة]] للهيثمي، جـ 2، صـ 411، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت.</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1474_بحار-الأنوار-العلامة-المجلسي-ج-٤٣/الصفحة_354 بحار الأنوار، المجلسي، جـ 43، الصفحة 352، موقع المكتبة الشيعية]</ref> ويُروى أن رجلاً من أهل الشام قال: {{اقتباس مضمن|دخلت [[المدينة المنورة|المدينة]] على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سمتاً ولا ثوباً ولا دابة منه، فمال قلبي إليه فسألت عنه فقيل: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب، فامتلأ قلبي له بغضاً وحسدت علياً أن يكون له ابن مثله، فصرت إليه وقلت له: أأنت ابن علي بن أبي طالب قال: أنا ابنه، قلت: فعل بك وبأبيك - أسبهما؛ فلما انقضى كلامي قال لي: أحسبك غريباً قلت: أجل، قال: مل بنا، فإن احتجت إلى منزل أنزلناك أو إلى مال آسيناك أو إلى حاجة عاوناك؛ قال: فانصرفت عنه وما على الأرض أحب إلي منه وما فكرت فيما صنع وصنعت إلا شكرته وخزيت نفسي.}}<ref>[http://www.islamport.com/b/4/trajem/%CA%D1%C7%CC%E3%20%E6%D8%C8%DE%C7%CA/%E6%DD%ED%C7%CA%20%C7%E1%C3%DA%ED%C7%E4/%E6%DD%ED%C7%CA%20%C7%E1%C3%DA%ED%C7%E4%20008.html وفيات الأعيان، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، جـ 2، صـ 67، 68، دار صادر - بيروت، 1900م]</ref>

== عائلته ==
=== زوجاته ===
اختُلف في عدد زوجات الحسن بن علي، وذكروا أنه كان كثير الزواج و[[طلاق|الطلاق]]، فقيل إنه تزوج حوالي سبعين امرأة، يقول [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|كان منكاحًا مطلاقًا، تزوج نحوًا من سبعين امرأة، وقلما كان يفارقه أربع ضرائر، عن [[جعفر الصادق]]: أن عليًا قال: يا أهل الكوفة! لا تُزوِّجوا الحسن، فإنه مطلاق، فقال رجل: والله لنزوجنه، فما رضي أمسك، وما كره طلق.}}،<ref name="سير2" /><ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=97451 الحسن بن علي كان كثير الزواج كثير الطلاق، فتاوى إسلام ويب، اطلع عليه في 8 أغسطس 2018]</ref> وقال [[ابن كثير الدمشقي]]: {{اقتباس مضمن|قالوا: وكان كثير التزوج، وكان لا يفارقه أربع حرائر، وكان مطلاقًا مصداقًا. يقال: إنه أحصن سبعين امرأة. وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم، واحدة من [[بنو أسد|بني أسد]]، وأخرى من بني فزارة وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف، وبزقاق من عسل.}}<ref name="بداية" /> وذكر [[ابن أبي الحديد]] أن عدد زوجاته أكبر من ذلك، وشكك البعض في هذه الأرقام لعدم معرفة أسماء زوجاته إلا القليل منهن، وذكروا أن الروايات التي ذُكر بها أعداد زوجاته ذات [[حديث ضعيف|أسانيد ضعيفة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n370|صفحة=30|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref><ref>حاج منوجهري، فرامرز، دائرة المعارف بزرك إسلامي، ج 20، مدخل الإمام الحسن، ص 545.</ref> ومن زوجاته المعروفة أسماؤهنّ:<ref>[https://islamqa.info/ar/176293 هل كان الحسن بن علي رضي الله عنهما مزواجا، موقع الإسلام سؤال وجواب، اطلع عليه في 8 أغسطس 2018]</ref>
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
* [[خولة بنت منظور|خولة بنت منظور الفزازية]]، أنجبت له [[الحسن المثنى]]، كانت زوجة [[محمد بن طلحة بن عبيد الله]] ولها منه ثلاثة أولاد، وقُتِل محمد عنها في [[موقعة الجمل|معركة الجمل]]، ثم تزوجت الحسن.<ref>[[البلاذري]]، [[أنساب الأشراف]]، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، جـ 3، صـ 25، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1417 هـ/ 1996 م.</ref>
* [[جعدة بنت الأشعث]]، ويتهمها الشيعة بأنها من سممته فيما ينكر [[أهل السنة والجماعة]] هذه التهمة وينفونها عنها.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب| الأول=Wilferd | الأخير=Madelung | مؤلف-وصلة=Wilferd Madelung | عنوان=The Succession to Muhammad: A Study of the Early Caliphate | سنة=1997 | صفحات=3331-332 | ناشر=Cambridge University Press | isbn=0-521-64696-0}}</ref>
* عائشة الخثعمية، طلّقها بعد وفاة أبيه، فعن [[سويد بن غفلة]] قال: {{اقتباس مضمن|كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي بن أبي طالب، فلما أصيب علي، وبويع الحسن بالخلافة، قالت: ليهنك الخلافة يا [[أمير المؤمنين]]، فقال: يُقتل علي وتظهرين الشماتة؟! اذهبي فأنت طالق ثلاثا، قال: فتلفعت نساجها، وقعدت حتى انقضت عدتها، بعث إليها بعشرة آلاف متعة، وبقية بقي لها من صداقها، فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق.}}<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=76&ID=258&idfrom=3751&idto=3908&bookid=76&startno=79  سنن الدارقطني، كتاب الطلاق والخلع والإيلاء وغيره، باب الطلاق والخلع والإيلاء وغيره، جـ 1، صـ 281، دار المؤيد 2001م]</ref>
* [[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله]]، أنجبت له الحسين وفاطمة وطلحة، تزوجها بعده أخوه الحسين، وأنجبت له [[فاطمة بنت الحسين|فاطمة بنت الحسين بن علي]].<ref>محمد الري شهري، موسوعة الإمام الحسين في الكتاب والسنة والتاريخ، تحقيق: مركز بحوث دار الحديث، جـ 1، صـ 215، الطبعة الأولى، دار الحديث للطباعة والنشر، 1431 هـ.</ref>
* أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري، أنجبت له زيد وأم الحسن وأم الحسين، تزوجت ب[[سعيد بن زيد]]، وبعده تزوجت بالحسن، ثم بعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة.<ref>[[ابن حجر العسقلاني]]، [[فتح الباري]]، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر، جـ 7، صـ 246</ref>
* أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب، تزوجها الحسن، فولدت له محمدًا وجعفرًا وحمزة،<ref name="أم كلثوم">[[s:جمهرة أنساب العرب/ولد العباس بن عبد المطلب|جمهرة أنساب العرب، لابن حزم، ولد العباس بن عبد المطلب]]، على ويكي مصدر</ref> ثم فارقها فتزوجها [[أبو موسى الأشعري]]، فولدت له موسى. ومات عنها فتزوجها [[عمران بن طلحة بن عبيد الله]]، ففارقها فرجعت إلى دار أبي موسى، فماتت فدفنت بظاهر [[الكوفة]].<ref>[https://al-maktaba.org/book/9767/4380 كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني]، المكتبة الشاملة.</ref>
* هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
* أم عبد الله وهي بنت السليل بن عبد الله أخو جرير البجلي، أنجبت له عبد الله.
* أم ولد من بني ثقيف.
* أم ولد من بني عمرو بن أهيم المنقري.
* أم ولد من بني شيبان من آل همام بن مرة.
}}

=== ذريته ===
[[ملف:Al-hassan ibn al-hassan.png|تصغير|يسار|الحسن المثنى، أحد أبناء الحسن بن علي الذين أعقبوا وكثر نسلهم.]]
[[ملف:Kerbela 1926.jpg|تصغير|صورة لمدينة كربلاء القديمة تعود لعام [[1926]]م، قُتل في [[معركة كربلاء]] ثلاثة من أبناء الحسن وهم: [[القاسم بن الحسن بن علي|القاسم]] و[[أبو بكر بن الحسن بن علي|أبو بكر]] و[[عبد الله بن الحسن|عبد الله]]، وأُصيب بها [[الحسن المثنى]] وأُسر بها عمرو بن الحسن.]]
ذكر [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] اثني عشر ابنًا ذكرًا للحسن ولم يذكر الإناث، وذكر أنه ولم يُعقِب منهُم سِوى [[الحسن المثنى]] و[[زيد بن الحسن]]،<ref name="سير5" /> وذكر [[فخر الدين الرازي|الفخر الرازي]] أن له من الأولاد ثلاثة عشر ذكرًا وست بنات،<ref name="شجرة">[http://islamport.com/w/nsb/Web/499/1.htm الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية، الفخر الرازي، أعقاب الإمام الحسنـ موقع المكتبة الشاملة]</ref> وذكر [[الشيخ المفيد|المفيد]] خمسة عشر ولدًا ذكرًا وأنثى،<ref>[http://www.aqaed.com/faq/4425/ هل من أولاد الإمام الحسن من سمي بأبي بكر أو عمر، مركز الأبحاث العقائدية]</ref> وجميع ما ذُكر من أبنائه الذكور هم:<ref>[https://islamqa.info/ar/227655 أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما، موقع الإسلام سؤال وجواب، اطلع عليه في 8 أغسطس 2018]</ref>
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
* [[الحسن المثنى|الحسن بن الحسن]] المعروف بالحسن المُثنّى، أمه [[خولة بنت منظور]]، أنجب خمسة أولاد أعقبوا، وهم: [[عبد الله بن الحسن المثنى|عبد الله]]، و[[الحسن المثلث|الحسن]]، و[[إبراهيم الغمر|إبراهيم]]، داود، وجعفر.<ref name="شجرة" /> شارك في [[معركة كربلاء]] مع عمه الحسين وأُصيب فيها، توفي في [[97 هـ]].<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/الحسن بن الحسن بن علي|سير أعلام النبلاء، للذهبي، ترجمة الحسن بن الحسن بن علي]] علي [[ويكي مصدر]]</ref>
* [[زيد بن الحسن]]، أمه أم بشير بنت أبي مسعود، ولد في [[30 هـ]]، ومات له تسعون سنة، أنجب [[الحسن بن زيد بن الحسن]]،<ref>[http://qadatona.org/عربي/الرجال/4858  الرجال، زيد بن الحسن، موقع قادتنا، اطلع عليه في 8 أغسطس 2018]</ref> فلا عقب له إلا منه، ولي ابنه إمرة [[المدينة المنورة]]، وهو والد [[نفيسة بنت الحسن]]، والقاسم، وإسماعيل، وعبد الله، وإبراهيم، وزيد، وإسحاق، وعلي.
* طلحة بن الحسن، أمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
* [[القاسم بن الحسن بن علي|القاسم بن الحسن]]، أمه أم ولد، قتل في [[معركة كربلاء]] مع عمه الحسين، وهو يومئذ غلام.<ref>[[أبو بكر البيهقي|البيهقي]]، لباب الأنساب، تحقيق: السيد مهدي رجائي، جـ 1، صـ 401، دار نشر مكتبة أيى الله المرعشي، قم، 1410 هـ.</ref>
* [[أبو بكر بن الحسن بن علي|أبو بكر بن الحسن]]، أمه أم ولد، وهو شقيق القاسم، قتل في [[معركة كربلاء]] بعد أخيه القاسم.<ref>[[الشيخ المفيد|المفيد]]، الإرشاد، جـ 2، صـ 108، انتشارات المؤتمر الشيخ مفيد الدولي، قم، 1413 هـ.</ref><ref>[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]، [[الكامل في التاريخ]]، جـ 4، صـ 92، دار الصادر، بيروت، 1385 هـ/1965م.</ref>
* [[عبد الله بن الحسن]]، أمه أم عبد الله بنت السليل بن عبد الله،<ref>[[أبو الفرج الأصفهاني]]، مقاتل الطالبين، تحقيق: السيد أحمد الصقر، صـ 93، انتشارات الشريف الرضي، قم 1416هـ.</ref> قُتل أيضًا في كربلاء.
* عمرو بن الحسن، أمه أم ولد، كان حاضرا في [[معركة كربلاء|واقعة الطف]]، وأٌسر في [[معركة كربلاء]].<ref>[[محمد بن جرير الطبري]]، [[تاريخ الطبري|تاريخ الأمم والملوك]]، جـ 5، صـ 462، موسسة الأعلمي، بيروت، 1403 هـ.</ref>
* [[الحسين بن الحسن بن علي|الحسين بن الحسن]]، يُعرف بالأثرم، أمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، ولا يصح له عقب.<ref name="شجرة" />
* محمد الأكبر، به يُكنى والده، ذكر ابن سعد أن أمه هي خولة بنت منظور.<ref name="معارف">[https://books.google.com.eg/books?id=2YC1AAAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false معجم أنصار الحسين، الهاشميّون، الجزء الثالث، دائرة المعارف الحسينية، آية الله محمّد صادق محمّد الكرباسي، صـ 88]</ref>
* محمد الأصغر، أمه أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب.<ref name="معارف" />
* جعفر، أمه أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب، لم يٌذكر إلا في سيرة والدته.<ref name="أم كلثوم" />
* حمزة، أمه أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب، لم يٌذكر إلا في سيرة والدته.<ref name="أم كلثوم" />
* عبد الرحمن بن الحسن.
* يعقوب بن الحسن.
* إسماعيل بن الحسن.
}}
وما ذُكر من بناته:
{{قائمة أعمدة|عدد الأعمدة=2|الأعمدة=
* [[فاطمة بنت الحسن]]، أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، هي زوجة [[علي بن الحسين السجاد|علي بن الحسين]]، وأم [[محمد الباقر]].<ref>[http://lib.eshia.ir/10398/1/8  المجدي في أنساب الطالبيين]- علي بن أبي الغنائم العمري- المجلد 1- الصفحة 8</ref>
* أم الحسن بنت الحسن، أمها أم بشير بنت أبي مسعود.
* أم الحسين بنت الحسن، أمها أم بشير بنت أبي مسعود.
* أم عبد الله بنت الحسن، أمها أم ولد.
* أم سلمة بنت الحسن، أمها أم ولد.
* رقية بنت الحسن، أمها أم ولد.
}}

== تراثه ==
=== روايته للحديث النبوي ===
توفي النبي محمد والحسن في سن صغير؛ لذلك لم يدرك الحسن الكثير من [[حديث نبوي|أحاديث النبي محمد]]، فروى عن جده النبي محمد، وعن أبيه [[علي بن أبي طالب]]، وعن أمه [[فاطمة الزهراء|فاطمة بنت محمد]]، وكذلك عن صغار الصحابة مثل [[عبد الله بن عباس]] و[[محمود بن الربيع]]، وحدث عنه: ابنه [[الحسن المثنى|الحسن بن الحسن]]، و[[سويد بن غفلة]]، و<nowiki/>[[عروة بن الزبير]] وأبو الحوراء السعدي، و[[عامر الشعبي|الشعبي]]، وهبيرة بن يريم، وأصبغ بن نباتة، و[[المسيب بن نجبة]].<ref name="سير" /> وقد روى له [[بقي بن مخلد]] في مسنده ثلاثة عشر حديثًا، وروى له [[أحمد بن حنبل]] في [[مسند أحمد]] خمسة عشر حديثًا،<ref>[[s:مسند أحمد بن حنبل/المجلد الأول/مسند أهل البيت#حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما|مسند أحمد، مسند أهل البيت، حديث الحسن بن علي بن أبي طالب]] على [[ويكي مصدر]].</ref> وروى له أصحاب [[السنن الأربعة]] ستة أحاديث.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[علي الصلابي|علي محمد محمد الصلابي]]|عنوان=كتاب أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: شخصيته وعصره.|مسار=http://www.archive.org/stream/waq65836/65836#page/n370|صفحة=76|سنة=1425هـ/2005م|طبعة=الأولى|ناشر=دار التوزيع والنشر الإسلامية|مكان=القاهرة-مصر|الرقم المعياري=977-265-527-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171001194046/http://www.archive.org/stream/waq65836/65836 | تاريخ أرشيف = 1 أكتوبر 2017}}</ref>

=== شعره ===
كان الحسن يُنشد الشعر في كثير من المواقف، ونسبت إليه العديد من الأشعار،<ref>[https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=75478 توثيق شعر الإمام الحسن المجتبي، عادل لعييي سلمان الربيعي، الكلية الإسلامية بالنجف]</ref> منها أنه كان منقوشًا على خاتمه أبياتًا في الزهد:<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/71/5829.htm# تاريخ دمشق، لابن عساكر، مذيل بحواشي المحقق علي شيري، جـ 13، صـ 260، الموسوعة الشاملة]</ref>
{{أبيات|'''قدم لنفسك ما استطعت من التقى'''\\'''إن المنية نازل بك يا فتى'''
'''أصبحت ذا فرح كأنك لا ترى'''\\'''أحباب قلبك في المقابر والبلى'''}}
ونٌسب له قوله في التذكير بالموت:<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1703_نهج-السعادة-الشيخ-المحمودي-ج-7/الصفحة_7088 نهج السعادة، المحمودي، جـ 7، الصفحة 71، المكتية الشيعية]</ref>

{{أبيات|'''قل للمقيم بغير دار إقامة'''\\'''حان الرحيل فودع الأحبابا'''
'''إن الذين لقيتهم وصحبتهم'''\\'''صاروا جميعًا في القبور ترابًا'''}}

== الآراء والمواقف حوله ==
=== مكانته عند النبي ===
{{ويكي مصدر|سنن الترمذي/كتاب المناقب/7|سنن الترمذي، باب مناقب الحسن والحسين}}
{{ويكي مصدر|البداية والنهاية/الجزء الثامن/الحسن بن علي بن أبي طالب|البداية والنهاية، الحسن بن علي بن أبي طالب}}
للحسن بن علي مكانة كبيرة عند عموم المسلمين بمختلف طوائفهم، وذلك لأنه حفيد النبي محمد وابن ابنته فاطمة، وحِبُه وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، وأنه كان أشبه الناس بالنبي، وغيرها من الأوصاف التي تصفه بها [[حديث نبوي|الأحاديث النبوية]]، ولا تختلف طوائف المسلمين حول هذه النقاط، ومن هذه الأحاديث:
* عن [[البراء بن عازب]] قال:<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=7215 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، رقم الحديث 2422]</ref> {{اقتباس مضمن|رأيت رسول الله {{ص}} واضعًا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه}}.
* عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال:<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=717&pid=351077&hid=74 تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ذكر بشارة النبي، رقم الحديث: 74]</ref> {{اقتباس مضمن|سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {{ص}} يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي}}.
* عن [[عبد الله بن مسعود]] قال:<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=95&pid=46777&hid=398 سند ابن أبي شيبة، مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، رقم الحديث: 398]</ref> {{اقتباس مضمن|كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {{ص}} يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَيْهِمْ:أَنْ دَعُوهُمَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ وَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ. فَقَالَ:مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ}}.
* ووصفه بريحانته من الدنيا، فسأل رجل [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] عن قتل الذباب أثناء الإحرام، فقال:<ref>[http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=6815 صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، رقم الحديث 3543، فتح الباري جـ 7، صـ 124، دار الريان للتراث 1986م]</ref> {{اقتباس مضمن|أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله {{ص}}، وقال النبي {{ص}}: هما ريحانتاي من الدنيا}}.
* عن [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] قال:<ref>[http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=54&ID=217 سنن ابن ماجه، كتاب المقدمة، أبواب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حديث 118، حاشية السندي، جـ 1، صـ 57، دار الجيل]</ref> {{اقتباس مضمن|قال رسول الله {{ص}} الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما}}.

=== مكانته لدى الصحابة ===
جاءت العديد من الروايات في المصادر التاريخية التي تذكر تبجيل الصحابة للحسن، مثل [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] و[[أبو هريرة|أبي هريرة]] و[[عبد الله بن الزبير]] وغيرهم، ومن هذه الروايات:
* أن ابن عباس كان يُمسك الركاب للحسن ويُسوي له، فقال له مدرك أبو زياد: {{اقتباس مضمن|أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوي عليهما.}} فقال ابن عباس: {{اقتباس مضمن|يا لكع. أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله {{ص}}، أوليس هذا مما أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟}}.<ref name="طبقات2"/>{{Rp|398}}
* وأن [[عبد الله بن الزبير]] كان يُثني عليه، فعن عبد الله بن [[عروة بن الزبير]]: {{اقتباس مضمن|رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي في غداة من الشتاء باردة، قال: فوالله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقاً، فغاضني ذلك فقمت إليه، فقلت: يا عم، قال: ما تشاء؟ فقلت: رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فأقمت حتى تفسخ جبينك عرقاً!. قال: يا بن أخي أنه ابن فاطمة، لا والله ما قامت النساء عن مثله}}.<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=DdsrCwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، جـ 13، صـ 240، طبعة دار الفكر، بيروت 1995م] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180812214246/https://books.google.com.eg/books?id=DdsrCwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar |date=12 أغسطس 2018}}</ref><ref>[https://imamhussain-lib.com/arabic/pages/f11.php ومضات من حياة الإمام الحسن المجتبى، مكتبة العتبة الحسينية]</ref>
* وأن [[أبو هريرة|أبا هريرة]] كان يُظهر حبه للحسن، يقول أبو هريرة: {{اقتباس مضمن|ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموعًا}}،<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=450&idto=455&bk_no=131&ID=497 حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصفهاني، ذكر أهل الصفة، الحسن بن علي، صـ 35، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع]</ref> وعن أبي هريرة قال: {{اقتباس مضمن|كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {{ص}} فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ المَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: «أَيْنَ لُكَعُ - ثَلاَثًا - ادْعُ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ». فَقَامَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ {{ص}} بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزَمَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ» وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{ص}} مَا قَالَ}}،<ref>[http://hadithportal.com/chap77_bab3112&book=1 صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان، حديث رقم 5884] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180813004744/http://hadithportal.com/chap77_bab3112&book=1 |date=13 أغسطس 2018}}</ref> وعن عميرِ بن إسحاق قال: {{اقتباس مضمن|كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَلَقِيَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلُ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ {{ص}} يُقَبِّلُ، فَقَالَ: بِقَمِيصِهِ، قَالَ: فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=118&pid=60171&hid=1211 فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، فَضَائِلُ الْحَسَنِ، رقم الحديث: 1211] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180817221841/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=118&pid=60171&hid=1211 |date=17 أغسطس 2018}}</ref> وقال مساور السعدي: {{اقتباس مضمن|رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يوم مات الحسن، يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس! مات اليوم حب رسول الله {{ص}} فابكوا}}.<ref name="سير5" />
* أن أبا بكر صلى [[صلاة العصر|العصر]]، ثم خرج يمشي ومعه علي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال:<ref name="شبيه" />
{{أبيات|'''بأبي شبيهٌ [[محمد|بالنبي]]'''\\'''ليس شبيهًا [[علي بن أبي طالب|بعلي]]'''}}

=== نظرة أهل السنة والجماعة ===
[[ملف:Hagia sophia symbol1.jpg|تصغير|243px|اسم الحسن بن علي مخطوطًا في [[آيا صوفيا]] في [[إسطنبول|اسطنبول]] ب[[تركيا]].]]
* '''سيد يُصلح الله به بين فئتين من المسلمين''': يرى أهل السنة والجماعة أن الحسن هو أمير المؤمنين خامس الخلفاء الراشدين، وأن النبي بشّر بأن الحسن سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وأن هذا ما تحقق بإنهائه [[فتنة مقتل عثمان|الفتنة الأولى]] التي حدثت بين المسلمين بتنازله عن الخلافة حفظًا لدماء المسلمين،<ref>[http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/3284 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، مجلة دعوة الحق، 135 العدد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180813210647/http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/3284 |date=13 أغسطس 2018}}</ref> وهو ما جاء في الحديث عن أبي بكرة قال: {{اقتباس مضمن|لقد رأيت رسول الله {{ص}} على المنبر، وهو يُقْبِل على الناس مرة، وعلى الحسن مرة، ويقول: إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.}}<ref name="إن ابني هذا سيد" />
* '''أمير المؤمنين وخامس الخلفاء الراشدين''': قرر علماء [[أهل السنة والجماعة]] عند شرحهم لقول النبي: {{اقتباس مضمن|الخِلاَفَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً.}} أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بن علي بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة و[[الخلافة الراشدة]] ومكملة لها، وبتنازل الحسن انتهت مدة [[الخلافة الراشدة]] وبدأت فترة الملك العضوض.<ref name="ناصر-744">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ناصر بن علي عائض حسن الشيخ|عنوان=كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12038/page-649|صفحة=744: 748|سنة=1420هـ/2000م|طبعة=الثالثة|ناشر=مكتبة الرشد|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180813043744/http://shamela.ws/browse.php/book-12038/page-649 | تاريخ أرشيف = 13 أغسطس 2018}}</ref> فقد قد قال كل من:
** [[أبو بكر بن العربي]]: {{اقتباس مضمن|فَنَفَذَ الْوَعْدُ الصَّادِقُ فِي [[محمد|قَوْلِهِ]]: «إنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ». [[محمد|وَبِقَوْلِهِ]]: «الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَعُودُ مُلْكًا»، فَكَانَتْ [[أبو بكر الصديق|لِأَبِي بَكْرٍ]]، [[عمر بن الخطاب|وَعُمَرَ]]، [[عثمان بن عفان|وَعُثْمَانَ]]، [[علي بن أبي طالب|وَعَلِيٌّ]]، وَلِلْحَسَنِ مِنْهَا ثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ لَا تَزِيدُ يَوْمًا وَلَا تَنْقُصُ يَوْمًا، فَسُبْحَانَ الْمُحِيطِ لَا رَبَّ غَيْرُهُ.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي]]. (المتوفى في سنة 543هـ)|مؤلف2=تحقيق: محمد عبد القادر عطا|عنوان=كتاب أحكام القرآن لابن العربي، الجزء الرابع. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1464#page-2040|صفحة=152|سنة=1424هـ/2003م|طبعة=الثالثة|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505225714/http://shamela.ws/browse.php/book-1464 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2019}}</ref>
** [[القاضي عياض]]: {{اقتباس مضمن|لَمْ يَكُنْ فِي ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَّا الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْأَرْبَعَةُ وَالْأَشْهُرُ الَّتِي بُويِعَ فِيهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ... والْمُرَادَ فِي حَدِيثِ الخلافة ثلاثون سنة خلافة النبوة وقد جاء مفسرا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[يحيى بن شرف النووي|أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي]]. (المتوفى في سنة 676هـ)|عنوان=المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، الجزء الثاني عشر. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1711#page-2767|صفحة=201|سنة=1392هـ|طبعة=الثانية|ناشر=دار إحياء التراث العربي|مكان=بيروت لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190518145807/http://shamela.ws/browse.php/book-1711 | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2019}}</ref>
** [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ أَحَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْحَدِيثُ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ فِي دَلَائِلِ النبوة من طريق سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا» وَإِنَّمَا كَمَلَتِ الثَّلَاثُونَ بِخِلَافَةِ الْحَسَنِ بن علي.}}<ref name="ابن كثير-8-18" />
** [[ابن أبي العز]] شارح [[العقيدة الطحاوية (كتاب)|العقيدة الطحاوية]]: {{اقتباس مضمن|وَكَانَتْ خِلَافَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَخِلَافَةُ عُمَرَ عَشْرَ سِنِينَ وَنِصْفًا، وَخِلَافَةُ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَخِلَافَةُ عَلَيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَخِلَافَةُ الْحَسَنِ ابْنِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن أبي العز|صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي]]. (المتوفى في سنة 792هـ)|مؤلف2=[[شعيب الأرنؤوط]] - [[عبد الله بن عبد المحسن التركي]]|عنوان=شرح العقيدة الطحاوية، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-8352#page-716|صفحة=727|سنة=1417هـ/1997م|طبعة=العاشرة|ناشر=مؤسسة الرسالة|مكان=بيروت لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190530002423/http://shamela.ws/browse.php/book-8352 | تاريخ أرشيف = 30 مايو 2019}}</ref>
** [[محمد عبد الرؤوف المناوي|المناوي]]: يقول بعد ذكره لقول [[محمد|النبي]]: {{اقتباس مضمن|ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.}} قال: {{اقتباس مضمن|وكان ذلك فلما بويع له بعد [[علي بن أبي طالب|أبيه]] وصار هو الإمام الحق مدة ستة أشهر تكملة للثلاثين سنة التي أخبر المصطفى {{ص}} أنها مدة الخلافة وبعدها يكون ملكًا عضوضًا.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد عبد الرؤوف المناوي]]. (المتوفى في سنة 1031هـ)|عنوان=فيض القدير شرح الجامع الصغير، الجزء الثاني. (على موقع المكتبة الشاملة).|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-21660#page-2175|صفحة=209|سنة=1356هـ|طبعة=الأولى|ناشر=المكتبة التجارية الكبرى|مكان=مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190510012738/http://shamela.ws/browse.php/book-21660 | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2019}}</ref>
* '''منزلة [[أهل البيت]] عمومًا''': يعتقد أهل السنة أن أهل البيت تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقوقهم، وأن المسلمين مأمورون بالصلاة عليهم مع [[الصلاة على النبي]]، وأنّ لهم حقًا في [[أداء الخمس من المغنم (إسلام)|أداء الخمس من المغنم]] وال[[فيء]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن تيمية]]|مؤلف2=الراجحي|عنوان=شرح الوصية الكبرى لابن تيمية - الراجحي، درس 10|مسار=http://shamela.ws/browse.php/book-37013/page-112|صفحة=7|سنة=|طبعة=|ناشر=المكتبة الشاملة|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180814001737/http://shamela.ws/browse.php/book-37013/page-112 | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2018}}</ref> فعن [[عائشة بنت أبي بكر]] قالت: {{اقتباس مضمن|خرج النبي {{صلى الله عليه وسلم}} غداة وعليه مرط مرحَّل من شعر أسود، فجاء '''الحسن بن علي''' فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم دخلت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليُّ فأدخله، ثم قال: {{قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}}}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7219&idto=7220&bk_no=53&ID=1133 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث 2424، مكتبة إسلام ويب]</ref>

=== نظرة الشيعة ===
[[ملف:HassanMojtabaSVG.svg|تصغير|يسار|تخطيط الحسن المجتبى ب[[خط الثلث]]، والمجتبى هو أحد ألقاب الحسن التي يشتهر بها عند الشيعة.]]
[[ملف:Twelvers1 copy copy.png|تصغير|يمين|اسم النبي محمد وحوله أسماء الأئمة الاثنا عشر عند [[شيعة اثنا عشرية|الشيعة الاثني عشرية]].]]
* '''الإمام الثاني من [[الأئمة الاثنا عشر|الأئمة الاثني عشر]]''': تؤمن أغلب طوائف الشيعة أن الحسن هو الإمام الثاني من [[الأئمة الاثنا عشر|الأئمة الاثني عشر]] بعد الإمام الأول [[علي بن أبي طالب]]، وأن علي بن أبي طالب أوصى له قبل موته بالإمامة من بعده:
** جاء في كتاب [[الكافي (كتاب)|الكافي]]: {{اقتباس مضمن|عن [[سليم بن قيس]] قال: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام، وأشهد على وصيته الحسين عليه السلام ومحمدًا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح، وقال لابنه الحسن: يا بني أمرني رسول الله أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إلي رسول الله، ودفع إلى كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين، ثم أقبل على ابنه الحسين فقال، وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا، ثم أخذ بيد [[علي بن الحسين السجاد|علي بن الحسين]]، ثم قال ل[[علي بن الحسين السجاد|علي بن الحسين]]: وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك [[محمد الباقر|محمد بن علي]] واقرأه من رسول الله}}.<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1152_من-لا-يحضره-الفقيه-الشيخ-الصدوق-ج-4/الصفحة_189 من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج 4، الصفحة 189، المكتبة الشيعية، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018]</ref><ref>[http://www.aqaed.com/faq/3429/ النص على الإمام الحسن من كتب الشيعة، مركز الأبحاث العقائدية، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018]</ref>
** يقول [[الشريف المرتضى]]: {{اقتباس مضمن|وأخبار وصية أمير المؤمنين إلى ابنه الحسن، واستخلافه له، ظاهرة مشهورة بين الشيعة}}.<ref>[http://www.alhawzaonline.com/almaktaba-almakroaa/book/238-aqa%27ed/0034-al-%20shafei%20fi%20al-%20imama/03/04.htm الشافي في الإمامة، للشريف المرتضى، وصية أمير المؤمنين إلى ابنه الحسن، جـ 3، صـ 102]</ref>
** يقول [[حسين النوري الطبرسي]]: {{اقتباس مضمن|نستدلّ بتواتر الشيعة ونقلها خلفاً عن سلف: أنّ أمير المؤمنين عليًا نصّ على ابنه الحسن بحضرة شيعته، واستخلفه عليهم بصريح القول}}.<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3695_إعلام-الورى-بأعلام-الهدى-الشيخ-الطبرسي-ج-1/الصفحة_395 إعلام الورى بأعلام الهدى، الطبرسي، جـ 1، الصفحة 404، المكتبة الشيعية]</ref>
* '''من [[المعصومون|المعصومين]]''': يعتقد [[شيعة اثنا عشرية|الشيعة الاثنا عشرية]] أن الحسن وجميع الأئمة الاثنا عشر بالإضافة إلى النبي و[[فاطمة الزهراء]]، معصومون عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وأنه لا يمكن صدور المعصية منهم حتى على نحو الغفلة أو السهو أو النسيان،<ref>[http://www.aqaed.com/faq/6076/ أدلة نقلية وعقلية على عصمة الأئمة، مركز الأبحاث العقائدية، اطلع عليه في 14 أغسطس 2018]</ref> وجاء في [[الكافي (كتاب)|الكافي]]: {{اقتباس مضمن|قال [[جعفر الصادق]]: نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا}}.<ref>[http://www.alseraj.net/maktaba/kotob/hadith/kafi1/html/ara/books/al-kafi-1/117.html الأصول من الكافي، لمحمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني، باب في أن الائمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة، صـ 269، موقع السراج]</ref>
* '''من أصحاب الكساء''': يعتقد المسلمون كما ورد في صحيح مسلم ومسند أحمد أن النبي جمع علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين معه تحت كساء واحد بعد نزول ما يُسمَّى بآية التطهير: {{قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}}.<ref>إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، الحر العاملي، جـ 2، صـ 201، طبعة الأعلمي، بيروت 1425هـ.</ref>

== انظر أيضًا ==

* [[علي بن أبي طالب]].
* [[فاطمة الزهراء]].
* [[الحسين بن علي|الحسين بن علي بن أبي طالب]].
* [[خلافة إسلامية]].

== هوامش ==

* {{هامش|1}}: أدعج العينين: شديد سواد العينين مع سعتهما.<ref name="صفاته" />
* {{هامش|2}}: المسربة: شعر دقيق من الصدر إلى السرة.<ref name="صفاته" />
* {{هامش|3}}: الكراديس: جمع كردوس وهي رؤوس العظام.<ref name="صفاته" />

== المراجع ==
=== باللغة العربية ===

{{مراجع}}

=== بِلُغاتٍ أجنبيَّة ===

{{مراجع|مجموعة=ْ|محاذاة=نعم}}

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/3284 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.] من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب.
* [https://www.alukah.net/culture/0/123364/ الحسن بن علي بن أبي طالب]، من [[شبكة الألوكة]].
{{بداية صندوق}}
{{S-hou|branch=Clan|name='''الحسن بن عليّ بن أبي طالب'''<br>رأس [[أهل البيت]]|[[بنو هاشم|الهاشميين]]|[[15 رمضان]] [[3 هـ|3هـ]]|[[1 ديسمبر|1 كانون الأول (ديسمبر)]] [[624]]م|[[5 ربيع الأول]] [[50 هـ|50هـ]]|[[1 أبريل|1 نيسان (أبريل)]] [[670]]م|[[قريش]]}}
{{S-rel|sh}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|before = [[علي بن أبي طالب]]}}
{{تعاقب-لقب|title = [[قائمة أئمة الإسماعيلية|ثاني أئمَّة]] [[إسماعيلية|الإسماعيليَّة]] [[مستعلية|المُستعلية]]-الطيبائيَّة <br /> [[الأئمة الاثنا عشر|ثاني أئمَّة]] [[سبعية|السبعيَّة]]، و[[شيعة اثنا عشرية|الاثنا عشريَّة]]، و[[زيدية|الزيديَّة]]}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|after = [[الحسين بن علي]]}}
{{S-rel|su}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|before = [[علي بن أبي طالب]]}}
{{تعاقب-لقب|title = [[خلافة إسلامية|أمير المؤمنين]]<br /><small>[[الخلفاء الراشدون|خامس الخلفاء الراشدين]]</small>|years = 661م}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|after = [[معاوية بن أبي سفيان]]}}
{{نهاية صندوق}}{{محمد2}}
{{الخلفاء الراشدون}}
{{الخلفاء المسلمون}}
{{المبشرون بالجنة}}
{{أهل البيت}}
{{صحابة}}
{{علي بن أبي طالب}}
{{فاطمة الزهراء}}
{{المعصومون}}

{{bots|deny=all}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الدولة الأموية|الحديث النبوي|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الخلافة الراشدة|محمد|صحابة|أعلام|المدينة المنورة|شيعة}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=21 نوفمبر 2018|النسخة=31670379}}

[[تصنيف:الحسن بن علي|*]]
[[تصنيف:أئمة زيديون]]
[[تصنيف:أشخاص من شبه الجزيرة العربية]]
[[تصنيف:أصحاب الكساء]]
[[تصنيف:أهل البيت]]
[[تصنيف:أهل السنة والجماعة]]
[[تصنيف:أولاد علي بن أبي طالب]]
[[تصنيف:إسماعيلية]]
[[تصنيف:الأئمة الاثنا عشر|ح]]
[[تصنيف:الخلفاء الراشدون]]
[[تصنيف:المعصومون]]
[[تصنيف:بنو هاشم]]
[[تصنيف:خلفاء القرن 7]]
[[تصنيف:خلفاء مغتالون]]
[[تصنيف:رواة الحديث]]
[[تصنيف:شهداء الصحابة]]
[[تصنيف:شهداء مسلمون]]
[[تصنيف:الشيعة]]
[[تصنيف:عرب في القرن 7]]
[[تصنيف:فاعلو خير]]
[[تصنيف:قرشيون]]
[[تصنيف:مدفونون في البقيع]]
[[تصنيف:ملوك عرب]]
[[تصنيف:مواليد 2 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 3 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 624]]
[[تصنيف:مواليد رمضان]]
[[تصنيف:مواليد في المدينة المنورة]]
[[تصنيف:وزراء الرسول]]
[[تصنيف:وفيات 50 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 669]]
[[تصنيف:وفيات 670]]
[[تصنيف:وفيات بسبب السم]]
[[تصنيف:وفيات في المدينة المنورة]]