عرض مصدر طلحة بن عبيد الله

{{شخصية دينية
| الاسم = طلحة بن عبيد الله
| صورة = The ten to whom Paradise was promised (Talha).png
| تعليق = [[خط عربي|تخطيط]] لاسم الصحابي طلحة بن عبيد الله ملحوق [[رضي الله عنه|بدعاء الرضا عنه]]
| ألقاب = شهيد يمشي على الأرض،<ref name="شهيد">[[s:سنن الترمذي/كتاب المناقب/6|سنن الترمذي، كتاب المناقب، مناقب طلحة بن عبيد الله، حديث رقم 3739]]</ref> طلحة الخير، طلحة الفيِّاض، طلحة الجود.
| تاريخ_الولادة  = 28 قبل الهجرة تقريبًا،<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/الصحابي_طلحة_بن_عبيد_الله ترجمة طلحة بن عبيد الله، على موقع قصة الإسلام، إشراف راغب السرجاني] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161120063243/http://islamstory.com:80/ar/الصحابي_طلحة_بن_عبيد_الله |date=20 نوفمبر 2016}}</ref> [[594]] م
| مكان_الولادة = [[مكة]]، [[تهامة]]، [[شبه الجزيرة العربية]]
| تاريخ_الوفاة  =  [[36 هـ]]، [[656]] م
| مكان_الوفاة = [[البصرة]]
| مبجل(ة)_في = [[الإسلام]]: [[أهل السنة والجماعة]]
| المقام_الرئيسي=
| النسب = '''أبوه:''' عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي [[بنو تيم|التَّيمي]]<br/> '''أمه:''' الصعبة بنت الحضرمي بن عبدة<br/>'''زوجاته:'''[[حمنة بنت جحش]]،  [[خولة بنت القعقاع]]، أُمّ أبان بنت عُتْبة بن ربيعة بن عبد شمس، [[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق]]، سعدى بنت عوف بن خارجة، أمّ الحارث بنت قسامة بن حنظلة، أمّ ولد، الفَرْعة بنت عليّ، الفارعة بنت أبي سفيان، [[قريبة الكبرى بنت أبي أمية|رقية أو قريبة بنت أبي أمية]]<br/>'''أبناؤه الذكور:'''[[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد]]، [[عمران بن طلحة بن عبيد الله|عمران]]، [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى]]، [[يعقوب بن طلحة بن عبيد الله|يعقوب]]، إسماعيل، إسحاق، زكريا، يوسف، يحيى، [[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى]]، صالح<br/>'''أبناؤه الإناث:'''[[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله|أم إسحاق]]، [[عائشة بنت طلحة|عائشة]]، الصعبة، مريم
|كنية=أبو مُحمَّد<ref name="سير1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة طلحة بن عبيد الله، الجزء الأول، صـ 24: 40] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171218173352/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=2&bk_no=60&flag=1 |date=18 ديسمبر 2017}}</ref>}}
'''طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّٰه [[بنو تيم|التَّيمي]] [[قريش|القُرشي]]''' (28 ق.هـ - [[36 هـ]] / [[594]] - [[656]]م)، أحد [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]]، ومن [[السابقون الأولون|السابقين الأولين]] إلى [[الإسلام]]، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم [[عمر بن الخطاب]] ليختاروا الخليفة من بعده.<ref name="أصحاب الشورى">''[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر]]''. [[البداية والنهاية]]، الجزء السابع، صفحة: 137، 138، 144. مكتبة المعارف - بيروت (1981)، ومكتبة العصر - الرياض (1966).</ref> قال عنه [[محمد|النبي محمد]] {{صلى}} أنه '''شهيد يمشي على الأرض''' فقال: {{اقتباس مضمن|من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله}}.<ref name="شهيد"/>

أسلم مبكرًا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام،<ref name="أول من أسلم">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل: أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم]]، على [[ويكي مصدر]]</ref> وهاجر إلى [[يثرب]] التي سُميت فيما بعد [[المدينة المنورة|بالمدينة المنورة]]، وشارك في جميع الغزوات في [[العصر النبوي]] إلا [[غزوة بدر]] حيث كان [[بلاد الشام|بالشام]]، وكان ممن دافعوا عن [[محمد|النبي محمد]] في [[غزوة أحد]] حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات.<ref name="شلت يده">[[s:صحيح البخاري/كتاب فضائل الصحابة#باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه، وقال عمر توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض|صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه، وقال عمر توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، حديث رقم 3518]] على [[ويكي مصدر]]</ref> وجعله [[عمر بن الخطاب]] في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: {{اقتباس مضمن|هم الذين توفي رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وهو عنهم راض.}}،<ref name="أسد الغابة، الزبير">{{استشهاد بكتاب
| عنوان = أسد الغابة في معرفة الصحابة
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1110/3569
| تاريخ = 1994
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مؤلف1 = ابن الأثير الجزري
| مؤلف-وصلة = ابن الأثير الجزري
| صفحات = 307-310
| طبعة = الأولى
| المجلد = 2
|تاريخ الوصول = 20-09-2021
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210920212708/https://al-maktaba.org/book/1110/3569 | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2021}}</ref> وبعد مقتل [[عثمان بن عفان]] خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتِلَ في [[موقعة الجمل]]،<ref name="بداية2">[[s:البداية والنهاية/الجزء السابع/فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل|البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل]] على [[ويكي مصدر]]</ref> فكان قتله في [[رجب]]ٍ سنة [[36 هـ|ستٍّ وثلاثين من الهجرة]]، وله أربع وستُّون سنة، وقيل اثنان وستُّون سنة.<ref name="سنه">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=690&pid=341785&hid=149 الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، حرف الطاء، باب طلحة، طلحة بن عبيد الله التميمي، رقم الحديث: 149، (حديث موقوف)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170806142851/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=690&pid=341785&hid=149 |date=06 أغسطس 2017}}</ref> كان لطلحة أحد عشر ولدًا وأربع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء [[نبي|الأنبياء]]، فمنهم [[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد بن طلحة السجاد]] و[[عمران بن طلحة بن عبيد الله|عمران بن طلحة]] و[[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]] و[[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى بن طلحة]]، وغيرهم.

== بداية حياته ==
=== نسبه ===
* هو: ''طَلْحَة بن عُبَيْد اللّه بن عُثْمان بن عَمْرو بن كَعْب بن سَعْد بن تَيْم'' بن [[مرة بن كعب|مُرَّة]] بن [[كعب بن لؤي|كَعْب]] بن [[لؤي بن غالب|لُؤَيِّ]] بن [[غالب بن فهر|غَالب]] بن [[فهر بن مالك|فِهْر]] بن [[مالك بن النضر|مالك]] بن [[النضر بن كنانة|النَّضْر]] بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]]<ref name="أسد الغابة">{{استشهاد بكتاب
| عنوان = أسد الغابة في معرفة الصحابة
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1110/7349
| تاريخ = 1994
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مؤلف1 = ابن الأثير الجزري
| مؤلف-وصلة = ابن الأثير الجزري
| صفحات = 588
| طبعة = الأولى
| المجلد = 3
| تاريخ الوصول = 20-09-2021
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210921134715/https://al-maktaba.org/book/1110/7349 | تاريخ أرشيف = 21 سبتمبر 2021}}</ref> بن [[خزيمة بن مدركة|خزيمة]] بن [[مدركة بن إلياس|مدركة]] بن [[إلياس بن مضر|إلياس]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]]،<ref name="نسب">[[s:جمهرة أنساب العرب/ولد فهر بن مالك بن النضر|جمهرة أنساب العرب، فصل: ولد فهر بن مالك بن النضر]] ل[[ابن حزم (توضيح)|ابن حزم]] على [[ويكي مصدر]]</ref>
* أمه: الصَّعبة بنت عبد الله بن عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عُويف بن مالك بن الخزرج بن إياد بن الصّدف بن حضرموت بن كندة،<ref name="استيعاب">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/12288/763
| عنوان = كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب
| تاريخ = 1992
| ناشر = دار الجيل
| تاريخ الوصول = 2021-09-17
| الأخير = ابن عبد البر
| الأول = يوسف
| مؤلف-وصلة = ابن عبد البر
| طبعة = 1
| المجلد = 2
| صفحة = 764
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210920213048/https://al-maktaba.org/book/12288/763 | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2021}}</ref> وهي أخت [[الصحابة|الصحابي]] [[العلاء بن الحضرمي]]،<ref>{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/9767/1662
| عنوان = كتاب الإصابة في تمييز الصحابة
| تاريخ الوصول = 2021-09-17
| الأخير = ابن حجر العسقلاني
| الأول = أحمد
| مؤلف-وصلة = ابن حجر العسقلاني
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| سنة = 1415 هـ
| المجلد = 3
| صفحات = 430
| طبعة = الأولى
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211011225118/https://al-maktaba.org/book/9767/1662 | تاريخ أرشيف = 11 أكتوبر 2021}}</ref> وأمّها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قُصيّ بن كلاب، وكان وهب بن عبد صاحب الرّفادة دون قريش كلّها،<ref name="طبقات">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1686/822
| المجلد = 3
| صفحة = 160
| عنوان = الطبقات الكبرى
| تاريخ = 1410 هـ - 1990 م
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| تاريخ الوصول = 2021-09-16
| الأخير = بن سعد البغدادي
| الأول = محمد
| مؤلف-وصلة = محمد بن سعد البغدادي
| طبعة = الأولى
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210920212752/https://al-maktaba.org/book/1686/822 | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2021}}</ref> وكان أبوها يُعرَف بعبد الله بالحضرميّ؛ فيقال لها بنت الحضرميّ.<ref name="استيعاب"/>
* ذكر [[ابن حزم (توضيح)|ابن حزم]] له عدة أخوة منهم:
** ''عثمان بن عبيد الله''، أنجب عبد الرحمن بن عثمان الذي قُتِل مع [[عبد الله بن الزبير]].<ref name="جمهرة">[http://islamport.com/w/nsb/Web/480/63.htm جمهرة الأنساب لابن حزم، (1/63)، على موقع الموسوعة الشاملة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160816133525/http://islamport.com/w/nsb/Web/480/63.htm |date=16 أغسطس 2016}}</ref>
** ''مالك بن عبيد الله''، أنجب عثمان بن مالك الذي قتله [[صهيب بن سنان|صهيب الرومي]] في [[غزوة بدر]] في صفوف [[قريش]].<ref name="جمهرة"/>
* هو ابن عم [[عبيد الله بن معمر التيمي]] والي [[البصرة]]،<ref>د.عبد السلام الترمانيني، " أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: الجزء الأول من سنة 1 هـ إلى سنة 250 هـ"، المجلد الأول (من سنة 1 هـ إلى سنة 131 هـ) دار طلاس، دمشق.</ref> ويلتقي نسبه مع [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] في ''عامر بن كعب بن سعد''، فكلاهما من [[بنو تيم|بني تيم]]، وكذلك هما ملتقيان في نسب [[محمد|النبي محمد]] في ''[[مرة بن كعب|مُرَّة]] بن [[كعب بن لؤي|كَعْب]]''.<ref>محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، 2012م، صـ 55</ref>

=== نشأته ===
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«قَدِمَ عَلَيْنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ الْفِتْيَانِ،<br/> فَخَرَجَ عَلَيْنَا فِي ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ.»|المصدر=''أبو نضرة العبدي''<ref name="الأصبهاني219">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208#page-212 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 219] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}}
[[ملف:تخطيط اسم طلحة بن عبيد الله.png|تصغير|تخطيط عربي لطلحة بن عبيد الله]]
وُلِد طلحة في [[مكة]] قبل الهجرة بثمانية وعشرين عامًا اعتمادًا على القول بأنه مات وهو ابن أربع وستين سنة، أو قبل الهجرة بستة وعشرين عامًا اعتمادًا على القول بأنه مات وهو ابن اثنين وستين سنة.<ref>محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 56</ref> وكان طلحة آدم<ref group="معلومة">الآدم من الناس: الأسمر ([https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=74&idfrom=73&idto=73&flag=0&bk_no=122&ayano=0&surano=0&bookhad=0 لسان العرب، مادة: أدم]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202854/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=73&idto=73&bk_no=122&ID=74 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> كثير الشعر، حسن الوجه، أبيض يميل إلى الحمرة، قال [[ابن منده]]: {{اقتباس مضمن|كان رجلا آدم، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط<ref group="معلومة">السبط من الشعر: المنبسط المسترسل، والقطط: الشديد الجعودة، أي كان شعره وسطا بينهما. ([https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3692&idfrom=3685&idto=3685&flag=0&bk_no=122&ayano=0&surano=0&bookhad=0 لسان العرب، مادة: سبط]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822185555/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3685&idto=3685&bk_no=122&ID=3692 |date=22 أغسطس 2016}}</ref>، حسن الوجه، إذا مشى أسرع، ولا يغير شعره.}}، وعن [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]] قال: {{اقتباس مضمن|كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعًا،<ref group="معلومة">مربوعًا: لا قصيرًا ولا طويلًا.([https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3027&idfrom=3022&idto=3022&flag=0&bk_no=122&ayano=0&surano=0&bookhad=0 لسان العرب، مادة: ربع]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202827/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3022&idto=3022&bk_no=122&ID=3027 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> إلى القصر هو أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعًا.}}<ref name="سير1" />

== إسلامه ==
[[ملف:Mecca from Jabal Nur.JPG|تصغير|يسار|منظر كاشف [[مكة|لمكة]] من على متن [[جبل النور]].]]
كان طلحة بن عبيد الله من [[السابقون الأولون|السابقين الأولين]]، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام،<ref name="أول من أسلم"/> حيث كان من الذين أسلموا على يد [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]،<ref name="أسد الغابة"/> قال [[ابن إسحاق]]:<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=681&pid=333919&hid=498 دلائل النبوة للبيهقي، رقم الحديث: 498] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819001416/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=681&pid=333919&hid=498 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ - يعني أَبي بَكْرٍ - فِيمَا بَلَغَنِي: [[الزبير بن العوام|الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ]]، وَ[[عثمان بن عفان|عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ]]، وَ'''طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ'''، وَ[[سعد بن أبي وقاص|سَعْدٌ]]، وَ[[عبد الرحمن بن عوف|عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ]]، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَسَلَّمَ وَمَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَبِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَآمَنُوا وَأَصْبَحُوا مُقِرِّينَ بِحَقِّ الإِسْلامِ، فَكَانَ هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الإِسْلامِ، فَصَلَّوْا وَصَدَّقُوا رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَآمَنُوا بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}}

ويروي [[إبراهيم بن محمد بن طلحة]] قصة إسلامه جده فيقول:<ref name="طبقات"/><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=6053&idfrom=6204&idto=6204&flag=0&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء، السيرة النبوية، ذكر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة في مكة، إسلام السابقين الأولين، الجزء السادس والعشرون، صـ 111: 115] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202807/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=6204&idto=6204&bk_no=60&ID=6053 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|قال طلحة بن عُبيد الله حضرتُ سوقَ [[بصرى|بُصْرى]] فإذا راهبٌ في صومعته يقول: سَلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحدٌ من أهل [[مكة|الحَرَم]]؟ قال طلحة: فقلتُ نعم أنا، فقال: هل ظَهَرَ أحْمَدُ بعدُ؟ قال قلتُ: ومَنْ أحمد؟ قال: ابن [[عبد الله بن عبد المطلب|عبد الله بن عبد المطّلب]]، هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومُهاجَرُه إلى نَخْلٍ وحَرّةٍ وسِباخٍ، فإيّاكَ أنْ تُسْبَقَ إليه، قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال فخرجتُ سريعًا حتّى قدمتُ مكّة فقلتُ: هل كان مِنْ حَدَثٍ؟ قالوا: نعم [[محمد|محمّد بن عبد الله]] الأمين تنبّأ وقد تبعه [[أبو بكر الصديق|ابن أبي قُحافة]]، قال فخرجتُ حتّى دخلتُ على [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] فقلت: أتَبِعْتَ هذا الرّجل؟ قال: نعم فانطلقْ إليه فادخل عليه فاتْبَعْه فإنّه يدعو إلى الحقّ. فأخبَرَه طلحة بما قال الرّاهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، فأسْلَم طلحة وأخبر رسول الله بما قال الرّاهب فسُرّ رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، بذلك فلمّا أسلَم أبو بكر وطلحة بن عُبيد الله أخذهما [[نوفل بن خويلد|نَوفل بن خُويلد بن العَدَويّة]] فشَدّهما في حبلٍ واحدٍ ولم يمنعهما [[بنو تيم]]، وكان نَوفل بن خُويلد يُدْعى أسدَ [[قريش]] ''فلذلك سُمّي أبو بكر وطلحة القَرينَين''.}}

ولمّا أَسلم طلحةُ آخى النبي بَيْنَه وبين [[الزبير بن العوام]] ب[[مكة]] قبل [[الهجرة النبوية|الهجرة إلى المدينة]]،<ref group="معلومة">عن محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدنيّ قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه: {{اقتباس مضمن|أنّ النّبيّ {{صلى الله عليه وسلم}}، حين آخى بين أصحابه آخى بين الزّبير وطلحة.}} ([[كتاب الطبقات الكبير|الطبقات الكبير]]، جـ3، ص 93)</ref><ref name="أسد الغابة"/> ولم يهاجر طلحة [[الهجرة إلى الحبشة|إلى الحبشة]] لأنه كان من أكابر [[قريش]]، فلم يكن يناله من العذاب ما ينال ضعفاء المسلمين، فلم يحتج للهجرة إلى الحبشة؛ وكذلك [[أبو بكر الصديق]]، حيث كانا من [[بنو تيم|بني تيم]] وهي قبيلة كبيرة لها مَنَعَة،<ref>محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، 2012م، صـ 73</ref>

=== هجرته إلى المدينة ===
{{مفصلة|الهجرة النبوية}}
[[ملف:Madina old.jpg|تصغير|يسار|منظر عام [[المدينة المنورة|للمدينة المنورة]] قديمًا.]]
هاجر طلحة إلى [[المدينة المنورة]] بعد هجرة [[محمد|النبي محمد]]، حيث كان في تجارة في الشام، وفي طريق عودته إلى مكة لقي النبي وأبي بكر وهما في طريقهما إلى [[يثرب]]، فكساهما من ثياب الشام، ثم عاد إلى [[مكة]] وأخذ أهل بيت [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] وخرجوا مهاجرين إلى المدينة، فعن [[سعد بن أبي وقاص]] قال:<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=382967&hid=24722 تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الطاء، ذكر من اسمه طلحة، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، رقم الحديث: 24722، (حديث مرفوع)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822210424/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=382967&hid=24722 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|لَمَّا ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} مِنَ الْخَرَّارِ فِي [[الهجرة النبوية|هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ]]، فَكَانَ الْغَدُ لَقِيَهُ '''طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ''' جَائِيًا مِنَ [[بلاد الشام|الشَّامِ]] فِي عِيرٍ، فَكَسَا رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَ[[أبو بكر الصديق|أَبَا بَكْرٍ]] مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ، وَخَبَّرَ رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} أَنَّ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اسْتَبْطَئُوا رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}، فَعَجَّلَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} السَّيْرَ، وَمَضَى طَلْحَةُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ آلِ [[أبو بكر الصديق|أَبِي بَكْرٍ]]، فَهُوَ الَّذِي قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ.}}

ولمّا هاجر طلحة بن عُبيد الله إلى المدينة نزل على [[أسعد بن زرارة]]،<ref group="معلومة">هي منازل بني الحارث بن [[الأنصار|الخزرج]] بعوالي المدينة وبينها وبين منزل النبي ميل ([http://islamport.com/w/bld/Web/2731/1295.htm معجم البلدان، لياقوت الحموي جـ3، ص 265]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160816125144/http://islamport.com/w/bld/Web/2731/1295.htm |date=16 أغسطس 2016}}</ref><ref name="طبقات"/> وآخى النبي بينه وبين [[أبو أيوب الأنصاري|أبي أيوب الأنصاري]]،<ref name="أسد الغابة"/> وهو القول الأشهر، وقيل بينه وبين [[كعب بن مالك]]،<ref name="استيعاب"/><ref name="مؤاخاة">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار|البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار]] على [[ويكي مصدر]]</ref> وقيل بينه وبين [[سعيد بن زيد]]، وقيل بينه وبين [[أبي بن كعب|أبي بن كعب بن قيس]].<ref name="طبقات"/> ورُوِى أن النبي محمد اختار له موضع داره، فعن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال:<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&hid=3440&pid=35957 الطبقات الكبرى لابن سعد، طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، رقم الحديث: 3440، (حديث مرفوع)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202820/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&hid=3440&pid=35957 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|جعل رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، لطلحة موضع داره.}}

== غزواته في العهد النبوي ==
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
|اقتباس=«لم يبقَ مع النبيِّ {{صلى الله عليه وسلم}}، في بعضِ تلك الأيامِ التي قاتل فيهنَّ رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}}، غيرُ '''طلحةَ''' و[[سعد بن أبي وقاص|سعدٍ]]. عن حديثهما.»|المصدر='' [[أبو عثمان النهدي]]''<ref name="لم يبق"/>}}
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
|اقتباس=«رأيتُ يدَ طلحة شلاّء وقَى بها رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يوم أحُد.»|المصدر='' [[قيس بن أبي حازم]]''<ref>[[صحيح البخاري]]، كتاب المغازي، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون، حديث رقم 4063</ref>}}
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
|اقتباس=«كَانَ [[أبو بكر الصديق|أَبُو بَكْرٍ]] {{رضي الله عنه}} إِذَا ذُكِرَ [[غزوة أحد|يَوْمُ أُحُدٍ]] قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كُلُّهُ لِطَلْحَةَ.»|المصدر='' [[عائشة بنت أبي بكر]]''<ref name="الأصبهاني215">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 215] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}}
{{صندوق اقتباس
| align = left
| width = 225
|اقتباس=«جُرح أبونا [[غزوة أحد|يوم أُحُد]] أربعًا وعشرين جراحة، وقع منها في رأسه شَجّةٌ مربّعة وقُطِعَ نَساه، وشَلّت إصبعه، وسائر الجراح في سائر جسده، وقد غلبه الغَشيُ ورسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} مكسورة رباعيّتاه مشجوج في وجهه، قد عَلاَه الغشي وطلحة محتمله يَرْجِعُ به القَهْقَرى، كُلّما أدركه أحدٌ من المشركين قاتَلَ دونه حتّى أسنده إلى الشِّعْب.»|المصدر='' [[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله]]''<ref name="طبقات"/>}}
{{صندوق اقتباس
| align =left
| width = 225
|اقتباس=« بايع رسولُ الله {{صلى الله عليه وسلم}} عصابةً من أصحابه على الموت [[غزوة أحد|يوم أحُد]] حين انهزم المسلمون، فصبروا، وجعلوا يبذلون نفوسَهم دونه حتى قُتل منهم مَنْ قُتل، فعد فيمن بايع على ذلك جماعةً، منهم: [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]، و[[عمر بن الخطاب|عمر]]، و'''طلحة'''، و[[الزبير بن العوام|الزبير]]، و[[سعد بن أبي وقاص|سعد]]، و[[سهل بن حنيف|سهل بن حُنَيف]]، و[[أبو دجانة|أبو دُجانة]].»|المصدر='' [[سعد بن عبادة]]''}}
شارك طلحة في جميع الغزوات والمشاهد ما عدا [[غزوة بدر]]، حيث بعثه النبي [[محمد]] في [[غزوة العشيرة]] قبل [[غزوة بدر]] لتفقّد عير قريش القافلة من الشام، فقيل:<ref name="سرية">[https://shamela.ws/browse.php/book-10803/page-592#page-592 الأنوار في شمائل النبي المختار، جـ 1، صـ 594] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918162137/http://shamela.ws/browse.php/book-10803/page-592 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> {{اقتباس مضمن|بَعَثَ رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} سَرِيَّةً فِي عَشَرَةٍ، فِيهِمْ طَلْحَةُ، فَقَالَ: شِعَارُكُمْ يَا عَشَرَةُ}}، وأبلى طلحة بلاءً حسنًا في [[غزوة أحد]]، وشارك في [[غزوة الخندق]]، وحضر [[صلح الحديبية]]، وبايع [[بيعة الرضوان]]، وعن [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]] عن أَبيه طلحة قال: {{اقتباس مضمن|سماني رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} [[غزوة أحد|يوم أَحد]] '''طلحة الخَيْرِ'''، و[[غزوة تبوك|يوم العُسْرة]] '''طلحة الفَيَّاض'''، و[[غزوة حنين|يوم حنين]] '''طلحة الجُود'''.}}<ref name="أسد الغابة"/>

=== غزوة بدر ===
{{مفصلة|غزوة العشيرة|غزوة بدر}}
لم يشهد طلحة [[غزوة بدر]] ولكن ضرب له النبي محمد سهمه، واُختلِف في سبب تخلفه عن الغزوة، فقال [[الزبير بن بكار]] أنه كان في تجارة بالشام عندما وقعت الغزوة،<ref name="استيعاب"/> بينما قال [[الواقدي]] وغيره - وهو الأشهر - أن النبي [[محمد]] أرسله مع [[سعيد بن زيد]] ليتحسّبا خبر عير [[قريش]] القافلة من [[بلاد الشام|الشام]]، فخرجا حتّى بلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك حتّى مَرّت بهما العِير، ولكن بلغ النبي [[محمد]] الخبر قبل رجوع طلحة و[[سعيد بن زيد|سعيد]] إليه، فنَدَبَ أصحابه وجهز جيشًا لملاقاة القافلة، ولكن استطاعت القافلة الإفلات، ثم عاد طلحة بن عُبيد الله و[[سعيد بن زيد]] إلى [[المدينة المنورة]] ليُخبرا النبي عن خبر العير؛ ولم يَعْلَما بخروجه، فَقَدِمَا المدينة في اليوم الذي حدثت فيه المعركة بين المسلمين وقريش ب[[بدر]]، فخرجا من المدينة فلقياه النبي مُنْصَرِفًا من [[بدر]]، فلم يشهد طلحة وسعيد [[غزوة بدر]] لذلك، فضرب لهما النبي بسهامهما وأجورهما في [[غزوة بدر]] فكانا كَمَنْ شَهِدَها.<ref name="استيعاب"/> فعن [[موسى بن عقبة]] قال:<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673&pid=332405&hid=11782 السنن الكبرى للبيهقي، كِتَابُ الْوَصَايَا، بَابُ لا ضَمَانَ عَلَى مُؤْتَمَنٍ، رقم الحديث: 11782] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822191758/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673&pid=332405&hid=11782 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|وَقَدِمَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنَ الشَّامَ، بَعْدَمَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} مِنْ بَدْرٍ، فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} فِي سَهْمِهِ، فَقَالَ: لَكَ سَهْمُكَ، قَالَ: وَأَجْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: وَأَجْرُكَ}}

=== غزوة أحد ===
{{مفصلة|غزوة أحد}}
[[ملف:Mount Uhud.JPG|تصغير|يمين|صورة حديثة ل[[جبل أحد]] الذي دارت عنده [[غزوة أحد]]]]
شهد طلحة بن عبيد الله [[غزوة أحد]] مع النبي [[محمد]]، وكان فيمن ثَبَتَ معه يومئذ حين ولّى النّاس، وبايعه على الموت،<ref name="طبقات"/> ودافع عنه حتى شُلَّت يده، فلما ولى الناس كان مع النبي محمد اثنى عشر رجلًا، وكان منهم طلحة، فأردكهم مجموعة من جيش [[قريش]] تريد قتل النبي [[محمد]]، فقال النبي [[محمد]]: «من للقوم؟» قال طلحة: «أنا»، فرفض النبي أن يخرج لهم طلحة وقال له: «كما أنت»، فقال رجل: «أنا»، قال: «أنت»، فقاتل حتى قتل، ثم قال: «من لهم؟» قال طلحة: «أنا»، قال: «كما أنت»، فقال، رجل من [[الأنصار]]: «أنا»، قال: «أنت»، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى لم يبق مع النبي محمد إلا طلحة، فقال: «من للقوم؟» قال طلحة: «أنا»، يقول [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]]: {{اقتباس مضمن|فقاتل طلحة قتال الأحد عشر  حتى قطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: لو قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون. ثم رد الله المشركين.}}<ref name="النسائي">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3862&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=57&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنن النسائي، كتاب الجهاد، ما يقول من يطعنه العدو، حديث رقم 3149] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822203616/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=57&ID=3862 |date=22 أغسطس 2016}}</ref>

وأثناء دفاع طلحة عن النبي [[محمد]]، رمى مالك بن زهير سهمًا فاتّقى طلحة السهم بيده عن وجه النبي [[محمد]]، فأصاب يده فََشَلّت، وأُصيب في رأسه، ضَرَبهُ رجلٌ من [[قريش]] ضَرْبَتَينِ، ضَرْبَةً وهو مقبل وضربة وهو مُعْرِض عنه، فنُزِفَ منها الدمُ، فكان [[ضرار بن الخطاب|ضرار بن الخطاب بن مرداس]] الفهري يقول: {{اقتباس مضمن|أنا والله ضربتُه يومئذٍ.}}<ref name="طبقات"/> وأُصيب أنفُ النّبيّ ورَباعيّتُه، وضرب طلحة ضربات عديدة حتى قيل أنها حوالي خمسٍ وسبعين أو سبعٍ وثلاثين ضربةً، فعن [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]]: {{اقتباس مضمن|رجع طلحة يومئذٍ بخمسٍ وسبعين أو سبعٍ وثلاثين ضربةً، رُبّعَ فيها جبينه، وقُطعَ نَساه، وشَلّت إصبعه التي تلي الإبهام.}}<ref name="بداية، أحد">[[s:البداية والنهاية/الجزء الرابع/فصل فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ من المشركين قبحهم الله|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الرابع، فصل: فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ من المشركين قبحهم الله]]، على [[ويكي مصدر]]</ref> وأراد النبي [[محمد]] الصعود على صخرة، وكان ظاهرَ بين دِرْعين فلم يستطع النّهوض، فحمله طلحة على ظهره إلى الصخرة، فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|'''أَوْجَبَ طلحةُ'''}}<ref name="أوجب"/> وبعدما انتهت المعركة، كان طلحة قد أُغمَى عليه وأصابه الغَشي، فأمر النبي [[أبو بكر الصديق|أبا بكر الصديق]] و[[أبو عبيدة بن الجراح|أبا عبيدة بن الجراح]] بإصلاح شأن طلحة وتطييب جراحه، فيقول [[أبو بكر الصديق]]:<ref name="الأصبهاني215"/><ref name="بداية، أحد"/> {{اقتباس خاص|كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ [[غزوة أحد|يَوْمَ أُحُدٍ]]، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَ[[أبو عبيدة بن الجراح|لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ]]، قَالَ: «عَلَيْكُمَا صَاحِبُكُمَا» يُرِيدُ '''طَلْحَةَ'''، وَقَدْ نَزَفَ فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ {{صلى الله عليه وسلم}} ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِفَارِ، فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، وَضَرْبَةٍ، وَإِذَا إِصْبَعُهُ قُطِعَتْ فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ.}}
ثم أخذ النبي محمد يتفاخر بطلحة، فقال:<ref name="مستدرك2"/> {{اقتباس مضمن|قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا فِي الأَرْضِ قُرْبِي مَخْلُوقٌ غَيْرَ [[جبريل|جِبْرِيلَ]] عَنْ يَمِينِي، وَطَلْحَةُ عَنْ يَسَارِي}}، فأنشد طلحة يقول:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1842&idfrom=4185&idto=4187&flag=0&bk_no=74&ayano=0&surano=0&bookhad=0 المستدرك على الصحيحين، كتاب المغازي والسرايا، ذكر شجاعة طلحة الأنصاري رضي الله عنه، رقم الحديث 4367] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202848/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4185&idto=4187&bk_no=74&ID=1842 |date=22 أغسطس 2016}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1093&pid=862041 حديث ابن مخلد عن شيوخه، لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر، رقم الحديث: 52، (حديث مرفوع)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822194144/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1093&pid=862041 |date=22 أغسطس 2016}}</ref>
{{أبيات|
'''نَحْنُ حُمَاةُ غَالِبٍ وَمَالِكِ'''\\'''نَذُبُّ عَنْ رَسُولِنَا الْمُبَارَكِ'''
'''نَضْرِبُ عَنْهُ الْقَوْمَ فِي الْمَعَارِكِ'''\\'''ضَرْبَ صِفَاحِ الْكَوْمِ فِي الْمَبَارِكِ'''}}
وأنشد [[حسان بن ثابت]] في ذلك شعرًا:<ref name="سير1"/><ref name="مستدرك2"/>
{{أبيات|
'''وَطَلْحَةُ يَوْمَ الشِّعْبِ آسَى مُحَمَّدً'''ا\\'''لَدَى سَاعَةٍ ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَشُدَّتِ'''
'''وَقَاهُ بِكَفَّيْهِ الرِّمَاحَ فَقُطِعَتْ'''\\'''أَصَابِعُهُ تَحْتَ الرِّمَاحِ فَشُلَّتِ'''
'''وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ'''\\'''أَقَرَّ رَحَى الإِسْلامِ حَتَّى اسْتَقَرَّتِ'''}}

== في عهد الخلفاء الراشدين ==
لما مات النبي [[محمد]] كان طلحة ممن بايع [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]، وأقام معه تحت حكمه،<ref name="محض82">محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، 2012م، صـ 82</ref> واعترض طلحة على استخلاف أبي بكر ل[[عمر بن الخطاب]] من بعده، حيث كان يرى أن عمر كان غليظًا في تعامله مع الناس، فذهب إلى أبي بكر وقال له: {{اقتباس مضمن|اسْتَخْلَفْتَ عَلَى النَّاسِ عُمَرَ، وَقَدْ رَأَيْتَ مَا يَلْقَى النَّاسُ مِنْهُ وَأَنْتَ مَعَهُ، فَكَيْفَ بِهِ إِذَا خَلا بِهِمْ، وَأَنْتَ لاقٍ رَبَّكَ فَسَائِلُكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ}}، فجلس أبو بكر - وكان مضطجعًا -، وقَالَ لِطَلْحَةَ: {{اقتباس مضمن|أَبِاللَّهِ تُفَرِّقُنِي، أَمْ بِاللَّهِ تُخَوِّفُنِي، إِذَا لَقِيتُ اللَّهَ رَبِّي فَسَاءَلَنِي، قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَى أَهْلِكَ خَيْرَ أَهْلِكَ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=335&pid=159699&hid=1205 تهذيب الآثار للطبري، ذِكْرُ خَبَرٍ آخَرَ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ، رقم الحديث: 1205، (حديث موقوف)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822193624/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=335&pid=159699&hid=1205 |date=22 أغسطس 2016}}</ref>

=== الشورى بعد وفاة عمر ===
{{أعضاء الشورى بعد عمر}}
كان طلحة من أصحاب الشورى الستة الذين اختاروا الخليفة بعد [[عمر بن الخطاب]]، فلما طُعِن [[عمر بن الخطاب]] ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي [[محمد]] وهو عنهم راضٍ، وهم: [[عثمان بن عفان]]، [[علي بن أبي طالب]]، '''طلحة بن عبيد الله'''، [[الزبير بن العوام]]، [[عبد الرحمن بن عوف]]، و[[سعد بن أبي وقاص]].<ref name="أصحاب الشورى"/> ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئًا، ثم أوصى [[صهيب بن سنان]] أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى. ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد [[1 محرم|أول محرم]] سنة [[24 هـ]]، الموافقة لسنة 644 م، بالحجرة النبوية إلى جانب [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] و[[محمد|النبي محمد]]، وكان عمره خمسًا وستين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة،<ref>''[[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد، محمد أبو عبد الله]]''. الطبقات الكبرى، الجزء الأول، صفحة: 265. دار صادر ودار بيروت - بيروت (1957)</ref>

بعد الانتهاء من دفن عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت [[عائشة بنت أبي بكر]]، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت [[فاطمة بنت قيس الفهرية]] أخت [[الضحاك بن قيس (توضيح)|الضحاك بن قيس]].<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-62 تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره، جـ1، صـ 64] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916113658/http://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-62 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم [[عبد الرحمن بن عوف]]: «اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم»، فقال [[الزبير بن العوام|الزبير]]: «جعلت أمري إلى [[علي بن أبي طالب|علي]]»، وقال '''طلحة''': «جعلت أمري إلى [[عثمان بن عفان|عثمان]]»، وقال [[سعد بن أبي وقاص|سعد]]: «جعلت أمري إلى [[عبد الرحمن بن عوف]]»،<ref name="البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، رقم: (3700)">[http://hadithportal.com/hadith-3700&book=1 البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان وفيه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حديث رقم 3700] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180120065810/http://hadithportal.com/hadith-3700&book=1 |date=20 يناير 2018}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وأصبح المرشحون الثلاثة [[علي بن أبي طالب]]، و[[عثمان بن عفان]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]]، فقال عبد الرحمن: «أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه» فأسكت الشيخين، فقال [[عبد الرحمن بن عوف]]: «أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما»، قالا: «نعم».<ref name="البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، رقم: (3700)"/>

وأخذ [[عبد الرحمن بن عوف]] يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة (اليوم الأخير من شهر [[ذو الحجة|ذي الحجة]] [[23 هـ]]/ [[6 نوفمبر]] [[644]]م) أعلن عبد الرحمن البيعة ل[[عثمان بن عفان]] وقال: «أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً»، فقال عبد الرحمن مخاطباً عثمان: «أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده»، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=105559&hid=6694 صحيح البخاري، كِتَاب الْأَحْكَامِ، بَاب كَيْفَ يُبَايِعُ الْإِمَامُ النَّاسَ، رقم الحديث: 6694] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819000655/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=105559&hid=6694 |date=19 أغسطس 2016}}</ref>

== موقعة الجمل ومقتله ==
{{مفصلة|فتنة مقتل عثمان|موقعة الجمل}}
{{إسلام}}
[[ملف:Ali and Aisha at the Battle of the Camel.jpg|تصغير|يمين|رسم تُركي عُثماني لموقعة الجمل، وقد غُطي وجه كلًا من عائشة وعليّ باللون الأبيض.]]
كان طلحة أول من بايع [[عثمان بن عفان]]؛ حيث بايعه في مجلس الشورى، ثم كان من جملة أنصار [[عثمان بن عفان]] في الفتنة، فلما قُتِل عثمان؛ ندم على ترك نصرته وقال:<ref name="سير1"/> {{اقتباس مضمن|إنا داهنا في أمر عثمان، فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.}} ثم بايع [[علي بن أبي طالب]]، فيقال: {{اقتباس مضمن|إن أول من بايعه كان طلحة بيده اليمنى وكانت شلاّء من يوم أحد}}،<ref name="محض1">محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 82: 85</ref> وبعدما بايع [[علي بن أبي طالب]]؛ طلب منه طلحة و[[الزبير بن العوام|الزبير]] تعجيل إقامة القصاص،<ref name="الصلابي1">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 28: 31</ref> واقترحا أن يخرجا [[البصرة|للبصرة]] و[[الكوفة]]، فقال '''طلحة''': {{اقتباس مضمن|دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل}}، وقال الزبير: {{اقتباس مضمن|دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل}}، فأمرهما علي بالتريّث.<ref name="الطبري1">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 2، صـ 703] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170507235307/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html |date=07 مايو 2017}}</ref> وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان؛ خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة والتقوا ب[[عائشة بنت أبي بكر]] وكان وصولهما إلى مكة في [[ربيع الآخر]] سنة [[36 هـ]]،<ref name="الصلابي2">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 51: 55</ref> ودعوا الناس إلى الأخذ بثأر عثمان.<ref name="الطبري2">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 13: 19] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170507235307/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html |date=07 مايو 2017}}</ref>

ثم قرروا الخروج إلى [[البصرة]] ثم [[الكوفة]]، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك،<ref name="الصلابي2"/> ولما وصلوا [[البصرة]]؛ أرسل لهم والي البصرة [[عثمان بن حنيف|عثمان بن حنيف الأنصاري]] يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من [[عمران بن حصين]] و[[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]]، فذهبا إلى عائشة فقالا: {{اقتباس مضمن|إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا}} فقالت: {{اقتباس مضمن|والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: {{قرآن|لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}}، ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره}}، فأتيا '''طلحة''' فقالا: {{اقتباس مضمن|ما أقدمك}}، قال: {{اقتباس مضمن|الطلب بدم عثمان}}، قالا: {{اقتباس مضمن|ألم تبايع عليا}}، قال {{اقتباس مضمن|بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان}}، ثم أتيا الزبير فقالا: {{اقتباس مضمن|ما أقدمك}}، قال: {{اقتباس مضمن|الطلب بدم عثمان}}، قالا: {{اقتباس مضمن|ألم تبايع عليا}}، قال {{اقتباس مضمن|بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان}}.<ref name="الطبري2"/>

ورأى [[عثمان بن حنيف]] أن يمنعهم من دخول [[البصرة]] حتى يأتي [[علي بن أبي طالب]]، فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب [[عثمان بن حنيف]]. ثم قامت عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب [[عثمان بن حنيف]].<ref name="الطبري2"/> وجاء [[حكيم بن جبلة العبدي]] - وكان من قتلة [[عثمان بن عفان|عثمان]] - وسب [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وكان لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله. فانتشب القتال، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فقُتِل عددًا ممن شارك في قتل عثمان قُدِر بسبعين رجلًا، واستطاع الزبير وطلحة ومن معهما أن يسيطروا على [[البصرة]]، وتوجه الزبير إلى بيت المال، وأخلى سبيل [[عثمان بن حنيف]].<ref name="الطبري2"/><ref name="الصلابي3">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، فصل: مقتل حكيم بن جبلة، صـ 62: 63</ref>

وصل [[علي بن أبي طالب]] إلى [[ذي قار (توضيح)|ذي قار]]، وأرسل الرسل بينه وبين '''طلحة''' و[[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فأرسل [[القعقاع بن عمرو التميمي|القعقاع بن عمرو]] إليهم فقال ل[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]: {{اقتباس مضمن|أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أي بني الإصلاح بين الناس}}. فسعى [[القعقاع بن عمرو التميمي|القعقاع بن عمرو]] بين الفريقين بالصلح، واتفقا على الصلح، ولما عاد القعقاع إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] وأخبره بما فعل، فارتحل علي حتى نزل بحياهم،<ref name="الصلابي4">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 71: 90</ref> ولما نوى الرحيل قال:<ref name="الطبري3">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1895.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 32] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304204950/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1895.html |date=04 مارس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|وإني راحل غدا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم}}، فلما قال هذا اجتمع جماعة من قتلة عثمان كـ[[مالك بن الحارث الأشتر|الأشتر النخعي]]، وشريح بن أوفى، و[[عبد الله بن سبأ]]، فقال [[مالك بن الحارث الأشتر|الأشتر]]: {{اقتباس مضمن|قد عرفنا رأي '''طلحة''' و[[الزبير بن العوام|الزبير]] فينا، وأما رأي [[علي بن أبي طالب|علي]] فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا}}، وقال [[عبد الله بن سبأ]]:<ref>[http://islamport.com/d/3/tkh/1/16/226.html البداية والنهاية لابن كثير جـ 7، صـ 250، الموسوعة الشاملة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170817235230/http://islamport.com/d/3/tkh/1/16/226.html |date=17 أغسطس 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن| يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا [[حرب|الحرب]] والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون.}}

فأشعلوا القتال بين الطرفين، وحاول طلحة إيقاف القتال، فأخذ يقول وهو على دابته: «أيها الناس أنصتوا»، فلم ينصت له أحد، فقال: «أف! فراش النار، وذباب طمع.»، وقام [[كعب بن سور الأزدي|كعب بن سور]] ومعه المصحف، وأخذ يناشدهم الفريقين للتوقف عن القتال حتى قتل،<ref name="سير1"/> فأصاب طلحة سهمٌ في ركبته، فقطع من رجله عرق النَّسا، فلم يزل دمه ينزف حتى مات، فكان طلحة من أول قتيل.<ref name="استيعاب"/> وقيل أن السهم أصابه في حلقه فقال فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ {{قرآن|وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}} <small>[[سورة الأحزاب]]:38</small>، فكان مقتله سنة [[36 هـ|ست وثلاثين]]، ودُفِن ب[[البصرة]] فِي قَنْطَرَةِ قِرَةَ، وهو ابن ستين سنة، وقيل: ابن اثنتين وستين سنة، وقيل: ابن أربع وستين سنة.<ref name="سنه"/>

=== الاختلاف حول هوية قاتله ===
ذُكِر في عدة روايات تاريخية أن قاتل طلحة هو [[مروان بن الحكم]]، ومن هذه الروايات ما ذكره [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] في [[سير أعلام النبلاء]] فقال: {{اقتباس مضمن|حدثنا [[إسماعيل بن أبي خالد]] عن قيس قال: رأيت [[مروان بن الحكم]] حين رمى طلحة يومئذ بسهم، فوقع في ركبته، فما زال ينسح حتى مات.}} وقال: {{اقتباس مضمن|أن [[مروان بن الحكم|مروان]] رمى طلحة بسهم فقتله، ثم التفت إلى [[أبان بن عثمان بن عفان|أبان]]، فقال: قد كفيناك بعض قتلة أبيك.}}،<ref name="سير1"/> قال عبد الحميد الأزهري "مَن ذهَب إلى أنَّ مرْوان بن الحَكم هو قاتلُ طلحة بن عُبيد الله، منهم:ابن قتيبة، والبلاذري، وأحمد بن إسحاقَ اليعقوبي، وابن حِبَّان، والإسماعيلي، والمطهِّر بن طاهِر، وابن عبدالبر، والذَّهبي، والصَّفدي، وابن حجر العَسقلاني، والعيني، وابن تَغرِي بَرْدي، والسخاوي، وغيرهم، واستدلوا بوفرةِ وشُهرة الأدلَّة التي تناقلها المؤرِّخون"،<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.alukah.net/sharia/0/37162/هل-صح-رمي-مروان-لطلحة-بن-عبيدالله-يوم-الجمل؟/|عنوان=هل صح رمي مروان لطلحة بن عبيدالله يوم الجمل؟|تاريخ=2011-12-31|موقع=www.alukah.net|لغة=ar|تاريخ الوصول=2023-05-28|الأخير= http://www.alukah.net/authors/view/sharia/4749|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230528190733/https://www.alukah.net/sharia/0/37162/%D9%87%D9%84-%D8%B5%D8%AD-%D8%B1%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%84%D8%9F/|تاريخ أرشيف=2023-05-28}}</ref> ولكنّ رجَّح عددًا من المؤرخين والعلماء المسلمين والباحثين المعاصرين بطلان الرواية، وجمع [[علي الصلابي]] الأسباب التي استدلوا بها في بطلان هذه الرواية وهي:<ref name="مروان">[https://shamela.ws/browse.php/book-36424/page-578#page-577 أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، للدكتور على محمد الصلابي، فصل: هل يصح قتل مروان بن الحكم لطلحة بن عبيد الله؟، جـ 1، صـ 579] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918145455/http://shamela.ws/browse.php/book-36424/page-578 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> {{اقتباس خاص|
# قول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: «ويقال إن الذي رماه بهذا السهم [[مروان بن الحكم]]، وقد قيل: إن الذي رماه بهذا السهم غيره، وهذا عندي أقرب وإن كان الأول مشهورًا، و[[الله]] أعلم.»
# قول [[ابن العربي (توضيح)|ابن العربي]]: «قالوا إن [[مروان بن الحكم|مروان]] قتل '''طلحة بن عبيد الله'''، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت.»
# قول [[محب الدين الخطيب]]: «وهذا الخبر عن '''طلحة''' و[[مروان بن الحكم|مروان]] لقيط لا يُعرف أبوه ولا صاحبه.»
# بطلان السبب الذي قيل أن [[مروان بن الحكم|مروان]] قتل '''طلحة''' من أجله، وهو اتهام [[مروان بن الحكم|مروان]] '''لطلحة''' بأنه أعان على قتل [[عثمان (اسم)|عثمان]]، وهذا السبب المزعوم غير صحيح؛ إذ إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدًا من [[الصحابة]] قد أعان على قتل [[عثمان بن عفان|عثمان]].
# كون [[مروان بن الحكم|مروان]] و'''طلحة''' من صف واحد [[موقعة الجمل|يوم الجمل]] وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس.
# أن [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] قد ولى [[مروان بن الحكم|مروان]] على [[المدينة المنورة|المدينة]] و[[مكة]]، فلو صح ما بدر من [[مروان بن الحكم|مروان]] لما ولاه [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]  على رقاب [[مسلم|المسلمين]].
# وجود رواية ل[[مروان بن الحكم]] في [[صحيح البخاري]]، مع ما عرف عن [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] من الدقة وشدة التحري في أمر من تُقبل روايته، فلو صح قيام [[مروان بن الحكم|مروان]] بقتل '''طلحة'''، لكان هذا سببًا كافيًا لرد روايته والقدح في عدالته.
}}

=== بعد مقتله ===
[[ملف:مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله قبل تدميره عام 2006.jpg|تصغير|200بك|يسار|[[مرقد ومسجد طلحة بن عبيد الله]] في [[البصرة]] قبل تدميره.]]
رُوِى أن طلحة لما قُتِل ورآه [[علي بن أبي طالب]] مقتولًا؛ جعل علي يمسح التراب عن وجهه، وقال: «عَزيزٌ عليَّ، أَبا محمد، أَن أَراك مُجَدّلًا تحت نجوم السماءِ»، ثم قال: «إِلى الله أَشكو عجرِي وبُجرِي»، وترحم عليه، وقال: «ليتني متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة»، وبكى هو وأَصحابه عليه،<ref name="أسد الغابة"/> ورُوِى أن عليًا قال: {{اقتباس مضمن|بشروا قاتل طلحة بالنار.}}<ref name="سير1"/> ودُفِن طلحة بالبصرة فِي قَنْطَرَةِ قِرَةَ، ويُروى أَنّ رجلًا رأى طلحة في رؤية بعد وفاته يقولَ له:<ref name="الأصبهاني221">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208#page-214 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 221] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> {{اقتباس مضمن|حَوِّلُونِي عَنْ قَبْرِي، فَقَدْ آذَانِي الْمَاءُ، ثُمَّ رَآهُ أَيْضًا حَتَّى رَآهُ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَأَتَى [[عبد الله بن عباس|ابْنَ عَبَّاسٍ]] فَأَخْبَرَهُ فَنَظَرُوا، فَإِذَا شِقُّهُ الَّذِي يَلِي الأَرْضَ قَدِ اخْضَرَّ مِنَ نَزِّ الْمَاءِ، فَحَوَّلُوهُ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْكَافُورِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ إِلا عَقِيصَتُهُ فَإِنَّهَا مَالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا}}، وروى [[سعيد بن المسيب]]:<ref name="أسد الغابة"/> {{اقتباس مضمن|أَن رجلًا كان يَقَع في [[علي بن أبي طالب|علي]] و'''طلحة''' و[[الزبير بن العوام|الزبير]]، فجعل [[سعد بن أبي وقاص|سعد بن مالك]] ينهاه، ويقول: لا تقع في إِخواني، فأَبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم إِن كان مُسْخِطًا لك فيما يقول فأَرني فيه آفة، واجعله للناس آيه، فخرج الرجل فإِذا هو ببخْتيّ يشق الناس، فأَخذه بالبلاط، فوضعه بين كرْكرَته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فأَنا رأَيت الناس يَتْبَعون سعدًا ويقولون: هنيئًا لك أَبا إِسحاق، أُجيبت دعوتك.}}

وقد قامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في [[العراق]] ببناء مسجد سنة [[1973]]م قرب مرقد قبرهِ في [[محافظة البصرة]]، وقامت مجموعة مسلّحة سنة [[2006]]م بتفجير [[مرقد ومسجد طلحة بن عبيد الله|المرقد]] بعبوات ناسفة، ولم يتبقَ منهُ إلا شاهد قبرهِ.<ref>دليل الجوامع والمساجد التراثية والأثرية - [[ديوان الوقف السني|ديوان الوقف السني في العراق]] - صفحة 162.</ref>

== روايته للحديث ==
روى طلحة بن عبيد الله عدة [[الحديث النبوي|أحاديث]] عن النبي، فله في [[بقي بن مخلد|مسند بقي بن مخلد]] بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثًا، وله حديثان [[متفق عليه]]ما، وانفرد له [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] بحديثين، و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] بثلاثة أحاديث. حدث عنه بنوه: يحيى، و[[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى]]، و[[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى]]، والسائب بن يزيد، و[[مالك بن أوس بن الحدثان]]، و[[أبو عثمان النهدي]]، وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، و[[الأحنف بن قيس|الأحنف بن قيس التميمي]]، و[[أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف|أبو سلمة بن عبد الرحمن]]، وآخرون.<ref name="سير1"/> وسأله رجل عن كثرة رواية [[أبو هريرة|أبي هريرة]] عن النبي [[محمد]] فقال له:<ref name="الأصبهاني213">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208#page-206 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 213] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> {{اقتباس مضمن|مَا أَشُكُّ أَنْ يَكُونَ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} مَا لَمْ نَسْمَعْ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، كُنَّا قَوْمًا لَنَا غَنَاءٌ وَبُيُوتَاتٌ، وَكُنَّا إِنَّمَا نَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} طَرَفَيِ النَّهَارِ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ، وَكَانَ [[أبو هريرة|أَبُو هُرَيْرَةَ]] مِسْكِينًا لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالٌ إِنَّمَا يَدُهُ مَعَ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} يَأْكُلُ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ فَوَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} مَا لَمْ نَسْمَعْ.}}

== ثراؤه وكرمه ==
كان طلحة ذو ثراء فكان غلته كل يوم ألف ألف، فكان غلته ب[[العراق]] أربع مائة ألف، وغلته بالسراة نحو عشرة آلاف دينار، وبالأعراض له غلاّتٌ، ولما مات ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم، ومن الذهب مائتي ألف دينار، وثلاث مائة حمل من الذهب، وقوام أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.<ref name="سير1"/> وكان يشتهر بكرمه وكثرة إنفاقه وصدقاته، تقول زوجته سعدى بنت عوف: {{اقتباس مضمن|كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفًا وَافِيًا، وَكَانَ يُسَمَّى طَلْحَةُ الْفَيَّاضُ، وَلَقَدْ تَصَدَّقَ يَوْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ.}}،<ref name="الأصبهاني216">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208#page-209 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 216] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فرُوِى أنه فدى عشرة من أسارى [[غزوة بدر]] بماله، وتصدّق مرّةً بحائط كان قد اشتراه بسبع مائة ألف،<ref name="سير1"/> وفي [[غزوة ذي قرد]] اشترى بئرًا وأطعم الناس فقال له النبي محمد: «أَنْتَ طَلْحَةُ الْفَيَّاضُ»،<ref name="الأصبهاني214">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208#page-207 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 214] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160918152229/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-208 |date=18 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وباع أرضًا له بسبع مائة ألف، فبات مهمومًا من مخافة ذلك المال، فلم أصبح فرق المال كله، وكان لا يدع أحدًا من [[بنو تيم|بني تيم]] عائلًا إلا كفاه، وقضى دينه، وكان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف، ولقد قضى دينًا عن رجل من بني تيم قدره ثلاثين ألفًا.<ref name="سير1"/>

== أسرته ==
=== زوجاته ===
[[ملف:ذرية طلحة بن عبيد الله.png|تصغير|يسار|شجرة أبناء وزوجات طلحة بن عبيد الله]]
ذكرت كتب السير أن طلحة بن عبيد الله تزوج زوجات عديدة، وكان من أزواجه أربع نسوة تزوج [[محمد|النبي محمد]] أخت كل منهن، فقال [[ابن السكن|ابُن السَّكَنِ]]: {{اقتباس مضمن|يقال: إن طلحة تزوَّج أربعَ نسوةٍ عند النبيّ {{صلى الله عليه وسلم}} أخْتُ كل منهن: [[أم كلثوم بنت أبي بكر]] أخت [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، و[[حمنة بنت جحش|حَمْنة بنت جحش]] أخت [[زينب بنت جحش|زينب]]، والفارعة بنت أبي سفيان أخت [[أم حبيبة]]، ورقيّة بنت أبي أمية أخت [[أم سلمة]].}}، ومن زوجات طلحة:
* '''[[حمنة بنت جحش]]''' وهي أخت [[زينب بنت جحش]] زوجة [[محمد|الرسول محمد]]، وأخت [[الصحابة|الصحابيين]] [[عبد الله بن جحش]] و[[أبو أحمد بن جحش]]، وكانت زوجة [[مصعب بن عمير]] الذي قُتِل في [[غزوة أحد]]، فتزوجها طلحة، وولدت له [[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد السجّاد]] و[[عمران بن طلحة بن عبيد الله|عمران]].<ref name="حمنة1">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1591&pid=564411 موسوعة الحديث - أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري - ترجمة حمنة بنت جحش] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180930043015/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1591&pid=564411 |date=30 سبتمبر 2018}}</ref>
* '''[[خولة بنت القعقاع]]''' كانت زوجة أبي الجهم بن حذيفة،<ref group="معلومة">[[أبو جهم بن حذيفة]] بن غانم بن عامر القرشي العدوي، أسلم عام الفتح، وصحب النبي، وكان معظماً في [[قريش]] مقدماً فيهم. وكان من المعمرين من [[قريش]]، شهد بنيان [[الكعبة]] مرتين، مرة في الجاهلية حين بنتها [[قريش]]، ومرة حين بناها [[عبد الله بن الزبير]]. توفي أيام [[معاوية بن أبي سفيان]]، وهو أحد الذين دفنوا [[عثمان بن عفان]] ([http://www.al-eman.com/الكتب/أسد%20الغابة%20في%20معرفة%20الصحابة%20**/أبو%20جهم%20بن%20حذيفة/i219&d119842&c&p1 أسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير، ترجمة أبو جهم بن حذيفة]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160827222826/http://www.al-eman.com/الكتب/أسد%20الغابة%20في%20معرفة%20الصحابة%20**/أبو%20جهم%20بن%20حذيفة/i219&d119842&c&p1|date=27 أغسطس 2016}}</ref> فولدت له محمدًا، وتزوجها طلحة فولدت له [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]].<ref name="موسى">{{استشهاد ويب|مسار= https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=393245&hid=65894|عنوان=تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الميم، ذكر من اسمه موسى، مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200308183636/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=393245&hid=65894|تاريخ أرشيف=2020-03-08}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/9767/4033
| عنوان = كتاب الإصابة في تمييز الصحابة
| تاريخ الوصول = 2021-09-17
| الأخير = ابن حجر العسقلاني
| الأول = أحمد
| مؤلف-وصلة = ابن حجر العسقلاني
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| سنة = 1415 هـ
| المجلد = 8
| صفحات = 119
| طبعة = الأولى
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210920213159/https://al-maktaba.org/book/9767/4033 | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2021}}</ref>
* '''[[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق]]''' أمها [[حبيبة بنت خارجة]]، تُعد من [[التابعون|تابعين]]، حيث وُلِدت بعد وفاة أبيها [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة+في+تمييز+الصحابة+**/i216&d113618&c&p1 الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني، ترجمة أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، على موقع نداء الإيمان] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200123072050/http://www.al-eman.com/الكتب/الإصابة+في+تمييز+الصحابة+**/i216&d113618&c&p1 |date=23 يناير 2020}}</ref> تزوجها طلحة فولدت له زكريا، ويوسف، و[[عائشة بنت طلحة|عائشة]]، فقتل عنها طلحة بن عبيد الله في [[موقعة الجمل]]. ثمّ تزوّجت بعده عبد الرحمن بن عبد الله بن أَبِي رَبِيعة بن المُغِيرة،<ref group="معلومة">عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة وقال: كان من الرؤوس يوم الحرة. ونجا فلم يقتل ومات بعد ذلك ([https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=37519 الطبقات الكبرى: 5/ 172]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822202805/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=37519 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> فولدت له إبراهيم الأحول وموسى وأمّ حميد وأمّ عثمان.<ref>{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1686/2990
| المجلد = 8
| صفحة = 338
| عنوان = الطبقات الكبرى
| تاريخ = 1410 هـ - 1990 م
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| تاريخ الوصول = 2021-09-16
| الأخير = بن سعد البغدادي
| الأول = محمد
| مؤلف-وصلة = محمد بن سعد البغدادي
| طبعة = الأولى
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210921133421/https://al-maktaba.org/book/1686/2990 | تاريخ أرشيف = 21 سبتمبر 2021}}</ref> وروى [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]]:<ref name="سير1"/> {{اقتباس مضمن|أتاه مال من [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] سبع مائة ألف، فبات ليلته يتململ. فقالت له زوجته: ما لك؟ قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع فقسمه. فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، وهي ''[[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت الصديق]]''، فلما أصبح دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين و[[الأنصار]]، فبعث إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمد، أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟ قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي. قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.}}
* '''[[أم أبان بنت عتبة بن ربيعة]]''' هي خالة [[معاوية بن أبي سفيان]]، وأخت [[هند بنت عتبة]]، كانت زوجة [[أبان بن سعيد بن العاص]]، فقتل عنها ب [[معركة أجنادين]]، فعادت إلى [[المدينة المنورة]]، فتقدم لخطبتها [[عمر بن الخطاب]]، و[[علي بن أبي طالب]]، و[[الزبير بن العوام]]، و'''طلحة بن عبيد الله'''، فاختارت طلحة، فتزوجها، وأنجبت له إسحاق،<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = أسد الغابة في معرفة الصحابة
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1110/15059
| تاريخ = 1994
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مؤلف1 = ابن الأثير الجزري
| مؤلف-وصلة = ابن الأثير الجزري
| صفحات = 287
| طبعة = الأولى
| المجلد = 7
| تاريخ الوصول = 20-09-2021
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210920213048/https://al-maktaba.org/book/1110/15059 | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2021}}</ref> و[[يعقوب بن طلحة بن عبيد الله|يعقوب]]، وإسماعيل،<ref name="طبقات"/> قال [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]]:<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/346/3792.htm مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور، فصل: أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، (8/292)، على موقع الموسوعة الشاملة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160816140337/http://islamport.com/w/tkh/Web/346/3792.htm |date=16 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|خطب [[عمر بن الخطاب]] [[أم أبان بنت عتبة بن ربيعة]] بن عبد شمس، فأبته، فقيل لها: ولم؟ قالت: إن دخل دخل ببأس، وإن خرج خرج بيأس، قد أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربه بعينه. ثم خطبها [[الزبير بن العوام]]، فأبته، فقيل لها: ولم؟ قالت: ليست لزوجه منه إلا شارة في قراملها. ثم خطبها علي، فأبت، فقيل لها: ولم؟ قالت: ليس لزوجه منه إلا قضاء حاجته، ويقول: كنت، وكنت. وكان، وكان. ثم خطبها '''طلحة بن عبيد الله'''، فقالت: زوجي حقاً ! قالوا: وكيف ذلك؟ قالت: إني عارفةً بخلائقه، ''إن دخل دخل ضحاكاً، وإن خرج خرج بساماً. إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ، وإن عملت شكر، وإن أذنبت غفر.'' فلما أن ابتنى بها قال علي: يا أبا محمد، إن أذنت لي أن أكلم أم أبان، قال: كلمها، قال: فأخذ سجف الحجلة، ثم قال: السلام عليك يا غريرة نفسها، قالت: وعليك السلام، قال: خطبك أمير المؤمنين، وسيد المسلمين فأبيته؟ قالت: كان ذلك. قال: وخطبك الزبير ابن عمة رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، وأحد حوارييه فأبيته؟ قالت: وقد كان ذلك، قال: وخطبتك أنا، وقرابتي من رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}؟ قالت: قد كان ذلك، قال: أما والله لقد تزوجت أحسننا وجهاً، وأبذلنا كفاً، يعطي هكذا وهكذا.}}
* '''سُعدى بنت عوف المُريّّة''' لها صحبة، تزوجها طلحة وأنجب منها يحيى،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/تحفة%20الأشراف%20بمعرفة%20الأطراف/سعدي%20بنت%20عوف%20المُرِّيَّة-%20زوج%20طلحة،%20ولها%20صحبة-%20عن%20طلحة:/i946&d1189690&c&p1 كتاب: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للمزي، سعدي بنت عوف المُرِّيَّة- زوج طلحة، على موقع نداء الإيمان] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109225155/http://www.al-eman.com/الكتب/تحفة%20الأشراف%20بمعرفة%20الأطراف/سعدي%20بنت%20عوف%20المُرِّيَّة-%20زوج%20طلحة،%20ولها%20صحبة-%20عن%20طلحة:/i946&d1189690&c&p1 |date=9 يناير 2020}}</ref> [[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى]]، روى عنها أنها قالت:<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=35975&hid=3460 الطبقات الكبرى لابن سعد، طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، رقم الحديث: 3460، حديث موقوف] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822203614/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=35975&hid=3460 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|دخلتُ على طلحة ذات يوم فقلت: ما لي أراك أرابك شيءٌ من أهلك فنُعْتِبَ؟ قال: نعم، حليلةُ المرءِ أنت ولكن عندي مال قد أهَمنّي أو غَمّني، قالت: اقْسِمْه. فدعا جاريته فقال: ادخلي على قومي. فأخَذَ يَقْسِمُهُ فسألتها: كم كان المال؟ فقالت: أربعمائة ألف.}}
* '''أم الحارث بنت قسامة''' اسمها ''الْجَرْبَاءُ بِنْتُ قَسَامَةَ''، من قبيلة طيء، قَدِمت علي النبي، فتزوجها طلحة بن عبد الله، فولدت له [[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله|أم إسحاق]].<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = أسد الغابة في معرفة الصحابة
| مسار =https://al-maktaba.org/book/1110/13924
| تاريخ = 1994
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مؤلف1 = ابن الأثير الجزري
| مؤلف-وصلة = ابن الأثير الجزري
| صفحات = 49
| طبعة = الأولى
| المجلد = 7
| تاريخ الوصول = 20-09-2021
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210921001701/https://al-maktaba.org/book/1110/13924 | تاريخ أرشيف = 21 سبتمبر 2021}}</ref>
* '''الفَرْعة بنت عليّ''' سَبيّة من قبيلة [[تغلب|بني تغلب]]، أنجبت له صالحًا.<ref name="طبقات"/>
* '''[[قريبة الكبرى بنت أبي أمية|قريبة بنت أبي أمية]]''' أخت [[أم سلمة]] زوجة النبي [[محمد]]، أنجبت له مريم.<ref name="مستدرك1"/>
* '''أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب'''، لم يذكرها أصحاب السير من زوجاته، ولكن ذكر [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] في [[تفسير ابن كثير|التفسير]] أنها كانت من زوجاته، فقال عند تفسيره للآية {{قرآن|وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}}:<ref>[http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura60-aya10.html#katheer تفسير ابن كثير، سورة الممتحنة، تفسير الآية 10.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170805042904/http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura60-aya10.html |date=05 أغسطس 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|وقال [[ابن إسحاق|محمد بن إسحاق]]، عن [[زهري (توضيح)|الزهري]]: طلق [[عمر بن الخطاب|عمر]] يومئذ قرِيبة بنت أبي أمية بن المغيرة، فتزوجها [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، وأمّ كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية، وهي أمّ عبيد الله، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة بن غانم رجل من قومه وهما على شركها. وطلّق '''طلحة بن عبيد الله''' أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فتزوجها بعده [[خالد بن سعيد|خالد بن سعيد بن العاص]].}}

=== أبناؤه ===
كان لطلحة أحد عشر ولدًا وأربع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء [[نبي|الأنبياء]]،<ref group="معلومة">عن [[هشام بن عروة]] عن أبيه قال: {{اقتباس مضمن|قال الزّبير بن العوّام إنّ طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا.}} ([[كتاب الطبقات الكبير|الطبقات الكبير]]، لابن سعد البغدادي، ترجمة الزبير بن العوام، جـ3، ص 93)</ref> '''فأولاده الذكور هم''':<ref name="طبقات"/>
* '''[[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد بن طلحة السجاد]]'''، أمه [[حمنة بنت جحش]]، أكبر أبناء طلحة،<ref group="معلومة">قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|كان [[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد]] هذا أكبر أولاد أبيه قتل معه يوم الجمل وكان عابدًا نبيلًا ثم أفضلهم موسى صاحب الترجمة ثم [[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى بن طلحة]] ثم يحيى بن طلحة ثم [[يعقوب بن طلحة بن عبيد الله|يعقوب بن طلحة]] أحد الأجواد قتل يوم الحرة ثم زكريا بن طلحة سبط [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] ثم إسحاق بن طلحة ثم [[عمران بن طلحة بن عبيد الله|عمران بن طلحة]].}} ([[s:سير أعلام النبلاء/موسى بن طلحة بن عبيد الله|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة موسى بن طلحة بن عبيد الله]])</ref> لُقِبَ بالسجَّاد لعبادته وتألهه، ولد في حياة النبي، وقتل شابًا مع أبيه في [[موقعة الجمل]]، وابنه [[إبراهيم بن محمد بن طلحة]] [[التابعون|تابعيّ]] ومن رواة [[الحديث النبوي]].<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/محمد بن طلحة بن عبيد الله|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة محمد بن طلحة بن عبيد الله]] على [[ويكي مصدر]].</ref>
* '''[[عمران بن طلحة بن عبيد الله|عمران بن طلحة]]'''، أمه [[حمنة بنت جحش]]، [[التابعون|تابعيّ]] من الثقات، وقيل انقرض عَقِبة، ويقال ولد في حياة النبي.<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/عمران بن طلحة بن عبيد الله|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة عمران بن طلحة بن عبيد الله]] على [[ويكي مصدر]].</ref><ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1686/1539
| المجلد = 5
| صفحة = 127
| عنوان = الطبقات الكبرى
| تاريخ = 1410 هـ - 1990 م
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| تاريخ الوصول = 2021-09-16
| الأخير = بن سعد البغدادي
| الأول = محمد
| مؤلف-وصلة = محمد بن سعد البغدادي
| طبعة = الأولى
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210918043807/https://al-maktaba.org/book/1686/1539|تاريخ أرشيف=2021-09-18}}</ref>
* '''[[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]]'''، أمه خولة بنت القعقاع، [[التابعون|تابعيّ]] ومن رواة [[الحديث النبوي]]، قال [[أبو حاتم الرازي (توضيح)|أبو حاتم الرازي]]: {{اقتباس مضمن|هو أفضل ولد طلحة بعد [[محمد بن طلحة بن عبيد الله|محمد]]}}، تُوفى سنة [[103 هـ]].<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/موسى بن طلحة بن عبيد الله|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة موسى بن طلحة بن عبيد الله]] على [[ويكي مصدر]].</ref>
* '''[[يعقوب بن طلحة بن عبيد الله|يعقوب بن طلحة]]'''، أمه [[أم أبان بنت عتبة بن ربيعة]]، قال [[محمد بن سعد البغدادي]]: {{اقتباس مضمن|كان سخيًا جوادًا، وقُتل يوم الحَرّة في ذي الحجةّ سنة [[63 هـ|ثَلَاثٍ وستين]]}}.<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1686/1538
| المجلد = 5
| صفحة = 126
| عنوان = الطبقات الكبرى
| تاريخ = 1410 هـ - 1990 م
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| تاريخ الوصول = 2021-09-16
| الأخير = بن سعد البغدادي
| الأول = محمد
| مؤلف-وصلة = محمد بن سعد البغدادي
| طبعة = الأولى
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210917230809/https://al-maktaba.org/book/1686/1538|تاريخ أرشيف=2021-09-17}}</ref>
* '''إسماعيل بن طلحة'''، أمه [[أم أبان بنت عتبة بن ربيعة]]، ولا عقب له.<ref name="جمهرة"/>
* '''إسحاق بن طلحة'''، أمه [[أم أبان بنت عتبة بن ربيعة]]، تزوج أمّ أُناس بنت [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]]، وأنجب منها عبدَ الله، وأبا بكر، درج، وعبيدَ الله، وله من الأبناء أيضًا مُصْعَب، ومعاوية، ويعقوبَ، وحفصةَ، وأمَّ إسحاق.<ref name="مولد تلقائيا1" />
 وَلِى خراج [[خراسان (توضيح)|خراسان]] ل[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، فلما وصل إلى [[ري (توضيح)|الري]] توفي سنة [[56 هـ]].<ref>محض الفرحة بفضائل طلحة، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، 2012م، صـ 173</ref>
* '''زكريّاء بن طلحة'''، أمه [[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق]]، له من الأبناء: يحيَى، وعبيدَ الله وأمّهما العَيْطَل بنت خالد بن مالك، وأمَّ إسماعيل، وأمَّ يحيَى وأمّهما أمّ إسحاق بنت جَبَلة بن الحارث من كِنْدة، وأمَّ هارون وأمّها أمّ ولد.<ref name="مولد تلقائيا3" />
* '''يوسف بن طلحة'''، أمه [[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق]].
* '''يحيى بن طلحة'''، أمه سُعدى بنت عوف، له من الأبناء: طلحَة وأمّه أمّ أبان، وإسحاقَ بن يحيَى وأمّه الحَسْناء بنت زبّار، وسلمة بن يحيَى، وعيسى، وسالمًا، وبلالًا، ومِهْجَع بن يحيَى ومسلمة وأمّ محمد، وأمّ حكيم وسُعْدى، وفاطمة وأمّهنّ سوْدة بنت عبد الرحمن بن الحارث<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://al-maktaba.org/book/1686/1537
| المجلد = 5
| صفحة = 125
| عنوان = الطبقات الكبرى
| تاريخ = 1410 هـ - 1990 م
| ناشر = دار الكتب العلمية
| مكان = [[بيروت]]
| تاريخ الوصول = 2021-09-16
| الأخير = بن سعد البغدادي
| الأول = محمد
| مؤلف-وصلة = محمد بن سعد البغدادي
| طبعة = الأولى
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210918015203/https://al-maktaba.org/book/1686/1537|تاريخ أرشيف=2021-09-18}}</ref>
* '''[[عيسى بن طلحة بن عبيد الله|عيسى بن طلحة]]'''، أمه سُعدى بنت عوف، [[التابعون|تابعيّ]] ومن رواة [[الحديث النبوي]] الثقات، وفد على [[معاوية بن أبي سفيان]]، وعاش إلى حدود سنة [[100 هـ|مئة]]،<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/عيسى بن طلحة بن عبيد الله|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة عيسى بن طلحة بن عبيد الله]] على [[ويكي مصدر]].</ref> وتوفى في [[خلافة إسلامية|خلافة]] [[عمر بن عبد العزيز]].<ref name="مولد تلقائيا2" />
* '''صالح بن طلحة'''، أمه الفَرْعة بنت عليّ.
'''وأولاده البنات هم''':
* '''[[عائشة بنت طلحة]]'''، أمها [[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق]]، روت أحاديث في [[الكتب الستة|الصحاح]] عن خالتها [[عائشة بنت أبي بكر]]، تزوّجها ابن خالها عبد الله بن [[عبد الرحمن بن أبي بكر]] الصدّيق ثمّ تزوجها [[مصعب بن الزبير|مصعب بن الزبير بن العوام]] فقتل عنها، فتزوجها عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان التَّيْمِي، فأصدقها ألف ألف درهم، توفيت حوالي سنة [[110 هـ]].<ref>[[s:سير أعلام النبلاء/عائشة بنت طلحة|سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة عائشة بن طلحة بن عبيد الله]] على [[ويكي مصدر]].</ref>
* '''[[أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله|أم إسحاق بنت طلحة]]'''، أمها أم الحارث بنت قسامة، تزوجها [[الحسن بن علي]]، ثم خلف عليها [[الحسين بن علي]]، فولدت له [[فاطمة بنت الحسين|فاطمة بنت الحسين بن علي]].<ref name="جمهرة"/>
* '''الصعبة بنت طلحة'''، لم تذكر كتب السير اسم أمها.
* '''مريم بنت طلحة'''، أمها قريبة بنت أبي أمية وهي أخت [[أم سلمة]].<ref name="مستدرك1">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=594&pid=133298&hid=5569 المستدرك على الصحيحين للحاكم، رقم الحديث: 5569، حديث مقطوع] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822194142/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=594&pid=133298&hid=5569 |date=22 أغسطس 2016}}</ref>

== الآراء حول طلحة ==
=== نظرة أهل السنة والجماعة ===
{{أهل السنة}}
يُعدّ طلحة بن عبيد الله أحد أكثر الشخصيات تبجيلاً عند [[أهل السنة والجماعة]]، حيث يرون أنه من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأنه من [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]]، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم [[عمر بن الخطاب]] ليختاروا الخليفة من بعده، وقد وردت [[الحديث النبوي|أحاديث]] وآثار عديدة تبين فضل طلحة ومكانته، منها:
* عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=7200&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=53&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم الحديث 2417] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819000107/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=7200 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|أن [[محمد|رسول الله]] كان على حراء، و[[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]، و[[عمر بن الخطاب|عمر]] وعثمان، و[[علي بن أبي طالب|علي]] و'''طلحة'''، و[[الزبير بن العوام|الزبير]]، فتحركت الصخرة، فقال [[محمد|رسول الله]]: " إهدأ فما عليك إلا [[نبي]] وصديق وشهيد ".}}
* عن [[عبد الرحمن بن عوف]] عن [[نبي|النبي]] أنه قال:<ref group="معلومة">رواه [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] في [[سنن الترمذي|سننه]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، رقم: 3680.، ورواه [[ابن حجر العسقلاني]] في كتابه تخريج مشكاة المصابيح، عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، ج5، ص436، ورواه [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في كتابه الجامع الصغير، رقم: 73، عن [[عبد الرحمن بن عوف]] و[[سعيد بن زيد]]، وقال عنه: صحيح، رواه [[أحمد بن حنبل]] في [[مسند أحمد|مسنده]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، ج3، ص136، و[[حديث صحيح|صححه]] [[أحمد شاكر (توضيح)|أحمد شاكر]]، ورواه [[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] في كتابه [[سنن النسائي|السنن الكبرى]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]] و[[سعيد بن زيد]]، رقم:8193، و8194.</ref><ref name="العشرة">[https://www.dorar.net/aqadia/2814/المطلب-الرابع:-العشرة-المبشرون-بالجنة العشرة المبشرون بالجنة، موقع الدرر السنية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170819230013/http://dorar.net/enc/aqadia/2814 |date=19 أغسطس 2017}}</ref> {{اقتباس خاص|[[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] في الجنة، و[[عمر بن الخطاب|عمر]] في الجنة، و[[عثمان بن عفان|عثمان]] في الجنة، و[[علي بن أبي طالب|علي]] في الجنة، و'''طلحة''' في الجنة،  و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في الجنة، و[[عبد الرحمن بن عوف]] في الجنة، و[[سعد بن أبي وقاص]] في الجنة، و[[سعيد بن زيد]] في الجنة و[[أبو عبيدة بن الجراح]] في الجنة.}}
* عن [[أبو عثمان النهدي]] قال:<ref name="لم يبق">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2121&idfrom=6764&idto=6767&flag=0&bk_no=52&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر طلحة بن عبيد الله، حيث رقم 3517]، و [http://madrasato-mohammed.com/mawsoat%20Alhadith/02/sharh145.htm صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل طلحة والزبير، حديث رقم 2414] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822180656/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=6764&idto=6767&bk_no=52&ID=2121 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|لم يبقَ مع النبيِّ {{صلى الله عليه وسلم}}، في بعضِ تلك الأيامِ التي قاتل فيهنَّ رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}}، غيرُ '''طلحةَ''' و[[سعد بن أبي وقاص|سعدٍ]]. عن حديثهما.}}
* عن [[موسى بن طلحة بن عبيد الله|موسى بن طلحة]] قال:<ref>[[s:سنن الترمذي/كتاب المناقب/6|سنن الترمذي، كتاب المناقب، مناقب طلحة بن عبيد الله، حديث رقم 3740]]</ref> {{اقتباس خاص|دخلتُ علَى [[معاوية بن أبي سفيان|معاويةَ]]، فقالَ: ألا أبشِّرُكَ ؟ سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} يقولُ: '''طَلحةُ مِمَّن قضى نَحبَهُ'''}}
* عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام]] قال:<ref name="شهيد"/> {{اقتباس مضمن|قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: مَن سرَّهُ أن ينظرَ إلى '''شَهيدٍ يمشي على وَجهِ الأرضِ''' فلينظُر إلى '''طَلحةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ'''}}
* عن طلحة بن عبيد الله:<ref>[[s:سنن الترمذي/كتاب المناقب/6|سنن الترمذي، كتاب المناقب، مناقب طلحة بن عبيد الله، حديث رقم 3742]]</ref> {{اقتباس خاص|أنَّ أصحابَ رسولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} قالوا لأعرابيٍّ جاهلٍ: سلْهُ عمَّن قَضى نحبَهُ من هوَ كانوا لا يجترِئونَ على مسألتِهِ يوقِّرونَهُ ويَهابونَهُ، فسألَهُ الأعرابيُّ فأعرضَ عنْهُ، ثمَّ سألَهُ فأعرضَ عنْهُ، ثمَّ سألَهُ فأعرضَ عنْهُ، ثمَّ إنِّي اطَّلعتُ مِن بابِ المسجدِ وعليَّ ثيابٌ خضرٌ، فلمَّا رآني النَّبيُّ {{صلى الله عليه وسلم}} قالَ: أينَ السَّائلُ عمَّن قضى نحبَهُ قالَ: أنا يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ هذا مِمَّن قَضى نحبَهُ}}
* قال [[الزبير بن العوام]]:<ref name="أوجب">[[s:سنن الترمذي/كتاب المناقب/6|سنن الترمذي، كتاب المناقب، مناقب طلحة بن عبيد الله، حديث رقم 3738]]</ref> {{اقتباس خاص|كان على رسولِ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}} يومَ أُحُدٍ درعانِ فنهضَ إلى الصخرةِ فلم يستطع فأَقْعَدَ تحتَهُ طلحةَ فصعد النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى استوى على الصخرةِ قال فسمعتُ النبيَّ {{صلى الله عليه وسلم}} يقولُ '''أَوْجَبَ طلحةُ'''}}
* عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال:<ref name="مستدرك2">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=594&pid=313029&hid=5589 المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَمنْ مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى، ذِكْرُ مَنَاقِبِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، رقم الحديث: 5589] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160822182613/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=594&pid=313029&hid=5589 |date=22 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَمَا فِي الأَرْضِ قُرْبِي مَخْلُوقٌ غَيْرَ [[جبريل|جِبْرِيلَ]] عَنْ يَمِينِي، وَطَلْحَةُ عَنْ يَسَارِي}}
* قَالَ [[عامر الشعبي|الشَّعْبِيُّ]]:<ref name="الأصبهاني213"/> {{اقتباس خاص|أَدْرَكْتُ خَمْسَ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ {{صلى الله عليه وسلم}}، كُلُّهُمْ يَقُولُ: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ.}}

=== نظرة الشيعة الاثنا عشرية ===
يرى الشيعة الاثنا عشرية أن طلحة بن عبيد الله مات كافرًا لقتاله [[علي بن أبي طالب]]، وتروي كتب الشيعة قولًا منسوبًا لعلي يقول فيه:<ref name="شيعة1">[https://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar32/a34.html بحار الأنوار، صـ 331: 340] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812062235/https://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar32/a34.html |date=12 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|ألا إن أئمة الكفر في الإسلام خمسة '''طلحة''' و[[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] و[[عمرو بن العاص]] و[[أبو موسى الأشعري]]}}، وأنه خرج إلى البصرة للغدر ب[[علي بن أبي طالب]]، فتروي كتب الشيعة عن علي أنه قال:<ref>[http://shiabooks.net/library.php?id=3842 ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/232] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170702025656/http://shiabooks.net/library.php?id=3842 |date=02 يوليو 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|والله ما أرادا العمرة، ولكنهما أرادا الغدرة.}}

وأن طلحة خذلَ عليَّ بن أبي طالب، وانحاز في صفّ [[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]] في مجلس الشورى؛ وأنه كان من المشاركين في قتل عثمان، فيروي [[ابن أبي الحديد]]:<ref>شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9: 318.</ref> {{اقتباس مضمن|أنّه لمّا نزل طلحة البصرة أتاه عبد الله بن حكيم التميمي لكُتب كان كتبها إليه فقال لطلحة:يا أبا محمّد أما هذه كتبك إلينا؟ قال: بَلَى. قال: فكتبتَ أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله، حتّى إذا قتلتهُ أتيتنا ثائراً بدمه، فلعمري ما هذا رأيك، إنّك لا تريد إلاّ هذه الدنيا، مهلا إذا كان هذا رأيكَ فلِمَ قبلتَ من علي ما عرض عليك من البيعة، فبايعته طائعاً راضياً ثمّ نكثتَ بيعتك، ثمّ جئتَ لتدخلنا في فتنتك}}، ثم بايع عليًا بعد مقتل عثمان، لكن سرعان ما نكث البيعة والتحق بالزبير، وخرج إلى البصرة، فقتله [[مروان بن الحكم]].<ref name="مركز">[http://www.aqaed.com/book/267/alshia-hum-18.html مركز الأبحاث العقائدية، لمحمد التيجاني السماوي، طلحة بن عبيد الله] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170721190625/http://www.aqaed.com/book/267/alshia-hum-18.html |date=21 يوليو 2017}}</ref>

== انظر أيضًا ==
{{أعمدة متعددة}}
* [[العشرة المبشرون بالجنة]].
* [[المبشرون بالجنة من غير العشرة]].
* [[أهل الحل والعقد]].
* [[السابقون الأولون]]
* [[علي بن أبي طالب]].{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[عائشة بنت أبي بكر]].
* [[الزبير بن العوام]].
* [[فتنة مقتل عثمان]].
* [[موقعة الجمل]].
* [[رجال حول الرسول]].
{{نهاية أعمدة متعددة}}

== مراجع ==
{{مراجع}}

=== معلومات ===
{{مراجع|مجموعة=معلومة}}

=== كتب ===
* [http://waqfeya.com/book.php?bid=1416 صور من حياة الصحابة، لعبد الرحمن رأفت الباشا].
* [https://web.archive.org/web/20170529015709/http://www.goodreads.com/book/show/2784555 رجال حول الرسول، لخالد محمد خالد].
* [http://waqfeya.com/book.php?bid=8615 محض الفرحة بفضائل طلحة، لابن المبرد].
* [https://web.archive.org/web/20170609234501/http://www.goodreads.com/book/show/7506656 حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي].

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://www.islamstory.com/الصحابي_طلحة_بن_عبيد_الله ترجمة طلحة بن عبيد الله، من إعداد موقع قصة الإسلام].
* [https://web.archive.org/web/20181108105927/http://www.alukah.net/sharia/0/29540/ سيرة طلحة بن عبيد الله على شبكة الألوكة].
* [http://al-sahabah.com/index.php?id=25 فضائل طلحة، موقع الصحابة].
* [http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/36530 شجاعة طلحة بن عبيد الله، لأبي عمار محمود المصري، موقع الكلم الطيب].
{{العشرة المبشرون بالجنة}}
{{المبشرون بالجنة}}
{{صحابة}}
{{السابقون الأولون}}
{{صحابة شهدوا غزوة أحد}}
{{صحابة شهدوا غزوة الخندق}}
{{فقهاء الصحابة}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الحديث النبوي|الخلافة الراشدة|السياسة|العرب|شبه الجزيرة العربية|صحابة|محمد}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=9 نوفمبر 2016|النسخة=21621430}}

[[تصنيف:أشخاص من الفتنة الأولى]]
[[تصنيف:العشرة المبشرون بالجنة]]
[[تصنيف:الفتنة الأولى]]
[[تصنيف:بنو تيم]]
[[تصنيف:شهداء الصحابة]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا بيعة الرضوان]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا غزوة أحد]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا غزوة الخندق]]
[[تصنيف:عرب في القرن 6]]
[[تصنيف:عرب في القرن 7]]
[[تصنيف:محدثو الصحابة]]
[[تصنيف:مسلمون عرب]]
[[تصنيف:مواليد 28 ق هـ]]
[[تصنيف:مواليد 594]]
[[تصنيف:مواليد في مكة]]
[[تصنيف:وفيات 36 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 656]]
[[تصنيف:وفيات في البصرة]]