عرض مصدر وحدة الشهود (تصوف)

{{ قائمة غير مكتملة }}
{{عن|3=شهود (توضيح)}}
{{عن|3=مشاهدة (توضيح)}}
{{تصوف}}'''الشُّهُودُ''' أو '''الْمُشَاهَدَةُ''' عند [[صوفية|الصوفية]] هو معاينة عظمة الله {{عز وجل}} في [[مخلوق]]اته لدى ال[[مريد]] و[[سالك (تصوف)|السالك]] ضمن مقام [[إحسان (إسلام)|الإحسان]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://dorar.net/firq/2031/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A:-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9|عنوان=المبحث الثاني: مصطلحات الصوفية<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-11-25| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201125103746/https://dorar.net/firq/2031/المبحث-الثاني:-مصطلحات-الصوفية | تاريخ أرشيف = 25 نوفمبر 2020 }}</ref>

== الشهود في القرآن ==
ذكر [[القرآن]] كلمة الشهود والشاهد ضمن العديد من الآيات في قول [[الله]] {{جل جلاله}}:
* [[سورة آل عمران]]: {{قرآن|آل عمران|53}}.{{للهامش|1}}
* [[سورة المائدة]]: {{قرآن|المائدة|83}}.{{للهامش|2}}
* [[سورة يونس]]: {{قرآن|يونس|61}}.{{للهامش|3}}
* [[سورة الأنبياء]]: {{قرآن|الأنبياء|56}}.{{للهامش|4}}
* [[سورة الصافات]]: {{قرآن|الصافات|150}}.{{للهامش|5}}
* [[سورة الفتح]]: {{قرآن|الفتح|8}}.{{للهامش|6}}
* [[سورة المدثر]]: {{قرآن|المدثر|13}}.{{للهامش|7}}
* [[سورة البروج]]: {{قرآن|البروج|7}}.{{للهامش|8}}

== تعريف الشهود ==
أعطى الإمام [[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}} تعريفا جزيلا ل[[ورد (إسلام)|وِرْدِ]] الشهود على [[قلب (مصطلح)|قلب]] المريد، وذلك في [[الحكم العطائية|حكمته]] التي نصها:<ref>[https://books.google.dz/books?id=L_1sDwAAQBAJ&pg=PA474#v=onepage&q&f=false إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري - أبي العباس أحمد بن محمد/ابن عجيبة الحسني - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126010802/https://books.google.dz/books?id=L_1sDwAAQBAJ&pg=PA474 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://books.google.dz/books?id=tDBxDwAAQBAJ&pg=PA151#v=onepage&q&f=false إحكام الحكم في شرح الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري - أبي الطيب إبراهيم/المواهبي الأقصرائي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126105519/https://books.google.dz/books?id=tDBxDwAAQBAJ&pg=PA151 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://books.google.dz/books?id=uoJxDwAAQBAJ&pg=PT293#v=onepage&q&f=false المنح القدسية على الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري ومعه إفادات لكبار ... - عبد الله بن حجازي بن إبراهيم/الشرقاوي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125153440/https://books.google.dz/books?id=uoJxDwAAQBAJ&pg=PT293 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|وَصَاحِبُ [[حقيقة (تصوف)|حَقِيقَةٍ]] غَابَ عَنِ [[مخلوق|الْخَلْقِ]] بِ'''شُهُودِ''' [[الملك (أسماء الله الحسنى)|الْمَلِكِ]] [[الحق (أسماء الله الحسنى)|الْحَقِّ]]، وَ[[فناء (تصوف)|فَنِيَ]] عَنِ [[سبب|الأَسْبَابِ]] بِ'''شُهُودِ''' مُسَبِّبِ الأَسْبَابِ، فَهُوَ عَبْدٌ مُوَاجَهٌ بِالْحَقِيقَةِ، ظَاهِرٌ عَلَيْهِ [[نور (إسلام)|سَنَاهَا]]، [[سالك (تصوف)|سَالِكٌ]] [[طريقة (صوفية)|لِلطَّرِيقَةِ]] قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى مَدَاهَا، غَيْرَ أَنَّهُ غَرِيقُ [[نور (إسلام)|الأَنْوَارِ]]، مَطْمُوسُ الآَثَارِ، قَدْ غَلَبَ سُكْرُهُ عَلَى صَحْوِهِ، وَجَمْعُهُ عَلَى فَرْقِهِ، وَ[[فناء (تصوف)|فَنَاؤُهُ]] عَلَى [[بقاء (تصوف)|بَقَائِهِ]]، وَغَيْبَتُهُ عَلَى حُضُورِهِ|25px|25px|[[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}}|[[الحكم العطائية]]}}

وشرح الإمام [[ابن عباد النفزي]] {{رحمه الله}} هذه الحكمة بقوله:<ref>[https://books.google.dz/books?id=IyDsDwAAQBAJ&pg=PT329#v=onepage&q&f=false غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية - أبي عبد الله محمد بن عباد/النفزي الرندي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125152907/https://books.google.dz/books?id=IyDsDwAAQBAJ&pg=PT329 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://books.google.dz/books?id=Kn6DDwAAQBAJ&pg=PA147#v=onepage&q&f=false شرح الحكم العطائية - الشرنوبي - عبد المجيد بن إبراهيم/الشرنوبي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125152948/https://books.google.dz/books?id=Kn6DDwAAQBAJ&pg=PA147 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

{{اقتباس خاص|هذا هو حال الخاصة من أرباب الحقائق، وهم الذين غابوا عن '''شُهُودِ''' الخلق ب'''شُهُودِ''' الملك الحق، فلم يقع لهم شعور بهم، ولا التفات إليهم، وفنوا عن الأسباب برؤية مسبب الأسباب، فلم يروا لها فعلاً ولا جَعْلاً، فهم مُواجهون بحقيقة الحق، ظاهر عليهم سناها، أي: نورها وضياؤها، سالكون طريقة الحق، قد استولوا على مداها، أي: وصلوا إلى غايتها ومنتهاها، إلاّ أنهم غرقوا في بحار أنوار التوحيد، مطموس عليهم آثار الوسائط والعبيد، أي: مغلق عليهم رؤية ذلك، والشعور به قد غلب سكرهم، وهو: عدم إحساسهم بالأغيار، على صحوهم، وهو: وجود إحساسهم بها، وجمعُهم، وهو ثبوتُ وجود الحق فرداً، على فرقهم وهو ثبوت وجود الخلق، وفنائهم، وهو: استهلاكهم في شهود الحق على بقائهم وهو شعورهم بالخلق، وغيبتهم وهو ذهاب أحوال الخلق عن نظرهم على حضورهم مع الخلق|25px|25px|[[ابن عباد النفزي]] {{رحمه الله}}|غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية}}

== الشهود والمراقبة ==
تقترن المشاهدة مع [[المراقبة (صوفية)|المراقبة]] في [[صوفية|التصوف]] ضمن مقام [[إحسان (إسلام)|الإحسان]] كما ورد في [[الحديث النبوي]] الذي رواه [[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}}:<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.alukah.net/sharia/0/137242/|عنوان=حديث: إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-11-25| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201125103854/https://www.alukah.net/sharia/0/137242/ | تاريخ أرشيف = 25 نوفمبر 2020 }}</ref>

{{اقتباس حديث|[[عمر بن الخطاب]] {{رضي الله عنه}}|متن =بَيْنَمَا نَحْنُ جُلْوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَاِبِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ {{صلى الله عليه وسلم}}، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}: الإِسْلاَمُ أََنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِِيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ؛ '''قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ [[إحسان (إسلام)|الإِحْسَانِ]]. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ،''' قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ [[جبريل|جِبْرِيلُ]] أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ [[الإسلام|دِينَكُمْ]]|[[صحيح مسلم]]|درجة=[[حديث صحيح]]}}

وفي الرواية التي حَدَّثَ بها [[أبو هريرة]] {{رضي الله عنه}}:<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://dorar.net/hadith/search?q=%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D9%83%D8%A3%D9%86%D9%83+%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%87&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d%5B%5D=1|عنوان=الدرر السنية - الموسوعة الحديثية<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-11-25| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201125153521/https://dorar.net/hadith/search?q=تعبد+الله+كأنك+تراه&st=p&xclude=&fillopts=on&t=0&d[]=1 | تاريخ أرشيف = 25 نوفمبر 2020 }}</ref>

{{اقتباس حديث|[[أبو هريرة|أبي هريرة]] {{رضي الله عنه}}|متن =كَانَ النَّبِيُّ {{صلى الله عليه وسلم}} بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ [[جبريل|جِبْرِيلُ]] {{عليه السلام}} فَقَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ. قَالَ: مَا الإِسْلَامُ؟ قَالَ: الإِسْلَامُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ. '''قَالَ: مَا [[إحسان (إسلام)|الإحْسَانُ]]؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ،''' قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ، فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ {{صلى الله عليه وسلم}}: {{قرآن|لقمان|34|لا تخريج=1}} ([[سورة لقمان|لقمان]]: ال[[آية]] 34)، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ: رُدُّوهُ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: هَذَا [[جبريل|جِبْرِيلُ]] جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ [[الإسلام|دِينَهُمْ]]|[[صحيح البخاري]]|درجة=[[حديث صحيح]]}}

فالإحسان ما هو إلا مشاهدة تتمثل في المقطع الأول: '''«أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ»'''، ومراقبة تتمثل في المقطع الثاني: '''«فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»'''، و[[مقام (تصوف)|مقام]] المشاهدة إذا ما اقترن مع مقام [[المراقبة (صوفية)|المراقبة]] فإنه يؤدي بالمريد إلى العبودية الخالصة التامة، لأن المريدَ المشاهِدَ لا يليق به أن يعصي سيده وهو مبارز له بالذنب، كما أن السالكَ المُرَاقِبَ لا يليق به أن يخالف مولاه وهو مطلع عليه في مخالفته.<ref>[https://books.google.dz/books?id=NlgrDAAAQBAJ&pg=PA385#v=onepage&q&f=false موسوعة مائدة القارئ - محمد الصبيحي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125153027/https://books.google.dz/books?id=NlgrDAAAQBAJ&pg=PA385 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

{{اقتباس خاص|سَأَلَ رَجُلٌ [[الحسن البصري|الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ]] {{رحمه الله}}: مَا سِرُّ [[الزهد في الإسلام|زُهْدِكَ]] فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ.
# عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لاَ يَأْخُذُهُ غَيْرِي فَاطْمَأَنَّ قَلْبِي،
# وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لاَ يَقُومُ بِهِ أَحَدٌ غَيْرِي فَاشْتَغَلْتُ بِهِ وَحْدِي،
# وَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلِعٌ عَلَيَّ فَ[[حياء|اسْتَحْيَيْتُ]] أَنْ يَرَانِي فِي مَعْصِيَةٍ،
# وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ فَأَعْدَدْتُ الزَّادَ لِلِقَاءِ رَبِّي|25px|25px|[[الحسن البصري]] {{رحمه الله}}|}}

وأنشدت [[رابعة العدوية]] {{رحمها الله}} في مَعْنَيَيْ الشهود والمراقبة [[بيت (شعر)|بيتين شعريين]] متنهما:<ref>[https://books.google.dz/books?id=xfJHDwAAQBAJ&pg=PA147#v=onepage&q&f=false النفحات النبوية في الفضائل العاشورية (شرح مسلسل حديث عاشوراء لشمس الدين ... - حسن العدوي الحمزاوي ،الشيخ - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126105540/https://books.google.dz/books?id=xfJHDwAAQBAJ&pg=PA147 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://books.google.dz/books?id=ZLtsDwAAQBAJ&pg=PT175#v=onepage&q&f=false روض الرياحين في حكايات الصالحين - أبي السعادات عبد الله بن أسعد/اليافعي اليمني - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126113344/https://books.google.dz/books?id=ZLtsDwAAQBAJ&pg=PT175 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|{{أبيات|
'''وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي'''\\'''وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي'''
'''فَالْجِسْمُ مِنِّي لِلْجَلِيسِ مُؤَانِسٌ'''\\'''وَحَبِيبُ قَلْبِي فِي الْفُؤَادِ أَنِيسِي'''}}
|25px|25px|[[رابعة العدوية]] {{رحمها الله}}|}}

== ثمرات الشهود ==
[[سالك (تصوف)|السالك]] المستقيمُ على أمر الله {{سبحانه وتعالى}} تجعلُه [[استقامة (إسلام)|استقامته]] يتلذذ ويتذوق ثمرات الشهود على [[قلب (مصطلح)|قلبه]] كنوع من أنواع [[وارد (إسلام)|الواردات]] المترتبة عن هذا [[ورد (إسلام)|الْوِرْدِ]]، والتي منها:

=== نعيم الطمأنينة ===
بَيَّنَ الإمام [[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}} بأن من ثمرات [[ورد (إسلام)|وِرْدِ]] الشهود اصطباغ [[قلب (مصطلح)|قلوب]] المريدين بنعيم ال[[طمأنينة]]، وذلك في [[الحكم العطائية|حكمته]] التي نصها:<ref>[https://books.google.dz/books?id=7aRUDwAAQBAJ&pg=PA257#v=onepage&q&f=false الحكم العطائية - ابن عطاء الله الإسكندري, د. صلاح عبد التواب سعداوي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125140600/https://books.google.dz/books?id=7aRUDwAAQBAJ&pg=PA257 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|[[الجنة في الإسلام|النَّعِيمُ]] وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِ'''شُهُودِهِ''' وَاقْتِرَابِهِ، وَ[[جهنم|الْعَذَابُ]] وَإِنْ تَنَوَّعَتْ مَظَاهِرُهُ إِنَّمَا هُوَ بِوُجُودِ [[حجاب (تصوف)|حِجَابِهِ]]، فَسَبَبُ الْعَذَابِ وُجُودُ [[حجاب (تصوف)|الْحِجَابِ]]، وَإِتْمَامُ النَّعِيمِ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ|25px|25px|[[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}}|[[الحكم العطائية]]}}

فحلاوة طمأنينة الشهود والمعاينة والقرب من الله {{عز وجل}} أعلى وأكبر لدى ال[[مريد]] الصادق من مظاهر النعيم المتنوعة ومن أنواع الثواب في [[يوم القيامة في الإسلام|الدار الآخرة]] من [[حور عين|الحور العين]]، والقصور الفاخرة، و[[ولدان مخلدون|الولدان المخلدين]]، والمآكل الشهية، والمشارب السائغة، والملابس الجزيلة، إلى غير ذلك من أنواع المسرّات والملذات.<ref>[https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA199#v=onepage&q&f=false شرح الحكم العطائية المسمى الهدى للإنسان إلى الكريم المنان- البيومي - علي نور الدين بن حجازي/البيومي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125153500/https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA199 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

وألم وقلق البعد والحجب عن الله {{سبحانه وتعالى}} أكبر وأنكى من مظاهر العذاب المتنوعة ومن أنواع العقاب في الدار الآخرة من [[جهنم|الجحيم]] والحميم، كما جاء في الآية الكريمة:<ref>[https://books.google.dz/books?id=I85EDAAAQBAJ&pg=PT97#v=onepage&q&f=false الحكم العطائية - عبد الله الشرقاوي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125141857/https://books.google.dz/books?id=I85EDAAAQBAJ&pg=PT97 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

* [[سورة المطففين]]: {{قرآن|المطففين|15}}.

فنعيم الطمأنينة يكون برفع [[حجاب (تصوف)|الحجاب]] عن قلب المريد الْمُنَعَّمِ، لِمَا يتضمنه ذلك ويظهر فيه من وجود قرب الله {{سبحانه وتعالى}} وشهوده.<ref>[https://books.google.dz/books?id=qrtsDwAAQBAJ&pg=PT199#v=onepage&q&f=false الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري بشرح أبي العباس أحمد بن محمد الشهير بزروق - أبي العباس أحمد بن محمد/زروق الفاسي البرنسي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125153325/https://books.google.dz/books?id=qrtsDwAAQBAJ&pg=PT199 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

وعذاب القلق يكون بإدامة الحجاب والمنع والإعراض، مع غياب الشهود، على قلب المريد الْمُعَذَّبِ، لِمَا يقترن بذلك من وجود البُعْدِ عن الله {{عز وجل}} على التحقيق.<ref>[https://books.google.dz/books?id=n_hHDwAAQBAJ&pg=PT334#v=onepage&q&f=false تقريب الأصول لتسهيل الوصول لمعرفة الله والرسول (ص) - أحمد بن زيني دحلان الحسني الهاشمي ،السيد - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201125153128/https://books.google.dz/books?id=n_hHDwAAQBAJ&pg=PT334 |date=25 نوفمبر 2020}}</ref>

=== رجاء القبول ===
أَوْضَحَ الإمام [[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}} بأن من ثمرات [[ورد (إسلام)|وِرْدِ]] الشهود [[احتقار]] أنواع [[العمل الصالح في الإسلام|الأعمال الصالحة]] الصادرة عن المريد، والرجاء في قَبولها من الله {{عز وجل}} رحمة منه وتفضلا، وذلك في [[الحكم العطائية|حكمته]] التي نصها:<ref>[https://books.google.dz/books?id=7aRUDwAAQBAJ&pg=PA74#v=onepage&q&f=false الحكم العطائية - ابن عطاء الله الإسكندري, د. صلاح عبد التواب سعداوي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126105338/https://books.google.dz/books?id=7aRUDwAAQBAJ&pg=PA74 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://www.islamweb.net/ar/article/106677/%D8%A7%D8%AF%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%83%D9%86%D8%AA%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%88%D9%86 ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون - موقع مقالات إسلام ويب<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126101953/https://www.islamweb.net/ar/article/106677/ادخلوا-الجنة-بما-كنتم-تعملون |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|لاَ عَمَلَ أَرْجَى [[قبول (فقه)|لِلْقَبُولِ]] مِنْ عَمَلٍ يَغِيبُ عَنْكَ شُهُودُهُ، وَ[[احتقار|يُحْتَقَرُ]] عِنْدَكَ وُجُودُهُ|25px|25px|[[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}}|[[الحكم العطائية]]}}

فشهود عظمة الله {{عز وجل}} التي لا يمكن أن تشكرها وتقدرها أعمال وطاعات وعبادات المريد هي التي تجعله يرجو رحمة الله {{سبحانه وتعالى}} وقبوله، كما روى ذلك [[أبو هريرة]] {{رضي الله عنه}} عن النبي {{صلى الله عليه وسلم}}:<ref>[https://ar.islamway.net/fatwa/73182/%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9 معنى حديث: «لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة» - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126102012/https://ar.islamway.net/fatwa/73182/معنى-حديث-لن-يدخل-أحدا-عمله-الجنة |date=26 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://www.alukah.net/sharia/0/46542/ الفوائد والدرر من حديث: "لن يدخل أحدكم عمله الجنة"<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126102029/https://www.alukah.net/sharia/0/46542/ |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس حديث|[[أبو هريرة|أبي هريرة]] {{رضي الله عنه}}|متن =سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} يَقُولُ: '''لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ|[[صحيح البخاري]]|درجة=[[حديث صحيح]]}}

لا شك أن دخول الجنة لا يمكن أن يَحْدُثَ إلا بفضل الله ورحمته وتوفيقه، ولذا قال [[الصحابة]] {{رضي الله عنهم}}: «وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟» فالعمل بمجرده لا يؤهل لدخول الجنة ابتداء، قال: «وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ».<ref>[http://www.hadithportal.com/index.php?show=bab&bab_id=1249&chapter_id=60&book=31&sub_idBab=0&f=1232&e=1251 جامع السنة وشروحها - صحيح مسلم باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201112021657/http://hadithportal.com/index.php?show=bab |date=12 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://dorar.net/aqadia/2818/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3:-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D8%AB%D9%85%D9%86%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84 المطلب السادس: الجنة ليست ثمناً للعمل - الموسوعة العقدية - الدرر السنية<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126102249/https://dorar.net/aqadia/2818/المطلب-السادس:-الجنة-ليست-ثمنا-للعمل |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

ويبقى أنه إذا دَخل المسلم [[الجنة في الإسلام|الجنة]] برحمة أرحم الراحمين، فمنازل هذه الجنة إنما تكون بحسب وسبب الأعمال التي تؤهل لهذه المنازل، فمن كانت أعماله أكثر وأحسن وتحقق فيها شرط ال[[إخلاص]] ومتابعة [[سنة (إسلام)|السنة النبوية]] أكثر فلا شك أن منازله أعلى، ومن كان دونه فمنازله دون ذلك، وبهذا يتم الجمع بين هذا [[الحديث النبوي]] وبين ما جاء من النصوص من مثل قوله {{عز وجل}}:<ref>[http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0009 دعوى تعارض أحاديث نفي دخول الجنة بالعمل مع القرآن الكريم<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126102341/http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0009 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
* [[سورة الأعراف]]: {{قرآن|الأعراف|43}}
والباء في هذه الآية {{قرآن|بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}} هي هنا للسببية، وقيل هي للإلصاق أو المصاحبة، أي أورثتموها ملابسة أو مصاحبة.<ref>[http://hadithportal.com/index.php?show=hadith&h_id=5171&uid=0&sharh=10000&book=31&bab_id=1249 جامع السنة وشروحها - صحيح مسلم<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201112021943/http://hadithportal.com/index.php?show=hadith |date=12 نوفمبر 2020}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=11834&bk_no=52&flag=1 إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل- الجزء رقم11<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201112003447/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents |date=12 نوفمبر 2020}}</ref>

=== التحرر من الأغيار ===
شَرَحَ الإمام [[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}} بأن من ثمار [[ورد (إسلام)|وِرْدِ]] الشهودِ التحررُ من الأغيار و[[مخلوق|الموجودات]] وكثافتها، قصد الولوج إلى لطافة أنوار [[تجل (تصوف)|التجلي]] الإلهي على قلب المريد، وذلك في [[الحكم العطائية|حكمته]] التي نصها:<ref>[https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA89#v=onepage&q&f=false شرح الحكم العطائية المسمى الهدى للإنسان إلى الكريم المنان- البيومي - علي نور الدين بن حجازي/البيومي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126113504/https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA89 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|أَوْرَدَ عَلَيْكَ [[وارد (إسلام)|الْوَارِدَ]] لِيُخْرِجَكَ مِنْ سِجْنِ وُجُودِكَ إِلَى فَضَاءِ شُهُودِكَ|25px|25px|[[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}}|[[الحكم العطائية]]}}

فوِرْدُ الشهود حينما يستمطر صاحبُهُ وَارِدَ الوصال من المولى {{عز وجل}}، فإنه ينتظر بذلك هبوبَ نفحات الإقبال على قلب المريد لتخرجه من سجن وضيق رؤية وجوده المحصور القاصر، ليلج ويدخل فضاء وحضرة واتساع شهوده لعظمة ربه {{سبحانه وتعالى}}.<ref>[https://books.google.dz/books?id=L_1sDwAAQBAJ&pg=PA128#v=onepage&q&f=false إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري - أبي العباس أحمد بن محمد/ابن عجيبة الحسني - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126102652/https://books.google.dz/books?id=L_1sDwAAQBAJ&pg=PA128 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

فرؤية المريد لذاته ووجوده، واعتداده بهما، فضلا عن الاعتداد بالمخلوقات و[[الكون|الأكوان]]، مانعة له من شهود جلال [[أسماء الله الحسنى|أسماء]] و[[صفات الله العليا|صفات]] ربه {{عز وجل}}، إذ محال أن يجتمع للمريد شهود ذاته مع الأغيار من جهة، وشهود تجلي مولاه على قلبه من جهة أخرى.<ref>[https://books.google.dz/books?id=eqElDwAAQBAJ&pg=PT30#v=onepage&q&f=false شرح الحكم العطائية - أحمد بن عطاء الله السكندري - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126113406/https://books.google.dz/books?id=eqElDwAAQBAJ&pg=PT30 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

وأنشد [[الجنيد البغدادي]] {{رحمه الله}} في الشهود المؤدي إلى الغياب عن الأغيار [[بيت (شعر)|بيتا شعريا]] متنه:<ref>[https://books.google.dz/books?id=Nyx0DwAAQBAJ&pg=PT393#v=onepage&q&f=false نتائج الأفكار القدسية في شرح الرسالة القشيرية (حاشية العلامة مصطفى العروسي ... - مصطفى العروسي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126105414/https://books.google.dz/books?id=Nyx0DwAAQBAJ&pg=PT393 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>
{{اقتباس خاص|{{أبيات|
'''وُجُودِي أَنْ أَغِيبَ عَنِ الْوُجُودِ'''\\'''بِمَا يَبْدُو عَلَيَّ مِنَ الشُّهُودِ'''}}
|25px|25px|[[الجنيد البغدادي]] {{رحمه الله}}|}}

ف[[فتح (تصوف)|فتح]] الشهود يُعِينُ المريدَ على [[فناء (تصوف)|الفناء]] عن [[نفس (صوفية)|نفسه]] وزوال آصارها وأغلالها عليه، وهذا التحرر أصعب من الفناء عن [[الكون]] وهدم تسلط اتساعه وقوانينه وجماله على قلب السالك، فإذا ما وقع التحرر من ربقة شهود النفس وقع نتيجة لذلك انهدام شهود الكون من القلب ولم يبق له أثر مانع كابح، وقد يزول تأثير الكون ويبقى في النفس بقية من آثاره، فلذلك قدم الإمام [[ابن عطاء الله السكندري]] {{رحمه الله}} رق واستعباد الأكوان على سجن وجود وذات وجسم الإنسان.<ref>[https://books.google.dz/books?id=uoJxDwAAQBAJ&pg=PT107#v=onepage&q&f=false المنح القدسية على الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري ومعه إفادات لكبار ... - عبد الله بن حجازي بن إبراهيم/الشرقاوي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126111821/https://books.google.dz/books?id=uoJxDwAAQBAJ&pg=PT107 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

ونعمة التحرر من الأغيار تغدق على المريد نشوة الخروج من سجن ذاته ونفسه اللتان تحاصرانه وتحيطان به في هيكل ذاته، فإذا ما خرج منهما إلى فضاء واتساع ورحابة شهود عظمة مولاه {{عز وجل}} كان فائزا في الآخرة بالدر المصون والمشاهدة السرمدية لوجه الله {{سبحانه وتعالى}}، ومن صحت له هذه [[حال (سلوك)|الأحوال]] تهيأ له الارتحال على مطايا [[نور (إسلام)|الأنوار]] إلى حضرة [[سر (صوفية)|الأسرار]].<ref>[https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA90#v=onepage&q&f=false شرح الحكم العطائية المسمى الهدى للإنسان إلى الكريم المنان- البيومي - علي نور الدين بن حجازي/البيومي - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126135556/https://books.google.dz/books?id=wBqIDwAAQBAJ&pg=PA90 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

فصفات نفس المريد القائمة به، والمانعة له من شهود مولاه {{عز وجل}}، تجعلها صفات ساجنة آسرة لقلب المسجون من الخروج من نقصه إلى فضاء شهود كمال مولاه {{سبحانه وتعالى}} الشبيه بالفضاء لعدم وجود شيء يحول عن الرؤية.<ref>[https://books.google.dz/books?id=TfNHDwAAQBAJ&pg=PA175#v=onepage&q&f=false المواهب والمنح الإلهية التي خص الله بها خير البرية (ص) - عبد السلام العمراني الخالدي ،الأستاذ - Google Livres<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201126111859/https://books.google.dz/books?id=TfNHDwAAQBAJ&pg=PA175 |date=26 نوفمبر 2020}}</ref>

== وصلات خارجية ==
* {{يوتيوب|e249ZNYiZVA|"مفهوم الشهود": الشيخ الحبيب علي الجفري في جوان 2018م}}.
* {{يوتيوب|Hi0M-rZNWjc|"مقام المشاهدة ومقام المراقبة": الشيخ عبد الحميد كشك في ديسمبر 2012م}}.
* {{يوتيوب|heU8B1Fw5bU|"المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة": الشيخ يسري جبر في أكتوبر 2018م}}.
* {{يوتيوب|gNi4Pty6DBo|"الكشف والمشاهدة": الشيخ صلاح الدين التجاني في سبتمبر 2015م}}.
* {{يوتيوب|VlU1iWcNswc|"التجلي والمشاهدة": الشيخ صلاح الدين التجاني في سبتمبر 2017م}}.

== انظر أيضًا ==
* [[فتح (تصوف)|فتح]]
* [[كشف (تصوف)|كشف]]

== هوامش ==
* {{هامش|1}} سورة آل عمران، الآية: 53.
* {{هامش|2}} سورة المائدة، الآية: 83.
* {{هامش|3}} سورة يونس، الآية: 61.
* {{هامش|4}} سورة الأنبياء، الآية: 56.
* {{هامش|5}} سورة الصافات، الآية: 150.
* {{هامش|6}} سورة الفتح، الآية: 8.
* {{هامش|7}} سورة المدثر، الآية: 13.
* {{هامش|8}} سورة البروج، الآية: 7.

== المراجع ==
{{مراجع|2}}

{{ضبط استنادي}}

{{صوفية}}
{{مصطلحات التصوف}}
{{روحانية}}
{{شريط بوابات|الأديان|الإسلام|تصوف}}

[[تصنيف:الإيمان والعقيدة الإسلامية]]
[[تصنيف:علم نفس (تصوف)]]
[[تصنيف:فلسفة صوفية]]
[[تصنيف:مصطلحات التصوف]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:مصطلحات عربية]]