عرض مصدر شيطنة

'''الشيطنة''' هي تفسير لتعدد الآلهة (الشرك) على أنه شر، وأنه كذب من الشياطين، وخاصةً من [[ديانات توحيدية|الديانات التوحيدية]]. توسع المصطلح بعد ذلك للإشارة إلى أي وصف للأفراد أو الجماعات أو الهيئات السياسية بالشر.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.al-jazirah.com/culture/2013/16112013/fadaat4.htm
| عنوان = صناعة الشيطنة (1)
| موقع = www.al-jazirah.com
| تاريخ الوصول = 2021-11-19
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211119144222/https://www.al-jazirah.com/culture/2013/16112013/fadaat4.htm | تاريخ أرشيف = 19 نوفمبر 2021 }}</ref>

== دينيًا ==
لا تنكر الأديان، حتى تلك التي هي توحيدية من جذورها، بالضرورة وجود آلهة أو كائنات روحية أخرى. على العكس من ذلك، فإنها تزعم أن الآلهة الأخرى لا تستحق العبادة وأنهم في الواقع شياطين تضلل أتباعهم من خلال المعتقدات أو الممارسات الصحيحة. غالبًا ما استخدم المبشرون المسيحيون تكتيكات لشيطنة تعدد الآلهة عند دعوة الوثنيين للمسيحية، على الرغم من أن اليهودية والإسلام والأديان الأخرى لها تاريخ مماثل. لا تقتصر الشيطنة على الأديان الأخرى فحسب، بل يمكن أيضًا توجيهها إلى الداخل لإدانة مختلف المدارس الفكرية أو الحركات.

من وجهة نظر علمانية، يمكن استخدام الشيطنة لتشويه سمعة فرد أو جماعة معارضة، مما يجعل أتباع دينهم ووجهة نظرهم أقل ميلًا للتعامل معهم (وربما تغيير الدين) وأكثر ميلًا لمحاربتهم. إذا كان الأجانب أشرارًا ومفسدون بتأثير شيطاني، فمن السهل تصوير أي وسيلة للدفاع عن النفس على أنها شرعية. مثال على ذلك تصوير جميع الوثنيين تقريبًا في الشرق الأوسط على أنهم عبدة [[بعل|لبعل]] في [[الكتاب العبري|الكتاب المقدس العبري]].<ref>"And they utterly destroyed all that was in the city, both man and woman, young and old, and ox, and sheep, and [[حمار]], with the edge of the sword." [[يوشع بن نون]] 6:21</ref><ref>"Ye shall destroy their [[مذبح]], and break in pieces their pillars, and ye shall cut down their groves, and the [[وثنية]] of their gods ye shall burn with fire." [[سفر الخروج]] 34:13</ref> إذا كان الوثنيون قد أفسدهم «الإله» الشيطاني بعل، فمن الواضح أنه يجب محاربتهم أو على الأقل قمعهم.<ref>"Demons in the Old Testament", Dennis Bratcher, 2006, retrieved 6 May 207.[http://www.crivoice.org/demonsot.html] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201112024725/http://www.crivoice.org/demonsot.html|date=2020-11-12}}</ref> خاصة في الكتب السابقة من الكتاب المقدس العبري، تم تصوير الآلهة الأجنبية على أنها كيانات قائمة ومفسدة بدلاً من كونها مجرد أصنام لا حول لها ولا قوة. قد يقول البعض بأن هذا انتقل لاحقًا إلى المسيحية بعد صعود قسطنطين الأول في قمعه للوثنية الرومانية. ومن أشهر الشيطانيين هم [[لوسيفر]]، [[بعل زبوب]]، [[بافومت|وبافوميت]]، حتى أنها أصبحت مرادفة لشيطان / شيطان الديانات الإبراهيمية. في وقت لاحق، تم استدعاء وصف الشيطنة مع ظهور معاداة السامية في أيبيريا، مما أدى إلى طرد اليهود من إسبانيا بما في ذلك [[مورسكيون|الموريسكيين]].<ref>"Edict of the Expulsion of the Jews", 1492, Translated from the Castilian by Edward Peters, Retrieved 6 May 2007.[http://www.sephardicstudies.org/decree.html] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210422081804/http://www.sephardicstudies.org/decree.html|date=2021-04-22}}</ref>

إن وجهة نظر اليهودية المبكرة التي تعامل الآلهة الأجنبية على أنها شياطين ثم تعامل اليهودية لاحقًا مع الآلهة على أنها غير موجودة ليست عالمية. سفر المزامير 96: 5، على سبيل المثال، يُترجم بالتناوب على النحو التالي، «لأن كل آلهة الأمم لا شيء»، «لأن كل آلهة الأمم هم شياطين» (فولجاتا)، و «لأن آلهة الشعوب كلها أصنام.» الترجمة السبعينية اليونانية لذلك المقطع، التي استخدمتها الكنيسة المسيحية المبكرة، استخدمت عبارة «الشياطين».<ref name="jerome">"The Greek [[الترجمة السبعينية]] translated into English", Psalm 95:5, translated by Sir Lancelot Charles Lee Brenton, 1851.</ref> سيتبع جيروم النص اليوناني بدلاً من العبرية عندما ترجم النسخة اللاتينية من الكتاب المقدس فولجاتا. ظل لقب «الشياطين» تظهر في الأناجيل حتى نهاية القرن العشرين عندما عاد الإجماع إلى النص العبري الأصلي للترجمات الحديثة.

توجد أيضًا نظائر شيطنة خارج الديانات التوحيدية. يقبل تعدد الآلهة بسهولة الآلهة الأجنبية بشكل عام، وفي أوقات الصراع، يمكن أحيانًا تصوير آلهة الأمة الأجنبية على أنها شر. أقل شيوعًا، سيتم تطبيقه على الديانات الأخرى أيضًا. على سبيل المثال، يختلف تصوير بوذا في الهندوسية: بعض سلالات الهندوسية تعتبر بوذا تجسيدًا لفيشنو،<ref>[http://www.srcf.ucam.org/cuhcs/info.faq.php Cambridge University Hindu Cultural Society] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080203192324/http://www.srcf.ucam.org/cuhcs/info.faq.php|date=3 February 2008}}</ref> بينما في بعض النصوص مثل بوراناس، يتم تصويره على أنه أفاتار وُلد لتضليل أولئك الذين ينكرون المعرفة الفيدية.<ref name="Holt2008p18">{{استشهاد بكتاب
| مؤلف = John Clifford Holt
| عنوان = The Buddhist Viṣṇu: Religious Transformation, Politics, and Culture
| مسار = https://books.google.com/books?id=RvuDlhpvvHwC&pg=PA18
| سنة = 2008
| ناشر = Motilal Banarsidass
| isbn = 978-81-208-3269-5
| صفحات = 18–21
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210510001159/https://books.google.com/books?id=RvuDlhpvvHwC&pg=PA18 | تاريخ أرشيف = 10 مايو 2021 }}</ref><ref name="JonesRyan2006p96">{{استشهاد بكتاب
| مؤلف1 = Constance Jones
| مؤلف2 = James D. Ryan
| عنوان = Encyclopedia of Hinduism
| مسار = https://books.google.com/books?id=OgMmceadQ3gC&pg=PA96
| سنة = 2006
| ناشر = Infobase
| isbn = 978-0-8160-7564-5
| صفحة = 96
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211119144806/https://books.google.com/books?id=OgMmceadQ3gC&pg=PA96
| تاريخ أرشيف = 2021-11-19
}}</ref>

=== الصراعات السياسية ===
تُستخدم الشيطنة أحيانًا ضد المعارضين السياسيين بدلاً من المعارضين الدينيين. تم تدمير فرسان الهيكل بسبب اتهامات بأنهم يعبدون بافوميت من [[فيليب الرابع ملك فرنسا|الملك فيليب الرابع.]] ربما تم استخدام بافوميت، الذي غالبًا ما يُعتقد أنه بعلزبول، بسبب تشابه هذا الإله ذو القرون مع الصور المسيحية للشيطان.<ref>[http://www.religioustolerance.org/wic_pent.htm " Pentacles and Pentagrams", Religious Tolerance, Retrieved 6 May 2007] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20211110210003/http://www.religioustolerance.org/wic_pent.htm |date=10 نوفمبر 2021}}</ref><ref>{{Cite EB1911|wstitle=Baphomet|volume=3|page=363}}</ref>

== الاستخدام الحالي ==
يذكر [[معجم اللغة العربية المعاصرة (2008)|معجم اللغة العربية المعاصرة]] لأحمد مختار عمر: {{اقتباس مضمن|شيطنَ يشيطن، شيطنةً، فهو مُشَيْطِن؛ شيطن الشّخصُ: صار كالشَّيطان أو فعل فعله.}}<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D8%B9%D8%AC%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9/**%20%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D9%8E%20%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D8%8C%20%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D8%A9%D9%8B%D8%8C%20%D9%81%D9%87%D9%88%20%D9%85%D9%8F%D8%B4%D9%8E%D9%8A%D9%92%D8%B7%D9%90%D9%86/i486&d622484&c&p1#s622484
| عنوان = فصل: ** شيطنَ يشيطن، شيطنةً، فهو مُشَيْطِن{{!}}نداء الإيمان
| موقع = www.al-eman.com
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211119150549/http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D8%B9%D8%AC%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9/%2A%2A%20%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D9%8E%20%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D8%8C%20%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D9%86%D8%A9%D9%8B%D8%8C%20%D9%81%D9%87%D9%88%20%D9%85%D9%8F%D8%B4%D9%8E%D9%8A%D9%92%D8%B7%D9%90%D9%86/i486&d622484&c&p1
| تاريخ أرشيف = 2021-11-19
| تاريخ الوصول = 2021-11-19
}}</ref>

في الاستخدام العامي، يتم استخدام مصطلح «الشيطنة» مجازيًا للإشارة إلى الدعاية (البروبوغاندا)،<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.zamanalwsl.net/news/article/52845/
| عنوان = السياسة وقذارات الشيطنة.. عماد غليون
| موقع = www.zamanalwsl.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2021-11-19
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201205145228/https://www.zamanalwsl.net/news/article/52845/ | تاريخ أرشيف = 5 ديسمبر 2020 }}</ref> أو الذعر الأخلاقي الموجه ضد أي فرد أو مجموعة، بغرض التشهير و / أو [[اغتيال الشخصية]] و / أو [[صورة العدو|نزع الصفة الإنسانية]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.alriyadh.com/514381
| عنوان = نهاية الشيطنة
| تاريخ = 08-04-2010
| موقع = alriyadh.com
| ناشر = جريدة الرياض
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210410223508/https://www.alriyadh.com/514381 | تاريخ أرشيف = 10 أبريل 2021 }}</ref> وكثيرًا ما تستخدم الشيطنة في الصراعات السياسية.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.elhiwar.dz/national/55962/
| عنوان = شيطنة الآخر.. أو المكارثية الجديدة
| تاريخ = 2016-07-26
| موقع = الحوار الجزائرية
| لغة = ar
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211119144555/https://www.elhiwar.dz/national/55962/
| تاريخ أرشيف = 2021-11-19
| تاريخ الوصول = 2021-11-19
| الأخير = الحوار
| الأول = موقع
}}</ref>

تستخدم الشيطنة بهدف منها إقصاء الشخص وتدميره عبر تصويره خطراً على الأمن والناس، وإلصاق صفات مكروهة وطنيًّا، وتنصيبه عدوًّا بما يحمله من أعمال وأفكار سياسيّة تتعارض مع أهل السلطة السياسيّة والدينيّة. وتأتي صناعة الشيطنة أيضًا بالتركيز على جزءٍ فاسدٍ (حقيقي أو مختلق)، واختزال التفاصيل جميعاً في هذا الجزء. والهدف من تشويه التفاصيل وطمسها تاريخاً أو واقعاً يضلّ قراءة التاريخ، ويقدّم واقعاً مسنوداً إلى مرجعيّة مشكوك فيها. وتأتي الشيطنة في مواجهة العقل وتدميره، عبر تجميد عقل المرء المتلقّي، وزيادة مناعته ضدّ المنطق المضاد القادم من جهة الخصم (الشيطان).<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.al-jazirah.com/culture/2013/16112013/fadaat4.htm
| عنوان = صناعة الشيطنة (1)
| موقع = www.al-jazirah.com
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211119144222/https://www.al-jazirah.com/culture/2013/16112013/fadaat4.htm
| تاريخ أرشيف = 2021-11-19
| تاريخ الوصول = 2021-11-19
}}</ref>

== انظر أيضًا ==

* [[شيطان]]
* [[شيطانية]]
* [[تشهير|تشويه]]

== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{شريط بوابات|علم النفس|اللغة|الأديان}}
[[تصنيف:علم اجتماع الدين]]
[[تصنيف:علم الشياطين]]
[[تصنيف:علم اللاهوت المسيحي وسياسة]]
[[تصنيف:مصطلحات سياسية]]