عرض مصدر سورة مريم

{{صندوق معلومات سورة
| اسم السورة = مَريَم
| رقم السورة = 19
| صورة = Surah Maryam.png
| مكية/مدنية = مكية
| معنى_الاسم = 
| الأسماء_الأخرى = 
| عدد الآيات = 98
| عدد الكلمات = 972
| عدد الحروف = 3835
| السجدات = يوجد، الآية 58
| ترتيب نزولها = 44
| زمن_الوحي = 
| الآيات المستثناة من المكي/المدني = 
| السورة السابقة في النزول = سورة فاطر
| السورة اللاحقة في النزول = سورة طه
| عدد_الآيات_حول_المواضيع_الخاصة = * قصة [[زكريا]] وبشارته [[يحيى بن زكريا|بيحيى]]. (1 - 15)
| السورة السابقة في المصحف = سورة الكهف
| السورة اللاحقة في المصحف = سورة طه
| الصوت = 
| عنوان_الصوت = 
| وصف الصوت = 
}}
'''سورة مريم'''، السورة التاسعة عشر في [[القرآن]]، وهي إحدى [[آية مكية|السور المكيّة]]، ماعدا الآيات 58 و71 فهي [[آية مدنية|مدنية]]. بلغ عدد آياتها 98 آية، ويوجد بها سجدة في الآية رقم 58، وتقع في الجزء السادس عشر. ونزلت بعد [[سورة فاطر]].<ref>[http://www.ayaat.com/?l=ar&id=2251 معلومات عن سورة مريم.] آيات. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171115083500/http://www.ayaat.com/?l=ar&id=2251 |date=15 نوفمبر 2017}}</ref> والسورة سُميّت على اسم [[مريم بنت عمران|العذراء مريم]] أم [[عيسى بن مريم|عيسى المسيح]]، لتكون بذلك السورة الوحيدة في [[القرآن]] التي سُميّت على اسم [[امرأة]].

تبدأ [[سورة|السورة]] بقصة [[زكريا]] حين دعا الله [[دعاء]] خفيًّا أي من [[قلب|القلب]] بأنّ يجعل له وليًّا أو خلفًا، فاستجاب له الله ووهب له [[يحيى بن زكريا|يحيى]]، ثم تأتي قصة [[مريم بنت عمران]] حين تمثل لها [[ملاك|ملك]] في صورة بشر وبشرها [[عيسى بن مريم|بالمسيح]]، وتعجب قومها من هذا بعد ذلك، تشير إليه ثم يتحدث بإذن [[الله]] ليقول ويؤكد أن أمه [[مريم العذراء|مريم]] أشرف نساء [[الأرض]]، ويخاطب الناس بعد ذلك ويذكر لهم أن الله أوصاه [[صلاة|بالصلاة]] و[[زكاة|الزكاة]] و[[بر الوالدين|البر]] بوالدته. بعد ذلك يذكر [[قصة (أدب)|قصة]] [[إبراهيم]] مع أبيه وكيف كان يدعو أباه ليكف عن عبادة الأصنام، ثم يذكر الأنبياء الذين أنعم عليهم الله وكيف خلف من بعدهم خلف نسوا [[صلاة|الصلاة]] واتبعوا الشهوات. وفي نهاية السورة تقريبًا استنكار كيف قال الذين أشركوا والذين كفروا أن الله اتخذ ولدًا، مؤكدًا أنه لا ينبغي له هذا، لأن كل من في السموات و[[الأرض]] عباد الله.

== الترتيب والتسمية ==
=== الترتيب ===
[[ملف:SuraMariam19.JPG|تصغير|200بك|يسار|<div style="text-align: center;">سورة مريم في المصحف.</div>]]
ترتيب سورة مريم هو 19 بالنسبة إلى 114 سورة هي جملة سور القرآن، وتقع في الجزء السادس عشر من أجزاء القرآن الثلاثون.<ref>[http://www.alhibr1.com/QURAAN/sourat.php?nvsm=%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85&sn=%D8%AA%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D8%A7%D9%88%D9%8A%20%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 سورة مريم.] المحجة البيضاء، موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160325094510/http://www.alhibr1.com/QURAAN/sourat.php?nvsm=مريم&sn=تجويد%20الشيخ%20المنشاوي%20رحمه%20الله |date=25 مارس 2016}}</ref> وقد ذكر الإمام [[جلال الدين السيوطي]] سورة مريم في كتابه [[تناسق الدرر في تناسب السور|أسرار ترتيب القرآن]]، حيث كتب أن سبب ورود سورة مريم بعد [[سورة الكهف]] مباشرةً لا في موضع آخر أن سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب: قصة [[أصحاب الكهف]]، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب، وقصة [[موسى]] مع [[الخضر]]، وما فيها من الخارقات، وقصة [[ذو القرنين|ذي القرنين]]، وهذه السورة فيها أعجوبتان: قصة ولادة [[يحيى بن زكريا]]، وقصة ولادة [[عيسى بن مريم|عيسى]]<ref>جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، [[القاهرة]]، بدون تاريخ، صـ: 115.</ref> كذلك قد ذُكِرَ أن [[أصحاب الكهف]] من قوم [[عيسى بن مريم]] وسيبعثون قبيل يوم القيامة بعد نزول المسيح و[[الحج في الإسلام|يحجون معه]].<ref>[http://taghrib.org/library/book2.php?bcc=64&bi=207 أسرار ترتيب القرآن.] المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151441/http://taghrib.org/library/book2.php?bcc=64&bi=207 |date=26 يناير 2020}}</ref> وكذلك قيل إنهم من قوم عيسى، وإن قصتهم كانت في الفترة، فناسب توالي السورتين.<ref>{{استشهاد بكتاب
| عنوان = أسرار تريب القرآن
| ناشر = دار الفضيلة للنشر والتوزيع
| مؤلف = جلال الدين السيوطي
| مؤلف1 = عبدالرحمن
| مسار = https://shamela.ws/book/9992/105#p1
| صفحة = 107
| صفحات = 192 صفحة
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220628112204/https://shamela.ws/book/9992/105 | تاريخ أرشيف = 28 يونيو 2022 }}</ref>

=== التسمية ===
[[ملف:surah Maryam.png|تصغير|200بك|يسار|إطارٌ مُخطَّط بخطِّ الثُّلث لسورة مريم]]
وقد سميت هذه [[سورة|السورة]] باسم [[مريم العذراء]] تخليداً لها، فقد ولدت المسيح بمعجزة فريدة من نوعها حيث أنها [[ولادة عذرية]] من غير أب حسب المعتقد [[الإسلام]]ي و[[المسيحية|المسيحي]]. وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة،<ref>[http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-23-00-02/370-2011-08-16-18-06-45 سورة مريم تشهد على أن القرآن من عند الله.] أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305004329/http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-23-00-02/370-2011-08-16-18-06-45 |date=05 مارس 2016}}</ref> كذلك تعد مريم العذراء هي السيدة الوحيدة التي ذُكرت باسمها صراحة في [[القرآن]]،<ref>[https://www.masress.com/almessa/9221 لوجه الله - "تأملات.. في سورة مريم".] مصرس، بتاريخ 31 ديسمبر 2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305072520/http://www.masress.com/almessa/9221 |date=05 مارس 2016}}</ref> مما يُظهر ذلك عظم قدرها في [[الإسلام]]، فقد ذكرها [[القرآن]] قبل ذلك في [[سورة آل عمران]]:

<div style="text-align: center;">{{قرآن|آل عمران|42}}</div>

أي أنها أفضل النساء على الإطلاق<ref>[http://www.sunna.info/islamic/mariam.html السيدة مريم أم المسيح.] موقع أهل السنة والجماعة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171020150601/http://www.sunna.info/islamic/mariam.html |date=20 أكتوبر 2017}}</ref> منذ زمن [[حواء]] امرأة [[آدم]] حتى قيام [[نهاية الزمان|الساعة]].<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=258&idfrom=253&idto=253&flag=0&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير قوله تعالى "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك..."، تفسير ابن كثير.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151754/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=258&idfrom=253&idto=253&flag=0&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref> كذلك في [[سورة التحريم]]:

<div style="text-align: center;">{{قرآن|التحريم|12}}</div>

وذُكِرت في مواضع أخرى يغلبها الثناء.

كذلك ذُكِر في [[الحديث النبوي]] أن [[محمد|النبي محمد]] قال:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=336&idfrom=916&idto=916&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 مسألة: الجزء الرابع، الجامع لأحكام القرآن.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109185009/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=336&idfrom=916&idto=916&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=9 يناير 2020}}</ref> {{اقتباس|كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا: [[آسية (توضيح)|آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ]]، وَ[[مريم بنت عمران|مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ]]، وَإِنَّ فَضْلَ [[عائشة بنت أبي بكر|عَائِشَةَ]] عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ [[ثريد|الثَّرِيدِ]] عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. <small>([[صحيح البخاري]] : 3411، [[صحيح مسلم]] : 2431).</small>}}

كذلك روى [[أبو هريرة]] عن النبي محمد أنه قال:<ref>[http://www.prophetstory.com/documents%5Cisa_books_52.doc قصة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام.] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110103201904/http://www.prophetstory.com/documents/isa_books_52.doc |date=3 يناير 2011 }} [[قصص الأنبياء في الإسلام|قصص الأنبياء]] ل[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.prophetstory.com/documents/isa_books_52.doc |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يوليو 2017 |تاريخ أرشيف=3 يناير 2011 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110103201904/http://www.prophetstory.com/documents/isa_books_52.doc |حالة المسار=bot: unknown }}{{استشهاد ويب |مسار=http://prophetstory.com/documents/isa_books_52.doc |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يوليو 2017 |تاريخ أرشيف=29 أغسطس 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130829040918/http://prophetstory.com/documents/isa_books_52.doc |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> {{اقتباس|خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: [[مريم بنت عمران|مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ]]، وَ[[آسية (توضيح)|آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ]] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَ[[خديجة بنت خويلد|خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ]]، وَ[[فاطمة الزهراء|فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ]].<ref group="معلومة">ذُكِرت رواية أخرى عن [[عبد الله بن عباس]] عن [[محمد|النبي محمد]]: {{اقتباس|أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.}}</ref>}}
فالنساء المذكورات في الحديث ليس أفضليتهن على مَن سبقهن من النساء أو مَن كُنَّ في زمانهن فقط، بل على من سبق ومن لحق، وذلك أنهن حُزْنَ من المزايا والخصال ما لم يجتمع لامرأة قط.<ref>[https://islamqa.info/ar/answers/145623/%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%83%D9%85%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D8%A9 فتوى رقم: 145623، ما معنى حديث لم يكمل من النساء إلا أربعة.] الإسلام سؤال وجواب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130720160415/http://islamqa.info/ar/ref/145623 |date=20 يوليو 2013}}</ref>

== أسباب النزول ==
[[ملف:Quran - year 1874 - Page 66.jpg|تصغير|200بك|يسار|<div style="text-align: center;">بداية سورة مريم في وسط الصفحة لمصحف قديم يعود للعام 1874 م.</div>]]
ذُكر في [[صحيح البخاري]] أن أحد أسباب نزول سورة مريم هو تأخر [[جبريل|الملاك جبريل]] عن تنزيله للوحي على [[محمد|النبي محمد]]، وذلك حينما سأله أصحابه عن قصة [[أصحاب الكهف]] و[[ذو القرنين|ذي القرنين]]، ولذلك قد رجا النبي محمد من الله أن يأتيه جبريل بالوحي بشأن ما طلبه منه أصحابه، فشّق ذلك عليه مشقة شديدة، فلما نزل جبريل أخيراً بالوحي قال له النبي محمد: {{خط/عربي|«أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك»}}، فرد عليه جبريل: {{خط/عربي|«إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثتُ نزلتُ وإذا حبستُ احتبست»}}،<ref>[http://www.qebla.com/content/view/150/14/ أسباب نزول سورة مريم.] قِبلة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170314024519/http://www.qebla.com/content/view/150/14/ |date=14 مارس 2017}}</ref> ولذلك نزلت الآية رقم 64 من سورة مريم: {{قرآن|مريم|64}}.<ref group="معلومة">ورد في [[صحيح البخاري]] أنه قال: أخبرنـا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو بكـر محمد بن معمر الشامي قال: أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرسعني قال: حدثني جدي قال: حدثنا المغيرة قال: حدثنا عمر بن ذرّ عن أبيه، عن [[سعيد بن جبير]]، عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] قال: قال رسول الله: {{خط/عربي|«يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟»}} قال فنزلت: {{قرآن|مريم|64}}، قال: كان هذا الجواب لمحمد رسول الله. (رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] عن أبي نعيم، عن عمر بن ذرّ).</ref>

كذلك هناك سبب لنزول الآية رقم 66: {{قرآن|مريم|66}}، فقد قال الكلبي أنها نزلت في [[أبي بن خلف|أُبيّ بن خلف]] حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول: {{خط/عربي|«زعم لكم محمد أنّا نبعث بعدما نموت»}}.<ref>[http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D9%88%D9%84/-%20%D9%82%D9%88%D9%84%D9%8F%D9%87%D9%8F%20%D8%AA%D9%8E%D8%B9%D9%8E%D8%A7%D9%84%D9%8E%D9%89:%7B%D8%A5%D9%90%D9%86%D9%91%D9%8E%20%D8%A7%D9%84%D9%91%D9%8E%D8%B0%D9%90%D9%8A%D9%86%D9%8E%20%D8%B3%D9%8E%D8%A8%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%AA%D9%92%20%D9%84%D9%8E%D9%87%D9%8F%D9%85%D9%92%20%D9%85%D9%90%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%92%D8%AD%D9%8F%D8%B3%D9%92%D9%86%D9%8E%D9%89%7D%20%28101%29:/i30&d884931&c&p1 كتاب: أسباب النزول.] نداء الإيمان. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171012135629/http://www.al-eman.com/الكتب/أسباب%20النزول/-%20قولُهُ%20تَعَالَى:{إِنَّ%20الَّذِينَ%20سَبَقَتْ%20لَهُمْ%20مِنَّا%20الْحُسْنَى}%20(101):/i30&d884931&c&p1 |date=12 أكتوبر 2017}}</ref>

كذلك ذُكِر سبب نزول الآية رقم 77: {{قرآن|مريم|77}}، وهي قد نزلت في [[العاص بن وائل السهمي]]، وكان أحد المشركين، وكان [[خباب بن الأرت|لخباب بن الأرت]] دين عنده وهو كان أول من أظهر إسلامه،<ref>[http://www.islamstory.com/%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AA خباب بن الأرت.] قصة الإسلام، بتاريخ 1 مايو 2006. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160412005648/http://islamstory.com/%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%a8_%d8%a8%d9%86_%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%aa |date=12 أبريل 2016}}</ref> وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: {{خط/عربي|«لا أقضيك حتى تكفر بمحمد!»}} فرفض خباب وقال: {{خط/عربي|«لا أكفر حتى تموت وتبعث»}}، فاستهزأ به العاص وقال: {{خط/عربي|«إني إذا مت ثم بعثت ؛ جئني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك»}}، ويقصد بذلك أنه أدخل الجنة بعد الممات استهزاءً بمعتقد المسلمين،<ref>[http://islamport.com/d/1/qur/1/6/100.html أسباب نزول القرآن.] الموسوعة الشاملة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304193157/http://islamport.com/d/1/qur/1/6/100.html |date=04 مارس 2016}}</ref> ولذلك نزلت هذه الآية فيه.<ref group="معلومة">ورد في [[صحيح البخاري]] أنه قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد، قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا أبو خيثمة، وعلي بن مسلم قالا حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحي، عن مسروق، عن خباب قال: كنت رجلا قيناً وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى تموت وتبعث، فقال: وإني لمبعوث بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مالي، قال: فنـزلت فيه: {{قرآن|مريم|77}}. (رواه البخاري عن الحميدي، عن سفيان. ورواه مسلم، عن الأشج عن وكيع كلاهما عن الأعمش).</ref><ref>[http://www.e-quran.com/nz-19.html أسباب نزول سورة مريم.] المصحف الإلكتروني. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171006051326/http://www.e-quran.com/nz-19.html |date=06 أكتوبر 2017}}</ref>

كما ذُكِر أن الآية 96 من السورة قد نزلت لكي يخبر الله عباده أنه يغرس في قلوب عباده الصالحين مودة ومحبة،<ref group="معلومة">ورد في الأثر أن ابن أبي حاتم قال: حدثنا [[أحمد بن سنان]]، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الربيع بن صبيح، عن [[الحسن البصري]]، قال: {{خط/عربي|قال رجل: «والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها»، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائماً يصلي، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج، فكان لا يعظم، فمكث بذلك سبعة أشهر، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا: «انظروا إلى هذا المرائي»، فأقبل على نفسه فقال: «لا أراني أذكر إلا بشر، لأجعلن عملي كله لله»، فلم يزد على أن قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: «رحم الله فلاناً الآن»}}، وتلا الحسن: {{قرآن|مريم|96}}.</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1149&idfrom=1128&idto=1128&flag=0&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير قوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203605/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1149&idfrom=1128&idto=1128&flag=0&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref> وقد ذكر الإمام [[جلال الدين السيوطي]] في كتابه لُباب النقول في أسباب النزول: {{اقتباس|أخرج [[محمد بن جرير الطبري|ابن جرير]]<ref group="معلومة">ذكر ابن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" عن رواية [[محمد بن جرير الطبري|ابن جرير]] لتفسير نزول هذه الآية: {{خط/عربي|«... وقد روى ابن جرير أثراً أن هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف. وهو خطأ، فإن هذه السورة بتمامها مكية لم ينزل منها شيء بعد الهجرة، ولم يصح سند ذلك، والله أعلم»}}.</ref> عن [[عبد الرحمن بن عوف]] لما هاجر إلى المدينة وجد نفسه على فراق أصحاب [[مكة]]: منهم [[شيبة بن ربيعة|شيبة]] و[[عتبة بن ربيعة|عتبة]] ابنا ربيعة و[[أمية بن خلف]]، فأنزل الله {{قرآن|مريم|96}}، قال: محبة في قلوب المؤمنين.<ref>[[جلال الدين السيوطي]]، لُباب النقول في أسباب النزول، مكتبة الصفا، [[القاهرة]]، الطبعة الأولى 2004، صـ: 269.</ref>}}
{{تحديد}}

== موضوعات السورة ==

=== كهيعص ===
[[ملف:Sura Mariam-1.JPG|تصغير|150بك|يسار|<div style="text-align: center;">الآية الأولى من السورة.</div>]]
{{قرآن|مريم|1|لا تخريج=1}}، هي الآية الأولى بسورة مريم، وهي حروف مقطعة وليست بكلمة واحدة. ذٌكِرت في [[تفسير الجلالين]] بأن: {{خط/عربي|«الله أعلم بمراده بذلك»}}،<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، [[تفسير الجلالين|تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف]]، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 305.</ref> فتفسير الآية غير معروف عند معظم المفسرين. وقد قال [[عبد الله بن عباس]]: {{خط/عربي|«هو اسم من أسماء الله تعالى»}}، وقال [[قتادة بن دعامة]]: {{خط/عربي|«هو اسم من أسماء [[القرآن]]»}}. وقيل في مواضع متفرقة أنه اسم آخر للسورة، وقيل أنه قسم أقسم الله به.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1037&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير البغوي، تفسير قوله تعالى: كهيعص.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203543/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1037&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref>

=== معجزة ميلاد يحيى ===
[[ملف:Sura19.pdf|تصغير|يسار|200بك|<div style="text-align: center;">الصفحة الأولى من سورة مريم تذكر قصة زكريا وابنه يحيى.</div>]]
{{مفصلة|زكريا|يحيى بن زكريا}}
ابتدأت السورة بذكر النبي زكريا وبيان رحمة الله لهذا النبي في قوله: {{قرآن|مريم|2|لا تخريج=1}}، فزكريا كان يكفل مريم ويرعاها في محرابها في [[القدس|بيت المقدس]]، وكان يرى دائماً عند مريم رزقاً من طعام، فيكون الوقت صيفاً فيجد عندها فاكهة الشتاء، ويكون الوقت شتاءً فيجد عندها فاكهة الصيف،<ref>[http://www.islamguiden.com/profeter/007.htm ملخص قصة زكريا {{عليه السلام}}.] Islam Guiden. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171013143119/http://islamguiden.com/profeter/007.htm |date=13 أكتوبر 2017}}</ref> على الرغم من أنها لا تخرج من خلوتها،<ref>[https://islamselect.net/mat/40517 تأملات في سورة مريم.] المختار الإسلامي. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313073214/http://islamselect.net/mat/40517 |date=13 مارس 2016}}</ref> فقد ذكر ذلك في [[سورة آل عمران]]: {{قرآن|آل عمران|37}}. فثارت في قلبه مشاعر الأب فتوجه إلى الله يسأله الولد {{قرآن|مريم|4|إلى آية=6}}، وذلك على الرغم أنه قد تقدم به العمر، وأخذ الشيب من رأسه كل مأخذ، وكذلك كانت زوجه قد تقدم بها السن، ولم تلد له من الولد ما تقر به عينه.<ref>[https://www.islamweb.net/ar/article/168299/ قصة زكريا {{عليه السلام}}.] موقع المقالات، إسلام ويب، بتاريخ 9 يونيو 2011 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110816184444/http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=168299 |date=16 أغسطس 2011}}</ref> وهنا تأتي الملائكة وتبشره بغلام قد اختار له الله اسم «يحيى»،<ref group="معلومة">اسم "يحيى" عربي، جاء على صيغة الفعل المضارع، وحَيِيَ حَياة: ضد مات، ويَحْيَا: يعيش. أما اسم "[[يوحنا المعمدان|يوحنا]]" الذي ورد في [[العهد الجديد]] فهو [[عبري (توضيح)|عبري]] الأصل معناه: "[[يهوه]] حنون". وقد ذكر في [[إنجيل لوقا]]: {{خط/عربي|«فَقال لَ ُه الملاك: «لا تَخَ ف   يا زكريّا. لَقد سمع اللهُ صلا َتكَ. َوس َت ِلد لَكَ زوج ُتك   ألِيصابات ابناً، فَسمه ُيوحنّا.»}} (لوقا 1 : 13)؛ حسب الترجمة العربية المبسطة للكتاب المقدس.</ref> ويعني اسمه «الحياة»،<ref>[http://www.islamnoon.com/Nathrat/yahia.htm يحيى {{عليه السلام}}.] نون للأبحاث والدراسات القرآنية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170917231355/http://www.islamnoon.com/Nathrat/yahia.htm |date=17 سبتمبر 2017}}</ref> ولم يُسمّى أحدٍ بهذا الاسم من قبل، وقد اندهش زكريا أن ينجب وهو عجوز وامرأته لا تلد، فردت عليه الملائكة بأن الله قادر على كل شيء. وسأل زكريا ربه آية أو معجزة له، فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق<ref>[http://www.kl28.com/knol/?p=view&post=30752&page=25 يحيى {{عليه السلام}}.] كلمات. {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151820/https://kl28.com/knol/?p=view&post=30752&page=25 |date=26 يناير 2020}}</ref> رغم أنه سيكون صحيح المزاج غير معتل، فإذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت،<ref>[http://muslim1.net/play-9951.html زكريا {{عليه السلام}}.] موقع لكل مسلم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313125028/http://muslim1.net/play-9951.html |date=13 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة، وخرج زكريا يوماً على الناس وأراد أن يكلمهم، فاكتشف أن [[لسان|لسانه]] لا [[نطق|ينطق]]،<ref>إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001، صـ: 403.</ref> فعرف أن معجزة الله قد تحققت.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=105&idfrom=86&idto=87&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 قصة زكريا ويحيى عليهما السلام.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110514114132/http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=86&idto=87&bk_no=59&ID=105 |date=14 مايو 2011}}</ref> وأوحى إليهم أن يسبحوا الله كثيراً في الصباح والمساء.<ref>[https://kids.islamweb.net/subjects/zakaria.html زكريا ويحيى -عليهما السلام-.] ركن الطفل، إسلام ويب. {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140228224041/http://kids.islamweb.net/subjects/zakaria.html |date=28 فبراير 2014}}</ref>

ووُلِدَ يحيى وكبر، وصار مثالاً للزهد بين بني قومه بأنه يبر والديه يعطف على الجميع ومُحب للخير،<ref>[http://muslim1.net/play-9952.html يحيى {{عليه السلام}}.] موقع لكل مسلم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313115231/http://muslim1.net/play-9952.html |date=13 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فأوحى له الله وعظّم شأنه: {{قرآن|مريم|12|إلى آية=14}}،<ref>[http://elshabab.com/docs/general/index.php?eh=newhit&subjectid=1350&subcategoryid=77&categoryid=11 يحيى {{عليه السلام}}.] الشباب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111121154003/http://elshabab.com/docs/general/index.php?eh=newhit&subjectid=1350&subcategoryid=77&categoryid=11 |date=21 نوفمبر 2011}}</ref> وقد وردت قصه رواها [[عبد الله بن المبارك]]: {{خط/عربي|«قال الصبيان ليحيى بن زكريا : اذهب بنا نلعب، فقال : ما للعب خلقنا، قال: وذلك قوله {{قرآن|س=19|آ=12|وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}}»}}. وقد ذكر [[ابن كثير الدمشقي|الحافظ بن كثير]] أن {{خط/عربي|«الله علمه الكتاب، وهو [[التوراة]] التي كانوا يتدارسونها بينهم، ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار. وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً، فلهذا نوّه بذكره، وبما أنعم به عليه وعلى والديه».}}<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1102&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير قوله تعالى {{قرآن|19|12}}، تفسير ابن كثير.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151516/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1102&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref> ولأجل ذلك سلّم الله عليه في قوله: {{قرآن|مريم|15}}.

وتروي السُنّة النبوية عن تلك الآية أنه في يوم من الأيام التقيا يحيى وعيسى، فقال عيسى ليحيى: {{خط/عربي|«استغفر لي يا يحيى، أنت خير مني»}}، فرد يحيى: {{خط/عربي|«استغفر لي يا عيسى، أنت خير مني»}}، فرد عيسى: {{خط/عربي|«بل أنت خير مني، سلمت على نفسي وسلم الله عليك».}}<ref>[http://www.alsalhenway.com/play-9952.html يحيى {{عليه السلام}}.] طريق الصالحين. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110912032307/http://www.alsalhenway.com/play-9952.html |date=12 سبتمبر 2011}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وهذا لا ينكر أن عيسى أعلى مقاماً في النبوة من يحيى، فعيسى المسيح من [[أولو العزم|الخمسة الأولي العزم من الرسل]]،<ref>[https://islamqa.info/ar/answers/146658/%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B9%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D9%88%D8%A8 كان يحيى {{عليه السلام}} معصوماً من الذنوب.] الإسلام سؤال وجواب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130606092909/http://islamqa.info/ar/ref/146658 |date=06 يونيو 2013}}</ref> وهم أكمل الرسل والأنبياء،<ref group="معلومة">ذُكِرَ في [[سورة البقرة]]: {{قرآن|البقرة|253}}، كذلك في [[سورة الإسراء]]: {{قرآن|الإسراء|55}}، والمقصود بـ {{قرآن|تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}} و{{قرآن|وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}} أي أن الكمال درجات، والله قد جعل بعض الرسل أكمل من بعض، وفَضَّل بعضهم على بعض.</ref>
<ref>[http://www.resaltalislam.org/userfrontend/readlibrary/booksubjectbrowse.aspx?View=Page&NodeID=352&PageID=217&SectionID=1&BookID=47&MarkIndex=35&0 أولو العزم من الرسل خمسة.] رسالة الإسلام. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160307111847/http://resaltalislam.org/userfrontend/readlibrary/booksubjectbrowse.aspx?0&bookid=47&markindex=35&nodeid=352&pageid=217&sectionid=1&view=page |date=07 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وهو مذكور في سورة الأحزاب من ضمنهم: {{قرآن|الأحزاب|7}}.<ref>[https://www.islamweb.net/ar/fatwa/1594/ أولو العزم من الرسل.] مركز الفتوى، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130318211753/http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa |date=18 مارس 2013}}</ref>

=== ذِكر مريم ومعجزة ميلاد المسيح ===
{{مفصلة|مريم بنت عمران|عيسى بن مريم}}
بداية من الآية 16 حتى الآية 40 تذكر السورة فضل مريم وقصة ميلاد المسيح. ومفادها أن [[مريم بنت عمران|مريم]] كانت مثالاً [[عبادة|للعبادة]] و[[التقوى]]، وبحسب [[القرآن]] فإن الله أعطاها فضلاً عظيماً ومكانة عالية، وكانت مريم قد انتقلت للعبادة في [[القدس|بيت المقدس]]، وكانت معروفة [[عفة|بعفتها]] و[[الطهارة في الإسلام|طهارتها]]،<ref>[http://muslim1.net/play-9953.html عيسى {{عليه السلام}}.] موقع لكل مسلم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819210840/http://muslim1.net/play-9953.html |date=19 أغسطس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وكان معزولة عن الكل لأجل العبادة تحت رعاية [[زكريا]]، فاتخذت من دون أهلها ستراً يسترها عنهم وعن الناس.<ref>[https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=19&tAyahNo=17&tDisplay=yes&Languageid=1 تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف ومدقق، الآيات 16 و17 من سورة مريم.] التفاسير. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171201043046/http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=19&tAyahNo=17&tDisplay=yes&Languageid=1 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> كل ذلك إنما كان تمهيداً للمعجزة الكبيرة؛ وهي مولد عيسى منها من دون أب كسائر الخلق، لذلك أرسل الله لها ملاكاً ظهر على شكل بشر، وكان [[جبريل|الملاك جبريل]]، فاستعجبت مريم ومن وجوده فاستعاذت بالله، و{{قرآن|مريم|18|لا تخريج=1}}، فطمأنها جبريل و{{قرآن|مريم|19}}،<ref group="معلومة">ذُكِرَ في سورة آل عمران: {{قرآن|آل عمران|45}}، قد يظهر ذلك تناقضاً في أن الذي بشر مريم هو ملاك واحد أم عدة ملائكة. ولكن جمهور المفسرين يؤكدون على أن المقصود بالملائكة في الآية بسورة آل عمران هو الملاك جبريل فقط، فالعرب تُخبِر أحياناً عن الواحد بلفظ الجمع؛ لأنها تريد به الجنس. كقول الناس: "رأيت الساعي متنقلاً بدراجات البريد". وهو لم يركب إلا دراجة واحدة. وهناك مثال من القرآن في سورة آل عمران: {{قرآن|آل عمران|173}}، وذلك رغم أن القائل واحد.</ref><ref>[http://www.trutheye.com/news.php?action=view&id=691.html تناقض مزعوم بين الآية 45 آل عمران والآية 20 سورة مريم.] شبكة الحقيقة الإسلامية، بتاريخ 13 يناير 2007. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171201040717/http://www.trutheye.com/news.php?action=view&id=691.html |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> فاطمئنت مريم، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله {{قرآن|لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}} فاستغربت العذراء من ذلك، فلم يمسسها بشر من قبل، ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج. فذكرها الملاك أن هذا شيء بسيط على الله، فلا غرابة في ذلك، وأنه سيكون بذلك آية ومعجزة للناس جميعاً، لكن المعجزة تقع عندما يريد الله أن تقع.<ref group="معلومة">كما ذُكِرَ في سورة يس: {{قرآن|يس|82}}.</ref><ref>[http://www.islamguiden.com/profeter/025.htm ملخص قصة عيسى {{عليه السلام}}.] Islam Guiden. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171009075243/http://islamguiden.com/profeter/025.htm |date=09 أكتوبر 2017}}</ref> ولذلك نفخ جبريل في جيب مريم فحملت فوراً، والجيب هو شق الثوب الذي في الصدر.<ref group="معلومة">قال في ذلك ابن جريج ومنه قول أمية بن الصلت: {{أبيات|
فَأهْوَى لها بالنََفخِ في جيب دِرْعِها\\فألقتْ سَوِيّ الخلق ليس بتوأمِ}}
</ref>
[[ملف:Sura Mariam-2.JPG|تصغير|300بك|يسار|<div style="text-align: center;">معجزة نطق عيسى في المهد في الآيات من 30 إلى 33 في سورة مريم.</div>]]
[[ملف:وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.png|تصغير|400بك|يسار|<div style="text-align: center;">سلام [[عيسى بن مريم|المسيح]] على نفسه (الآية 33).</div>]]
بعد مرور فترة الحمل دون مشاكل أو تعب، حانت لحظة الولادة، فأصاب مريم ألم الولادة، الأمر الذي جعلها تسير إلى جذع نخلة لتستند عليها وتمسك بها من شدة الألم، فـ{{قرآن|قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}}. وليس المقصود هنا تمني الموت، فالمقصود بـ{{قرآن|نَسْيًا مَنْسِيًّا}} أي يا ليتني كنت شيئاً تافهاً فلا يعرفني أحد ولا يذكرني أحد،<ref>[[محمد متولي الشعراوي]]، [[مريم بنت عمران|مريم]] و[[مسيح|المسيح]]،المكتبة التوفيقية، [[القاهرة]]، [[1999]]، صـ: 107.</ref> فالنسيء هو الكثير النسيان، والمنسي أي غير مذكور لا يخطر بالبال.<ref>[https://www.altafsir.com/QuranWordsMeaning.asp?img=B معاني القرآن، نَسْياً مَّنسِيّاً.] التفاسير. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171007184207/http://www.altafsir.com/QuranWordsMeaning.asp?img=B |date=07 أكتوبر 2017}}</ref> فقد تمنت ذلك لعلمها بأن الناس سيرمونها بالفاحشة فيأثمون بسببها.<ref>[https://library.tebyan.net/ar/Viewer/Text/114657/247 أحكام القرآن ج 3.] تبيان. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151837/https://library.tebyan.net/ar/Viewer/Text/114657/247 |date=26 يناير 2020}}</ref> وقتها سمعت صوت يناديها: {{قرآن|مريم|24}}، وكان ذلك هو الوليد عيسى، قد أنطقه الله ليبعد عنها الحزن.<ref>[https://islamqa.info/ar/answers/10277/%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 نبذة عن نبي الله عيسى {{عليه السلام}}.] الإسلام سؤال وجواب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130601211829/http://islamqa.info/ar/ref/10277 |date=01 يونيو 2013}}</ref> وطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض الثمار لتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء، فإذا رأت من البشر أحداً فلتوحي إليهم أنها قد نذرت لله صوماً فلن تتكلم اليوم مع أي إنسان. وبالفعل ذهبت بوليدها إلى المسجد، والتقت بقومها في طريقها، ورأوا الوليد بين ذراعيها، فاستنكروا عليها وجود طفل لها وهي لم تتزوج ولم تكن بغياً، وسألوها عن ذلك، فأشارت إليه ليتحدثوا معه، على أساس أنها صائمة في هذا اليوم، وكانت واثقة بأن الحجة ستوافيها بالوليد، وفطنوا إلى ماذا تريد، فاستغربوا و{{قرآن|قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}}؟! فهم لم يستبعدوا أن يتكلم الرضيع فقط، ولكنهم أنكروا الحديث معه.<ref>محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 115 -117.</ref> فجأة، نطق الرضيع و{{قرآن|مريم|30|إلى آية=33}}.

يقول الشيخ [[محمد متولي الشعراوي]] أنه كان في إمكان [[يهود|اليهود]] [[رجم]] مريم بحسب [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]]<ref group="معلومة">مذكور في [[سفر التثنية]]، وهو السفر الخامس والأخير من أسفار [[التوراة]]، عن عقوبة رجم الزاني والزانية حتى الموت ما يلي: {{خط/عربي|«إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلاَ تَفْعَلْ بِهَا شَيْئًا. لَيْسَ عَلَى الْفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ، بَلْ كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هكَذَا هذَا الأَمْرُ. إِنَّهُ فِي الْحَقْلِ وَجَدَهَا، فَصَرَخَتِ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا. إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ»}}. (تثنية 22 : 22 - 29)، وذلك على حسب ترجمة الفانديك للكتاب المقدس.</ref><ref>[https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-22.html التثنية 22 - تفسير سفر التثنية، آية21،20 وآية22-29.] كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس - الإسكندرية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170916010514/http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-22.html |date=16 سبتمبر 2017}}</ref> لأنهم اعتقدوا أنها قد أتت بالطفل من [[زنى|الزنا]]، ولكنهم لم يرجموها لسبب أقوى كان معجزا إلى حدٍ كبير ليمنعهم من تطبيق قول الشريعة فيها.<ref>محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 119.</ref> والغريب أن هذه المعجزة لم تُذكر صريحة في [[إنجيل|الأناجيل الأربعة]] المعتمدة [[العهد الجديد|بالعهد الجديد]].<ref group="معلومة">يذكر بعض علماء المسلمون أن هذه المعجزة لم تُذكر في الأناجيل منسوبة إلى المسيح لسبب أنه قد قال في سورة مريم {{قرآن|إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}}، وهذا يتناقض مع عقيدة [[ثالوث إلهي|التثليث]] التي يؤمن بها المسيحيين، وأن المعجزة كُتبت في إنجيل لوقا لكنها لم تُنسب إلى المسيح، بل إلى يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا)، حيث ذُكِر في الأصحاح الأول ما يلي نصه: {{خط/عربي|«وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا. 58 وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60 فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتُْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61 فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ». 62 ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63 فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلاً: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64 وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. 65 فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ، 66 فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.»}} ([[إنجيل لوقا]] 1 : 57 - 66). وقد ذُكِرت هذه المعجزة في إنجيل الطفولة، وهي أحد أناجيل [[أبوكريفا|الأبوكريفا]] الغير معترف بها.</ref><ref>[http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-04-0083&value=&type= إنكار تكلم المسيح {{عليه السلام}} في المهد.] بيان الإسلام. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170621065655/http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-04-0083&value=&type= |date=21 يونيو 2017}}</ref><ref>[http://www.eld3wah.net/play.php?catsmktba=2096 المسيح لم يتكلم في المهد.] الدعوة الإسلامية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160310095126/http://eld3wah.net/play.php?catsmktba=2096 |date=10 مارس 2016}}</ref>
[[ملف:Jesus Name in Arabic.gif|250px|تصغير|<div style="text-align: center;">اسم [[عيسى بن مريم|عيسى المسيح]] مقروناً باسم أمه [[مريم بنت عمران|مريم]] في كثير من آيات [[القرآن]].</div>]]
تأتي الآيات من 34 إلى 36 تذكر حقيقة المسيح، فتقول: {{قرآن|مريم|34|إلى آية=36|لا تخريج=1}}، والشاهد هنا أن الموصوف بتلك الصفات السابقة هو عيسى بن مريم، من غير شك ولا مرية، فهذا الخبر اليقيني، عن عيسى، وما قيل فيه مما يخالف هذا فإنه مقطوع ببطلانه، وغايته أن يكون شكاً من قائله لا علم له به، ولهذا كُتِب: {{قرآن|الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}}، ويمترون من «المرية» أي الشك،<ref>حسنين محمد مخلوف، كلمات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006، صـ: 176.</ref> فمن النصارى من اختلف حول طبيعة المسيح ويشك فيها،<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، [[تفسير الجلالين|تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف]]، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 307.</ref> فمنهم من يقول أنه الله أو وابن الله، ومنهم من يقول أنه عبد الله ورسوله وهو قول الحق حسب إيمان المسلمين.<ref group="معلومة">ذُكِرت عقيدة المسلمين في المسيح في [[سورة النساء]]، وهي موجهة إلى [[أهل الكتاب]]: {{قرآن|النساء|171}}. كذلك روي في [[الحديث النبوي]] في [[صحيح البخاري]]: {{خط/عربي|حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الصَّفَّارُ، قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ»}}. رواه البخاري.</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=34&surano=19&bookhad=0 تفسير القرآن العظيم، تفسير قوله تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313060235/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=34&surano=19&bookhad=0 |date=13 مارس 2020}}</ref><ref>[http://www.eld3wah.net/html/armooshiya/jesus.htm المسيح بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية.] موقع الدعوة الإسلامية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160308091341/http://eld3wah.net/html/armooshiya/jesus.htm |date=08 مارس 2016}}</ref><ref>[https://classic.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=557060&issueno=11400 نشهد أن المسيح رسول الله وكلمته وروح منه.] جريدة الشرق الأوسط، بتاريخ 13 فبراير 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110127081021/http://aawsat.com//leader.asp?section=3&article=557060&issueno=11400 |date=27 يناير 2011}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=437&pid=320778 جزء من حديث الأوزاعي لابن حذلم.] موسوعة الحديث، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151457/https://islamweb.net/ar/library/ |date=26 يناير 2020}}</ref> كذلك اختلف حوله ممن كفروا به من اليهود، فمنهم من قال أنه ساحر كذاب، أو أنه ولد زانية.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1051&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير البغوي، تفسير قوله تعالى "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200414144121/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1051&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=14 أبريل 2020}}</ref> كذلك ذكر القرآن أنه {{قرآن|مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ}}، أي: ما ينبغي ولا يليق، فبحسب ما يؤمن المسلمون أن الله هو المالك لجميع الممالك، فكيف يتخذ من عباده ومماليكه ولداً؟،<ref>[http://www.e-quran.com/saady/images/saady-p307.htm تفسير السعدي، سورة مريم.] المصحف الإلكتروني. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305034253/http://e-quran.com/saady/images/saady-p307.htm |date=05 مارس 2016}}</ref> فهو {{قرآن|سُبْحَانَهُ}} تنزه وتقدس عن الولد والنقص، فهو {{قرآن|إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}} أي كان الأمر صغيراً أم كبيراً لا يصعب عليه،<ref>[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن كثير]]، مرجع سابق، صـ: 425 : 427.</ref> فإذا كان قدره ومشيئته نافذاً في العالم العلوي والسفلي، فكيف يكون له ولد؟ وكيف يستبعد إيجاده عيسى من غير أب؟.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3174&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=50&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير الطبري، سورة مريم.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200414151211/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3174&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=50&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=14 أبريل 2020}}</ref> ولهذا أخبر عيسى -بحسب القرآن- أنه عبد مربوب كغيره، فقال: {{قرآن|وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ}} الذي خلقنا، وصورنا، ونفذ فينا تدبيره، وصرفنا تقديره، {{خط/عربي|«فَاعْبُدُوهُ»}} أي: أخلصوا له العبادة، وفي هذا الإقرار بتوحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والاستدلال بالأول على الثاني، ولهذا قال: {{قرآن|هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}} أي: طريق معتدل موصل إلى الله، لكونه طريق الرسل وأتباعهم، وما عدا هذا، فإنه من طرق الغي والضلال.<ref>[http://islam4all.me/tafseer/saady/saady307.htm مريم - تفسير السعدي.]{{وصلة مكسورة}} الإسلام للجميع.</ref>
{{اقتباس 3|left|{{قرآن|مريم|37|لا تخريج=1}}|سورة مريم : 37}}
وفي الآيات 37 و38 التي تلت الآيات السابقة، أخبر القرآن أن الأحزاب من اليهود والنصارى وغيرهم على اختلاف طبقاتهم اختلفوا في طبيعة عيسى كما تقدم، وأن كل الفرق التي قالت غير أن عيسى هو عبد الله ورسوله فهي فرق ضالة،<ref>[http://www.ayaat.com/?l=ar&Sura=19&Aya=37&Submit=+%DA%D1%D6+ تفسير: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ.] آيات. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140904151205/http://www.ayaat.com/?l=ar |date=4 سبتمبر 2014}}</ref> لذلك توعدهم الله في القرآن وقال: {{قرآن|فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}} بالله ورسله وكتبه، ويدخل فيهم اليهود والنصارى، فالتوعد {{قرآن|مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ}} أي: مشهد يوم القيامة، فحينئذ يتبين الحق من الباطل. {{قرآن|مريم|38}} أي: ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم، فهي صيغة تعجب،<ref>[http://www.ayaat.com/?l=ar&Sura=19&Aya=38&Submit=+%DA%D1%D6+ تفسير: {{قرآن|أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}}.] آيات. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140904151205/http://www.ayaat.com/?l=ar |date=4 سبتمبر 2014}}</ref> فجميع الفرق -الأحزاب- تقر ببطلان دعواتهم حول طبيعة المسيح، وغير ذلك من الفرق والملل الأخرى،<ref>[http://www.imadislam.com/tafsir/019_02.htm تفسير السعدي، تفسير سورة مريم عدد آياتها 98 (آية 34-65).] عماد الإسلام {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171002013632/http://www.imadislam.com/tafsir/019_02.htm |date=02 أكتوبر 2017}}</ref> وذلك في [[يوم القيامة في الإسلام|يوم الحساب]] في [[يوم القيامة في الإسلام|الآخرة]]، ولكن الظالمون -منهم- في الدنيا في ضلال جعلهم صموا عن سماع الحق، فالشاهد هنا أن المقصود كما ذُكِر في تفسير الجلالين: {{خط/عربي|''اعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صماً عمياً''}} عن الحق.<ref>جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، المرجع سابق.</ref>

وفي الآية 39 يوجّه النداء إلى [[محمد|النبي محمد]]: {{قرآن|مريم|39}}، أي: أنذرهم يا [[محمد]] من يوم الحسرة وهو يوم القيامة؛ ففيه يتحسر المسيء على ترك الإحسان في الدنيا ويندم على فات،<ref>[[حسنين محمد مخلوف]]، كلمات القرآن تفسير وبيان، مرجع سابق، صـ: 176.</ref> فإذا قضى الله الأمر لهم فيه بالعذاب وهم في الدنيا في غفلة عنه ولا يؤمنون به.<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، [[تفسير الجلالين]]، مرجع سابق، صـ: 308.</ref> أما الآية 40 فتكمل المعنى، ففيه يقول الله محذراً ومؤكداً: {{قرآن|مريم|40}}، أي: {{قرآن|إِنَّا نَحْنُ}} فيها تأكيد على أن الله هو الخالق المالك المتصرف، وأن الخلق كلهم يهلكون ويبقى هو، ولا أحد يدعي مُلكاً ولا تصرفاً، بل هو الوارث لجميع خلقه في قوله: {{قرآن|نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا}}،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=40&surano=19&bookhad=0 تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109184855/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=40&surano=19&bookhad=0 |date=9 يناير 2020}}</ref> {{قرآن|وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}} أي: إلى الله يرجعون للحساب [[يوم القيامة في الإسلام|يوم القيامة]].<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3198&idfrom=3178&idto=3178&flag=0&bk_no=50&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير الطبري، القول في تأويل قوله تعالى "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126141924/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3198&idfrom=3178&idto=3178&flag=0&bk_no=50&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref><ref>[http://www.ayaat.com/?l=ar&Sura=19&Aya=40&Submit=+%DA%D1%D6+ تفسير: {{قرآن|إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}}.] آيات. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140904151205/http://www.ayaat.com/?l=ar |date=4 سبتمبر 2014}}</ref>

=== ذِكر أنبياء آخرين ===
ذُكِر بعد قصة [[مريم بنت عمران|مريم]] و[[عيسى بن مريم|المسيح]] إشارات طفيفة [[رسول|لرسل]] و[[النبوة في الإسلام|أنبياء]]، وهم: [[إبراهيم]] و[[إسحاق]] و[[يعقوب]] و[[موسى]] و[[هارون]] و[[إسماعيل]] و[[إدريس]] و[[آدم]] و[[نوح]]، وذلك من الآية 40 حتى الآية 58 والتي تنتهي [[سجود التلاوة|بسجدة]].

==== إبراهيم ====
{{مفصلة|إبراهيم}}
{{اقتباس 3|left|{{قرآن|مريم|41|لا تخريج=1}}|سورة مريم : 41}}
بحسب [[القرآن]]، يقول الله [[محمد|للنبي محمد]]: {{قرآن|مريم|41}}، اقصص عليهم قصص [[إبراهيم]]، فقد كان صديقاً من أهل الصدق لا يكذب، ونبياً من الله قد أوحى إليه. وكانت له قصة مع أبيه، فقد قال لأبيه : "ما تصنع بعبادة الوَثَن الذي لا يسمع {{قرآن|وَلا يُبْصرُ}} شيئاً ولا يدفع عنك ضرّ شيء ؟، كذلك ذُكر ما قاله في [[سورة الأنعام]]: {{قرآن|الأنعام|74}}<ref group="معلومة">يذكر [[القرطبي]] في [[تفسير القرطبي|تفسيره]]: {{خط/عربي|قال [[ابن إسحاق|محمد بن إسحاق]] والكلبي والضحاك: إن [[تارح|آزر]] أبو [[إبراهيم]] وهو [[تارح]]، مثل [[يعقوب|إسرائيل]] و[[يعقوب]]، قلت فيكون له اسمان كما تقدم. وقال مقاتل: آزر لقب، وتارح اسم، وحكاه الثعلبي عن ابن إسحاق القشيري.}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=730&idfrom=1308&idto=1308&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير القرطبي، قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً...".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203610/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=730&idfrom=1308&idto=1308&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref>، وأكمل فقال : {{قرآن|مريم|43}} وإن كنت من صلبك وتراني أصغر منك لأني ولدك فاعلم أني قد أطلعت من العلم من الله على ما لم تعلمه أنت، ولا أطلعت عليه،<ref>[https://alimam.ws/ref/2270 حوار إبراهيم مع أبيه.] إمام المسجد. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171201132842/https://www.alimam.ws/ref/2270 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> فاقبل مني نصيحتي وأبصرك هدى الطريق المستوى الذي لا تضلّ فيه إن لزمته، وهو دين الله الذي لا اعوجاج فيه.<ref>[https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=19&tAyahNo=43&tDisplay=yes&Languageid=1 تفسير الطبري: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا.] التفاسير. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171201033459/http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=1&tSoraNo=19&tAyahNo=43&tDisplay=yes&Languageid=1 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> يا أبتي لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان لله عاصياً.<ref group="معلومة">يذكر [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في [[تفسير الطبري|تفسيره]]: {{خط/عربي|والعصيّ هو ذو العصيان، كما العليم ذو العلم. وقد قال قوم من أهل [[اللغة العربية|العربية]]: العصيّ: هو العاصي، والعليم هو العالم، والعريف هو العارف، واستشهدوا لقولهم ذلك، بقول طريف بن تميم العنبريّ:}} {{أبيات|
أوَ كُلَّـما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبِـيـلَةٌ\\بَعَثُوا إلـيَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ}}
 {{خط/عربي|وقالوا: قال عريفهم وهو يريد: عارفهم، والله أعلم.}}</ref> فأنا أخاف أن يمسك عذاب من الله إذا لم تتب فتكون قريناً وصاحباً للشيطان في النار".<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، مرجع سابق، صـ: 308.</ref> وقد أهدى إبراهيم لأبيه النصيحة فلم يقبلها، بل تهدده وتوعده فقال : {{قرآن|أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ}} فتعيبها، {{قرآن|لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ}} عن التعرض لها {{قرآن|لَأَرْجُمَنَّكَ}} بالحجارة أو بالكلام البذيء فاحذرني {{قرآن|وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}} أي اهجرني وقاطعني واتركني دهراً طويلاً.<ref>[[حسنين محمد مخلوف]]، مرجع سابق، صـ: 176.</ref> فرد عليه إبراهيم بلُطف وقال له : {{قرآن|سَلَامٌ عَلَيْكَ}} مني أي لا أصيبك بمكروه، {{قرآن|سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}}، أي سأطلب من ربي أن يغفر لك فهو كان بي باراً لطيفاً، فقد هداني لعبادته والإخلاص له.<ref>[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن كثير]]، قصص الأنبياء، مرجع سابق، صـ: 92.</ref> ولهذا قال : {{قرآن|مريم|48}} كما شقيتم [[وثنية|بعبادة الأصنام]]. وقد استغفر إبراهيم لأبيه كما وعد، فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه<ref>[[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن كثير]]، قصص الأنبياء، مرجع سابق، صـ: 93.</ref> كما ذُكِر في [[سورة التوبة]]: {{قرآن|التوبة|114}}. وقد ورد [[الحديث القدسي|حديث قدسي]] في [[صحيح البخاري]] عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] أن [[محمد|النبي محمد]] قال: {{اقتباس|يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لا تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لا أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لا تُخْزِينِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، وَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ. فَيَقُولُ اللَّهُ : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ لإِبْرَاهِيمَ : مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلَطَّخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ.<ref>[http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=370&pid=380315&hid=4245 شرح السُنّة، كتاب الفتن، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: "وَأَنْذِرْهُم...".] موسوعة الحديث، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305020915/http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=370&pid=380315&hid=4245 |date=05 مارس 2016}}</ref> <small>([[صحيح البخاري]] : 3350، 4768، 4769).</small>}}

وبعد ذلك {{قرآن|اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}} وذهب إلى [[أراضي مقدسة|الأرض المقدسة]] وهي [[فلسطين]]، وأقرّ الله عينه بذرية صالحة، وذلك بأن رزقه [[إسحاق|بإسحاق]] من زوجته [[سارة]] ومن بعده ولد إسحاق [[يعقوب]]، وكلاهما كانا أنبياء، وهو ما ذُكِر في نهاية الآية 49: {{قرآن|وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا}}، كذلك في [[سورة العنكبوت]]: {{قرآن|العنكبوت|27}}.<ref>[http://www.albdoo.info/quran/t-29-1-27.html تفسير ابن كثير، سورة العنكبوت.] القرآن، البدو. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109121545/http://albdoo.info/quran/t-29-1-27.html |date=9 يناير 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وأثنى الله على إبراهيم وإسحاق ويعقوب في الآية التالية: {{قرآن|مريم|50}} وتعني {{قرآن|لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}} أي رزقهم الله الثناء الحسن، والذكر الجميل من الناس.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=50&ayano=49&surano=19&bookhad=0 تفسير الطبري، لقول في تأويل قوله تعالى: "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ...".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203538/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=50&ayano=49&surano=19&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref>

==== موسى ====
{{مفصلة|موسى}}
[[ملف:Sura Mariam-3.JPG|تصغير|220بك|يسار|<div style="text-align: center;">ذِكر [[موسى]] في الآية 51 من سورة مريم.</div>]]
بعد ذِكر النبي إبراهيم في السورة مباشرةً، يقول الله للنبي محمد أن يقصص قصص [[موسى]]، فقد كان مخلصاً لله في عبادته وكان [[رسول|رسولاً]] [[نبي|نبياً]]، فقد ذُكِرَ في الآيات: {{قرآن|مريم|51|إلى آية=52}}، فقد ناداه الله وقال له: {{قرآن|يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}} كما في [[سورة القصص]]،<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، مرجع سابق، صـ: 309.</ref> وكان ذلك من ناحية [[الطور (مصر)|جبل الطور]]، فقد كان على يمين موسى حين أقبل من [[قوم مدين|مدين]]، وقد قربه الله منه مناجياً بأن أسمعه الله كلامه. وذُكِر أن الله قد وهبه بحسب طلبه أن يكون [[هارون]] أخوة معه وأصبح نبياً، وذلك عندما دعا موسى ربه وقال: {{قرآن|طه|29|إلى آية=35|لا تخريج=1}}، وأجاب الله طلبه و{{قرآن|طه|36|لا تخريج=1}}، وذلك كما في [[سورة طه]]، وهي السورة التالية لسورة مريم. لذلك ذُكِر في الآية 53 من سورة مريم: {{قرآن|مريم|53}}.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1057&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير البغوي: تفسير قوله تعالى: "وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203549/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1057&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref> فقد وهب الله لموسى أخاه هارون رحمةً به، ليكون مُعيناً لأخيه ومسانداً له في مسألة الدعوة، وهذه لم تحدث مع أي نبي آخر أن يجعل الله له معيناً في حمل هذه المهمة، لذلك قال موسى -كما في [[سورة القصص]]-: {{قرآن|القصص|34}}.<ref>[http://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&sourid=19&aya=53 تفسير: "وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا".] الروح للقرآن الكريم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171201033759/http://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&sourid=19&aya=53 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref>

==== إسماعيل ====
{{مفصلة|إسماعيل}}
بعد ذِكر إبراهيم وموسى في الآيات السابقة، يقول الله للنبي محمد أن يقصص قصص إسماعيل، فهو جد [[عدنانيون|العرب العدنانيون]]، وكان معروفاً في قومه بأنه إذا وعد أحد بأي شيء كان يوفّي به،<ref>[http://www.daawa-info.net/NewThelal.php?versnumber=50&suraname=19&nameofsora=%E3%D1%ED%E3 في ظلال القرآن الكريم، مريم من الآية 50 إلى الآية 57.] الشبكة الدعويّة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126141700/http://www.daawa-info.net/NewThelal.php?versnumber=50&suraname=19&nameofsora=     |date=26 يناير 2020}}</ref> وكان رسولاً نبياً،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1113&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا".] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151526/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1113&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref> وقد ذُكِر ذلك في الآية 54: {{قرآن|مريم|54}}، وذلك رغم أن كل الأنبياء كانوا صادقي الوعد، ولكن كان هناك ما يميز النبي إسماعيل في هذا الأمر، فأنه قد صدق الوعد مع أبيه إبراهيم عندما طلب منه أبوه أن يذبحه امتثالاً لأمر ربه، وذلك حسب [[الإسلام|المعتقد الإسلامي]]، فكما ورد في الآية 102 في [[سورة الصافات]] أن إسماعيل رد عليه دون تردد: {{قرآن|يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}}، وقد ظهر صدق الوعد في بقيّة رد إسماعيل: {{قرآن|يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}}.<ref>[http://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&sourid=19&aya=54#top4 تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ...".] الروح. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170626000516/http://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&aya=54&sourid=19 |date=26 يونيو 2017}}</ref> كذلك كان إسماعيل {{قرآن|يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}} أي كان يأمر قومه بالصلاة دائماً والزكاة ويذكرهم بذلك، حتى بلغ مكانة عظيمة عند الرب لأنه راضٍ عنه دائماً.<ref>[http://www.zaghlulalnaggar.com/bank-information/58--54.html وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ ﴾ [مريم:54<nowiki>]</nowiki>.] موقع الدكتور زغلول النجار. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126141958/http://www.zaghlulalnaggar.com/bank-information/58--54.html |date=26 يناير 2020}}</ref>

==== إدريس ====
{{مفصلة|إدريس}}
{{صندوق اقتباس|اقتباس={{قرآن|مريم|56|إلى آية=57|لا تخريج=1}}|المصدر=سورة مريم : 56 - 57}}
ذكرت السورة في آيتين فضل [[إدريس|النبي إدريس]]، حيث بدأت في الآية رقم 56 بـ{{قرآن|وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ}}، فهو كان جد أبي [[نوح]] وأول من خط [[قلم|بالقلم]] وأول من [[حبك|خاط الثياب]] ولبس المخيط وأول من نظر في [[علم الفلك|علم النجوم]] و[[حسابيات|الحساب]] وسيرها،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1698&idfrom=2265&idto=2265&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير القرطبي، قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203617/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1698&idfrom=2265&idto=2265&flag=0&bk_no=48&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref> {{قرآن|إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً}} فقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وقيل سمي إدريس لكثرة دراسته لكتاب الله.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1114&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313060211/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1114&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=13 مارس 2020}}</ref> واسمه في [[التوراة]] [[إدريس|أخنوخ]]، وعند [[يونانيون|الإغريق]] [[هرمس الهرامسة|هرمس]]، وعند [[مصر القديمة|المصريين القدماء]] [[تحوتي]]، وذلك بحسب [[تفسير التحرير والتنوير]] للشيخ [[محمد الطاهر بن عاشور]].<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=61&ayano=56&surano=19&bookhad=0 تفسير التحرير والتنوير، قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203559/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=61&ayano=56&surano=19&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref>

وفي الآية التالية: {{قرآن|مريم|57}}، وقد أختلف في تفسير هذه الآية، فقد ذَكَر جماعة المفسرين أن إدريس رفع مكاناً علياً رفعاً مجازياً لما أوتيّ من العلم الذي فاق به عن سلفه. وذكرت جماعة أخرة أن النبي إدريس رُفع رفعاً حقيقياً إلى السماء مثلما رٌفع [[عيسى بن مريم|عيسى]]، وذلك مُشابه للعدد 24 بالإصحاح الخامس [[سفر التكوين|بسفر التكوين]]: {{خط/عربي|«وسارَ أخنوخُ مع اللهِ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ أخَذَهُ»}}، أي أنه كان مطيعاً لله حتى رفعه الله ولم يرد أن يره الموت؛ وهذا بحسب معظم التفاسير المسيحية.<ref group="معلومة">نُسب إلى [[بولس الطرسوسي|بولس]] في [[الرسالة إلى العبرانيين|رسالته إلى العبرانيين]] [[العهد الجديد|بالعهد الجديد]]: {{خط/عربي|«... بالإيمانِ نُقِلَ أخنوخُ لكَيْ لا يَرَى الموتَ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ نَقَلهُ. إذ قَبلَ نَقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّهُ قد أرضَى الله»}} ([[الرسالة إلى العبرانيين]] : 11 : 5)</ref><ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_121.html قاموس الكتاب المقدس، شرح كلمة أخْنُوخ البار السابع من آدم.] كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170921070008/http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/01_A/A_121.html |date=21 سبتمبر 2017}}</ref> وبحسب تفسير الجلالين فإن النبي [[إدريس]] حي في السماء أو في الجنة، وقد رفع وأدخلها بعد أن أُذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها.<ref group="معلومة">بحسب [[تفسير البغوي]] للآية وقصة رفع إدريس، قال [[وهب بن منبه]]: {{خط/عربي|كان يرفع لإدريس كل يوم من العبادة مثل ما يرفع لجميع أهل الأرض في زمانه فعجب منه [[الملائكة في الإسلام|الملائكة]] واشتاق إليه [[عزرائيل|ملك الموت]]، فاستأذن ربه عز وجل في زيارته، فأذن له فأتاه في صورة بني آدم. وكان إدريس [[صوم|يصوم]] الدهر، فلما كان وقت إفطاره دعاه إلى طعامه فأبى أن يأكل معه، ففعل ذلك ثلاث ليال فأنكره إدريس، فقال له الليلة الثالثة: إني أريد أن أعلم من أنت؟ فقال: أنا ملك الموت استأذنت ربي أن أصحبك، قال: فلي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: تقبض [[روح|روحي]]، فأوحى الله إليه أن أقبض روحه فقبض روحه وردها الله إليه بعد ساعة، قال له ملك الموت: ما في سؤالك من قبض الروح؟ قال: لأذوق كرب الموت وغمه لأكون أشد استعداداً له، ثم قال إدريس له: إن لي إليك حاجة أخرى، قال: وما هي؟ قال: ترفعني إلى السماء لأنظر إليها وإلى [[الجنة في الإسلام|الجنة]] و[[جحيم|النار]]، فأذن الله في رفعه، فلما قرب من النار قال لي حاجة أخرى، قال: وما تريد؟ قال: تسأل مالكاً حتى يفتح لي أبوابها فأردها ففعل، ثم قال: فما أريتني النار فأرني الجنة. فذهب به إلى الجنة فاستفتح فأوحى الله إليه أن أقبض روحه، فقبض روحه وردها الله إليه بعد ساعة، قال له ملك الموت: ما في، ففتحت أبوابها فأدخله الجنة، ثم قال ملك الموت: أخرج لتعود إلى مقرك، فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها، فبعث الله ملكاً حكيماً بينهما فقال له الملك: ما لك لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالى قال:}} {{قرآن|آل عمران|185}} {{خط/عربي|وقد ذقته، وقال:}} {{قرآن|مريم|71}} {{خط/عربي|وقد وردتها، وقال:}} {{قرآن|الحجر|48}} {{خط/عربي|فلست أخرج، فأوحى الله إلى ملك الموت "بإذني دخل الجنة وبأمري لا يخرج" فهو حي هناك، ذلك قوله تعالى:}} {{قرآن|مريم|57}}.</ref><ref name="ReferenceA">[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، [[تفسير الجلالين]] بهامش المصحف الشريف، مرجع سابق، ص 309.</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1058&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير البغوي، قال تعالى: ورفعناه مكاناً علياً.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151703/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1058&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref>

==== أنبياء آخرين وذِكر ذريتهم ====
[[ملف:019058 Maryam UrduScript.jpg|250px|يسار]]
الآية رقم 58 تُعد نتيجة لما قبلها من أمثلة قصيرة عن قصص الأنبياء، كذلك اللتين بعدها نتيجة مستخرجة منها،<ref>[http://qadatona.org/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/2325 آية 58 من سورة مريم.] تفسير الميزان، قادتنا. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171130165422/http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/2325 |date=30 نوفمبر 2017}}</ref> فالآية 58 تقول: {{قرآن|مريم|58}}. فـ{{قرآن|مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ}} المقصود هم [[إدريس]] و[[نوح]]،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1059&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا...".] تفسير البغوي، المكتبة الإسلاميّة، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109184929/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1059&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=9 يناير 2020}}</ref> {{قرآن|وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}} أي نوح ومن أبناء سام وذريته فيما بعض في السفينة أثناء الطوفان، {{قرآن|وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ}} أي من بني [[إسماعيل]] و[[إسحاق]] أبناء [[إبراهيم]] وكذلك [[يعقوب|يعقوب بن إسحاق]]،<ref name="ReferenceA"/> {{قرآن|وَإِسْرَائِيلَ}} والمقصود أنبياء معنيين من ذرية [[يعقوب]] وهم [[موسى]] و[[هارون]] و[[زكريا]] و[[يحيى بن زكريا|يحيى]] و[[عيسى بن مريم|عيسى]]،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1090&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=64&ayano=0&surano=0&bookhad=0 قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح...".] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، المكتبة الإسلاميّة، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203527/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1090&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=64&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref> {{قرآن|وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا}} أي من جملتهم خبر أولئك، وتختتم الآية بمدحهم ووصفهم بأنهم {{قرآن|إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩}} أي أن الأنبياء إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه؛ سجدوا لربهم خضوعاً واستكانة؛ وحمداً وشكراً على ما هم فيه من النعم العظيمة.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1115&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 تفسير قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم...".] [[تفسير ابن كثير]]، المكتبة الإسلاميّة، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126151551/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1115&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=49&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=26 يناير 2020}}</ref>

=== بعض مشاهد يوم القيامة ومناقشة المنكرين للبعث ===
[[ملف:Turkey.Konya035.jpg|تصغير|200بك|يسار|<div style="text-align: center;">خواتيم سورة مريم [[خط كوفي|بالخط الكوفي]] في [[مصحف]] قديم يعود [[القرن 9|للقرن التاسع]].</div>]]

بعد ذِكر الله أنبيائه والثناء عليهم في الآيات السابقة، ذُكر من خلفوهم من [[الذرية|ذريتهم]]
{{قرآن|مريم|59}}.

{{قرآن|فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ}} أي من قاموا مقام آباؤهم الذين اتسموا بالورع والتقوى لأنهم [[نبي|أنبياء]] مرسولون من عند الله، وقد أنعم عليهم من فضله بالتوجه إلى عبادة الله والدعوة إليه فكان لهم مكاناً عظيماً عنده، وليس مثل الكثير من ذريتهم الذين {{قرآن|أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ}}؛ أي تركوا صلاتهم<ref>[http://qadatona.org/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/19/59 آية 59 من سورة مريم.] تفسير الميزان، قادتنا. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170908214727/http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/19/59 |date=08 سبتمبر 2017}}</ref> وأضاعوا وقتها وأهملوها كما أهموا باقي أركان عبادتهم لله واتجهوا للمعاصي<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، [[تفسير الجلالين]] بهامش المصحف الشريف، مرجع سابق، صـ: 309.</ref> فاتبعوا الشهوات الصارفة عن عبادته والدعوة له كما فعل آبائهم، لذلك جزائهم بأنهم {{قرآن|فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}} أي خسراناً في الآخرة.<ref>[http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura19-aya59.html تفسير ابن كثير: سورة مريم - الآية 59.] القرآن الكريم، جامعة الملك سعود، مشروع المصحف الإلكتروني. تاريخ الوصول: 3 سبتمبر 2014. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170923140445/http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura19-aya59.html |date=23 سبتمبر 2017}}</ref>

{{قرآن|مريم|60|إلى آية=63}}

واستثني من ذلك من تاب وآمن وعمل صالحاً في حياته [[دنيا (توضيح)|الدنيا]]، فأولئك يدخلون [[الجنة في الإسلام|الجنة]] جزاء ما فعلوا ورحمة من الله ولا يظلمون أو ينقصون شيئاً من ثوابهم، وأكد على وعده بأنه مأتياً لا محالة خاصةً أنهم آمنوا بالله و[[القرآن|كتابه]] غيباً. ووعدوا بأنهم لن يسمعوا فيها لغواً من الكلام لكن يسمعون سلاماً من الملائكة أو من بعضهم على بعض؛ وقدّر لهم رزقهم في الجنة من المأكل والمشرب بأنه موجود بشكل دائم لا ينقطع وللتقريب إلى الأذهان ذُكر بأن هذا الرزق سيكون موجوداً ليلاً ونهاراً على قدرهما وذلك للتبسيط على قدر عقول البشر؛ فالجنة لا يوجد بها تتابع لليل والنهار.<ref>[http://www.elsharawy.com/books.aspx?mstart=1019060&mend=1019070 تفسير الشعراوي، الصفحات من 1 إلى 8.] خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي. تاريخ الوصول: 5 فبراير 2016. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170622235746/http://elsharawy.com/books.aspx?mstart=1019060&mend=1019070 |date=22 يونيو 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref>

{{قرآن|مريم|64|إلى آية=65}}

والآية 64 ختام حكاية لما قاله [[جبريل]] للنبي [[محمد]]، فقد ذكر عديد من المُفسرين أن الوحي احتبس عنه لفترة من الوقت بعد أن سأله البعض عن [[أصحاب الكهف]] و[[ذو القرنين|ذي القرنين]] و[[روح|الروح]]، حتى قالوا: إن رب محمد قد قلاه -أي أبغضه وكرهه-، فلما نزل جبريل على محمد بعد فترة من غياب -قيل خمسة عشر يوماً وقيل أكثر- قال له: {{خط/عربي|«يا جبريل احتبست عني حتى ساء ظني واشتقت إليك»}} فقال له جبريل: {{خط/عربي|«إني كنت أشوق ولكني عبد مأمور، إذا بعثت جئت، وإذا حبست احتبست»}}، وأنزل الله هذه الآية و[[سورة الضحى]].<ref>[https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=7&tTafsirNo=57&tSoraNo=19&tAyahNo=64&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1 تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ)، سورة مريم الأية 64.] التفاسير. تاريخ الوصول: 5 فبراير 2016. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109144749/https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=7&tTafsirNo=57&tSoraNo=19&tAyahNo=64&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1 |date=9 يناير 2020}}</ref><ref group="معلومة">بدأت [[سورة الضحى]] بهذه الآيات تأكيداً على عدم نسيان الله للنبي محمد: {{قرآن|الضحى|1|إلى آية=3}}.</ref>

ثم ذكر أنه {{قرآن|رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ}} ورب {{قرآن|مَا بَيْنَهُمَا}} فهو خالقهما وخالق كل شيء ومالكهما ومالك كل شئ. {{قرآن|فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}} أي أخلص له العبادة مع الصبر والجلد والقوة والاحتمال ومجاهدة للنفس الأمارة بالسوء. والاستفهام في {{قرآن|هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}} للإنكار والنفي، والسمي بمعنى المسامي والمضاهي والنظير والشبيه. فكأنه يقول «هل تعلم له نظيراً أو شبيهاً يستحق معه المشاركة في العبادة أو الطاعة؟» فتكون الإجابة لا؛<ref>[[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، مرجع سابق، صـ: 310.</ref> لأنه وحده المستحق للعبادة والطاعة. وقد ذُكر في الآية الحادية عشر من [[سورة الشورى]] بأنه {{قرآن|لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ}}.<ref>[https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=7&tTafsirNo=57&tSoraNo=19&tAyahNo=64&tDisplay=yes&Page=2&Size=1&LanguageId=1 تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ)، سورة مريم الأية 65.] التفاسير. تاريخ الوصول: 5 فبراير 2016. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109144742/https://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=7&tTafsirNo=57&tSoraNo=19&tAyahNo=64&tDisplay=yes&Page=2&Size=1&LanguageId=1 |date=9 يناير 2020}}</ref><ref>[http://holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، سورة مريم الآية 65.] تفسير القرآن. تاريخ الوصول: 5 فبراير 2016. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171014013922/http://holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl |date=14 أكتوبر 2017}}</ref>
* {{قرآن|مريم|66|إلى آية=67}}

ذكر الله بعد ذلك أن الإنسان [[لادينية|الكافر]] به والذي لا يصدق [[بعث (توضيح)|بالبعث]] بعد [[موت|الموت]] يتعجب ويستنكر كيفية ذلك لأنه سيفنى من بعد موته بحسب اعتقاده، فيرد الله عليه: {{قرآن|أَوَ لاَ يذكرُ الإنسانُ}} المتعجب بأنه خلقه وأنشأه [[إنسان|بشراً]] سوياً من غير شيء {{قرآن|ولمْ يكُ}} من قبل إنشائه إياه {{قرآن|شَيئاً}} يُذكر. لذلك توعد لهم الرب بقوله: {{قرآن|مريم|68}} أي لسوف يخرجون [[نهاية الزمان|يوم القيامة]] من قبورهم مع أوليائهم من [[شيطان|الشياطين]] حول [[جهنم]] قعوداً.<ref>[http://holyquran.net/cgi-bin/majma.pl أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسين بن الفضل الطبرسي الطوسي السبزواري الرضوي، مجمع البيان في تفسير القرآن، تفسير سورة مريم (66-70).] تفسير القرآن. تاريخ الوصول: 5 فبراير 2016. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170930182354/http://holyquran.net/cgi-bin/majma.pl |date=30 سبتمبر 2017}}</ref><ref group="معلومة">كما ذُكر في [[سورة الجاثية]]: {{قرآن|الجاثية|28}}.</ref>

== آراء حول السورة ==
=== مريم أخت هارون ===
تعد الآية رقم 28 جزء من حكاية دخول مريم على قومها وهي تحمل وليدها عيسى، فاستنكروا عليها فعلتها باعتبار أنهم اعتقدوا أنها أتت به من الزنا، فقالوا موبخين مريم:

<div style="text-align: center;">{{قرآن|مريم|28|لا تخريج=1}}</div>

 فهناك رأي يقول بأن [[القرآن]] يذكر بأن مريم أخت [[هارون]]، فكيف تكون أختاً له مع وجود فارق زمني كبير بينهما.<ref>[http://www.burhanukum.com/article467.html مريم أخت أي هارون؟.] برهانكم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150604194336/http://www.burhanukum.com/article467.html |date=4 يونيو 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> فقد كان هارون الأخ الأكبر [[موسى|لموسى]] ومعاصراً له، فلعل هناك خلط بين مريم أخرى هي أخت موسى وهارون، ومريم أم [[مسيح|المسيح]]. والمعروف بين جملة المفسرين أن [[مريم بنت عمران|مريم هي ابنة عمران]]، وعمران من سبط ونسل [[يهوذا (توضيح)|يهوذا]]، وليس يهوذا من نسل هارون أخو موسى.<ref>مجموعة علماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة،2008، صـ: 253.</ref> فهناك عدة آراء كلها تتفق في المضمون على أن القرآن لا يؤكد على أن هارون هو أخو مريم مباشرة، فالشيخ [[يوسف القرضاوي]] يقول: أنهم تنتسب إليه بخدمتها للهيكل وانقطاعها للعبادة فيه، فقد كانت خدمة الهيكل موقوفة على ذرية هارون. فالمقصود بـ{{قرآن|يَا أُخْتَ هَارُونَ}} أي: يا من تنتسبين إلى هذا النبي الصالح بالخدمة والعبادة والانقطاع [[هيكل سليمان|للهيكل]].<ref>[http://www.burhanukum.com/article98.html يا أخت هارون.] برهانكم. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150604201007/http://www.burhanukum.com/article98.html |date=4 يونيو 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> فقد كان هذا توبيخاً إليها مع استهزاء بعفتها.<ref group="معلومة">ورد في [[إنجيل لوقا]] ما يفيد أن لمريم نسب مع النبي هارون أخي موسى عن طريق زكريا، والذي كان متزوجاً امرأة من ذرية هارون اسمها أليصابات، وكانت امرأته نسيبة مريم بحسب الإنجيل، ويقول جمهور علماء المسلمين أنها كانت خالتها. والنص المشار إليه هو: {{خط/عربي|«كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ»}}. (إنجيل لوقا 1 :5)، وفيه أيضاً: {{خط/عربي|«وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَ»}} (إنجيل لوقا 1 : 36). وبذلك، فلا يبعد أن يكون لمريم نسب بعيد مع النبي هارون، وعلى هذا فلا إشكال في التعبير القرآني.</ref><ref>[https://www.islamweb.net/ar/article/74894/ حول قوله تعالى: {يا أخت هارون}.] موقع المقالات، إسلام ويب. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313060135/http://www.islamweb.net/ar/article/74894/ |date=13 مارس 2020}}</ref> وقد ورد في [[الحديث النبوي]] حديث [[المغيرة بن شعبة]]، فقال: {{اقتباس|لَمَّا قَدِمْتُ [[نجران|نَجْرَانَ]] سَأَلُونِي فَقَالُوا إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ».<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=6086&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=56&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنن الترمذي، باب ومن سورة مريم.] المكتبة الإسلامية، إسلام ويب {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200503203554/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=6086&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=56&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=3 مايو 2020}}</ref> <small>([[صحيح مسلم]] : 2135، [[سنن الترمذي]] : 3155)</small>}}

أي أن هذا عُرفٍ تعارفه الناس في ذلك الزمن، مما يشير إلى تجذُّر الدين وتأثيره في نفوسهم، ولكن لا يشير بالضرورة إلى حقيقة تديّنهم واستقامتهم.<ref>[http://www.islamnoon.com/haron.htm يا أخت هارون.] نون للأبحاث والدراسات القرآنية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170608051415/http://www.islamnoon.com/haron.htm |date=08 يونيو 2017}}</ref>

=== وفاة المسيح ===
ذُكر في الآية 33 من السورة:

<div style="text-align: center;">{{قرآن|مريم|33|لا تخريج=1}}</div>

والتي ذُكِرت على لسان [[عيسى بن مريم|النبي عيسى]] عندما كان في المهد أنه قال عنه نفسه: {{قرآن|يَوْمَ أَمُوتُ}}، وأن ذلك دليل على أنه [[صلب يسوع|مات فعلاً على الصليب]] و[[قيامة يسوع|قام من بين الأموات]] بحسب ما ذُكِر {{قرآن|وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}}،<ref>[http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-04-0092&value=&type= دعوى عدم حسم القرآن مسألة صلب المسيح {{عليه السلام}}.] بيان الإسلام. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170621014422/http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-04-0092&value=&type= |date=21 يونيو 2017}}</ref> وذلك على حسب [[قانون الإيمان|المعتقد المسيحي]]، وهو ما يخالف [[عيسى بن مريم|المعتقد الإسلامي بشأن المسيح]] في أنه ما زال حياً حتى الآن وأنه لم يمت. وقد رد علماء المسلمون على ذلك بأن الآية مقصود بها أن هناك حياةً بعد الممات في الآخرة، وذلك مشابه للآية رقم 15 من نفس السورة التي ذُكر فيها سلام الله على يحيى: {{قرآن|مريم|15}}، وهذا لا يثبت إطلاقاً بأن يحيى سيموت ويقوم من بين الأموات مرة أخرى.<ref>محمد عبد الرحيم أبو الوفا، حوار مع [[أهل الكتاب]]، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، [[جدة]]، 2001، صـ: 107 - 110.</ref> وقد ذُكِر في [[سورة النساء]]: {{قرآن|النساء|157|إلى آية=158}}،<ref group="معلومة">هناك آية أخرى في [[سورة آل عمران]] تنفي موت أو صلب المسيح من وجهة نظر المسلمين، وهي الآية رقم 55 التي قالت: {{قرآن|آل عمران|55}}، وكان هناك جدل بخصوص : {{قرآن|إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}} وشُرحت من قبل غير علماء المسلمين أن المقصود هو أن الله قد أمات عيسى ثم رفعه إليه، وقد يكون ذلك هو المقصود بحادثة [[صلب يسوع|الصلب]] ومن ثم [[قيامة يسوع|قيامته من بين الأموات]] حسب المعتقد المسيحي. وظهرت ردود من علماء المسلمين تنفي ذلك وكانت أدلتهم أن إن كلمة التوفي ليست بمعنى الموت، ولكن لغة القرآن تختلف، فقد ذُكِرَ في [[سورة الأنعام]]: {{قرآن|الأنعام|61}}، والمقصود بـ {{قرآن|يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}} أي ينيمكم بالليل، فالنوم معنى من معاني التوفي، كذلك توجد آية في [[سورة الزمر]] بنفس المعنى حيث قالت: {{قرآن|الزمر|42}}، وقد سُميّ [[نوم|النوم]] موتاً لأن النوم غيب عن حس الحياة.</ref><ref>[[محمد متولي الشعراوي]]، مرجع سابق، صـ: 236 - 237.</ref><ref>[http://islamport.com/w/aqd/Web/3906/1398.htm هل توفي سيدنا عيسى {{عليه السلام}}؟ - 1.] الموسوعة الشاملة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170226181904/http://islamport.com/w/aqd/Web/3906/1398.htm |date=26 فبراير 2017}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/aqd/Web/3906/1399.htm# هل توفي عيسى {{عليه السلام}} - 2.] الموسوعة الشاملة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160401074327/http://islamport.com/w/aqd/Web/3906/1399.htm |date=01 أبريل 2016}}</ref> وقد ذكر وتلك الآية تنفي قتله أو صلبه وأن الله رفعه إليه وهو ما زال حياً بحسب مُعتقد عموم [[مسلم|المسلمين]].<ref group="معلومة">ورد في [[الحديث النبوي]] روي عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]]: فيقول: {{خط/عربي|قال [[محمد|رسول الله]] {{صلى الله عليه وسلم}}: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ»}}. ([[صحيح البخاري|البخاري]] : 2222، [[صحيح مسلم|مسلم]] : 151، [[سنن البيهقي|البيهقي]] 1 : 244).</ref><ref>[https://www.islamweb.net/ar/fatwa/6272/ تفسير قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).] مركز الفتوى، إسلام ويب، بتاريخ 28 نوفمبر 2000. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130127075935/http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=6272 |date=27 يناير 2013}}</ref><ref>[http://www.ebnmaryam.com/nocross.htm وما قتلوه وما صلبوه.] شبكة ابن مريم الإسلاميّة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150505013044/http://www.ebnmaryam.com/nocross.htm |date=05 مايو 2015}}</ref>

== إحصاءات خاصة بالسورة ==
* سجدة واحدة بالسورة، وهي بالآية رقم 58: {{قرآن|مريم|58|لا تخريج=1}}.

== انظر أيضاً ==
* [[مريم بنت عمران]]
* [[سورة آل عمران]]
* [[سورة المائدة]]

== مصادر ==
{{مراجع}}

== مراجع ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
# [[القرآن|القرآن الكريم]].
# [[جلال الدين السيوطي]]، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، [[القاهرة]]، بدون تاريخ.
# [[جلال الدين السيوطي]]، لُباب النقول في أسباب النزول، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
# [[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن كثير]]، قصص الأنبياء، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001.
# [[محمد متولي الشعراوي]]، [[مريم بنت عمران|مريم]] و[[عيسى بن مريم|المسيح]]، المكتبة التوفيقية، القاهرة، 1999.
# [[حسنين محمد مخلوف]]، كلمات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006.
# [[جلال الدين المحلي]] و[[جلال الدين السيوطي]]، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
# مجموعة علماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، 2008.
# محمد عبد الرحيم أبو الوفا، حوار مع أهل الكتاب، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، [[جدة]]، 2001.
{{نهاية المراجع}}

=== معلومات ===
{{مراجع|مجموعة=معلومة}}

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://www.altafsir.com/Quran.asp?SoraNo=19&Ayah=1&NewPage=1&LanguageID=1 سورة مريم: تجويد-تفسير] - موقع التفسير.
* [http://ar.islamway.com/lesson/8617?ref=search تأملات في سورة مريم.] للشيخ أبو إسحاق الحويني، موقع طريق الإسلام.
* [http://quran.ksu.edu.sa مشروع المصحف الإلكتروني.] جامعة الملك سعود.
* [http://www.alhamdlilah.com/quran/19.html سورة مريم مكتوبة بالرسم العثماني ]
{{فهرس سور القرآن}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|القرآن|الإسلام|المرأة}}

[[تصنيف:المسيح في الإسلام]]
[[تصنيف:سور|مريم]]
[[تصنيف:مريم العذراء]]
[[تصنيف:يوحنا المعمدان]]
[[تصنيف:سور مكية|مريم]]