عرض مصدر تهوية داخلية

{{عن|التهوية الداخلية للمباني من وجهة النظر البيئية||تهوية (توضيح)}}
[[ملف:تهوية طبيعية للمنزل.jpg|تصغير|300بك|<div style="text-align: center;">يمكن عمل تهوية طبيعية للمنزل بحسب التصميم الهندسي.</div>]]
'''التهوية الداخلية''' [[مبنى|للمباني]] و[[منزل|المنازل]] مهمة لمنع [[تلوث الهواء]] الداخلي، فهناك مصدران لتلوث الهواء الداخلي، حيث يكون المبنى نفسه المصدر الأول من حيث سوء [[تصميم معماري|تصميمه]] الذي تجاهل ضمان التهوية الداخلية، مما أتاح الفرصة لمسببات [[تلوث|التلوث]] الداخلية أن تقوم بدورها في هذا الشأن؛ مثل [[بخار|الأبخرة]] المتصاعدة من ماكينات تصوير المستندات أو من [[ورق الحائط]] أو مواد التنظيف التي يحتوي بعضها على غاز [[ميثانال|الفورمالدهيد]] المسبب [[غثيان|للغثيان]]، أو الإصابة بطفح جلدي. وكذلك مثل الغازات الغير مرئية التي تنبعث من [[تكييف الهواء|أجهزة التكييف]] والتدفئة المركزية التي يصاحبها [[تراب (توضيح)|تراب]] غني بالمواد العضوية أو [[عفن|العفن]] أو [[فطر (توضيح)|الفطر]]، إضافة إلى [[أحادي أكسيد الكربون|أول أكسيد الكربون]] الذي يتصف [[سم|بالسُميّة]] والذي ينتج عن عن احتراق [[كيروسين|الكيروسين]] داخل المنازل.<ref>[https://childclinic.net/archive/intoxications/carbon_monoxide.html التسمم بأول أكيد الكربون وكيفية الوقاية منه.] عيادة طب الأطفال. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170203141719/http://www.childclinic.net/intoxications/carbon_monoxide.html |date=03 فبراير 2017}}</ref> وكذلك الغازات الهيدروكربونية الناجمة عن قلي وشي [[طعام|الأطعمة]]. كما أن السجاد داخل المنازل يعتبر مأوى مثالي للسوس و[[عثة|العث]] الذي يؤدي إلى انتشار [[ربو|الربو]] بين [[شعب|السكان]]. أما المصدر الثاني للتلوث الداخلي للتلوث الداخلي فهي الملوثات الخارجية التي تقتحم المنازل.

وتتحدد إمكانيات التهوية بعدة عوامل رئيسية، مثل مدى القرب من المحيط [[زراعة|الزراعي]] المفتوح، وشكل شبكة الشوارع ومدى تعامدها مع [[ريح|الرياح]] السائدة، وعرض [[شارع|الشوارع]]، وطول واجهات المنازل وعدد النواصي المطلة عليها.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، [http://www.almagedpublishing.com/index.php?subjectid=66 الجغرافيا الصحية والطبية]، دار الماجد للنشر والتوزيع، [[القاهرة]]، 2008، صـ: 171. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120707110403/http://www.almagedpublishing.com/index.php?subjectid=66 |date=7 يوليو 2012}}</ref>

== العمارة الداخلية وتهوية المبنى ==
[[ملف:Dlouhé Pole, štít domu čp. 7.JPG|تصغير|250بك|<div style="text-align: center;">فتحات التهوية بمنزل قديم بأشكال مزخرفة مع وجود النوافذ.</div>]]
يعتبر تدفق [[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] في [[مدينة|المدن]] غير كاف، ف[[منزل|المنازل]] المتعددة الطوابق تتدخل في التدفق الطبيعي [[رياح|للرياح]]، وفي بعض مراكز المدن قد تنخفض سرعة الرياح إلى 50%، وفي بعض الأقاليم المزدحمة بالمدن يتركز [[تلوث الهواء|الهواء الملوث]]، ويصبح هواء هذه المكان أكثر دفئاً وجفافاً مع [[مناخ]] البيئة الطبيعية من حوله، ويشبه في ذلك [[مناخ صحراوي|المناخ الصحراوي]] إلى حد كبير.<ref>باكاكس ت.، الأبعاد الصحية للتحضر، ترجمة عبد الرحمن الشرنوبي، الجمعية الجغرافية الكويتية، الكويت، 1985، صـ: 93.</ref> ويتفق ذلك في مضمونه مع فكرة المسكن البيئي، وذلك بهدف إيجاد وتوفير مساحات معيشية ذات تأثير إيجابي على السكان داخل المسكن وخارجه قدر الإمكان.<ref>Rousseau, D. and Wasley, W., Healthy by Design: Building and Remodeling Solution for Creating Healthy Homes, 1999, P. 2.</ref>

وتوصف المدينة بأنها [[كائن حي]]، باعتبار أن الهواء الخارجي يتخلل [[شق]]وق المنازل والفتحات الصغيرة جداً في [[جدار|الجدران]] و[[أساس (بناء)|الأساسات]]، وفي نهاية الأمر يتسرب مرة أخرى إلى خارج المنازل، وذلك يشابه عملية [[شهيق|الشهيق]] و[[زفير|الزفير]] عند [[إنسان|الإنسان]].

ويُلاحظ أن المباني القديمة تتمتع بتهوية أفضل بكثير من المنازل الجديدة، حيث أن المنازل القديمة لم تبن بنفس إحكام المنازل الجديدة، فلم يستعمل مواد عازلة لحفظ [[حرارة|الحرارة]] بنفس القوة الحالية. ورغم ذلك فالمنازل الجديدة يصيبها نصيب من التهوية، ولكن بمعدلات منخفضة جداً، تؤدي إلى زيادة [[رطوبة|الرطوبة]] التي تصل إلى الهواء من دورات المياه ومصادر المياه الأخرى بالمنزل. وذلك قد يؤدي إلى تقشير [[طلاء|الطلاء]] وظهور [[عفن|العفن]] و[[فطر|الفطريات]] في الأماكن الرطبة.<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، منازل صحية في عالم كله سموم، ايتراك، القاهرة، 2001، صـ: 61.</ref> وفي ذلك تظهر أعراض مرضية، فيظهر عند [[بلوغ (إنسان)|البالغين]] حالات [[غثيان]] و[[تقيؤ|قيء]] و[[ضيق النفس|ضيق التنفس]] آلام الظهر و[[إمساك (داء)|الإمساك]] وتوتر الأعصاب. أما بالنسبة [[طفل|للأطفال]]، فقد يعانون من صفير بالصدر، و[[التهاب]]ات [[حلق (جمباز)|بالحلق]] و[[زكام|رشح]] [[أنف|بالأنف]]، وحالات [[صداع]] و[[حمى]] أكبر من أقرانهم القاطنين ببيئات جافة.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 172.</ref>

وقد يكون التغيير بين حجرات المعيشة الدافئة والممرات وبين حجرات النوم الباردة مضراً، فقد يكون عاملاً في تطور [[التهاب القصبة الهوائية|التهاب القصبات الهوائية]] المزمنة، والتعرض للبرودة الشديدة يزيد من مقاومة انسياب الهواء وانخفاض كمية الزفير عند المرضى المصابين [[حساسية|بالحساسية]].<ref>سعيد الحسيني، مدينة منوف دراسة في إيكولوجية المدن، رسالة ماجستير، كلية الآداب جامعة المنوفية، 1996، صـ: 194.</ref>

=== العناصر المعمارية الداخلة في نظام تهوية المبنى ===
تعد [[مساحة]] [[منزل|المنزل]] من العوامل المؤثرة في تهوية المبنى وتجديد [[هواء|هوائه]]، وكلما اتسعت دل ذلك على تهوية زائدة للمبنى، ومن ثم توزيع أكثر للهواء وتجديد هواء الوحدة السكنية بشكل مستمر. وكلما ضاقت هذه المساحة أدى ذلك إلى عدم تجديد الهواء وتركيزه، مما يزيد [[تلوث|التلوث]] وانتشار [[مرض|الأمراض]]. كما يعد مساحة المدخل الموجود أمام [[شقة|الشقق السكنية]] من الأمور الهامة والتي يجب أن تراعى عند بناء [[عمارة بنائية|الوحدة السكنية]]، حيث أن هذه المساحة لها وظيفة إتاحة فرص تجديد الهواء داخل الشقق، خاصةً عندما تكون منافذ الشقة محدودة أو معدومة. فتوجد شقق لا توجد لها نوافذ على [[شارع|الشوارع]] أو مساقط نور من الداخل.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 173.</ref>

ولبير السلم وظيفة هامة، وهي تكوين تيارات هوائية تعمل بدورها على تلطيف الجو الداخلي للمسكن.<ref>محمد صبري محمود، موضوعات في الجغرافيا التطبيقية، بدون تاريخ، صـ: 190.</ref> كذلك [[شرفة (توضيح)|شرفة]] المنزل لها أهمية كبيرة في تهوية المبنى أو الوحدة السكنية، حيث أن كلما توفرت للوحدة السكنية شرفة أو أكثر بما يسمح بتجديد الهواء، وتكون التهوية جيدة داخل المسكن، ومن ثم قلة تعرض الأفراد للأمراض.<ref>عبد الحميد عبد الغني عبد الحميد، التقييم البيئي لتزاحم السكان بالإسكان العشوائي، دراسة تطبيقية على مدينة شبرا الخيمة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الجغرافيا - كلية الآداب - جامعة المنوفية، 2007.</ref>

وكثيراً ما تؤثر الظروف [[مجتمع|الاجتماعية]] للأسرة على النمط المعماري للوحدة السكنية، فتقفل الشرفات [[مستطيل|المستطيلة]] لمواجهة متطلبات المعيشة المختلفة بمواد خفيفة لتضاف مساحتها إلى السطح الداخلي للغرفة، ويظهر ذلك في مناطق الإسكان الشعبي بوجه خاص. أو تستخدم في تخزين فوائض المسكن، أو تستخدم كمكان لتربية [[طائر|الطيور]]، مما يشوه مناظر المباني السكنية، وقد يتحول منور العمارة المخصص للتهوية لمرمى [[مخلفات|قمامة]].<ref>نجلاء حسن محمود، بعض العوامل البيئية وانعكاساتها على المظاهر المعمارية والتخطيطية بمصر، معهد التخطيط القومي، القاهرة، 1992، صـ: 84.</ref>

== أثر السلوك البشري على التهوية الداخلية ==

تمثل مشكلة السكن في معظم [[دولة نامية|البلدان الأقل تقدماً]] [[قضية (توضيح)|قضية]] ذات أهمية كبيرة، حيث أن [[صفة (توضيح)|السمتان]] الأكثر إثارة للاهتمام للإسكان الرديء هما الازدحام والافتقار إلى التدابير الأساسية المتعلقة بتعزيز [[صحة عامة|الصحة العامة]]. فهناك أكثر من [[مليار]] نسمة في أنحاء العالم المختلفة يعيشون في مساكن دون المستوى العادي. ويرتبط ذلك عهادة بالفقر والافتقار للتسهيلات المتعلقة بالنظافة الشخصية والعامة. وذلك يؤدي إلى انتشار [[قوارض|القوارض]] و[[حشرة|الحشرات]] بسبب استخدام طرق غير صحية في تصريف المخلفات السائلة والصلبة. كل ذلك يؤدي إلى زيادة حدة انتشار المرض في المجتمع.<ref>عبد السلام رضوان، حاجات الإنسان الأساسية في الوطن العربي (الجوانب البيئية والتكنولوجيات والسياسات)، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1990، صـ: 216 - 217.</ref>

وقد أدرك القدماء أهمية توظيف فنون [[العمارة (توضيح)|العمارة]] والتشييد في الوصول إلى مسكن جيد للتهوية و[[إضاءة اللون|الإضاءة]]، وينظم تبادل [[حرارة|الحرارة]] بين داخله وخارجه ليحقق التوازن الحراري المطلوب في فترات [[ليل|الليل]] و[[نهار|النهار]] و[[فصول السنة]] المختلفة.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، جغرافية الخدمات: الإطار النظري وتطبيقات عربية، دار الماجد للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الثانية 2007، صـ: 290.</ref>

وقد يحدث تلوث الهواء الداخلي في المساكن والمباني العامة والمكاتب في أغلب الأوقات نتيجة أنشطة من يشغلونها،<ref>سعيد الحسيني، مرجع سابق، صـ: 173.</ref> واستخدامهم للأنواع المختلفة من المواقد والمنتجات المنزلية من [[مادة كيميائية|المواد الكيميائية]]، ومواد التنظيف و[[جهاز منزلي|الأجهزة الكهربائية]]. ونتيجة انبعاثات بعض الملوثات من [[مواد بناء|مواد البناء]] و[[طلاء|الدهانات]] ومواد [[تصميم داخلي|الديكور]] و[[زخرفة|الزخرفة]]، بالإضافة إلى احتراق نسبة من [[تلوث|ملوثات]] [[بيئة|البيئة]] الخارجية لتلك المباني.<ref>فرحات محروس، ملوثات البيئة الداخلية للمباني وأغراض المباني المريضة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى 2001، صـ: 18.</ref> وقد يُلاحظ العلاقة بين الظروف السكنية المتدهورة والإصابة [[سل|بمرض الدرن]]، وخاصةً سوء التهوية له علاقة بهذا المرض وبعض الأمراض الصدرية.<ref>Stamp (D.L), The Geography of life and Death, Cornell Unineversity Press, New Yourk, 1987.</ref>

=== تربية الدواجن والماشية ===
[[ملف:تربية الأغنام.jpg|تصغير|200بك|<div style="text-align: center;">تربية [[ضأن (جنس)|الأغنام]] وسط [[حي سكني|الكتل السكانية]].</div>]]
يتضح أن نسبة كبيرة من قاطني المناطق الفقيرة والعشوائية أنهم من أصل [[ريف]]ي، لأنهم لا يتركون عادات الريف ويجلبونها معهم إلى المدينة، وذلك مثل تربية [[الدواجن (توضيح)|الدواجن]] في شرفات المنازل أو [[ماشية|الماشية]] على الأسطح أو حتى في الداخل. الأمر الذي يترتب عليه مخاطر صحية كثيرة مع تفشي [[رائحة|الروائح]] الكريهة.<ref>[http://www.heilnews.net/article.aspx?articleNO=7979 تربية المواشي وسط الاحياء السكنية في الأغوار الشمالية.] هيل نيوز، بتاريخ 1 يناير 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200413221516/http://www.heilnews.net/hiel/NoPage.aspx |date=13 أبريل 2020}}</ref> بجانب الإساءة إلى الطبيعة [[مجتمع|الاجتماعية]] و[[حضارة|الحضارية]].<ref>ك. م. ستنك وآخرون، المعيشة في البيئة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى 1990، صـ: 97.</ref>

وتعد [[علم التربية|تربية]] [[الدواجن (توضيح)|الدواجن]] و[[ماشية|الماشية]] داخل الوحدة السكنية مؤثرة على بيئة المناطق العشوائية،<ref>[http://taroudantonline.com/baladia-karar-bii.html القرار البيئي.] بلدية تارودانت. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111105042615/http://taroudantonline.com:80/baladia-karar-bii.html |date=5 نوفمبر 2011}}</ref> وذلك يترتب عليه [[تلوث|ملوثات]] كثيرة للتهوية الداخلية، منها ما يندرج تحت مسمى [[تلوث|الملوثات]] [[علم الأحياء|الأحيائية]]، وتشتمل على [[بكتيريا|البكتيريا]] و[[فيروس|الفيروسات]] و[[عفن|العفن]] [[فطر|الفطري]] وأجزاء من [[الفراء (توضيح)|فراء]] [[حيوان|الحيوانات]] أو زغب [[طائر|الطيور]]، و[[لعاب|اللعاب]] و[[عثة|العثة]] و[[صرصور (جنس)|الصراصير]] و[[حبوب اللقاح]].<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، مرجع سابق، صـ: 57.</ref> كذلك [[حيوان منزلي|الحيوانات الأليفة]] تنقل البكتيريا والفيروسات عن طريق [[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] المنزلي، وذلك قد يسبب حساسية مؤثرة على [[عين (توضيح)|العين]] و[[أنف|الأنف]] و[[حلق (جمباز)|الحلق]].<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، مرجع سابق، صـ: 50.</ref>
[[ملف:تربية الحمام.jpg|تصغير|200بك|يمين|<div style="text-align: center;">تربية الحمام على أسطح المنازل.</div>]]
ويتضح أن البيئة الحيوانية لها أثارها على [[صحة عامة|الصحة العامة]] [[شعب|للسكان]]، تكمن في انتقال بعض الأمراض عن طريق المخلفات الناتجة عن تربية المواشي والأبقار عن طريق الأمراض المنقولة بالهواء بالاستنشاق،<ref>[http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp?FileName=86014297520061031214648 تربية المواشي بين الأحياء السكنية بدرعا... بلا ضوابط.] جريدة الثورة، بتاريخ 1 يونيو 2006. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131230235354/http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp?FileName=86014297520061031214648 |date=30 ديسمبر 2013}}</ref> أو عن طريق الحشرات الطائرة مثل [[ذبابة|الذباب]] الذي ينتشر حول [[براز|روث]] الماشية،<ref>[http://www.rosaonline.net/Weekly/News.asp?id=23741 جريمة في الحى الشعبى!.] مجلة روز اليوسف الأسبوعية، بتاريخ 17 أكتوبر 2009. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110924131809/http://www.rosaonline.net/Weekly/News.asp?id=23741 |date=24 سبتمبر 2011}}</ref> خاصةً عند انعدام أو قلة التهوية في نقل [[مرض|الأمراض]] في الأماكن المغلقة، ولذلك قد ينتقل أمراض عن طريق مخلفات تلك الحيوانات، وتساهم في تفشي الأمراض الجلدية ومرض [[ليشمانيا|الليشمانيا]] و[[داء الكلب]] ومرض [[متلازمة تنفسية حادة وخيمة|السارس]]، وأمراض أخرى عصبية وهضمية.<ref>خلف الله حسن محمد اللبان، الصحة والبيئة في التخطيط الطبي، دار المعرفة الجامعية، [[الإسكندرية]]، الطبعة الأولى 1999، صـ: 165.</ref> فقد تبين أن هناك مواد عضوية تنتج من [[شعر (توضيح)|شعر]] الحيوانات و[[الفراء (توضيح)|فرائها]] [[ريشة (توضيح)|وريشها]] في الأماكن المغلقة، وهذه المواد العضوية عبارة عن جسيمات غاية في الصغر، وهي من مسببات [[حساسية|الحساسية]] و[[ربو|الربو]]، وعادةً ينتهي اثرها عند انتقال الأشخاص بعيداً عن هذه الأماكن لفترات طويلة، أو بتهوية المساكن ودخول الهواء إليها بصورة كافية.<ref>فاطمة علي عبد الهادي، النمو العشوائي: خصائصه وأثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، معهد التخطيط القومي، القاهرة، 1997، صـ: 32.</ref>

ويلاحظ أن البعض يفضل تربية الطيور داخل الوحدات السكنية، وذلك يؤثر على الصحة العامة للسكان، ناهيك عن ما تسببه الطيور من [[رائحة|روائح]] كريهة لقلة التهوية، بجانب ازدحام الوحدة السكنية.<ref>لين سيمارسكي، أزمة المدن في العالم العربي، ترجمة: عبد الفتاح الصبحي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، [[الكويت]]، 1988، صـ: 7.</ref> وقد زاد الأمر خطورة عند ظهور مرض [[إنفلونزا الطيور|إنفلوانزا الطيور]] والنتائج الخطيرة المترتبة عليه، وذلك جعل كثير من الأسر تقبل بإعدام طيورها التي كانوا يربونها داخل [[منزل|المنازل]] حفاظاً على حياتهم.<ref>هبة الله عبد الحليم محمد وفاطمة عبد المجيد مصطفى، [http://www.aun.edu.eg/arabic/mag/mag3/art1.htm إنفلوانزا الطيور، مجلة أسيوط للدراسات البيئية]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090106112216/http://www.aun.edu.eg/arabic/mag/mag3/art1.htm |date=06 يناير 2009}}</ref>

=== اقتناء نباتات الزينة ===
[[نباتات زينة|النباتات]] و[[زراعة|الزراعات]] المختلفة لا يقتصر دورها على أغراض [[زينة (توضيح)|الزينة]] و[[تصميم داخلي|الديكور]] وإضافة الطابع [[جمال|الجمالي]] داخل [[منزل|المنازل]] فحسب، بل إن [[نبات|النباتات]] لها قدرة على امتصاص كمية كبيرة من [[غاز|الغازات]] الخطرة الملوثة [[بيئة|للبيئة]] الداخلية، ولكن لضيق بعض الوحدات السكنية، يضطر القاطنين بوضعها في [[شرفة (توضيح)|الشرفات]] وليس في حجرة الجلوس.<ref>فرحات محروس، مرجع سابق، صـ: 144.</ref>

=== التدخين ===
[[ملف:Cigarette smoke.jpg|تصغير|150بك|<div style="text-align: center;">[[تدخين|التدخين]] في المنازل أحد العادات السيئة المضرة بالتهوية الداخلية.</div>]]
يُعد [[دخان (توضيح)|دخان]] [[تبغ|التبغ]] أحد [[تلوث الهواء|الملوثات]] الداخلية الشائعة،<ref>[http://www.qalqilia.edu.ps/airtpol.htm تلوث الهواء.] مديرية التربية والتعليم بقلقيلية، فلسطين. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160402034007/http://www.qalqilia.edu.ps:80/airtpol.htm |date=2 أبريل 2016}}</ref> وحيث أن معظم الناس يقضون 90% من وقتهم داخل [[منزل|المنازل]]، أي أن حوالي 467.000 طن من التبغ يتم إحراقها داخل المنازل كل عام.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 179.</ref> وقد أظهر بحث قامت به [[وكالة حماية البيئة الأمريكية]] أن متوسط مستويات [[بنزين (توضيح)|البنزين]] في منازل المدخنين تكون 50% أعلى منها في منازل غير المدخنين.<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، مرجع سابق، صـ: 48.</ref> ويشكل التدخين أيضاً أحد العوامل التي تعرض ممارسيه لخطر الإصابة بستة من [[مرض|الأمراض]] الثمانية التي تعتبر أسباب [[موت|الوفاة]] الرئيسية في [[العالم]]، بما في ذلك [[سرطان|السرطان]] و[[مرض قلبي وعائي|أمراض القلب]].<ref>[https://archive.today/20120721100251/www.america.gov/st/washfile-arabic/2008/October/20080805114220bsibhew8.355349e-02.html تدخين السجائر خيار مهلك للملايين في مختلف أنحاء العالم.] أميركا دوت غوف، بتاريخ 5 أغسطس 2008.</ref> كذلك أظهرت بعض الدراسات أن [[نيكوتين|النيكوتين]] قد يسبب اضطرابات نفسية أيضاً،<ref>[https://archive.today/20120718092820/www.america.gov/st/washfile-arabic/2004/November/20041103162856amiwahar0.4831659.html دراسة جديدة تظهر أن النيكوتين قد يسبب الاضطرابات النفسية.] أميركا دوت غوف، بتاريخ 3 نوفمبر 2004.</ref> ويكون [[طفل|الأطفال]] أكثر عرضة لها.<ref>ليلى محمود منتصر، الأضرار الصحية لتلوث البيئة، ــــــــ، بدون تاريخ، صـ: 181.</ref>

=== أنشطة العمل داخل الوحدات السكنية ===
تعتبر الأنشطة التي تُمارس داخل الوحدة السكنية من الأمور الهامة في المناطق [[فقر|الفقيرة]] والمزدحمة، مما يترتب عليه التداخل مع الاستخدام السكني، كما يُعد أي ممارسة لأي [[نشاطية|نشاط]] داخل الوحدة السكنية ذات تأثير سيء على [[صحة عامة|صحة الأفراد]]، مثل الصناعات الخفيفة التي يمارسها [[شعب|السكان]] لتحسين دخلهم، مثل صناعة [[مشبك (توضيح)|المشابك]] [[لدائن|البلاستيك]] التي ينتج عنها إحراق مواد بلاستيكية [[سم|سامة]] تؤثر على التهوية الداخلية [[منزل|للمنازل]] مسببة [[مرض|للأمراض]].<ref>باكاكس ت.، مرجع سابق، صـ: 73 - 74.</ref>
[[ملف:Kerosene stove.jpg|تصغير|100بك|يمين|<div style="text-align: center;">[[موقد الكيروسين|موقد كيروسين]] للاستخدام المنزلي.</div>]]

=== وسائل التدفئة ===
وسائل [[مدفأة|التدفئة]] [[منزل|المنزلية]] ذات خطورة كبيرة خصوصاً في [[بيئة|البيئات]] المزدحمة، ويتولد [[غاز]] [[أحادي أكسيد الكربون|أول أكسيد الكربون]] من عملية [[احتراق|الاحتراق]] غير الكامل [[مادة عضوية|للمواد العضوية]] داخل [[منزل|المنزل]] من المواقد التي تعمل [[غاز|بالغاز]] أو [[كيروسين|الكيروسين]] أو [[فحم (توضيح)|الفحم]]، أو نتيجة [[حرق (توضيح)|حرق]] [[خشب|الأخشاب]].<ref>[http://www.altahera.net/article.php?act=read_art&id=1193 الدخان المنبعث من حرق الخشب أو القلي قد يتسبب في الاصابة بالسرطان.] شبكة الطاهرة الثقافية. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150917110430/http://altahera.net/article.php?act=read_art&id=1193 |date=17 سبتمبر 2015}}</ref> وهذا الغاز عديم [[لون|اللون]] و[[رائحة|الرائحة]] وقابل [[اشتعالية|للاشتعال]].<ref>[https://bokra.net/Article-1114964 بروفيسور بن طور: لا يمكن رؤية أو شم غاز أول أكسيد الكربون.] موقع بكرا، بتاريخ 23 نوفمبر 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110923035533/http://www.bokra.net/Articles/1114964/بروفيسور_بن_طور:_لا_يمكن_رؤية_أو_شم_غاز_أول_أكسيد_الكربون.html |date=23 سبتمبر 2011}}</ref> ويتواجد بصورة طبيعية في [[هواء|الهواء الجوي]] بنسبة قليلة، وعند وجوده بتركيز يزيد عن حوالي 100 [[سنتيمتر مكعب]]/[[متر مكعب|للمتر المكعب]] (0.01%) يعتبر في هذه الحالة شديد [[سم|السُميّة]]، ويتفاعل مع [[هيموغلوبين|هيموجلوبين الدم]] <ref>[http://yomgedid.kenanaonline.com/topics/57096/posts/7109 أضرار تلوث الهواء على الإنسان.] يوم جديد، بتاريخ 10 نوفمبر 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120307115201/http://yomgedid.kenanaonline.com/topics/57096/posts/7109 |date=07 مارس 2012}}</ref> بقدرة عالية تصل ما بين 200 إلى 300 مرة قدر [[أكسجين|الأكسجين]]، ليكون في النهاية كاربوكسي هيموجلوبين {{إنج|Carboxy Hemoglobin}}، مما قد يسبب [[تسمم]] [[إنسان|الإنسان]] و[[خنق|اختناقه]] حتى [[موت|الموت]].<ref>فرحات محروس، مرجع سابق، صـ: 189.</ref>

أما بالنسبة [[موقد الكيروسين|لمواقد الكيروسين]]، فإن من العادات المنتشرة استخدام المواقد في الأماكن المغلقة بالمنازل، فينبعث منه مواد وأدخنة وملوثات تعد مصدراً رئيسياً ل[[تلوث الهواء]] في [[ريف|الريف]]، ومصدراً ثانوياً في [[مدينة|المدن]] بشكل عام، وذلك بما تحمله من هباء ومواد [[مسرطن]]ة [[مركب عضوي|عضوية]] و[[غاز]]ية كأول أكسيد الكربون.<ref>ك. م. ستنك وآخرون، مرجع سابق، صـ: 154.</ref>

== التفاعلات البيئية المصاحبة للتهوية الداخلية ==
[[ملف:St. in Hadayk El-Maadi.jpg|تصغير|200بك|يمين|<div style="text-align: center;">عدم ترك مسافات كافية بين الوحدات السكنية الشاهقة الارتفاع يؤدي إلى عدم التهوية السليمة وعدم وصول أشعة الشمس إلى سطح الأرض إلا نادراً.<br />
<small>(الصورة في [[حدائق المعادي]]، [[القاهرة]])</small></div>]]
يعد جودة [[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] من متطلبات [[بيئة|البيئة]] الداخلية، ولكي يتم الحكم على ذلك لا بد من معرفة التأثيرات [[صحة|الصحية]] الناتجة عن [[تلوث|ملوثات]] هواء الأماكن المغلقة، والتي تندرج تحت نوعين: الأولى التي تظهر تحت فور التعرض لتلك الملوثات، والثانية التي تظهر بعد فترة ربما تكون سنوات.<ref>[[فتحي محمد مصيلحي]]، مرجع سابق، صـ: 183.</ref>
[[ملف:Slum in Cairo.jpg|تصغير|300بك|<div style="text-align: center;">عدم ترك فراغات بين الوحدات السكنية في المناطق العشوائية يؤدي إلى عدم التهوية السليمة.</div>]]
ولكي يتم التغلب على تردي جودة الهواء، يجب أن تتم إجراءات لتحسين جودة الهواء [[منزل|بالمنزل]]،<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، مرجع سابق، صـ: 47.</ref> وذلك بتجديد هواء الأماكن المغلقة التهوية و[[نظافة|تنظيف]] الهواء بشكل دوري. حيث أن التوزيع السيئ للهواء داخل المنزل يُعد عاملاً رئيسياً يساهم في [[تلوث الهواء|تلوث هواء]] الأماكن المغلقة، وتتمثل التهوية المناسبة في اختلاط هواء الأماكن المغلقة بالهواء الخارجي لتجديد الهواء في المنزل للمحافظة على [[صحة عامة|الصحة العامة]].<ref>موري بريتشر وشيرلي لند، مرجع سابق، صـ: 61.</ref>

كذلك أيضاً يجب الاهتمام بنظافة المنزل باستمرار، فالتنظيف الدائم للغرف، والستائر، وأقمشة أغطية الوسائد، و[[وسادة|الوسائد]] المحشوة [[ريشة (توضيح)|بالريش]]، يحميها من التلوث [[بكتيريا|بالبكتيريا]] و[[فطر|الفطريات]]، لأن تلك الأشياء تعد تربة خصبة لهذه المخلوقات [[مجهر|الميكروسكوبية]] المسببة لأزمات [[ربو|الربو]] الليلية. كذلك يفضل إصلاح وتجفيف أي مصدر لتسرب [[مياه (توضيح)|المياه]] داخل المنزل سريعاً، وتجفيف أو استبدال أي موكيت أو [[سجاد]] مبلل خلال 24 ساعة على الأكثر لمنع نمو أي فطريات أو بكتيريا، كذلك يفضل عدم الاحتفاظ ب[[فرشاة أسنان|فرشاة الأسنان]] داخل [[حمام (توضيح)|الحمام]]، لأنه أكثر أماكن المنزل [[رطوبة]] وعرضة للتلوث.<ref>فرحات محروس، مرجع سابق، صـ: 138.</ref>

ومن أسباب تردي الوضع البيئي بالمناطق العشوائية، هو عدم ترك فراغات بين [[مبنى|المباني]] بما لا يسمح بدخول [[أشعة الشمس]] والتهوية السليمة، وخاصةً عند [[ارتفاع (توضيح)|ارتفاع]] المباني.<ref>أميرة كمال محمد عنب، دور المشاركة الشعبية في تطوير المناطق العشوائية، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الدراسات والبحوث البيئية - [[جامعة عين شمس]]، 1998، صـ: 120.</ref>

== الإضاءة الطبيعية ==
[[ملف:المنطقة السكنية الرابعة-مدينة السادات.jpg|تصغير|190بك|<div style="text-align: center;">توفير أشعة الشمس على الوحدات السكنية طوال اليوم أمر مهم لتوفير بيئة داخلية صحيّة للتهوية.<br />
<small>(الصورة في [[مدينة السادات]])</small></div>]]
توجد [[علاقة طردية]] بين قلة التهوية وضعف [[إضاءة اللون|الإضاءة]] الطبيعية، حيث أن قلة الإضاءة الطبيعية يدفع لاستخدام إضاءة صناعية لها مخاطرها في حالة الإضاءة الزائدة، فإنها تؤثر على راحة [[عين (توضيح)|العين]] وتسبب الشعور [[صداع|بالصداع]] وعدم [[تركيز (توضيح)|التركيز]]، وهي من أعراض عدم [[جودة]] [[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] في [[بيئة|البيئة]] الداخلية.<ref>فرحات محروس، مرجع سابق، صـ: 86.</ref>

[[ضوء]] [[نهار|النهار]] و[[أشعة الشمس]] هي متطلبات أساسية لتوفير بيئة [[مأوى|سكنية]] [[صحة|صحية]]. وأول اختيار [[موقع ويب|للموقع]] الحسن يجب التساؤل: ''"هل يوفر الموقع ضوء نهار وأشعة شمس كافيتين لكل مسكن؟"''. وبوجه عام يجب أن يتعرض عدد من حجرات المسكن لأشعة الشمس خلاص انتقالها في كل [[فصول السنة]]، وأن تكون [[نافذة|النوافذ]] بواجهة تسمح بدخول أشعة الشمس إلى الحجرة بفاعلية.<ref>أحمد خالد علام، تخطيط المدن، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1998، صـ: 284.</ref>

== تراكم الأتربة ==
[[ملف:القبة الغبارية.PNG|تصغير|300بك|<div style="text-align: center;">القبة الغبارية فوق المدن الكبرى.</div>]]
تُعرف الجسيمات الدقيقة بأنها أي مادة منتشرة في [[هواء|الهواء الجوي]]، سواء كانت صلبة أو سائلة، وتشمل [[تراب (توضيح)|الأتربة]] (الغبار)، و[[رماد|الرماد]]، و[[حبوب اللقاح]]، و[[دخان (توضيح)|الدخان]]، والهباب، والمواد الكيميائية المختلفة، و[[غبار|الغبار]] المتطاير من [[سيجارة|السجائر]]، و[[قشرة (جلد)|القشور]] المتساقطة من [[شعر (توضيح)|شعر]] [[إنسان|الإنسان]] أو [[حيوان منزلي|الحيوانات الأليفة التي يتم تربيتها داخل المنزل]]... الخ.<ref>[http://www.khayma.com/madina/polution.htm تلوث البيئة.] الخيمة العربية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170711023816/http://www.khayma.com/madina/polution.htm |date=11 يوليو 2017}}</ref>

أما الغبار فهو عبار عن جسيمات رملية أو ترابية ناعمة دقيقة تتعلق بالهواء لفترة طويلة، ويطلق عليها الغبار العالق، ويتم ترسيبها ببطء بحسب اختلاف الظروف المناخية من حيث [[درجة حرارة]] الهواء و[[رطوبة نسبية|الرطوبة النسبية]] وسرعة [[ريح|الرياح]].<ref>إيملي محمد حلمي حمادة، الجغرافيا المناخية، مطابع جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008، صـ: 41 - 42.</ref>

وجدير بالذكر أن سخونة هواء [[مدينة|المدن]] تؤدي إلى نشأة تيارات هوائية محملة بالأتربة إلى أعلى، ليحل محلها هواء [[ضاحية|الضواحي]] و[[ريف|الريف]] الأقل [[حرارة]] نسبياً، ليهبط إلى أسفل. وفي أثناء هبوب الرياح بسرعة منخفضة تتكون القبة الدخانية الغبارية فوق [[مدينة كبرى|المدن الكبيرة]]، وحين تزيد سرعة الرياح لتبلغ 13 كم/ساعة؛ تتسع هذه القبة لتصل إلى الضواحي والريف المجاور.<ref>إيملي محمد حلمي حمادة، مرجع سابق، صـ: 46 - 47.</ref> وعندما يحدث استقرار في الجو، يهدأ الغبار ومواد [[تلوث|التلوث]] الأخرى فوق المدينة، فيما يُعرف بقبة التلوث.<ref>[http://earthsci.org/education/teacher/basicgeol/air_pollution/air_polution.html Air Pollution.] Air Pollution. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170825194830/http://www.earthsci.org/education/teacher/basicgeol/air_pollution/air_polution.html |date=25 أغسطس 2017}}</ref> ويظهر أكثر عندما تزداد كثافة المباني المرتفعة واقترابها من بعضها البعض، ويظهر ذلك أكثر في القلب [[تجارة|التجاري]] للمدينة.<ref>محمد صبري محمود، مرجع سابق، صـ: 118.</ref>

== الأدخنة ==
{{مفصلة|دخان (كيمياء)}}
[[ملف:Helwan-cement.jpg|تصغير|250بك|<div style="text-align: center;">جانب من مصنع أسمنت حلوان جنوب القاهرة.</div>]]
[[دخان (كيمياء)|الدخان]] هو عبارة عن حبيبات صغيرة قطرها أقل من 2 [[ميكرومتر|ميكرون]]، وتتكون عند حدوث [[تفاعل كيميائي|تفاعلات كيميائية]] بين [[تلوث|الملوثات]] الناتجة عن [[احتراق|الاحتراق]] غير الكامل [[وقود أحفوري|للوقود العضوي]].<ref>إيملي محمد حلمي حمادة، مرجع سابق، صـ: 41.</ref> و[[ضبخان|الضباب الدخاني]] التقليدي يتكون من مصادر [[حرق (توضيح)|حرق]] [[صناعة|صناعية]]، وتذوب بعض مركبات الدخان في الضباب، وتكون القطرات الرطبة الناتجة [[حمض الكبريتيك]] وغيره من [[حمض|الأحماض]].<ref>ترافس واجنر، البيئة من حولنا - دليل لفهم التلوث وأثاره، ترجمة محمد جابر، الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، القاهرة، 1988، صـ: 127.</ref>

وبالنظر إلى [[إقليم]] [[القاهرة الكبرى]]، سنجد أن أن هواء منطقة [[وسط البلد]] يحتوي على أعلى تركيز للدخان، يليه هواء المنطقة الصناعية بمدينة [[شبرا الخيمة]] [[شمال]] [[القاهرة]]، يليها [[حلوان]] لوجود [[مصنع|مصانع]] [[أسمنت|الإسمنت]]. ويرجع ذلك إلى أن مصدر الدخان هو الاحتراق غير التام في [[سيارة|السيارات]] والعمليات الصناعية. وبالنسبة للمناطق السكنية بوسط البلد أو شبرا الخيمة ومنطقة حلوان فالهواء ملوثاً بالأدخنة نظراً [[تكدس مروري|للزحام]] الشديد وكثرة المصانع،<ref>عمر محمد الصادق سعود، الصناعة وتلوث البيئة في مدينة القاهرة، الجمعية الجغرافية المصرية، القاهرة، 1992، صـ: 73.</ref> وذلك يؤثر سلباً على تهوية المنازل، فالضباب الدخاني مُهيجاً [[جهاز تنفسي|للجهاز التنفسي]]، ويسبب ضيق الصدر و[[التهاب]] [[غشاء مخاطي|الأغشية المخاطية]] و[[ضيق النفس|ضيق التنفس]] و[[صداع|الصداع]] والتهاب [[عين (توضيح)|العين]]. وقد يؤثر سلباً على المصابين ب[[مرض تنفسي|الأمراض التنفسية]] المزمنة، مثل انتفاخ الرئة و[[ربو|الربو]]. ويدخل في نطاق الأدخنة ما يُعرف بالجسيمات الدقيقة، وهي تتكون من جزيئات دقيقة من مادة صلبة،<ref>[http://health.9ll9.com/Environment/Pollution/AirPollution.htm تلوث الهواء.] موقع الصحة. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111025014731/http://health.9ll9.com:80/Environment/Pollution/AirPollution.htm |date=25 أكتوبر 2011}}</ref> ومن قطرات سائل صغير لدرجة تجعلها مغلفة ومحميّة من [[غلاف الأرض الجوي|الهواء]] لفترات من الزمن. ويتراوح حجمها ما بين 10 [[ميكرومتر|ميكرون]] حتى 1.000 ميكرون،<ref>[https://www.swcc.gov.sa/modules/articles/showarticle.asp?a_id=62 الجسيمات العالقة تلوث يطير في الهواء.] المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، المملكة العربية السعودية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140804213309/http://www.swcc.gov.sa/modules/articles/showarticle.asp?a_id=62 |date=04 أغسطس 2014}}</ref> وتوجد في [[غبار|الغبار]] و[[سخام (توضيح)|السخام]] و[[بخار|الأبخرة]] و[[ضباب|الضباب]]. وتؤثر على الجهاز التنفسي، وقد تحدث تغيرات في أجهزة الجسم الدقيقة، خصوصاً الأجهزة الدفاعية. ويمكن أن تعمل كناقلات للمواد [[سم|السامة]] و[[سرطان|المسرطنة]].<ref>ترافس واجنر، مرجع سابق، صـ: 128 - 134.</ref>

== انظر أيضاً ==
* [[تهوية (فيزيولوجيا)]]
* [[تكييف الهواء]]
* [[التدفئة والتهوية وتكييف الهواء]]
* [[تنفس]]

== مصادر ==
{{مراجع}}

== مراجع ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
# فتحي محمد مصيلحي، الجغرافيا الصحية والطبية، دار الماجد للنشر والتوزيع، [[القاهرة]]، 2008.
# باكاكس ت.، الأبعاد الصحية للتحضر، ترجمة عبد الرحمن الشرنوبي، الجمعية الجغرافية الكويتية، [[مدينة الكويت|الكويت]]، 1985.
# موري بريتشر وشيرلي لند، منازل صحية في عالم كله سموم، ايتراك، القاهرة، 2001.
# سعيد الحسيني، مدينة منوف دراسة في إيكولوجية المدن، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الجغرافيا - كلية الآداب ([[جامعة المنوفية]])، 1996.
# محمد صبري محمود، موضوعات في الجغرافيا التطبيقية، ـــــــــــ، بدون تاريخ.
# عبد الحميد عبد الغني عبد الحميد، التقييم البيئي لتزاحم السكان بالإسكان العشوائي، دراسة تطبيقية على [[شبرا الخيمة|مدينة شبرا الخيمة]]، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الجغرافيا - كلية الآداب (جامعة المنوفية)، 2007.
# نجلاء حسن محمود، بعض العوامل البيئية وانعكاساتها على المظاهر المعمارية والتخطيطية بمصر، معهد التخطيط القومي، القاهرة، 1992.
# عبد السلام رضوان، حاجات الإنسان الأساسية في الوطن العربي (الجوانب البيئية والتكنولوجيات والسياسات)، [[عالم المعرفة (كتب)|سلسلة عالم المعرفة]]، الكويت، 1990.
# فتحي محمد مصيلحي، جغرافية الخدمات: الإطار النظري وتطبيقات عربية، دار الماجد للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الثانية 2007.
# فرحات محروس، ملوثات البيئة الداخلية للمباني وأغراض المباني المريضة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى 2001.
# ك. م. ستنك وآخرون، المعيشة في البيئة، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، الطبعة الأولى 1990.
# خلف الله حسن محمد اللبان، الصحة والبيئة في التخطيط الطبي، دار المعرفة الجامعية، [[الإسكندرية]]، الطبعة الأولى 1999.
# فاطمة علي عبد الهادي، النمو العشوائي: خصائصه وأثاره الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، معهد التخطيط القومي، القاهرة، 1997.
# لين سيمارسكي، أزمة المدن في العالم العربي، ترجمة: عبد الفتاح الصبحي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1988.
# ليلى محمود منتصر، الأضرار الصحية لتلوث البيئة، ـــــــــــ، بدون تاريخ.
# أميرة كمال محمد عنب، دور المشاركة الشعبية في تطوير المناطق العشوائية، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الدراسات والبحوث البيئية - [[جامعة عين شمس]]، 1998.
# أحمد خالد علام، تخطيط المدن، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1998.
# إيملي محمد حلمي حمادة، الجغرافيا المناخية، مطابع جامعة المنوفية، [[شبين الكوم]]، 2008.
# ترافس واجنر، البيئة من حولنا - دليل لفهم التلوث وأثاره، ترجمة محمد جابر، الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، القاهرة، 1988.
# عمر محمد الصادق سعود، الصناعة وتلوث البيئة في مدينة القاهرة، الجمعية الجغرافية المصرية، القاهرة، 1992.
# Rousseau, D. and Wasley, W., Healthy by Design: Building and Remodeling Solution for Creating Healthy Homes, 1999.
# Stamp (D.L), The Geography of life and Death, Cornell Unineversity Press, New Yourk, 1987.
{{نهاية المراجع}}

== وصلات خارجية ==
* [http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=7791 تهوية المنزل الجيدة تقيه من التلوثات التي يمكن أن تضر بالصحة والراحة.] باب دوت كوم.
* [https://web.archive.org/web/20160304202126/http://www.al-jazirah.com.sa/magazine/16032004/alanaiaalm68.htm أصول اختيار وسائل التهوية في المنزل.] مجلة الجزيرة.

{{تلوث}}
{{تهديدات بيئية}}
{{شريط بوابات|الفيزياء|علم البيئة|هندسة}}

{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=7125228 |تاريخ=18 يوليو 2011}}
{{تصنيف كومنز|Ventilation in architecture}}

[[تصنيف:أبنية مستدامة]]
[[تصنيف:تدفئة وتكييف]]
[[تصنيف:تهوية]]
[[تصنيف:جريان الموائع]]
[[تصنيف:هندسة بيئية]]
[[تصنيف:هندسة معمارية]]