عرض مصدر تاريخ اليمن الإسلامي

{{تاريخ اليمن}}
[[ملف:Map of expansion of Caliphate.svg|تصغير|240بك|يسار|منطقة [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلامية]] {{مؤشر لوني|#a1584e|الدولة الإسلامية في عهد النبي [[محمد]] 612-632.}} {{مؤشر لوني|#ef9070|في عهد [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، 635-680.}} {{مؤشر لوني|#fad07d| في عهد [[الدولة الأموية|الخلفاء الأمويين]]، 661-750.}}]]
''' تاريخ اليمن الإسلامي ''' هو التاريخ الذي يتناول الفترة من دخول الإسلام إلى [[اليمن]] في القرن السابع الميلادي وحتى نهاية دول [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلامية]]، حيث كانت اليمن قبل الإسلام خاضعة [[إعادة الاحتلال الساساني لليمن|للاحتلال الفارسي]]، بعد طردهم [[غزو الأحباش لليمن|للأحباش من اليمن]]، <ref name="مولد تلقائيا8">د. عدنان ترسيس، بلاد سبأ وحضارة العرب الأولى اليمن (العربية السعيدة)، لبنان، بيروت، دار الفكر المعاصر ط2 1990م ص46</ref> وشهدت اليمن خلال تلك الفترة صراعات ونزاعات قبلية <ref name="26sep.net"/>، واعتنقت [[قبائل اليمن|القبائل اليمانية]] الإسلام في القرن السابع الميلادي، بعد أن أرسل [[محمد|النبي محمد]] [[علي بن أبي طالب|عليا بن أبي طالب]] إلى [[صنعاء]]، فأسلمت [[همدان (قبيلة)|قبيلة همدان]] كلها في يوم واحد وسجد النبي شكراً لله لإسلامهم قائلاً: {{اقتباس مضمن|السلام على همدان، السلام على همدان}}.<ref name="ReferenceA">أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب المغازي ص 664 حاشية رقم واحد</ref><ref name="ReferenceB">معرفة السنن والآثار للبيهقي، كِتَابُ الصَّلاةِ باب سُجُودُ الشُّكْرِ رقم الحديث: 1125</ref>

وكان اليمن مستقراً في العصر النبوي، وشارك اليمنيون في [[حروب الردة|حروب الرّدّة]]، <ref name="North Africa 1977. Page 201"/> ولعبت [[قبائل اليمن|القبائل اليمانية]] دوراً مفصلياً خلال الفتوحات الإسلامية أيام [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، <ref name="تاريخ الطبري مج 1 ص 751"/> وفي [[معركة القادسية]] و[[الفتح الإسلامي لمصر|فتوحات مصر]] واستوطنت همدان في [[الجيزة (مدينة)|الجيزة]]، <ref name="فتوح مصر وأخبارها ص 145"/><ref name="مولد تلقائيا7">Encyclopedia of islam II, P. 933. Edited by P.J. Bearman, Th. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel and W.P. Heinrichs et al., Encyclopædia of Islam, 2nd Edition., 12 vols. with indexes and etc., Leiden: E. J. Brill, 1960–2005</ref> وكان [[السمح بن مالك الخولاني]] أحد القادة الذين حاولوا ضم [[فرنسا]]، وقتل في [[تولوز]] وأعقبه قائد يمني وهو [[عبد الرحمن الغافقي]] وقتل في [[معركة بلاط الشهداء]]، <ref name="مولد تلقائيا6">أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي والأندلسي ص294</ref> وغزا حميد بن معيوف الهمداني جزيرة [[كريت]] اليونانية واشترك اليمنيون في فتوحات [[النوبة]]، وكان الحميريون بقيادة صالح بن منصور الحميري من نشر الإسلام بين ال[[أمازيغ]] في [[جمهورية الريف|منطقة الريف المغربي]] وأقاموا [[إمارة نكور]] أو إمارة بني صالح.<ref name="region-tat.ma"/> وفي العصر الأموي، ولي [[الربيع بن زياد الحارثي|ربيع بن زياد الحارثي المذحجي]] [[خراسان الساسانية|خراسان]] وغزا [[قائمة الصحابة|يزيد بن شجرة الرهاوي المذحجي]] و[[عبد الله بن قيس الحارثي|عبد الله بن قيس التراغمي الكندي]] البحر وغزا [[معاوية بن حديج|معاوية بن خديج التُجيَّبي الكندي]] [[صقلية]] وكان أول عربي يغزوها <ref>I. Akram 1977. Page 201</ref><ref>1207</ref> وغزا [[معاوية بن حديج|بن حديج التُجيبي]] [[إفريقية|أفريقية]] ([[تونس]]) ثلاث مرات وغزا [[النوبة]].<ref name="abc2" /> وتولى إمارة [[مصر]] و[[برقة]].<ref>البداية والنهاية ج 8 - ص 61</ref>

استقلت اليمن عن الخلافة العباسية عام [[815]]، ودعمت الخلافة تأسيس [[زياديون|دولة بني زياد]] عام [[818]]، التي بسطت نفوذها من [[حلي (مدينة)|حلي بن يعقوب]] جنوب [[مكة]] مروراً ب[[مخلاف جرش]] «[[منطقة عسير|عسير]]» وحتى [[عدن]] واتخذوا من [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] عاصمة لهم. وقامت دولة [[بنو يعفر]] عام [[847]] في [[صنعاء]] وما جاورها من الأرياف و[[الجوف (محافظة)|الجوف]]، وما بين [[صعدة]] وحتى [[تعز]] <ref>H.C. Kay, Yaman 1892, p. 223-4</ref> وسقطت [[صعدة]] بيد الإمام [[يحيى بن الحسين]] عام [[898]]، <ref>Stanley Lane Poole 2006 p. 90</ref> وقامت دولة [[نجاحيون|بني نجاح]] عام [[1018]] على أنقاض دولة [[زياديون|بني زياد]] في [[تهامة]]، وحظوا بدعم مركز الخلافة في [[بغداد]].<ref name="مولد تلقائيا3">G. Rex Smith "Politische Geschichte des islamischen Jemen bis zur ersten türkischen Invasion", p. 138.</ref>

وأسس [[علي بن محمد الصليحي]] [[بنو صليح|الدولة الصليحية]] عام [[1040]] في المرتفعات وكان [[إسماعيلية|إسماعيلياً]]، <ref name="Mohammed Abdo Al-Sururi 1987 p. 31">Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 31</ref> وبحلول عام [[1062]]م كان حكم الصليحيين قد شمل [[إقليم اليمن|بلاد اليمن كاملة]]، وأتخذ من [[صنعاء]] عاصمة لدولته. وسيطر [[علي بن محمد الصليحي]] على [[مكة]] عام [[1063]].<ref name="Medieval Muslim Societies p. 92">Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 92 I.B.Tauris, 2005 ISBN 1-84511-091-9</ref> وتولت [[أروى بنت أحمد|الملكة أروى الصليحي]] عام [[1087]] حكم الدولة الصليحية، ونقلت العاصمة إلى مدينة [[جبلة (اليمن)|جبلة]] ب[[إب (محافظة)|محافظة إب]] وسط البلاد.<ref name="Steven C. Caton 2013 51">{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Steven C. Caton |عنوان=Yemen |سنة=2013 |ناشر=ABC-CLIO |ردمك=159884928X|صفحة=51}}</ref>

بعد موت [[سليمان بن عامر الزراحي|آخر سلاطين]] الصليحيين عام [[1138]]، استقلت المناطق بما فيها [[صنعاء]] و[[عدن]] و[[تهامة]]، وتمكن [[علي بن مهدي الحميري|علي بن مهدي الحِميَّري]] مؤسس دولة [[بني مهدي]] من السيطرة على تهامة وأراضي السليمانيين في [[جيزان]] وتعز و[[إب]]، فتحالف [[الدولة الزريعية|بنو زريع]] مع حكام [[صنعاء]] وتمكنوا من هزيمة المهديين، وسهّل وجود خمس سلالات متنازعة على طول الخطوط الدينية، دخول [[الدولة الأيوبية]] إلى اليمن عام [[1174]].<ref name="Mohammed Abdo Al-Sururi 1987 p. 303">Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 303</ref> فسيطروا على [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] و[[عدن]] و[[صنعاء]]، فواجه الأيوبيون مقاومة شديدة من ال[[زيدية]] وال[[إسماعيلية]] بالمرتفعات الشمالية.<ref name="Farhad Daftary 2007 p. 260">Farhad Daftary (2007). The Isma'ilis: Their History and Doctrines. Cambridge University Press. p. 260. ISBN 1-139-46578-3.</ref> واستطاع [[توران شاه]] توحيد أقاليم [[اليمن]] و[[الحجاز]] وأراد [[الدولة الأيوبية|الأيوبيّون]] السيطرة على طريق [[البحر الأحمر]] التجارية من اليمن ل[[ينبع]] إلى مصر، <ref name="Houtsma, Martijn Theodoor 1993">Houtsma, Martijn Theodoor; Wensinck, A.J. (1993), E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam, 1913-1936، BRILL,ISBN 90-04-09796-1, 9789004097964</ref> وبقيت [[صعدة]] عصية على الأيوبيّين، وخرج آخر سلاطين الأيوبيين المسعود من اليمن عام [[1228]] ووفقا لمصادر أخرى عام [[1223]].<ref name="Abdul Ali 1996 p. 84">Abdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 84. ISBN 81-7533-008-2.</ref><ref name="مولد تلقائيا2">بن حاتم '' السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن '' ص 176</ref>

تمكن الملك المنصور [[عمر بن رسول]]، <ref name="Abdul Ali 1996 p. 84"/> من تأسيس الدولة الرسولية، واستقلالها عن الأيوبيّين في [[مصر]]، وأمتد ملكه من [[ظفار (محافظة)|ظفار]] وحتى [[مكة]]<ref name="Abdul Ali 1996 p. 85">Abdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 85. ISBN 81-7533-008-2.</ref> وتمكن من توحيد البلاد من جديد وبقيت تعز عاصمته، <ref name="G. Rex Smith 1988 pp 26-44">G. Rex Smith (1988). The Rasulids in Dhofar in the VIIth–VIIIth/XIII–XIVth centuries. Journal of the Royal Asiatic Society (New Series), 120, pp 26-44</ref> وسعى الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، وتحولت تعز و[[زبيد (الحديدة)|زبيد]] في عهد الرسوليين إلى مراكز مهمة لدراسة [[شافعية|المذهب الشافعي]] على مستوى العالم، <ref name="David J Wasserstein 2013 p. 201">David J Wasserstein, Ami Ayalon (2013). Mamluks and Ottomans: Studies in Honour of Michael Winter. Routledge. p. 201. ISBN 1-136-57917-6.</ref> وشهدت [[عدن]] أحد أفضل عصورها خلال ملك الرسوليين.<ref name="Abdul Ali p.91">Abdul Ali ''Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' p.91</ref> وخلال هذه الفترة أصبح ال[[بن]] سلعة رابحة لليمن.<ref name="Steven C p.51">Steven C. Caton Yemen p.51 ABC-CLIO, 2013 ISBN 1-59884-928-X</ref> ويعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوط [[مملكة حمير|مملكة حِميَّر]].<ref name="Abdul Ali p.94">Abdul Ali ''Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' p.94</ref> واستطاع بنو طاهر إسقاط الدولة الرسولية.

وقامت [[الدولة الطاهرية (اليمن)|الدولة الطاهرية]] بعد سقوط الرسوليين، وكان بنو طاهر مشايخ محليين من منطقة [[رداع]] ب[[محافظة البيضاء (اليمن)|محافظة البيضاء]]، واستغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا على [[عدن]] و[[محافظة لحج|لحج]] وبحلول عام [[1454]] أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.<ref name="David J Wasserstein 2013 p. 201"/> وسيطر الطاهريون على معظم البلاد وبقيت مناطق الزيدية عصية عليهم إذ هُزم جيش الطاهريين أمام الإمام [[المطهر بن محمد]] عام [[1458]]، <ref name="Islam, III 1936">Encyklopädie des Islam, III, Leiden 1936, p. 1217</ref> فهم كانوا أضعف من احتواء ال[[زيدية]] أو الدفاع عن أنفسهم من الغزاة الأجانب.<ref name="Abdul Ali p.95">Abdul Ali ''Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' p.95</ref> وكان [[الدولة المملوكية|مماليك مصر]] يريدون ضم اليمن إلى [[مصر]] واحتل [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليون]] بقيادة [[ألفونسو دي ألبوكيرك]] جزيرة [[سقطرى]] عام [[1513]] وشنوا عدة هجمات فاشلة على [[عدن]] صدها الطاهريون.<ref name="Donald Quataert 1994 p. 320">Halil İnalcık, Donald Quataert (1994). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 320. ISBN 0-521-34315-1.</ref> وتمكنت قوات المماليك بالتعاون مع قوات قبلية موالية للإمام الزيدي [[يحيى شرف الدين|المتوكل يحيى شرف الدين]] من السيطرة على مناطق نفوذ الطاهريين عام [[1517]] ودحرهم من تعز ورداع و[[محافظة لحج|لحج]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] التي سقطت بيد المتوكل شرف الدين.<ref name="R.B. Serjeant 1983, p. 69">R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 69</ref>، بعد سقوط المماليك في مصر على يد العثمانيين، تحالف السلطان الطاهري [[عامر بن داوود]] مع البرتغاليين، فعزم العثمانيون السيطرة على اليمن لكسر الاحتكار البرتغالي لتجارة التوابل.<ref name="Donald Quataertn p.326">Halil İnalcık, Donald Quataertn ''An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914'' p.326 Cambridge University Press, 1994 ISBN 0-521-34315-1</ref> بالإضافة لقلقهم من سقوط اليمن بيد البرتغاليين وربما سقوط [[مكة]] بعدها.<ref name="Aḥmad Nahrawālī 2002 p. 2">Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī (2002). Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71. OI.B.Tauris. p. 2. ISBN 1-86064-836-3.</ref> وبقيت للطاهريين السيطرة على [[عدن]] حتى عام [[1539]] عندما سقطت بيد العثمانيين.

وواجه العثمانيون ثورات عديدة، حتى استطاع الإمام [[يحيى حميد الدين]] أن يعقد اتفاقية مع العثمانيين وينزع منهم اعترافا بسلطته على المرتفعات في 1911، ونال شمال اليمن استقلاله بخروج العثمانيون في [[1918]] وقيام [[المملكة المتوكلية اليمنية]].

ونالت أرض اليمن وشخوصها نصيباً كبيراً من القصص التي وردت في [[القرآن|القرآن الكريم]] ومنها: [[أصحاب الجنة]]، و[[قصة أصحاب الأخدود|أصحاب الأخدود]]، و[[إرم ذات العماد]]، والنبي [[سليمان]] و[[بلقيس|ملكة سبأ]]، و[[سد مأرب|السيل العرم]]، و[[ذو القرنين]]، والفيل و[[أبرهة الحبشي|أبرهة]] ومحاولة [[عام الفيل|هدم الكعبة]] وغيرها.

== اليمن قبل الإسلام ==
{{مفصلة|تاريخ اليمن القديم|مملكة حمير|مملكة سبأ|مملكة قتبان|مملكة معين|مملكة حضرموت}}

كانت بلاد اليمن متطورة تنعم بالاستقرار بمقاييس ذلك العصر، حيث أطلق عليها [[الإمبراطورية البيزنطية|الروم]] اسم [[العربية السعيدة]]. ولكنّ هذا الرخاء والازدهار في بلاد اليمن توقّف وبدأت حضارة [[مملكة سبأ]] في الاندثار بعد تصدع [[سد مأرب]]،<ref>أحمد بن محارب الظفيري، اليمن السعيد في التاريخ البعيد، صحيفة السياسية الكويتية بتاريخ 15/7/2010م</ref> والذي لم يعد يؤدي غرضه، وفاضت المياه على ما حوله من القرى والمدن والمزارع، واضطر السكان إلى الهجرة الداخلية والخارجية إلى البلدان القريبة والبعيدة، <ref>البداية والنهاية/الجزء الثاني/قصة سبأ</ref> وليس جميع [[مملكة سبأ|سبأ]] هاجروا بعد [[سد مأرب|سيل العرم]]، وتفرق أهل [[مأرب (مدينة)|مأرب]] في البلاد، وبقيت قبائل [[مذحج]]، و[[مملكة كندة|كندة]]، و[[أنمار]] (أبو [[خثعم]]، و[[بجيلة]]) و[[مملكة حمير|حمير]]، والأشعريون، في اليمن.<ref>البداية والنهاية - الجزء الثاني - فصل إقامة ست قبائل من سبأ في اليمن.</ref> ودخلت اليمن حقبة جديدة قوامها صراع الديانات الوافدة، في عهد [[مملكة حمير|الدولة الحميرية اليمنية]]، فغدت موضع تنافس بين دولة [[فرس (قوم)|الفرس]] «[[الإمبراطورية الساسانية|الساسانيين]]» ودولة الروم وعلى إثر هذا التنافس بين القوى الخارجية الطامعة، بدأت اليمن تعاني عدم الاستقرار.<ref name="مولد تلقائيا8" />

عمد الروم إلى إدخال الدين المسيحي إلى اليمن ليكون لهم نفوذ سياسي واقتصادي فيها، فأصبحت تجارتهم تسير بين الخليج العربي و[[البحر الأحمر]] مارة باليمن، كما انتشرت [[يهود اليمن|الديانة اليهودية]] على إثر لجوء اليهود الفارين من اضطهاد الرومان والذين دُمّر هيكلهم القديم في [[القدس]] سنة 70م، وعندما أشتد نفوذ اليهود في اليمن أظهروا روح الانتقام من النصارى اليمنيّين. وعندما رفضوا التحول إلى اليهودية قام الملك [[ذو نواس|ذو نواس الحميري]] اليهودي، بحفر [[قصة أصحاب الأخدود|أخدودٍ]] لهم وأشعل النيران فيهم.<ref>البداية والنهاية الجزء الثاني قصة أصحاب الأخدود</ref>

[[ملف:Kaaba Abraha 1942.jpg|تصغير|يمين|بقايا كعبة أبرهة الحبشي في [[صنعاء القديمة]]]]
أقدم [[أحباش (قوم)|الأحباش]] على غزو اليمن وسيطروا عليها سنة 533م بهدف القضاء على منافسه الفرس وإعادة السيطرة على الطرق التجارية، وتولى القائد «أرياط» الحكم بعد أن قضى على الملك [[ذو نواس|ذو نواس الحميري]]، وتولى الحكم من بعده [[أبرهة الحبشي]] عام [[535]]م والذي خرج عن [[مملكة أكسوم|الدولة الأكسومية]] في [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]] وأعلن نفسه ملكا على [[اليمن]] وانفرد بالحكم بها، وعمل على نشر الديانة المسيحية في [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]]، وعمد إلى بناء كعبة في [[صنعاء]] تسمى [[القليس]] ليحج العرب إليها بدلا عن [[مكة]]، وقام بغزو [[مكة]] عام [[570]]م، وخلفه ابنه [[أكسوم]].

قام بعد ذلك [[سيف بن ذي يزن]] الحميري وهو أحد أعيان وأشراف [[مملكة حمير|حِميَر]] بالاستنجاد بالفرس لإخراج الأحباش من اليمن، فقام [[ملوك فارس وإيران|كسرى]] [[كسرى الأول|أنوشروان]] وبعد أنْ تغلّب على خزر الشمال<ref>محمدي ملايري، ج1، ص424</ref> بإمداده بجيش مؤلف من حوالي ثمانمئة جندي <ref>حمزة الأصفهاني، ص52)</ref> من أسرى الدَّيْلم والمناطق المجاورة، بقيادة خُرزاد بن نرسي، أحد أمراء الديلم <ref>حمزة الأصفهاني، ص52: ابن بها فريدون بن ساسان بن بهمن بن اسفنديار</ref> الذي كان بمرتبة وَهْرِز (قائد لألف فارس) <ref name="مُجمل التواريخ، ص172">مُجمل التواريخ، ص172</ref>، تحرّك الجيش في أسطول بحري من ثمان سفن <ref>حمزة الأصفهاني، ص52</ref> من طريق دجلة باتجاه اليمن، غرقت اثنتان منها وبقيت ستّ وصلت إلى ميناء «مثوب» على ساحل حَضْرَموت، <ref>المسعودي، 1384–1385، ج2، ص81</ref><ref>المقدسي، ج3، ص190</ref><ref>محمدي الملّايري، ج1، ص419–420</ref><ref>كولسنيكوف، ص269</ref> واستطاع سيف بن ذي يزن بمساندة الفرس من جيوش وَهْرِز أن يطرد الأحباش الذين كانوا خاضعين لحكم الروم وتحت وصاية القيصر [[هرقل]].<ref>ابن هشام، ج1، ص91</ref><ref>نولدكه، ص345، 392</ref> وانتهى بذلك حكم الأحباش على اليمن والذي دام اثنين وسبعين عامًا.<ref>مُجمل التواريخ، ص171</ref>

خرجت بلاد اليمن من قبضة الأحباش، ودخلت في الحكم الفارسي في الفترة من ([[575]]م- إلى ظهور الإسلام) وظل اليمن يعيش حالة من التفتت السياسي والقبلي والديني والفكري، فكانت [[صنعاء]] والبلاد المجاورة لها تخضع للاستعمار الفارسي، وأصبح الفرس طبقة عرفت بـ«الأبناء»، أما المناطق اليمنية التي لم يمتد إليها الحكم الفارسي فكانت تعيش حالة من الصراعات والنزاعات القبلية، حتى ظهور ال[[الإسلام|إسلام]].<ref name="26sep.net">[http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic&sid=37254 د. محمد أحمد الكامل، المسار التاريخي للوحدة اليمنية من صدر الإسلام وحتى دولة بني رسول، صحيفة 26 سبتمبر العدد (1371) الصادر بتاريخ 13اكتوبر 2010 ص24] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305202609/http://26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic&sid=37254 |date=05 مارس 2016}}</ref> فقد كان اهتمام الفرس في [[صنعاء]] يقتصر على جني الثروات، وتُركت القبائل في المناطق البعيدة في حالة صراعات، حيث انصب اهتمام زعمائها على قيادة الحروب ضد بعضها البعض، وأدّت تلك الحقبة من تاريخ اليمن إلى جعل الإنسان اليمني يعيش حالة من البؤس وال[[فقر]]، حتى ضاقت البلاد بأهلها، فهاجر من استطاع، إلى البلدان المجاورة والبعيدة، بحثا عن حياة معيشية مستقرة أفضل.

== عصر صدر الإسلام ==
=== عصر النبوة ===
[[ملف:big.jame3.jpg|تصغير|260بك|[[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير]] ب[[صنعاء]] أحد أقدم المساجد الإسلامية.]]
اعتنقت [[قبائل اليمن|القبائل اليمانية]] الإسلام في القرن السابع الميلادي، بعد أن أرسل [[محمد|النبي محمد]] [[علي بن أبي طالب]] إلى [[صنعاء]]، فأسلمت [[همدان (قبيلة)|قبيلة همدان]] كلها في يوم واحد وسجد النبي شكراً لله لإسلامهم قائلاً: {{اقتباس مضمن|السلام على همدان، السلام على همدان.}}<ref name="ReferenceA"/><ref name="ReferenceB"/>

وبني [[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير بصنعاء]] على أحد البساتين على مقربة من [[قصر غمدان]]، السبئي القديم الذي كان مقراً لزعماء [[همدان (قبيلة)|قبيلة همدان]] فترة الحرب الأهلية الطويلة بين [[مملكة سبأ]] و[[مملكة حمير]]، <ref>Albert Jamme. Inscription from Mahram Bilqis p.60</ref> ولا زالت بعض أبوابه وأعمدته تحوي كتابات ب[[خط المسند]].<ref>[https://www.aljazeera.net/news/pages/8510aa22-5138-40de-8f40-35e90bd22fd9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9 الكبير بصنعاء أول مسجد باليمن، الجزيرة نت تاريخ الولوج 14 يناير 2013] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200522043509/https://www.aljazeera.net/news/pages/8510aa22-5138-40de-8f40-35e90bd22fd9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9 |date=22 مايو 2020}}</ref>

وأسلمت [[مملكة حمير|حمير]] وأرسل الحِميريون رسولاً يدعى مالك بن مرارة الرهاوي إلى النبي يبلغونه بإسلامهم، فأرسل إليهم كتاباً يخبرهم فيه بدفع الصدقات إلى [[معاذ بن جبل]] ومالك بن مرارة، <ref name="وإنقسم اسد الغابة ج 8 ص 90">وإنقسم اسد الغابة ج 8 ص 90</ref> و[[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] التي وفد كبير الأقيال فيها [[وائل بن حجر]]، ودعى له النبي وقال: {{اقتباس مضمن|اللهم بارك في وائل وولده.}} <ref>
{{استشهاد ويب 
| عنوان =كتاب "أسد الغابة" - حرف الواو 
| مسار = http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=561477&bk_no=1591&startno=23 
| تاريخ الوصول = 2015-03-23 
 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160305010651/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=561477&bk_no=1591&startno=23 | تاريخ أرشيف = 5 مارس 2016 }}

</ref> واستعمله على الأقيال من حضرموت، وأرسل معه [[معاوية بن أبي سفيان]]. وكان النبي محمد قد بشر أصحابه بقدومه وقال:<ref>
{{استشهاد ويب 
| عنوان = الكتب - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - كتاب البيوع - باب إحياء الموات والشرب- الجزء رقم5 
| مسار = https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=5979&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=79&ayano=0&surano=0&bookhad=0 
| تاريخ الوصول = 2015-03-23 
 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160305013620/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=5979 | تاريخ أرشيف = 5 مارس 2016 }}
</ref>
{{اقتباس خاص|يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة، من حضرموت، طائعاً راغباً في الله عز وجل وفي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك.}}

وكان [[باذان بن ساسان|باذان]] والي ال[[فرس (قوم)|فرس]] على [[اليمن]]، قد أسلم بعد أن تحققت لديه نبوءة النبي محمد بوفاة [[كسرى الثاني|كسرى]]. وقد ثبّته النبي محمد في منصبه حتى وفاته عام [[10 هـ]]، فقسّم النبي ولايته، فجعل ابنه شهر بن باذان على [[صنعاء]] وبعض [[الصحابة|أصحابه]] على باقي مناطق اليمن.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-2400 المكتبة الشاملة - البداية والنهاية لابن كثير طبعة إحياء التراث ج6 ص338] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170921135911/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=21 سبتمبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

وقدم أحد زعماء [[مذحج]] وهو [[فروة بن المسيك المرادي]] على [[محمد|النبي محمد]]، وأعلن إسلامه واستعمله النبي على صدقات قومه، وأرسل معه [[خالد بن سعيد|خالد بن سعيد بن العاص]].<ref name="أسد الغابة ج 4 ص 343">أسد الغابة ج 4 ص 343</ref> ووفد [[الأشعث بن قيس|الأشعث بن قيس الكندي]] و[[عمرو بن معديكرب|عمرو بن معديكرب الزبيدي]] على النبي، ووفد قبلهم [[بنو تجيب|بنو تُجيَّب]] من [[مملكة كندة|كندة]] في السنة التاسعة من الهجرة، ووفد [[حجر بن عدي|حجر بن عدي الكندي]] صغيراً على النبي مع أخيه هانئ، <ref name="alolmaa.wordpress.com">[https://alolmaa.wordpress.com/16-1/ ''حجر بن عدي الكندي'' أعلام الشيعة الإمامية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171214125123/https://alolmaa.wordpress.com/16-1/ |date=14 ديسمبر 2017}}</ref> ووفدت [[خولان]] و[[نهد (قبيلة)|قبائل نهد]] والنخع، من [[مذحج]] و[[الأشاعرة (قبيلة)|الأشاعرة]] قوم [[أبو موسى الأشعري]]، الذين كانوا يرتجزون قبيل قدومهم:«غدا نلتقي الأحبة محمد وحزبه»، فقال النبي محمد فيهم:<ref>شمس الدين أبي عبد الله بن القيم الجوزية ، '' زاد المعاد '' ص 541</ref> <ref group="ملاحظة">
قال [[ابن تيمية]] بخصوص ذلك:
{{اقتباس مضمن|فقوله يبين مقصود الحديث فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه الذين قال فيهم: "من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه". وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية سئل  النبي عن هؤلاء فذكر أنهم قوم [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]]. وجاءت الأحاديث الصحيحة مثل قوله أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يماني والحكمة يمانية. وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة وفتحوا الأمصار فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات ومن خصص ذلك [[أويس القرني المرادي|بأويس]] (يقصد [[أويس القرني المرادي]]) فقد أبعد.}}
</ref>
{{اقتباس خاص|جاءكم أهل اليمن هم أرق افئده وأليَن قلوبا ،الإيمان يمان والحكمة يمانية.|20بك|20بك|}}
وبعد حجة الوداع قسم النبي [[محمد]] اليمن إلى مخلافين كبيرين، وأرسل [[معاذ بن جبل]] على المخلاف الأعلى ونزل في عاصمته [[تعز]] ويشتمل المخلاف على [[نجران]] وصعدة وصنعاء و[[مخلاف الجند]] وحتى [[عدن]]، وأرسل [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] على المخلاف الأسفل ويشتمل على [[تهامة]] اليمن من [[جيزان]] شمالاً وحتى [[عدن]] جنوباً. وأوصاهم النبي قائلاً:<ref name="سيرة بن هشام ص 591">سيرة بن هشام ص 591</ref> {{اقتباس خاص|يسر ولا تعسر، وبشر ولا تنفر، وإنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب، يسألونك ما مفتاح الجنة؛ فقل: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.|20بك|20بك|وصية النبي محمد لمعاذ بن جبل قبل بعثه إلى اليمن.}}
وفي آخر عهد النبي محمد، خرج عبهلة بن كعب بن غوث العنسي [[مذحج|المذحجي]] المعروف بذي الخمار [[الأسود العنسي]] <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-887 المكتبة الشاملة - الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري ج2 ص196] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305011311/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-887 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> على عمّال النبي محمد في اليمن، فجمع 700 مقاتل وهاجم بها [[نجران]] فانتزعها، ثم سار إلى [[صنعاء]] فقاتله شهر بن باذان، فهزمه الأسود وقُتل شهر. فاضطربت الأمور في اليمن، ودانت له من [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] إلى [[الطائف]] إلى البحرين و[[محافظة الأحساء|الأحساء]] إلى [[عدن]]،<ref name="الكامل197">[https://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-888 المكتبة الشاملة - الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري ج2 ص197] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150402133208/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-888 |date=02 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وطرد [[معاذ بن جبل]] و[[أبو موسى الأشعري]]، <ref name="ReferenceC">الكامل في التاريخ - ذكر أخبار الأسود العنسي باليمن عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير</ref> وعين العنسي أمراء تابعين له كانوا معاوية ابن قيس ويزيد بن محرم الحارثي ويزيد بن الأفكل الأزدي وقيس بن عبد يغوث.
[[ملف:ArabianpeninsulaAL.PNG|تصغير|يسار|توفي النبي [[محمد]] عام [[632]] بعد أن وحد شبه الجزيرة العربية تحت حكم المسلمين.]]
وأرسل النبي محمد [[قائمة الصحابة|وبر بن يحنس الدليمي]] إلى مسلمي اليمن يأمرهم بقتال [[الأسود العنسي|العنسي]]، وتولى [[معاذ بن جبل]] الدعوة لذلك، فاجتمع له عدد من مسلمي اليمن، ونجحوا في الاتصال بقيس بن عبد يغوث قائد جند العنسي الذي وقع الخلاف بينه وبين العنسي. وكذا اتصلوا بفيروز وداذويه، وكانا أيضًا على خلاف مع الأسود، واتفقوا على قتل الأسود.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-2401 المكتبة الشاملة - البداية والنهاية لابن كثير طبعة إحياء التراث ج6 ص339] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170921135911/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=21 سبتمبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وأرسلوا إلى آزاد زوجة العنسي يطلبوا معونتها، فوافقتهم<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-2402 المكتبة الشاملة - البداية والنهاية لابن كثير طبعة إحياء التراث ج6 ص340] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170921135911/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=21 سبتمبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وأعلمتهم بمحل يكون فيه بلا حراسة، ويسّرت لهم السلاح والسُرُج. واتفقوا على موعد تمكن فيه فيروز من قتل الأسود بمعاونة صاحبيه، واحتزوا رأسه، ثم جمعوا الناس وألقوا الرأس بينهم، فانهزم أصحاب عبهلة ونجح عدد من الفرسان من أتباع العنسي في الفرار، وظلوا يترددون بين [[نجران]] و[[صنعاء]] لا يأوون إلى أحد.<ref name="الكامل227">[https://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-918 المكتبة الشاملة - الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري ج2 ص227] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304230748/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-918 |date=04 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وكان مقتل الأسود العنسي قبل وفاة النبي محمد بأيام، وقد وصل الخبر المدينة في آخر ربيع الأول في خلافة أبي بكر.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1502#page-1514 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3 ص240] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150402132411/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1502 |date=02 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

عند وفاة النبيِّ مُحمَّد، كان [[زياد بن لبيد|زياد بن لُبيد]] عاملاً له على حضرموت،<ref name="العمال">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=124771 إسلام ويب - كتاب أنساب الأشراف للبلاذري - أسماء عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305023001/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=124771 |date=05 مارس 2016}}</ref> و[[عكاشة بن محصن|عُكاشة بن مُحصن]] على بني السكاسك والسُكون،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري - ذكر ردة حضرموت ج3 - ص330] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133509/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> والمُهاجر بن أبي أميَّة على [[مملكة كندة|كِندة]]،<ref name="العمال" /> غير أنَّ المُهاجر قد ألم به مرض حال دون خروجه إلى كنِدة، فتولَّاها زياد بن لُبيد إلى أن خرج المُهاجر بلوائه إلى قِتال المُرتدين في اليمن.<ref name="shamela.ws">[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603#page-1604 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري - ذكر ردة حضرموت ج3 - ص331] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133509/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

=== عصر الخلافة الراشدة ===
{{مفصلة|الخلافة الراشدة|حروب الردة}}
[[ملف:Sana'a1 Stanford '07 recto.jpg|تصغير|220بك|يسار|ورقة من [[مخطوطات صنعاء]]، النص العلوي يغطي الآيات 265-271 من [[سورة البقرة]]، التي اكتشفت في [[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير]] ب[[صنعاء القديمة]] عام [[1972]]، وتعود للعصور الأولى للإسلام ويُعتقد أنها كتبت بخط [[علي بن أبي طالب]]، <ref name="مولد تلقائيا1">Geoffrey Roper (ed.), World Survey Of Islamic Manuscripts, 1992, Volume III, Al-Furqan Islamic Heritage Foundation: London, p.p. 664-667.</ref> وأرجح تحليل الكربون الإشعاعي تاريخ الرق الأثري إلى 671 ميلادية بدقة 99%.{{sfn|Sadeghi|2010|p=353}}]]
قسم [[الخلفاء الراشدون]] بلاد [[اليمن]] إلى أربع مخاليف هي [[مخلاف صنعاء]] (يشمل نجران <ref>السيف والسياسة -صالح الورداني ص 132</ref>) و[[مخلاف الجند]] (وسط اليمن) ومخلاف [[تهامة]] (يشمل [[مخلاف جرش]]) و[[مخلاف حضرموت]] وكان عهدهم مستقراً في اليمن، وعين لكل مخلاف وال خاص إلا أن الوالي العام كان مقره [[صنعاء]] فله الولاية العامة على [[اليمن]] كلها، وعين [[أبو بكر الصديق]] [[المهاجر بن أبي أمية]] والياً عاماً، وفي عهد عمر و[[عثمان بن عفان|عثمان]] كان [[يعلى بن أمية]] وفي عهد علي كان [[عبد الله بن عباس|عبد الله بن العباس]] آخر الولاة العامين على [[اليمن]] خلال عهد [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]. ولا يعرف الكثير عن أحداث هذه الفترة في اليمن وحتى أواخر القرن التاسع الميلادي، ولكن المصادر التاريخية حافلة باليمنيين أنفسهم الذين اشتركوا في [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]]، وأرسل [[أبو بكر الصديق]] [[أنس بن مالك]] إلى اليمن يدعوهم للقتال في [[بلاد الشام|الشام]]، <ref>عبد الرحمن بن خلدون، المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذو الشأن الأكبر. ج 2 ص 514</ref> وأرسل [[أنس بن مالك]] كتابا إلى أبي بكر يخبره باستجابة أهل اليمن وقدم [[ذو الكلاع الحميري|ذي الكلاع الحميري]] ومعه بضعة آلاف من قومه.<ref>فتوح الشام الواقدي ج 1 ص 6</ref> وقام [[عمر بن الخطاب]] خلال فترة تولِّيه الخلافة بتوحيد [[اليمن]] تحت حكم والٍ واحد، <ref name="دعوة الحق">[http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/5346 النظام الإداري والإقليمي في صدر الإسلام]{{وصلة مكسورة}}. مجلة دعوة الحق، العدد 206. [[وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب)|وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية]]. تاريخ الولوج 18-07-2013. {{استشهاد ويب |مسار=http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/5346 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=22 مايو 2020 |تاريخ أرشيف=22 مايو 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200522043431/http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/5346 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> وكانت تُقسَّم أحياناً إلى ولايتين فيتبع قسمٌ منها [[صنعاء]] والآخر [[مخلاف الجند|الجند]]، وأحياناً أخرى تُوحَّد ضمن ولاية واحدة.<ref name="دعوة الحق" />

كانت حروب الردة خِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 11 و12هـ أهم ما قام به أبو بكر بعد توليه الخلافة، أرسل أبو بكر [[عمرو بن العاص]] إلى [[قضاعة (قبيلة)|قضاعة]] و[[وديعة]] و[[بنو الحارث (توضيح)|الحارث]] في شمال [[الحجاز]]، و[[شرحبيل بن حسنة]] في أثر عكرمة بن أبي جهل لمُحاربة مُسيلمة الكذَاب في اليمامة، وأمره إذا فرغ من اليمامة أن يلحق بعمرو بن العاص إلى قضاعة. كما أرسل [[المهاجر بن أبي أمية|المُهاجر بن أبي أُميَّة]] لمُحاربة جنود الأسود العنسي في [[اليمن]]، ومساعدة الأبناء ضد [[قيس بن المكشوح المرادي|قيس بن مكشوح]] ومن تبعه من أهل اليمن، فإذا فرغ يتوجَّه إلى [[مملكة كندة|كِندة]] [[حضرموت (محافظة)|بحضرموت]]. أيضًا بعث [[خالد بن سعيد|بخالد بن سعيد بن العاص]] إلى الحمقتين من مشارف الشام،<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير=الطبري |الأول=أبو جعفر محمد بن جُرير |مؤلف-وصلة=الطبري |عنوان=[[تاريخ الطبري|تاريخ الرُسل والمُلوك]]، جـ 3 |سنة=[[1960]]|ناشر=[[دار المعارف]]، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم |مكان=[[القاهرة]]-[[مصر]] |صفحة=249}}</ref> و[[عرفجة بن هرثمة البارقي|عرفجة بن هرثمة]] إلى مهرة، على أن يلحق أولًا بحُذيفة بن محصن بعُمان الذي أمره بدوره أن يلحق بحُذيفة إن فرغ قبله، وطريفة بن حاجز إلى [[بنو سليم|بني سُليم]] ومن معهم من [[هوازن|هوزان]]، وسويد بن مقرن إلى [[تهامة]] اليمن، و[[العلاء بن الحضرمي]] إلى [[إقليم البحرين|البحرين]] لمُحاربة من ارتدَّ بها من [[ربيعة (قبيلة)|ربيعة]]. ويُضيف [[البلاذري]] أميرًا آخر هو يُعلى بن مُنبِّه، حليف [[نوفل بن عبد مناف|نوفل بن عبد مُناف]]، إلى [[خولان]] باليمن.<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير=البلاذري |الأول=أبو العبَّاس أحمد بن يحيى بن جابر |مؤلف-وصلة=البلاذري |عنوان=[[فتوح البلدان]]|سنة=[[1991]] |ناشر=دار الكتب العلميَّة، تحقيق رضوان محمَّد رضوان |مكان=بيروت-لبنان |صفحة=109}}</ref> وأوصى أبو بكر قادة جيوشه بالحيطة والحذر ممن قد يندس بينهم، وعدم مُقاتلة من يُجيبهم إلى الإسلام، والرفق واللين بجند المُسلمين.<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير=حميد الله |الأول=محمد|عنوان=مجموعة الوثائق السياسيَّة للعهد النبويّ والخِلافة الراشدة |طبعة=4 |سنة=1983 |ناشر=دار النفائس |مكان=بيروت-لبنان|صفحة=340-341}}</ref>
[[ملف:Mohammad adil-Riddah wars.ar.png|تصغير|220بك|خارطة تُظهرُ أبرز المعارك التي وقعت أثناء حُرُوب الرَّدة بين المُسلمين والقبائل العربيَّة المُرتدَّة عن الإسلام ومعهم مُدعي النُبوَّة.]]
بالرغم من وفاة [[الأسود العنسي]]، إلا أن أمور اليمن اضطربت من جديد. فقد طمع [[قيس بن المكشوح المرادي|قيس بن مكشوح]] المرادي في مُلك [[اليمن]]، فارتد عن الإسلام، ثم أعد قيس مكيدة لفيروز وداذويه، فقتل داذويه وفر فيروز إلى جبال [[خولان]].<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-919 المكتبة الشاملة - الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري ج2 ص228] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305010951/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-919 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وجمع جيشًا قاتل به قيس ابن مكشوح، وهزمه وأُسره وحليفه [[عمرو بن معديكرب]].<ref name="البداية364" /> أمر الخليفة أبو بكر [[المهاجر بن أبي أمية|المُهاجر بن أبي أُميَّة]] و[[عكرمة بن أبي جهل|عكرمة]] بالتوجه إلى [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] لقتال المرتدين،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-920 المكتبة الشاملة - الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري ج2 ص229] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150402133725/http://shamela.ws/browse.php/book-21712/page-920 |date=02 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فسار المُهاجر من صنعاء، وسار عِكرمة من [[أبين (محافظة)|أبين]]، والتقيا في [[مأرب (مدينة)|مأرب]] وعبرا صحراء صهيد يُريدان حضرموت.<ref name="shamela.ws"/> والتقى الفريقان في [[محجر الزرقان]]، واقتتلا فانهزمت [[مملكة كندة|كندة]]، <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603#page-1608 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري - ذكر ردة حضرموت ج3 - ص335] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133509/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> فسلّم فيروز أسيريه إلى المهاجر فأرسلهما إلى المدينة، فعنّفهما أبو بكر ثم عفا عنهما بعد اعتذارهما، وبذلك استقر الوضع لصالح المسلمين في [[اليمن]].<ref name="البداية364">[https://shamela.ws/browse.php/book-8376#page-2426 المكتبة الشاملة - البداية والنهاية لابن كثير طبعة إحياء التراث ج6 ص364] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170921135911/http://shamela.ws/browse.php/book-8376 |date=21 سبتمبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وولّى أبو بكر المُهاجر وعكرمة على اليمن، وعُبيدة بن سعد على السكاسك وكِندة، وأقر زياد بن لُبيد على حضرموت.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603#page-1614 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري - ذكر ردة حضرموت ج3 - ص341] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305133509/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1603 |date=05 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وعمل المهاجر على مطاردة جيوب المرتدين في اليمن حتى تمكّن منهم.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1586#page-1603 المكتبة الشاملة - تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3 ص330] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304205648/http://shamela.ws/browse.php/book-9783/page-1586 |date=04 مارس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

تمكَّن القادة العسكريّون المسلمون من القضاء على حركة المُرتدين في كامل أنحاء [[شبه الجزيرة العربية]]، وقتلوا عددًا من مُدعي النبوَّة فيما تاب عددٌ آخر، <ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير=البلاذري |الأول=أبو العبَّاس أحمد بن يحيى بن جابر |مؤلف-وصلة=البلاذري |عنوان=[[فتوح البلدان]]، جـ 1|سنة=[[1991]] |ناشر=دار الكتب العلميَّة، تحقيق رضوان محمَّد رضوان |مكان=بيروت-لبنان |صفحة=115}}</ref> وأخذت حركات الردَّة الأخرى تتساقط الواحدة تلو الأخرى، حتى انتهت كليًّا، وأخذ أبو بكر يستعد لمواجهة الروم والفرس في الشام و[[العراق]] بعد أن أعاد توحيد العرب تحت راية الإسلام.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد بن جرير الطبري|الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير]]|مؤلف2= تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم|عنوان= [[تاريخ الطبري|تاريخ الرُسل والمُلوك]]، الجُزء الثالث|طبعة= الثانية|صفحة= 335|سنة= [[1387 هـ|1387هـ]] - [[1967]]م|ناشر= [[دار المعارف]]|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref>

لعبت [[قبائل اليمن|القبائل اليمانية]] دوراً مفصلياً خلال الفتوحات الإسلامية أيام [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]]، عندما خرج [[سعد بن أبي وقاص]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] قاصداً [[العراق]] على رأس أربعة آلاف مقاتل، ثلاثة آلاف منهم كان من اليمن.<ref name="تاريخ الطبري مج 1 ص 751">تاريخ الطبري مج 1 ص 751</ref> وكان عدد مقاتلي [[مذحج]] في [[معركة القادسية]] في السنة 15 هجرية ألفين وثلاثمائة مقاتل من أصل عشرة آلاف <ref name="abc2">المصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج 8 ص 15</ref><ref name="abc3">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 1 - الصفحة 159</ref> قائدهم [[مالك بن الحارث الأشتر|مالك بن الحارث الأشتر النخعي]]، وشاركت [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] بسبعمائة مقاتل، <ref>أهل اليمن في صدر الإسلام الحديثي، عبد اللطيف ص 110</ref> وكان [[عمرو بن معديكرب|عمرو بن معديكرب الزبيدي]] على ميمنة [[سعد بن أبي وقاص]] في تلك المعركة، <ref name="abc2" /><ref name="abc3" /> واشتركت [[المعافر]] و[[خولان]] و[[قبيلة عك|عك]] و[[الأشاعرة (قبيلة)|الأشاعرة]] و[[بنو تجيب|تُجيَّب]] و[[همدان (قبيلة)|همدان]] في [[الفتح الإسلامي لمصر]] (20-33 هـ) و[[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]] و[[الفتح الإسلامي للأندلس|فتح الأندلس]] [[92 هـ]]، واستوطنت [[همدان (قبيلة)|همدان]] و[[حمير (قبيلة)|حِميَّر]] في [[الجيزة (مدينة)|الجيزة]]<ref>Butler,Alfred J.''The Arab Conquest Of Egypt (1902)'' p.431</ref> فقد أشرف على تخطيط [[الفسطاط]] أربعة هم [[معاوية بن حديج|معاوية بن خديج التُجيَّبي]] وشريك بن سمي الغطيفي من مراد [[مذحج]] وعمرو بن قحزم الخولاني وحيويل بن ناشرة المعافري، وجل القبائل القاطنة في [[الفسطاط]] كانت يمانية.<ref>Lapidus, Ira M. (1988). A History of Islamic Societies. Cambridge University Press p.52</ref> وخلال [[الدولة الأموية|دولة الأمويين]] انقسموا بين الفريقين [[علي بن أبي طالب]] و[[معاوية بن أبي سفيان]] فكانت [[همدان (قبيلة)|همدان]] بجانب [[علي بن أبي طالب|علي]] في كل معاركه في [[معركة صفين|صفين]] و[[موقعة الجمل|الجمل]] ومع ابنه [[الحسين بن علي]] في [[معركة كربلاء|كربلاء]] <ref>التاريخ الكبير، للبخاريّ / ج 3</ref><ref>تاريخ الطبري مج 1 ص 1081</ref><ref>تاريخ الطبري مج 1 ص 1087</ref> وكذا غالب [[مذحج]]، أما [[مملكة كندة|كندة]] فكانت أحد أهم القبائل التي اتكل عليها الأمويون إذ كانت [[مملكة كندة|كندة]] من أهم ركائز جند [[فلسطين]] وجند [[حمص]]، وإن كان أفراد منهم متشيعين مثل [[حجر بن عدي]].<ref>Strange, Guy (1890), Palestine Under the Moslems: A Description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 t 1500, Committee of the Palestine Exploration Fund, London p.25</ref> وكان [[معاوية بن حديج]] هو من وفد على [[عمر بن الخطاب]] بفتح الإسكندرية، وأول قائد مسلم يهاجم [[صقلية]]، <ref name="North Africa 1977. Page 201">he Muslim conquest of Egypt and North Africa. Ferozsons, 1977. Page 201</ref> وهو من [[بنو تجيب]] إحدى قبائل [[مملكة كندة|كندة]]، وكان خارجياً أصلا فاستماله [[معاوية بن أبي سفيان]]، فبعد أن استتبت الأمور للأمويين أخذوا بإغداق الأموال والمناصب على رؤوس القبائل لاستمالتهم، فمعاوية بن خديج ابن عم كنانة بن بشر أحد قتلة [[عثمان بن عفان]]، <ref>حاديث أم المؤمنين عائشة مرتضى العسكري ج 1 ص 322</ref> وتولى بن خديج التُجيّبي ولاية [[برقة]] ثم تولى ولاية [[مصر]] إلى أن توفي، وهو [[محمد بن أبي بكر]]، وكان على رأس «كرديس» من الكراديس في [[معركة اليرموك]] ومعه وحوشب ذي ظليم وشرحبيل بن السمط.<ref>ابن الأثير الجزري.''أسد الغابة في معرفة الصحابة'' ج 3 ص 25</ref><ref>تاريخ الطبري ج 2 ص 594</ref>
[[ملف:Steuben - Bataille de Poitiers.png|تصغير|يمين|290px|[[معركة بلاط الشهداء]] بريشة الفرنسي شارل دي شتويبن]]
أما [[مذحج]] فقد كان عدد أحد قبائلها في [[معركة القادسية]] حوالي ألفين وثلاثمائة مقاتل من تعداد الجيش البالغ عشرة آلاف مقاتل، وقد أرسلهم [[عمر بن الخطاب]] إلى العراق حيث كان قائدهم [[مالك بن الحارث الأشتر|مالك بن الأشتر النخعي]] على ما أورد [[أبو بكر بن أبي شيبة|ابن أبي شيبة]] في [[مصنف ابن أبي شيبة|مصنفه]]، <ref name="abc4" /> والنخع أحد قبائل مذحج، وجاء في [[مصنف ابن أبي شيبة]]، أنهم قدموا من [[اليمن]] إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] فتفحصهم بن الخطاب وقال :«إني أرى الشرف فيكم متربعا فسيروا إلى العراق» فقالوا : «بل، نسير إلى الشام» فأصر عمر على مسيرهم للعراق وكان ل[[عمرو بن معديكرب]] بلاء كبير في المعركة وهو مذحجي.<ref>المصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج 8 ص 9-15</ref> وكان مالك الأشتر فاتح عاصمة [[بلاد الرافدين]] [[آمد]] والمدينة التركية [[ميافارقين]]، وولي على [[مصر]] في خلافة [[علي بن أبي طالب]].<ref>ابن الأعثم الكوفي، '' كتاب الفتوح '' ج 1 ص 259</ref>

وكان ل[[خولان]] دورٌ كبيرٌ في [[الفتح الإسلامي لمصر|فتوحات مصر]]، واستوطنت [[همدان (قبيلة)|قبيلة همدان]] في [[الجيزة (مدينة)|الجيزة]]، ويبدو أنهم أصروا على ذلك، <ref name="فتوح مصر وأخبارها ص 145">فتوح مصر وأخبارها ص 145</ref><ref name="مولد تلقائيا7" /> وكان [[السمح بن مالك الخولاني]] أحد القادة الذين حاولوا ضم [[فرنسا]] دون جدوى وقتل في [[تولوز]] وأعقبه قائد يمني وهو [[عبد الرحمن الغافقي]] الذي قتل في [[معركة بلاط الشهداء]] بقيادة الفرنسي [[شارل مارتيل]] وبقيت فرنسا عصية على المسلمين، <ref name="مولد تلقائيا6" /> وقامت القبائل بتخطيط [[الفسطاط]] في مصر وتوزيع المساكن على أساس قبلي، فكان لكل قبيلة خطة وجلهم قبائل يمانية، <ref>Petersen, Andrew (1999). Dictionary of Islamic Architecture. London; New York: Routledge. p.91 ISBN 0-415-21332-0.</ref> وكان اليمنيون في مصر وشمال أفريقيا أكبر مجموعة قبيلة في العصور الأولى لاستيطان العرب في تلك المناطق ، <ref>Lapidus, p. 52. Lapidus, Ira M. (1988). Cambridge University Press. ed. A History of Islamic Societies. ISBN 0-521-22552-3.</ref> ولكن هذا لا يعني أنهم لم يتواجدوا في مناطق أخرى، فجل عرب الشام أيام الخلافات كانوا من اليمن عكس من استوطن العراق، <ref>'' جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ''، ج 3 ص 487</ref> وبالذات في [[حمص]] و[[البلقاء (محافظة)|البلقاء]] وغيرها من قبائل همدان وكندة.<ref>عمر كحالة، معجم قبائل العرب ج 3 ص 999</ref><ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة ج 2 ص 92</ref>

وقد ذُكر أن [[قبائل اليمن|القبائل اليمنية]] كانت أخبر بمعارك البحر من غيرها، <ref>'' المعاني الكبير ''، أبو محمد بن قتيبة الدينوري ج 2 ص 941</ref> وكان يزيد بن علقمة الغطيفي المرادي من أنقذ سفينة [[عبد الله بن سعد بن أبي السرح|عبد الله بن أبي السرح]] من غرق محقق في [[معركة ذات الصواري]]، <ref>أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله عبد الحكم بن أعين القرشي المصري، ''فتوح مصر وأخبارها'' دار الفكر - بيروت ص 323</ref> وغزى حميد بن معيوف الهمداني جزيرة [[كريت]] اليونانية واشترك اليمنيون في فتوحات [[النوبة]] وعانوا فيها كثيراَ، حتى أن معاوية بن خديج فقد عينه فيها وقال أحد الحِميريين أن أهل النوبة أمهر الناس في الرماية وإصابة العيون، <ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج 1 ص 279 و280</ref> وكان الحميريون بقيادة صالح بن منصور الحميري من نشر الإسلام بين ال[[أمازيغ]] في [[جمهورية الريف|منطقة الريف المغربي]] وأقاموا [[إمارة نكور]] أو إمارة بني صالح.<ref name="region-tat.ma">[http://www.region-tat.ma/index.php?news=313"الريف قبل الحماية" للأستاذ عبد الرحمان الطيبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150924085642/http://www.region-tat.ma/index.php?news=313 |date=24 سبتمبر 2015}}</ref>

== العصر الأموي ==
{{مفصلة|اليمن في العصر الأموي}}
[[ملف:Umayyad-Empire.png|تصغير|300بك|يسار|[[الدولة الأموية]] عام [[750]]م.]]
استمرت الدولة الأموية في اليمن لما يقارب 90 عاماً ([[661]]-[[750]]م) بعشرين واليا جلهم من أقرباء الأمويين ومن كبار قادتهم، وكان أولهم عثمان بن عثمان الثقفي وخلفه [[عتبة بن أبي سفيان]] أخو الخليفة معاوية. وكان آخر الولاة الأمويين الوليد بن عروة.

لم يشكل اليمن أهمية كحال الكثير من الأقطار في الجزيرة العربية للدولة الأموية، إذ أن مراكز الخلافة المهمة كانت في [[بلاد الشام|الشام]] و[[مصر]] و[[العراق]]. وقامت ثورة [[الإباضية|إباضية]] في أواخر العهد الأموي بقيادة [[عبد الله بن يحيى الكندي|عبد الله بن يحيى]] المعروف في الأوساط الإباضية باسم «[[عبد الله بن يحيى الكندي|طالب الحق]]» وكان مؤيدا من [[أزد|أزد عمان]] أحد أهم مراكز الإباضية قديما وإلى العصر الحالي <ref>بحوث في الملل والنّحل - ج 5 ص 321</ref><ref>{{يوتيوب|7BZxGHJK9qQ|}}</ref> فاستولى عبد الله على [[صنعاء]] وكافة [[اليمن]] وحبس إبراهيم بن جبلة وقاسم بن عمر يوما وقال لهما: «إنما حبستكما خوفاً عليكما من العامة فأقيما إن شئتما أو إشخصا» ولم يتعرض لهم عبد الله بسوء<ref name="مولد تلقائيا5">{{يوتيوب|f5IxanmMaN0|محاضرة إباضية عن الإمام "طالب الحق" عبدالله بن يحيى الكندي رضي الله عنه}}</ref> وقام بفتح الخزائن وقسم المال على فقراء [[صنعاء]]، <ref name="ReferenceA"/> وسيطر عبد الله على [[الحجاز]] عام [[128]] هجرية وجعل عليها المختار بن عوف الأزدي.<ref>[[أبو الفرج الأصفهاني|أبو الفرج الأصبهاني]] '' الأغاني'' ج 23 ص 224 ـ 256</ref> بسط الإباضية سيطرتهم على اليمن والحجاز حتى سير إليهم [[مروان بن محمد]]، آخر خلفاء بني أمية جيشاً كبيرا وكانت أول المعارك في وادي القرى ناحية [[العلا]] قُتل فيها [[بلج بن عقبة الأزدي]] فخرج [[المختار بن عوف الأزدي]] من [[مكة]]. دارت بينهما معركة خلصتها من قبضة الإباضية وقُتل عبد الله في [[الطائف]] عام [[130]] هجرية، وكان لإباضية اليمن اتصال وعلاقات قوية مع أقرانهم في [[سلطنة عمان|عُمان]] وكان لهم وجود في [[حجة (محافظة)|حجة]] وشمال [[صنعاء]] ولم يستمروا طويلاً لكثرة حروبهم مع الزيدية والإسماعيلية وغيرهم من فرق الشيعة، فأبعد المذاهب الإسلامية عن التشيع هو [[الإباضية]] الذين لا يعترفون بمفهوم الإمامة إلا بالانتخاب، ولا عبرة للنسب المسمى «شريف» لدى الشيعة بشكل خاص والسنة بدرجة أقل، <ref>الربعي، '' سيرة ذي الشرفين '' ص 77</ref> خرج الإمام موسى بن عيسى الجابري وهو من [[همدان (قبيلة)|همدان]] طالباً الإمامة لنفسه، وانتخبه إباضية اليمن إلا أن الزيدية والذين كانوا همدانيين كذلك كانوا لهم بالمرصاد.<ref>محمد عبده السروري، '' الحياة السياسية ومظاهر الحياة في اليمن '' ص 704</ref>

وبقيت الإباضية قوية في البلاد حتى أفل نجمها في القرن السابع الهجري (الرابع عشر الميلادي).<ref>محمد عبده السروري، '' الحياة السياسية ومظاهر الحياة في اليمن ''ص 705</ref> عندما اعتنقوا [[شافعية|المذهب الشافعي]] بعد معارك طاحنة مع [[الشيعة]] دفعتهم لمناصرة [[الدولة الأيوبية]] واعتناق مذهبهم مفضلين ذلك على اعتناق مذهب ال[[زيدية]] أو الإسماعيلية.<ref>يحيى الحسين، ''غاية الأماني '' ج 1 ص 125</ref>

== العصر العباسي ==
{{مفصلة|الدولة العباسية|اليمن في العصر العباسي|بنو زياد|بنو يعفر}}
[[ملف:Abbasid Caliphate most extant.png|تصغير|معدول=1.3|يسار|الدولة العباسية في أقصى اتساعها عام [[850]]: {{مؤشر لوني|#006600| أراضي بقيت تحت حكم [[الدولة الأموية|الأمويين]] وفي [[الأندلس]] في بداية عهدها}}{{مؤشر لوني|#33CC66|أراضي استمرت تابعة  للدولة العباسية حتى انهيار خلافة [[بغداد]] 1258 ميلادي.}}]]

سار العباسيون من جهة نظام الحكم سيرة الأمويين قبلهم وأرسلوا الولاة إلى اليمن بمخاليفه المتعددة أو مضموماً إليها [[الحجاز]]، وعرفت [[اليمن]] في العصر العباسي الأول ولاةً عباسيين أقوياء تمكنوا من ضرب الثورات التي قامت ضدهم، خاصة في [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] زمن الوالي معن بن زائدة الشيباني الذي ولي اليمن ل[[أبو جعفر المنصور|أبي جعفر المنصور]]، <ref>الطبري، تاريخ، 7: 505؛ الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر (ت 255هـ/ 868م)، كتاب الحيوان، تحقيق: [[عبد السلام هارون]] (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1357هـ)، 4: 138.</ref> وجهات [[تهامة]] والساحل زمن الوالي حماد البربري الذي ولي اليمن ل[[هارون الرشيد]]، والذي عانى من ثورة قام بها الهيصم بن عبد الصمد الحميري استمرت فترة طويلة، لتتحول بعدئذ إلى ثورة للإطاحة بالوجود العباسي في اليمن، <ref>تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي، [[أحمد محمد الشامي (شاعر)|أحمد الشامي]]</ref> وتذكر المصادر إن عهد حماد كان عهد استقرار وأمان، أما أغلب ولاة [[بنو العباس|بني العباس]] فقد اشتهروا بالظلم وفساد الذمة وهو ما مهد عند ضعف [[الدولة العباسية]] لتكون اليمن مركزاً لنشوء الدويلات المنفصلة أو المستقلة عن الخلافة العباسية، ويمكن الجزم أنه حتى أوائل [[قرن 3 هـ|القرن الثالث الهجري]]، كانت اليمن ولاية تابعة للدولة العباسية مباشرة حتى مع وجود دولة [[زياديون|بني زياد]] التي ساهم المأمون في إنشائها في [[تهامة]] عام [[203 هـ]] عقب تمرد قبائل [[الأشاعرة (قبيلة)|الأشاعرة]] و[[قبيلة عك|عك]] في [[تهامة]] في مطلع القرن الثالث.<ref name="abc10">[https://yemen-nic.info/contents/History/zyad.php الزياديون المركز الوطني للمعلومات] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304231909/http://www.yemen-nic.info/contents/History/zyad.php |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>Ira Lapidus. A History of Islamic Societies. Cambridge University Press. 2002 ISBN 0-521-77056-4 p. 54</ref>

=== بنو زياد ===
{{مفصلة|آل زياد}}
[[ملف:Zabid flickr02.jpg|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;"> [[زبيد (توضيح)|زبيد]] المصنفة ضمن [[موقع تراث عالمي|مواقع التراث العالمي]]</div>]]
تأسست [[زياديون|الدولة الزيادية]] على يد [[محمد بن عبد الله بن زياد الأموي]] في الفترة [[819]] – [[1019]]م، بعد تمرد قبائل [[الأشاعرة (قبيلة)|الأشاعرة]] و[[قبيلة عك|عك]] في [[تهامة]] <ref name="abc10" />، وكانت مدينة [[زبيد (توضيح)|زبيد]] عاصمتها، وكانت دولة تابعة لمركز الخلافة في [[بغداد]]، ودخلت في صراع استمر لثلاث سنوات، وبدعم من المأمون امتدت سلطتها من مدن [[حلي (مدينة)|حلي بن يعقوب]] جنوب [[مكة]] شمالاً، حتى [[عدن]] مروراً ب[[مخلاف جرش]] ([[منطقة عسير|عسير]])، و[[حضرموت (محافظة)|حضرموت]]، و[[الشحر]] و[[محافظة المهرة|المهرة]] جنوباً، <ref name="Ziyadids, G.R. Smith 2002 p. 523">Ziyadids, G.R. Smith, The Encyclopaedia of Islam, Vol. XI, ed. P.J. Bearman, T. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel and W.P. Heinrichs, (Brill, 2002), p. 523</ref> بالإضافة إلى المناطق الوسطى في [[مخلاف الجند]] في تعز ومخلاف جعفر في [[إب]].

وحين توفي [[محمد بن عبد الله بن زياد الأموي]] عام [[859]]م، بدأت الدولة بالتفكك وخلفه ابنه إبراهيم حتى توفي عام [[901]]م، وخلفه كذلك ابنه زياد بن إبراهيم لعامين حتى [[901]]م، وتبعه أخوه إسحاق بن إبراهيم لثمانين عاماً 903-981م. ثم بدأت الدولة الزيادية بالتفكك، فاستقل عامله [[سليمان الحكمي]] ب[[المخلاف السليماني]] وأتخذ من [[عثر]] عاصمةً لدولة [[حكم (قبيلة)|بني الحكم]]، وكذلك فعل آخرون من النواب في [[المعافر]] و[[عدن]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] و[[محافظة لحج|لحج]] و[[حضرموت (محافظة)|حضرموت]].

=== بنو يعفر ===
{{مفصلة|بنو يعفر}}
قامت دولة [[بنو يعفر]] في الفترة [[839]] – [[1003]]م. ومؤسسها [[يعفر بن عبد الرحمن الحوالي]] من طرف الخليفة [[أبو العباس أحمد المعتمد على الله|المعتمد على الله العباسي]]، وهو [[مملكة حمير|حِميَّري]] <ref name="H.C. Kay, Yaman 1892, p. 223-4">H.C. Kay, Yaman: Its early medieval history, London 1892, p. 223-4</ref> وأتخذ من [[صنعاء]] عاصمة له، وسيطر على ما جاورها من الأرياف و[[الجوف (محافظة)|الجوف]]، والمنطقة الجبلية مابين [[صعدة]] وحتى [[تعز]].<ref name="R.B. Serjeant 1983, p. 55">R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City, London 1983, p. 55</ref> بدأ نفوذ «بني يعفر» في [[شبام]] [[حضرموت (محافظة)|بحضرموت]] عام [[839]]م، وامتد نفوذهم إلى [[صنعاء]] عن طريق عبد الرحيم بن إبراهيم الحوالي الحميري اليمن نيابة عنه، فلما تُوفِّي عبد الرحيم قام ابنه يعفر مقامه، وصارع في ميادين عديدة، كان من أهمها صراعه ضد حمير بن الحارث والي اليمن، وصراعه ضد [[زياديون|بني زياد]] حكام [[زبيد (الحديدة)|زبيد]]، فلما تُوفِّى [[محمد بن عبد الله بن زياد الأموي|محمد ابن زياد]] في [[859]]م استقر سلطان «يعفر» في [[صنعاء]]، فبدأ بتأسيس دولته فيها، وتم له ذلك في سنة [[861]]م، فاعتبر المؤرخون هذه الدولة هي صاحبة الفضل قي تحقيق استقلال اليمن، <ref>[http://www.omanss.com/book/data/data7/8114.html بنو يعفر] بوابة عمان {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200313050951/http://www.omanss.com/book/data/data7/8114.html |date=13 مارس 2020}}</ref> إلا أنها اختلت اختلالا واسعًا في عهد «محمد بن إبراهيم» نتيجة لاقتحام الأئمة الزيديين والقرامطة البلاد، واحتل ال[[قرامطة]] صنعاء من عام [[900]]م حتى استردها أسعد بن إبراهيم مرة أخرى في [[916]]م، واستمرت تلك الدولة حتى عام [[997]]م.

=== الصراع على السلطة ===
خرجت [[صعدة]] عن سيطرة بني زياد عند قدوم [[يحيى بن الحسين]] إليها لتأسيس [[الإمامة الزيدية|الدولة الهادوية]] ([[284]] – [[1006]] [[تقويم هجري|هـ]]) وأسس الأمير [[نجاح مولى مرجان]] الحبشي دولة [[نجاحيون|بني نجاح]] على أنقاض دولة [[زياديون|بني زياد]] في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] في الفترة [[1013]] – [[1161]]م، وهو حاجب أمير [[زياديون|بني زياد]]، <ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Ian Richard Netton|سنة=2013|عنوان=Encyclopedia of Islamic Civilization and Religion|صفحة=655|ناشر=Routledge|ردمك=1135179603}}</ref> واستطاع إعلان دولته بعد أن قضى على مولاه مرجان، فأعلن نفسه سلطانا على [[تهامة]]، وشرع نجاح في مراسلة الخليفة العباسي [[أحمد القادر بالله|القادر بالله]] ببغداد معلنا ولاءه وطاعته [[الدولة العباسية|للدولة العباسية]]، فأجازه بذلك ونعته بالمؤيد نصير الدين.<ref name="مولد تلقائيا3" /> وحكم الأمير نجاح منطقة [[تهامة]] إلى موته عام [[1060]] مسموماً على يد جارية أرسلها إليه [[علي بن محمد الصليحي]]، واستطاع الصليحي دخول [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] والسيطرة عليها حتى استعادها منه سعيد بن نجاح عام [[1080]]، وحكمت تلك الأسرة حتى عام [[1159]]م عندما استولى عليها [[بني مهدي|بنو مهدي]].

=== الدولة الصليحية ===
{{مفصلة|الدولة الصليحية}}
[[ملف:Jibla 01.jpg|240بك|تصغير|<div style="text-align: center;">[[جبلة (اليمن)|جبلة]] مدينة الملكة [[أروى بنت أحمد|أروى الصليحي]] والمصنفة ضمن [[موقع تراث عالمي|مواقع التراث العالمي]]</div>]]
أعلن [[علي بن محمد الصليحي]] ثورثه في [[جبل مسار]] عام [[1047]]، في المرتفعات الوسطى في مدينة [[جبلة (اليمن)|جبلة]] ب[[إب (محافظة)|إب]]، وتمكن من هزيمة الجيوش غير المنتظمة، ومنهم أشراف الزيدية وزعماء القبائل، وكان [[إسماعيلية|إسماعيليا]]، ومواليًا للخليفة الفاطمي.<ref>د. عصام الدين عبد الرؤوف الفقي (اليمن في ضلال الإسلام منذ فجره حتى قيام دولة بني رسول، القاهرة دار الفكر العربي، ط1 11982 ص 187.</ref> وتمكن الصليحي من تأسيس ما عرف ب[[بنو صليح|الدولة الصليحية]] في الفترة [[439 هـ|439]] – [[532 هـ]] / [[1048]] – [[1138]]م.

كانت البلاد تحكم من قبل عشائر عديدة وصغيرة مثل بنو معن الأصابحة وهم حكام [[عدن]] و[[محافظة لحج|لحج]] في تلك الفترة، وبنو الكرندي [[المعافر]] وكانوا يسيطرون على تعز و[[إب]]، وغيرهم كانوا يسيطرون على حصون عديدة في [[صعدة]] وحول [[صنعاء]] وحراز. ويصف أحد المؤرخين [[صنعاء]] بأنها «كالخرقة» كل شهر عليها حاكم جديد.<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 36.</ref> وكان [[علي بن محمد الصليحي]] من منطقة [[حراز (صنعاء)|حراز]] ولا زالت هذه المنطقة من أهم معاقل ال[[إسماعيلية]] إلى اليوم، ولكن الصليحي كان سنياً في الحقيقة بل والده كان قاضيا [[شافعية|شافعياً]]، اعتنق [[علي بن محمد الصليحي]] المذهب الإسماعيلي لتأثره بدعوة رجل الدين سليمان الزواحي.<ref name="Mohammed Abdo Al-Sururi 1987 p. 31"/> سيطر الصليحيون على [[صنعاء]] عام [[1040]] وقتل [[الإمامة الزيدية|إمام الزيدية]] [[أبو الفتح الناصر الديلمي]]، ثم راسل الخليفة الفاطمي [[المستنصر بالله الفاطمي|المستنصر بالله]] في [[مصر]] يطلب منه السماح بإظهار الدعوة ال[[إسماعيلية]] بعد أن كانت سرية، والسبب في ذلك يعود لخشية الصليحي أن تقوم الدولة العباسية في [[بغداد]] بإرسال جيش إلى اليمن لقمع الإسماعيلية فرأى في الفاطميين في [[مصر]] حليفا موثوقا ما فكر العباسيون بقمع حركته.<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 39</ref> لم يعلن علي الصليحي دعوته حتى العام [[1047]] بعد توافد قبائل [[قبيلة يام|يام]] و[[همدان (قبيلة)|همدان]].<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 40</ref> لم تكن كل [[همدان (قبيلة)|همدان]] ففروع من [[حاشد]] التفت حول زعماء إقطاعيين إلا أن الصليحي تمكن من القضاء عليهم ثم توجه جنوباً فسيطر على [[مخلاف الجند]] ([[تعز]]) ومخلاف جعفر ([[إب]]) و[[عدن]] وتمكن من القضاء على خصومه [[نجاحيون|بني نجاح]] في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] ثم [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] وبحلول عام [[1062]] تمكن من الإطاحة بكل القوى القبلية والحاكمة، وشمل حكم الصليحيين [[إقليم اليمن|بلاد اليمن]] وأتخذ من [[صنعاء]] عاصمة لدولته.<ref>ابن الدبيع قرة العيون بأخبار اليمن الميمون ص 246</ref><ref>Clifford Edmund Bosworth ''The New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual'' p.102</ref> وسيطر [[علي بن محمد الصليحي]] على [[مكة]] عام [[1063]].<ref name="Medieval Muslim Societies p. 92"/><ref>Farhad Daftary The Isma'ilis: Their History and Doctrines p. 199 Cambridge University Press, 2007 ISBN 1-139-46578-3</ref> كان يُدعى له هو وابنة عمه وزوجته [[أسماء بنت شهاب]] في خطب الجمعة وهو ما لم يحدث في أي مكان في [[الوطن العربي|المنطقة العربية]] بعد ال[[الإسلام|إسلام]].<ref>Fatima Mernissi The Forgotten Queens of Islam p.14 U of Minnesota Press, 1997 ISBN 0-8166-2439-9</ref>
[[ملف:Queen Arwa's palace.jpg|260بك|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;">بقايا قصر الملكة [[أروى بنت أحمد]] وبه 365 غرفة بعدد أيام السنة، غرفة لكل يوم</div>]]

قتل [[علي بن محمد الصليحي]] على يد النجاحيين، <ref>{{استشهاد ويب | عنوان = بنو حاتم الهمدانيون (492/626هـ) دراسة سياسية وحضارية | مسار = https://yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=10728 | تاريخ الوصول = 2015-04-10  | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190301013500/http://www.yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=10728 | تاريخ أرشيف = 1 مارس 2019 }}</ref> وخلفه ابنه المكرم [[أحمد بن علي الصليحي]] عام [[1084]] الذي ولى سلالة [[الدولة الزريعية|بنو زريع]] على [[عدن]]، ولم يدم حكمه لأكثر من ثلاث سنين فاضطر لتسليم السلطة لزوجته [[أروى بنت أحمد|أروى بنت أحمد الصليحي]] عام [[1087]] لإصابته ب[[شلل العصب الوجهي]]، <ref>Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 93 I.B.Tauris, 2005 ISBN 1-84511-091-9</ref><ref>Ghada Talhami ''Historical Dictionary of Women in the Middle East and North Africa'' p.39 Rowman & Littlefield, 2013 ISBN 0-8108-6858-X</ref> وبموت المكرم أحمد بدأ الوهن يدب في مفاصل الدولة، وانقسم الصليحيون على أنفسهم، وتولت [[أروى بنت أحمد|الملكة أروى]] الحكم من بعده، فقامت بنقل العاصمة من [[صنعاء]] إلى [[جبلة (اليمن)|جبلة]] ب[[إب (محافظة)|محافظة إب]] حالياً وسبب ذلك يعود لموقع جبلة الإستراتيجي في مرتفعات اليمن الوسطى الخصبة زراعياً وسهولة الوصول للمناطق الجنوبية من البلاد وبالذات [[عدن]]<ref name="Steven C. Caton 2013 51"/> أرسلت الملكة دعاة [[إسماعيلية]] إلى [[الهند]] حيث تشكل مجتمع إسماعيلي بارز لا يزال متواجداً إلى اليوم.<ref name="Steven C. Caton 2013 51"/> رغم أن ملوك بنو صليح كانوا [[إسماعيلية]]، إلا أن الملاحظ أنهم لم يحاولوا فرض مذهبهم على أحد ولم يضطهدوا ال[[شافعية]] وال[[زيدية]].<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 141</ref> وحاولت ردع الكيانات السياسية والقبلية وإعادتهم تحت النفوذ الصليحي، حكمت «السيدة الحرة» كما تُعرف في كتب التاريخ اليمنية باقتدار ولا تزال تذكر بإعجاب ومحبة ويشهد على ذلك كتب التاريخ والأدب اليمني والتقاليد الشعبية حتى أنها سُميت بلقب «[[بلقيس]] الثانية» في إشارة ل[[بلقيس|ملكة سبأ]] الأسطورية.<ref>Bonnie G. Smith (2008). The Oxford Encyclopedia of Women in World History . Oxford University Press. p. 163. ISBN 0-19-514890-8.</ref>

وعندما توفي السلطان [[سليمان بن عامر الزراحي]] عام [[1138]] آخر سلاطين الصليحيين، استقلت المناطق بما فيها [[صنعاء]] وقامت فيها دولة بني حاتم [[دولة بني حاتم|الدولة الحاتمية الهمدانية]]، واستطاع [[أحمد بن سليمان]] إعادة [[الإمامة الزيدية]] في [[صعدة]]، واستقلت [[عدن]] وعليها [[الدولة الزريعية|بنو زريع]] وهم من [[قبيلة يام]]، وكان المكرم الصليحي من ولاهم إياها، وسيطروا على [[عدن]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] و[[تعز]] في الفترة [[470 هـ|470]] – [[569 هـ]] / [[1078]] – [[1174]]م.<ref>ابن الدبيع قرة العيون بأخبار اليمن الميمون ص 304</ref>

وعاد ال[[نجاحيون]] لفترة قصيرة إلى [[تهامة]]، إلا أن [[علي بن مهدي الحميري|علي بن مهدي الحِميَّري]] قضى عليهم وخلفهم في زبيد مؤسساً دولة [[بني مهدي]] في الفترة [[1159]] – [[1174]] م، <ref name="Robert W. Stookey 1978, p. 98">Robert W. Stookey, Yemen; The politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978, p. 98; H.C. Kay, Yaman: Its early medieval history, London 1892, pp. 128-9, 317</ref> وفرض عليهم نمط حياة معين وعزلهم عن المجتمع عام [[1154]]، فكانت تلك بداية ظهور فئة من المواطنين اليمنيين في العصر الحديث يعرفون بال[[أخدام]].<ref name="Robert W. Stookey 1978, p. 98"/><ref>هذه هي اليمن، عبد الله الثور، ص294</ref> وسيطر [[بني مهدي|بنو مهدي]] على أراضي السليمانيين في [[جيزان]] و[[تعز]] و[[إب]]، فتحالف [[الدولة الزريعية|بنو زريع]] مع حكام [[صنعاء]] وتمكنوا من هزيمة المهديين.

=== بنو حاتم ===
{{مفصلة|الدولة الحاتمية الهمدانية}}
أسس [[حاتم بن علي الهمداني]] [[دولة بني حاتم|الدولة الحاتمية الهمدانية]] في [[1101]]م وذلك بعد موت السلطان الثالث من سلاطين آل صليح، وأتخذ من [[صنعاء]] عاصمة له، وتداولت السلطة فيها ثلاث أسر همدانية هي آل الغشم المغلسي الهمداني ([[1101]] - [[1116]]م)، وآل قبيب بن الربيع الهمداني ([[1116]] - [[1139]]م)، وأسرة آل عمران بن الفضل اليامي ([[1139]] - [[1174]]م).

ويعد سلاطين «آل عمران بن الفضل» أشهرَ مَنْ حكم الدولة الهمدانية، إذ أرادوا إعادة صياغة خريطة اليمن السياسية، فمنذ تولي [[حاتم بن أحمد بن عمران اليامي]] الحكم في [[1138]]، مد نفوذه إلى كثير من مناطق اليمن حتى بلغ معاقل [[الإمامة الزيدية]]، وهو توسع غير مسبوق، وفي عهده ظهر الإمام الزيدي [[أحمد بن سليمان]] الذي أعاد الإمامة الزيدية في [[1138]] من الصليحيين، وخاض الطرفان حروباً داميةً امتدت نحو عقد من الزمان، لرغبة كل منهما في التوسع على حساب الآخر في المناطق التي كانت تقع تحت نفوذ الصليحيين.<ref name="yemen-nic.info">{{استشهاد ويب | عنوان = بنو حاتم الهمدانيون (492/626هـ) دراسة سياسية وحضارية،عباس علوي حسين فرحان| مسار = https://yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=10728 | تاريخ الوصول = 2015-04-10  | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190301013500/http://www.yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=10728 | تاريخ أرشيف = 1 مارس 2019 }}</ref> وتبعه في الحكم نجله [[علي بن حاتم بن أحمد]] عام [[1162]]، وكان نهجه السياسي تجاه [[الإمامة الزيدية]] مغايراً تماماً لنهج أبيه، ودخلت العلاقات الحاتمية الزيدية طوراً جديداً واتسمت بالود والمؤازرة، غير أن سياسته السلمية لم تحل بينه وبين مواصلة التوسع، فمد نفوذه إلى المناطق الشمالية والشمالية الغربية، حتى انحصر نفوذ الإمام أحمد على [[صعدة]] فقط، فكان هذا أقصى توسع بلغته [[دولة بني حاتم|الدولة الحاتمية الهمدانية]] عبر تاريخها.<ref name="yemen-nic.info"/> وعندما دخل الأيوبيون اليمن في [[1174]]م واجهوا مقاومة شديدة من بني حاتم والأئمة الزيدية. ودخل سلاطين آل حاتم المحليين مرحلةً جديدةً في الفترة ما بين [[1189]] و[[1228]]م، اتسمت بنفوذهم المحلي على بعض المناطق باتفاقاتهم مع الأيوبيين.<ref name="yemen-nic.info"/>

وكانت لكثير من هذه القوى المتصارعة في اليمن ارتباطاتها الفعلية أو الاسمية، فآل زياد يدينون بالولاء ل[[بنو العباس|بني العباس]]. واليعفريون حسب أوضاع القوة والضعف تارة يستقلون نهائياً وأخرى يعترفون ب[[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] أو هي تعترف بهم وتقرهم على أوضاعهم.<ref>[http://alarashi.maktoobblog.com السفير /يحيى حسين العرشي، الوحدة اليمنية في الموسعة اليمنية، مدونة الكترونية 30/12/2010م.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130411075736/http://alarashi.maktoobblog.com:80/ |date=11 أبريل 2013}}</ref> وسهل وجود خمس سلالات متنازعة على طول الخطوط الدينية، على [[الدولة الأيوبية]] دخولها إلى اليمن عام [[1174]].<ref name="Mohammed Abdo Al-Sururi 1987 p. 303"/>

== العصر الأيوبي ==
{{مفصلة |اليمن في العصر الأيوبي|الدولة الأيوبية}}
[[ملف:Ayyubid.png|تصغير|240بك|الدولة الأيوبية صلاح الدين الأيوبي قرابة عام 1190م]]
أرسل الناصر [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين]] حملات إلى اليمن في [[1173]]م كللت بالنجاح وسيطرت على البلاد وقضت على الإمارات المحلية، وأرسل أخاه [[توران شاه بن أيوب]] عام [[1174]] ليتعقب فلول الفاطميين، خشية أن يهربوا من [[مصر]] إليها، فنزل في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] ب[[تهامة]] أولاً وقضى على أبناء [[علي بن مهدي الحميري|علي بن مهدي]] ثم توجه إلى [[عدن]] وأخذها من [[بني زريع]] ثم توجه ناحية [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]]، ولم تكن [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] نفسها خاضعة لأسرة واحدة، فقضى على تلك الأسر في [[الشحر]] و[[تريم]] و[[شبام]].

واجه الأيوبيون مقاومة شديدة من ال[[زيدية]] وال[[إسماعيلية]] بالمرتفعات الشمالية.<ref name="Farhad Daftary 2007 p. 260"/> وكان اليمن وقتها يعاني من صراعات مذهبية. فأئمة الزيدية وأتباعهم كانوا يقاتلون على جبهتين، «فرقة المطرفية» وجيوش الأيوبيين.<ref>Margariti, Roxani Eleni (2007), Aden & the Indian Ocean trade: 150 years in the life of a medieval Arabian port، UNC Press, ISBN 0-8078-3076-3, 9780807830765 -مارغاريتي, روكساني إيليني. عدن وتجارة المحيط الهندي</ref> واتخذت القوى المناوئة للأيوبيين أسلوب حرب العصابات لاستنزافهم، كون جيش الأيوبيين كان جيشا نظاميا مدرباً وبقدرات عالية تفوقهم، لذلك لم يستطع الأيوبيون من تأمين [[صنعاء]] حتى العام [[1189]].<ref name="Farhad Daftary 2007 p. 260"/> وفشلوا في السيطرة على [[صعدة]]، معقل ال[[زيدية]].<ref>Josef W. Meri (2004). Medieval Islamic Civilization. Psychology Press. p. 871. ISBN 0-415-96690-6.</ref> فعمل الأيوبيون على تقليل خسائرهم بالسيطرة على المدن المهمة فقط مثل [[عدن]] وزبيد وتعز و[[الشحر]]، وخرج أحد أمراء آل دغار في [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] على الأيوبيين عام [[1191]] وانتهى خروجه بالمصالحة وإطلاق الأيوبيين لأفراد من أسرته كانوا قد اعتقلوهم سابقاً، وثار ال[[زيدية]] بقيادة الإمام المنصور بالله [[عبد الله بن حمزة]] في [[شبام كوكبان]] نفس السنة ودارت معركة بينهم وبين الأيوبيين خلفت مئتي قتيل منهم وسبعمائة من جيش الأيوبيين.<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 350.</ref> ونجح الزيدية بقيادة المنصور بالله [[عبد الله بن حمزة]] في استعادة [[صنعاء]] من الأيوبيين عام [[1197]].<ref>Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States . University of Sana'a. p. 354.</ref>

انشغال توران شاه باليمن كان على حساب سلطته في [[مصر]]، فطلب من أخيه العودة، إلا أن [[صلاح الدين الأيوبي]] عينه حاكماً على [[سوريا|سورية]]، <ref>Houtsma, Martijn Theodoor and Wensinck, A.J. E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam, 1913-1936. BRILL, 1993 p.884</ref> وأرسل [[صلاح الدين الأيوبي]] أخاه [[سيف الإسلام طغتكين]] لليمن، فأعاد السيطرة على كامل البلاد من جديد، وبقيت مناطق ال[[زيدية]] عصية بعض الشي إلا أنه بفضل سياسته العادلة، تمكن من بسط نفوذه على البلاد بالإضافة إلى أن الأحقاد بين زعماء القبائل منعتهم من توحيد موقفهم إزاء الأيوبيين.<ref>بن حاتم ''السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن'' ص 25</ref> توفي طغتكين وحكم بعده ابنه المعز، ولكنه جابه ثورة من [[الإمامة الزيدية|الأئمة الزيدية]]، وانفصل المعز باليمن عن مركز الدولة في [[مصر]] فحارب الأئمة وانشق الكثير من جنده عنه وأغلبهم [[أتراك الأوغوز|أوغوز]]، وحالفوا [[الإمامة الزيدية|الزيدية]] وتواصلت التمردات فانتشرت في [[ذمار (محافظة)|ذمار]] و[[تعز]]، وتضعضع حكم الأيوبيين كثيراً فلم يكادوا ينتهون من إخضاع منطقة حتى تتمرد أخرى.<ref>بن حاتم '' السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن '' ص 160</ref> وكان الأيوبيين في [[مصر]] حريصين على استتاب الحكم في اليمن، فأرسلوا [[المسعود بن الكامل]] المعروف بـ«صاحب اليمن» فنزل تعز، ووالته القبائل ضد الإمام الزيدي [[عبد الله بن حمزة]]، وسيطر على [[عدن]] و[[ذمار (محافظة)|ذمار]] و[[شبام كوكبان]] وبقيت [[صعدة]] عصية على المسعود، وتنازع هو والأئمة على [[صنعاء]] إلى أن صالحهم عام [[1219]].<ref>بن حاتم ''السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن'' ص 174</ref> ثم ثار الزيدية من جديد، وقاتلوا الأيوبيين وقتلوا منهم مقتلة عظيمة عام [[1226]]، وخرج آخر سلاطين الأيوببين المسعود من اليمن عام [[1228]] ووفقا لمصادر أخرى عام [[1223]] وعُين [[عمر بن رسول]] نائبا له.<ref name="Abdul Ali 1996 p. 84"/><ref name="مولد تلقائيا2" /> ويمكن تلخيص حكم الأيوبيين في اليمن (1180 -1226)، بأنه كان مستقراً في المناطق الوسطى والجنوبية، لأن سكانها كانوا يدينون بمذهب الأيوبيين الديني، وهم سنة عكس المناطق الزيدية التي كانت سبباً في إرهاقهم وإرهاق غيرهم من الدول كما يظهر في دولة العثمانيين.<ref>محمد السروروي '' مظاهر الحضارة في اليمن '' ص 412</ref>

=== الدولة الرسولية ===
{{مفصلة |الدولة الرسولية}}
[[ملف:Cairo Castle GardenTaiz,Yemen.jpg|240px|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;"> [[قلعة القاهرة (تعز)|قلعة القاهرة]] ب[[تعز]] عاصمة [[الدولة الرسولية|ملوك بني رسول]] </div>]]
تمكن [[عمر بن رسول]] من تأسيس الدولة الرسولية (حكمت [[626]] – [[858]] [[تقويم هجري|هـ]] / [[1229]] – [[1454]] [[تقويم ميلادي|م]])، وأعلن استقلالها عن [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]] في [[مصر]]، وأعلن نفسه ملكاً مستقلا بتلقبه بلقب «الملك المنصور».<ref name="Abdul Ali 1996 p. 84"/> وتمكن من توحيد البلاد من جديد وبقيت [[تعز]] عاصمته، <ref name="G. Rex Smith 1988 pp 26-44"/> وكان [[عمر بن رسول]] طموحاً وسياسياً بارعا وبدأ ببناء قاعدة دعم شعبية في تعز ساعدته كثيراً في بناء [[الدولة الرسولية]] على أساس صلب.<ref name="G. Rex Smith 1988 pp 26-44"/><ref>Abdul Ali ''Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' p.84</ref> فسيطر على [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] أولاً ثم توجه شمالاَ نحو المرتفعات الشمالية ثم إلى [[الحجاز]] فامتد ملكه من [[ظفار (محافظة)|ظفار]] وحتى [[مكة]]، <ref name="Abdul Ali 1996 p. 85"/> قُتل [[عمر بن رسول]] من قبل ابن اخيه عام [[1249]] إلا أن الملك [[المظفر يوسف الأول]] تمكن من هزيمة ابن عمه، وقمع محاولة ال[[زيدية]] لزعزعة ملكه فتلقب ''بالمظفر'' لذلك.<ref>Abdul Ali (1996). Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86. ISBN 81-7533-008-2.</ref> عندما [[سقوط بغداد (1258)|سقطت بغداد]] عام [[1258]] أمام [[هولاكو خان]]، تلقب الملك [[المظفر يوسف الأول]] بلقب ال[[خليفة]]، <ref name="Abdul Ali 1996 p. 86">Abdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86. ISBN 81-7533-008-2.</ref> ونقل العاصمة من [[صنعاء]] إلى تعز لقربها من [[عدن]].<ref name="Josef W. Meri 2006 p. 669">Josef W. Meri, Jere L. Bacharach (2006). Medieval Islamic Civilization: L-Z, index. Taylor & Francis. p. 669. ISBN 0-415-96692-2.</ref>

وكسى المظفر [[الكعبة|الكعبة المشرفة]] من داخلها وخارجها بعد انقطاع ورودها من [[بغداد]] بسبب دخول ال[[مغول]] إليها، وبقيت كسوته الداخلية حتى سنة [[761 هـ]] / [[1359]]م، <ref>كتاب: الأعلام للزركلي، للمؤلف [[خير الدين الزركلي]]، الجزء 8، الصفحة 243</ref> وقد كتب على لوح رخامي داخل الكعبة النص الآتي:
{{اقتباس 2|أمر بتحديد رخام هذا البيت المعظم، العبد الفقير إلى رحمة ربه وأنعمه؛ يوسف بن علي بن رسول، اللهم أيده بعزيز نصرك، واغفر له ذنوبه، برحمتك يا كريم يا غفار بتاريخ سنة ثمانين وستمائة هجرية.}}
وبنى عدداً من المدارس والقلاع والحصون، وخلال حوالي سبعة وأربعين سنة، زهي فترة حكم المظفر يوسف، استطاعت خلالها عاصمته تعز أن تتبوأ موقعها بين المدن العربية في تلك الحقبة وما تلاها. وأنشأ داراً لضرب السكة في تعز، إضافة إلى عدن وصنعاء وزبيد و[[صعدة]] و[[مكة]].<ref>«طراز المسكوكات الرسولية» د. ربيع حامد خليفة، مجلة «الاكليل» ص44.</ref> توفي الملك المظفر في تعز ودفن بها بعد 47 عاما من الحكم منفرداً حتى ألد أعدائه، وهم ال[[زيدية]]، وصفوه بأعظم ملوك اليمن تعليقا على وفاته.<ref name="Abdul Ali 1996 p. 86" />[[ملف:Rasulids Aden Yemen 1335.jpg|تصغير|يسار|240بك|عملة من الرسوليين، [[عدن]]، في سنة [[1335]]م.]]
[[ملف:Astrolabe of ‘Umar ibn Yusuf ibn ‘Umar ibn ‘Ali ibn Rasul al-Muzaffari.jpg|240بك|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;">[[أسطرلاب]] مصنوع بيد الملك [[الأشرف الرسولي بن المظفر|الأشرف عمر بن يوسف]] عام [[1291]]</div>]]
بنى الرسوليين [[قلعة القاهرة (تعز)|قلعة القاهرة بتعز]] و[[جامع ومدرسة المظفر]] و[[المدرسة الأسدية (اليمن)|المدرسة الأسدية]] و[[المدرسة الجبرتية (اليمن)|الجبرتية]] و[[المدرسة المعتبية (اليمن)|المعتبية]] و[[المدرسة الياقوتية (اليمن)|الياقوتية]] و[[المدرسة الأشرفية (تعز)|الأشرفية]] وغيرها.<ref name="Robert W. Stookey 1978, p. 116">Robert W. Stookey, Yemen: The politics of the Yemen Arab Republic, 1978, p. 116</ref><ref name="El-Khazraji 1918">El-Khazraji, The pearl-strings: A history of the Resuliyy Dynasty of Yemen, Vols. I-V, Leiden & London 1906-1918.</ref> وكان الهدف من ذلك تعزيز [[شافعية|المذهب الشافعي]]، الذي لا يزال المذهب الغالب في اليمن.<ref>Abdul Ali ''Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' p.90</ref> حيث كان ملوك بنو رسول رجالاً متعلمين أنفسهم فلم يكتفوا بإثراء المكتبات بالكتب بل لعدد من ملوكهم مؤلفات في ال[[طب]] و[[علم الفلك|الفلك]] وال[[زراعة]].<ref name="Josef W. Meri 2006 p. 669"/> فتحولت تعز وزبيد أيام الرسوليين، إلى مراكز مهمة لدراسة المذهب الشافعي على مستوى العالم.<ref name="David J Wasserstein 2013 p. 201"/> عزز الرسوليون علاقات اليمن التجارية مع [[الهند]] و[[شرق آسيا|الشرق الأقصى]].<ref name="David J Wasserstein 2013 p. 201"/> فقد استفادوا كثيرا من التجارة العابرة [[البحر الأحمر|للبحر الأحمر]] من [[عدن]] وزبيد.<ref name="Alexander D. Knysh 1999 p. 230">Alexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 230. ISBN 1-4384-0942-7.</ref> وشهدت عدن أحد أفضل عصورها خلال ملك الرسوليين.<ref name="Abdul Ali p.91"/>
كما قاموا بتبني العديد من البرامج الزراعية لترويج زراعة النخيل.<ref name="Alexander D. Knysh 1999 p. 230"/> وخلال هذه الفترة أصبح ال[[بن]] سلعة رابحة لليمن.<ref name="Steven C p.51"/> ويعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوط [[مملكة حمير|مملكة حِميَّر]]، <ref name="Abdul Ali p.94"/> ذلك لإنهم عكس الأيوبيين أو العثمانيين، فلم يكن وجودهم عسكرياً لتأمين مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح السكان، فقد اندمجوا في المجتمع اليمني، وادعوا أصلا عربياً لتبرير ملكهم وتوحيد السكان خلفهم، <ref name="Daniel Martin Varisco 1993 P.21">Daniel Martin Varisco (1993). the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar . Revue du monde musulman et de la Méditerranée P.21 Volume 67</ref> ولكنهم بالتأكيد كانوا من ال[[أتراك الأوغوز|أوغوز]].<ref name="Daniel Martin Varisco 1993 P.21"/>

كانت علاقة الرسوليين مع [[الدولة المملوكية|مماليك مصر]] علاقة معقدة، إذ احتدم التنافس بينهم على [[الحجاز]] وأحقية كسوة الكعبة، بالإضافة لإصرار المماليك على اعتبار بني رسول تابعين لهم.<ref name="Josef W. Meri 2006 p. 669"/> استمرت [[الدولة الرسولية|دولة بني رسول]] لأكثر من مئتي سنة إلى أن دب فيها الضعف عام [[1424]]، فأصبحت المملكة مهددة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة، بسبب خلافاتهم حول مسألة الخلافة، بالإضافة للتمردات المتكررة من الأئمة الزيدية وأنصارهم، كان الرسوليون يحظون بدعم سكان [[تهامة]] وجنوب اليمن واضطر الرسوليون لشراء ولاء قبائل المرتفعات الشمالية بالأموال وعندما ضعفت الدولة، وجد الرسوليون أنفسهم عالقين في حرب استنزاف، فلم يكن ال[[زيدية]] يوما ما سياسيين بارعين أو حكاما أقوياء، ولكنهم يعرفون جيدا كيف يستنزفون طاقات أعدائهم.<ref>Alexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 231. ISBN 1-4384-0942-7.</ref> ورغم جهود الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، إلا أن من أسقط دولتهم لم يكونوا أعداءهم التقليديين بل سلالة [[شافعية]] محلية اسمها [[الدولة الطاهرية (اليمن)|بنو طاهر]]، إذ استغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا على [[عدن]] و[[محافظة لحج|لحج]] وبحلول عام [[1454]] أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.<ref name="David J Wasserstein 2013 p. 201"/>

يعتبر «العصر الرسولي» واحدا من أزهى الفترات في بلاد اليمن، فقد أقروا الحرية المذهبية والدينية، <ref name="abc4">محمد عبده السروري مظاهر الحضارة في اليمن ص 414</ref> حتى الرحالة [[ماركو بولو]] أشاد باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد، <ref>the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar p.13</ref> فكان عهد دولة الرسوليين من أفضل العصور التي مرت على اليمن بعد ال[[الإسلام|إسلام]]، <ref>Daniel Martin Varisco,'' the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar'' p.13-24</ref> وهي من أطول الدول اليمنية عمراً طيلة تاريخ البلاد بعد الإسلام وبنوا [[قلعة القاهرة (تعز)|قلعة القاهرة]] بتعز و[[جامع ومدرسة المظفر]] ولعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والصناعة واللغة.<ref name="Robert W. Stookey 1978, p. 116"/><ref name="El-Khazraji 1918"/>

=== الدولة الطاهرية ===
{{مفصلة|الدولة الطاهرية (اليمن){{!}}الدولة الطاهرية}}
[[ملف:amiriya school.jpg|260بك|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;"> [[المدرسة العامرية (اليمن)|المدرسة العامرية برداع]] بنيت عام [[1504]]</div>]]
قامت دولة [[الدولة الطاهرية (اليمن)|الطاهريين]] عام [[1454]] وورثت الدولة الطاهرية مناطق نفوذ [[الدولة الرسولية]] وكان الطاهريون مشايخ محليين من منطقة رداع ب[[محافظة البيضاء (اليمن)|محافظة البيضاء]] تابعين لبني رسول. وخلال ال12 سنة الأخيرة من حكم الرسوليين استغل [[الظافر عامر بن عبد الوهاب|الظافر عامر بن طاهر]] النزاع بين أفراد الأسرة الحاكمة، حتى سلم الملك الرسولي المسعود أبو القاسم مقاليد السلطة سلمياً عام [[1454]]. رغم أنهم لم يكونوا بقوة سابقيهم إلا أنهم بنوا العديد من خزانات المياه والجسور والمدارس في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] و[[عدن]] و[[رداع]]، ومن أشهر آثارهم [[المدرسة العامرية (اليمن)|المدرسة العامرية]] التي بناها الملك [[الظافر عامر بن عبد الوهاب|الظافر عامر بن عبدالوهاب]] عام [[1504]]، وسميت باسمه، وهي حالياً مرشحة لتكون من [[موقع تراث عالمي|مواقع التراث العالمي]].<ref>[http://whc.unesco.org/en/tentativelists/1720/ ''The Madrasa Amiriya of Rada''UNISCO world Heritage center last retrieved 23 June 2013] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171214072930/http://whc.unesco.org/en/tentativelists/1720/ |date=14 ديسمبر 2017}}</ref> وكان الإمام المهدي [[محمد بن أحمد بن الحسن]] أراد هدمها، لاعتقاده أنها من آثار كفار ال[[تأويل]].
[[ملف:Redaa-1.jpg|تصغير|320بك|[[قلعة رداع]] التاريخية، تقع وسط مدينة رداع، يرجع تاريخ بنائها إلى عهد الملك الحميري [[شمر يهرعش]]، سنة 243 ميلادي قبل الإسلام.<ref>[https://www.skynewsarabia.com/varieties/42872-%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%94%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86 انهيار أكبر قلعة تاريخية في اليمن] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180104192526/https://www.skynewsarabia.com/web/article/42872/انهيار-أكبر-قلعة-تاريخية-اليمن |date=04 يناير 2018}}</ref> وقام بترميمها وإعادة بنائها لاحقاً الملك [[الظافر عامر بن عبد الوهاب|الظافر عامر بن عبدالوهاب]] الطاهري.<ref>[http://alahale.net/article/10423 جرعون: وضع القلعة الحالي ينذر بكارثة.. مدير عام الآثار: الجزء الغربي بناه الإمام سجناً للأحرار]{{وصلة مكسورة}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305192218/http://alahale.net/article/10423 |date=5 مارس 2016}}</ref>]]
واجه الطاهريون ثلاث مشاكل تهدد حكمهم هي الخلافات الداخلية بين الأسرة، القبائل المتمردة التي كانوا يعتمدون عليها لجبي الضرائب والتهديد المستمر من الأئمة الزيدية في [[صعدة]] و[[صنعاء]]، <ref>Venetia Aim Porter,''The History and Monuments of the Tahirid dynasty of the Yemen 858-923/1454-1517 '' p.1</ref> سيطر الطاهريون على معظم البلاد وبقيت مناطق الزيدية عصية عليهم، إذ هُزم جيش الطاهريين أمام الإمام [[المطهر بن محمد]] عام [[1458]]، <ref name="Islam, III 1936"/> فهم كانوا أضعف من احتواء ال[[زيدية]] أو الدفاع عن أنفسهم من الغزاة الأجانب.<ref name="Abdul Ali p.95"/> وكان [[الدولة المملوكية|مماليك مصر]] يريدون ضم اليمن إلى [[مصر]]، واحتل [[الإمبراطورية البرتغالية|البرتغاليون]] بقيادة [[ألفونسو دي ألبوكيرك]] جزيرة [[سقطرى]] عام [[1513]]، وشنوا عدة هجمات فاشلة على [[عدن]] صدها الطاهريون.<ref name="Donald Quataert 1994 p. 320"/> شكل البرتغاليون خطراً مباشراً لتجارة [[المحيط الهندي]] العابرة [[البحر الأحمر|للبحر الأحمر]] فأرسل المماليك قوة بقيادة [[حسين الكردي]] لقتال البرتغاليين.<ref name="Donald Quataert 1994 p. 320"/> بدأ [[الدولة المملوكية|مماليك مصر]] محادثات مع الطاهريين في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] لمناقشة ما يحتاجه الجيش المملوكي من أموال وعتاد، ولكن الجيش الذي كان ينفذ من المؤن، بدأ بالتحرش بسكان تهامة وعوضا عن مواجهة البرتغاليين قرروا إسقاط الطاهريين واحتلال [[اليمن]]، لإدراكهم ثراء نطاق نفوذ سلاطين بني طاهر.<ref name="Steven C p.51"/> واستخدموا البارود والمدافع، وتمكنت قوات المماليك بالتعاون مع قوات قبلية موالية للإمام الزيدي [[يحيى شرف الدين|المتوكل يحيى شرف الدين]] من السيطرة على مناطق نفوذ الطاهريين عام [[1517]]، ودحرهم من [[تعز]] و[[رداع]] و[[محافظة لحج|لحج]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] التي سقطت بيد المتوكل شرف الدين.<ref name="R.B. Serjeant 1983, p. 69"/>

ولكن لم يدم الانتصار المملوكي طويلاً، بعد شهر واحد من إسقاطهم الطاهريين، احتلت [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] [[مصر]] وشنقت [[طومان باي]] آخر سلاطين المماليك في [[القاهرة]]. فتحالف السلطان الطاهري [[عامر بن داوود]] مع البرتغاليين فعزم العثمانيون السيطرة على اليمن لكسر الاحتكار البرتغالي لتجارة التوابل.<ref name="Donald Quataertn p.326"/> بالإضافة لقلقهم من سقوط اليمن بيد البرتغاليين وربما سقوط [[مكة]] بعدها.<ref name="Aḥmad Nahrawālī 2002 p. 2"/> وبقيت للطاهريين السيطرة على [[عدن]] حتى عام [[1539]] عندما سقطت بيد العثمانيين.

== العصر العثماني ==
{{مفصلة|اليمن في العهد العثماني|إيالة اليمن|المطهر بن يحيى شرف الدين}}
[[ملف:Jemen1988-153 hg.jpg|280بك|تصغير|<div style="text-align: center;"> [[جامع البكيرية|جامع البكيرية العثماني]] ب[[صنعاء]] بُني عام [[1597]]</div>]]
دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت [[عدن]] وحيدة بيد الملك [[عامر بن داوود]] آخر ملوك [[الدولة الطاهرية (اليمن)|الطاهريين]]. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل [[السلطنة الكثيرية|آل كثير]] الذين سيطروا على [[الشحر]] من بني طاهر.<ref>{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Lynne S. Newton |تاريخ= 2007 |عنوان=A Landscape of Pilgrimage and Trade in Wadi Masila, Yemen: The Case Ofal-Qisha and Qabr Hud in the Islamic Period |صفحة=172 |ناشر=ProQuest |ردمك=0549308504}}</ref> واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا [[الشحر]] ب[[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] عام [[1528]] بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو.

اقتحم [[سليمان باشا الخادم|خادم سليمان باشا]] مدينة [[عدن]] عام [[1538]] <ref name="Aḥmad Nahrawālī p.81">Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.81</ref> وصلب [[عامر بن داوود]] وشرع عسكره بنهب المدينة <ref name="Aḥmad Nahrawālī p.81"/> وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر.<ref>Jane Hathaway ''A Tale of Two Factions: Myth, Memory, and Identity in Ottoman Egypt and Yemen'' p.82</ref> ولكن كان [[سليمان باشا الخادم|خادم سليمان باشا]] مدركاً للحلف الذي أقيم بين عامر بن داوود والبرتغاليين <ref name="Donald Quataertn p.326" /> كان [[سليمان باشا الخادم|خادم سليمان باشا]] وراء القرار العثماني بدخول اليمن بعد [[مصر]] وقال عن اليمن:<ref>Giancarlo Casale (2010). The Ottoman Age of Exploration. Oxford University Press. p. 43. ISBN 0-19-979879-6.</ref> {{اقتباس|اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي [[الهند]] ترسل كميات كبيرة من الذهاب والمجوهرات ل[[إسطنبول]]}}

بسطت [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] سلطتها على [[عدن]] و[[تهامة]] وأتخذ من [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] مقرا إداريا للسلطة العثمانية.<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.88</ref> حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة ما بين [[1538]] و[[1547]] أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.91</ref><ref>Robert W. Stookey ''Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic'' p.134</ref> فكانت سلطة [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] الحقيقية محصورة في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] و[[المخا]] و[[عدن]] طيلة فترة وجودهم ويقول أحمد حلبي، [[دفتردار]] [[مصر]] خلال تلك الفترة.:<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.2 Translated by Clive Smith. I.B.Tauris, 2002 ISBN 1-86064-836-3</ref>{{اقتباس|ما رأينا مسبكا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا اليها عسكرا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر}}

أرسل العثمانيون أويس باشا عام [[1547]] إلى [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي [[يحيى شرف الدين]]، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إماماً من بعده وتجاهل ابنه [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] لأنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.95</ref>

فحز ذلك في نفس [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] وتوجه إلى [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] [[تعز]] وتوجهت شمالاً نحو [[صنعاء]] وسيطر عليها عام [[1547]] وأعطى العثمانيون [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] لقب [[بك]] واعترفوا به إماماً على [[عمران (محافظة)|عمران]] وقاعدته [[مدينة ثلاء|ثلا]] <ref>Robert W. Stookey ''Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic'' p.136</ref> وأُغتيل أويس باشا في [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] نفس السنة وعاد [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] إلى [[صنعاء]]، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد [[صنعاء]] وأخمد التمرد، وانسحب المطهر إلى [[عمران (محافظة)|عمران]].

عندما توجه أزدمر باشا إلى [[صنعاء]] انتهز شيخ قبلي من [[أبين (محافظة)|أبين]] يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم [[عدن]] وأخرج الجنود العثمانيين منها ونصب نفسه أميراً عليها، وفعل أمير محلي من [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] الفعلة ذاتها فأرسل ازدمر باشا قوة إلى [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام [[1548]] <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.101</ref>
[[ملف:Ottoman 1683.png|إطار|يسار|سيطرت الدولة العثمانية على الوطن العربي ومناطق شاسعة في جنوب شرق ووسط أوروبا.]]
تولى محمود باشا أمور [[إيالة عثمانية|الإيالة]] وأتخذ لنفسه قصراً في [[تعز]] اسمه «قصر السعادة» كان مقرا لملوك [[الدولة الرسولية|بني رسول]]. وعندما علم أن في [[إب]] حصن اسمه [[حصن حب]] يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري أراد الإستيلاء عليه، وحاصره لثمانية أشهر حتى توسط الأمير [[إسماعيلية|الإسماعيلي]] عبد الله الداعي، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه [[سنجق]]ا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا، <ref name="Aḥmad Nahrawālī p.132">Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.132</ref> المؤرخ العثماني المقرب من [[سنان باشا]] زعم أن هذه الحادثة أفرحت ال[[زيدية]] لأن الفقيه النظاري كان سنياً ويكره الإمام [[المطهر بن يحيى شرف الدين]]<ref name="Aḥmad Nahrawālī p.132"/> استهتار [[محمود باشا (صدر أعظم)|محمود باشا]] وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد العثمانيين.<ref>Halil İnalcık, Donald Quataert (19894). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 333. ISBN 0-521-34315-1.</ref>

ولي [[رضوان باشا]] [[إيالة اليمن]] عام [[1564]]م وأصبح محمود باشا حاكما لمصر. وأخذ رضوان باشا بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] في [[إسطنبول]]، فبرر محمود باشا إخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى [[بكلربك]]يان ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] وأرسلوا مراد باشا ليتولى [[تهامة]] وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرا للأئمة ال[[زيدية]] <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.159</ref> تظاهر [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلا عنه عام [[1567]]. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح [[صنعاء]] وساندته قبائل [[الجوف (محافظة)|الجوف]] البدوية وراسل المطهر أمير [[مديرية بعدان|بعدان]] فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في [[ذمار (محافظة)|ذمار]]. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] في [[صنعاء]] عام [[1567]]<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.180</ref>
تقدم بدو [[الجوف (محافظة)|الجوف]] نحو [[تعز]] ومن ثم [[عدن]] وعندما علم سلطان [[الشحر]] في [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] بقدومهم [[عدن]]، قام بإرسال المؤن للعثمانيين فيها<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.190</ref> كانت [[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] خاضعة لعدة إمارات صغيرة لم يهتم بها العثمانيون واكتفوا بأمرهم ذكر سلاطين آل عثمان في خطب الجمعة وخشي سلطان [[الشحر]] تقدم الزيدية من [[عدن]] نحوه.

[[ملف:Thula fortification2.jpg|1100بك|تصغير|مركز|<div style="text-align: center;"> أحد حصون [[مدينة ثلاء|ثلا]] في [[عمران (محافظة)|عمران]] حيث تحصن [[المطهر بن يحيى شرف الدين]] </div>]]

بعد مقتل مراد باشا وفناء غالب الجيش العثماني في اليمن، أمر [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] [[لاله مصطفى باشا]] بالتوجه إلى اليمن، رفض في البداية ولم ينصع إلا بعد أن رأى غضب السلطان <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.198</ref> توجه [[لاله مصطفى باشا]] إلى [[مصر]] وحاول جمع القوات إلا أن الجيش التركي في [[مصر]] رفض التوجه إلى اليمن، فأرسل اللاله مصطفى باشا اثنان من [[رقيب (رتبة عسكرية)|جواويش]] [[مصر]] برسالة يعرضان على المطهر الصلح ويأمرانه بالطاعة بل طالبوه بالاعتذار والقول أنه لم يأمر بأي عمل ضد القوات العثمانية وأن ما حدث صدر عن «العربان الجهلة» وليس من «حضرته الشريفة» على حد تعبيرهم <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.198-200</ref> رفض الإمام المطهر وبعث رسالته إلى [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] مع [[رقيب (رتبة عسكرية)|الجاويش]] مصطفى باشا <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.204</ref> أرسل [[لاله مصطفى باشا]] القائد عثمان باشا الذي وصل [[تعز]] عام [[1569]] وحاصر [[قلعة القاهرة (تعز)|قلعة القاهرة]] ولم يستطع العسكر العثماني الوصول إليها ولا إصابتها وقطعت عليهم القبائل المؤن وحاصرتهم وتعرض الجيش العثماني لخسائر فادحة <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.208</ref>

خاض العثمانيون ثمانين معركة مع ال[[زيدية]] توجت بمقتل مراد باشا قرب [[ذمار (محافظة)|ذمار]]، ولكن كان العثمانيين في أوج قوتهم ولم يكونوا على استعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادة [[سنان باشا]]، قائد عثماني بارز من أصل [[ألبانيا|ألباني]]، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن<ref>Abdul Ali ''slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times'' P.103 M.D. Publications Pvt. Ltd., 1996 ISBN 81-7533-008-2</ref> عزل السلطان [[سليم الثاني]] ال[[لاله مصطفى باشا]] لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر بإعدام عدد من أمراء [[سنجق|السناجق]] في [[مصر]] وولى [[سنان باشا]] مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي في [[مصر]] إلى اليمن<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.210</ref> قدم [[سنان باشا]] من [[مصر]] ونزل [[مكة]] ومر [[جيزان|بجيزان]] و[[زبيد (الحديدة)|زبيد]] وخلص [[عدن]] و[[تعز]] و[[إب]] من أتباع المطهر ثم حاصر [[شبام كوكبان]] لسبعة أشهر انتهت بتوقيع [[هدنة]].<ref>Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic p.139</ref> استمر العثمانيون بتعقب الإمام المطهر وأنصاره لا يسيطرون على قرية إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد، ولاحظ العثمانيون أن القبائل كانت تشعل النيران كلما انسحبت نحو الجبال وذلك لإعلام القبائل الأخرى أنهم لا زالوا أحياء ولم يستطع العثمانيون القضاء على الإمام المطهر.<ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.164</ref><ref>Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978, pp. 139-41</ref>

توفي الإمام المطهر عام [[1572]] ولم يتحد ال[[زيدية]] عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء المطهر مع [[الحسن بن علي بن داود]] فاستغل العسكر الانقسام وتمكن العثمانيون من اقتحام [[صنعاء]] و[[صعدة]] و[[منطقة نجران|نجران]] عام [[1583]] بدعم من ال[[إسماعيلية]] المناهضين للزيود <ref>Michel Tuchscherer, 'Chronologie du Yémen (1506-1635)', Chroniques yémenites 8 2000</ref><ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.9</ref> تحصن الحسن في [[شهارة]] وتم اعتقاله عام [[1585]] وسُجن في [[صنعاء]] ثم نُقل إلى [[تركيا]] ومات فيها. كان ال[[زيدية]] هاجس العثمانيين الأكبر في [[شبه الجزيرة العربية]] <ref>Harold F. Jacob,Kings of Arabia : the rise and set of the Turkish Sovereignty in the Arabian Peninsula p.70</ref> فكفرهم العثمانيون ورموهم بالإلحاد وال[[زندقة]] ولم يكفروا ال[[إسماعيلية]] ذلك أنهم كانوا متعاونين معهم ضد ال[[زيدية]] وكانوا يبررون وجودهم في اليمن بأنه نصرة للإسلام <ref>Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī ''Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71'' p.297</ref> ولكن الحقيقة أنهم أرادوا التحكم بحركة التجارة عبر [[البحر الأحمر]].<ref>Ahmed Akgündüz, Said Öztürk ''Ottoman History: Misperceptions and Truths'' p.558</ref>

=== الدولة القاسمية ===
{{مفصلة|الدولة القاسمية|القاسم بن محمد بن القاسم|المؤيد محمد بن القاسم|الإمامة الزيدية}}
[[ملف:Sa'dah 01.jpg|220بك|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;"> [[صعدة]] معقل الأئمة الزيدية </div>]]
لم تكن هناك قيادة سياسية موحدة في المرتفعات عقب اعتقال الإمام [[الحسن بن علي بن داود]] ونفيه إلى [[تركيا]]، فعرض تلاميذ الفقيه [[القاسم بن محمد بن علي|المنصور بالله القاسم]] عليه الإمامة في [[صنعاء]] ولكنه رفض في البداية، ولكن تزايد الترويج للمذهب [[حنفية|الحنفي]] على حساب ال[[زيدية]] أغضب الإمام [[القاسم بن محمد بن علي|المنصور بالله القاسم]] فتوجه لأرياف [[صنعاء]] وبدأ بحشد الأنصار لقتال العثمانيين في [[سبتمبر]] [[1597]]، <ref>R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a' :An Arabian Islamic City. London 1983, p. 72</ref> وهو نفس العام الذي افتتحت فيه السلطات العثمانية [[جامع البكيرية]] في [[صنعاء]].<ref>RB Serjeant, R. Lewcok, San'a' :An Arabian Islamic City 1983. p.375</ref>

انضمت قبائل [[همدان (قبيلة)|همدان]] و[[خولان]] و[[سنحان]] و[[شهارة|الأهنوم]] لتمرد الإمام المنصور بالله القاسم واستعاد الإمام [[صعدة]] و[[عمران (محافظة)|عمران]] و[[حجة (محافظة)|حجة]] ما بين عام [[1599]] ـ [[1602]] ووقع جعفر باشا [[هدنة]] لعشر سنوات مع الإمام والاعتراف به إماما على المرتفعات عام [[1608]]<ref>Abd al-Samad al-Mawza'i ''Dukhul al-'Uthmdniyyin al-awwal'' 1986 p.116</ref>
شنت قبائل [[خولان]] هجوماً آخر على العثمانيين عام [[1610]] كلف العثمانيين خسائر كبيرة واستمر القتال حتى عام [[1616]] عندما عُزل جعفر باشا وعين الحاج محمد باشا والياً بدلا عنه، <ref>Serjeant, R. Lewcok ''San'a An Arabian islamic city'' p.73</ref> قام محمد باشا بإنشاء سلطة لتلقي الشكاوي أسماها ''ديوان المظالم'' عام [[1617]]، ورفض تمديد الهدنة بين العثمانيين والإمام القاسم فاستمر القتال في [[مايو]] [[1617]]، واستعاد أمير محلي تسميه المصادر العثمانية بالشرجبي واسمه علي [[تعز]] عام [[1619]]، فوقع محمد باشا على هدنة لعشر سنوات مع الإمام المنصور القاسم.<ref>Abd al-Samad al-Mawza'i ''Dukhul al-'Uthmdniyyin al-awwal'' 1986 p.152-169</ref>

توفي الإمام [[القاسم بن محمد بن علي|المنصور بالله القاسم]] في [[فبراير]] [[1620]]، وخلفه ابنه [[المؤيد محمد بن القاسم|المؤيد بالله محمد]]. استمرت الهدنة حتى العام [[1626]] عندما استعاد الإمام [[المؤيد محمد بن القاسم|المؤيد بالله محمد]] المرتفعات و[[محافظة صبيا|صبيا]] و[[أبو عريش]] واتفق مع شيخ قبلي من [[أبين (محافظة)|أبين]] على محاصرة [[لحج (توضيح)|لحج]] و[[عدن]]، وبحلول عام [[1627]] كان معظم اليمن باستثناء الموانئ، قد تخلص من حكم العثمانيين، <ref>C. G. Brouwer and A. Kaplanian,'' Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630'' p.173</ref> عُزل محمد باشا وعين حيدر باشا بدلا عنه، وقام الأخير باقتراح [[هدنة]] جديدة مع الإمام المؤيد بالله لخمسة أشهر، خلال الخمسة أشهر طلب حيدر باشا دعما من عبدين باشا المرابط في [[سواكن|مدينة سواكن السودانية]]، فنزل عبدين باشا [[المخا]] وحاول استعادة [[تعز]] ولكنه هُزم واضطر للتراجع إلى [[المخا]] عام [[1628]].<ref>C. G. Brouwer and A. Kaplanian,'' Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630'' p.50-51</ref> فأرسل [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] قانصوه باشا بدلا عنه عام [[1629]]، فنزل [[جيزان]] ثم [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] وأعدم عبدين باشا وسجن حيدر باشا، <ref>C. G. Brouwer and A. Kaplanian,'' Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630'' p.53</ref> وحاول قانصوه باشا استعادة [[تعز]] ولكنه اضطر للتراجع إلى [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] ووقع على [[هدنة]] جديدة مع الإمام المؤيد عام [[1630]].<ref>Yahya b. al-Husayn ''al-Amani Ghayat fî akhbâr qutr al-al-Yamani'',Vol 2 p,829</ref>

[[ملف:Shaharah Bridge.jpg|300بك|تصغير|<div style="text-align: center;"> جسر قديم بين جبلين في [[شهارة]]، أحد حصون الأئمة الزيدية </div>]]
تمكن الإمام المؤيد من استعادة [[زبيد (الحديدة)|زبيد]] عام [[1634]]، وعندما فنيت أغلب قوات قانصوه باشا أعطى الإمام المؤيد للعثمانيين فرصة الانسحاب سلميا من [[المخا]] آخر معاقلهم، وكان السبب الرئيس لنجاح الإمام المؤيد هو تعلم القبائل استخدام الأسلحة النارية،<ref>R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p. 146</ref> بالإضافة إلى توحدها خلف بيت القاسم إذ تمكن المؤيد من إقناع القبائل بأنه وأسرته من يستحقون الإمامة.<ref>Musflafâ Sayyid Salim Al-fath al-'Uthmani Awal li-l-Yaman, 1538-1635 p.357</ref> ويعد والده الإمام [[القاسم بن محمد بن علي|المنصور القاسم]] مؤسس ماعٌرف بـ«الدولة القاسمية» التي يمكن اعتبارها أقوى دول [[الإمامة الزيدية]].<ref>Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978 p.73</ref>
قام الإمام المؤيد بإتلاف ال[[تبغ]] الذي دخل اليمن عام [[1603]] ولكنه لم ينجح في منعه تماماً، وترك عدة مؤلفات عن تفسيراته [[الشريعة الإسلامية|للشريعة الإسلامية]]، ولكنه تراجع عن محاولة فرض بعض رؤاه خوفا من تأليب القبائل ضده، <ref>R.B. Serjeant & R. Lewcock, ''San'a'; An Arabian Islamic City''. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p.79</ref> ووزع البقية من الجنود «الأتراك» في الأرياف لمساعدة المزارعين. والحقيقة أن المشاة في قوات قانصوه باشا لم يكونوا من الأتراك بل من الفلاحين المصريين.<ref>Jane Hathaway''A Tale of Two Factions: Myth, Memory, and Identity in Ottoman Egypt and Yemen''</ref><ref>Yahya b. al-Husayn ''al-Amani Ghayat fî akhbâr qutr al-al-Yamani'',Vol 2 p,813</ref>

أرسل الإمام المؤيد بالله جيشا للسيطرة على [[مكة]] في [[مارس]] [[1632]]،<ref group="ملاحظة">وفقا لهذا التأريخ، يكون انسحاب العثمانيين من [[المخا]] قد حدث وفق رواية أخرى عام [[1626]] وليس [[1634]].</ref> وتمكن الجيش المكون من ألف مقاتل من قتل «شريف مكة»، واقتحموا المدينة ونسب العثمانيون لهم عددا من الفظائع.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Accounts and Extracts of the Manuscripts in the Library of the King of France|مسار= http://books.google.com/books?id=_WJFAAAAYAAJ&pg=PA75|المجلد=2|سنة=1789|ناشر=R. Faulder|صفحة=75|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200614074708/https://books.google.com/books?id=_WJFAAAAYAAJ&pg=PA75|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}</ref> لم يكن العثمانيين مستعدين لخسارة [[مكة|مكة المكرمة]] بعد اليمن، فأرسلوا قوة كبير من [[مصر]] لتخليص مكة من ال[[زيدية]]، فانسحب ال[[زيدية]] أو «العربان» وفقا للعثمانيين ناحية [[وادي فاطمة]] للفارق العددي بينهم وبين الجيش العثماني، وتوجه العثمانيون نحو الآبار التي تزود اليمنيين بالمياه وغمروها، وكانت خطة ناجحة وفقد خلالها جيش الإمام المؤيد مئتي مقاتل من العطش.<ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Accounts and Extracts of the Manuscripts in the Library of the King of France|مسار= http://books.google.com/books?id=_WJFAAAAYAAJ&pg=PA77|المجلد=2|سنة=1789|ناشر=R. Faulder|صفحة=77|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200319072121/https://books.google.com/books?id=_WJFAAAAYAAJ&pg=PA77&hl=en|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}</ref> وفي النهاية استسلم الزيدية ووافق [[خليل باشا]] على عودتهم إلى اليمن ولكنه أعدم أربعة من قادة الجيش.<ref name="مولد تلقائيا4"/>

توفي الإمام [[المؤيد محمد بن القاسم]] عام [[1644]]، واقتتل أبناء «الإمام المنصور بالله القاسم» على الإمامة حتى انتزعها المتوكل على الله [[إسماعيل بن أحمد الكبسي]] في نفس العام، وتوجه إلى [[عدن]] و[[محافظة لحج|لحج]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] وطرد بقية الجند العثماني فيها وسيطر على [[منطقة عسير|عسير]] <ref>Kjetil Selvik, Stig Stenslie ''Stability and Change in the Modern Middle East'' p.90</ref><ref>Anna Hestler, Jo-Ann Spilling ''yemen'' p.23</ref><ref>Richard N. Schofield ''Territorial foundations of the Gulf states'' p.54</ref> و[[حضرموت (محافظة)|حضرموت]] و[[ظفار (محافظة)|ظفار]] عام [[1654]]، <ref>Dieter Vogel, Susan James ''Yemen'' p.43 APA Publications, Oct 1, 1990</ref><ref>James Hastings ''Encyclopaedia of religion and ethics'', Volumes 11-12 p.844</ref> وتمكنت اليمن من توطيد علاقات تجارية مع [[سلطنة مغول الهند|إمبراطورية مغول الهند]] وكانت مدينة [[سورت|سورات]] الهندية الشريك التجاري الأكبر وتبادل البعثات الدبلوماسية مع السلطان العثماني في [[جدة]] و[[عباس الثاني الصفوي]] في [[إيران]]، <ref>Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic Boulder 1978, p. 147</ref> و[[إثيوبيا]] كذلك أرسلت ثلاث بعثات ولكنها لم تتطور لحلف سياسي ضد العثمانيين كما أراد الإمبراطور [[فاسيليداس]] للضعف الذي أصاب أباطرة [[إثيوبيا]] وظهور إقطاعيين أقوياء في بلادهم.<ref>Roman Loimeier ''Muslim Societies in Africa: A Historical Anthropology'' p.193</ref> وكان عصر المتوكل على الله [[إسماعيل بن أحمد الكبسي]] (1597-1872م) من أزهى عصور الأئمة، حيث تم له استكمال السيطرة الكاملة على [[إقليم اليمن|اليمن الكبرى]] من شرق منطقة [[ظفار (محافظة)|ظفار]] [[سلطنة عمان|عمان]] إلى أقصى مناطق [[منطقة عسير|عسير]] على حدود [[الحجاز]] غرباً.

وبعد جلاء العثمانيين من [[اليمن]]، اقتصر حكم الأئمة على المناطق العليا «الشمالية» من اليمن باستثناء فترات قليلة من حكم بعض الأئمة الذي كان يمتد نفوذهم إلى القسم الأسفل من اليمن والمناطق الغربية والشرقية والجنوبية، واتسم حكم الأئمة الأول بالاضطراب، وعدم الاستقرار، وخرجت كثير من المناطق من تحت أيديهم نتيجة تنازع أسرة آل القاسم على الإمامة.

توفي المتوكل على الله [[إسماعيل بن أحمد الكبسي]] عام [[1676]] وخلفه ابن أخيه [[أحمد بن الحسن بن القاسم]] بعد نزاع مع ابن عمه على الإمامة. لم تستطع الدولة القاسمية الحفاظ على ما أنجزه الإمام [[إسماعيل بن أحمد الكبسي]] لأكثر من ثمانين سنة لعدة أسباب، <ref>T. Klaric, 2000: Power and successions within the qâsimide Dynasty (seventeenth century): The beginning of the reign of Imam al-Nasir Muhammad, memory for obtaining mastery of Arabic, University of Aix-Marseille I .</ref> أهمها قيام الأئمة بتعيين أقاربهم على المناصب الإدارية، بمرور الوقت تحول جزء كبير من أرجاء البلاد إلى [[إقطاعية|إقطاعيات]] شبه مستقلة، ولأن الدولة لم تتبع طريقة الخلافة قانونا واضحاً فعقب وفاة كل إمام، يجمع أبناؤه وأبناء عمومتهم أنصارهم من القبائل ويتقاتلون على المنصب وهو ما أضعف الدولة كثيراً وسمح لزعماء الإقطاعيات بالاستقلال.

[[ملف:Mocha1692.jpg|300بك|تصغير|<div style="text-align: center;"> [[المخا|ميناء المخا]] عام [[1692]]، كان من أهم الموانئ ومن خلاله عرف العالم القهوة </div>]]
حدث الانفصال الأول للمناطق الشرقية، والجنوبية في بداية الانسحاب العثماني الأول، حيث صار أمر كل من [[عدن]] و[[محافظة لحج|لحج]] و[[أبين (محافظة)|أبين]] إلى [[سلطنة لحج]] في 1145هـ ، كما صار أمر المناطق الأخرى إلى سلاطين وأمراء، واستمرت [[عدن]]، وإمارات الجنوب منفصلة عن [[الإمامة الزيدية]] في الشمال، ويحكمها أمراء، وسلاطين حتى احتلت [[الإمبراطورية البريطانية]] [[عدن]] في [[19 يناير]] عام [[1839]]م.

كانت الدولة القاسمية غير مركزية واتسمت هذه الفترة بنشاط تجاري كبير وبالذات في [[المخا]] و[[اللحية (مدينة)|اللحية]] وغيرها من الموانئ في [[تهامة]] اليمن.<ref>Carsten Niebuhr ''Beschreibung von Arabien: aus eigenen beobachtungen und im Lande'' P.249 Princeton University Press 2008</ref> وفي هذه الفترة كذلك، ظهرت الزعامات القبلية البارزة في اليمن اليوم وأبقت عائلات زيدية أرستقراطية أخرى على مكانتها إلى جانب بيت القاسم مثل بيت شرف الدين على سبيل المثال، كانوا يحكمون بشكل مستقل تقريباً منطقة واسعة غرب صنعاء رغم وجود القاسمية، وكانت أجزاء من عسير من فترة طويلة قبل القاسمية ضمن نفوذ سلالة الإمام [[عبد الله بن حمزة]].<ref>Paul Dresch ''A History of Modern Yemen'' P.21 Cambridge University Press, 2000 ISBN 0-521-79482-X</ref> كانت دولة [[إقطاعية]] كالإقطاعيات في أوروبا خلال [[العصور المظلمة (علم التأريخ)|العصور المظلمة]] يتحكم فيها أمراء محليون بشؤون مناطقهم بشكل شبه مستقل كمعظم تاريخ اليمن وشبه الجزيرة بشكل عام وانتهى بها المطاف للتفكك حتى عودة العثمانيين عام [[1872]].

=== عودة العثمانيين ===
{{مفصلة|اليمن في العهد العثماني|ولاية اليمن}}
[[ملف:Mukhtar Pasha.jpg|200بك|تصغير|يمين|<div style="text-align: center;">[[ولاية اليمن|والي اليمن]] [[أحمد مختار باشا]]</div>]]
[[ملف:Yahya Muhammad Hamid ed-Din.jpg|240بك|تصغير|يمين|الإمام [[يحيى حميد الدين]] مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية.]]
عاد العثمانيون من جديد وسقط ما تبقى من دولة القاسمية وأسسوا [[ولاية اليمن]] عام [[1872]] والتي ضمت نفس مناطق [[إيالة اليمن]] السابقة باستثناء المناطق الجنوبية، حاول العثمانيون ضم [[صنعاء]] للمرة الأولى عام [[1849]] ولكنهم تعرضوا لخسائر فادحة، وخسروا 1500 جندي خلال المحاولة الفاشلة.<ref>Caesar E, Farah, ''The Sultan's Yemen; 19th-Century Ottomane Rule'' London 2002, pp. -54</ref> والحقيقة أن العثمانيين سيطروا على مدن في [[تهامة]] وطلب تجار من [[صنعاء]] منهم السيطرة على المدينة، والسبب في ذلك كان يأسهم من قدرة مشايخ القبائل والأئمة الزيدية على فرض الأمن فرأى أولئك التجار في العثمانيين طرفا محايداً لفرض الأمن بين تلك القبائل والأئمة المتنازعين، بالإضافة لإدراكهم أن العثمانيين سيصبحون زبائنهم ما استتب الأمن في البلاد.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Caesar E. Farah|تاريخ=2002|عنوان= The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule|مسار= https://archive.org/details/sultansyementhce00fara|ناشر= I.B.Tauris|صفحة= [https://archive.org/details/sultansyementhce00fara/page/n81 59]|ردمك=1860647677|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220927204358/https://archive.org/details/sultansyementhce00fara|تاريخ أرشيف=2022-09-27}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Reeva S. Simon, Michael Menachem Laskier, Sara Reguer|تاريخ=2013|عنوان=The Jews of the Middle East and North Africa in Modern Times|سنة=2003|مسار=https://archive.org/details/jewsmiddleeastno00simo_261|صفحة=[https://archive.org/details/jewsmiddleeastno00simo_261/page/n412 390]|ناشر=Columbia University Press|ردمك=0231507593}}</ref>

ومثل دخولهم الأول، سيطر العثمانيون على [[تهامة]] أولاً وتعلموا من تجربتهم السابقة فعملوا على ما أسموه ''تطوير اليمن'' فأدخلوا المطابع وبنو المدارس بل عملوا على [[علمانية|علمنة]] المجتمع اليمني، وإزالة الطبقية الاجتماعية السائدة وحاولوا عزل القوى التقليدية المهيمنة المتمثلة بمشايخ القبائل والأئمة الزيدية<ref>Thomas Kuehn ''Empire, Islam, and Politics of Difference: Ottoman Rule in Yemen, 1849-1919'' p.88</ref> في نفس الوقت، كان الفساد مستشريا في الولاية والسبب في ذلك هو أن معظم المسؤولين العثمانيين كانوا يتحاشون الذهاب إلى اليمن فأسوأ القادة العثمانيين تم إرسالهم إلى البلاد.<ref name="Doğan Gürpınar p.71">Doğan Gürpınar ''Ottoman/Turkish Visions of the Nation, 1860-1950'' p.71 Palgrave Macmillan, 2013 ISBN 1-137-33421-5</ref> خلال عملية العلمنة ومحاولة العثمانيين تعريف السكان بمفاهيم المواطنة - [[التنظيمات العثمانية]] كانت مبنية على أسس أوروبية -، بدأ [[يهود اليمن]] بتعريف أنفسهم بحيثيات قومية يمانية وإعادة صياغة العلاقة التي تجمعهم بالمسلمين ومسائلة الواقع المفروض عليهم مثل عدم قدرتهم على بناء بيوت تتجاوز الطابقين وحرمانهم من الخدمة المدنية والعسكرية وحصر دورهم في المجتمع كحدادين وصاغة ذهب وصناع خناجر.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Ari Ariel|تاريخ=2013|عنوان=Jewish-Muslim Relations and Migration from Yemen to Palestine in the Late Nineteenth and Twentieth Centuries|صفحة=37-38|ناشر=BRILL|ردمك=9004265376}}</ref> وعاقب العثمانيون من يرمي اليهود بالحجارة أو يشدهم من أزلافهم في الشارع.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Tudor Parfitt|تاريخ=1996|عنوان=The Road to Redemption: The Jews of the Yemen, 1900-1950|صفحة=88|ناشر=BRILL|ردمك=9004105441}}</ref>

قسم العثمانيون ما كانوا يحكمونه إلى أربعة ألوية وهي: [[لواء صنعاء]]، [[لواء عسير]]، [[لواء الحديدة]] (تهامة)، [[لواء تعز]]، كان العثمانيون يسيطرون على المدن الرئيسية ولم يستطيعوا إحكام سيطرتهم على الأرياف حيث القبائل.<ref name="Doğan Gürpınar p.71" /> اقترح [[أحمد عزت باشا]] العودة إلى [[تهامة]] وعدم التوغل في المرتفعات، ولعب دور الوسيط بين القبائل عوضاً عن إنهاك العسكر في معارك مستمرة غير مجدية ضدهم.<ref name="Doğan Gürpınar p.71"/> كان العثمانيون حريصون على كسب ولاء القبائل ضد الإنجليز لأن كلا الطرفين كان يحاول استمالة مشايخ القبائل إلى جانبه ودعمه ليخوض حروبا بالوكالة ضد الآخر.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Caesar E. Farah|تاريخ=2002|عنوان= The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule|مسار= https://archive.org/details/sultansyementhce00fara|ناشر= I.B.Tauris|صفحة= [https://archive.org/details/sultansyementhce00fara/page/n173 151]|ردمك=1860647677|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220927204358/https://archive.org/details/sultansyementhce00fara|تاريخ أرشيف=2022-09-27}}</ref> ولكن لم يكتب لخططهم النجاح فقد تمكن ال[[زيدية]] من إشغال العثمانيين وأفشلوا كل المخططات العثمانية لإخضاعهم.<ref>B. Z. Eraqi Klorman ''The Jews of Yemen in the Nineteenth Century: A Portrait of a Messianic Community'' p.11</ref>

في الفترة ما بين [[1904]] ـ [[1911]] بلغت خسائر العثمانيين عشرة آلاف جندي وخمسمائة ألف [[جنيه إسترليني]] في العام الواحد.<ref>Eugene L. Rogan ''Frontiers of the State in the Late Empire: Transjordan, 1850-1921'' p.16</ref> كان سكان المدن في اليمن يؤيدون العثمانيين ولكن اضطرت الدولة للاستسلام للإمام يحيى في النهاية عام [[1911]] لإن مشايخ القبائل في المرتفعات الشمالية كانوا يهاجمون العثمانيين باستمرار.<ref>paul dresch ''tribes government and history in yemen'' p.219</ref>

عقد العثمانيون اتفاقية مع الإمام [[يحيى حميد الدين]] عرفت ب[[اتفاقية دعان]] في [[9 أكتوبر]] [[1911]] وأقرها [[فرمان]] عثماني في [[1913]]، <ref>دكتور سيد مصطفى سالم؛ الفتح العثماني الأول لليمن 1538 ـ 1635م، الطبعة الخامسة نوفمبر 1999م، دار الأمين للطباعة والنشر والتوزيع ـ القاهرة ـ مصر العربية.</ref> وسميت بهذا الاسم نسبة إلى [[حصن دعان]] في [[عمران (محافظة)|محافظة عمران]]، وحددت مدتها بعشر سنوات تهدف الاتفاقية إلى تحقيق الأمن والسلام في البلاد اليمنية. فكانت الاتفاقية بين العثمانيين والإمام يحيى [[هدنة]] ولم يرحلوا بالكلية بعد ولكن كان الإمام [[يحيى حميد الدين]] يحكم المرتفعات الشمالية فعلياً.<ref>Bernard Reich ''Political Leaders of the Contemporary Middle East and North Africa'' p.508 Greenwood Publishing Group, Jan 1, 1990</ref> نصت الإتفاقية على أن يحكم الإمام المرتفعات الشمالية/الزيدية حكما ذاتياً ويبقى العثمانيون في المناطق الشافعية أي المناطق الوسطى من الجمهورية اليوم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Randall Baker|تاريخ=1979|عنوان=King Husain and the Kingdom of Hejaz|صفحة=27|ناشر=The Oleander Press|ردمك=0900891483}}</ref> وبقيت [[عدن]] محكومة من [[الإمبراطورية البريطانية]].

=== خروج العثمانيين من اليمن ===
أنهت [[هدنة مودروس]] الموقعة في [[30 أكتوبر]] [[1918]]، العمليات القتالية في القتال في الشرق الأوسط بين الدولة العثمانية والحلفاء خلال [[الحرب العالمية الأولى]]، وبموجبها حصلت [[المملكة المتوكلية اليمنية]] على استقلالها.

== المعالم التاريخية ==
تعد المساجد والأضرحة من أبرز معالم [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]] في اليمن، ومنها [[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير]] بصنعاء، و[[جامع الجند]] بتعز و[[جامع أحمد بن علوان|جامع وضريح الشيخ أحمد بن علوان]] بتعز، و[[مسجد أبان]] بعدن.
{{أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير]] ب[[صنعاء]]: '''
|-
|[[ملف:big.jame3.jpg|240بك]]
|-
|بني في عهد الرسول [[محمد|محمد بن عبد الله]] في السنة السادسة للهجرة وهو أحد أقدم المساجد الإسلامية، عثر علماء الآثار على اثني عشر مصحفا قديما أحدها كتب بخط [[علي بن أبي طالب|الإمام علي]] وكذلك أربع آلاف مخطوطة عربية نادرة من صدر الإسلام ومراسلات من العهد الأموي.
|}
{{فاصل أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[جامع الجند|مسجد الجند]] ب[[تعز]]: '''
|-
|[[ملف:Jennad_Mosque_(13381757945)_(2).jpg|240بك]]
|-
|[[جامع الجند|مسجد الجند]]، ثاني أقدم مسجد في اليمن بناه [[معاذ بن جبل]] قرب تعز بأمر من النبي محمد ويحرص اليمنيون على ارتياده في أول جمعة من شهر رجب كونها أول جمعة خطب فيها معاذ من خلال منبره.
|}
{{فاصل أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[زبيد (الحديدة)|حاضرة زبيد التاريخية]]: '''
|-
|[[ملف:Zabid flickr01.jpg|240بك]]
|-
|هي مدينة يمنية ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، كانت عاصمة [[اليمن]] من [[القرن 13|القرن الثالث عشر]] إلى [[القرن 15|القرن الخامس عشر]]،<ref>[http://whc.unesco.org/en/list/611 611] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180319195845/http://whc.unesco.org/en/list/611 |date=19 مارس 2018}}</ref> اتسمت زبيد بأهمية جمة في [[الوطن العربي|العالم العربي]] والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية.<ref>{{استشهاد ويب | عنوان = مركز التراث العالمي - زبيد| مسار = http://whc.unesco.org/ar/list/611#top | تاريخ الوصول = 2015-03-14  | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190403212156/http://whc.unesco.org/ar/list/611 | تاريخ أرشيف = 3 أبريل 2019 }}</ref>
|}
{{نهاية أعمدة متعددة}}
{{أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[مخطوطات صنعاء]]:'''
|-
|
<div style="text-align: center;">
[[ملف:Sana'a1 Stanford '07 recto.jpg|120بك]]</div>
|-
| تعد من أقدم النصوص القرآنية الموجودة <ref>Der Islam. Volume 87, Issue 1-2, Pages 1–129</ref> تم اكتشافها مع عدد من المخطوطات التاريخية في [[الجامع الكبير (صنعاء)|الجامع الكبير]] ب[[صنعاء القديمة]] عام [[1972]] على [[طرس]] وتعود للعصور الأولى للإسلام ويُعتقد أنها كتبت بخط [[علي بن أبي طالب]].<ref name="مولد تلقائيا1" /> 
|}
{{فاصل أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[مسجد أبان]] ب[[عدن]]:'''
|-
|[[ملف:Masjid aban-aden.jpg|250بك]]
|-
| من أقدم المساجد في [[عدن]]، وينسب بناؤه إلى [[أبان بن عثمان بن عفان]]، ويقال إلى نجله الحكم عندما قدم قاضياً إلى عدن في 150 هجرية، وقد تم ترميمه مرات عدة آخرها في عام [[1419 هـ]] الموافق [[1998]]م.<ref>{{استشهاد ويب | عنوان = صحيفة الأيام عدن وآثارها .. وطمس تاريخ عريق| مسار = http://www.al-ayyam.info/news/69305 | تاريخ الوصول = 2015-03-15  | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171215053137/http://www.al-ayyam.info/news/69305 | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2017 |url-status=dead}}</ref>
|}
{{فاصل أعمدة متعددة}}
{| class="wikitable"
|bgcolor=gainsboro rowspan=4|
|'''[[المدرسة العامرية (اليمن)|المدرسة العامرية]] ب[[رداع]]:'''
|-
|[[ملف:amiriya school.jpg|240بك]]
|-
| هي مؤسسة تعليمية أُنشئت في [[اليمن]] عام [[1504]] أيام الملك [[الظافر عامر بن عبد الوهاب|الظافر عامر بن عبدالوهاب]] ملك [[الدولة الطاهرية (اليمن)|الدولة الطاهرية]] وسميت باسمه، وهي مثال على الهندسة المعمارية للدولة الطاهرية، وكانت المدرسة بحالة سيئة حتى عام [[1978]]، وعملت العالمة [[سلمى الراضي]] على إعادة ترميمها.<ref>[https://www.nytimes.com/2010/10/15/world/15alradi.html?_r=0 Selma Al-Radi, Restored Historic Madrasa, Dies at 71" "New York Times", ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150222181948/http://www.nytimes.com/2010/10/15/world/15alradi.html?_r=0 |date=22 فبراير 2015}}</ref> 
|}
{{نهاية أعمدة متعددة}}

== مراجع رئيسية ==
* أيمن فؤاد سيد (1988). «تاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن» الدار المصرية اللبنانية.
* د/ محمد عبده محمد السروري (2003). «تاريخ اليمن الإسلامي منذ قيام الدولة الصليحية حتى نهاية الدولة الأيوبية (429-626 هـ)». صنعاء: مكتبة خالد بن الوليد.
* د/ حسين عبد الله العمري (1997م). «تاريخ اليمن الحديث والمعاصر 922-1336 هـ / 1516-1918». دمشق: دار الفكر.
* [[عبد الواسع الواسعي|عبد الواسع بن يحيى الواسعي اليماني]] (1991). «فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن». مكتبة اليمن الكبرى.
* عبد الله بن علي الوزير (1985). "تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الهجري – السابع عشر الميلادي" 1045-1090 هـ / 1635-1680 م". بيروت: دار المسيرة للطباعة والصحافة والنشر.
* فؤاد عبد الغني محمد الشميري (2004). «تاريخ اليمن سياسياً وإعلامياً من خلال النقود العربية الإسلامية للفترة ما بين القرنين الثالث والتاسع». وزارة الثقافة.
* عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع. «تاريخ اليمن في الإسلام في القرون الاربعة الهجرية الأولى».

== ملاحظات ==
<references group="ملاحظة"/>
== المصادر ==
<div style="height:250px; width:100%; overflow:auto; padding:3px; border:solid 1px;">
{{مراجع|2}}
</div>

== انظر أيضا ==
* [[تاريخ اليمن]]
* [[خط زمني لتاريخ اليمن]]
{{مواضيع اليمن}}
{{تاريخ شبه الجزيرة العربية}}
{{تاريخ الوطن العربي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ|التاريخ الإسلامي|اليمن|تاريخ آسيا|تاريخ الشرق الأوسط}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=12 أغسطس 2015|النسخة=16570902}}

[[تصنيف:تاريخ اليمن الإسلامي| ]]
[[تصنيف:الإسلام في اليمن]]
[[تصنيف:تاريخ الإسلام حسب البلد]]