عرض مصدر العمارة في فلسطين

{{ثقافة فلسطين}}
تُشكّل '''العمارة في فلسطين''' جزءًا مهمًا من التراث الثقافي [[فلسطينيون|للشعب الفلسطيني]]. وتُشير إلى [[طرز معمارية|طُرُز متعددة]] من الفن المعماري التقليدي والمعاصر في [[فلسطين|فلسطين التاريخيّة]] عبر فترات زمنيّة مختلفة. وتُعتبر [[عمارة عامية|العمارة المحليّة]] في فلسطين جزءًا من [[عمارة عربية|العمارة العربيّة]] و[[شرق المتوسط|المتوسطيّة]] و[[عمارة إسلامية|الإسلاميّة]] المحيطة، حيث أن هناك تشابهًا في استخدام العناصر والتفاصيل ومواد البناء مع أجزاء أخرى من [[بلاد الشام]].<ref name="بشارة" />

تمتلك فلسطين أسلوبًا معماريًا واسعًا ومتنوعًا لا يمكن تصنيفه ببساطة وفقًا للفترات التاريخيّة فحسب، وإنمّا حسب طبيعة المواد المُستخدمة أيضًا. ويرجع ذلك إلى أن هذه العمارة غنيّة بموروثها من المباني والمفردات المعماريّة، بالإضافة إلى دور العديد من الدول التي حكمت البلاد واحتلّتها، حيث امتزج الطابع المحلي مع الأجنبي.<ref name=Fuchsp173>Ron Fuchs in Necipoğlu, 1998, p. [https://books.google.com/books?id=FG6ZlkRjD2IC&pg=PA173 173] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200314120917/https://books.google.com/books?id=FG6ZlkRjD2IC&pg=PA173 |date=14 مارس 2020}}</ref> ولقد أسهم المعماريّون وبنّاؤو الحجر والحرفيّون الفلسطينيّون على مر العقود الماضيّة في تشكيل هويّة وطابع العمارة الفلسطينيّة. وساهموا أيضًا في عدد كبير من مشاريع الدول المجاورة والمهجر، حيث نقلوا معهم أسلوب العمارة في فلسطين، في حين تأثروا بالأسلوب المعماري لتلك المناطق أيضًا.<ref>[http://factjo.com/pages/memberdetails.aspx?id=2032 الحقيقة الدولية، بقلم: طلال سليمان] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200404171050/http://factjo.com/pages/memberdetails.aspx?id=2032 |date=4 أبريل 2020}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://www.PalestineRemembered.com/Gaza/al-Faluja/Story10252.html الذاكرة الفلسطينية، نقلاً عن جريدة السفير اللبنانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180903110552/http://www.palestineremembered.com/Gaza/al-Faluja/Story10252.html |date=03 سبتمبر 2018}}</ref>

يُعتبر [[حجر جيري|الحجر الطبيعي]] مادة البناء الرئيسيّة في فلسطين، كما يُعتبر [[حجر القدس]] أحد الأنواع الشائعة منه في المنطقة.<ref name="لمحة تاريخية الحجر" /> وينافس الحجر الفلسطيني نظيره الأوروبي عالميًا، ويتمتع بسمعة كبيرة ورائدة في العالم، وله علامات تجارية مُسجلَة بأسماء مدن فلسطينيّة مثل [[القدس]]، [[تفوح|وتفّوح]]، و[[جنين (مدينة)|جنين]].<ref>[http://www.alhayat-j.com/ar_page.php?id=1cd5299y30233241Y1cd5299 الحجر الفلسطيني.. تحفة فنية تنافس عالمياً - الحياة الجديدة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170906230459/http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=1cd5299y30233241Y1cd5299 |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> لقد استخدم الفلسطينيّون الحجر في البناء لمنظره المميَز، ولمرونته الكبيرة في التلاعب بالكتل، وإمكانيّة التنويع في اللون والنوع، كما أن الأبنية المُشيَدة بالحجر تمتاز بطول العمر وقلة الحاجة إلى الصيانة والقدرة العالية على العزل الحراري صيفًا وشتاءً.<ref name="البوابة المعمارية" />

يوجد في فلسطين التاريخية 13 موقعًا مسجلاً على [[موقع تراث عالمي|قائمة التراث العالمي]] (حتى تموز/ يوليو 2017)، منها 4 مواقع في [[الضفة الغربية]] و[[القدس الشرقية]]، بالإضافة إلى 9 مواقع داخل [[إسرائيل]].<ref>[http://whc.unesco.org/en/statesparties/il UNESCO World Heritage Centre - Israel] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171018052523/http://whc.unesco.org/en/statesparties/il |date=26 أكتوبر 2017}}</ref><ref name="Palestine" /><ref>[http://whc.unesco.org/en/list/148 UNESCO World Heritage Centre - Old City of Jerusalem and its Walls] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170703221329/http://whc.unesco.org:80/en/list/148 |date=03 يوليو 2017}}</ref>

== نظرة عامة ==
لقد جاء المشهد المعماري الفلسطيني نتيجة عملية تراكميّة طويلة الأمد تعرضت لتأثيرات كثيرة قادمة من محيطها الإقليمي والعالمي، بحيث أصبحت العمارة الفلسطينيّة جزءًا من المشهد المعماري العربي والإسلامي والمتوسطي وحتى العالمي. فلقد كانت فلسطين جزءًا من [[سوريا الكبرى]]، بينما نشأت [[القضية الفلسطينية|قضية فلسطين]] بعد [[النكبة]] بعد أن كانت عروبيّة المنشأ والهويّة والانتماء، كما يرى بعض المؤرخين والمعماريين أن الصحيح هو استخدام مصطلح العمارة في فلسطين وليس العمارة الفلسطينيّة.<ref name="بشارة">[http://arabnyheter.info/ar/archives/80452 التراث المعماري في فلسطين على طاولة البيت الفلسطيني في يوتيبوري] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907034053/http://arabnyheter.info/ar/archives/80452 |date=07 سبتمبر 2017}}</ref> ولقد ميّز المؤرخون وعلماء الآثار بين عمارة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ آلاف السنين حتى اليوم، وبين العمارة التي ظهرت في الداخل الفلسطيني، والتي ظهرت في عام 1948 أو قبله بأعوام قليلة. حيث وصف الأخيرةَ عالمُ الآثار المُختص بالعمارة الإسلاميّة أندريو بيترسن بأنها عمارة أجنبيّة جلبها مجموعة كبيرة من المهاجرين إلى المنطقة.<ref name=Petersenp229>Petersen, 2002, p. 229.</ref>

== النسيج الحضري ==
تتميز فلسطين بخصوصيّة في [[تخطيط حضري|تخطيط المدن]]، حيث أن المناطق التي يُسمح بالبناء فيها مناطق محدودة، وبالتالي تتركز المباني في بؤر كثيفة وأخرى خالية إلاّ من بعض المباني القليلة، مما يخلق مشاكل تخطيطيّة وتحديّات تصميمية، مثل اكتظاظ المباني وارتفاعها وعدم استقامة الشوارع وضيقها.<ref name="يامين">يامين، دالية، دراسة: تعديل تصميم المباني السكنيّة مع بيئتها في ظل ظاهرة التغيّر المناخي، جامعة النجاح الوطنية، 2016.</ref> إن لمدن فلسطين هويّة معماريّة متناقضة بين [[عمارة عربية|الطابع التراثي العربي]] القديم و[[عمارة الحداثة|الطابع الحداثي الغربي]] الذي أتى به الغرب. العمارة الفلسطينيّة التقليديّة مشابهة لأسلوب العمارة في المدن الشاميّة. إن الأسلوب المعماري الفلسطيني في المدن بعد حرب 1948 يختلف عن العهد الذي سبقه من حيث العمران الحديث، إذ تميّز التراث المعماري في الحقبة الأولى باعتماده إنشائيًا على [[حجر جيري|الحجر الكلسي]] وبساطته، بينما تميّز في الحقبة الثانية بحداثيته، وما تبقى منه قائمًا في أحياء المدن. وقد تميّز الإعمار العربي الفلسطيني في تلك الفترة ببناء شرفات فيها أعمدة رخاميّة، وعادةً ما كان عددها ثلاثة فقط؛ ونجح العرب في الحفاظ على العديد من المباني رغم قرار [[إسرائيل]] بهدم معظم المعالم التاريخية للمدن الفلسطينية الكبرى مثل [[حيفا]] و[[يافا]]، خاصةً بعد حرب 1948.<ref name="توما" />
[[ملف:WikiAir IL-13-06 034 - Old City (Jerusalem).JPG|تصغير|200fبك|يمين|النسيج الحضري في [[البلدة القديمة (القدس)|البلدة القديمة]] ب[[القدس]] - نسيج متضام.]]
كان تخطيط المدن الفلسطينيّة تاريخيًا بناءً على تدرّج الخصوصيّة، حيث تتفرع الشوارع من الرئيسيّة إلى الفرعيّة ومن ثم إلى الدروب والأزقّة والحارات.<ref name="Vernacular Residential buildings" /> وكانت تلك الحارات تحمل أسماء مختلفة، وعادة ما تُنسب هذه التسميات إلى عائلات من سكان المدن نفسها تعيش في تلك الحارة أو في ذلك الحي. وكانت كلمة ''محلّة'' والتي تعني حارة، شائعة جدًا في هذه المدن.<ref name="الجبهة">[http://www.aljabha.org/?i=2014 البدائل في مواجهة سياسة محاصرة الناصرة وخنقها | الجبهة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304211909/http://www.aljabha.org/?i=2014 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[https://www.madarcenter.org/mash-had-details.php?id=23690&catid=21 سياسة الأراضي والتخطيط في إسرائيل- لا مكان للعرب | مدار] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907034133/http://www.madarcenter.org/mash-had-details.php?id=23690&catid=21 |date=07 سبتمبر 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> استعان سكان المدن داخل [[خط أخضر (فلسطين)|الخط الأخضر]] بمهندسين معمارييّن عربًا ويهودًا، إضافة للأجانب، وبينهم [[ألمانيا|الألمان]] الذين كانوا قد قدموا للمدن كحيفا، حيث ظهر اختلاف في الهندسة والعمران، من حيث الطابع العربي والطابع الأجنبي؛ فعلى سبيل المثال، حافظ العرب على الأعمدة الثلاث كطابعٍ للبنيان العربي، في حين لم ينجح هذا الأسلوب في العديد من أنحاء أوروبا، بينما في مدن فلسطينية كثيرة بقيت هذه المباني وهذا [[عمارة الحداثة|الطابع المودرني]] كما هو وحوفظ عليه.<ref name="توما">[https://bokra.net/Article-1140758 التراث المعماري الفلسطيني في حيفا / معهد إميل توما] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131029193008/http://www.bokra.net/Articles/1140758/معهد_إميل_توما_بندوة_عن_التراث_المعماري_الفلسطيني.html |date=29 أكتوبر 2013}}</ref>

أما في مدن الضفة الغربيّة وقطاع غزة، فيسود طرازان معماريّان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدات القديمة حيث ال[[قبة|قباب]] والجدران السميكة المبنيّة من [[حجر جيري|الحجر الكلسي]] والشبابيك والأبواب على شكل [[قوس (توضيح)|أقواس]]، وتكون المباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومُقسَمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونَة من طبقات. وتعتبر هذه المدن سكنيّة إلى حد كبير، بالإضافة لكونها مراكز تجاريّة وزراعيّة، إلاّ أن طابع المنازل والبنايات السكنيّة يغلب عليها.<ref>المسح الميداني لعام 2007م، ودراسة جغرافية / [[علم البيئة|إيكولوجيا]] مدينة جنين، إياد مرعي - [[جامعة النجاح الوطنية]] [https://repository.najah.edu/handle/20.500.11888/6377] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200414170912/https://repository.najah.edu/handle/20.500.11888/6377|date=14 أبريل 2020}}</ref>

== التاريخ ==
[[ملف:Jerycho8.jpg|180بك|تصغير|مسكن قديم في [[تل السلطان (أريحا)|تل السلطان]]، أريحا، يعود تاريخه إلى العصر الحجري.]]
كشفت الحفريّات الاثريّة في منطقة [[تل السلطان (أريحا)|تل السلطان]] قرب [[أريحا]] عن دلائل أثريّة من [[ثقافة نطوفية|الفترة النطّوفية]] التي تعود للألف العاشر قبل الميلاد. وكشفت كذلك بأن أريحا التاريخيّة هي أقدم المدن في العالم. لقد كشفت تلك الحفريّات عن جدران قائمة من مبانٍ صغيرة مستديرة مبنية من [[طوب|اللِّبن]]. وهذه المباني مُحاطة بسورٍ ما زال قائمًا حتى اليوم، ويصل ارتفاعه قرابة الستة أمتار، وهو من اللِّبن أيضًا.<ref name="معا">[https://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue53/topic4.php المباني الخضراء والإرث المعماري المهدد في أريحا | معا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150720213653/http://www.maan-ctr.org/magazine/Archive/Issue53/topic4.php |date=20 يوليو 2015}}</ref> وعلى الرغم من أن الحضارات القديمة الكبرى قد انحصرت ب[[كنعان (توضيح)|الحضارة الكنعانيّة]]، إلاّ أن هذا لا يلغي أهميّة الحضارات الأخرى المتعددة التي أثّرت وتأثّرت بهذه الحضارة.<ref name="تاريخ التطور العمراني">[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=5158 تاريخ التطور العمراني في فلسطين | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011021742/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=5158 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref>

=== التاريخ القديم ===
[[ملف:Ruins of a church in Shivta in the Negev.jpg|تصغير|180بك|[[شبطا]] النبطيّة في [[النقب]].]]
حكم [[كنعان (توضيح)|الكنعانيون]] فلسطين لفترة طويلة ابتداءً من [[ألفية 2 ق.م|الألفية الثانية قبل الميلاد]]، حيث كانوا أول من بنى على أرضها حضارة. ولقد اشتهروا ببناء القلاع والأسوار لحماية أنفسهم، حيث لم يكن الحكم على أرض كنعان موحدًا، فقد كانت تتكون من دويلات تتقاتل فيما بينها.<ref name="تاريخ التطور العمراني" />
[[ملف:Jebusite wall, City of David.jpg|تصغير|يمين|180بك|أسوار [[القدس|يبوس]] الكنعانيّة.]]
توصّل الكنعانيون إلى بناء [[خزان أرضي|الخزانات الأرضية (الصهاريج)]] فوق السطوح، وحفر الأنفاق الطويلة تحت الأرض لإيصال المياه إلى داخل القلاع. ومن أهم هذه الأنفاق نفق يبوس في القدس، الذي حفره [[القدس|اليبوسيون]] لنقل المياه من نبع جيحون إلى حصن يبوس، ولذلك صمدت القلعة ثلاثمائة سنة أمام الإسرائيليين. لقد برع الكنعانيون في فن العمارة، فبُنيت منازل الملوك والأغنياء داخل الأسوار من الحجارة المنحوتة، وهي عادةً تتكون من باحة في الوسط وحولها الطرق، وحتى البيوت العادية، فقد كان فيها آبار للمياه وعنابر القمح ونوافذها تطل على الباحة. أما بيوت الفقراء فكانت من اللّبن والحجارة غير المنحوتة.<ref name="تاريخ التطور العمراني" />

حكم [[نبط (توضيح)|الأنباط]] جنوب فلسطين ابتداءً من [[القرن 3 ق م|القرن الثالث قبل الميلاد]]، حيث امتدت سيطرتهم من شمال [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]] حتى [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]]، وقد بنوا عدة مدن تاريخيّة في [[النقب|صحراء النقب]]، هي [[طريق البخور - مدن النقب الصحراوية|مدن النقب الصحراوية]]، حيث تظهر عناصر [[عمارة نبطية|عمارة الأنباط]] جليّة فيها. استمر الحكم النبطي لجنوب فلسطين حتى القرن الأول قبل الميلاد، قبل أن يحتلها [[رومان (توضيح)|الرومان]].<ref>[https://www.addustour.com/articles/33091-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AD%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%87 العمارة والمنحوتات النبطية..ابداع خلاق فاق الفنون المعاصرة | الدستور] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200110180624/https://www.addustour.com/articles/33091-العمارة-والمنحوتات-النبطية-ابداع-خلاق-فاق-الفنون-المعاصره |date=10 يناير 2020}}</ref> من جانب آخر، سيطر [[اليونان القديمة|الإغريق]] على الجزء المتبقّي من فلسطين عام 333 ق.م. بقيادة [[الإسكندر الأكبر]]، حيث أدخل معه [[عمارة يونانية|الطراز اليوناني]] بالبناء إلى المنطقة.<ref>cf. [[بلينيوس الأكبر]], ''[[التاريخ الطبيعي (موسوعة)]]'' V.66 and 68.</ref>
{{تحديد}}

=== العصور الكلاسيكية القديمة ===
حكم [[رومان (توضيح)|الرومان]] فلسطين ابتداءً من عام 63 ق.م. وقد خلفهم بعد ذلك [[بيزنطة|البيزنطيّون]] في 324 م. نقل الرومان الثقافة الرومانيّة إلى المنطقة بإنشائهم للطرق والمسارح و[[مدرج روماني|المدرجات الرومانيّة]]، كما في [[بيسان]] و[[قيسارية]] و[[سبسطية]]، حيث شكّلت الأولى مع عدّة مدن في المنطقة حِلفًا تاريخيًا ابتداءً من [[القرن 2|القرن الثاني]]. كان يُطلق على هذا الحلف السياسي والتجاري والعسكري اسم ''[[حلف المدن العشرة|حلف الديكابولس]]''، وهو يجمع عشرة مدن منتشرة في [[بلاد الشام]]. وقد تشابهت هذه المدن فيما بينها بأن لها مخططًا هندسيًا شبه موحد من الأسوار والأبراج والبوّابات، كما أن معالمها متشابهة تشتمل على المعابد والمسارح والشوارع وغيرها. ولقد قُسِّمت المدن إلى مناطق، فهناك المنطقة الدينيّة والمنطقة التجاريّة والمناطق الخاصة بالسكن، وكانت هناك أيضاً [[ري (توضيح)|أنظمة الري]] و[[مجاري الصرف الصحي|الصرف الصحي]].<ref name="الديكابولس الرأي">[http://alrai.com/article/110153.html حلف المدن العشرة.. حواضر بُنيت على أكتاف سكانها المحليين | جريدة الرأي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170520124902/http://alrai.com:80/article/110153.html |date=20 مايو 2017}}</ref>
[[ملف:Caesarea Concrete Bath.jpg|تصغير|يمين|170بك|[[قيسارية]]، أقدم مثال على استخدام [[خرسانة رومانية|الخرسانة الرومانية]] تحت الماء.]]
[[ملف:Aerial view of Mar Saba 03.jpg|تصغير|170بك|يمين|[[دير مار سابا]]، يُعتبر أحد أقدم الأديرة المأهولة في العالم.<ref name="الشرق الأوسط">[https://classic.aawsat.com/details.asp?section=67&article=564933&issueno=11458#.UbAzztgpmHs «مار سابا» أشهر دير في فلسطين.. ممنوع على النساء | الشرق الأوسط] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200301043950/https://classic.aawsat.com/details.asp?section=67&article=564933&issueno=11458#.UbAzztgpmHs |date=1 مارس 2020}}</ref>]]
أدخل الرومان تقنيّة [[خرسانة رومانية|الخرسانة الرومانية]]، حيث استُخدمت في البناء خلال الفترة المتأخرة [[الجمهورية الرومانية|للجمهورية الرومانية]] حتى تضاؤل [[الإمبراطورية الرومانية]]. كانت [[خرسانة|الخرسانة]] الرومانيّة تقوم على [[أسمنت|الأسمنت الهيدروليكي]]، وقد اكتُشف في الآونة الأخيرة أن هذا النوع من الخرسانة يختلف بعدة أمور عن الخرسانة الحديثة القائمة على [[أسمنت بورتلاندي|الإسمنت البورتلاندي]]. تُعتبر الخرسانة الرومانيّة متينة، نظرًا لدمجها ب[[رماد بركاني|الرماد البركاني]]، الذي يمنع من انتشار الشقوق؛ فقد ساهمت التطورات المبتكرة في هذه المادة، والتي سُميَّت [[ثورة العمارة الرومانية|ثورة الخرسانة]]، في أشكال معقدة هيكليًا مثل قبة [[بانثيون|البانتيون]]، أكبر وأقدم قبة خرسانيّة غير مُسلَّحة في العالم.<ref name="Ancient Roman Concrete">{{استشهاد ويب | مسار=http://www.romanconcrete.com/docs/spillway/spillway.htm | عنوان=The Riddle of Ancient Roman Concrete | ناشر=www.romanconcrete.com | عمل=S Dept. of the Interior, Bureau of Reclamation, Upper Colorado Region | تاريخ=February 1993 | تاريخ الوصول=20 May 2013 | مؤلف=Moore, David| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190514212553/http://www.romanconcrete.com/docs/spillway/spillway.htm | تاريخ أرشيف = 14 مايو 2019 }}</ref> كانت الخرسانة الرومانيّة تُغلَف عادةً ب[[حجر جيري|الحجر]] أو ال[[طوب]]. وكان يمكن تزيين الديكورات الداخليّة بال[[جص]] أو [[تصوير جصي|اللوحات الجصية]] أو ألواح رقيقة من الرخام الملون. وكانت تتكون من ال[[ركام (توضيح)|ركام]] والإسمنت، كما هو بالخرسانة الحديثة، إلا أنها تختلف في أن قطع الركام كانت عادة أكبر بكثير مما هو بالخرسانة الحديثة.<ref>Henig, Martin (ed), ''A Handbook of Roman Art'', p. 30, Phaidon, 1983, ISBN 0-7148-2214-0</ref> لا يُعرف متى تم البدء باستخدام هذه الخرسانة وتطويرها بالضبط، إلا أنه من الواضح أن الاستخدام المُعتاد لها كان ابتداءً من 150 ق.م، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أنها استُخدمت قبل قرن من ذلك.<ref>Axel Boëthius, Roger Ling, Tom Rasmussen ''Etruscan and Early Roman Architecture'', pp. 128-129, Yale/Pelican history of art, 1978, Yale University Press, ISBN 0-300-05290-1, 9780300052909, [https://books.google.co.uk/books?id=1nZswjfqROUC&printsec=frontcover Google Books] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170808035817/https://books.google.co.uk/books?id=1nZswjfqROUC&printsec=frontcover|date=08 أغسطس 2017}}</ref>

[[ملف:BethlehemInsideCN.jpg|200بك|تصغير|[[كنيسة المهد]]، [[بيت لحم]]. من أهم آثار الفترة المسيحيّة المبكرة.]]
يُمكن ملاحظة خمسة أنواع من المساكن في الفترة الرومانيّة البيزنطيّة، إثنين منها، البيت البسيط وبيت [[فناء (توضيح)|الفناء]]، واللذين ميّزا العمارة المحليّة في فلسطين لحوالي ثلاثة آلاف سنة. أما الثلاثة الأخرى، فتُعتبر من سمات الفترة الرومانيّة والبيزنطيّة، فهي القصور الكبيرة (دوموس)، وبيت المزرعة، والبيت المتجر. ويكشف العدد المرتفع نسبيًا من مباني الدوموس التي تعود إلى العصرين الهلنستي والروماني المتأخرين مدى التأثير اليوناني الروماني على العمارة المحليّة في فلسطين في ذلك الوقت. ويقع في [[خربة الكرك]] في الجليل أقدم الأمثلة المعروفة من هذا النوع من المباني، ويعود تاريخه إلى [[اليونان القديمة|الفترة الهلنستيّة]] المتأخرة. وتوجد أمثلة من نوع بيت المزرعة أيضًا.<ref name=Moxnesp53>Moxnes, 1997, p. [https://books.google.com/books?id=skOEAgAAQBAJ&pg=PA53 53] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200110180610/https://books.google.com/books?id=skOEAgAAQBAJ |date=10 يناير 2020}}</ref>

تُعد الآثار المعماريّة المتبقيّة من [[مسيحية مبكرة|الفترة المسيحية المبكرة]] في فلسطين قليلة. يشير بعض العلماء إلى أن هذا يعود إلى العجز النسبي للمجتمعات المسيحيّة في وقت مبكر قبل إضفاء الطابع المؤسسي على الكنيسة المسيحيّة. أقرب مبنى معروف من هذه الفترة هو كنيسة بُنيت في شكل [[مثمن|مثمّن]]، تعود إلى القرن الثاني أو الثالث للميلاد. في حين أن هناك أدلة على أن المسيحيين كانوا يبجّلون عددًا من المواقع المرتبطة ب[[مسيح|المسيح]] في هذا الوقت المبكر. ولقد تم العثور على عدد قليل جدًا من المباني التي تم بناؤها في ذلك الوقت. أحد الاستثناءات البارزة هو دليل على بناء ما قبل القرن الرابع الميلادي تم العثور عليه تحت [[فسيفساء]] [[كنيسة المهد]] في [[بيت لحم]].<ref name=Rastp179>Rast, 1992, p. [http://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C&pg=PA179 179] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170903115020/https://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C&pg=PA179&hl=en |date=3 سبتمبر 2017}}</ref>
{{تحديد}}

=== الخلافة الإسلامية ===
لقد تَبِعَت التغيرات الرئيسية التي طرأت على العمارة الأثريّة في فلسطين [[الفتح الإسلامي للشام]] الذي كان في عام 637. ولقد تواصلت [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]] فترةً طويلةً. وما أن انتهت فتوحات الشام في عهد الخلفاء الراشدين، حتى ابتدأت هيكليّة الدولة المنظَمة تظهر في عهد الخليفة [[عمر بن الخطاب]]. وقد أُدمجت سمات عمارة الكنائس الرومانيّة والبيزنطيّة، التي كانت سائدة في العديد من البلدات والقرى في فلسطين على مدى القرون الستة السابقة بسرعة في بناء المساجد، على الرغم من الاستمرار ببناء الكنائس.<ref name=Rastp195/>
{{صور متتابعة
 | ذيل   = [[قبة الصخرة]] (من الخارج)، و[[المصلى القبلي|المسجد القبلي]] (من الداخل بالترميم العثماني)، من أهم معالم [[عمارة أموية|العمارة الأموية]] في [[القدس]] وفلسطين بشكل عام.
 | صورة1  = PikiWiki Israel 36413 Architechture and Texture.jpg
 | عرض1  = 150
 | بديل1  =
 | تعليق1  =

 | صورة2  = From the holy land Juresalem in Palestine Al-Aqsa Mosque From inside.jpg
 | عرض2  = 170
 | بديل2  =
 | تعليق2 =
}}
لقد كان [[الدولة الأموية|للأموييّن]] (الذين حكموا فلسطين من عام 660 حتى 750) دور بارز في العمارة، حيث تم بناء المدن والمنازل وتم إصلاح الطرق، وكان بناء [[قبة الصخرة|مسجد الصخرة]] و[[المصلى القبلي|المسجد القبلي]] من أهم إنجازات الأموييّن في فلسطين.<ref name="تاريخ التطور العمراني" /> كذلك كانت معظم معالم [[المسجد الأقصى]] الباقية من القبب والأعمدة الشاهقة والرخاميّة المنقوشة.<ref name=Rastp195>Rast, 1992, pp. [http://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C&pg=PA195 195] - 196. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170903072700/https://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C&pg=PA195&hl=en |date=3 سبتمبر 2017}}</ref>
[[ملف:Jerico hisham1.jpg|تصغير|يمين|160بك|[[قصر هشام]] في [[أريحا]].]]
لقد اشتهر الأمويّون ببناء القصور في فلسطين، من أهمها القصور الأمويّة الأربعة بالقدس الموجودة جنوب وغرب المسجد الأقصى، كدار الإمارة الأمويّة. ولقد تميّزت العمارة في العصر الأموي بالأبنية البسيطة المربّعة أو المستطيلة ذات الطابقين، ويوجد في وسط تلك المباني [[فناء (توضيح)|باحةٌ]]، إما أن تكون بركة ماء أو أنها تُزرع بالأشجار.<ref>[https://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/6/9/%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AE%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2 قبّة الصخرة والمسجد القبلي أبرز المعالم الأمويّة بالقدس | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171122180512/http://www.aljazeera.net/news/alquds/2017/6/9/%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AE%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 |date=22 نوفمبر 2017}}</ref> ويُعد كل من [[قصر هشام]] في [[أريحا]] و[[المسجد الأبيض (الرملة)|المسجد الأبيض]] في [[الرملة]] (التي كانت مركز الخلافة الأموية في فلسطين آنذاك) من أهم الآثار المعماريّة في فلسطين من تلك الحقبة أيضًا.<ref name=EBO>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.britannica.com/place/White-Mosque|عنوان=White Mosque|ناشر=[[موسوعة بريتانيكا]] Online|تاريخ الوصول=2008-12-26| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090102073634/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/642390/White-Mosque | تاريخ أرشيف = 2 يناير 2009 }}</ref> أما طراز البيوت في العهد الأموي، فكان يتألف من [[فناء (توضيح)|فناء]] مستطيل على جوانبه [[رواق|أروقة]] من [[عمود (إنشاء)|الأعمدة]]، وأرضهُ من الحجارة أو الرخام، وممرّه مرصوف بالحجارة أو الحصى على أشكال هندسيّة منتظمة. وفي الفناء نافورةٌ تُحيط بها حديقة صغيرة فيها بعض الأزهار، تظللها أشجار البرتقال والليمون. وعلى جانب الفناء يقوم [[إيوان|الإيوان]]، وهو صالة مبلطة بالرخام والبلاط الملون، اُستعمِلت كقاعةٍ للاستقبال وقت الحر.<ref>[http://al-hakawati.la.utexas.edu/2011/12/28/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3/ القصور الأموية في القدس | الحكواتي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170329130437/http://al-hakawati.la.utexas.edu/2011/12/28/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3/ |date=29 مارس 2017}}</ref>

أما بالنسبة [[الدولة العباسية|للعباسيّين]]، فلم يتركوا آثارًا مهمة لهم في فلسطين. ويُعد صهريج الرملة، الذي أُنشئ في مدينة [[الرملة]] عام 789، الأثر العباسي الوحيد الموجود في فلسطين على حالته، وهو يرجع إلى حكم [[هارون الرشيد]].<ref>[https://www.palestinapedia.net/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9/ الرملة (مدينة) | الموسوعة الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170713110303/http://www.palestinapedia.net:80/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9/ |date=13 يوليو 2017}}</ref> كذلك بالنسبة [[الدولة الفاطمية|للفاطمييّن]]، حيث لم تتسم فترة حكمهم لفلسطين لمدة قرن تقريبًا بأي ازدهار حضاري، حيث انشغلوا بمعارك مع [[قرامطة|القرامطة]] وبعض القبائل المحليّة و[[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] و[[الدولة الإخشيدية|الإخشيديين]].<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=S4-mJ3W8MhA تاريخ فلسطين القديم والوسيط، د. نهاد محمد سعدي الشيخ خليل - كلية الآداب، الجامعة الإسلامية في غزة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200110180628/https://www.youtube.com/watch?v=S4-mJ3W8MhA |date=10 يناير 2020}}</ref>

=== الفترة الصليبية ===
[[ملف:Acre - Akko (5933554746).jpg|تصغير|يمين|160بك|قاعة [[فرسان الهيكل]]، [[عكا]].]]
لقد احتل [[فرنجة|الفرنجة]] أجزاءً واسعةً من فلسطين وبشكل متقطع إبان [[حملات صليبية|الحملات الصليبيّة]]. لقد انتشرت حركة عمرانيّة بارزة في فلسطين بعد تلك الحملات، تأثرت بها البلاد حتى بعد خروجهم، فقد اشتهروا ببناء الكنائس وترميم ما تهدم منها، حيث تم بناء 60 كنيسة في القدس وحدها. بعض تلك الكنائس تم بناؤه على أنقاض كنائس بيزنطيّة قديمة، وتم تحويل عدد كبير من المساجد إلى كنائس، كما حدث لمسجد [[قبة الصخرة]]، حين تحول إلى كنيسة [[الأوغسطينية|أوغسطينية]]، بينما تحول [[المصلى القبلي|المسجد القبلي]] إلى إسطبل وقصر. وقد عُرف عن الفرنجة بناء المستشفيات والأسواق التجاريّة في القدس. أما [[قائمة القلاع الصليبية#فلسطين|القلاع الصليبيّة]]، فكانت على نمط القرون الوسطى في أوروبا، ومن أهمها [[قلعة المنتفورت]]، [[كوكب الهوا|قلعة بلفوار]]، وقلاع عتليت، وأرسوف، والقسطل، وعسقلان، وغيرها.<ref name="تاريخ التطور العمراني" /> لقد نال عدد من المدن الفلسطينيّة شهرة كبيرةً بأوروبا في هذه الفترة، مثل [[نابلس]]، وذلك بسبب وجود الصناعات فيها، مثل [[صابون|مصانع الصابون]]، والتي أصبحت حكرًا ملكيًا، حيث كان الملك هو المسؤول عنها. وكان يحظر على أصحاب المصانع ممارسة هذه الصناعة إلا بعد أن يمنحهم [[مملكة بيت المقدس|ملك بيت المقدس]] عقدًا يسمح لهم فيه بصنع الصابون، وضمن بذلك الملك مروداً مالياً جيدًا وثابتًا من أصحاب المصانع.<ref>[http://alqudslana.com/print.php?id=3682 الصناعات اليدوية الفلسطينية | مؤسسة القدس للثقافة والتراث] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011073336/http://alqudslana.com/print.php?id=3682 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> لقد بنى السكان المحليّون المسلمون مقامات الأولياء والأنبياء فوق أضرحة وهميّة على رؤوس الجبال في هذه الفترة، وذلك بهدف أن تكون أمكنة لتجمع الناس ولمراقبة تحركات الصليبيين، ومن الطبيعي وبدافع ديني محض أيضًا أن تنمو حول المكان القرى.<ref name="البيت الشعبي">[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=2460 البيت الشعبي الفلسطيني | وكالة الأنباء الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011233005/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=2460 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref>

لقد هزم [[الدولة الأيوبية|الأيوبيّون]] الفرنجة في عام 1187، إلا أن وجودهم ظل متركزًا في الساحل الفلسطيني، وتحديدًا في [[عكا]]، حيث بُنيت آنذاك أهم الأعمال المعماريّة لهم في فلسطين، قبل أن يهزمهم [[الدولة المملوكية|المماليك]] نهائيًا.<ref>Petersen, Andrew (2002). Dictionary of Islamic Architecture, p231</ref><ref>[https://www.palestinapedia.net/%D8%B9%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A/ عكا: المملكة الصليبية الساحلية | الموسوعة الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170511104701/http://www.palestinapedia.net:80/%D8%B9%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A/ |date=11 مايو 2017}}</ref>
{{تحديد}}

=== الأيوبيون والمماليك ===
[[ملف:Al khanakka al slakhiys gate jerusalem.jpg|تصغير|150بك|[[مسجد الخانقاة الصلاحية|بوابة الخانقاة]]، [[القدس]].]]
اهتم [[الدولة الأيوبية|الأيوبيّون]] بالقدس بشكل رئيسي بعد تحريرها من الفرنجة على يد [[صلاح الدين الأيوبي]]، حيث شهدت [[القدس|القدس في العهد الأيوبي]] تشييد العديد من المعالم المعماريّة، حيث بنوا [[أسوار القدس|أسوار المدينة]] وأبراجها التي كانت قد تهدمت، ولا يزال جزءٌ كبير منها موجود إلى الآن. وقد حفروا الخندق الذي يحيط بسور المدينة من [[باب العامود|باب العمود]] إلى [[برج القلعة|القلعة]] في [[باب الخليل]]. إن أول عمل قام به صلاح الدين الأيوبي عند فتحه بيت المقدس، استرجاعهُ الأماكن الإسلاميّة التي كان قد استولى عليها الفرنجة. لقد أُجريت العديد من الإصلاحات والتجديدات في المسجد الأقصى. وقد تم تكليف [[نور الدين زنكي|نور الدين الزنكي]]، ببناء منبر جديد مصنوع من العاج والخشب في 1168، ولكن تم الانتهاء منه بعد وفاة صلاح الدين. وهذا المنبر مصنوع من خشب الأرز، ومُرصّع بالعاج والأبنوس. وتُشاهد فيه دقّة الصناعة الإسلامية التي كانت شائعة في تلك الأيام، وهو من قطع صغيرة خشبيّة مُنسقة بعضها مع بعض، ومحفورة على الجانبين.<ref>Hancock, Lee. [http://books.google.com/books?id=bXHpDNO70CcC&pg=PT40&dq=Saladin+Jerusalem+Al+Aqsa+Mosque&hl=en&ei=Z2EXTuidJ4_qgQf3mdQW&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDIQ6AEwAQ#v=onepage&q=Saladin%20%20Al%20Aqsa%20Mosque&f=false Saladin and the Kingdom of Jerusalem: the Muslims recapture the Holy Land in AD 1187]. 2004: The Rosen Publishing Group. ISBN 0-8239-4217-1 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170111154611/https://books.google.com/books?id=bXHpDNO70CcC&pg=PT40&dq=Saladin+Jerusalem+Al+Aqsa+Mosque&hl=en&ei=Z2EXTuidJ4_qgQf3mdQW&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDIQ6AEwAQ|date=11 يناير 2017}}</ref>

أسس الأيوبيّون [[مسجد الخانقاة الصلاحية|الخانقاه الصلاحيّة]] الواقعة في الشمال الغربي من [[كنيسة القيامة]]، وجعلوها رباطًا للصوفيّة. وأسسوا [[المدرسة الصلاحية (القدس)|المدرسة الصلاحيّة]] للفقهاء الشافعيّة مكان الكنيسة المعروفة ب[[كنيسة القديسة حنة]] عند [[باب الأسباط]] ووقف عليها وعلى مصالح المسجد الأقصى المبارك أوقافًا حسنة منها الأسواق الثلاثة المتحاذية المعروفة اليوم ب[[سوق العطارين (القدس)|سوق العطّارين]] واللحامين والصياغ.<ref name="الموسوعة الفلسطينية">[https://www.palestinapedia.net/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84/ القدس - المباني الأثرية والتاريخية والإسلامية | الموسوعة الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170712033332/http://www.palestinapedia.net:80/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84/ |date=12 يوليو 2017}}</ref><ref>[https://www.aljazeera.net/news/alquds/2016/10/28/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%A9-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B9 الخانقاه الصلاحية.. خلوة صلاح الدين مع ربه | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170704074952/http://www.aljazeera.net:80/news/alquds/2016/10/28/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%A9-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%B1%D8%A8%D9%87 |date=04 يوليو 2017}}</ref> ومن آثار الأيوبيين الأخرى بالقدس: [[الزاوية الختنية]]، الجامع العمري، المدرسة الميمونية، [[قبة المعراج]]، الزاوية الهندية،<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.akhbarelbalad.net/ar/1/10/4893/|عنوان=حكاية د نائلة والزاوية الهندية<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2024-02-05|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231222161631/https://www.akhbarelbalad.net/ar/1/10/4893/|تاريخ أرشيف=2023-12-22}}</ref> زاوية الدركاء، وغيرها.<ref name="الموسوعة الفلسطينية" />

أما [[الدولة المملوكية|المماليك]]، فقد حكموا فلسطين ابتداءً من عام 1250، حيث شهدت البلاد نهضةً عمرانيّة وحركة ثقافيّة مزدهرة في عهدهم، وخصوصًا في عهد [[الظاهر بيبرس]]، تمثّلت فيما شهدته من مشاريع ومؤسسات اجتماعيّة متنوعة، هدفها توفير متطلبات الحياة اليومية وتحسين أوضاع الناس وأحوالهم المعيشية. وأًقيمت لذلك أبنية شتّى، شملت [[خان|الخانات]] و[[مدرسة|المدارس]] و[[جسر (توضيح)|الجسور]] و[[حمام (توضيح)|الحمامات]] و[[سوق|الأسواق]] و[[تكية|التكايا]] والمنشآت المائية وغيرها، التي لا تزال آثارها تشاهد في مختلف أنحاء فلسطين.<ref name="مماليك">[https://www.palestine-studies.org/sites/default/files/hq-articles/11249.pdf من تاريخ الحركة العمرانية بفلسطين في العهد المملوكي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907033143/http://www.palestine-studies.org/sites/default/files/hq-articles/11249.pdf |date=07 سبتمبر 2017}}</ref>
[[ملف:TM dukhan bab alsalsila minarett.jpg|تصغير|يمين|180بك|العمارة [[الدولة المملوكية|المملوكية]] في [[القدس]].]]
لقد تم تأسيس العديد من البلدات القديمة الموجودة حاليًا في فلسطين في العهد المملوكي، ولاحقًا في العهد العثماني، كما في [[البلدة القديمة (القدس)|البلدة القديمة]] في [[القدس]]، [[البلدة القديمة (الخليل)|البلدة القديمة]] في [[الخليل]]، وغيرها. حيث تمتاز هذه البلدات القديمة بنكهة تقليدية ذات طابع ثقافي ديني محافظ، بين الأزقّة والدروب المؤديّة إلى المنازل المتلاصقة، وبعكس الاتجاه تنفتح الساحات العامة والأسواق.<ref name="عود الند" />

لقد تعددت طُرز بناء البيوت السكنيّة في فلسطين في هذه الحقبة، وكانت تتباين وتختلف تبعًا للاختلافات في المناخ، وتبعًا لتوفر المواد، وكذلك للاختلافات الاجتماعيّة والثقافيّة. فعمارة الطين الموحدَة أو المشابهة في [[غور الأردن|وادي الأردن]] تختلف عن عمارة الحجر في مناطق التلال الوسطى، ومناطق الأطراف الحدوديّة تعكس بقوة التقليد المعماري للدول المجاورة، إلا أنه وعندما يتم التوجّه نحو المناطق الجبلية الممتدة من [[الخليل]] جنوبًا باتجاه [[نابلس]] شمالاً مرورًا ب[[القدس]]، فيمكن إثبات وجود مكثف بشكل غريب ولافت للانتباه لطراز البيت السائد والمسيطر في الأرياف أو المدن الكبيرة كالخليل ونابلس وفي المدينة القديمة للقدس، حيث تتجمع أجسام المباني مكعبة وحجرية بأحجام شبه موحدة تقريبًا، ولها تحدبات خفيفة تشبه القبة على السطح، وتشكل مع الحقول المتدرّجة المشهد الطبيعي، مع ملاحظة بعض الاختلافات الخارجيّة على المباني السكنيّة في المدن في الفترات المملوكيّة والعثمانيّة.<ref name="العهد العثماني">[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=8653 الطراز المعماري للمباني السكنية في فلسطين في العهد العثماني | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170905093122/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=8653 |date=05 سبتمبر 2017}}</ref>
{{تحديد}}
=== العثمانيون ===
تُعتبر [[عمارة عثمانية|العمارة العثمانية]] هي العمارة التقليديّة في فلسطين، التي بدأت منذ سيطرة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] على المنطقة في 1517م، وبقيت حتّى بداية [[الانتداب البريطاني على فلسطين|الانتداب البريطانيّ]] في العام 1917، حيث استُخدمت [[حجر جيري|الحجارة]] والجدران السميكة و[[قوس (عمارة)|الأقواس]] في الأبواب والشبابيك و[[قبة|القباق]] و[[عقد (عمارة)|العقود]] الصليبيّة. إن هذه العمارة على الرغم من أنّها بالنمط العثماني، إلّا أنّها كانت ذات صبغة محليّة.ولقد وُجد اختلاف بين المباني العثمانية الحكوميّة التي بنيت بإشراف مهندسين أتراك ووفقًا لمخطّطاتهم، وبين المباني المدنيّة هي من إشراف مهندسين محليّين. فالبناء العثماني، كان بناءً حداثيًا تأثّر بالغرب، ولكن بقيت بعض اللمسات الشرقيّة التي كان يتركها البناء المحلي.<ref name="Al-Monitor1">[https://www.al-monitor.com/pulse/ar/sites/almonitor/contents/articles/originals/2016/02/palestine-nablus-old-city-ottoman-historical-buildings.html المباني التركيّة... شاهد على حضارة ممتدّة في فلسطين - Al-Monitor] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171107004145/https://www.al-monitor.com/pulse/ar/sites/almonitor/contents/articles/originals/2016/02/palestine-nablus-old-city-ottoman-historical-buildings.html |date=07 نوفمبر 2017}}</ref>
[[ملف:Akkon hafen altstadt israel datafox.jpg|تصغير|180بك|العمارة العثمانيّة في [[عكا]] القديمة.]]
لقد تأثّرت فلسطين بالنمط المعماريّ العثماني أكثر ممّا تأثرت بغيره في الحقبات الاستعماريّة، وذلك لسببين: الأوّل الفترة الطويلة للحكم والذي استمر 400 عام، إلى جانب العلاقة القويّة بين فلسطين والأستانة، وهو ما تمثل بإيلاء مدن دينية في فلسطين كالقدس أهمية خاصة حيث تبع بعض المدن في شكل مباشر إلى الأستانة بسبب أهميّتها الدينيّة والجغرافيّة ومركزيّتها للعالمين الغربيّ والشرقيّ، وعلى رأسها مدينة القدس ويافا وعكّا ونابلس. كما أنّ التبادل الثقافيّ بين فلسطين وتركيا كان كبيراً في ذلك الوقت، وهو ما انعكس على أذواق المواطنين بالعمارة.<ref name="Al-Monitor1" /> وبحسب [[رواق (منظمة)|مركز المعمار الشعبي الفلسطيني]] (رواق)، فقد تم إحصاء 50 ألف و320 مبنى تاريخيًا في العام 1994، أغلبها مباني عثمانيّة تاريخيّة، القليل جدًا منها قبل الحقبة العثمانيّة، والسبب في ذلك هو أنّ فلسطين أعيد بناؤها في الخمسمئة عام الأخيرة بنمط [[عمارة عثمانية|عمارة عثمانيّة]]، ولكن على هيكل حضريّ سابق، كما في البلدة القديمة من [[نابلس]]، حيث تُعتبر كل المباني التي فوق الأرض في البلدة القديمة مبانٍ عثمانيّة، عدا مسجدين يعود تاريخهما إلى الفترة المملوكيّة.<ref name="Al-Monitor1" />
[[ملف:Saraya nazareth inside.JPG|تصغير|180بك|[[سرايا الناصرة|السرايا]] [[الدولة العثمانية|العثمانية]] في [[الناصرة]].]]
لقد ترك الأتراك العثمانيّون مبانٍ إداريّة كثيرة، مثل [[سرايا حيفا|السرايا]] في حيفا ويافا والناصرة وغيرها، ومبانٍ تجاريّة مثل [[خان العمدان]] في عكا، والذي أقامه [[أحمد باشا الجزار]] عام 1785م، وهو مبنى مربع الشكل من طابقين يرتكز على أعمدة من الغرانيت جلبها الجزار من [[قيسارية]]، بالإضافة إلى المباني الدينيّة الإسلاميّة أو المسيحيّة التي بُنيت في ذلك العهد.<ref>[http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=404058 خان العمدان في عكا - جريدة المستقبل] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907034250/http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=404058 |date=07 سبتمبر 2017}}</ref> ولقد طوّر العثمانيّون [[أسوار القدس]]، وحصّنوها تحسبًا لأي غزو. وكان للسلطان [[سليمان القانوني]] أثره البالغ في تطوير المدينة وإعمارها وتزويدها بالماء والتكايا.<ref>[https://www.aljazeera.net/news/alquds/2016/11/5/%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 آثار العثمانيين في القدس | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170916025613/http://www.aljazeera.net:80/news/alquds/2016/11/5/%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 |date=16 سبتمبر 2017}}</ref> لقد اشتهرت في العصر العثماني ثقافة بناء [[شرفة (توضيح)|الشرفات]] و[[قوس (عمارة)|الأقواس]]، ورغم بقاء كثير من هذه الآثار، فإن جزءًا منها لم يعد موجودًا.<ref>[https://www.aljazeera.net/news/alquds/2016/10/19/%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 آثار عثمانية لم تعد موجودة بالقدس | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170612195557/http://www.aljazeera.net:80/news/alquds/2016/10/19/%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 |date=12 يونيو 2017}}</ref> وتزخر فلسطين بالبيوت والقصور التاريخيّة العثمانيّة القديمة، التي كانت وما تزال [[البلدة القديمة (القدس)|بلداتها القديمة]] شاهدًا على ما مرّ بها من حضارة. وكانت مساكنها تتنوع من البيت الريفي البسيط إلى القصور الكبيرة، والتي ازدهرت عمارتها التقليديّة في إحدى أطول المراحل التاريخية للمنطقة، والتي امتدت زهاء الأربعة قرون.<ref>[http://www.turkpress.co/node/19224 http://www.turkpress.co/node/19224 ترك برس] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170927004049/http://www.turkpress.co/node/19224 |date=27 سبتمبر 2017}}</ref> إلاّ أن زعامات المشيخية الفلسطينية كانت تبني القرى والقلاع في هذه الفترة على رؤوس الجبال، وذلك لتتحصن فيها بوجه ولاة الدولة العثمانيّة، الذين كانوا يبتزون السكان بالضرائب، وفي تلك الأماكن الجبلية الحصينة كان المدافعون يتمرسون أسابيع وشهورًا دون أن تلين لهم قناة. وفضلاً عن ذلك، فإن الأماكن العاليّة تُعتبر مواقع يسهل الدفاع عنها ضد غزوات التجمعات المحليّة المجاورة في ذلك الوقت الذي لم تتطور فيه أسلحة الدمار والتي لم تستطيع التغلب على صعوبات الموقع.<ref name="البيت الشعبي" />
[[ملف:ISR-2015-Jaffa-Clock tower.jpg|تصغير|180بك|يمين|[[برج الساعة (يافا)|برج الساعة]] في [[يافا]].]]

لقد تم تشييد [[أبراج الساعات في فلسطين|سبعة أبراج في مدن فلسطينيّة]] مختلفة في نهاية الحقبة العثمانية، وتحديدًا في العام 1901 احتفالاً بمرور 25 عامًا على اعتلاء السلطان [[عبد الحميد الثاني]] العرش العثماني (تقع في [[القدس]]، [[حيفا]]، [[يافا]]، [[عكا]]، [[صفد]]، [[الناصرة]]، [[نابلس]] - إلاّ أن برج القدس هدمته القوات البريطانية عند دخولها للمدينة). وتُعتبر إحدى أهم الأثار المعماريّة الباقية في فلسطين، بعد أن أقدمت إسرائيل على هدم معظم البلدات القديمة عام 1948 بحجة التطوير، ومنعًا لعودة الفلسطينيين.<ref>[http://www.palestine48.com/default1.asp?flag=qr&report_id=178 كتاب "مسارات حيفا العربية"، د. جوني منصور، 2007، حيفا.] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140812072158/http://palestine48.com/default1.asp?flag=qr&report_id=178 |date=12 أغسطس 2014}}</ref>

لقد أثّرت مجموعة من العوامل على العمارة في الفترة العثمانيّة، منها عوامل سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة مناخيّة. وتتمثل هذه العوامل بمرور المدن الفلسطينيّة بمراحل من الازدهار والتراجع في ظل حكم المماليك قبل الحكم العثماني، حيث أبقى العثمانيّون على الهيكل الإداري المملوكي السابق، والنظام المالي الذي اعتمد على [[إقطاعية|نظاميّ الإقطاعات]] العسكرية والإدارية، والذي أفرز الطبقات الحاكمة التي شيّدت القصور، وطبقة الرعيّة التي شيّدت المباني البسيطة. ولقد لعب التفاوت في مستوى الدخل بين الناس دورًا في جعل متطلبات لكل منهم في بيته تختلف عن الآخر، فالبيت يزداد مساحة وارتفاعًا مع الغنى أو اختلاف أهداف استعمال السقف للتعليق. كذلك بيوت الفلاحين تختلف من حيث كون صاحب البيت يملك مواشي أو لا يملك. كما أن مزيج السكان الذين سكنوا فلسطين أفرز أربع [[طبقة اجتماعية|طبقات اجتماعية]] للسكان هي طبقة العائلات الحاكمة صاحبة النفوذ، وطبقة الأعيان من رجال الدين والعلماء، وطبقة التجار والأثرياء، وطبقة العامة. مما انعكس على المساكن وأحجامها وأنواعها.<ref name="كحلوت" />

لقد لعب المناخ دورًا كبيرًا في تحديد شكل العمارة ونمطها، فقد كان [[فناء (توضيح)|الفناء الداخلي]] للبيت الفلسطيني في العهد العثماني يوفر الجو المريح للسكان، وارتفاعه الذي يمنع أشعة الشمس في التغلغل في البيت، كذلك سماكة الجدران الكبيرة كانت نتيجة المناخ ليعمل كعازل للحرارة المرتفعة.<ref name="كحلوت">التراث المعماري العثماني في فلسطين وأثر الاحتلال الاسرائيلي عليه مدينة عكا حالة دراسية، د. محمد علي كحلوت</ref><ref>أحمد, طارق داود محمود؛ تحليل الطرز المعمارية للمباني السكنية في فلسطين في الفترة العثمانية (مدينة نابلس كحالة دراسية)؛ رسالة ماجستير, جامعة النجاح الوطنية 2008</ref>

[[ملف:The Convent of the Hortus Conclusus or Sealed Garden, Artas West Bank, Palestine.jpg|تصغير|180بك|[[دير الجنة المقفلة]]، [[أرطاس]] (1901). صممه [[مرقص نصار]].]]
تجدر الإشارة إلى أن بعض القوى الغربيّة قد استغلت ضعف الدولة العثمانيّة في أواخر عهدها، أو استفادت من علاقتها الجيّدة مع العثمانييّن، وتحديدًا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فأقامت مبانٍ دينيّة كنسيّة في فلسطين بحجّة خدمة رعاياها والحجّاج المسيحيين، كما حصل في القدس والناصرة والخليل، وغيرها من المدن الفلسطينيّة. من تلك الأمثلة: [[المسكوبية (القدس)|المجمّع الروسي]] في القدس (1864)، الذي بُني على [[عمارة كلاسيكية جديدة|الطراز الكلاسيكي]] من قبل [[جمعية فلسطين الإمبراطورية الأرثوذكسية|الجمعيّة الإمبراطوريّة الأرثوذكسيّة الفلسطينيّة]]، وبدعم من [[روسيا القيصرية|قيصر روسيا]]،<ref name="الدستور">[http://www.addustour.com/15741«المسكوبية»%20في%20القدس%20ارث%20روسي%20تحول%20الى%20مركز%20تعذيب%20الفلسطينيين.html «المسكوبية» في القدس إرث روسي تحول إلى مركز تعذيب الفلسطينيين | جريدة الدستور الأردنية] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160310012233/http://www.addustour.com/15741«المسكوبية» في القدس ارث روسي تحول الى مركز تعذيب الفلسطينيين.html |date=10 مارس 2016}}</ref><ref>[http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6841 الكيان الصهيوني حول مركز المسكوبية في القدس.. من مجمع لخدمة الحجاج إلى سجن فظيع ورهيب | قاوم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171014133709/http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6841 |date=14 أكتوبر 2017}}</ref> و[[التكية النمساوية|التكية النمساويّة]] في القدس (1857)، وهي مبنى تكية ودار ضيافة للحجاج المسيحيين التابعين للكنيسة الكاثوليكيّة بالنمسا،<ref>[http://www.austrianhospice.com/hospiz.htm الموقع الرسمي للتكية النمساوية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170718042149/http://www.austrianhospice.com:80/hospiz.htm |date=18 يوليو 2017}}</ref> و[[الكنيسة اللوثرية (القدس)|الكنيسة اللوثريّة]] في القدس (1898) التي تُعد من المؤسسات التابعة للكنيسة الإنجيليّة الألمانيّة في فلسطين،<ref>Ronecker, Karl-Heinz, Lutheran Church of the Redeemer Jerusalem, Verlag Schnell+Steiner, Regensburg 1997, p. 2</ref> ومستشفى المطلع، وهو مجمّع كَنَسي طبّي بناه الألمان في القدس (1910)،<ref>[https://www.jerusalem.muni.il/ar/Residents/Health/Hospitals/Pages/PageSite_82.aspx أوغستا فكتوريا - مستشفى المطلع | بلدية القدس] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171014235307/https://www.jerusalem.muni.il/ar/Residents/Health/Hospitals/Pages/PageSite_82.aspx |date=14 أكتوبر 2017}}</ref> و[[كنيسة القديسة حنة]] في القدس، التي قدّمها السلطان [[عبد المجيد الأول]] إلى [[نابليون الثالث]] في عام 1856م، تقديرًا للدعم الفرنسي للعثمانيين خلال [[حرب القرم]]، حيث تعود ملكية الكنيسة حاليًا إلى الحكومة الفرنسيّة.

لقد برز في نهاية الحقبة العثمانيّة عدد من المعماريين المحليين الذين عادوا من الخارج. ولقد كان من أهمهم [[مرقص نصار]]، الذي كان أول معماري في [[بيت لحم]] بشكل رسمي. ويُعتبر [[دير الجنة المقفلة|دير راهبات الجنّة المُقفلة]] في قرية [[أرطاس|ارطاس]] أول أعماله، والذي عمل فيه إلى جانب أخيه عام 1901. ولقد عمل فيه عدد كبير من الحجّارين والنحّاتين والعمّال من بلدات مختلفة في فلسطين، ولقد استمر العمل فيه ثلاث سنوات. ولقد انتدبت الدولة العثمانيّة نصّار لشق الطريق الواصل بين القدس ويافا، وبين القدس والخليل.<ref name="الحياة الجديدة">[http://www.alhayat-j.com/est/istra7a35.pdf مرقص نصار.. صانع أمجاد بيت لحم العمرانية | الحياة الجديدة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160403223025/http://www.alhaya.ps/est/istra7a35.pdf |date=03 أبريل 2016}}</ref> كما برز أيضًا عدد من المعماريين الغربيين الذي استقروا في فلسطين في تلك الفترة، من أهمهم المهندس والمستشرق الألماني الأمريكي [[غوتليب شوماخر]].<ref name="المركز الفلسطيني للإعلام">[https://www.palinfo.com/news/2007/4/12/%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%82%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b3%d8%b9-%d8%b9%d8%b4%d8%b1-%d9%88%d8%ac%d8%b0%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b2%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%86 مستشرقو القرن التاسع عشر وجذور النزعة الاستيطانية في الجولان | المركز الفلسطيني للإعلام] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190224001825/https://www.palinfo.com/news/2007/4/12/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D9%88%D8%AC%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86 |date=24 فبراير 2019}}</ref>

=== الانتداب البريطاني ===
[[ملف:Kings Way in Haifa 2.jpg|تصغير|180بك|[[عمارة الحداثة]] في [[حيفا]] عام 1934.]]
احتلت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] فلسطين عام 1917، واستمرت باحتلالها حتى عام 1948، حيث أعلنت خلال تلك الفترة [[الانتداب البريطاني على فلسطين|الانتداب البريطاني]]. ولقد شهدت هذه الفترة دخول [[عمارة الحداثة]] إلى المدن الفلسطينيّة الكبرى، كما ساهم عدد من المعماريين البريطانييّن في هذا الأمر. ولقد شيّدت الإدارة البريطانيّة عدداً من المعالم المعماريّة العامّة، منها [[مبنى بلدية القدس التاريخي|مبنى البلديّة القديم بالقدس]]. ولقد تم تشكيل جمعيات لتطوير المدن، مثل جمعيّة محبيّ القدس. ثم تم وضع خطط متتالية لتطوير المدن وتم توسيع العمران باتجاهات تنسجم مع تطلعاتها السياسيّة ومصالحها. لقد تم وضع عدد من المخططات التنظيميّة للقدس في هذه الفترة، حسب الأهداف العليا التي صاغتها الحكومة البريطانية، وعلى رأسها توسيع وتنمية الأحياء الواقعة غربي [[أسوار القدس|أسوار المدينة]]، وإبقاء المناطق الشرقيّة خارج حدود البلديّة، ومنع البناء فيها. كان أول تلك المخططات عام 1918، ثم تلاه مخططات عام 1919، 1929، 1930 وأخيرًا 1944.<ref name="Alquds Online">[https://alquds-city.com/index.php?s=44&id=272 تطوير القدس خلال الاحتلال البريطاني | Alquds Online] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170926235814/http://alquds-online.org/index.php?s=44&id=272 |date=26 سبتمبر 2017}}</ref>

[[ملف:Jerusalem Light Rail 11.jpg|تصغير|180بك|يمين|المبنى القديم لبلديّة القدس (1930).]]
قامت سلطات الانتداب البريطاني بتعيين عدد من المعماريين البريطانييّن في فلسطين، حيث عُين [[أوستين هاريسون]] في منصب المهندس المعماري الرئيسي لدائرة الأعمال العامّة التابعة لحكومة الانتداب. تضمّنت أعماله في البلاد العديد من المباني العامّة التي صممها في القدس وخارجها، أهمها [[متحف روكفلر|متحف الآثار الفلسطيني]]، وقصر المندوب السامي البريطاني على جبل أبو طور، الذي يُستعمل اليوم كمقر لهيئة الأمم المتحدة في المنطقة.<ref>[https://museum.imj.org.il/rockefeller/eng/index.html نبذة عن حياة هاريسون | متحف روكفلر] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170315232629/http://www.imj.org.il:80/rockefeller/eng/index.html |date=15 مارس 2017}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مؤلف=Ioanna Phoca - Ιωάννα Φωκά |مسار=http://www.ioannismetaxas.gr/Spitha.html |عنوان=Σπίθα - Γυναικεία Αντιστασική Οργάνωση - Ioannis Metaxas |ناشر=Ioannismetaxas.gr |تاريخ= |تاريخ الوصول=2012-11-07| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181103160829/http://www.ioannismetaxas.gr/Spitha.html | تاريخ أرشيف = 3 نوفمبر 2018 }}</ref>

لقد أرسلت حكومة الانتداب سلسلة من ستة [[تخطيط حضري|مخططي مدن]] إلى [[الانتداب البريطاني على فلسطين|فلسطين الانتدابيّة]] لمحاولة إدارة التوترات الطائفيّة التي كانت سمة من سمات هذه الفترة. وكان أحد هذه الشخصيات [[تشارلز روبرت أشبي]]، وهو مصمم بارز في الفنون والحرف البريطانيّة، عمل مستشارًا مدنيًا لمدينة القدس (ما بين 1919-1922) ومستشارًا مهنيًا للجنة تخطيط المدن. ووصف اشبي بأنه أكثر الموالين للعرب والكارهين للصهيونية من المخططين الستة. لقد كانت وجهة نظر اشبي للقدس تهدف إلى حماية أعمال الصيانة والإصلاح في المدينة، وإحياء الصناعة الحرفيّة هناك لإصلاح [[قبة الصخرة]] المتضررة، بهدف حماية النسيج التقليدي للمدينة.<ref name=Kingp168>King, 2004, p. [http://books.google.ca/books?id=h2YLoQGzID8C&pg=PA168 168] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200328140325/https://books.google.ca/books?id=h2YLoQGzID8C&pg=PA168&hl=en |date=28 مارس 2020}}</ref>

تجدر الإشارة إلى أن المهاجرين اليهود إلى فلسطين في هذه الفترة قد ساهموا في إدخال [[طرز معمارية|طُرُز معماريّة]] عالميّة إلى البلاد، ك[[باوهاوس|عمارة الباوهاوس]]. وقد تم وضع بعض تلك الأعمال المعماريّة على [[موقع تراث عالمي|قائمة التراث العالمي]] مثل [[المدينة البيضاء (تل أبيب)|المدينة البيضاء]]، حيث تم تشييدها حسب مخطط مدني يعكس مبادئ التنظيم المُدني العضوي العصري.<ref>[http://whc.unesco.org/en/list/1096 White City of Tel-Aviv - The Modern Movement | UNESCO] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180201041805/http://whc.unesco.org/en/list/1096 |date=01 فبراير 2018}}</ref><ref>[https://www.israel21c.org/the-architecture-of-palestine-during-the-british-mandate/ The architecture of Palestine during the British Mandate] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171012095815/https://www.israel21c.org/the-architecture-of-palestine-during-the-british-mandate/ |date=12 أكتوبر 2017}}</ref>

=== العصر الحديث ===
[[ملف:Seven Arches Hotel Jerusalem.jpg|تصغير|180بك|[[فندق الأقواس السبعة]] ب[[القدس]] (1964).]]
تأثرت العمارة في فلسطين بعد النصف الثاني من القرن العشرين ب[[عمارة الحداثة]]. ويُلاحظ انعكاس العمارة العالميّة على العمارة في فلسطين من حيث المفاهيم والمبادئ الأساسيّة للفكر المعماري العالمي. ويرجع ذلك إلى معايشة أغلب معماريي هذه الفترة للعمارة العالميّة من خلال الجامعات التي درسوا فيها أو من خلال اطلاعهم عليها.<ref name="محمود علاونة">[https://scholar.najah.edu/sites/default/files/Mahmoud%20Jalal%20Abdul%20Qader%20Alawneh.pdf رواد العمارة في فلسطين: الضفة الغربية ما بين 1959 - 1995 | جامعة النجاح - كلية الدراسات العليا، محمود علاونة (2014)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170905053946/https://scholar.najah.edu/sites/default/files/Mahmoud%20Jalal%20Abdul%20Qader%20Alawneh.pdf |date=05 سبتمبر 2017}}</ref> ويُعتبر المشهد المعماري الفلسطيني المعاصر نتيجةً لعملية تراكمية طويلة الأمد تعرضت لتأثيرات كثيرة قادمة من محيطها الإقليمي والعالمي، بحيث أصبحت العمارة الفلسطينية جزءًا من المشهد المعماري العربي والإسلامي والمتوسطي وحتى العالمي.<ref name="Arab Nyheter">[http://arabnyheter.info/ar/archives/80452 التراث المعماري في فلسطين | Arab Nyheter] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907034053/http://arabnyheter.info/ar/archives/80452 |date=07 سبتمبر 2017}}</ref>

[[ملف:Mausoleo Arafat (Muqata, Ramallah) 02.JPG|تصغير|يمين|180بك|جانب من مبنى المقاطعة، [[رام الله]]. صممه [[جعفر طوقان]].]]
لقد وقعت العمارة في فلسطين في القرن العشرين تحت شروط أكثر تعقيدًا مما قد تواجهه العمارة في سياقات أخرى. فالأراضي الفلسطينيّة أراضِ مُحتلّة، بالتالي فقد تم تقسيمها وتصنيفها في مناطق مُشرذَمة، تُعيق الامتداد الطبيعي للإعمار. غير أن السيطرة على الأراضي والتحكم بها هي لب صراع الفلسطينييّن مع [[إسرائيل|الاحتلال الإسرائيلي]]، بالإضافة إلى [[قائمة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين|مخيمات اللاجئين]] والتي احتلت مساحات عشوائيّة إثر [[النكبة|نكبة فلسطين]]، وشكّلت عشوائيات مُتكدّسة على مشارف المدن الفلسطينيّة في المناطق التابعة لإدارة [[السلطة الوطنية الفلسطينية|السلطة الفلسطينيّة]].<ref name="عود الند">[http://www.oudnad.net/spip.php?article506 العمارة وهوية المكان الجندرية في فلسطين | عود الند] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170903215216/http://www.oudnad.net/spip.php?article506 |date=03 سبتمبر 2017}}</ref>

لقد تعرّضت الكثير من المعالم المعماريّة الفلسطينيّة للهدم بعد عام 1948. ولقد شنّت السلطات الإسرائيلية سلسلة من الاجتياحات لمختلف المدن والقرى الفلسطينيّة. وعملت على سرقة مكونات العمارة الفلسطينيّة، وذلك من خلال السطو على حجارة المباني التاريخيّة، بما تحمله من مظاهر جماليّة، لتشييد مبان بطراز قديم للإيهام بتمثيلها رمزًا دينيًا أو شعبيًا.<ref>[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=8657 المشكلات التي تواجه العمارة الفلسطينية القديمة | مركز المعلومات الفلسطيني] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170905002931/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=8657 |date=05 سبتمبر 2017}}</ref> وتظهر الوظيفة العسكريّة لعمارة [[قائمة المستوطنات الإسرائيلية|المستوطنات الإسرائيلية]] بوضوح، من خلال دورها في تقطيع أوصال الأرض الفلسطينيّة على نحو تصير فيه القرى والمدن الفلسطينيّة في [[الأرخبيل الفلسطيني|ما يشبه معازل وكانتونات]] يخضع محيطها للسيطرة الأمنيّة الإسرائيليّة.<ref name="صراع الهوية">[https://www.aljazeera.net/midan/intellect/sociology/2017/2/3/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9 صراع الهوية - عمارة القدس | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170724111259/http://midan.aljazeera.net:80/intellect/sociology/2017/2/3/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9 |date=24 يوليو 2017}}</ref>

لقد تبّنت السلطة الفلسطينيّة بعد تأسيسها عام 1993 عددًا من السياسات التي تندرج تحت إطار [[نيوليبرالية|النيوليبراليّة]].<ref>[https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/403298.html النيوليبرالية وحركة العمارة في العالم العربي: مقاومة أم انصهار؟ (مدينة رام الله نموذجاً) | دنيا الوطن] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907034118/https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/403298.html |date=07 سبتمبر 2017}}</ref> لقد تم إنشاء أول مدينة فلسطينية يتم تصميمها وفق مخطط تنظيمي هيكلي قرب رام الله، وهي مدينة [[روابي]]، بحيث تواكب ما توصل إليه العمارة وفق تخطيط حضري ينسجم مع الممارسات البيئية المستدامة.<ref>[http://www.rawabi.ps/mobile/ar/about.php عن مدينة روابي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170717042438/http://www.rawabi.ps:80/mobile/ar/about.php |date=17 يوليو 2017}}</ref> إلا أن المشروع تعرّض للانتقادات من العديدين بسبب ارتباطه بالسلطات الإسرائيليّة.<ref>[https://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2014/09/rawabi-city-west-bank-accusation-partnership-israel.html روابي... مدينة لا تشبه الفلسطينيّين | المونيتر] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907033525/http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2014/09/rawabi-city-west-bank-accusation-partnership-israel.html |date=07 سبتمبر 2017}}</ref>
{{تحديد}}

== العمارة الفلسطينية التقليدية ==
[[ملف:Fauzi Azar Inn. (17900004928).jpg|تصغير|200بك|نُزُل يعود بناؤه إلى 200 عام ب[[الناصرة]].]]
يشير مصطلح [[عمارة عامية|العمارة التقليديّة]] الفلسطينيّة إلى نوع مُحدَد من المباني التي شُيدت في [[فلسطين|فلسطين التاريخيّة]] بطريقة ومواد وتقنيات تقليديّة، حيث تم الأخذ بعين الاعتبار أن إنشاء تلك المباني تم [[مبنى طبيعي|بمواد محليّة]] ذات أسعار معقولة. وتختلف العمارة الفلسطينيّة التقليديّة من مكان إلى آخر، حيث أن المناطق المشتركة بطبيعة المناخ ومصادر المواد استخدمت نفس التفاصيل والعناصر. ففي المناطق الجبليّة والسهل الساحلي مثلاً، كان [[حجر جيري|الحجر الطبيعي]] مادة البناء الرئيسيّة المستخدمة، بينما كان نادر الاستخدام في منطقة [[غور الأردن|وادي الأردن]]، ليس فقط لأنه غير متوفر في الطبيعة هناك، ولكن أيضًا لأنه لا يتجاوب مع متطلبات وطبيعة المناخ في تلك المنطقة. ونتيجةً لذلك، يوجد نمطان اثنان مختلفان في نظام تسقيف المباني التقليديّة في فلسطين.<ref name="Hadid">Hadid, Muhannad (2002), Architectural Styles Survey in Palestinian Territories</ref>

لقد تأثرت العمارة التقليديّة الفلسطينيّة بثقافات أخرى، وإن كانت بعض التقنيات و[[مادة بناء|مواد البناء]] لا تزال قيد الاستخدام منذ العصور القديمة. لقد تم تطوير العديد من التفاصيل والمكونات المشتركة. ولقد استُخدمت مجموعة من العناصر والتفاصيل كوحدات نموذجيّة. لقد أُخذت تقنيات بناء وعناصر مختلفة عن ثقافات مختلفة، ك[[عمارة رومانية|العمارة الرومانيّة]]، و[[عمارة بيزنطية|البيزنطيّة]]، و[[قائمة القلاع الصليبية|الصليبيين]]، والعديد من الثقافات الأخرى التي تركت لها أثرًا في العمارة التقليدية الفلسطينيّة. إن معظم ما نجا من العمارة التقليديّة في فلسطين قد بُني في [[الدولة العثمانية|الفترة العثمانيّة]]، في حين لا يزال بالإمكان رؤية بعض آثار [[الدولة المملوكية|العمارة المملوكيّة]]، بينما نادرًا ما تتوفر أمثلة من [[عمارة أموية|الفترة الأمويّة]] وغيرها من الفترات الأخرى. لقد بدأ استخدام المواد والتقنيات الجديدة بتغيير الطريقة التقليديّة للبناء بحلول نهاية النصف الأول من القرن العشرين، بالرغم من أنه من الصعب تحديد الفترة التي تميّز الانتقال بين فترتي العمارة التقليديّة والحديثة في فلسطين. وتتميز القرى والبلدات القديمة في المدن الفلسطينيّة بطرازها المعماري ونمط البناء وحجمه وشكله واستعمالاته وطريقة بنائه. ويُلاحظ دقة التصاميم من نقش ونحت وزخرفة، وهي يدوية العمل وتلبي الحاجة.<ref>[https://scholar.najah.edu/publication/conference-paper/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%E2%80%93%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%A2%D9%84-%D8%B7%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7 العمارة الشعبية –العمارة البيضاء في نابلس : قصر آل طوقان كنموذج تكنولوجيا محلية بأيد فلسطينية | جامعة النجاح] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140508155919/http://scholar.najah.edu:80/publication/conference-paper/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%E2%80%93%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%A2%D9%84-%D8%B7%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7 |date=08 مايو 2014}}</ref>

=== طرز معمارية تقليدية ===
لعبت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين دورًا مهمًا في اختلاف الأساليب والطرز المعماريّة التقليديّة. ولأسباب اقتصادية، لم يتمكن الأشخاص ذوو الدخل المنخفض من بناء نفس المنازل التي يمتلكها الأغنياء. وكانت وظيفة المبنى هي تحديد منطقة المباني وطرازها. لقد أدى اختلاف المناخ والبيئة والموقع إلى ظهور أنماط معماريّة مختلفة، ولكن باستخدام مواد وتقنيات البناء ذاتها. يمكن تقسيم المباني التقليديّة الفلسطينيّة حسب طريقة تحميل السقف إلى: البناء الخالي من الدعامات الداخلية، والبناء ذو [[عمود (إنشاء)|الأعمدة]]، والبناء ذو ال[[رواق]]، والبناء المسقوف بال[[قنطرة (عمارة)|قبو]].<ref name="Vernacular Residential buildings">Vernacular Residential buildings, Dr. arch. Nagham Ali Hasan, University of Palestine 2015-2016</ref> كما يمكن تصنيف تلك المباني بدراسة خصائص المناطق الريفيّة والحضريّة، وعلى النحو التالي:<ref name="Hadid" /><ref>[https://books.google.jo/books?id=skOEAgAAQBAJ&pg=PA60&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false Moxnes, Halvor, 1997, Constructing Early Christian Families: Family as Social Reality and Metaphor, p 60] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180917143512/https://books.google.jo/books?id=skOEAgAAQBAJ&pg=PA60&redir_esc=y |date=17 سبتمبر 2018}}</ref>

'''منازل الفلاحين البسيطة'''
[[ملف:مناظر من البلدة القديمة في مدينة الخليل.JPG|تصغير|180بك|عقود [[البلدة القديمة (الخليل)|البلدة القديمة]] في [[الخليل]].]]
كانت طريقة البناء التقليديّة في معظم المباني في فلسطين هي منازل الفلاحين البسيطة حتى بداية القرن العشرين. ويتكون هذا النوع من المباني من غرفة بسيطة مكعبة الشكل (الأوضة/ الغرفة). وتختلف بأبعادها وارتفاعها، حيث يمكن أن تُلحق بغرفة أخرى لنفس العائلة.<ref name="العمارة في بيت لحم" /> بالنسبة للفتحات، فتتميز هذه المباني بصغرها، نظرًا لعدم مقدرة الفلاحين على شراء الخشب (الذي يُعتبر نادرًا في فلسطين) لإغلاق تلك النوافذ، مما جعل تلك البيوت ذات إنارة سيئة. إلا أن هذه المشكلة حُلت باستخدام فتحات علويّة موجودة بالأسقف، حيث تحمي البيت من الأشعة الحارقة بالصيف ومن الأمطار في الشتاء. وقد انتشر هذا النمط في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، مع بعض الاختلافات البسيطة، من حيث تقنيات البناء والتوزيع الداخلي، وبعض التفاصيل والمفردات المعماريّة.<ref name="Vernacular Residential buildings" />

بالنسبة للتصميم الداخلي لمعظم منازل الفلاحين البسيطة، فهي مقسّمة إلى جزئين اثنين، كما أن ثلاثة أرباع الفضاء الداخلي مرفوع عن مستوى الأرض، حيث تعيش العائلة في هذا الجزء (يُطلق عليه المصطبة)، بينما تُربى الحيوانات في الجزء المنخفض من البناء (يُطلق عليه قاع البيت). أما بالنسبة للأنواع الأخرى من منازل الفلاحين البسيطة، فيتكون الفضاء الداخلي من غرفة واحدة فقط. قد يضيف الفلاحون إلى هذه المنازل [[فناء (توضيح)|فناءً]] داخلياً يجمع عدداً من الغرف. ويمكن أن تُضاف غرف أخرى على أعلى الأسقف. ويتم توجيه هذه المباني تبعًا للظروف المناخية. يتبع ذلك عدد ومساحة الفتحات الموجودة بالجدران.<ref name="البيت القديم"/>

'''منازل الفلاحين المعقدة'''
[[ملف:AbdulHadiPalace3.JPG|تصغير|180بك|[[قصر عبد الهادي]] في [[نابلس]].]]
كانت منازل قيادات الفلاحين والتجار منهم سواء في القرى والمناطق الحضرية تمتاز بأنها كبيرة وأكثر تعقيدًا، حيث كانت ذات طابق أو اثنين أو ثلاث، تخدم كمجمع عائلي خاص (كما في القرى)، أو بيت بجانب الآخر أو فوق الآخر (في المدن). كانت تلك البيوت موزعة حول فناءات داخلية بالعادة. تتميز أسقف الغرف المتعددة والموجودة في نفس الطوابق باختلاف ارتفاعها، وهذا ما يؤدي إلى وجود عدد من الدرجات والمستويات بين الغرفة والأخرى. وتتميز مخططات هذه المباني بعدم الانتظام والتناظر. يوجد في [[الضفة الغربية]] عدد من القرى الغنيّة التي احتوت قصورًا كبيرة من هذا النوع لعدد من العائلات الفلسطينيّة، مثل [[عرابة (جنين)|عرّابة]]، [[دورا]]، و[[نعلين]]. كان في بعض الأحيان يقوم بعض الناس ببناء غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى ''علّية'' نظرًا لعلوها عن باقي الغرف، وتُستخدم في النوم في ليالي الصيف الحارة، أو تستعمل مثل صالة حيث ينفرد بها صاحب الدار بزواره من الرجال، ويمكن الصعود إلى هذه العليّة بواسطة درج.<ref name="البيت القديم">[http://alqudslana.com/index.php?action=article&id=4604 البيت الفلسطيني القديم | مؤسسة القدس للثقافة والتراث] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170210153701/http://alqudslana.com/index.php?action=article&id=4604 |date=10 فبراير 2017}}</ref>

'''منازل المدينة'''

تُعتبر المنازل في مدن فلسطين أكثر تطورًا من نظيراتها في القرى. ولقد امتازت غالبيّة منازل المدينة والمباني الكبيرة، كما هو الحال أيضًا في المباني المنتظمة، بالتماثل حول محور وسطي، أي أن يقع هذا المحور حول وسط المدخل الرئيسي للبناء، وتميزت غالبية القصور والمنازل الفخمة بتعقيد تصميم الواجهة الرئيسية وكثافة زخرفتها لتعكس نفوذ صاحبها ووضع العائلة الاجتماعي والاقتصادي، أما واجهات البناء الأخرى فتميزت ببساطة تصميمها وخلوها تقريبًا من الزخارف، إلا أن الواجهات الأربعة كانت تتشابه من حيث روح التصميم ونسب الفتحات وأبعادها.<ref name="العمارة في بيت لحم">[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=9780 العمارة في مدينة بيت لحم - مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - وفا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171012201607/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=9780 |date=12 أكتوبر 2017}}</ref> وتتواجد منازل الفلاحين البسيطة والمعقدة في المدن إلى جانب طرز معماريّة أخرى، مثل منازل الفناء ومنازل الليوان.<ref name="Vernacular Residential buildings" />
[[ملف:Liwan-ar.png|تصغير|250بك|يمين|مخطط منازل الليوان.]]
بالنسبة [[فناء (توضيح)|لمنازل الفناء]]، فقد بُنيت غالبًا لتعطي خصوصية أكثر، ولإعطاء سهولة في الوصول إلى الغرف المحيطة بالفناء المكشوف. علمًا أنه في بعض الحالات، لا تحيط الغرف بالفناء من كل الجهات، بل يشكّل السور الخارجي جزءًا من المحيط، والذي يفصل الفناء عن المحيط الخارجي. تُعتبر منازل الفناء، وخاصةً تلك التي تحتوي على [[رواق]]، من المباني ذات الكفاءة العالية في [[حفظ الطاقة]]، والمتكيّفة مع المناخ المحلي، حيث أن الغرف المطلّة على الفناء لا تُوجّه إلى الشمس في الصيف، وهي معزولة من مطر الشتاء، بالإضافة إلى أن الفناء مفتوح [[تهوية|للتهوية]]، ومُظلل في معظم الأوقات.<ref name="Hadid" />

أما بالنسبة [[ليوان|لمنازل الليوان]]، فقد احتوت على أكثر من غرفة. وتؤدي معظم مداخل المنازل تؤدي الصالة ([[ليوان|الليوان]])، حيث أن غرفة المعيشة موجودة على طرفي هذه الصالة. وتُستخدم الصالة كغرفة للجلوس. تتميز هذه القاعة بعمقها، وبواجهة خارجيّة ذات [[عقد (عمارة)|عقد مُصلب]] في العادة ذي واجهة تحتوي على [[عمود (إنشاء)|أعمدة]] ثلاث. تم أخذ اعتبار توجيه هذه المباني في المدينة وفقًا لعوامل المناخ، ولكن في بعض الأحيان يلعب شكل الأرض دورًا رئيسيًا في هذا التوجيه.<ref name="Vernacular Residential buildings" />

لقد تركزت الفلل والمساكن الفخمة في المدن الرئيسيّة، كما في [[القدس]]، وخصوصًا [[القدس الغربية|الجزء الغربي]] من المدينة، الذي سيطرت عليه إسرائيل في 1948. وتعكس هذه المباني القديمة تطور الطبقة الغنيّة المقدسيّة التي سكنت خارج أسوار [[البلدة القديمة (القدس)|البلدة القديمة]]، وما زالت تمثُل حتى اليوم بكامل هيبتها قصورًا حجريّة مبنيّة بطراز يدمج بين ملامح العمارة الإسلامية والعمارة الحديثة. وتمتاز القصور العربيّة بجمالية وفخامة نادرتين، وتُعتبر [[قوس (عمارة)|الأقواس]] علامتها الفارقة، وقبالة كل منها حدائق تزينها أشجار الليمون والرمان والياسمين. ومن تلك القصور بيت رجل الأعمال الفلسطيني الراحل قسطنطين سلامة، وبني في [[حي الطالبية]] عام 1930، وهو يتوسط ميدانًا كان يحمل اسم سلامة قبل أن يُهوّد، ويستخدم اليوم مقرًا للقنصلية البلجيكية. وهكذا بيت عائلة طرشة الذي يتميز ببوابة حديدية مزدانة بأعمال فنية نادرة، وهو اليوم مقر القنصلية الإسبانية. وليس بعيداً عنه بيت عائلة سنونو المحاط بحديقة، وبيت هارون الرشيد، وبيت واصف بشارات، وهي مسكونة من قبل يهود بعد تهجير أهلها الفلسطينيين.<ref>[https://www.aljazeera.net/news/alquds/2016/3/30/%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7 بيوت غربي القدس تشهد على هويتها | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170714130020/http://www.aljazeera.net:80/news/alquds/2016/3/30/%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7 |date=14 يوليو 2017}}</ref>

<gallery mode="packed">>
ملف:بيت قديم في مدينة الخليل.jpg|فيلا في [[الخليل]]
ملف:Belgian Consulate, Jerusalem (5516723079).jpg|[https://commons.wikimedia.org/wiki/Category:Villa_Salameh فيلا سلامة] (حاليًا القنصلية البلجيكية بالقدس)
ملف:Beit Anis Jamal P4110058.JPG| [https://commons.wikimedia.org/wiki/Category:Beit_Anis_Jamal منزل أنيس جمال] في [[القدس]]
ملف:Wadi Salib 1 (7).JPG|فلل وادي الصليب في [[حيفا]]
ملف:2010-08 Ramallah 60.jpg|160|فيلا في [[رام الله]]
</gallery>

'''المباني العامة'''

بُنيت المباني العامة في القرى الفلسطينيّة بنفس تقنيات المنازل السكنية، وبنفس مواد البناء والتفاصيل. ولا يمكن تمييز تلك المباني عن الأخرى في القرى إلاّ في حالة [[عمارة دينية|المباني الدينيّة]]. تُعتبر غرفة العِلّيّة الأعلى في هذه المباني بالقرى. وتُعتبر [[معصرة زيت تقليدية يجرها جمل|معاصر]] [[زيت الزيتون]] في القرى الغنيّة مشابهة لمباني المنازل من الخارج، إلا أنها تختلف عنها كثيرًا من الداخل. لقد كانت المباني العامة في المدن أكثر تطورًا وتنظيمًا في التصميم والوظيفة. تختلف المباني العامة عن المباني الدينيّة، و[[حمام عام|الحمّامات التركيّة]]، [[صابون نابلسي|مصانع الصابون]]، المجمّعات التجارية، معاصر الزيتون، المدارس، الأضرحة، وغيرها.<ref name="Hadid" />
[[ملف:Turkish Bath in Acre.JPG|تصغير|يمين|160بك|[[حمام الباشا]] في عكا.]]

[[ملف:Jacir palace.JPG|تصغير|250بك|[[قصر جاسر|فندق قصر جاسر]] في [[بيت لحم]] (1910).]]
لقد عُرفت المدارس المملوكيّة و[[تكية|التكيات]] في القدس ب[[فناء (توضيح)|فناءاتها]] الوسطيّة، وبالحجم الكبير للغرف المحيطة حول الفناء، بينما اتصفت الحمّامات التركيّة بتخطيط ووظائف مختلفة (غرف باردة وحارّة). ولقد بُنيت المحلات التجاريّة بمواد وتفاصيل تقليديّة، ولكن بفتحات مختلفة، بينما كانت الأبواب كبيرة في معظم الحالات، كما بُنيت تلك المحلات بصفوف منتظمة لتشكّل سوق المدينة، كما في [[البلدة القديمة (الخليل)|البلدة القديمة]] في [[الخليل]] و[[نابلس]] و[[غزة]] و[[القدس]]. يوجد في أعلى تلك المحلات بيوت يمكن الوصول لها من خلف البناء لإعطاء بعض الخصوصيّة. لقد اشتهرت في العصر العثماني ثقافة بناء [[شرفة (توضيح)|الشرفات]] و[[قوس (عمارة)|الأقواس]]، ورغم بقاء كثير من هذه الآثار، فإن جزءًا منها لم يعد موجودًا. لقد لعب المناخ دورًا كبيرًا في تحديد شكل العمارة العامة ونمطها، فقد كان الفناء الداخلي لهذه المباني في العهد العثماني يوفر الجو المريح للسكان، وارتفاعه الذي يمنع أشعة الشمس من التغلغل في المبنى، كذلك سماكة الجدران الكبيرة كانت نتيجة المناخ ليعمل كعازل للحرارة المرتفعة.<ref name="Hadid" />

'''الأضرحة والمقامات'''
[[ملف:Sketch of Mausoleum of Abu Huraira 01.png|تصغير|يمين|180بك|رسم ومخطط توضيحي لنموذج من المقامات الإسلاميّة في قرية [[يبنا|يبنة]] المُهجَّرَة.]]
هنالك خصائص متكرّرة في مباني [[مقام (توضيح)|المقامات]] وموقعها في فلسطين. فالمقام أو المزار أو المشهد هو في معظم الحالات بناء رُباعي الشكل، له باب واطئ، ونافذة واحدة على الأغلب، وقد يكون له أكثر من نافذة. وفي أكثر الحالات يكون ذا [[قبة|قبّة]]. وأما من الداخل فهناك طاقة أو أكثر، غير نافذة تشبه الخزانة الطويلة. وهناك في العادة [[محراب]] بجانب ال[[قبر]] الذي يكون وسط غرفة المقام. وفي حين أن أكثر المقامات تقتصر على غرفة أو غرفتين، فإن بعضها يتألف من عدّة غرف فيها مسجد مُلحق بالمقام أو مسكن الشيخ أو الخطيب القيّم على المكان أو مضافة.<ref name="المقامات والمزارات" />

كما يوجد نوع آخر من المقامات الكبيرة التي تحتوي على غرف متعددة لإقامة الزوّار والحجّاج. وهذه المقامات هي في العادة للأنبياء ك[[موسم النبي موسى|مقام النبي موسى]] و[[مقام النبي صالح]]. وفي كثير من الأحيان كانت المساجد تُبنى عند مقامات [[ولاية (توضيح)|الأولياء]].<ref name="المقامات والمزارات">[https://www.palestinapedia.net/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/ المقامات والمزارات | الموسوعة الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180112042444/https://www.palestinapedia.net/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/ |date=12 يناير 2018}}</ref>

يعود معظم المقامات المتبقيّة في فلسطين إلى ما بعد فترة [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]]، وهذه حقيقة تشترك فيها المساجد والزوايا والآثار الاسلاميّة الأخرى التي زالت من جرّاء الكوارث الطبيعيّة والحروب والإهمال. وهي تكون بالعادة على أنواع؛ فهناك مقامات فيها أضرحة، إما داخل مبناها وإما في [[فناء (توضيح)|الساحة]] المجاورة له. وهناك مقامات بلا أضرحة، وكأنها أُقيمت تخليدًا ل[[ولي]]ّ مع الاعتراف الضمني بأنه غير مدفون فيها. كما توجد قبور بلا أي نوع من أنواع الأبنية. وأيضًا كهوف تضم أضرحة أو لا تُقَسّم. ومثالها مغارة الأدهمية في القدس. ويوجد أيضًا مقامات تتألف من سور بسيط محيط بقطعة أرض، ومقامات تقتصر على شجرة أو كومة من الحجارة.<ref name="المقامات والمزارات" />
{{تحديد}}

=== مواد تقليدية ===
[[ملف:مباني عقود حجرية قديمة.jpg|بديل=مباني حجرية قبل الاسمنت|تصغير|مباني حجرية في خربة سيميا غرب مدينة دورا بمحافظة الخليل]]
كان [[حجر جيري|الحجر الطبيعي]] حتى النصف الثاني للقرن العشرين يُعتبر مادة البناء الرئيسيّة بالمباني التقليديّة في فلسطين، عدا منطقة [[غور الأردن|وادي الأردن]]. إن كثيرًا من مباني الضفة الغربيّة استُخدمت في بناءها [[ملاط|المونة]] الأسمنتية. لقد تم استخدام [[أسمنت|الأسمنت]] و[[خرسانة مسلحة|الخرسانة المُسلحة]] كتقنيات جديدة في العمارة الفلسطينيّة، والتي تم اختراعها في فرنسا بالقرن الناسع عشر، ولم تصل إلى فلسطين إلا بعد [[الحرب العالمية الثانية]]. لذلك، لم يُستخدم الأسمنت ببناء معظم المباني التقليديّة الفلسطينيّة. لقد استخدم البناؤون الفلسطينيون [[جير|الجير]] و[[صلصال|الطين]] كمواد رابطة لقرون. لقد كانت أسقف البيوت تصنع من الأخشاب وأغصان الأشجار وفوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب. وهذا النوع من الأسقف كان شائعًا في المساكن المصنوعة من الطين والتي كان يشترط صيانتها كل عام.<ref name="البيت القديم" />

تجدر الإشارة إلى أن [[رواق (منظمة)|مركز المعمار الشعبي الفلسطيني]] قام بتسجيل أكثر من 50,000 مبنًا تقليديًا في الضفة الغربيّة وقطاع غزة، حيث تبيّن أن الحجر الطبيعي هو مادة البناء الرئيسيّة في معظم مناطق فلسطين، بينما يُعتبر [[حجر طيني|الحجر الطيني]] مادة البناء الرئيسيّة في غور الأردن والسهل الساحلي الفلسطيني، وخصوصًا في [[قطاع غزة]].<ref name="Hadid" />
[[ملف:Katamon PC280011.JPG|تصغير|180بك|يمين|استخدام [[حجر القدس]] (منقّر، منشور، وطُبزة) في [[رواق]] [https://commons.wikimedia.org/wiki/Category:Vila_Sherkessi بيت الشركس]، القطمون.]]
يُعد الحجر الجيري المادة الرئيسيّة للبناء في منطقة الجبال الوسطى، بينما يُعتبر الحجر الرملي مادة البناء الرئيسيّة في السهل الساحلي، بينما يُعتبر الحجر الطيني مادة البناء الرئيسيّة في غور الأردن والسهل الساحلي أيضًا.<ref name="Hadid" /> وتُسمى طريقة استخراج الكتل الحجرية من [[مقلع (طبوغرافية)|المقالع]] أو المحاجر باسم ''التحجير''. ويُسمى الحجر حسب المنطقة المُستخرج منها. ومن أشهر الأنواع في فلسطين [[القدس]] و[[جماعين]] و[[قباطية]] و[[تفوح]]. ويتم تصنيف الحجر بعد إجراء الفحوصات المخبريّة فيما يتعلق بنسبة الامتصاص للماء و[[وزن نوعي|الوزن النوعي]] وإجهاد الكسر ومعيار التمزق والتآكل السطحي.<ref name="البوابة المعمارية">[http://www.arch-news.net/2013-11-01-22-50-55/2014-04-02-16-07-51/item/17905-2014-03-31-15-34-01/17905-2014-03-31-15-34-01#.WdnchDtRVLM مواد البناء: الحجر | البوابة العربية للأخبار المعمارية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170928050545/http://www.arch-news.net:80/2013-11-01-22-50-55/2014-04-02-16-07-51/item/17905-2014-03-31-15-34-01/17905-2014-03-31-15-34-01 |date=28 سبتمبر 2017}}</ref> تتراوح ألوان الحجر الفلسطيني حسب المنطقة الجغرافيّة بين درجة اللون الذهبي والبيج والزهري والرمادي.<ref name="molg">[http://www.molg.pna.ps/ecb/studies/material/material.pdf Construction Materials & Local Market Survey In Palestinian Territories] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170810005827/http://www.molg.pna.ps:80/ecb/studies/material/material.pdf |date=10 أغسطس 2017}}</ref>

يُطلق على عملية تجهيز الحجر للبناء اسم ''عملية تصنيع الحجر''، حيث يتم توريد الكتل الحجريّة إلى المناشير الآلية لتقطيعها إلى أحجام أصغر ثلاثية الأبعاد تعرف بالطول والارتفاع وسماكة الحجر وهو ما يعرف بتربيع الحجر. ولإكساب الحجر الشكل الطبيعي وإخفاء السطح الناعم الناتج عن التربيع، يتم نقش الحجر أو ما يعرف بالدقاقة بالطريقة اليدويّة التقليديّة أو بطرق ميكانيكيّة. وينتج عن ذلك أشكال أساسيّة معروفة بالطبزة (كتلة طبيعية نافرة) والمفجّر والمنقّر والمطبّة والمسمسم والمنشور على التوالي من حيث النعومة. ويتم البناء بالحجر أفقيًا بعد ضبط الأفقية والشاقوليّة وبما يعرف باسم ''[[مدماك (عمارة)|المدماك]]''، حيث يتم البدء من الزوايا وسلاح الفتحات ويتم التسكير لما بينهما لكل مدماك أو صف. وتتوالى العمليّة في المداميك مع ضمان التشريك. وهناك عدة طرق لبناء الحجر، إما بالبناء والتثبيت ب[[خرسانة|الباطون]] والصب خلفه، أو بطريقة التلبيس بالسكك والمرابط.<ref name="البوابة المعمارية" />
[[ملف:Jordan Valley, West Bank 123 - Aug 2011.jpg|تصغير|180بك|يمين|الحجر الطيني التقليدي المُستخدم في منطقة [[غور الأردن]].]]
[[ملف:Beit HaAm HaTemplery, Haifa IMG 6249.JPG|تصغير|160بك|شرفة خشبية في [[المستعمرة الألمانية (حيفا)|الحي الألماني]]، [[حيفا]].]]
من مزايا البناء بالحجر المنظر الجمالي المميز والمرونة الكبيرة المعطاة للمعماري في التلاعب بالكتل وإمكانية التنويع في اللون والنوع، كما أن الأبنية المشيدة بالحجر تمتاز بطول العمر وقلة الحاجة إلى الصيانة والقدرة العالية على العزل الحراري صيفاً وشتاءً.<ref name="البوابة المعمارية" />

يُعتبر [[حجر القدس]] أحد أنواع الحجر الجيري شائعة الاستخدام في منطقة [[القدس]] وما حولها، والتي تُستخدم في بناء المباني منذ العصور القديمة وحتى الآن. يُعد الحجر الجيري الملكي أحد أهم أنواع هذا الحجر، والذي استُخدم في العديد من الهياكل والمباني الأكثر شهرة في المنطقة، بما في ذلك [[حائط البراق]] في [[البلدة القديمة (القدس)|البلدة القديمة]].<ref name=Arkinp7>{{استشهاد بكتاب|ناشر=The Ministry of National Infrastructures Geoological Survey of Israel|عنوان=Geotechnical and Hydrogeological Concerns in Developing the Infrastructure Around Jerusalem|مؤلف=Yaacov Arkin and Amos Ecker|تاريخ=July, 2007|مسار=http://www.gsi.gov.il/Eng/_Uploads/163Geotechnical-Hydrogeological-Concern.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180803014714/http://www.gsi.gov.il/Eng/_Uploads/163Geotechnical-Hydrogeological-Concern.pdf | تاريخ أرشيف = 3 أغسطس 2018 }}</ref><ref>[https://www.csmonitor.com/2000/0104/p6s1.html Palestinians' stones cut both ways] Ilene Prusher, The Christian Science Monitor, January 4, 2000 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170912234355/https://www.csmonitor.com//2000/0104/p6s1.html |date=12 سبتمبر 2017}}</ref> في نهاية عام 2000، كان هناك 650 شركة وكسّارة يديرها فلسطينيون في [[الضفة الغربية]]، تنتج مجموعة متنوعة من الحجر ذي اللون الوردي، والرملي، والذهبي، والأبيض.<ref name=Prusher>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.csmonitor.com/2000/0104/p6s1.html|عنوان=Palestinians' stones cut both ways|مؤلف=Ilene Prusher|ناشر=[[كريستشن ساينس مونيتور|كريسشان ساينس مونيتور]]|تاريخ=January 4, 2000|تاريخ الوصول=2008-09-13| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180803044317/https://www.csmonitor.com/2000/0104/p6s1.html | تاريخ أرشيف = 3 أغسطس 2018 }}</ref><ref name="Is Jerusalem stone under threat">[https://www.greenprophet.com/2010/10/jerusalem-stone/ Is Jerusalem stone under threat?] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170907033132/https://www.greenprophet.com/2010/10/jerusalem-stone/ |date=07 سبتمبر 2017}}</ref> وتُعد صناعة الحجر والرخام في فلسطين واحدة من أكبر وأهم الصناعات، وتشكل رافداً رئيسياً للاقتصاد الوطني النامي حيث تساهم بما يزيد عن 30% من حجم الدخل القومي من الصناعات الفلسطينية. ومن أهم مميزات الحجر المستخرج من هذه المنطقة ألوانه المتعددة الفاتحة، ابتداءً باللون الأبيض، والزهري، والأحمر الفاتح والغامق، والسكني الفاتح والغامق، والذهبي، والبيج، والبني الفاتح، والأزرق بالإضافة لألوان أخرى مرغوبة ومطلوبة في السوق العالمية.<ref name="لمحة تاريخية الحجر">[https://psmc.ppu.edu/ar/resource/historicaloverview لمحة تاريخية | مركز الحجر والرخام الفلسطيني - جامعة بوليتكنك فلسطين] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170906225340/https://psmc.ppu.edu/ar/resource/historicaloverview |date=06 سبتمبر 2017}}</ref>

استُخدم [[خشب منشور|الخشب المنشور]] في المباني التقليديّة بالأبواب، الشبابيك، والمشربيات. يُعتبر الخشب المحلي مادة بناء مُكلفة بسبب ندرته في فلسطين. بالنسبة إلى [[مشربية|المشربيات]]، فهي في الغالب خشبية، وهي تؤدي غرض الخصوصية حيث تسمح بالرؤية من الداخل للخارج وليس العكس. بالإضافة إلى استخدام الخشب بالفتحات، استُخدم كعنصر إنشائي للأسقف في المنازل ذات الحجر الطيني في غور الأردن والسهل الساحلي. لقد استُخدمت ال[[ملاط|مونة]] أو الملاط لربط [[حجر (توضيح)|الحجر]] ولملء الفراغات بينه. الملاط بصورة عامة يصنع على شكل عجينة تصبح صلدة حين تجف وتتكون من مواد مختلفة مثل [[طين (توضيح)|الطين]] أو [[صلصال|الصلصال]] أو [[نورة (مادة)|النورة]] أو[[أسمنت|الأسمنت]] أو خليط من هذه المواد وقد يضاف إليها [[رمل|الرمل]]. وتتكون المونة من عنصرين أساسيين، [[جير|المادة الجيريّة]] الرابطة، وال[[زلط]] (الرمل، الحصى، بقايا الطوب، الرماد، أو أي عنصر عضوي آخر).<ref>[http://www.maconline.org/tech/maintenance/point1/point1.html tuckpointing masonry<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180114160251/http://www.maconline.org:80/tech/maintenance/point1/point1.html |date=14 يناير 2018}}</ref>

=== تفاصيل تقليدية ===
لقد تم استخدام التقنيات المعماريّة ذاتها في المباني التقليديّة الفلسطينيّة، بغض النطر عن طبيعة استخدام المبنى أو وظيفته. ولقد كانت معظم التفاصيل المعماريّة في المباني التي اُستخدم ببنائها الحجر موجودة في [[جدار|الجدران]]، [[عقد (عمارة)|العقود المُصلبة]]، و[[قبة|القباب]].

يراوح عرض الجدران الحجريّة للمباني قديمًا بين 80 - 120 سنتيمترًا. ويعود ذلك لأكثر من سبب، كان أهمها دعم [[حمل إنشائي|الأحمال الإنشائيّة]] للعقود، ودعم الأسقف لتحمّل الأوزان، بالإضافة إلى [[حفظ الطاقة]]، حيث تُعتبر البيوت التقليديّة باردة صيفًا، ودافئة شتاءً. بالنسبة للأسقف، فيمكن تقسيمها إلى أسقف مائلة وأسقف القباب والعقود. لقد كانت العقود من أكثر أنظمة التسقيف استخدامًا في فلسطين، وخاصةً في المناطق الجبليّة. وكان من الممكن أن تصل أبعاد الغرفة المسقوفة بالعقد المُصلب إلى 10 متر طولاً و 10 متر عرضًا. ولقد استُخدمت نفس الطريقة في تسقيف القباب، وخاصة في [[حمام عام|الحمّامات التركيّة]]، حيث تم استخدام الطوب بدلاً من الحجر في تلك المباني، وكان يصل سمك القباب والعقود إلى 30 سم فقط، بينما كانت مغطاة بمونة جيريّة أو مُبلطة بالحجر. أما بالنسبة للأسقف المائلة، فقد استُخدمت في المباني ذات الحجر الطيني، وخاصةً في وادي الأردن والسهل الساحلي.<ref name="Hadid" />

[[ملف:Крестовый свод.jpg|تصغير|يمين|180بك|رسم لعقد البناء.]]
يُعتبر العقد عنصرًا معماريًا ناتجاً من الاستخدام الإنشائي للخصائص الطبيعية للمواد، حيث يعتمد على انتقال الحمل الطبيعي من النقطة الأعلى إلى النقطة الأسفل وهكذا حتى تصل إلى مستوى الأرض. وباستخدام العقد بصورة متكررة بجوار بعضه بعضاً يتكون ال[[قنطرة (عمارة)|قبو]]، والذي يمكن استخدامه بأكثر من علاقة هندسيّة لعمل أشكال مختلفة للأسقف باستخدام الأقبية المتقاطعة. وقد استخدم العقد والقبو كنظام إنشائي ومن ثم معماري في فلسطين والبلاد التي تفتقر إلى مواد البناء الأخرى كالأخشاب والأعشاب، أو تلك التي افتقرت إلى الأخشاب إما نتيجةً لقطع الغابات على مر الزمن، أو تلك التي قلّت فيها الغابات نتيجةً [[تغير المناخ|للتغيّر المناخي]] على مر التاريخ. وممكن أن يكون العقد مُصلبًا، وممكن أن يكون طوليًا أو جمالونيًا.<ref name="العهد العثماني" />
[[ملف:Darat Al Funun 042.JPG|تصغير|180بك|استخدام البلاط التقليدي في مبنًا مُرمم.]]
تُعتبر العقود، الميّزة المعماريّة الأولى في [[عمارة إسلامية|العمارة الإسلامية]] في مختلف العصور، ولقد اعتُمد على استخدام العقود، لأنه يعطي جمالاً معماريًا. ولدى دراسة المباني السكنية في الفترة العثمانيّة، والتي بُنيت حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، يمكن ملاحظة [[حمل إنشائي|التحميل الإنشائي]] للأسقف أنها كانت على عقود بقبوات أسفلها أكتاف، كما أنها تعطي درجة تحمّل كبيرة للأسقف، مع الحفاظ على الشكل المعماري.<ref name="العهد العثماني" />

بالنسبة [[بلاط (مادة بناء)|للبلاط]]، فقد كان البلاط الحجري يُعتبر وسيلة التبليط الوحيدة في الماضي، بينما لم تُبلّط بعض المنازل بسبب الأوضاع الاقتصادية، حيث استُخدم الطين أو المونة الجيريّة بدلاً عنه. لقد دخل البلاط الملّون إلى العمارة الفلسطينيّة في بداية القرن العشرين كعازل مائي ضد الرطوبة الناشئة من الأرض.<ref name="Hadid" />

=== عناصر تقليدية ===
تشمل العناصر التقليديّة في العمارة الفلسطينيّة كلاً من [[فناء (توضيح)|الفناءات]]، [[إيوان|الإيوان]] و[[نافورة|النوافير]]، ال[[رواق]]، والفتحات (يمكن تقسيمها حسب الوظيفة إلى [[باب|الأبواب]]، و[[نافذة|النوافذ]]، والطلاقات).

[[ملف:Saed Hashem Mosque.jpg|تصغير|يمين|180بك|فناء ورواق [[مسجد السيد هاشم]]، غزة.]]
يوجد نوعان من الفناءات في العمارة التقليديّة الفلسطينيّة؛ الأول هو الفناء المكشوف الذي يعود لمنزل واحد، وتحيط به الغرف من كل أو معظم الجهات، وفي بعض الأحيان يحاذيه سور المنزل نفسه. أما الثاني فينتج بسبب إضافة غرفة إضافيّة فوق مساحة مفتوحة ويُسمى ''الحوش''. إن الفائدة الرئيسيّة للفناءات هي لتدوير الهواء وإعطاء الخصوصيّة، وتُعتبر المكان الأفضل لممارسة النشاطات الصيفيّة والشتويّة بسبب اعتدال درجة الحرارة فيها، حيث تُعتبر [[منطقة الراحة|منطقة راحة]].<ref name="Hadid" /> وللحفاظ على حرمة المنزل، استُخدم المدخل المنكسر والذي إضافة لدوره في الحفاظ على الخصوصيّة يقوم كمرحلة انتقالية من فراغ الشارع إلى فراغ الفناء ومن المناخ الخارجي إلى المناخ الداخلي.<ref name="العمارة في الخليل">[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=10802 العمارة في مدينة الخليل | وكالة الأنباء الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171012201817/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=10802 |date=12 أكتوبر 2017}}</ref><ref>رام الله: عمارة وتاريخ، مركز المعمار الشعبي ومؤسسة الدراسات المقدسية، 2002، رام الله</ref>

يُعتبر [[إيوان|الإيوان]] مظهرًا من مظاهر البيوت الغنيّة والكبيرة في فلسطين، وكذلك [[نافورة|النوافير]]. يتم إنشاء الإيوان تقليديًا في منطقة مرتفعة محاطة بثلاث جهات من الغرف، بينما تُترك الجهة الأماميّة الرابعة مفتوحة، والتي تواجه بالعادة الفناء. وفي بعض الأحيان، يتم إنشاء النوافير أمام الإيوان كوسيلة تبريد بالصيف، بالإضافة إلى المنظر الجمالي. يُعتبر توجيه الجهة المفتوحة من الإيوان إلى الشمال الأفضل، حيث أن أشعة الشمس المباشرة لا يمكنها الدخول لغرفة الإيوان.<ref name="Hadid" />
[[ملف:העיר העתיקה - תצפית גגות 10.jpg|تصغير|180بك|يمين|نظام السقيف التقليدي ب[[قبة|القباب]].]]
يُعتبر ال[[رواق]] من عناصر البيوت الكبيرة أيضًا، وغالبًا ما يكون في زاوية المبنى أو في نهايته. يُبنى الرواق بين غرفتين أو ثلاث، بحيث تكون جهاته الثلاث مغلقة، بينما تُترك الواجهة الرابعة مفتوحة، وغالبًا ما تحوي عددًا من [[عمود (إنشاء)|الأعمدة]] و[[قوس (عمارة)|الأقواس]]. وقد استُخدم الرواق في المنازل والمدارس والمستشفيات لتوفير تهوية جيدة، بالإضافة لمنع أشعة الشمس المباشرة من الدخول.<ref name="Hadid" />

يمكن تقسيم الأبواب إلى مجموعتين؛ الأبواب الخارجية (البوابات)، والأبواب الداخلية. تتسم البوابات بالعناية بالزخرفة، ويعلو فتحة الباب عادة عقد موتور أو مجموعة من العقود المدببة، وتكون البوابة متراجعة إلى الداخل، وفوقه عقد مدبب عن مستوى الواجهة وتحفها من الجانبين مكسلتان، وتعلو البوابة بعض الزخارف فوق العقد، ويكون ضمن الباب فتحة صغيرة تُسمى ''خوخة''، وهي تسمح بمرور الإنسان؛ بينما يفتح الباب الكبير؛ ليسمح بدخول الحيوانات المحملة. وتثبت دفة الباب من الأعلى والأسفل بحيث تكون هناك قطعة بارزة من الخشب الملبس بالحديد عند طرفي الباب بحيث يدخل كل طرف في حلقة من الحجر توجد أعلى وأسفل طرفي البوابة. لقد استُخدمت [[عمود (إنشاء)|الأعمدة]] في الفترات المتأخرة من [[الدولة العثمانية|العصر العثماني]] في فلسطين كعنصر جمالي للمداخل.<ref name="العهد العثماني" />

تضم النوافذ [[شباك (توضيح)|الشبابيك]] و[[مشربية|المشربيات]]، حيث تؤخذ الشبابيك بنسبة 1:2 في غالبيتها وتنتهي ب[[عقد (عمارة)|عقد]] مستقيم أو موتور أو مخموس، وقد تأتي بنسب أخرى، الشبابيك تأتي بتكرار معين وهي: الشكل المفرد، أو المزدوج، أو الثلاثي. أما المشربيات فهي في الغالب إما خشبية، أو بروزات حجرية محمولة على كوابيل، وهي تؤدي غرض الخصوصية حيث تسمح بالرؤية من الداخل للخارج وليس العكس.<ref name="العهد العثماني" />

== العمارة الفلسطينية المعاصرة ==
[[ملف:Palestinian Museum 1.jpg|تصغير|270بك|العمارة المعاصرة [[المتحف الفلسطيني|للمتحف الفلسطيني]] في [[بيرزيت|بير زيت]].]]
يشير مصطلح العمارة الفلسطينيّة المعاصرة إلى المباني التي نُفذت في أجزاء من فلسطين بعد عام 1948، وتحديدًا في [[الضفة الغربية]] و[[قطاع غزة]]، فقد تم تقسيم العمارة في المنطقة وتصنيفها في مناطق مُشرذمة. كما أن السيطرة على الأراضي والتحكم بها باتت لب صراع الفلسطينيين مع [[إسرائيل|الاحتلال الإسرائيلي]].<ref name="عود الند" />

لقد حدثت تغييرات كبيرة في العمارة الفلسطينيّة باستخدام مواد البناء مع حلول القرن العشرين، حيث تم البدء باستخدام [[أسمنت|الأسمنت]] بدلاً من [[جير|الجير]]. ولقد تم استخدام [[كمرة|الكمرات]] [[فولاذ|المعدنيّة]] (I-beams) لأول مرة. كانت المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزال يُستخدم فيها التقنيات والمواد التقليديّة، والتي تغيّرت تدريجيًا لتؤثر أيضًا على الشكل الخارجي للمباني، وعلى التفاصيل أيضًا. لقد استمر الحجر ليكون مادة البناء الرئيسيّة، ولكن بشكل إنشائي مختلف.<ref name="Hadid" />

لقد مرّت الضفة الغربية وقطاع غزة بأحداث سياسيّة كثيرة في العقود الخمسة الماضية، مما أثر على بناء المباني وأحدث عشوائيات في التخطيط والتطوير في الأساليب المعماريّة. لقد كانت هناك أولويّات لدى معظم الفلسطينيين في زمن الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء منازل بوسائل اقتصادية جدًا بغض النظر عن الشكل، والتشكيل والطراز. كان البناء جزءا من مقاومة الفلسطينيين للاحتلال حتى مع عدم وجود رخصة بناء. حتى أواخر ثمانينات القرن العشرين، لم يكن المعماري هو المصمم الوحيد للبناء، بل كانت عملية البناء يمكن أن تمر حتى من دون توقيع المعماري نفسه. كل هذه الحقائق كانت خلف التطور البطيء للأساليب المعمارية في الأراضي الفلسطينيّة خلال القرن العشرين.<ref name="Hadid" />

=== طرز معمارية معاصرة ===
[[ملف:West Bank-27.jpg|تصغير|270بك|عدة أنماط معماريّة جنوب [[جنين (مدينة)|جنين]]: منازل منفصلة (مفرَدة وفلل)، مباني دينية (مسجد)، ومباني متعددة الأغراض.]]
'''المباني السكنية'''

يمكن تصنيف المباني السكنيّة في الأراضي الفلسطينيّة إلى نوعين رئيسيين: المنازل المنفصلة، ومباني الشقق. بالنسبة للمنازل المنفصلة، فتحتوي على نوعين هما: البيوت المُفرَدة و[[فيلا (منزل)|الفلل]]. أما بالنسبة لمباني الشقق، فهناك مباني الشقق المنخفضة، ومباني الأبراج السكنيّة.<ref name="Hadid" />

يُعتبر أسلوب البيوت المُفرَدة واحداً من أكثر الأساليب شيوعًا للأسر الكبيرة. ويمكن أن يكون التصميم مختلفًا للوظيفة ذاتها. ويمتاز ببساطته، حي أن الطابق العلوي يكتسب حرارة أكثر في وقت الصيف، ويحدث هذا نتيجة تعرضه لأشعة الشمس بشكل مباشر بدون عزل، بينما في الشتاء، يحدث العكس للسبب نفسه. تكون التهوية في هذا النوع من المنازل جيدة لأن الواجهات الأربع مكشوفة للبيئة الطبيعية. إن الحركة داخل هذه المنازل هي حركة أفقيّة، وتقتصر الحركة العموديّة على الدرج الذي يربط الطابق المُضاف إلى الطابق الأرضي. في بعض الحالات، يكون الدرج عنصرًا خارجيًّا، خاصةً في المباني ذات الطابقين. يمكن أن يوجد هذا النوع من المباني في كل القرى والمدن وبعض مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويُستخدم في تشييدها [[خرسانة|الخرسانة]] مع [[حجر جيري|الحجر]] في معظم الأراضي الفلسطينيّة، أو الخرسانة مع [[طوب|الطوب]]، وتحديدًا في الساحل الفلسطيني ووادي الأردن والقرى، بحيث يتم قصارتها بال[[قصارة]] من الجهتين في الحالة الأخيرة.<ref name="Hadid" />

بالنسبة لنمط الفلل، فهو نمط معروف للعائلات الغنيّة، حيث يمكن أن تكون هناك تصاميم مختلفة لوظائف مختلفة. تكون الحركة داخل الفلل بشكل أفقي وعمودي. ويُعتبر تصميم وتشكيل مثل هذه الأنماط معقدًا. ويمكن أن يُعتبر جزءًا من [[تركيبية|العمارة التركيبيّة]]، حيث أنه مُركّب من أكثر من عنصر، مثل زخارف الحجر والأقواس. معظم الفلل يتم تسقيفها بال[[طوب|قرميد]] الأحمر، الذي يكسب الحرارة بشكل عالٍ صيفًا ما لم يتم عزله جيدًا. تُعتبر التهوية في مثل هذا النمط جيدة جدًا، لأن الواجهات الأربع مكشوفة للبيئة الطبيعيّة، وبسبب تشكيل بعض العناصر للظلال على تلك الواجهات.<ref name="Hadid" />

[[ملف:Rawabi City 0003.jpg|تصغير|180بك|يمين|مباني الشقق المنخفضة في [[روابي]].]]
بالنسبة للشقق السكنيّة، فتُعتبر فكرة جديدة على المجتمع الفلسطيني، لأن للسكن بطريقة البيوت علاقة دائمة بالأرض والبيئة المحيطة بالمنزل. لقد أثّرت التغيرات في النواحي الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الحياة بعد النصف الثاني من القرن العشرين على العمارة الفلسطينيّة، حيث أن الحاجة للإسكان قد زادت، خاصةً في المدن وبعض القرى، والتي تحوّل مجتمعها من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي وإداري. إن المساحات المخصصة لأغراض البناء في الأراضي الفلسطينيّة صغيرة مقارنةً بالطلب على احتياجات الإسكان، ويعود هذا إلى عدد من العوامل التنظيميّة والسياسيّة. وبناءً على ذلك، فقد تم تصنيف مباني الشقق السكنيّة إلى مباني منخفضة، وأبراج سكنيّة.<ref name="Hadid" />
[[ملف:Gaza City.JPG|تصغير|180بك|نمط الأبراج السكنية في [[غزة]].]]
يُعتبر الحجر والخرسانة مواد البناء الرئيسيّة في نمط المباني السكنيّة المنخفضة. ويُعتبر هذا النمط شائعًا في المدن، نادرًا في القرى. وتتشارك بالعادة أكثر من شقتين بالطابق ذاته من خلال جدار مشترك، وبالتالي فإن التهوية والإضاءة الطبيعيّة تكون من ثلاثة جهات في أفضل حالة. ترتبط طوابق هذه المباني عموديًا بدرج أو بمصعد، والتي يمكن أن يصل عددها إلى 6 طوابق في بعض الحالات. يُشار بالذكر إلى أن هذا النمط ممكن أن يكون بشكل مُكرَر، ببناء عدة مباني متلاصقة، مما يوفر في استخدام الأراضي لبناء المزيد من الشقق بنفس قطعة الأرض بدون وجود خط ارتداد.<ref name="Hadid" />

أما بالنسبة لنمط الأبراج السكنيّة، فهو موجود فقط في [[قطاع غزة]]، وله نفس وظائف الشقق من داخل المبنى. ترتبط طوابق هذه المباني عموديًا بدرج ومصعد واحد أو اثنين، والتي يمكن أن يصل عددها إلى ما يزيد عن 15 طابقاً. وتعتمد التهوية الطبيعيّة على التصميم وعدد الشقق في الطابق نفسه، ولكن بشكل عام، تُعتبر الشقق داخله باردة في الصيف (مع وجود رطوبة)، وعاصفة (خاصةً المواجهة للغرب باتجاه البحر)، وفي الشتاء تكون باردة. وتُعتبر الخرسانة المطليّة بألوان فاتحة مادة البناء الرئيسيّة في هذا النمط.<ref name="Hadid" /> ولقد تعّرض العديد من هذه الأبراج للقصف الإسرائيلي أثناء [[الحرب على غزة (2008–2009)|الحرب على غزة]]، حيث تدمر جزء منها وتضرر الجزء الآخر.<ref>[https://www.aljazeera.net/programs/al-jazeeraspecialprograms/2014/8/29/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%85%D8%B1%D8%A9 معاناة سكان الأبراج السكنية المدمرة في غزة | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170625211445/http://www.aljazeera.net/programs/al-jazeeraspecialprograms/2014/8/29/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9 |date=25 يونيو 2017}}</ref>

'''المباني المتعددة الأغراض'''

تتكون المباني المتعددة الأغراض بالعادة من محلات تجاريّة في الأدوار السفلى وشقق في الأدوار العليا، حيث أن هذه الشقق هي إما شقق سكنيّة أو مكاتب. يُعتبر هذا النمط المعماري الأفضل استثماريًا في المدن والقرى ومخيمات اللاجئين في كل من الضفة الغربيّة وقطاع غزة. يمكن بناء مثل هذه المباني في الشوارع الرئيسيّة والمناطق التجاريّة والصناعيّة. يُعتبر الحجر المادة الرئيسّية في بناء هذه المباني، وخاصةً الواجهة الأماميّة للمباني، بينما يمكن أن تكون الواجهات الجانبيّة والخلفيّة من الخرسانة أو الطوب.<ref name="Hadid" />

'''المباني التجارية'''
[[ملف:Placa dels màrtirs Nablus.jpg|تصغير|180بك|نمط المباني التجاريّة في [[نابلس]].]]
يُعتبر المبنى التجاري نمطاً معمارياً مُطوَراً عن نمط المباني المتعددة الأغراض في معظم الحالات. ويمكن أن تكون مباني منفصلة أو ملحقة بمباني أخرى بدون خط ارتداد. تأخذ بالعادة شكل الأرض المُقامة عليها، وتتواجد بالمناطق التجاريَّة في كل المدن والقرى بالضفة الغربيّة وقطاع غزة.<ref>[http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2014.pdf أطلس تعداد المنشآت في فلسطين، 2012 - الجهاز المركزي للاحصاء] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011233335/http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2014.pdf |date=11 أكتوبر 2017}}</ref>

يمكن تصنيف المباني التجاريّة في الأراضي الفلسطينيّة إلى نوعين رئيسيين: مباني المحلات الخطيّة، ومباني المكاتب. تتبع المحلات في النمط الأول خط الشارع، بحيث تشكّل سلسلة من محلات الشوارع الرئيسيّة بالمناطق التجاريّة. أما في النمط الثاني، فتكون الوظيفة للمبنى هي المحلات والمكاتب، التي تحوي في بعض الأحيان على [[فناء (توضيح)|فناء]] داخلي يتوسط المبنى، وتطل عليه أحيانًا جميع الطوابق من الداخل أو بعضها، مع وجود فتحة زجاجيّة بالسقف غالبًا. في بعض الحالات لا توجد الفناءات في هذه المباني، فتقتصر الحركة العموديّة على الأدراج والمصاعد، بينما تمر الحركة الأفقيّة في الممرات التي تقود إلى المكاتب والمناطق المختلفة.<ref name="Hadid" />

'''المباني العامة'''
[[ملف:مستشفى القدس في غزة.jpg|تصغير|180بك|مستشفى القدس في [[غزة]].]]
تختلف المباني العامّة وتتنوع ما بين مبانٍ حكوميّة وتعليميّة ومستشفيات وساحات لعب للأطفال، وغيرها. يتم تصميم معظم هذه المباني من أجل الوظيفة، بتشكيلات ومساحات مختلفة. لبعضها عناصر مناخيّة ومركبّة مثل ال[[رواق]]، ال[[ردهة]]، [[جدار ستائري|الجدار الستائري]] (Curtain wall)، [[شباك (توضيح)|شبابيك]] ال[[مأوى]]، وغيرها. كما أن بعضها بسيط بالتشكيل والوظيفة كالشكل المستطيل وشكل (L)، خاصةً بالمدارس. يُعتبر [[حجر جيري|الحجر]] مادة البناء الرئيسيّة في الضفة الغربيّة، وال[[خرسانة]] في قطاع غزة.<ref name="Hadid" />

يتم تصميم وحدات [[التدفئة والتهوية وتكييف الهواء]] (HVAC) ضمن الأسطح في معظم هذه المباني، وخاصةً المراكز الصحيّة والمستشفيات، وذلك لتبريد الفضاءات الداخليّة صيفًا وتدفئتها شتاءً. يمكن لأنظمة التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء أن تزود المستخدمين بالتهوية، وتقليل تسرب أو ارتشاح الهواء، وضبط علاقة الضغط بالأجواء والفراغات. يُعرف توصيل الهواء وسحبه من حجرة ما بتوزيع الهواء في الغرفة. ويمكن تركيب وحدات تبريد على الواجهات الخارجيّة للمباني.<ref>''Designer's Guide to Ceiling-Based Air Diffusion'', Rock and Zhu, [[الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء]], Inc., Atlanta, GA, USA, 2002</ref>

'''المباني الدينية والثقافيّة'''
[[ملف:Ramallah-30717.jpg|تصغير|180بك|قصر [[رام الله]] الثقافي.]]
توجد [[مسجد|المساجد]] و[[كنيسة|الكنائس]] في كل التجمّعات الفلسطينيّة، حيث أنه لهذه المباني وظائف مُحددة جدًا، ولمجموعة من الناس. ويمكن أن يتواجد أكثر من مبنى ديني في التجمّعات الكبيرة. يُعتبر [[توجيه المبنى]] في هذا النمط من المباني مهم جدًا، كما يتم استخدام المراوح الكهربائية لتهوية المساجد في الصيف.<ref name="Hadid" /> توجد في فلسطين عدة مدن مقدسة للديانات المختلفة. بالنسبة ل[[بيت لحم]] على سبيل المثال، فهي من [[مواقع مقدسة مسيحية|أقدس المواقع المسيحية]] في العالم كونها المدينة التي فيها وُلِدَ [[مسيح|المسيح]]، حيث توجد بها العديد من الكنائس الحديثة والقديمة.<ref>[https://www.alarabiya.net/articles/2012/06/29/223465.html كنيسة المهد في بيت لحم تدخل قائمة التراث العالمي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161107010744/http://www.alarabiya.net/articles/2012/06/29/223465.html |date=07 نوفمبر 2016}}</ref>

أما بالنسبة للمراكز الثقافيّة ([[سينما|دور السينما]]، [[مسرح|المسارح]]، صالات المعارض، وغيرها)، فلها تصميم خاص لوظائف خاصة أيضًا. وفي معظم الحالات لها معالجات خاصة للتهويّة. وتحتوي على أنظمة التدفئة والتبريد. وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى وجود 597 مركزًا ثقافيًا عاملاً في الأراضي الفلسطينية حتى نهاية عام 2011، وبداية عام 2012، منها 531 مركزًا عاملاً في الضفة الغربيّة و66 مركزًا ثقافيًا عاملاً في قطاع غزة.<ref>[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=8699 المراكز الثقافية في فلسطين | وكالة الأنباء الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171001031259/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=8699 |date=01 أكتوبر 2017}}</ref><ref>[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=8911 المسارح والفرق المسرحية في فلسطين | وكالة الأنباء الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171012145938/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=8911 |date=12 أكتوبر 2017}}</ref>

'''المباني الصناعية والزراعية'''

توجد المباني الصناعيّة بحكم القانون في المناطق الصناعيّة حول المدن الكبرى وبعض القرى بالضفة الغربيّة وقطاع غزة. بعض تلك المباني لها قوانين خاصة بالارتفاعات، مواد البناء، الارتدادات، وغيرها، وذلك من أجل الوفاء بالمهام المطلوبة من تلك المصانع. يُعتبر [[حجر جيري|الحجر]] مادة البناء الرئيسيّة أو ال[[خرسانة]] المقصورة بال[[قصارة]]. وهو يُستخدم لبعض المصانع مواد بناء جديدة، مثل ألواح الألمنيوم. وتنتشر 4 [[منطقة صناعية|مدن صناعيّة]] فلسطينيّة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في كل من جنين، بيت لحم، أريحا، وغزة.<ref>[http://www.piefza.ps/pfs/ الهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170719011717/http://www.piefza.ps:80/pfs/ |date=19 يوليو 2017}}</ref>

أما بالنسبة للمباني الزراعيّة، فتوجد على نطاق أقل وفي مناطق ريفيّة أكثر من المناطق الحضريّة، وهي عبارة عن إنشاءات مؤقتة (خفيفة)، حيث يمكن نقلها لأماكن مختلفة.<ref name="Hadid" />

'''مخيمات اللاجئين'''
{{مفصلة|مخيمات اللاجئين الفلسطينيين}}
ظهرت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على أرض الضفة الغربيّة وقطاع غزة وبعض الدول المجاورة بعد [[حرب 1948]]، وأدت إلى هجرة الآلاف إلى هذه المناطق ونمو مطرد لهيكل المدن. وتمثل هذه المخيمات نمطًا عمرانيًا متميزًا في المنطقة يرمز إلى نكبة الشعب الفلسطيني ومأساته بعد التهجير، وذلك بكثافتها السكانيّة العالية وعمرانها العشوائي، حيث لم يؤخذ بعين الاعتبار في تشييدها المعايير التخطيطيّة لبناء مشاريع الإسكان، إذ كانت ظاهرة إسكان مُسيّسة نتيجة الحاجة المُلحة والماسة لإيواء آلاف المُهجَرين والمُشرَدين بإنشاء مساكن عاجلة بأسرع وقت وأقل التكاليف.<ref name="المسيلة" />
[[ملف:West Bank-80.jpg|تصغير|180بك|[[مخيم بلاطة]] للاجئين في [[نابلس]].]]
لقد ظهرت المخيمات الفلسطينيّة ككتل سكانيّة مفاجئة داخل المدن وعلى أطرافها، غير متصلة بأجزاء المدينة الأخرى، حيث كانت في البدئ عبارة عن خيام مؤقتة أقامتها [[وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين]] (الأونروا). ونتيجة لتفاقم مشكلة اللاجئين التي كانت تزداد مع مرور الزمن، أصبحت الحلول الأولية القائمة على إنشاء الخيام غير مؤهلة للمعيشة ومقاومة الظروف المناخية، لذلك قامت الأونروا بإنشاء تجمعات سكنيّة تعتمد في إنشاءها على [[جدران حاملة|الجدران الحاملة]]، كما كانت الأسقف إما اسمنتية أو من الصفيح. وكان نظام التخطيط لها عبارة عن صفوف من الغرف المتلاصقة التي تحولت مع الوقت إلى مناطق عشوائية بسبب إضافة غرف جديدة لها وتجاوز الكثيرين على الشوارع المحيطة.<ref name="المسيلة">[http://site.iugaza.edu.ps/amohsen/files/2014/03/%D9%85%D8%AE%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%861.pdf د. عبد الكريم حسن محسن، مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بين الواقع وطموحات المستقبل، جامعة المسيلة - الجزائر، 2010] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011073214/http://site.iugaza.edu.ps/amohsen/files/2014/03/%D9%85%D8%AE%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%861.pdf |date=11 أكتوبر 2017}}</ref>

يُمكن أن يُعتبر البيت المنفرد هو الطراز السائد في هذه المخيمات. وتُستخدم في تشييدها [[خرسانة|الخرسانة]] مع [[حجر جيري|الحجر]] في معظم الأراضي الفلسطينيّة، أو الخرسانة مع [[طوب|الطوب]] في قطاع غزة. وتُستخدم أيضًا [[طوب خرساني|الطوب الأسمنتيّة]] لأسباب اقتصاديّة. وتُقصر بالقصارة من الجهتين.<ref name="المسيلة" />

'''عمارة المستوطنات'''
{{مفصلة|مستوطنات إسرائيلية|الجدار الإسرائيلي في الضفة الغربية}}
[[ملف:Beitar Ilit.jpg|تصغير|180بك|[[قائمة المستوطنات الإسرائيلية|مستوطنة]] [[بيتار عيليت]] جنوب [[القدس]].]]
لا تُعتبر المستوطنات جزءًا من العمارة الفلسطينيّة، إلاّ أن إسرائيل قد شيّدتها على أراضي [[الضفة الغربية|الضفة الغربيّة]] و[[القدس الشرقية|القدس الشرقيّة]] و[[قطاع غزة]]، وذلك بعد احتلالها في [[حرب 1967]]. وهي عبارة عن مجتمعات مُخصَصة [[يهود|لليهود]] فقط، تتخذ طابع المباني المسوَرة ذات [[برج مراقبة|أبراج مُراقبة]]، وصفها عدد من المعماريّين الإسرائيليّين أنفسهم بأنها أداةٌ احتلالية غير مباشرة، كما أن الأمم المتحدة اعتبرت تشييدها مخالفًا للقانون الدولي، كونها مبنيّة على الأراضي الفلسطينيّة المُحتلَّة. تتراوح أحجام هذه المستوطنات من بؤر تتسع لشخص واحد فقط إلى مدن بأكملها.<ref name="ريمكس">[https://interactive.aljazeera.com/aja/palestineremix/settlement.html ما هي المستوطنات الاسرائيلية؟ - ريمكس فلسطين] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170104164303/http://interactive.aljazeera.com:80/aja/PalestineRemix/settlement.html |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://www.aljazeera.net/programs/a-book-is-the-best-companion/2005/1/10/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9 احتلال مدني: سياسات العمارة الإسرائيلية | الجزيرة نت] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200109170328/https://www.aljazeera.net/programs/a-book-is-the-best-companion/2005/1/10/احتلال-مدني-سياسات-العمارة-الإسرائيلية |date=9 يناير 2020}}</ref><ref>[http://assafirarabi.com/ar/1264/2014/12/03/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d8%ac%d9%85-%d8%a3%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85/ العمارة الإسرائيليّة: معجم أدوات القمع | السفير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200314121107/http://assafirarabi.com/ar/1264/2014/12/03/العمارة-الإسرائيليّة-معجم-أدوات-القم/ |date=14 مارس 2020}}</ref><ref>[https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/02/13/393953.html العمارة والسياسة الإسرائيلية وجهان لعملة ارهابية واحدة بقلم: م. عمر السلخي | دنيا الوطن] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171015203117/https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/02/13/393953.html |date=15 أكتوبر 2017}}</ref> يُعتبر طراز المنازل المنفصلة الطراز المهيمن على الوحدات الاستيطانيّة هذه، والتي يميّزها استخدام ال[[خرسانة|باطون]] و[[حجر جيري|الحجر]] وال[[طوب|قرميد]] كمواد بناء رئيسيّة.<ref>[https://felesteen.ps/details/16873/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%84%D8%B9-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84.html الاستيطان يبتلع أراضي الخليل | فلسطين أون لاين] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171015202221/http://felesteen.ps/details/16873/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%84%D8%B9-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84.html |date=15 أكتوبر 2017}}</ref>

يتم بناء المستوطنات بشكل استراتيجي ومدروس يحتل قمم الجبال، لتهيمن على المدن والقرى الفلسطينيّة. ولقد أنشأت إسرائيل طُرقًا التفافيّة لربط مستوطنات القدس الشرقيّة والضفة الغربيّة ببعضها وبالأراضي الإسرائيليّة. وتفصل هذه الطرق الأراضي الفلسطينيّة عن بعضها ويُسمح لليهود فقط باستخدامها. وتتعمد إسرائيل بناء هذه المستوطنات على الأراضي الفلسطينيّة الخصبة والمليئة بالمصادر الطبيعيّة.<ref name="ريمكس" /> يجدر بالذكر إلى أن [[الخليل]] هي المدينة الفلسطينيّة الوحيدة في الضفة الغربيّة التي يقع في قلبها مستوطنات إسرائيليّة.<ref>[https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=4096 الاستيطان في محافظة الخليل | وكالة الأنباء الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171015203130/http://info.wafa.ps/atemplate.aspx?id=4096 |date=15 أكتوبر 2017}}</ref>

=== مواد معاصرة ===
[[ملف:Dunia-trade-center.JPG|تصغير|130بك|يمين|[[خرسانة|الخرسانة]] المُصفحة بال[[حجر جيري|حجر]] في [[رام الله]].]]
يُعتبر كل من [[حجر جيري|الحجر الطبيعي]] و[[خرسانة|الخرسانة]] و[[طوب خرساني|بلوكات الطوب الأسمنتية]] و[[عزل حراري|العزل الحراري]]، مواد بناء رئيسيّة مُستخدمة في كل من الضفة الغربيّة وقطاع غزة حاليًا. لقد كان الاستخدام الأول [[فولاذ|للصلب]] في الأسقف. وباستخدام [[بلاطة خرسانية|البلاطة الخرسانيّة]] والصلب في [[كمرة|الكمرات]] (I Beams)، تم تغيير نظام التسقيف، بحيث تم استخدامها وتحويل الأسطح إلى أسطح مسطحة، مع إمكانية وجود [[كابول (عمارة)|الكابول]] والشرفات والعناصر الزخرفيّة. وبجانب هذا التغيير في نظام التسقيف بحلول منتصف القرن العشرين، فقد تم استخدام الصلب أيضًا كعنصر إنشائي في الجدران. وقد أصبح من الممكن ملاحظة مقاطع الصلب كمواد بناء رئيسيّة. لقد أدى هذا إلى تغيير تقنيات البناء من نظام [[جدران حاملة|الجدران الحاملة]] (كما كان في المباني التقليديّة) إلى النظام الهيكلي (الأعمدة).<ref name="molg" />

لقد حل [[أسمنت|الأسمنت]] محل ال[[جير]]. كما أن استخدامه مع الصلب لم يجعله كمادة رابطة فقط، بل كعنصر إنشائي. ويُستخدم العديد من الأنواع من [[أسمنت بورتلاندي|الأسمنت البورتلاندي]]، وله لونين رئيسيين؛ الأبيض والأسود. وباستخدام الأسمنت، لم يعد [[حجر جيري|الحجر]] يُستخدم في المباني المعاصرة كعنصر إنشائي كما كان في المباني التقليديّة، بالرغم من أنه لا يزال يُستخدم في معظم المباني بالضفة الغربيّة وبعض المباني في قطاع غزة. لكنه أصبح يُستخدم كمادة تغليف للبناء فقط. وتُستخدم أيضًا [[طوب خرساني|بلوكّات الطوب الأسمنتيّة]]، وخاصةً في مخيمات اللاجئين لأسباب اقتصاديّة. وتُقصر بالقصارة من الجهتين في الضفة الغربيّة وقطاع غزة، علمًا أن استخدام المواد الإنشائية في الأراضي الفلسطينية يندرج ضمن دليل المواصفات الإنشائية الفلسطيني التابع لمؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية.<ref>[http://sanad.ps/ar_page.php?id=4695y18069Y4695 الاسمنت في فلسطين | سند] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160113150545/http://sanad.ps/ar_page.php?id=4695y18069Y4695 |date=13 يناير 2016}}</ref><ref>[http://82.213.48.171/Standards.aspx دليل المواصفات الإنشائية الفلسطيني | مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160718034959/http://82.213.48.171:80/Standards.aspx |date=18 يوليو 2016}}</ref>
{{تحديد}}
== إحياء العمارة ==
{{مفصلة|إحياء العمارة}}
[[ملف:Palladio in Nablus - 8585473026.jpg|تصغير|180بك|بيت فلسطين في [[نابلس]]، مُستوحى من عمارة [[أندريا بالاديو|بالاديو]].]]
بدأ الفلسطينيّون مؤخرًا بإحياء [[طرز معمارية|طرز معماريّة]] محليّة في مناطق مختلفة من [[الضفة الغربية]] و[[قطاع غزة]]. فبالرغم من الاحتلال وأعمال التضييق عليهم، إلا أن الفلسطينيّون يستخدمون بشكل متزايد الطين والرمل لبناء منازلهم وفقًا للطرق التقليديّة، وخاصةً في قطاع غزة و[[غور الأردن]].<ref>[https://www.aljazeera.com/news/2014/5/10/palestinians-revive-earthen-architecture Palestinians revive earthen architecture | Aljazeera] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170413142314/http://www.aljazeera.com:80/news/middleeast/2014/03/palestinians-revive-earthen-architecture-20143271459749440.html |date=13 أبريل 2017}}</ref> وبالرغم من أن ترميم المباني الطينيّة في الأغوار قليل، إلا أن هناك أمل في إنقاذ الطابع المعماري المميز والمعرفة المرتبطة به وذلك من خلال جهود إعادة إحياء هذا النوع من البناء والتي شهدتها مناطق الأغوار في السنين القليلة الماضية.<ref name="معا" />

توجد بعض المعالم المعماريّة الفلسطينيّة الحديثة التي تم تصميمها بإحياء طُرُز معماريّة غربيّة وعالميّة، حيث يُعتبر قصر [[منيب المصري]] في [[نابلس]] شمال الضفة الغربية، الذي أطلق عليه ''بيت فلسطين''، من أهم تلك المعالم المعمارّية، حيث اُستخدم نمط مباني المعمار الإيطالي [[أندريا بالاديو]] في تصميمه، والذي تتميز مبانيه بتخلّيها عن الزخرفة غير الضروريّة، وبالشرفات المُعمًّدة كميزة بارزة في التصميم، وهي ذات الفسحات بين العمودين بفُتحة مستديرة الرأس على جناحيها فُتحتان مربعتا الرأس.<ref>[http://www.epalladio.com/ Architectural Reference drawings of The Villas of Palladio] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170522213325/http://epalladio.com/ |date=22 مايو 2017}}</ref><ref>[https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2008/07/11/130019.html منيب المصري: ملك الضفة الغربية | دنيا الوطن] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110303212610/http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2008/07/11/130019.html |date=03 مارس 2011}}</ref>

== الاعتبارات المناخية والبيئية ==
يتبع مناخ فلسطين [[مناخ متوسطي|المناخ المتوسطي]]، ففصل الشتاء باردٌ ممطرٌ قصير نسبيًا، وفصل الصيف حارٌ وجاف وطويل، أما فصلا الربيع والخريف فلا يدومان طويلاً. تتفاوت الصفات المناخيّة بين منطقة وأخرى حسب طبوغرافية المدينة والإقليم المناخي الذي تقع فيه، حيث يمكن تقسيم المنطقة إلى عدة أقاليم مناخيّة.<ref>منظمة أريج، 2003، الأقاليم المناخية لأغراض المباني الموفرة للطاقة بالضفة الغربية وغزة، رام الله، فلسطين</ref><ref>الدليل الإرشادي الفلسطيني لتصميم المباني الموفرة في الطاقة، 2001</ref> وتؤثر بعض العوامل على تكيّف المناخ الداخلي مع المناخ المحيط في المباني في فلسطين، مثل الاكتظاظ ووجود ساحات وقلّة تنسيق الفراغات المحيطة بالمبنى، وشكل المبنى وتشكيله، و[[توجيه المبنى]]، والألوان الخارجيّة لغلاف المبنى، والخصائص الحراريّة للمواد المستعملة، ومساحة الفتحات وموقعها وشكلها، بالإضافة إلى الارتدادات. ولقد استخدم الفلسطينيون منذ القدم عددًا من العناصر المعماريّة المناخيّة في المباني التقليديّة، كما هو الحال مع [[مشربية|المشربيّات]] في القدس.<ref name="يامين" />

لقد بدأ مؤخرًا توجه فلسطيني نحو [[بناء مستدام|المباني الخضراء]] الصديقة للبيئة، وذلك للتقليل من استخدام المياه والطاقة، وليتبلور هذا التوجه على شكل مفاهيم ومعايير وأسس تحقق الاستخدام الفعّال والأمثل للطاقة والمياه، وتوفير بيئة داخليّة أفضل لمستخدميها، وبما يسهم في تحسين أدائهم وإنتاجيتهم، وتقليل النفايات والتلوث والتدهور البيئي. حيث توجد عدة محاولات في مبانٍ بالضفة الغربيّة لتنال شهادة [[الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة]].<ref>[http://www.alhayat-j.com/arch_page.php?nid=209458 المباني الخضراء.. نقطة تحول تاريخية في فلسطين - الحياة الجديدة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171001170457/http://www.alhaya.ps/arch_page.php?nid=209458 |date=01 أكتوبر 2017}}</ref><ref>[https://www.wattan.net/ar/news/168926.html 3 مباني خضراء في فلسطين حتى اللحظة | وكالة وطن للأنباء] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160610000041/http://www.wattan.tv:80/news/168926.html |date=10 يونيو 2016}}</ref> كما شهد قطاع غزة ظهور عدد من المشاريع الموفِرة للطاقة، وأُدخِل في عددٍ من المباني العامة تحسينات جديدة بهدف التقليل من إهدار الطاقة التقليديّة عبر اتخاذها خطوات عملية تتعلق ب[[عزل حراري|العزل الحراري]] للمبنى، وتركيب [[خلية شمسية|كاسرات للشمس]]، واستخدام الزجاج المزدوج، إضافة إلى استخدام النباتات والأشجار والمسطحات المائيّة و[[تظليل]] الأسقف العلويّة للمباني.<ref>[https://www.aljazeera.net/news/miscellaneous/2016/10/27/%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9 غزة تتجه لتصميم مبان موفرة للطاقة | الجزيرة.نت] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170518181027/http://www.aljazeera.net:80/news/miscellaneous/2016/10/27/%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9 |date=18 مايو 2017}}</ref>
== مواقع التراث العالمي ==
{{مفصلة|مواقع التراث العالمي في فلسطين}}
تُعتبر [[موقع تراث عالمي|مواقع التراث العالمي]] التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ([[يونسكو|اليونسكو]]) أماكن ذات أهميّة بالنسبة للتراث الثقافي أو الطبيعي كما هو موضح في اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي، والتي أنشئت في عام 1972.<ref name=convention>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/convention/ |عنوان=The World Heritage Convention |ناشر=UNESCO |تاريخ الوصول=21 September 2010| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190418095015/http://whc.unesco.org/en/convention/ | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019 }}</ref> لقد قبلت فلسطين الاتفاقية في 8 كانون الأول / ديسمبر 2011، مما جعل مواقعها التاريخيّة مؤهلة لإدراجها في القائمة. هناك ثلاثة مواقع للتراث العالمي في [[الضفة الغربية]]، وجميعها موقع ثقافيّة.<ref name=Palestine>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/statesparties/no/ |عنوان=Palestine |ناشر=UNESCO |تاريخ الوصول=14 July 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190404143011/https://whc.unesco.org/en/statesparties/no | تاريخ أرشيف = 4 أبريل 2019 }}</ref>

{{خريطة مواقع+|فلسطين2|float=left |width=200 |caption=مواقع التراث العالمي في فلسطين<ref name=Palestine/> |places=
{{خريطة مواقع~|Palestine

    | label = بيت لحم
    | position =
    | lat_deg = 31 | lat_min = 55 | lat_sec = 16 | lat_dir = N
    | lon_deg = 35 | lon_min = 5 | lon_sec = 27 | lon_dir = E
  }}
{{خريطة مواقع~|Palestine
    | label = الخليل
    | position =
    | lat_deg = 31 | lat_min = 50 | lat_sec = 27 | lat_dir = N
    | lon_deg = 35 | lon_min = 0 | lon_sec = 32 | lon_dir = E
  }}
{{خريطة مواقع~|Palestine
    | label = بتير
    | position = left
    | lat_deg = 31 | lat_min = 55 | lat_sec = 11 | lat_dir = N
    | lon_deg = 35 | lon_min = 1 | lon_sec = 50 | lon_dir = E
  }}
{{خريطة مواقع~|Palestine
    | label = القدس
    | position = left
      | lat_deg = 31 | lat_min = 57 | lat_sec = 16 | lat_dir = N
    | lon_deg = 35 | lon_min = 5 | lon_sec = 27 | lon_dir = E
  }}
}}

{|class="wikitable sortable"
! scope="col" style="width:15%;" | الموقع
! scope="col" class="unsortable" style="width:150px;" | الصورة
! scope="col" style="width:12.5%;" | المكان
! scope="row" style="width:5%;" | المعايير
! scope="col" style="width:5%;" | المساحة<br />[[هكتار]] ([[أكر]])<br />
! scope="col" style="width:5%;" | السنة
! scope="col" class="unsortable" | المرجع
|-
! scope="row"| [[البلدة القديمة (القدس)|بلدة القدس القديمة]] و[[أسوار القدس|أسوارها]]
| [[ملف:Jaffa Gate and Tower of David.jpg|150px]]
|[[محافظة القدس]]<br /><small>{{إحداثيات|31|46|36|N|35|14|03|E|region:IL_type:landmark|name=البلدة القديمة في وأسوارها - القدس}}</small>
| ثقافي:<br />(ii), (iii), (vi)
|
| align="center" | 1981
|<ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/list/148|عنوان=البلدة القديمة في القدس وأسوارها|ناشر=[[يونسكو]] |تاريخ الوصول=26 Nov 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190513064329/https://whc.unesco.org/en/list/148 | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref>
|-style="background-color:#FFE6BD"
! scope="row" style="background-color: #FFE6BD"|مكان ولادة المسيح: [[كنيسة المهد]] وطريق الحج، [[بيت لحم]]
| [[ملف:Church of the nativity beth.jpg|150x150px]]
| <span style="display: none;">Pal</span>[[محافظة بيت لحم]]<br /><small>{{إحداثيات|31|42|16|N|35|12|27|E}}</small>
| ثقافي:<span style="display:none;">PalBir</span><br />(iv)(vi)
| {{حول|2.98|ha|abbr=values|sortable=on}}
| align="center" | 2012
| <ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/list/1433 |عنوان=Birthplace of Jesus: Church of the Nativity and the Pilgrimage Route, Bethlehem |ناشر=[[يونسكو]] |تاريخ الوصول=14 July 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190422152117/http://whc.unesco.org/en/list/1433 | تاريخ أرشيف = 22 أبريل 2019 }}</ref>
|-style="background-color:#FFE6BD"
! scope="row" style="background-color: #FFE6BD"| [[البلدة القديمة (الخليل)]]
| [[ملف:Hebron001.JPG|150x150px]]
| <span style="display: none;">Pal</span>[[محافظة الخليل]]<br /><small>{{إحداثيات|31|31|27|N|35|6|32|E}}</small>
| ثقافي:<span style="display:none;">PalHeb</span><br />(ii)(iv)(vi)
| {{حول|20.6|ha|abbr=values|sortable=on}}
| align="center" | 2017
| <ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/list/1565 |عنوان=Hebron/Al-Khalil Old Town |ناشر=[[يونسكو]] |تاريخ الوصول=14 July 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524000819/https://whc.unesco.org/en/list/1565/ | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019 }}</ref>
|-style="background-color:#FFE6BD"
! scope="row" style="background-color: #FFE6BD"| بلد الزيتون والكرمة – منظر ثقافي في جنوب القدس، [[بتير]]
| [[ملف:Batir.JPG|150x150px]]
| <span style="display: none;">Pal</span>[[محافظة بيت لحم]]<br /><small>{{إحداثيات|31|43|11|N|35|7|50|E}}</small>
| ثقافي:<span style="display:none;">PalPal</span><br />(iv)(v)
| {{حول| 348.83|ha|abbr=values|sortable=on}}
| align="center" | 2014
| <ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://whc.unesco.org/en/list/1565 |عنوان=Palestine: Land of Olives and Vines – Cultural Landscape of Southern Jerusalem, Battir |ناشر=[[يونسكو]] |تاريخ الوصول=14 July 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524000819/https://whc.unesco.org/en/list/1565/ | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019 }}</ref>
|}
{{مؤشر لوني|#FFE6BD|† مُهددة بالخطر|outline=silver}}
== معماريون فلسطينيون ==
[[ملف:Rasem badran.JPG|تصغير|180بك|المعمار [[راسم بدران]]، [[الأردن]].]]
 
* انظر القائمة الرئيسيّة: [[قائمة أعلام الفلسطينيين#معماريون ومصممون|معماريون فلسطينيون]]

== انظر أيضًا ==
* [[رواق (منظمة)|مركز المعمار الشعبي الفلسطيني]] (رواق)
* [[ليوان]]
* [[آثار فلسطين]]
* [[نظام الإحداثيات الفلسطيني|نظام التربيع الفلسطيني]]

== مراجع ==
{{مراجع}}

== مصادر ==
<div dir=ltr>
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Constructing early Christian families: family as social reality and metaphor|مسار= https://books.google.com/books?id=skOEAgAAQBAJ|الأول1=Halvor|الأخير1=Moxnes|مؤلف-وصلة=Halvor Moxnes|ناشر=CRC Press|سنة=1997|isbn=978-0-203-44049-0|المعرف= {{ردمك|0-203-44049-8}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200110180610/https://books.google.com/books?id=skOEAgAAQBAJ|تاريخ أرشيف=2020-01-10}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Spaces of global cultures: architecture, urbanism, identity|الأول1=Anthony D.|الأخير1=King|طبعة=المصورة، إعادة طباعة|ناشر=Routledge|سنة=2004|isbn=978-0-415-19620-8|المعرف= {{ردمك|0-415-19620-5}}|مسار= http://books.google.ca/books?id=h2YLoQGzID8C&pg=PA168&dq=fuchs+vernacular+architecture+palestinian&as_brr=3|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200414183747/http://books.google.ca/books?id=h2YLoQGzID8C&pg=PA168&dq=fuchs+vernacular+architecture+palestinian&as_brr=3|تاريخ أرشيف=2020-04-14}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Through the ages in Palestinian archaeology: an introductory handbook|مسار= https://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C  |الأول1=Walter E.|الأخير1=Rast|طبعة=المصورة|ناشر=Continuum International Publishing Group|سنة=1992|isbn= 978-1-56338-055-6|المعرف= {{ردمك|1-56338-055-2}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20170902051913/https://books.google.ca/books?id=4Z0YrPfeHa8C|تاريخ أرشيف=2017-09-02}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Dictionary of Islamic Architecture|الأول1=Andrew|الأخير1=Petersen|ناشر=Routledge|سنة=2002|isbn=978-0-203-20387-3|المعرف= {{ردمك|0-203-20387-9}}|مسار= http://books.google.ca/books?id=t5gOAAAAQAAJ&pg=PA231&lpg=PA231&dq=petersen+architecture+palestine&source=bl&ots=SU3kUcz0Zm&sig=NfRNAJX0-h-Iy5l-a-PppsMstYI&hl=en&ei=i2FxSuOFKpbbjQf53t2FDA&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200414183749/http://books.google.ca/books?id=t5gOAAAAQAAJ&pg=PA231&lpg=PA231&dq=petersen+architecture+palestine&source=bl&ots=SU3kUcz0Zm&sig=NfRNAJX0-h-Iy5l-a-PppsMstYI&hl=en&ei=i2FxSuOFKpbbjQf53t2FDA&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1|تاريخ أرشيف=2020-04-14}}
* {{استشهاد|عنوان=The Churches of the Crusader Kingdom of Jerusalem: L-Z (exluding Tyre)|مسار= http://books.google.ca/books?id=2Y0tA0xLzwEC|الأول1=Denys|الأخير1=Pringle|سنة=1998|ناشر=Cambridge University Press|ISBN=0-521-39037-0|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191229085525/https://books.google.ca/books?id=2Y0tA0xLzwEC|تاريخ أرشيف=2019-12-29}}
</div>
== وصلات خارجية ==
* {{يوتيوب|q29Af_Sv20s|وثائقي الحجر الأحمر - وجه القدس / الجزيرة}}
* [https://scholar.najah.edu/sites/default/files/all-thesis/style_analysis_for_dwellings_in_palestine.pdf دراسة: تحليل الطرز المعمارية للمباني السكنية في فلسطين بالفترة العثمانية]
* [https://scholar.najah.edu/sites/default/files/Mahmoud%20Jalal%20Abdul%20Qader%20Alawneh.pdf دراسة: رواد العمارة في فلسطين - الضفة الغربية ما بين 1959 - 1995]
* [http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:O20_AtX-yaAJ:journals.iugaza.edu.ps/index.php/IUGNS/article/download/102/96+&cd=12&hl=en&ct=clnk&client=firefox-b-ab دراسة: الدور السياسي للعمارة في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي]
* [http://www.academia.edu/13911177/Heritage_in_Palestine_Colonial_Legacy_in_Postcolonial_Discourse بحث: التراث في فلسطين - الإرث الاستعماري في خطاب ما بعد الاستعمار] {{أيقونة إنجليزية}}
* [http://muqtafi.birzeit.edu/pg/getleg.asp?id=16306 نظام الأبنية والتنظيم للهيئات المحلية الفلسطينية - 2011]
* [https://www.paleng.org/ الموقع الرسمي لنقابة المهندسين - مركز القدس]
{{مواضيع فلسطين}}
{{روابط شقيقة}}
{{عمارة عربية}}
{{شريط بوابات|التاريخ|الشام|عمارة|فلسطين}}

{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=28 مارس 2018|النسخة=27994329}}

[[تصنيف:عمارة فلسطينية|*]]
[[تصنيف:ثقافة فلسطينية]]