عرض مصدر الصراع الطبقي

{{الثورة}}
[[ملف:Karl Marx.jpg|250px|تصغير|كارل ماركس صاحب مفهوم "صراع الطبقات"]]
[[ملف:Il quarto stato (Volpedo).jpg|250px|تصغير|يسار|طبقة [[بروليتاريا|البروليتاريا]] , للرسام جيبسى بيليزا،[[1901]]]]
'''صراع الطبقات''' هي نظرية تفسر القضايا والتوترات في مجتمع مُنقسم إلى طبقات، كل طبقة تقاوم من أجل وضعها الاجتماعي والاقتصادي. ظهر هذا المفهوم في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] لدى بعض المؤرخين الفرنسين الليبرالين من [[استعراش آل بوربون|استعادة بوربون]]، [[فرانسوا جيزو|فرنسوا غيزو]] واوجوستان تييري، وأدولف تيير وفرنسوا اجوست مينيه، هم من استعار منهم [[كارل ماركس]] المفهوم.<ref>Marx écrivait en 1852 : « Ce n'est pas à moi que revient le mérite d'avoir découvert ni l'existence des classes dans la société moderne, ni leur lutte entre elles. Bien longtemps avant moi, des historiens bourgeois avaient décrit l'évolution historique de cette lutte des classes, et des économistes bourgeois en avaient analysé l'anatomie économique. » (Karl Marx, lettre citée dans ''Sociologie critique'', Payot, p. 85)</ref>

صراع الطبقات الاجتماعية هو مفهوم رئيسي من الفلسفة السياسية [[ماركسية|الماركسية]]، التي تسعى لمُراعاة القضايا التاريخية والتوترات الاقتصادية داخل مجتمع مُنقسم إلى طبقات اجتماعية معادية. [[كارل ماركس]] و[[فريدريك إنجلز|فريدريك انجلز]] هم الذين أكدوا الانتشار العالمي لهذا المفهوم. صراع الطبقات هو محرك التغيرات الاجتماعية والتاريخ الحديث.<ref>Engels précise que cette formule se limite à « l'histoire écrite ». Il ajoute : « En 1847, l'histoire de l'organisation sociale qui a précédé toute l'histoire écrite, la préhistoire, était à peu près inconnue. » (note d’Engels de 1888 au ''[[بيان الحزب الشيوعي]]'').</ref> الطبقة الحاكمة في المجتمع الرأسمالي هي [[برجوازية|البرجوازية]] أو ''الطبقة الرأسمالية''، فإنها تسيطر على ما يسمونه [[بروليتاريا|البروليتاريا]] (طبقة العمال أو الطبقة الكادحة).

في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] و[[القرن 20|القرن العشرين]] و[[القرن 21|القرن الواحد و العشرين]]، اعتمدت هذه النظرية على عدد كبير من التيارات السياسية مثل المذهب [[نقابية|النقابي]] ''مذهب يسمح لنقابات العمال أن يقوموا بدور فعال في حياة البلاد الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية'' و[[الاشتراكي (توضيح)|الاشتراكي]] و[[شيوعية|الشيوعي]] و[[سفيان الثوري|الثوري]] والاصلاحي، وكونت اطار نظري<ref>Le sociologue [[Alain Accardo]] parle d'un « ''effet de théorie'' » : « grâce à la conjonction historique du marxisme et du mouvement ouvrier, les théories élaborées par Marx et les autres théoriciens du « socialisme scientifique », ont pu toucher un public immense, comme peu de travaux théoriques ont eu la chance d'en rencontrer. » (''Introduction à une sociologie critique. Lire Pierre Bourdieu'', Agone, coll. « Éléments », 2006, p. 285.</ref> للنضال من اجل تحسين الظروف المعيشية للعمال.<ref>Voir par exemple la définition que donne de la {{استشهاد أجنبي|lang=en|Class War}} le syndicat révolutionnaire américain {{Ill-WD2|عمال الصناعة في العالم|id=Q1046722}} : {{استشهاد أجنبي|lang=en|The struggle between the employing class (always looking to lower the costs of labor at workers' expense) and the working class (seeking to retain all that it produces).}} ([https://archive.iww.org/culture/official/dictionary Source].) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110117182756/http://www.iww.org/culture/official/dictionary |date=17 يناير 2011}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

اكتسب هذا التحليل استقلالية مواجهة للإطار [[ماركسية|الماركسي]] وإستُخِدم من قِبل عددكبير من علماء الاجتماع والفلاسفة والمنظرين السياسين.
[[ملف:Pyramid of the Capitalist System ar.png|تصغير|صورة توضيحية للصراع الطبقي في المجتمع الرأسمالي]]

== الطبقات الاجتماعية ==

المجتمع مُكون من طبقات متنافسة، تتعارض مع الطبقة الشعبية التي تضم وظائف مُتباينة ومُنفصلة، مثل الأنشطة العسكرية والدينية. ظهرت المجتمعات ذات الطبقات المُتعددة في العصور القديمة، على سبيل المثال في [[روما]]، وفي المجتمعات المدنية الحديثة مع ظهور [[برجوازية|البرجوازية]].
اما في فرنسا كان للمجتمع مقسما إلى طبقات، ولكل طبقة حقوقها وامتيازاتها الخاصة كما عليها واجباتها الخاصة أيضا. ان الطبقة التي ينتمي اليها كل انسان يقررها امر واحد فقط هو: اصله ونسبه، فاذا كان الأب ينتمي إلى طبقة التي ينتمي اليها كل انسان يقررها الطبقة بموجب القانون. وقد شكّلت هذه الطبقات هرما: تحتل قمة الهرم الطبقتان العلييان: النبلاء ورجلاء الدين. وتحتهما الطبقة الثالثة: الفلاحون (الذين شكلّوا ما يزيد عن 80% من السكان) والبرجوازيون وهم سكان المدن (حوالي 15% من السكان).
نجد أن مفاهيم الطبقية وصراع الطبقات تُستخدم في سياقات تاريخية مختلفة:
* الصراع بين العبيد والأسياد في مجتمعات الرقيق والدُخلاء من المجتمعات القديمة.
* الصراع بين العامة ومُلاك الأراضي يتضح من الجراسك (les gracques).
* الصراع بين الطبقة الثالثة وطبقة [[نبل|النبلاء]] عشية [[الثورة الفرنسية]].
* الصراع بين العمال وأصحاب العمل في المجتمع الرأسمالي الحديث.
* الصراع بين الرجل والمرأة في المجتمعات [[بطريركية|البطريركية]] حيث الإستغلال المحلي هو شريان [[تدرج اجتماعي|التدرج الاجتماعي]].
* الصراع بين [[ملوك الطوائف|الطوائف]] في [[الهند]].
* الفصل بين المستوطنين و[[سكان أصليون|السكان الأصليين]] في [[مستعمرة|المستعمرات]].
* الانقسام بين بلاد الشمال وبلاد الجنوب.
* [[عزل عنصري|التفرقة العنصرية]] بين المجتمعات الثقافية في المدن.
* أدباء الدولة في [[الصين|الصين القديمة]] يواجهون الإمبراطور من خلال تعاليم [[لاوتزه|لاوزي]].
ومع ذلك، فإن أساس مفهوم الطبقية هو [[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]]، وليس من السهل دائماً الانتماء إلى فئة بعينها لتحديد الأهداف من المعايير القانونية.
يتـركز تجانس الطبقة بعمل المجتمع؛ حيث لا غنى عن الشبكات السرية وحيث عدم المساواة الدائمة (ولدنا في أسرة غنية أو فقيرة)،
وكذلك عبر الآليات الاجتماعية الخفية، الواعية أو اللاوعية (النقد [[أيديولوجيا|الايديولوجي]])، وليس عن طريق القيود القانونية الصريحة كما كانت دول [[أرستقراطية|الحكم الارستقراطي]].
صراع الطبقات لا يحدث دوماً بين الطبقة المُهيمنة والطبقة التي يُهيمن عليها، ولكن يمكن أن يحدث بين اثنين من الطبقات السائدة لفرض سيادتهم على الطبقات التي يُهيمن عليها. لهذا السبب نَعت [[كارل ماركس|ماركس]] [[الثورة الفرنسية]] بالثورة البورجوازية مُعتبراً أن هذه هي اللحظة التاريخية حيث أطاحت الطبقة البورجوازية بطبقة النبلاء ورجال الدين لاضطهادهم للطبقة العاملة. هذا التحليل لم يضفئ الشرعية على البورجوازية لصالح الانقلاب، واستُبدل بالثورة الديموقراطية التي أقامها الشعب من أجل الشعب.
إذا لم يكن حدث صراع بين طبقتين فقط من المجتمع ولم يميز [[كارل ماركس|ماركس]] بين أربع وسبع طبقات من خلال أعماله،<ref>''La pensée marxiste'', Jacques Ellul.</ref> فكان سيستطيع دائماً أن يُقسم مجموعتين: واحدة مُكونة من الطبقة المُهيمنة، والاخرى من الطبقة المُهيمن عليها. غير أن الحركات النقابية والثورية كانت ستحاول الالتفاف حول سريرة مشتركة لتلبية مصالحهم.

== منظور التحررية ==

ظهر مفهوم (صراع الطبقات الاجتماعية) عند [[فرانسوا جيزو|فرنسوا غيزو]] في كتابه عن التاريخ الحديث «تاريخ الحضارة في [[أوروبا]] منذ [[الإمبراطورية الرومانية|سقوط الامبراطورية الرومانية]] حتى [[الثورة الفرنسية]]» وأعطى هذا الكتاب ل[[سوربون|جامعة السوربون]] في عام [[1828]]<ref>Corinne Pelta, ''Le romantisme libéral en France: 1815-1830 : la représentation souveraine'', L'Harmattan, 2001, 302 pages, p. 140 {{ردمك|2747504662}}; Carlo Antoni, ''L'historisme'', Librairie Droz, 1963, 128 pages, p. 84.</ref>، ويُفسر فيه [[فرانسوا جيزو|فرنسوا غيزو]] أن ثالث أكبر نتيجة للتحرر من [[بلدية|البلديات]] هو مقاومة الطبقات التي ملئت التاريخ الحديث. وُلدت [[أوروبا|أوروبا الحديثة]] من صراعات بين مختلف طبقات المجتمع. من وجهة نظر [[فرانسوا جيزو|غيزو]]، أن ظاهرة مقاومة الطبقات مأخوذة من غزو الفرنجة في [[القرن 5|القرن الخامس]] المعارضة لشعبين أو عرقين بمعنى أن عامة الشعب والبورجوازيين من أصل غالي روماني (من سكان غالية الرومانية) أما بالنسبة لطبقة النبلاء فهم من أصل فرنجي منذ حركة [[بلدية قروسطية]] في [[القرن 12|القرن الثاني عشر]] حتى ثورة [[1789]] و[[1830]]. نجد هذا المفهوم عند معظم المؤرخين الفرنسين من [[استعراش آل بوربون|استعادة بوربون]] خاصة اوجوست تييري مؤلف كتاب (تاريخ تشكيل وتقدم الطبقة العاملة في عام [[1853]]), وادولف تييريه وفرنسوا اجوست منييه.<ref>Jean Walch, ''Les Maîtres de l'histoire, 1515-1850: Augustin Thierry, Mignet, Guizot, Thiers, Michelet, Edgard Quinet'', Slatkine, 1986</ref> ألهم المؤلفين الفرنسين لنظرية اللبرالية لمقاومة طبقات المجتمع من [[جان بابتست ساي]] واونتوان دسدوت دو تراسي. ومع ذلك فإن هذة النظرية تُستوحى من أقدم الحركات مثل حركة النضال من أجل المساواة من مؤيدين المساواة الإنجليزية Niveleurs (هم مجموعة من الرجال اجتمعوا منذ ا[[الحرب الأهلية الإنجليزية|لحرب الاهلية الإنجليزية]] للمطالبة بإصلاحات في الدستور والمساواة في الحقوق في [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]), وتستوحى أيضاً من كتابات [[آن روبير جاك تيرجو]] و[[جيرمي بنثام]] المهتمين بالاقتصاد الفرنسي.
إن أوائل المنظرين لصراع الطبقات الاجتماعية هم شارل كومت وشارل دونويه الذين يمثلون الدولة كأنها مقر للبحث عن الدخل الاقتصادي من [[ضريبة|الضرائب]] واستطاعوا التمييز بين أكبر طبقتين في المجتمع الصناعي: '''طبقة العمال''': الذين يدفعون الضرائب و '''طبقة النبلاء''': المستهلكين للضرائب.<ref>Charles Comte in ''De l'organisation sociale'', vol. 2, p. 33, donne ainsi l'exemple de la noblesse : {{استشهاد|Sous l'Ancien Régime, la noblesse, parce qu'elle n'était plus capable de s'attaquer directement aux plus industrieux, s'est mise à peupler l'Administration pour vivre d'une nouvelle forme de tribut : « l'impôt ».}}</ref>
يترتب على ذللك أن مصالح كل طبقة مُعاكِسة للأخرى؛ فالطبقة الأولى (طبقة العمال) تريد تقليل الضرائب أما الطبقة الثانية (طبقة النبلاء) فمن مصلحتها زيادة الضرائب.<ref>''Le Censeur Européen'', journal libéral du {{XIXe siècle}}, écrit ainsi lapidairement que {{استشهاد|les fonctionnaires sont devenus « une classe qui est l'ennemi du bien-être de tous les autres ».}}</ref>

[[ملف:Horace Vernet-Barricade rue Soufflot.jpg|250px|تصغير|حاجز ب[[باريس]] رفع خلال [[الثورة الفرنسية]] [[1848]]]]

== المنظور الماركسي ==

طورت [[ماركسية|الماركسية]] نظرية مُعقدة لصراع الطبقات الاجتماعية وتطورها على مر التاريخ مما وفر مدخلاً ل[[بيان الحزب الشيوعي]]. لقت هذه النظرية حماساً كبيراً منذ [[القرن 20|القرن العشرين]] وألهمت مصير عدداً كبيراً من البلدان. أوحى عدد كبير من الفلاسفة والمؤرخين كلا من [[كارل ماركس|ماركس]] و[[فريدريك إنجلز|فريدرخ انغلز]]؛ فوضعوا عدة مفاهيم من أجل فهم المجتمع وتركيبته. صاحب مفهوم (مقاومة الطبقات اللبرالية) نقد لفكر [[جورج فيلهلم فريدريش هيغل|غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل]] وأيضاً لمفهوم [[مادية تاريخية|المادية التاريخية]] وهي العناصر التي تساعد على تفسير الحركات التاريخية. ترى [[ماركسية|الماركسية]] أن الطبقة المُستغَلة ([[بروليتاريا|البروليتاريا]]) ستتحرر من خلال إسقاط حُكم الطبقة المُستغلِة (البرجوازية) لتحقيق المُساواة (مجتمع لا طبقي).
من خلال المنظور ا[[ماركسية|الماركسي]] حتى يومنا هذا، وتاريخ المجتمع يَعكس الانقسام الطبقي الذي يحدث في المجتمع بين (الرجل الحر والعبد، والنبلاء والعامة، البارون والرقيق، الظالم والمظلوم)الذين يتعارضون في مواجهات بلا توقف أحياناً تكون واضحة وأحياناً غير واضحة، أحياناً تكون مواجهات سلمية وأحياناً غير سلمية. عكس المجتمع الرأسمالي الحديث [[تدرج اجتماعي|التدرُج الطبقي]] في المجتمع الانقطاعي ولم يلغ التناقضات بين الطبقات الاجتماعية المُختلفة ولكن حَلت محلها تناقُضات اُخرى جديدة. وفي الوقت الحاضر إنقسم المجتمع الرأسمالي إلى مُعسكرين كبيرين متعادين أو إلى طبقتين متناقضين تماماً: الطبقة [[برجوازية|البرجوازية]] وطبقة [[بروليتاريا|البروليتاريا]].
'''يميز ماركس دائماً على الاقل بين فئتين أساسيتين:'''
* الرأسماليين أو ال[[برجوازية|برجوازين]] وهم الطبقة الحاكمة التي لديها رأس المال والتي تُهيأ وسائل للعمل من أجل مصلحة الأخرين، ويتم موزانتها على سعر شراء القوى العاملة.
* و[[بروليتاريا|البروليتاريا]] التي تجمع الأشخاص الذين ليس لهم رأس مال والذين هم مُجبرون على بيع مجهودهم في العمل من أجل البقاء.
[[ملف:"Der Streik" von Robert Koehler.jpg|250px|تصغير|[[إضراب|الإضراب]], للرسام روبرت كوير، العمال يعارضون ارباب العمل]]
بالإضافة إلي وجود طبقات فرعية (على سبيل المثال تعارُض الطبقة البرجوازية الصناعية مع البرجوازية الاقتصادية) وبجانب هاتين الطبقتين الأساسيتين تُضاف إليهما الطبقة المتوسطة ذو النوايا [[ليبرالية|التحررية]].
* «البرجوازية الصغيرة» تجمع هذه الطبقة الأشخاص الذين لديهم وسائلهم الخاصة لكسب العيش كأصحاب المتاجر والمهنيين وما إلي ذلك؛ مما يمنحهم إستقلالية غير مستقرة مقارنةً بالرأسماليين. فهم لا يحتاجون إلي دفع رواتب لأنهم ليسوا أرباب عمل ولكن يجب عليهم العمل لكسب العيش.
من وجهة نظر [[كارل ماركس|ماركس]] أن [[برجوازية|البرجوازية]] و[[بروليتاريا|البروليتاريا]] يمكن أن يكون لهما سياسة مُستقلة، فإن اختلاف طبقات «البرجوازية الصغيرة» تجذب طبقة [[بروليتاريا|البروليتاريا]] (الطبقة العاملة)؛ بغرض توحد مَصالحهم ورؤيتهم السياسية مع كبار المهنيين المعارضين لكبار الرأسماليين.
[[ملف:Battle strike 1934.jpg|250px|تصغير|معركة مفتوحة بين الطبقة المسيطرة و الطبقة المظلومة (المسيطر عليها) في شوارع منيابولس، يونيو 1934.]]
سيضُم هذا الصراع كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والايديولوجية وسيُصبح هو المحرك [[تطور اجتماعي|للتطور الاجتماعي]] والتاريخي. ستمُاِرس [[رأسمالية|الراسمالية]] الضغط لتحديد حِصة الإنتاج لطبقة البروليتاريا (الطبقة العاملة)؛<ref>« ''la valeur de la force de travail'' constitue la base rationnelle et déclarée des Syndicats » ''Un chapitre inédit du Capital'' Karl Marx 10/18 p. 278-279</ref> مما يؤدي إلي زيادة إستغلال العُمال وإفقارهم وأيضاً إلي زيادة الرأس مال وإلي الثروة الطائلة مما يؤدي إلي صراعات أو مُنافسات بين الرأسماليين بعضهم البعض.<ref>« Les syndicats ont pour but d'empêcher que le ''niveau'' des salaires ne descende en ''dessous'' du montant payé traditionnellement dans les diverses branches d'industrie, et que le ''prix'' de la force de travail ne tombe en dessous de sa valeur » {{quoi|op.ci.}} p. 279</ref> والمكاسب الاجتماعية هي حِصة رأس المال التي تُخَصَص لطبقة البروليتاريا للحفاظ على إستقرارية السلام في المجتمع، وغالباً بعد الإضربات الكُبرى التي شاهَدُها المجتمع مثل الإضراب العام التلقائي سنة [[1936]]. ستُصبح البُرجوازية الصغيرة مُدانة بتراجعها (بتحولها من فئة المنتجين المستقلين إلي الوضع البروليتاري) بسبب عدم قُدرتها على مُنافسة الرأسماليين. بالنسبة [[ماركسية|للماركسين]] مع إستثناء نظرية [[ماوية|الماوية]] (وهي نظرية تستوحى فكر ماوتسي تونغ), أن صراع الطبقات الاجتماعية يُعطي معنى للتاريخ ويشرح الديناميات التي تغير المجتمعات، يقول [[كارل ماركس]]:(أنه إلي يومنا هذا وتاريخ كل المجتمعات لم يكن إلا تاريخ صراع بين الطبقات الاجتماعية). ستتوقف هذه الصراعات في وقت ما؛ ما إن قادت ثورة البوليتاريا المجتمع أو إذا أصبحت الطبقة المُسيطرة هي الطبقة العاملة (ديكتاتورية البوليتاريا)؛ ستُلغى جميع طوابق المجتمع مما يؤدي إلي مجتمع بلا طوابق بمعنى [[مساواة اجتماعية]]. من خلال هذا المنظور إذا قام المجتمع بتشجيع طبقة البروليتاريا إذن سيستطيع توظيف الثورة المنتجة لتحسين مصير الإنسانية؛ ولن تكون السلُطة السياسية وسيلة لخدمة الرأسمالية ولكن ستكون معنى حقيقي [[ديمقراطية|للديمقراطية]]. ستسمح [[الثورة البلشفية|الثورة الشيوعية]] بوقف انقسام المجتمع إلي عِدة طبقات اجتماعية.
لتحقيق هذا الهدف يَعتقد الماركسين أن طبقة البروليتاريا يجب عليها أن تكتسِب وعي طبقي (بمعني أن تعي بما هي عليه<ref>« Il s'agit de savoir ''ce que'' le prolétariat ''est'' et ce qu'il ''doit faire'' historiquement, conformément à son être » ''La Sainte Famille'' Marx-Engels 1845</ref> على النحو الذي تصوره النظرية الماركسية في الإطار العام للمجتمع)؛ للوثوق بقدرتها على تنظيم المجتمع وتضامنه دون الانخضاع لطبقة الرأسماليين. كان يُمكن أن يحدث هذا مراراً وتكراراً على مر التاريخ خصوصاً خلال [[كومونة باريس]] سنة [[1817]] و[[الثورة الروسية]] في [[1917]]. وعلى الرغم من هذا الحدث الأخير ولكن إنقسمت الأراء كثيراً حول مُختلف التيارات الماركسية.

== صراع الطبقات الاجتماعية المعاصرة ==
اليوم يتجلى صراع الطبقات الاجتماعية رسمياً من قِبل الحركات الاجتماعية مثل [[إضراب|الإضرابات]] أو المظاهرات. الأسباب الرئيسية للإضربات هي مُطالبة أرباب العمل بزيادة الأجور ومنع التصاريح ومُعارَضة ظروف العمل القاسية.<ref>[https://www.inegalites.fr/spip.php?article511&id_mot=120 Les conditions du travail en France], article de l'[[Observatoire des inégalités]]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140810073507/http://www.inegalites.fr/spip.php?article511&id_mot=120 |date=10 أغسطس 2014}}</ref> في [[القرن 20|القرن العشرين]]، تم إنشاء عديد من الأليات أو الهيئات تعادلية التمثيل ترتكز على اقتسام الأجور بين المستخدمين وأرباب العمل.فعلى المستوى المؤسسي تحتوي على لجنة للمشاريع، أما على المستوى القومي فتحتوي على هيئات تدريب مِهني وهيئات الإتفاق الجماعي ومجلس التوفيق (بين أصحاب العمل والعُمال) وما إلي ذلك. تُوفر هذه الأليات إطار قانوني ومؤسسي للعلاقات بين الطبقات الاجتماعية مما يُمكنها من الدخول في نِطاق التعاون الاجتماعي بين الطبقات.
بالنسبة «لريموند ايرون» فإن الفعل الحاسم [[تطور اجتماعي|للتطور المجتمع]] هوإرتفاع إجمالي الإيرادات التي تُقلل المُنافسات الحادة والعنيفة بين الطبقات الاجتماعية وتترك مجالاً للارتياح من المُشاكسات بين الطبقات في المجتمع.<ref>Aron, ''La lutte de classes'', 1964, chapitre XII « De la lutte de classes à la satisfaction querelleuse ». En particulier les pages 214 et 226.</ref> أكد ايرون أن هذا [[تطور تاريخي|التطور التاريخي]] يتناقض مع توقعات كارل ماركس حتى أن أمكن تفسير ذللك من قبل نظامه.<ref>Raymond Aron, ''les Étapes de la pensée sociologique'', chapitre Karl Marx, le Capital, Gallimard, collection Tel, p 170, {{quoi|par}} 2 et 3</ref> في الواقع بالنسبة لماركس تقود قوانين الإنتاج الرأسمالي إلي الإفقار مما يجعل احتمالية لمصداقية الثورة.<ref>Pour les marxistes Bourgin et Rimbert : « Les lois de la production capitaliste conduisent à la paupérisation des masses. On sait que c'était là la conclusion de Marx. Si cette conclusion s'est avérée fausse, ce n'est pas qu'il s'était trompé dans l'analyse de la production capitaliste, mais parce qu'au cours de la deuxième moitié du XIX{{*10^}} siècle est intervenue l'action organisée et permanente de la classe ouvrière, action qui a eu pour conséquence de modifier la répartition des revenus. Marx et Engels vécurent assez longtemps pour assister à la naissance et au développement du mouvement syndical et modifier leur conclusion. » (Bourgin et Rimbert, Le socialisme, Que sais-je ? édition de 1986, chap 5 note 1 p 113)</ref>{{,}}<ref>Karl Marx : « Le serf, en plein servage, est parvenu à devenir membre d’une commune, de même que le petit bourgeois s’est élevé au rang de bourgeois, sous le joug de l’absolutisme féodal. L’ouvrier moderne au contraire, loin de s’élever avec le progrès de l’industrie, descend toujours plus bas, au-dessous même des conditions de vie de sa propre classe. Le travailleur devient un pauvre, et le paupérisme s’accroît plus rapidement encore que la population et la richesse. » (''Le Manifeste du parti communiste'')</ref> مع ذللك بالنسبة لل[[تروتسكية]] [[أرنست ماندل|ارنست ماندل]] (أن نظرية الإفقار المُطلقة لا تتواجد في أعمال كارل ماركس ولكنها تنتسب إليه من قبل أعدائه السياسين)، ويُعتقَد أيضاً أن هذه النظرية طرحها [[توماس مالتوس]] وتتوافق مع قانون [[فرديناند لاسال]] الذي لقى مُعارضة من قبل [[كارل ماركس]]. يُفضل ماركس الحديث عن الإفقار النسبي ويُدافع عن الأفكار الاتية:
* تَحول الرأسمالية وكُبرى الصناعات والشركات التجارية للبروليتاريا (للطبقة العاملة) ولبعض الطبقات الاُخرى مثل: (الفلاحين والمهنيين وصغار التجار).<ref>Voir Le Manifeste du Parti Communiste</ref>
* إخراج جزء من طبقة البروليتاريا من عملية الإنتاج وإخضاعهم للفقر المطلق كالعاطلين عن العمل وكبار السن والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وما إلى ذلك.<ref>Voir Mandel, {{quoi|''op.cit''}}, p 189</ref> والذين يشكلون احتياط للجيش الصناعي.<ref>Le Capital Livre I [https://www.marxists.org/francais/marx/works/1867/Capital-I/kmcapI-25-3.htm sur ''www.marxists.org''] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151223010821/https://www.marxists.org/francais/marx/works/1867/Capital-I/kmcapI-25-3.htm |date=23 ديسمبر 2015}}</ref>
بالإضافة إلي ذللك، يمكن للأزمات الاقتصادية ٳفقار المجتمع بأكمله " في مثل هذه الأزمات جزء كبير ليس من المنتجات المُصنعة فقط ولكن أيضاً القوة الإنتاجية تكون مُعرضة للتدمير. تفشَت مُشكلات ٳجتماعية لم يكن لها وجود في جميع العهود السابقة مثل مُشكلة "فائض الإنتاج". رفض المجتمع هذه الحالة من الهمجية المؤقتة: يبدو أن [[مجاعة|المجاعات]] وحروب الدمار الشامل فد خفضت المؤن والصناعة والتجارة .
هناك ميل لزيادة مستوى المعيشة في جميع أنحاء العالم، وهذا الميل يعد نتيجة مُعاكِسة نظراً للاستياء من الحروب والكوارث البشرية للسنوات [[1980]] و[[1990]] في [[إفريقيا|أفريقيا]] و[[الاتحاد السوفيتي]] السابق <ref>[http://hdr.undp.org/en/media/HDR05_complete.pdf Human Development Reports<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180110084411/http://hdr.undp.org/en/media/hdr05_complete.pdf |date=10 يناير 2018}}</ref>
حتى وٳن كان هناك بُطئ في التقارب بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة.<ref>Même document p 25. Plus exactement, le PIB des pays riches augmente davantage mais à un taux beaucoup plus faible que les pays émergents ; la Chine absorbe une grande part de la croissance cf fig 1.15.
</ref> فعلى مدى العقد الماضي، ٳزداد مُعدل [[تنمية بشرية (توضيح)|التنمية البشرية]] في جميع المناطق وبشكل غير متساوٍ مع الاستثناء الملحوظ لأفريقيا . يبدو أن الأزمة الاقتصادية تُعيد توجيه الإتهام لبعض مُنزعاتها، وفقاً [[منظمة الأغذية والزراعة|لمنظمة الأغذية والزراعة]]، إن [[أزمة مالية|الأزمات الاقتصادية]] العالمية قد تُجبِر الناس على تقليل إستهلاكهم الغذائي، وتعتقد منظمة الٲغذية والزراعة ٲن عدد الجياع سيزداد نتيجة لذلك، وبالفعل وصل عددهم في عام [[2008]] ٳلي 928 مليون جائع.<ref>FAO, cité par Le Figaro
</ref> تشهد الجمعيات الخيرية في فرنسا زيادة في طلبات المساعدة، يُعقب مسؤلين الجمعيات الخيرية ٲن هذه الزيادة التي لم يَسبق لها مثيل والتسجيلات بالجمعيات في ازدياد مُستمر . من خلال جريدة «الايكو» الفرنسية،<ref>[https://www.lesechos.fr/info/france/4804117-la-crise-remet-au-premier-plan-la-grande-pauvrete.htm La crise remet au premier plan la grande pauvretĂŠ<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090321174007/http://www.lesechos.fr/info/france/4804117-la-crise-remet-au-premier-plan-la-grande-pauvrete.htm |date=21 مارس 2009}}</ref> تخشى الجمعيات الخيرية للٳسكان، تدفق عدداً كبيراً من الأهالي ٳلي مراكزها وجانبياتها الجديدة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.restosducoeur.org/lire_news.php?id=44|عنوان=Restos Du Coeur : Le 1Er Decembre, Les Restos Ouvrent Leur 24E Campagne| تاريخ الوصول =  أكتوبر 2020 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090418120145/http://restosducoeur.org/lire_news.php?id=44 | تاريخ أرشيف = 18 أبريل 2009| حالة المسار=dead}}</ref> قبل الأزمة الاقتصادية كانت هناك زيادة في انعدام المساواة بين أفراد المجتمع . من خلال المعهد القومى للإحصاء والدراسات الاقتصادية، مستخدماً مؤشر تقريبي، ٳرتفعت نسبة الفقراء في [[فرنسا]] بين عام [[2001]] و[[2004]] ٳلى 100.000 فقير (من خلال جريدة [[ليبراسيون]]، 23 نوفمبر [[2006]]) كذلك الموطفين، ٳرتفعت نسبة الفقراء من 3.9% في عام [[1970]] ٳلى 5.4% في عام [[2004]] (من جريدة [[ليبراسيون]]،23 نوفمبر [[2006]]). وفقاً لدراسة ٲُجريت من قِبل [[الأمم المتحدة]]، ٳن في عام [[2000]] , 2٪ أت الأشخاص الأكثر غنى يتملكون 50٪ من الثروة، في مقابل أن ال 50٪ من الأشخاص الأكثر فقراً لا يمتلكون سوى 1٪ من الثروة.
ٲلقي [[نعوم تشومسكي]] كلمة في [[المنتدى الاجتماعي العالمي]] في يناير [[2002]] , موضحاً فيه أن الوضع الحالي يُمكن أن يُسمى ب«حرب الطبقات الاجتماعية» حرب، بين مراكز القوة الدولية والخاصة (التي تَرتبط ٳرتباطاً وثيقاً جداً ببعضها البعض) من جهة ومن جهة أُخرى ٳجمالي سكان العالم.<ref>[[نعوم تشومسكي|Noam Chomsky — Wikipédia<!-- عنوان مولد بالبوت -->]]</ref>

== الطبقات الاجتماعية والتصويت ==
بالنسبة ل[[كارل ماركس]]، يجب على صراع الطبقات الاجتماعية التعبير عن طريق الحركات السياسية . السياسة التعبيرية ليست مُمكنة كسياسة [[غزوة الخندق|الأحزاب]] التي تمثل الطبقات الاجتماعية شبه المتجانسة، اليوم، بالتحديد إذا واجه [[بروليتاريا|البروليتاريا]] '''حزب الطبقة العاملة''' بحزم الأحزاب البرجوازية.
في [[فرنسا]] عام [[1970]] سمحت الإحصائيات والدراسات الإستقصائية بالتحقق من انخفاض الترابط بين الطبقة الاجتماعية والانتخاب .
من خلال صحيفة «[[لو موند]]»,<ref>[http://www.lemonde.fr/web/article/0,1-0@2-3226,36-712484@51-705467,0.html Des nouvelles précarités, des salariés plus isolés<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060630001029/http://www.lemonde.fr/web/article/0,1-0@2-3226,36-712484@51-705467,0.html |date=30 يونيو 2006}}</ref> رفض العُمال مَبدأ [[يسارية|اليسارية]] وكتبت الصحيفة في مايو [[1981]], أن الحزب الاشتراكي جمع 74% من أصوات العُمال، وفي أبريل [[2002]], لم تتعدَ النسبة 13% , لم يستفد اليمين البرلماني من هذا الرفض لأن نسبة الممتنعين عن التصويت من الطبقات الشعبية ارتفعت،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.kantar.com/fr|عنوان=TNS Sofres - Enjeux, interviews elections legislatives 2002 - Etienne Schweisguth - Le vote et la situation professionnelle| تاريخ الوصول =  أكتوبر 2020 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081204185747/http://www.tns-sofres.com/etudes/dossiers/legi2002/itv_schweisguth.htm | تاريخ أرشيف = 4 ديسمبر 2008| حالة المسار=dead}}</ref> ثانياً، التصويت كان للأطراف .خلال [[الانتخابات الرئاسية]] لعام [[2002]]، صوت ما يقرب من ثلثي العمال المهَرة والمعلمين لليمين المُتطرف. (وهذا يعني، في الواقع، ما يقرُب من ثلث الذين صوتوا، وليس ما يقرب من ثلث المجموع).
تحليل نسبة تصويت العمال خلال الانتخابات الرئاسية عام [[2007]] , تغيرت وفقاً للبيانات المُقدمة من إستطلاعات الرأي،
من خلال تقرير جريدة "لو كانار اونشنيه ({{يم}}Le Canard enchaîné{{يم}}<ref>{{وإو|عر=Le_Canard_enchaîné|تر=Le_Canard_enchaîné|لغ=fr|نص=Le Canard enchaîné — Wikipédia<!-- عنوان مولد بالبوت -->}}</ref>)", بالنسبة لمعهد لو كاريس 2 , تفوق «[[نيكولا ساركوزي]]» بوضوح في الطبقة العاملة وبالنسبة للمجلس الأعلى للقوات السمعية والبصرية تفوق «سيجو», أما «لو بين» فتفوق بمعهد ايبسوس <ref>selon Ipsos : Jean-Marie Le Pen (23 % des exprimés) devance légèrement Ségolène Royal et Nicolas Sarkozy (21 % chacun) alors même que son score s'écroulait par rapport aux scrutins précédents (10,44 % de suffrage populaire en 2007 contre 16,86 en 2002) sondage Ipsos.</ref>
استند نهاية صراع الطبقات الاجتماعية على سخط العُمال على التصويت، في حين أن تصفية الصناعات قد خَفضت كثيراً من أهمية الطبقة العاملة.
إذا أصبح، لدى البعض، مفهوم ('''صراع الطبقات الاجتماعية''') يجب إعادة تحديثه وفِقاً [[تطور اجتماعي|للتطورات الإجتماعية]].أكد عالم الاجتماع «جون لوجكين» أن اختفاء الصراعات الحالية من المُمثل المَركزي ومن مُحفز المجموعة المُهيمِنة، «'''الطبقة العاملة'''» ومؤسساتها، لا يعني إذاً نهاية «''الصراع بين الطبقات الاجتماعية''» فتنوع مُمثلين المجتمع، صفة مؤلفة من عِدة تحالفات لا تمنع ظهور أُجور مُتنوعة تظهر في صورة أعمال حُرة مثل: (الفنانين والأطباء وأصحاب الشركات الصغيرة), الذين يحاولون مُعارضة الأشخاص المُسيطرين على [[رأسمالية|راسمالية]] الدولة وحكومة الفنيين (''و هو مذهب يمنح الفنيين نفوذاً غالباً على حساب الحياة السياسية نفسها'') <ref>Texte de formation « Transformations et actualité de la lutte des classes », sur le site du PCF, consulté en décembre 2008</ref>
.ظلت التجزئة الاجتماعية على توافق مع الأطراف السياسية في عِدة حالات . في '''الانتخابات الإقليمية الفرنسية''' عام [[2004]] , رَفض حصول [[اليمينية]] على السُلطة كان أثر واضحاً في البَلديات حيث كانت نِسبة العُمال والمهنين وأصحاب المِهن الوسيطة مثل: (الفنيين والمشرفين والمعلمين والممرضات وما الي ذلك) هم الأعلى . على عكس، الموظفون الإداريون الذين قاموا بالتصويت لل[[يمينية]] للحُصول على باقي أُجورهم أما بالنسبة للعاملين لحسابهم الخاص إنخفضت نِسبة تصويتهم [[يمينية|لليمينية]] وارتفعت [[يمين متطرف|لليمين المتطرف]] <ref>Dominique Goux et Éric Maurin, Anatomie sociale d’un vote : Le premier tour des élections régionales (21 mars 2004), La République des Idées, 2004, pages 7 et 16. .</ref>
في مايو [[2007]] , ب[[باريس]]، أدلت المناطق الشعبية بصوتها لل[[يسارية]] (ب[[القرن 18|القرن الثامن عشر]] و[[القرن 19|التاسع عشر]] و[[القرن 20|القرن العشرين]]), عل عكس، المناطق البورجوازية التي أدلت بصوتها لل[[يمينية]] (ب[[القرن 15|القرن الخامس عشر]] و[[القرن 16|القرن السادس عشر]] و[[القرن 17|القرن السابع عشر]]).<ref>Le XVIe vote à 81 % pour la droite, le VIIe à 75 % pour la droite, le XVe à 60 % pour la droite ; alors que le XXe vote à 65 % pour la gauche, le XVIIIe à 64 % pour la gauche, le XIXe à 60 % pour la gauche (chiffres officiels du ministère de l'intérieur</ref>

== ظهور طبقات اجتماعية جديدة ==
من خلال كتاب «ثورة البروليتاريا» لجويل رونيه، تَشهد [[فرنسا]] منذ عِدة سنوات صراع بين طبقات اجتماعية جديدة، طبقة رأسماليي المعلومات "les infocapitalistes" (التي تحتكر وسائل إنتاج المعلومات والأخبار وترويجها على نطاق واسع بمُختلف الدعامات المُمكنة) مثل: البرانم الالكترونية، المحطات الإذاعية والقنوات التلفزية، وكبريات الصحف، ووسائط توزيع الأفلام والأغاني), وطبقة البرونيتاريا <ref>Le livre La révolte du pronétariat, de Joël de Rosnay (Fayard, 2006), en téléchargement gratuit .</ref>

== انتقادات ==
لقد انتُقد مفهوم صراع الطبقات الاجتماعية بطرق مختلفة.
<br />
=== انتقادات إيديولوجية ===
انتُقد مفهوم '''صراع الطبقات الاجتماعية''' منذ أواخر [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] بسبب عدة نَظريات تدور حَول مفهوم ''الصراع'' .
'''انقسام المجتمع'''
انتُقد مفهوم صراع الطبقات الاجتماعية لتقسيمه المجتمع إلى معسكرين مُعاديين، وأيضاً لأنه دعا إلي العُنف وكراهية الطبقات الاجتماعية .
هذا الانتقاد موجه من اليمنية المحافظة أو اللبيرالية، يدعو [[سياسة محافظة|المحافظون]] إلى «التعاون بين الطبقات الاجتماعية» التي هي من وجهة نظر المدافعين عن مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية» ليس إلا «استغلال طبقة للاخرى». ترفض '''العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية''
مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية». اعترف [[ليون الثالث عشر|البابا ليون الثالث عشر]] في رسالته الشهيرة «ريرم نوفارم_ Rerum Novarum» بوجود طبقتين بالمجتمع:" قَسْم العُنف من الاضطرابات الاجتماعية المجتمع إلى طبقتين وحَفر بينهم هاوية ضخمة.: من جهة طبقة قوية جداً بسبب ثروتها، فهي السيد المُطلق للصناعة والتجارة، تُحَول إليها الثروات ويتدفق إليها جميع المصادر، وتُمسك بيدها أكثر من اختصاص من الإدارة العامة .ومن جِهة اُخرى عدد كبير من الفقراء والضعفاء، متقرحي الروح، مُستعدون دائما للإضراب <ref>Rerum novarum, §35, cité sur dans le Cours de l'école Cathédrale en 2004.</ref> ". ولكنه رفض فكرة «''الصراع''» بين الطبقتين .
إصطدم المُدافعون عن مفهوم الصراع الطبقي والمؤيدين للفكر المسيحي بتطور حركة جديدة وهي [[لاهوت التحرير]]، ظهرت هذه الحركة في النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]] في الكنيسة [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] في [[أمريكا اللاتينية]] عام [[1960]]-[[1970]] .
ومع ذلك، دعا [[يوحنا بولس الثاني|البابا يوحنا بولس الثاني]]، إلى الِحفاظ على العقيدة الاجتماعية الرَسمية للكنيسة، مُشيراً على سبيل المثال في عام [[2002]] ، إلي الإستيلاء على الأراضي في [[البرازيل]] قائلا: " للوصول إلي العدالة الاجتماعية، يجب أن نذهب إلي أبعد من مجرد تطبيق للمخططات الإيديولوجية الناشئة عن الصراع الطبقي، على سبيل المثال احتلال الأراضي التي أدنتْها بالفعل خلال زيارتي الريفية في عام [[1991]]."<ref>Jean-Paul II, Cité du Vatican, 26 novembre 2002, citation intégrale sur [1</ref>"
تعَارُض العقيدة الاجتماعية للكنيسة في مفهوم «'''الصراع الطبقي'''» فِكرة «إجماع الطبقات», مُعللاً ذلك في رسالته (Quadragesimo Anno §58) " عمل طبقة ورأس مال الطبقة الاُخرى يجب أن يجتمعوا بما إنه لا يمكن لطبقة فعل شيء دون مُساعدة الاُخرى.<ref>Cité sur dans le Cours de l'école Cathédrale en 2004</ref>" تطبيق هذه الفكرة يمكن أن يروج للحركة [[نقابوية|النقابوية]] أو لتجميع فكرة العمل الرأس مالي الذي دعَت إليه حركة (gaullisme).

=== صراع الطبقات الاجتماعية ضد الامة ===
اضاف القوميون أن ''مفهوم صراع الطبقات الاجتماعية'' يُضعف الامة ويُتيح مجالاً للانقسام الاجتماعي والاقتصادي مما يؤدي إلي إلغاء مفهوم الحدود الوطنية . بالنسبة ل[[كارل ماركس]]، فإن مفهوم الصراع الطبقي يُشير مُباشرة إلي منظمة دولية . وقع [[بيان الحزب الشيوعي]] في موجة من الثورات الأوروبية عام [[1848]]. يري القوميون أن مفهوم «''صراع الطبقات الاجتماعية''» هو عدو للأمة، فهو يُقسم المجتمع ويخلق تضامنات دولية . مُعارضة مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية» كان من أكثر المواضيع انتشاراً في المنظمات والأحزاب السياسية مثل: حزب [[فاشية|الفاشية]] و[[نازية|النازية]] عام [[1920]] الي [[1940]] .

=== الصراعات السياسية الأخرى ===
تُعتبر ''[[قضية دريفوس]]'' أكبر القضايا التي جذبت انتباه الشعب الفرنسي بين الصراع السياسي وصراع الطبقات الاجتماعية الذي له الأفضلية . من الجدير بالذكر، أن هذه القضية، أعطت مجالاً للفرنسين للمُدافعة عن [[عدالة|العدالة]] والمُطالبة [[حقوق الإنسان|بحقوق الإنسان]]. تردد بعض الاشتراكيين في إعلان دعمهم لقضية '''دريفوس''' مُعتبرين أن هذا الدعم خيانة لمفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية» بما أن [[ألفريد دريفوس|دريفوس]] من الطبقة [[برجوازية|البورجوازية]]. واعتبر اشتراكون آخرون، مثل [[روزا لوكسمبورغ]] و[[جان جوريس|جون جورييه]] أن الدفاع عن [[قضية دريفوس]] مُتوافق مع مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية»، وكتب جون جوريه في إحدى مقالاته: " حقًا، نستطيع، دون أن نعارض أو أن ننقص من مفهوم صراع الطبقات الاجتماعي أن نستمع لصرخة إنسان بشفقة، ونستطيع أن نكون في النضال الثوري وأن يتبقى لدينا شعور إنساني، فلسنا مُلتزمين بالبقاء في الاشتراكية والهروب من الإنسانية.<ref>La position de Jaurès, sur le site du parti socialiste français, consulté en décembre 2008</ref> "
في مايو [[1968]]، انتقد بعض الثوريين الأحزاب [[ماركسية|الماركسية]] المُتعلقة بمفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية»، وذلك لصعوبة دمج «الصراعات الجديدة» [[نسوية|كالنسوية]] و[[جهوية|الجهوية]] و[[مناهضة العنصرية]] و[[علم البيئة]]، إلخ..

=== المشاركة في السلطة والإصلاحية ===
انتُقد مفهوم ''صراع الطبقات الاجتماعية'' من قبل الاشتراكيين [[إصلاحية (توضيح)|الإصلاحيون]] الراغبين في إتخاذ إجراءات للإصلاح الاجتماعي على رأس «الدولة [[برجوازية|البرجوازية]]». مُنع هذا المفهوم نظرياً تعاون الوزراء [[اشتراكية علمية|الاشتراكيين]] في [[برجوازية|الحكومة البرجوازية .]] دفع [[الحزب الاشتراكي (توضيح)|الحزب الاشتراكي]] الفرع الفرنسي للمنظمة العمالية الدولية (SFIO) لرفض المشاركة بالحكومة بعد نجاح كارتل [[يسارية|اليساريين]] عام [[1924]] وجبهة [[يسارية|اليساريين]] عام [[1932]] . لحل هذه المشكلة قام رئيس «المنظمة العمالية الدولية»[[ليون بلوم]] خلال مجلس المنظمة بتمييز بين (ممارسة السُلطة) التي يُمكنها مَنح دَرجة من التعاون بين الطبقات خاصة الحزب ا[[راديكالية|لراديكالي]] الاشتراكي، و (غزو السلطة) التابع لمفهوم «''صراع الطبقات الاجتماعية''».<ref>Site du parti socialiste français, consulté en décembre 2008</ref>

=== نقد الليبرالية ===
طَعن أنصار [[ليبرالية اقتصادية|الليبرالية الاقتصادية]] في مفهوم [[ماركسية|الماركسي]] «صراع الطبقات الاجتماعية». فبإمكانهم إنكاره أو وضع تصنيف مُختلف أو الحد من صراع توزيع الناتج القومي، مثل :(ريموند ارون). على عكس، [[كارل بوبر]] الذي دَعَم [[كارل ماركس]] مبيناً إنه على حق فكتب : " أن صراع الطبقات الاجتماعية واتحاد العمال هم العوامل الرئيسية للتحول للرأسمالية .<ref>La Société ouverte et ses ennemis, tome 2, Seuil, 1979, page 127.</ref> " بالنسبة [[ليبرالية|لللبراليين]]، يجب أن تبقى العلاقات بين [[رأسمالية|الرأسماليين]] والعُمال على نَهج [[قانون]]ي ل[[مفاوضات|لمفاوضات]]، خاصة فيما يتعلق بعقد العمل بشأن العلاقات الفردية . وذلك سيناقش بحرية وسيرضى به كلاً من الموظف وصاحب العمل، أما بالنسبة [[ماركسية|للماركسين]]، فإن حرية التعاقُد من الموظف الرسمي فقط بسبب اعتماده الاقتصادي وعدم المساواة في الوضع مع أصحاب العمل.

== الانتقادات الاجتماعية ==
هناك محور أخر كبير لنقد مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية» يقوم على صحة تعريف «الطبقات الاجتماعية» نفسها.

=== تجانس الطبقات الاجتماعية ===
شكك بعض النُقاد في تجانس مصالح وسلوكيات الموجودة في الطبقة الاجتماعية الواحدة . بالنسبة لهؤلاء النُقاد، فإن مفهوم «''صراع الطبقات الاجتماعية''» هو «التبسيط» <ref>Par exemple pour le philosophe Roger Scruton, A political philosophy, arguments for conservatism, p 148, traduction libre</ref>، وتقسيم المجتمع بين العمال و[[رأسمالية|لرأسماليين]] وذلك لا يتطابق مع الواقع . فإن الأشخاص الذين لديهم العمل ذاته يتنافسون دائما في العمل فبالتالي تُصبح مَصالحهم مُتضاربة، وبالتالي نلاحظ ضغوط [[حمائية]] تهدف إلي حماية المشاريع المحلية ومن فيها من عاملين ضد عُمَال أخرين ومن أصحاب العمل ضد أرباب عمل أخرين، ومن التوترات خلال [[إضراب|الإضرابات]] بين المضربين وغير المضربين وبين أولئك الذين في النظام ومن هم على الهامش .

=== الطبقات المتوسطة ===
ظهر في النصف الثاني من [[القرن 20|القرن العشرين]] طبقة كبيرة تُعرَف«بالطبقة المتوسطة» وإنخفضت كمية «طبقة العمال»(في عام [[1970]] تقريباً), مما أطلق جدلاً من قِبل النُقاد حول الطبيعة التاريخية الاجتماعية لمفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية». بالنسبة لبعض النُقاد، فإن هذه [[تطور اجتماعي|التطورات الاجتماعية]] تُبطل مفهوم «صراع الطبقات الاجتماعية» التي يجب أن يحل محله حركات سياسية أخرى (على سبيل المثال الحركة [[إصلاحية (توضيح)|الاصلاحية]]) أو غيرها من الحركات الأخرى .
و بالنسبة لآخرين، فإن مفهوم الصراع الطبقي ما زال صالحاً . فإن [[كارل ماركس]] أخذ في الاعتبار فكرة وجود «طبقة متوسطة» واعتبر أنه تم إستيعابها مع طبقة [[بروليتاريا|البروليتاريا]]. في القرن العشرين، افترض عالم الاقتصاد «بول بوكارا» بوجود طبقة جديدة «طبقة الرواتب».<ref>Boccara Paul, « Défis identitaires de classe des salariés. Des divisions et rapprochements affectant les travailleurs et la classe ouvrière à la montée de l’identité de l’ensemble salarial »</ref>

== انظر أيضاً ==
{{Multicol}}
* [[الحق في الكسل (كتاب)]]
* [[ماركسية|الماركسية]]
* [[كارل ماركس]]
* [[اشتراكية|الإشتراكية]]
* [[ليبرالية|الليبرالية]]
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[بروليتاريا|طبقة البروليتاريا]]
* [[رأسمالية|الرأسمالية]]
* [[رأسمال رمزي]]
* [[تكتل الأغنياء]]
* [[رفاهية مظهرية]]
* [[نظرية الصراع الاجتماعي]]
 {{نهاية أعمدة متعددة}}

== وصلات خارجية ==

* [http://analysis-md-issamy.blogspot.com/2011/12/blog-post_03.html مقالة تحليلية عن البورجوازية العربية تحت عنوان:«مصطلح» البرجوازية«وإسقاطه على الطّبقات الغنية في المجتمعات العربية»]
* [http://www.marxists.org/francais/marx/works/1865/06/km18650626o.htm الصراع بين الرأس مال والعمل]
* [http://bibliolib.net/ رؤية فوضوية للصراع الطبقي]
* [http://www.marxists.org/francais/engels/works/1845/03/fe_18450315.htm حالة الطبقة العاملة في إنجلترا]

== مراجع ==
{{مراجع|2}}

{{الاشتراكية}}
{{شيوعية لاسلطوية}}
{{صندوق تصفح اشتراكية تحررية}}
{{مصطلحات ماركسية}}
{{شريط سفلي اشتراكية ثورية}}
{{الثورة الثقافية}}
{{صندوق تصفح شيوعية}}
{{لاسلطوية}}
{{تحررية}}
{{طبقات اجتماعية}}
{{شريط بوابات|الاقتصاد|التاريخ|السياسة|رأسمالية|شيوعية|علم الاجتماع|علوم سياسية|لاسلطوية|مجتمع}}

{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:اشتراكية]]
[[تصنيف:صراع اجتماعي]]
[[تصنيف:طبقات اجتماعية]]
[[تصنيف:علوم سياسية]]
[[تصنيف:معاداة الفاشية]]
[[تصنيف:مناهضة الرأسمالية]]
[[تصنيف:نظرية ماركسية]]