عرض مصدر الزبير بن العوام

{{شخصية دينية
| الاسم        = الزبير بن العوام
| صورة        = تخطيط اسم الزبير بن العوام.png
| تعليق       = [[خط عربي|تخطيط]] لاسم الصحابي الزبير بن العوام ملحوق [[رضي الله عنه|بدعاء الرضا عنه]]
| ألقاب       = حواري رسول الله، أول من سل سيفه في سبيل الله،<ref name="سير1"/>
| تاريخ_الولادة= 28 ق.هـ<ref name="قصة الإسلام"/><ref group="معلومة">تاريخ ميلاد تقريبي معتمد على القول بأن الزبير أسلم وهو ابن ست عشرة سنة</ref> [[594]] م
| مكان_الولادة = [[مكة]]، [[الحجاز]]، [[شبه الجزيرة العربية]]
| تاريخ_الوفاة=  [[36 هـ]]، [[656]] م
| مكان_الوفاة = [[البصرة]]
| مبجل(ة)_في  = [[الإسلام]]: [[أهل السنة والجماعة]]
| النسب       = '''أبوه:''' [[العوام بن خويلد|العَوَّام]] بن [[خويلد بن أسد|خُوَيْلِد]] بن [[بنو أسد بن عبد العزى|أسَدَ]] بن [[عبد العزى بن قصي|عبد العُزَّى]] بن [[قصي بن كلاب|قُصَي]] بن [[كلاب بن مرة|كلاب]] بن [[مرة بن كعب|مرة]] بن [[كعب بن لؤي|كعب]] بن [[لؤي بن غالب|لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]] بن [[فهر بن مالك|فهر]] بن [[مالك بن النضر|مالك]] بن [[النضر بن كنانة|النضر]] بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]] بن [[خزيمة بن مدركة|خزيمة]] بن [[مدركة بن إلياس|مدركة]] بن [[إلياس بن مضر|إلياس]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]]<br/>'''أمهٌ:''' [[صفية بنت عبد المطلب]]<br/>'''إخوته وأخواته:''' [[السائب بن العوام|السائب]]، [[عبد الرحمن بن العوام|عبد الرحمن]]، [[عبد الله بن العوام|عبد الله]]، عبد الكعبة،  [[أم حبيب بنت العوام|أم حبيب]]، [[زينب بنت العوام|زينب]]، هند، أم السائب<br/>'''زوجاته:''' [[أسماء بنت أبي بكر]]، زينب بن مرثد، [[أمة بنت خالد بن سعيد|أم خالد بنت خالد بن سعيد]]، الرباب بنت أنيف، [[أم كلثوم بنت عقبة]]، الحلال بنت قيس بن نوفل، [[عاتكة بنت زيد]]، [[تماضر بنت الأصبغ]]<br/>'''أبناؤه:'''[[عبد الله بن الزبير|عبد الله]]، [[عروة بن الزبير|عروة]]، [[المنذر بن الزبير|المنذر]]، عاصم، المهاجر، [[جعفر بن الزبير بن العوام|جعفر]]، عبيدة، [[عمرو بن الزبير|عمرو]]، [[خالد بن الزبير|خالد]]، [[مصعب بن الزبير|مصعب]]، [[حمزة بن الزبير|حمزة]]<br/>'''بناته:'''خديجة الكبرى، خديجة الصغرى، أم الحسن، عائشة، حبيبة، سودة، هند، [[رملة بنت الزبير بن العوام|رملة]]، زينب
|كنية=أبو عبد الله، أبو الطاهر}}
'''الزُّبَيْرُ بن العَوَّام الأسدي القرشي''' (28 ق.هـ - [[36 هـ]] / [[594]] - [[656]]م)، ابن عمة النبي [[محمد|محمد بن عبد الله]] وابن أخ زوجته [[خديجة بنت خويلد]]، وأحد [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]]، ومن [[السابقون الأولون|السابقين]] إلى [[الإسلام]]، يُلقب بـ '''حواري رسول الله'''؛ لأن النبي قال عنه:<ref name="حواري">[[صحيح البخاري]] حديث رقم 2997، 4113، 2846، 2847، 3719، 7261، و[[صحيح مسلم]] حديث رقم 2415، من حديث [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]]</ref> {{اقتباس مضمن|إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ '''الزُّبَيْرُ'''}}، أوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام،<ref name="سير1"/> وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم [[عمر بن الخطاب]] ليختاروا الخليفة من بعده.<ref name="أصحاب الشورى">''[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر]]''. [[البداية والنهاية]]، الجزء السابع، صفحة: 137، 138، 144. مكتبة المعارف - بيروت (1981)، ومكتبة العصر - الرياض (1966).</ref> وهو أبو [[عبد الله بن الزبير]] الذي [[بيعة|بُويع]] ب[[خلافة إسلامية|الخلافة]] ولكن خلافته لم تمكث طويلًا،<ref name="عبد الله بن الزبير1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=282&idfrom=349&idto=349&flag=0&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 كتاب سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، جـ3، صـ364: 380، ترجمة عبد الله بن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170619213829/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=349&idto=349&bk_no=60&ID=282 |date=19 يونيو 2017}}</ref> وزوج [[أسماء بنت أبي بكر]] المُلقّبة بذات النطاقين.<ref name="أسماء1">[http://islamstory.com/ar/أسماء_بنت_أبي_بكر أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين، موقع قصة الإسلام، تاريخ الولوج 10 يونيو 2016] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161119095319/http://islamstory.com:80/ar/أسماء_بنت_أبي_بكر |date=19 نوفمبر 2016}}</ref>

أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات،<ref name="سير1"/> وكان إسلامه بعد إسلام [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم،<ref name="طبقات">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116977468|ج=3|ص=95|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> [[الهجرة في الإسلام|هاجر]] إلى [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]] في [[الهجرة إلى الحبشة|الهجرة الأولى]] ولم يُطِل الإقامة بها،<ref name="الحبشة1">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/باب هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة|البداية والنهاية]] جـ3، باب:هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة ـ على [[ويكي مصدر]]</ref> وتزوج [[أسماء بنت أبي بكر]]، [[الهجرة في الإسلام|وهاجرا]] إلى [[يثرب]] التي سُميت فيما بعد [[المدينة المنورة|بالمدينة المنورة]]، فولدت له [[عبد الله بن الزبير]] فكان أول مولود للمسلمين في المدينة.<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/الزبير_بن_العوام الزبير بن العوام، موقع قصة الإسلام، اطلع عليه في 12 يوليو 2016] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161126124035/http://islamstory.com:80/ar/الزبير_بن_العوام |date=26 نوفمبر 2016}}</ref>

شارك في جميع الغزوات في [[العصر النبوي]]، فكان قائد الميمنة في [[غزوة بدر]]،<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118">الرحيق المختوم، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى، ص116-118</ref> وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في [[فتح مكة]]،<ref name="طبقات"/> وكان ممن بعثهم [[عمر بن الخطاب]] بمدد إلى [[عمرو بن العاص]] في [[الفتح الإسلامي لمصر|فتح مصر]]، وجعله [[عمر بن الخطاب]] في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: {{اقتباس مضمن|هم الذين توفي رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وهو عنهم راض.}}<ref name="أسد الغابة">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752568|ج=2|ص=307|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> وبعد مقتل [[عثمان بن عفان]] خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقَتَله [[عمرو بن جرموز]] في [[موقعة الجمل]]،<ref name="بداية2">[[s:البداية والنهاية/الجزء السابع/فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل]] على [[ويكي مصدر]]</ref> فكان قتله في [[رجب]]ٍ سنة [[36 هـ|ستٍّ وثلاثين من الهجرة]]، وله أربع وستُّون سنة.<ref name="سير1"/>

== بداية حياته ==
=== نسبه ===
* هوَ: '''الزُّبَيْرُ''' بن [[العوام بن خويلد|العَوَّام]] بن [[خويلد بن أسد|خُوَيْلِد]] بن [[بنو أسد بن عبد العزى|أسَدَ]] بن [[عبد العزى بن قصي|عبد العُزَّى]] بن [[قصي بن كلاب|قُصَي]] بن [[كلاب بن مرة|كلاب]] بن [[مرة بن كعب|مرة]] بن [[كعب بن لؤي|كعب]] بن [[لؤي بن غالب|لؤي]]<ref name="أسد الغابة"/> بن [[غالب بن فهر|غالب]] بن [[فهر بن مالك|فهر]] بن [[مالك بن النضر|مالك]] بن [[النضر بن كنانة|النضر]] بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]] بن [[خزيمة بن مدركة|خزيمة]] بن [[مدركة بن إلياس|مدركة]] بن [[إلياس بن مضر|إلياس]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]]،<ref name="نسب">[[s:جمهرة أنساب العرب/ولد فهر بن مالك بن النضر|جمهرة أنساب العرب، فصل: ولد فهر بن مالك بن النضر]] ل[[ابن حزم الأندلسي|ابن حزم]] على [[ويكي مصدر]]</ref> وأبوه [[العوام بن خويلد|العَوَّام]] هو أخو زوجة النبي [[خديجة بنت خويلد]].<ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/480/54.htm جمهرة أنساب العرب، لابن حزم، جـ1، صـ54] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160625070619/http://islamport.com/w/nsb/Web/480/54.htm |date=25 يونيو 2016}}</ref>
* أمه: [[صفية بنت عبد المطلب|صَفيّةُ]] بنت [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطّلب]] بن [[هاشم بن عبد مناف|هاشم]] بن [[عبد مناف بن قصي|عبد مناف]] بن [[قصي بن كلاب|قصيّ]]<ref name="طبقات"/> بن [[كلاب بن مرة|كلاب]] بن [[مرة بن كعب|مرة]] بن [[كعب بن لؤي|كعب]] بن [[لؤي بن غالب|لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]] بن [[فهر بن مالك|فهر]] بن [[مالك بن النضر|مالك]] بن [[النضر بن كنانة|النضر]] بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]] بن [[خزيمة بن مدركة|خزيمة]] بن [[مدركة بن إلياس|مدركة]] بن [[إلياس بن مضر|إلياس]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]]،<ref name="نسب"/> وهي عمة النبي [[محمد]].<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=142&idfrom=174&idto=174&flag=0&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، صفية بنت عبد المطلب، جـ2، صـ270 271] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818214513/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=174&idto=174&bk_no=60&ID=142 |date=18 أغسطس 2016}}</ref>
* وله أربعة إخوة وأربع أخوات:
# '''[[السائب بن العوام]]''': أمه [[صفية بنت عبد المطلب]] فهو شقيق للزبير، أسلم وحضر [[غزوة أحد]] و[[غزوة الخندق]]،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/أسد%20الغابة%20في%20معرفة%20الصحابة%20**/السائب%20بن%20العوام/i219&d116169&c&p1 أسد الغابة في معرفة الصحابة، ترجمة السائب بن العوام] على موقع نداء الإيمان، تاريخ الولوج 13 يونيو 2016{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151222093727/http://www.al-eman.com/الكتب/أسد الغابة في معرفة الصحابة **/السائب بن العوام/i219&d116169&c&p1 |date=22 ديسمبر 2015}}</ref> وقُتِل السائب في [[معركة اليمامة]].<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=4217&pid=688703 معرفة الصحابة، حرف السين، السائب بن العوام] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151222131157/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=4217&pid=688703 |date=22 ديسمبر 2015}}</ref>
# '''[[عبد الرحمن بن العوام]]''': أمه أم الخير أميمة، حضر [[غزوة بدر]] في صفوف [[قريش]]،<ref name="عبد الرحمن بن العوام">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=4|ص=289|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> وأسلم يوم [[فتح مكة]] عام [[8 هـ]]، وذكر [[الزبير بن بكار]] أن اسمه كان في [[جاهلية|الجاهلية]] «عَبْد الكعبة» فسماه [[محمد|النبي]] «عبد الرحمن»، وقُتِل عبد الرحمن في [[معركة اليرموك]]، وقُتِل ابنه عبد الله يوم الدار في بيت [[عثمان بن عفان]].<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الاستيعاب%20في%20معرفة%20الأصحاب%20(نسخة%20منقحة)/عبد%20الرحمن%20بن%20العوام:/i868&d1160882&c&p1 الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ترجمة عبد الرحمن بن الزبير]، على موقع نداء الإيمان، تاريخ الولوج 13 يونيو 2016{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819072845/http://www.al-eman.com/الكتب/الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)/عبد الرحمن بن العوام:/i868&d1160882&c&p1 |date=19 أغسطس 2016}}</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3051_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D8%AC-%D9%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_39 الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤١]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200204135410/http://www.shiaonlinelibrary.com/الكتب/3051_الطبقات-الكبرى-محمد-بن-سعد-ج-٨/الصفحة_39 |date=4 فبراير 2020}}</ref>
# '''[[عبد الله بن العوام]]''': أمه أم الخير أميمة، حضر [[غزوة بدر]] مع أخيه عبد الرحمن في صفوف [[قريش]]، فلما انهزموا كان وأخوه عبد الرحمن على جَمَل فوجدا [[حكيم بن حزام]] ماشيًا وهو ابنُ عمهما، وكان عبد الله أعرجًا؛ فقال له أخوه عبد الرحمن: {{اقتباس مضمن|أنزل بنا نركب حكيمًا}}، فقال: {{اقتباس مضمن|أنشدك الله فإني أعرج}}؛ فقال: {{اقتباس مضمن|والله لتنزلنّ عنه، ألا تنزل لرجلٍ إنْ قُتِلْت كفاكَ، وإن أُسِرت فَدَاكَ؟}} فنزل، وأركبا حكيمًا على الجمل، فنجا حكيم، ونجا عبد الرحمن على راحلته، وأُُدرِك عبد الله فقُتل.<ref name="عبد الرحمن بن العوام"/>
# '''عبد الكعبة بن العوام''': ذكر [[محمد بن سعد البغدادي]] وغيره أن للزبير أخا آخر اسمه عبد الكعبة من أمه [[صفية بنت عبد المطلب]].<ref>الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤١.</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/4507_%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%83%D9%85-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A2%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%87-%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_237 علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ٢٤١]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200111230808/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/4507_علموا-أولادكم-محبة-آل-بيت-النبي-ص-الدكتور-محمد-عبده-يماني/الصفحة_237 |date=11 يناير 2020}}</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/1753_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%AC-%D9%A4/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_50 المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج ٤ - الصفحة ٥٠]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200106182811/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1753_المستدرك-الحاكم-النيسابوري-ج-٤/الصفحة_50 |date=6 يناير 2020}}</ref>
# '''[[أم حبيب بنت العوام]]''': أمها [[صفية بنت عبد المطلب]] فتكون شقيقة للزبير. كانت زوج خالد بن حزام أخي [[حكيم بن حزام]]، فولدت له أم الحسن، ومات خالد بن حزام راجعًا من هجرة الحبشة الأولى إلى مكة.<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=2|ص=196|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref><ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=8|ص=373|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
# '''[[زينب بنت العوام]]''': صحابية، وشاعرة، أدركت الإسلام، وأسلمت، تزوجها [[حكيم بن حزام]]، فأنجبت له خالد ويحيى وشيبة وعبد الله وفاختة، أسلموا يوم الفتح. قتل ابنها عبد الله بن حكيم [[موقعة الجمل|يوم الجمل]] فرثته وذكرت أخاها وابنها بأبيات. توفيت زينب نحو عام [[40 هـ]].<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3398_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D9%83%D9%84%D9%8A-%D8%AC-%D9%A3/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_65 الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٣ - الصفحة ٦٧]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200912132817/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3398_الأعلام-خير-الدين-الزركلي-ج-٣/الصفحة_65 |date=12 سبتمبر 2020}}</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3324_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%AC-%D9%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_161#top الإصابة - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ١٦١]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200912144313/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3324_الإصابة-ابن-حجر-ج-٨/الصفحة_161 |date=12 سبتمبر 2020}}</ref>
# '''هند بنت العوام''': زوجة [[زيد بن حارثة|الصحابي زيد بن حارثة]].<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=2|ص=496|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
# '''أم السائب بنت العوام''': قال هشام: {{اقتباس مضمن|وكان للزبير أخت يقال لها أم السائب بنت العوام}}.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=مرآة الزمان في تاريخ الأعيان وبذيله (ذيل مرآة الزمان) 1-22 ج4|مسار=https://books.google.com.eg/books?id=3JhLDwAAQBAJ&pg=PT314&lpg=PT314&dq=%22%D8%A3%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%A8+%D8%A8%D9%86%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%22&source=bl&ots=htXUEXTOjf&sig=ACfU3U0tzlqGyWSoGoRfF-P9TpiztZ6Iyw&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjmsrLcq_XqAhUp5eAKHdjZBTMQ6AEwAHoECAEQAQ#v=onepage&q=%22%D8%A3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%A8%20%D8%A8%D9%86%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%22&f=false|ناشر=دار الكتب العلمية|تاريخ=2013|لغة=ar|مؤلف1=سبط ابن الجوزي|مكان=بيروت|صفحة=315 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200927000235/id=3JhLDwAAQBAJ&pg=PT314&lpg=PT314&dq=%22%D8%A3%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%A8+%D8%A8%D9%86%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%22&source=bl&ots=htXUEXTOjf&sig=ACfU3U0tzlqGyWSoGoRfF-P9TpiztZ6Iyw&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjmsrLcq_XqAhUp5eAKHdjZBTMQ6AEwAHoECAEQAQ#v=onepage&q=%22%D8%A3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%A8%20%D8%A8%D9%86%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%22&f=false| تاريخ أرشيف = 27 سبتمبر 2020 }}</ref>
*
{{ahnentafel top|width=100%|شجرة نسب الزبير بن العوام}}
<div style="text-align: center;">
{{شجرة نسب محمد}}</div>
{{ahnentafel bottom}}

=== طفولته ===
نشأ الزبير في [[مكة]] يتيمًا، فقد قُتِل أبوه [[العوام بن خويلد]] في [[حرب الفجار]]، حيث قتله مُرَّة بن مُعتِّب الثقفيّ، وقال رجل من ثقيف متباهيًا بمقتله:<ref>[http://islamport.com/w/adb/Web/511/801.htm العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي، جـ 2، صـ 301] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812221043/http://islamport.com/w/adb/Web/511/801.htm |date=12 أغسطس 2016}}</ref>
{{أبيات|
'''منَا الذي ترك العوَّام مُنْجدلاً'''\\'''تَنتابه الطيرُ لحماً بين أَحجارِ'''}}
كانت أمه تكنيه أبا الطاهر، بكنية أخيها [[الزبير بن عبد المطلب]]،<ref name="أسد الغابة"/> وكانت تضربه وهو صغير وتُغلِظ عليه، فعاتبها عمه [[نوفل بن خويلد]] وقال: {{اقتباس مضمن|ما هكذا يُضرب الولد؛ إنك لتضربينه ضَرْب مُبْغضة}} فقالت:<ref name="إصابة">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=2|ص=458|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
{{أبيات|
'''مَنْ قَالَ إِنِّي أُبْغضه فقد كـذب'''\\'''وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَـي يَلَبْ'''
'''وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِـي بَالسَّلَبْ'''\\'''وَلا يَكُن لِمَالِهِ خَبْأٌ مُخَبْ'''}}
وقاتلَ الزّبيرُ رجلًا بمكّة، فكَسَرَ يَدَهُ؛ وكان ما زال غلامًا، فحُمِلَ الرجل إلى صفيّة، فقالت:<ref name="طبقات"/>
{{أبيات|
'''كَيفَ رَأيْتَ زَبْرَ'''ا\\
'''أَأَقِطًا أَوْ تمرا'''\\
'''أمْ مُشْمَعِلًا صَقْرَا؟'''\\}}
كَانَ الزُّبَيْرُ بنُ العوامِ طويلًا إذا ركب الدابة خطت رجلاه الأرض خَفِيفَ اللِحيَة والعَارِضَين،<ref group="معلومة">عارضا اللحية هما صفحة الخدين، وفيه حذف وأصله: خفيف شعر العارضين. (المصباح المنير جـ2، ص 553)</ref><ref name="سير1"/> وقال [[عروة بن الزبير|عروة]]: {{اقتباس مضمن|رُبَّمَا أَخَذْتُ بِالشَّعْرِ عَلَى مَنْكِبَيِ الزُّبَيْرِ، وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَعَلَّقُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ وَكَانَ رَجُلًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، إِلَى الْخِفَّةِ، مَا هُوَ فِي اللَّحْمِ، وَلِحْيَتُهُ خَفِيفَةٌ أَسْمَرَ اللَّوْنِ أَشْعَرَ.}}، وفي رواية أخرى عن عروة، قال: {{اقتباس مضمن|كَانَ الزُّبَيْرُ طَوِيلًا تَخُطُّ رِجْلَاهُ إِذَا رَكِبَ الدَّابَةَ أَشْعَرَ.}}<ref name="الأصبهاني230">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493#page-223 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 230] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170122215800/http://shamela.ws/browse.php/book-21493 |date=22 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

== إسلامه ==
[[ملف:Mecca from Jabal Nur.JPG|تصغير|يسار|منظر كاشف [[مكة|لمكة]] من على متن [[جبل النور]].]]
أسلم الزبير صغيرًا، واختُلِف في سن إسلامه، فقيل أنه أسلم وهو ابن ست عشرة سنة،<ref group="معلومة">روى أبو أُسامة، عن [[هشام بن عروة|هشام بن عُرْوة]]، عن أبيه قال: أسلم الزُّبير وهو ابن ستَّ عشرة سنة. ([[الاستيعاب في معرفة الأصحاب]] جـ2، ص 89)</ref> وقيل ابن اثنتي عشرة سنة،<ref group="معلومة">روى [[قتيبة بن سعيد]]، عن [[الليث بن سعد]]، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرَّحِمن عن عروة، قال: أسلم الزّبير وهو ابن اثنتي عشرة سنة. ([[الاستيعاب في معرفة الأصحاب]] جـ2، ص 89)</ref> وقيل ابن ثمان سنوات،<ref group="معلومة">روى عبد الله بن صالح، قال: حدّثنا [[الليث بن سعد]]، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرّحمن أنه بلغه أنّ [[علي بن أبي طالب]]، و'''الزّبير بن العوَّام''' أسلما، وهما ابنا ثماني سنين. ([[الاستيعاب في معرفة الأصحاب]] جـ2، ص 89)</ref><ref name="سير1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=3&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي جـ1، صـ41: 67، ترجمة الزبير بن العوام] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171124154753/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=3&bk_no=60&flag=1 |date=24 نوفمبر 2017}}</ref> وكان الزبير من أوائل المسلمين، فبعدما أسلم [[أبو بكر الصديق]] أخذ يدعو للإسلام، وكان ممن أسلم على يديه الزبير، قال [[ابن إسحاق]]: {{اقتباس مضمن|فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ - يعني أَبي بَكْرٍ - فِيمَا بَلَغَنِي: '''الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ'''، وَ[[عثمان بن عفان|عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ]]، وَ[[طلحة بن عبيد الله|طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ]]، وَ[[سعد بن أبي وقاص|سَعْدٌ]]، وَ[[عبد الرحمن بن عوف|عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ]]، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَسَلَّمَ وَمَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَبِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَآمَنُوا وَأَصْبَحُوا مُقِرِّينَ بِحَقِّ الإِسْلامِ، فَكَانَ هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الإِسْلامِ، فَصَلَّوْا وَصَدَّقُوا رَسُولَ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} وَآمَنُوا بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}}،<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=681&pid=333919&hid=498 دلائل النبوة للبيهقي، رقم الحديث: 498] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819001416/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=681&pid=333919&hid=498 |date=19 أغسطس 2016}}</ref><ref name="أول من أسلم"/> وقيل أنه كان رابع من أسلم أو الخامس،<ref name="طبقات"/> وكانت الدعوة سرية حينئذٍ، فكان الزبير يجتمع مع النبي والمسلمين الأوائل في [[دار الأرقم|دار الأرقم بن أبي الأرقم]]<ref name="أول من أسلم">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل: أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم]]، على [[ويكي مصدر]]</ref> وبقوا فيها شهرًا،<ref>السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، علي بن برهان الدين الحلبي، ج1، ص457، دار المعرفة.</ref> حتى بلغوا ما يقارب أربعين رجلاً وامرأةً، فنزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها.<ref name="ابن سعد-السرية">الطبقات الكبرى، [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد البغدادي]]، ج1، ص199، دار صادر، بيروت.</ref>

وكان عمّه [[نوفل بن خويلد|نوفل]] يُعذِّبه ليرجع عن الإسلام، فكان يعلقه في حصير، ويدخّن عليه، وكان الزبير يقول: {{اقتباس مضمن|لا أكفر أبدًا.}}،<ref name="إصابة"/><ref>[http://www.islamport.com/w/akh/Web/349/1178.htm كتاب: موسوعة فقه الابتلاء، علي بن نايف الشحود، جـ 4، صـ 336] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812220118/http://www.islamport.com/w/akh/Web/349/1178.htm |date=12 أغسطس 2016}}</ref> فلما رأى عمه أنه لا يترك الإسلام تركه،<ref>محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 59</ref> وقد رُوِى أنه سرت شائعة ذات يوم أن النبي محمد أُخِذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وبيده سيفه، قال [[عروة بن الزبير]]: {{اقتباس مضمن|نفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب، وقال: الغلام معه السيف، حتى أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} فقال: ما لك يا زبير؟ فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك.}}، وقال [[عروة بن الزبير|عروة]]: {{اقتباس مضمن|جاء الزبير بسيفه، فقال النبي {{صلى الله عليه وسلم}}: ما لك ؟ قال: أُخبِرت أنك أُخِذت. قال: فكنت صانعًا ماذا؟ قال: كنت أضرب به من أخذك. فدعا له ولسيفه.}}، ولهذا قيل أن الزبير هو أول من سل سيفًا في الإسلام.<ref name="سير1"/>

=== هجرته إلى الحبشة ===
{{مفصلة|الهجرة إلى الحبشة}}
[[ملف:Hejaz622-ar.png|تصغير|250 بك|يسار|خريطة توضح مسار الهجرات إلى المدينة وإلى الحبشة]]
لما اشتد الأذى على الزبير والمسلمين ب[[مكة]]؛ أذن النبي لأصحابه بالخروج و[[الهجرة إلى الحبشة]] فقال:<ref name="مستدرك1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1808&idfrom=4116&idto=4130&flag=0&bk_no=74&ayano=0&surano=0&bookhad=0 المستدرك على الصحيحين] (4301) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171013064832/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4116&idto=4130&bk_no=74&ID=1808 |date=13 أكتوبر 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|لو خرجتم إلى أرض [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]؟ فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي - أرض صدق - حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه}}، فخرج الزبير مهاجرًا إلى الحبشة، وكان عددهم أحد عشر رجلًا وأربع نسوة،<ref name="الحبشة1"/> وقيل: وامرأتان، وقيل: كانوا اثني عشر رجلًا، وقيل: عشرة، فخرجوا من [[مكة]] حتى وصلوا ساحل [[البحر الأحمر|بحر القلزم]]، ثم أمَّروا عليهم: [[عثمان بن مظعون]]،<ref group="معلومة">قال [[عبد الملك بن هشام|ابن هشام]]: {{اقتباس مضمن|وكان عليهم [[عثمان بن مظعون]]، فيما ذكر بعض أهل العلم.}} ([[السيرة النبوية لابن هشام|سيرة ابن هشام]] جـ1، ص246، طبعة دار الغد الجديد، [[المنصورة (مصر)|المنصورة]])</ref><ref name="الحبشة1"/> ووجدوا سفينتين، فركبوا مقابل نصف [[دينار]] لكل منهم، وعلمت [[قريش]] فأسرعت في تعقبهم إلى الساحل ولكنهم كانوا قد أبحروا،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-18 كتاب تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره، صـ 20] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180119235535/http://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-18 |date=19 يناير 2018}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وكان ذلك في [[رجب]] من العام الخامس بعد [[البعثة النبوية|البعثة]]<ref name="الحبشة1"/> الموافق [[615]] م.

وكان من مواقفه في الحبشة أنه لما خرج رجل ينازع [[نجاشي|النجاشي]] ملكه أرسله المسلمون ليحضر الوقعة ويعلم على من تكون، فعن [[عروة بن الزبير]] عن [[أم سلمة]] قالت:<ref name="الحبشة1"/> {{اقتباس مضمن|خرج عليه رجل من [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]] ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنا قط هو أشد منه، فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرفه، فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي فخرج إليه سائرا، فقال أصحاب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} بعضهم لبعض: من يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون؟
<br/>وقال '''الزبير''' - وكان من أحدثهم سنا - أنا، فنفخوا له قربة فجعلها في صدره، فجعل يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة، فهزم الله ذلك الملك وقتله، وظهر [[نجاشي|النجاشي]] عليه. فجاءنا الزبير فجعل يليح لنا بردائه ويقول: ألا فأبشروا، فقد أظهر الله [[نجاشي|النجاشي]]، قلت: فوالله ما علمنا أننا فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور [[نجاشي|النجاشي]]، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا إلى [[مكة]] وأقام من أقام}}.

=== هجرته إلى المدينة ===
{{مفصلة|الهجرة النبوية}}
[[ملف:Madina old.jpg|تصغير|يمين|منظر عام [[المدينة المنورة|للمدينة المنورة]] قديمًا.]]
لم يمكث الزبير في الحبشة طويلًا، فقد رجع إلى [[مكة]] مع من رجعوا ومكث بها حتى هَاجَرَ إِلَى [[يثرب]].<ref name="الأصبهاني229">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493#page-222 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 229] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190222045542/http://shamela.ws/browse.php/book-21493 |date=22 فبراير 2019}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وفي [[مكة]] تزوج [[أسماء بنت أبي بكر]]، ولما تزوجها لم يكن يملك مالا ولا مملوكا ولا شيء غير فَرَسِهِ،<ref name="طبقات"/> وحملت أسماء بعبد الله، ولما خرج النبي محمد وأبي بكر مهاجرين وذهبا إلى [[غار ثور]]، كانت [[أسماء بنت أبي بكر]] تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما وهي حامل، ثم خرج النبي وصاحبه من الغار متجهان إلى [[يثرب]]<ref name="الهجرة1">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/باب الهجرة من مكة إلى المدينة|البداية والنهاية/الجزء الثالث/باب الهجرة من مكة إلى المدينة]] على [[ويكي مصدر]]</ref> وكان الزبير قد ذهب في تجارة إلى الشام، وفي طريق عودته إلى مكة لقي النبي وأبي بكر وهما في طريقهما إلى يثرب، فكساهما ثياب بياض، فعن [[عروة بن الزبير]] قال:<ref name="الهجرة1"/><ref>[[صحيح البخاري]]، كتاب مناقب الانصار، باب هجرة النبي {{صلى الله عليه وسلم}} إلى المدينة، رقم (3906)</ref>
{{اقتباس مضمن|أن رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من [[بلاد الشام|الشام]] (إلى مكة)، فكسى الزبيرُ رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وأبا بكر ثياب بياض}}، فكانت هجرة الزبير إلى [[المدينة المنورة]] بعد هجرة النبي وأبي بكر.<ref name="ReferenceA">محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية ([[الكويت]])، الطبعة الأولى، صـ 69</ref>

ولمّا هاجر الزّبير بن العوّام من مكّة إلى المدينة نزل على [[المنذر بن محمد|المنذر بن محمّد بن عقبة بن أُحيحة بن الجُلاح]]،<ref name="طبقات"/> وكانت أسماء قد خرجت من مكة مهاجرة وهي مُتمّة حملها بعبد الله، فولدته ب[[قباء]] في شوال سنة [[1 هـ]]<ref name="عبد الله">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=268&idfrom=241&idto=241&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - أحداث سنة 1 هـ - فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729175216/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=241&idto=241&bk_no=59&ID=268 |date=29 يوليو 2017}}</ref> وقيل في سنة 2 هـ، فكان عبد الله أول مولود [[المهاجرون|للمهاجرين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]، وقد استبشر المسلمون بمولده، حيث كانوا قد بقوا لفترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم.<ref name="البخاري">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=0&idfrom=5254&idto=5261&flag=0&bk_no=0&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري - حديث رقم:5152] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729175650/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=0&ID=&idfrom=5254&idto=5261&bookid=0&startno=2 |date=29 يوليو 2017}}</ref> ثم حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد، فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.<ref name="عبد الله"/>

وآخى النبي بين الزّبير وبين [[عبد الله بن مسعود]]،<ref name="طبقات"/><ref name="أسد الغابة"/> وذكر [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] أنه آخى بينه وبين [[سلمة بن سلامة بن وقش|سلام بن سلامة بن وقش]]،<ref name="مؤاخاة">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار|البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء الثالث، فصل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار]] على [[ويكي مصدر]]</ref> ورُوِى أيضًا أنه آخى بينه وبين [[كعب بن مالك]]،<ref name="طبقات"/> وكان النبي قد آخى بين الزبير و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] قبل [[الهجرة النبوية|الهجرة]].<ref group="معلومة">عن محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك المدنيّ قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه: {{اقتباس مضمن|أنّ النّبيّ {{صلى الله عليه وسلم}}، حين آخى بين أصحابه آخى بين الزّبير وطلحة.}} ([[كتاب الطبقات الكبير|الطبقات الكبير]]، جـ3، ص 93)</ref><ref name="ReferenceA"/>

== الزبير في العهد النبوي ==
{{شريط جانبي محمد}}
شهد الزبير بن العوام جميع [[غزوات الرسول محمد|الغزوات والمشاهد]] مع [[محمد|النبي محمد]]، وكان من الفرسان، وأُصِيبَ جسده بكثير من الطعن والرمي؛ فكان به أكثر من ثلاثين طعنة، فقال [[علي بن زيد بن جدعان|علي بن زيد]]: {{اقتباس مضمن|حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ صَدْرُهُ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْيِ.}}، وقال [[الحسن البصري]]: {{اقتباس مضمن|كَانَ بِالزُّبَيْرِ بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ضَرْبَةً، كُلُّهَا مَعَ النَّبِيِّ {{صلى الله عليه وسلم}}}}، وَعَنِ [[ابن شهاب الزهري|ابْنِ شِهَابٍ]]، قَالَ: {{اقتباس مضمن|لَمَّا أَتَى [[علي بن أبي طالب|عَلِيٌّ]] {{رضي الله عنه}} بِسَيْفِ الزُّبَيْرِ جَعَلَ يُقَلِّبُهُ وَيَقُولُ: سَيْفٌ طَالَمَا جَلَا الْغَمَّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}}.}}،<ref name="الأصبهاني225">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216#page-218 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 225] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916124923/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وَرُوِيَ عن بعض [[التابعون|التابعين]]، قال:<ref name="الأصبهاني226">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216#page-219 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 226] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916124923/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> {{اقتباس مضمن|صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ بِأَرْضِ قَفْرٍ، فَقَالَ: اسْتُرْنِي، فَسَتَرْتُهُ فَحَانَتْ مِنِّي الْتَفَاتَةٌ، فَرَأَيْتُهُ مُجَدَّعًا بِالسُّيُوفِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ بِكَ آثَارًا مَا رَأَيْتُهَا بِأَحَدٍ قَطُّ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتَهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا مِنْهَا جِرَاحَةٌ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ.}}، ورُوِى أن النبي كان يضرب له أربعة أسهم من [[غنيمة الحرب|الغنائم]]، سهم له، وسهمين لفرسه، وسهم من سهام [[ذوو القربى والأرحام|ذوي القربي]].<ref name="الأصبهاني230"/>

=== غزوة بدر ===
{{مفصلة|غزوة بدر}}
[[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر]]
لما خرج [[محمد|النبي محمدٌ]] [[مسلم|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2 هـ|السنة الثانية للهجرة]] إلى [[بئر بدر|بدر]] وكانوا بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،<ref group="معلومة">هذه رواية [[محمد بن إسماعيل البخاري|الإمام البخاري]]، ([[فتح الباري|فتح الباري شرح صحيح البخاري]]، [[ابن حجر العسقلاني]]، ج7 ص290-292،) وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلاً، هذه رواية [[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]]، (شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، ج12 ص84)</ref> دفع النبي لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير|مصعب بن عمير العبدري القرشي]]، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة [[المهاجرون|المهاجرين]]، وأعطى علمها [[علي بن أبي طالب]]، وكتيبة [[الأنصار]]، وأعطى علمها [[سعد بن معاذ|سعداً بن معاذ]]، وجعل على قيادة الميمنة '''الزبير بن العوام'''، وعلى الميسرة [[المقداد بن عمرو]]، وكان '''الزبير''' والمقداد هما الفارسان الوحيدان في الجيش، وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة]]، وظلت القيادة العامة في يده هو.<ref name="بدر">[[s:البداية والنهاية/الجزء الثالث/غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان|البداية والنهاية]] جـ3، باب:غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ـ على [[ويكي مصدر]]</ref>

ولكن بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير النبي بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فاستطاع الإفلات وتحويل مسارها إلى طريق الساحل، ولما علمت [[قريش]] بخبر تعرض المسلمين للقافلة خرجوا لملاقاة المسلمين، وكان قوام جيش قريش نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع. أرسل النبي [[علي بن أبي طالب|عليًا بن أبي طالب]] و'''الزّبيرَ بن العوام''' و[[سعد بن أبي وقاص|سعداً بن أبي وقاص]] في نفر من أصحابه إلى ماء [[بئر بدر|بدر]]، ليأتوا له بالأخبار عن جيش [[قريش]]، فوجدوا غلامين [[قريش|لقريش]] يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى النبي وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: «نحن سقاة [[قريش]]؛ بعثونا لنسقيهم من الماء»، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا [[أبو سفيان بن حرب|لأبي سفيان]]، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: «نحن لأبي سفيان»، فتركوهما، وركع النبي، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: {{اقتباس مضمن|إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش}}، وقال لهما: {{اقتباس مضمن|أخبراني عن جيش [[قريش]]}}، فقالا: «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى»، فقال لهما: {{اقتباس مضمن|كم القوم؟}}، قالا: «كثير»، قال: {{اقتباس مضمن|ما عدتهم؟}}، قالا: «لا ندري»، قال: {{اقتباس مضمن|كم ينحرون كل يوم؟}}، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال النبي: {{اقتباس مضمن|القوم ما بين التسعمائة والألف}}، ثم قال لهما: {{اقتباس مضمن|فمن فيهم من أشراف قريش؟}}، فذكرا [[عتبة بن ربيعة]]، و[[شيبة بن ربيعة]]، و[[أبو جهل|أبا جهل بن هشام]]، و[[أمية بن خلف]]، [[أبو البختري بن هاشم|وأبا البختري بن هشام]]، و[[حكيم بن حزام]]، و[[نوفل بن خويلد]]، والحارث بن عامر بن نوفل، و[[طعيمة بن عدي|طعيمة بن عدي بن نوفل]]، و[[النضر بن الحارث|النضر بن الحارث بن كلدة]]، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، و[[منبه بن الحجاج]]، و[[سهيل بن عمرو]]، و[[عمرو بن عبد ود]]، فأقبل النبي إلى أصحابه قائلاً: {{اقتباس مضمن|هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها}}.<ref>[http://islamport.com/w/ser/Web/2419/169.htm الرحيق المختوم، لصفي الرحمن المباركفوري، جـ 1، صـ 169] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812222004/http://islamport.com/w/ser/Web/2419/169.htm |date=12 أغسطس 2016}}</ref>

قَتَل الزبير في [[غزوة بدر]] [[عبيدة بن سعيد بن العاص]] فيقول:<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=102057&hid=3723 صحيح البخاري، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا، حديث رقم 3723] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818230207/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=102057&hid=3723 |date=18 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|لقيت [[غزوة بدر|يوم بدر]] [[عبيدة بن سعيد بن العاص]]، وهو مدجج، لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات. قال [[هشام بن عروة|هشام]]: فأخبرت: أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعها وقد انثى طرفاها. قال [[عروة بن الزبير|عروة]]: فسأله إياها رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأعطاه، فلما قبض رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أخذها ثم طلبها [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه [[عمر بن الخطاب|عمر]] فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها [[عثمان بن عفان|عثمان]] منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل [[علي بن أبي طالب|علي]]، فطلبها [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]]، فكانت عنده حتى قتل.}}

وأُصِيب الزبير بضربتين في [[غزوة بدر]]، فعن عروة قال:<ref name="اليرموك2">[https://shamela.ws/browse.php/book-37678/page-56#page-55 فضائل الصحابة - محمد حسن عبد الغفار، جـ 10، صـ 4] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916122439/http://shamela.ws/browse.php/book-37678/page-56 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=102053&hid=3702 صحيح البخاري، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ، رقم الحديث: 3702] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819102533/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=102053&hid=3702 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين [[غزوة بدر|يوم بدر]]، وواحدة [[معركة اليرموك|يوم اليرموك]].}}، وكان الزبير يلبس عمامة صفراء يوم بدر، فنزلت [[الملائكة في الإسلام|الملائكة]] وعليها عمائم صفر، فقال النبي: {{اقتباس مضمن|إِنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ}}.<ref name="سيماء">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=381257&hid=16914 تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الزاي، ذكر من اسمه زبير، الزبير بْن العوام بْن خويلد، رقم الحديث: 16914] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818205113/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=381257&hid=16914 |date=18 أغسطس 2016}}</ref>

=== غزوة أحد ===
{{مفصلة|غزوة أحد}}
[[ملف:Mount Uhud.JPG|تصغير|يسار|صورة حديثة ل[[جبل أحد]] الذي دارت عنده [[غزوة أحد]]]]
شهد الزبير بن العوام [[غزوة أحد]]، وكان من الذين انتدبهم [[محمد|النبي محمد]] ليتتبعوا جيش [[قريش]] بعد انتهاء المعركة، فعن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] قالت:<ref name="أحد1"/> {{اقتباس مضمن|{{قرآن|آل عمران|172|لا تخريج=1}} <small>[[سورة آل عمران]]:172</small> قالتْ [[عروة بن الزبير|لِعُروَةَ]]: يا ابنَ أُختي، كانَ أبَوكَ منهُم: '''الزُّبَيْرُ''' وأبو بكرٍ، لما أصاب رسولَ الله {{صلى الله عليه وسلم}} ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصَرَفَ عنه المُشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال: مَن يَذهَبُ في إثْرِهِم. فانتدَبَ مِنهُم سَبْعينَ رَجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ والزُّبَيرُ.}}

ولما رجع المسلمون إلى [[المدينة المنورة]] ومعهم الأسرى أمره النبي محمد أن يضرب عنق [[أبو عزة الجمحي|أبي عزة الجمحي]]، قال [[عبد الملك بن هشام|ابن هشام]]:<ref name="أحد2">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=516&idfrom=989&idto=991&flag=0&bk_no=58&ayano=0&surano=0&bookhad=0 السيرة النبوية لابن هشام، غزوة أحد، مقتل أبي عزة ومعاوية بن المغيرة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180119235407/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=989&idto=991&bk_no=58&ID=516 |date=19 يناير 2018}}</ref> {{اقتباس مضمن|كان رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أسره [[غزوة بدر|ببدر]]، ثم مَنَّ عليه (أي بالفداء)، فقال: يا رسول الله، أقلني، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدًا مرتين، اضرب عنقه يا '''زبير'''، فضرب عنقه}}

وكان من أخبار الزبير يوم أحد؛ مراقبته للصحابي [[أبو دجانة|أبي دجانة]]،<ref>محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 80، 81</ref> حيث أخرج النبي محمد سيفًا فقال: {{اقتباس مضمن|من يأخذه بحقه}}، فقام إليه الزبير فلم يعطه أياه، وأعطاه [[أبو دجانة|أبا دجانة]]، فيقول الزبير:<ref name="أحد3">[[s:البداية والنهاية/الجزء الرابع/غزوة أحد في شوال سنة ثلاث|البداية والنهاية]] جـ4، باب:غزوة أحد في شوال سنة ثلاث ـ على [[ويكي مصدر]]</ref> {{اقتباس مضمن|وجدت في نفسي حين سألت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} السيف فمنعنيه، وأعطاه [[أبو دجانة|أبا دجانة]]، وقلت: أنا ابن [[صفية بنت عبد المطلب|صفية]] عمته ومن [[قريش]]، وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه [[أبو دجانة|أبا دجانة]] وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت [[الأنصار]]: أخرج [[أبو دجانة]] عصابة الموت، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول:
{{أبيات|
'''أنا الذي عاهدني خليلي'''\\'''ونحن بالسفح لدى النخيل'''
'''أن لا أقوم الدهر في الكيول'''\\'''أضرب بسيف الله والرسول'''}}
فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وكان في المشركين رجل لا يدع جريحا إلا ذفف عليه، فجعل كل منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما، فالتقيا فاختلفا ضربتين، فضرب المشرك [[أبو دجانة|أبا دجانة]] فاتقاه بدرقته، فعضيت بسيفه، وضربه [[أبو دجانة]] فقتله، ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس [[هند بنت عتبة]]، ثم عدل السيف عنها. فقلت: الله ورسوله أعلم.}}

=== غزوة الخندق ===
{{مفصلة|غزوة الخندق}}
[[ملف:Al-Ahzab Battle map-2.svg|تصغير|يسار|رسم توضيحي يبين غزوة الخندق]]
شهد الزبير [[غزوة الخندق]]، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، يقول [[ابن إسحاق]]:<ref name="الخندق1">[[s:البداية والنهاية/الجزء الرابع/فصل نزول قريش بمجتمع الأسيال يوم الخندق|البداية والنهاية]] جـ4، باب:نزول قريش بمجتمع الأسيال يوم الخندق ـ على [[ويكي مصدر]]</ref> {{اقتباس مضمن|فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول:
{{أبيات|
'''إني امرؤ أحمي وأحتمي'''\\'''عن النبي المصطفى الأمي'''}}}}
ولما سرت الشائعات بين المسلمين بأن [[بنو قريظة|قريظة]] قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسولُ محمدٌ يخشى أن تنقض [[بنو قريظة]] العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب '''الزبير بن العوام''' ليأتيه من أخبارهم، فعن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله بن حرام]] قال:<ref name="حواري"/> {{اقتباس مضمن|قال [[محمد|رسول الله]] {{صلى الله عليه وسلم}} [[غزوة الخندق|يوم الأحزاب]] من يأتينا بخبر القوم فقال '''الزبير''': أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم، فقال '''الزبير''': أنا، ثم قال: من يأتينا بخبر القوم، فقال '''الزبير''': أنا، ثم قال: إن لكل نبي حواري وإن حواري '''الزبير'''}}، فذهب الزبير، فنظر ثم رجع فقال: «يا رسول الله، رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم، وقد جمعوا ماشيتهم»،<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/332/180.htm مغازي الواقدي، الواقدي، جـ 2، صـ 457] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160813020208/http://islamport.com/w/tkh/Web/332/180.htm |date=13 أغسطس 2016}}</ref> وجمع النبي أبويه للزبير في ذلك اليوم، فعن [[عبد الله بن الزبير]] قال:<ref name="الخندق2"/> {{اقتباس خاص|كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا و[[عمر بن أبي سلمة|عمرُ بنُ أبي سلمةَ]] في النساءِ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبيرِ على فرسهِ يختلف إلى [[بنو قريظة|بني قريظةَ]] مرتينِ أو ثلاثًا، فلما رجعتُ قلتُ: يا أبتِ رأيتُكَ تختلفُ ؟ قال: أو هل رأيتَني يا بنيَّ ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}} قال: من يأتِ [[بنو قريظة|بني قريظةَ]] فيأتيني بخبرِهم. فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمعَ لي رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}} أبويهِ فقال: '''فداكَ أبي وأُمِّي'''.}}

=== غزوة خيبر ===
{{مفصلة|غزوة خيبر}}
شهد الزبير غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا [[مرحب بن أبي زينب|مرحب]]، فذكر [[ابن إسحاق]]:<ref name="خيبر">[[s:البداية والنهاية/الجزء الرابع/سنة سبع من الهجرة غزوة خيبر في أولها|البداية والنهاية]] جـ4، باب: سنة سبع من الهجرة غزوة خيبر في أولها ـ على [[ويكي مصدر]]</ref> {{اقتباس مضمن|أن أخا [[مرحب بن أبي زينب|مرحب]] وهو ياسر، خرج بعده وهو يقول: هل من مبارز؟، فزعم [[هشام بن عروة]] أن الزبير خرج له، فقالت أمه [[صفية بنت عبد المطلب]]: يقتل ابني يا رسول الله، فقال: «بل ابنك يقتله إن شاء الله»، فالتقيا فقتله الزبير. فكان الزبير إذا قيل له: والله إن كان سيفك يومئذ صارما، يقول: والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته.}}

=== فتح مكة ===
{{مفصلة|فتح مكة}}
[[ملف:فتح مكَّة - الرِّسالة.jpg|تصغير|مشهد دخول المسلمين إلى [[مكة]] من [[الرسالة (فيلم)|فيلم الرِّسالة]]]]
كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي [[محمد]] مع [[علي بن أبي طالب]] ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة [[حاطب بن أبي بلتعة]]،<ref group= "معلومة">كتب الصحابيُّ [[حاطب بن أبي بلتعة]] اللخمي كتابًا إلى أهل مكة يخبرهم فيه نبأ تحرك الرسول إليهم، وأرسله مع امرأة مسافرة إلى مكة، ويؤمن المسلمون أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] أطلع الرسولَ عن طريق الوحي على هذه الرسالة فقضى على هذه المحاولة وهي في مهدها، فأرسل [[علي بن أبي طالب|عليًا]] والزبيرَ و[[المقداد بن عمرو|المقدادَ]] فأمسكوا بالمرأة في "[[روضة خاخ]]" على بعد اثني عشر ميلاً من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تُخرج الكتابَ فسلمته لهم، ثم استدعي حاطب للتحقيق، فقال: «يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقًا (أي حليفاً) في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أما إنه قد صدقكم}}، فقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم}} ([[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب غزوة الفتح، ج5 ص105، رقم: 4274)</ref> فذهب [[علي بن أبي طالب|علي]] و'''الزبير''' و[[المقداد بن عمرو|المقداد]] فأمسكوا بالمرأة في «[[روضة خاخ]]» على بعد اثني عشر ميلاً من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تُخرج الكتابَ فسلمته لهم.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=4622&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=1&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، حديث رقم 2494] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818214333/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=1&ID=4622 |date=18 أغسطس 2016}}</ref>

ولما دخل المسلمون [[مكة]] كان الزبير حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة،<ref name="طبقات"/> حيث جعل النبي [[خالد بن الوليد]] على المجنبة اليمنى وجعل '''الزبير''' على المجنبة اليسرى وجعل [[أبو عبيدة بن الجراح|أبا عبيدة]] على البياذقة.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=808&idfrom=5301&idto=5524&flag=0&bk_no=53&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، حديث رقم 1780] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818220819/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=53&ID=808&idfrom=5301&idto=5524&bookid=53&startno=72 |date=18 أغسطس 2016}}</ref> وكانت راية الأنصار مع [[سعد بن عبادة]]، فلما مرَّ [[أبو سفيان بن حرب|بأبي سفيان]] قال له: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً»، فلما حاذى الرسولُ محمد أبا سفيان قال: «يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟»، قال: {{اقتباس مضمن|وما قال؟}}، فقال: كذا كذا، فقال [[عثمان بن عفان|عثمان]] و[[عبد الرحمن بن عوف]]: «يا رسول الله، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة»، فقال الرسولُ محمد: {{اقتباس مضمن|بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً}}، ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه [[قيس بن سعد بن عبادة]]، وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد، وقيل: بل دفعه إلى '''الزبير'''.<ref name="فتح">[[s:البداية والنهاية/الجزء الرابع/صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة|البداية والنهاية]] جـ4، باب:صفة دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ـ على [[ويكي مصدر]]</ref>

ونصب الزبير راية الرسولِ محمد بالحجون عند مسجد الفتح، وضُرِبَ له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه الرسول، فقال له [[العباس بن عبد المطلب]]:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2237&idfrom=7733&idto=7747&flag=0&bk_no=52&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، حديث رقم 4030] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818232630/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7733&idto=7747&bk_no=52&ID=2237 |date=18 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَهَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى الله عليه وسلم}} أَنْ تُرْكِزَ الرَّايَةَ؟}}

== الزبير في عصر الخلفاء الراشدين ==
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«كَانَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، <br/>وَكَانَ يُقَسِّمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى مَنْزِلِهِ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، <br/>وَمَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ دِرْهَمٌ.»|المصدر='' [[سعيد بن عبد العزيز الحلبي]]''<ref name="الأصبهاني227">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-224#page-220 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 227] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916105754/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-224 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}}
=== حروب الردة ===
{{مفصلة|حروب الردة}}
بعد موت النبي كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينة، لأن كثير من قبائل العرب قد ارتدت، وطمع كثير من الأعراب في المدينة، فجعل [[أبو بكر الصديق]] على أنقاب المدينة حرسًا يبيتون حولها منهم [[علي بن أبي طالب]]، و'''الزبير بن العوام'''، و[[طلحة بن عبيد الله]]، و[[سعد بن أبي وقاص]]، وقاتل الزبير مع [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] في [[حروب الردة]]، ثم خرج للقتال بالشام.<ref>محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 86</ref>

=== معركة اليرموك ===
{{مفصلة|معركة اليرموك}}
[[ملف:Théodore Chassériau - Arab combat.jpg|تصغير|يسارلوحة زيتيَّة تؤرّخ انتصار المُسلمين على الروم في اليرموك.]]
كان الزبير بن العوام فيمن شهد [[معركة اليرموك]]، وكانت في أواخر خلافة [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] وبداية خلافة [[عمر بن الخطاب]]، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]:<ref name="اليرموك1">[[s:البداية والنهاية/الجزء السابع/وقعة اليرموك|البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل: وقعة اليرموك]] على [[ويكي مصدر]]</ref> {{اقتباس مضمن|وقد كان فيمن شهد [[معركة اليرموك|اليرموك]] '''الزبير بن العوام'''، وهو أفضل من هناك من [[الصحابة]]، وكان من فرسان الناس وشجعانهم، فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنكم لا تثبتون. فقالوا: بلى، فحمل وحملوا فلما واجهوا صفوف الروم أحجموا وأقدم هو، فاخترق صفوف الروم حتى خرج من الجانب الآخر، وعاد إلى أصحابه ثم جاؤوا إليه مرة ثانية، ففعل كما فعل في الأولى، وجرح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية: جرح.}}

وأُصِيب الزبير يوم اليرموك، فعن عروة قال:<ref name="اليرموك2"/> {{اقتباس مضمن|كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين [[غزوة بدر|يوم بدر]]، وواحدة [[معركة اليرموك|يوم اليرموك]].}}

=== فتح مصر ===
{{مفصلة|الفتح الإسلامي لمصر}}
[[ملف:Gate of Kasr-esh-Shema' (Babylon) (c.1830) - TIMEA.jpg|تصغير|[[حصن بابليون]] كما كان يبدو سنة [[1830]] م.]]
شارك الزبير في فتح مصر، فلما سار [[عمرو بن العاص]] ل[[الفتح الإسلامي لمصر|فتح مصر]]؛ طلب المدد من الخليفة [[عمر بن الخطاب]]، فأرسل له مدد بِقيادة '''الزبير بن العوام'''، ويذكر المُؤرخون المُسلمون أنَّ المدد الذي بعث به الخليفة إلى [[عمرو بن العاص]] كان اثني عشر ألف مُقاتل، ويذكر بعضُهم أيضًا أنَّهُ كان عشرة آلاف فقط،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[البلاذري|البلاذريّ، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود]]|عنوان= [[فتوح البلدان|فُتوح البُلدان]]، الجزء الأوَّل|صفحة= 314|سنة= [[1988]]م|ناشر= دار ومكتبة الهلال|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref><ref name="أبو عمر الكندي">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[أبو عمر الكندي|الكِندي، أبو عُمر مُحمَّد بن يُوسُف بن يعقوب المصري]]|مؤلف2= تحقيق: مُحمَّد حسن مُحمَّد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي|عنوان= كتاب الوُلاة والقُضاة|طبعة= الأولى|صفحة= 8|سنة= [[1424 هـ]] - [[2003]]م|ناشر= دار الكُتب العلميَّة|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> واغتبط المسلمون بقدوم كبار الصحابة أمثال: '''الزبير بن العوام''' و[[عبادة بن الصامت]]، و[[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]]، و[[مسلمة بن مخلد الأنصاري]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن عبد الحكم|ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبدُ الرحمٰن بن عبد الله عبدُ الحكم بن أعيُن القُرشيّ المصريّ]]|مؤلف2= تحقيق: مُحمَّد الحُجيري|عنوان= فُتُوح مصر وأخبارها|طبعة= الأولى|صفحة= 139|سنة= [[1416 هـ]] - [[1996]]م|ناشر= دار الفكر|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>

وذكر [[شمس الدين الذهبي]] أنه لما خرج الزبير غازيًا نحو [[مصر]]، كتب إليه أمير مصر [[عمرو بن العاص]]: {{اقتباس مضمن|إن الأرض قد وقع بها الطاعون، فلا تدخلها}}، فقال: {{اقتباس مضمن|إنما خرجت للطعن والطاعون}}، فدخلها، فلقي طعنة في جبهته فأفرق.<ref name="سير1"/>

وكان للزبير دورٌ بارزٌ في فتح [[حصن بابليون]]، حيث اعتلى '''الزبير بن العوام''' مع نفر من المسلمين، السور، و[[تكبير (إسلام)|كبَّروا]]، فظنَ أهل الحصن أنَّ المسلمين اقتحموه، فهربوا تاركين مواقعهم، فنزل الزبير وفتح باب الحصن لأفراد الجيش الإسلامي فدخلوه. وفي رواية أنَّ الزبير ارتقى السور، فشعرت حامية الحصن بِذلك، ففتحوا الباب لعمرو وخرجوا إليه مصالحين، فقبل منهم. ونزل الزبير عليهم وخرج على عمرو من الباب معهم، وبذلك تم فتح [[حصن بابليون]]. وشهد الزبير على عقد الصلح الذي أعطاه [[عمرو بن العاص]] لأهل [[مصر]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد بن جرير الطبري|الطبري، أبو جعفر مُحمَّد بن جُرير]]|مؤلف2= تحقيق مُحمَّد أبو الفضل إبراهيم|عنوان= [[تاريخ الطبري|تاريخ الرُسل والمُلوك]]، الجُزء الرابع|طبعة= الثانية|صفحة= 108 - 109|سنة= [[1387 هـ]] - [[1967]]م|ناشر= [[دار المعارف]]|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref>

=== الشورى بعد وفاة عمر ===
{{أعضاء الشورى بعد عمر}}
لما طُعِن [[عمر بن الخطاب]] ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي [[محمد]] وهو عنهم راضٍ وهم: [[عثمان بن عفان]]، [[علي بن أبي طالب]]، [[طلحة بن عبيد الله]]، '''الزبير بن العوام'''، [[عبد الرحمن بن عوف]]، و[[سعد بن أبي وقاص]].<ref name="أصحاب الشورى"/> ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئًا، ثم أوصى [[صهيب بن سنان]] أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى. ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد [[1 محرم|أول محرم]] سنة [[24 هـ]]، الموافقة لسنة 644 م، بالحجرة النبوية إلى جانب [[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]] والنبي محمد، وكان عمره خمسًا وستين سنة. وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة،<ref>''[[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد، محمد أبو عبد الله]]''. الطبقات الكبرى، الجزء الأول، صفحة: 265. دار صادر ودار بيروت - بيروت (1957)</ref>

بعد الانتهاء من دفن عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت [[عائشة بنت أبي بكر]]، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت [[فاطمة بنت قيس الفهرية]] أخت [[الضحاك بن قيس الفهري|الضحاك بن قيس]]،<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-62 تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه - شخصيته وعصره، جـ1، صـ 64] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916113658/http://shamela.ws/browse.php/book-36390/page-62 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم [[عبد الرحمن بن عوف]]: «اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم»، فقال '''الزبير''': «جعلت أمري إلى علي»،<ref name="البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، رقم: (3700)">[http://hadithportal.com/hadith-3700&book=1 البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان وفيه مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حديث رقم 3700] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180120065810/http://hadithportal.com/hadith-3700&book=1 |date=20 يناير 2018}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وقال طلحة: «جعلت أمري إلى عثمان»، وقال سعد: «جعلت أمري إلى [[عبد الرحمن بن عوف]]»، وأصبح المرشحون الثلاثة [[علي بن أبي طالب]]، و[[عثمان بن عفان]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]]، فقال عبد الرحمن: «أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه» فأسكت الشيخين، فقال [[عبد الرحمن بن عوف]]: «أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما»، قالا: «نعم».<ref name="البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، رقم: (3700)"/>

وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة (اليوم الأخير من شهر [[ذو الحجة|ذي الحجة]] [[23 هـ]]/ [[6 نوفمبر]] [[644]]م) أعلن عبد الرحمن البيعة ل[[عثمان بن عفان]] وقال: «أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً»، فقال عبد الرحمن مخاطباً عثمان: «أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده»، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون.<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=105559&hid=6694 صحيح البخاري، كِتَاب الْأَحْكَامِ، بَاب كَيْفَ يُبَايِعُ الْإِمَامُ النَّاسَ، رقم الحديث: 6694] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819000655/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=105559&hid=6694 |date=19 أغسطس 2016}}</ref>

== موقعة الجمل ومقتله ==
{{مفصلة|فتنة مقتل عثمان|موقعة الجمل|ضريح الزبير بن العوام}}
[[ملف:Ali and Aisha at the Battle of the Camel.jpg|تصغير|يمين|رسم تُركي عُثماني لموقعة الجمل، وقد غُطي وجه كلًا من عائشة وعليّ باللون الأبيض.]]
[[ملف:أبو عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه.png|تصغير|]]

كان الزبير من جملة أنصار [[عثمان بن عفان]] في الفتنة، فلما قُتِل عثمان ندم الزبير وأصحابه على عدم مساعدته، وعزموا على الأخذ بثأر عثمان،<ref>محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 87</ref> وبعدما بايع [[علي بن أبي طالب]]؛ طلب منه الزبير و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] تعجيل إقامة القصاص،<ref name="الصلابي1">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 28: 31</ref> واقترحا أن يخرجا [[البصرة|للبصرة]] و[[الكوفة]]، فقال [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]]: {{اقتباس مضمن|دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل}}، وقال الزبير: {{اقتباس مضمن|دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل}}، فأمرهما علي بالتريّث.<ref name="الطبري1">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 2، صـ 703] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170507235307/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html |date=07 مايو 2017}}</ref> وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان؛ خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة والتقوا ب[[عائشة بنت أبي بكر]] وكان وصولهما إلى مكة في [[ربيع الآخر]] سنة [[36 هـ]]،<ref name="الصلابي2">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 51: 55</ref> ودعا الزبير الناس إلى الأخذ بثار عثمان فقال:<ref name="الطبري2">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 13: 19] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170507235307/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1894.html |date=07 مايو 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|ننهض الناس فيدرك بهذا الدم لئلا يبطل فإن في إبطاله توهين سلطان الله بيننا أبدا إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إلا قتله هذا الضرب}}

وقرروا الخروج إلى [[البصرة]] ثم [[الكوفة]]، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك،<ref name="الصلابي2"/> ولما وصلوا [[البصرة]]؛ أرسل لهم والي البصرة [[عثمان بن حنيف|عثمان بن حنيف الأنصاري]] يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من [[عمران بن حصين]] و[[أبو الأسود الدؤلي|أبي الأسود الدؤلي]]، فذهبا إلى عائشة فقالا: {{اقتباس مضمن|إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا}} فقالت: {{اقتباس مضمن|والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: {{قرآن|لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}}، ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره}}، فأتيا [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] فقالا: {{اقتباس مضمن|ما أقدمك}}، قال: {{اقتباس مضمن|الطلب بدم عثمان}}، قالا: {{اقتباس مضمن|ألم تبايع عليا}}، قال {{اقتباس مضمن|بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان}}، ثم أتيا الزبير فقالا: {{اقتباس مضمن|ما أقدمك}}، قال: {{اقتباس مضمن|الطلب بدم عثمان}}، قالا: {{اقتباس مضمن|ألم تبايع عليا}}، قال {{اقتباس مضمن|بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان}}.<ref name="الطبري2"/>

ورأى [[عثمان بن حنيف]] أن يمنعهم من دخول [[البصرة]] حتى يأتي [[علي بن أبي طالب]]، فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب [[عثمان بن حنيف]]، ثم قامت عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب [[عثمان بن حنيف]]،<ref name="الطبري2"/> وجاء [[حكيم بن جبلة العبدي]] - وكان من قتلة [[عثمان بن عفان|عثمان]] - وسب [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وكان لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله، فانتشب القتال، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فقُتِل عددًا ممن شارك في قتل عثمان قُدِر بسبعين رجلًا، واستطاع الزبير وطلحة ومن معهما أن يسيطروا على [[البصرة]]، وتوجه الزبير إلى بيت المال، وأخلى سبيل [[عثمان بن حنيف]].<ref name="الطبري2"/><ref name="الصلابي3">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، فصل: مقتل حكيم بن جبلة، صـ 62: 63</ref>

وصل [[علي بن أبي طالب]] إلى [[ذي قار (محافظة)|ذي قار]]، وأرسل الرسل بينه وبين [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] والزبير و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فأرسل [[القعقاع بن عمرو التميمي|القعقاع بن عمرو]] إليهم فقال ل[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]: {{اقتباس مضمن|أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أي بني الإصلاح بين الناس}}. فسعى [[القعقاع بن عمرو التميمي|القعقاع بن عمرو]] بين الفريقين بالصلح، واتفقا على الصلح، ولما عاد القعقاع إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] وأخبره بما فعل، فارتحل علي حتى نزل بحياهم،<ref name="الصلابي4">حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي، موسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، صـ 71: 90</ref> ولما نوى الرحيل قال:<ref name="الطبري3">[http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1895.html تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري، جـ 3، صـ 32] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304204950/http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1895.html |date=04 مارس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|وإني راحل غدا فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عني أنفسهم}}، فلما قال هذا اجتمع جماعة من قتلة عثمان كـ[[مالك بن الحارث الأشتر|الأشتر النخعي]]، وشريح بن أوفى، و[[عبد الله بن سبأ]]، فقال [[مالك بن الحارث الأشتر|الأشتر]]: {{اقتباس مضمن|قد عرفنا رأي [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] والزبير فينا، وأما رأي [[علي بن أبي طالب|علي]] فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا}}، وقال [[عبد الله بن سبأ]]:<ref>[http://islamport.com/d/3/tkh/1/16/226.html البداية والنهاية لابن كثير جـ 7، صـ 250، الموسوعة الشاملة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170817235230/http://islamport.com/d/3/tkh/1/16/226.html |date=17 أغسطس 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن| يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا [[حرب|الحرب]] والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون.}}

فأشعلوا القتال بين الطرفين، وقُتٍلَ [[طلحة بن عبيد الله]] بعد أن أصابه سهم، وانصرف الزبير عن القتال، حيث التقى بعلي فقال له:<ref name="سير1"/><ref name="بداية3">[[s:البداية والنهاية/الجزء السابع/مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام|البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، الجزء السابع، فصل: مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام]] على [[ويكي مصدر]]</ref> {{اقتباس مضمن|يا زبير! أنشدك الله أسمعت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقول: «إنك تقاتلني وأنت ظالم؟». قال: نعم! لم أذكره إلا في موقفي هذا}}، فلما تذكّر الزبير ذلك انصرف عن القتال، فلقيه ولده [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]] فقال له: {{اقتباس مضمن|جبنا، جبنا}} قال: {{اقتباس مضمن|قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئاً سمعته من رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، فحلفت ألا أقاتله}}، ثم قال:
{{أبيات|
'''ترك الأمور التي أخشى عواقبها'''\\'''في الله أحسن في الدنيا وفي الدين'''}}
وقيل إنه أنشد:<ref name="سير1"/><ref name="طبقات"/>
{{أبيات|
'''ولقد علمت لو أن علمي نافعي'''\\'''أن الحياة من الممات قريب'''}}
فلما رجع الزبير متوجهاً إلى المدينة لحقه [[عمرو بن جرموز|ابن جرموز]] بوادي السباع فقتله وهو يصلي، فلما جيء به مقتولاً بكى [[علي بن أبي طالب]] وقال: سمعت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقول: {{اقتباس مضمن|بشر قاتل ابن صفية بالنار}}.<ref name="سير1"/><ref name="بداية2"/> فكَان مَقتلُه بِوَادِي السِّبَاعِ [[البصرة|بالْبَصْرَةَ]]، سَنَةَ [[36 هـ|سِتٍّ وَثَلَاثِينَ]].<ref name="الأصبهاني231">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-220#page-224 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 231] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916192833/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-220 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

=== ميراثه وديونه ===
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«قُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أرضين مِنْهَا بِالْغَابَةِ وَدُورًا.»|المصدر='' [[عبد الله بن الزبير]]''<ref name="الأصبهاني227"/>}}
كان ميراث الزبير أرضين بالغابة، ودارًا [[المدينة المنورة|بالمدينة]]، ودارًا [[البصرة|بالبصرة]] ودارًا [[الكوفة|بالكوفة]]، ودارًا [[مصر|بمصر]]، وكان عليه دَين يُقدّر بـ ''ألفي ألف ومائتي ألف''،<ref name="سير1"/> وكان أكبر هم الزبير قبل وفاته هو سداد هذا الدَين، وأوصى ابنه عبد الله بسداده، فقال له:<ref name="ديون">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=146&pid=101623 صحيح البخاري، كِتَاب فَرْضِ الْخُمُسِ، بَاب بَرَكَةِ الْغَازِي فِي مَالِهِ حَيًا وَمَيِّتًا، رقم الحديث: 2913] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819060442/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=146&pid=101623 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|يا بُنَيّ، إنَّه لا يقتل اليوم إلاَّ ظالم أو مظلوم، وإنّي لا أُراني إلاَّ سأقتل اليوم مظلومًا، وإنَّ من أكبر همِّي لَدَينِي، قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بُنيَّ، إن عجزتَ عنْه في شيء فاستعِنْ عليْه مولاي، قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتَّى قلتُ: يا أبتِ مَن مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعتُ في كربة من دَينه إلاَّ قلتُ: يا مولى الزبير، اقضِ عنه دينَه، فيَقضيه.}}، وأوصى بالثلث لبني [[عبد الله بن الزبير]]، وكان سبب تراكم هذا الدَين؛ أنه كان إذا أعطاه أحد الناس أمانة يستودعها عنده يجعلها الزبير دَينًا عليه خشية ضياعها، ويقول: {{اقتباس مضمن|لَا وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ}}، واستطاع ابنه عبد الله سداد هذه الديون.<ref name="ديون"/>

=== رثاؤه ===
قالت زوجته [[عاتكة بنت زيد]] في رثائه:<ref name="طبقات"/><ref name="بداية2"/>
{{أبيات|
'''غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ'''\\'''يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ'''
'''يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ'''\\'''لا طَائِشًا رَعِشَ البَنَانِ وَلا اليَدِ'''
'''ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ'''\\'''فِيمَا مَضَى مِمَّا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي'''
'''كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ'''\\'''عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ'''
'''وَاللَّهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا'''\\'''حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ المُتَعَمِّدِ'''}}

وقالت أخته [[زينب بنت العوام]] في رثائه:<ref>[https://books.google.com.bh/books?id=-8hwDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=%D8%A3%D9%8E%D8%B9%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%91+%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%8B+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%B9%D9%90+%D9%81%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D8%A7&source=bl&ots=0YyLYu_Lkx&sig=ACfU3U1C3aSllzzy8igq70_ynf0lDHYHkg&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjNk8_6x8_rAhWIx4UKHTbJB9cQ6AEwBHoECAEQAQ#v=onepage&q=%D8%A3%D9%8E%D8%B9%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%91%20%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%8B%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%B9%D9%90%20%D9%81%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D8%A7&f=false معجم النساء الشاعرات في الجاهلية والإسلام]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200912144326/https://books.google.com.bh/books?id=-8hwDwAAQBAJ&pg=PT111&lpg=PT111&dq=أَعينيّ+جوداً+بالدموعِ+فأشرعا&source=bl&ots=0YyLYu_Lkx&sig=ACfU3U1C3aSllzzy8igq70_ynf0lDHYHkg&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjNk8_6x8_rAhWIx4UKHTbJB9cQ6AEwBHoECAEQAQ|date=2020-09-12}}</ref><ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3324_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%B1-%D8%AC-%D9%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_162#top الإصابة - ابن حجر - ج 8 - الصفحة 162]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200912144318/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3324_الإصابة-ابن-حجر-ج-٨/الصفحة_162|date=2020-09-12}}</ref>
{{أبيات|
'''قتَلْتُمْ حــــَوَارِيَّ النَّبِيِّ وَصِـــــــــهْرَهُ'''\\'''وَصَاحِبَهُ فَاسْتَبشرُوا بجَحِيــــــــمِ'''
'''وَقَدْ هَدَّنِي قَتْلُ ابْن عــــَفَانَ قَــبْلَهُ'''\\'''وَجَادَتْ عَلَيهِ عَبْرَتِي بِسَجُـــــــومِ'''
'''أعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّمُوعِ وَأْفـــــــــــرِغَا'''\\'''عَلَى رَجُلٍٍ طَلْقِ اليَدَينِ كَرِيــــــــــمِ'''
'''وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الله يُدْعَى بِحَارِثٍ'''\\'''وَذِي خَلَّةٍ مِنَّا وَحَــــــــــــــــمْلِ يَتِيمِ'''
'''فَكَيْفَ بِنَا أمْ كَيْفَ بالدِّينِ بَعْدَمـــَا'''\\'''أصِيبَ ابْنُ أرْوَى وابْنُ أمِّ حَكِيمِ'''}}

== روايته للحديث ==
كان الزبير مقلًا في رواية [[الحديث النبوي]]، ويرجع ذلك إلى أنه كان يخشى أن يخطأ في الرواية؛ فيكون بذلك قد كذب على [[محمد|النبي محمد]]، فقد سأله ابنه [[عبد الله بن الزبير]]: فقال له: {{اقتباس مضمن|ما لك لا تحدث عن رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} كما يحدث عنه فلان وفلان؟}} فقال الزبير: {{اقتباس مضمن|ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}}،<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/71/8141.htm تاريخ دمشق، لابن عساكر، جـ 18، صـ 334] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812224130/http://islamport.com/w/trj/Web/71/8141.htm |date=12 أغسطس 2016}}</ref> وقد روى عن النبي أحاديث يسيرة، وحدث عنه بنوه: [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]]، و[[مصعب بن الزبير|مصعب]]، وعروة، و[[جعفر بن الزبير بن العوام|جعفر]]، و<nowiki/>[[مالك بن أوس بن الحدثان]]، و[[الأحنف بن قيس]]، و[[عبد الله بن عامر بن كريز]]، ومسلم بن جندب، وأبو حكيم مولاه، و[[أم عطاء مولاة الزبير بن العوام|أم عطاء]] وآخرون. واتفق [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] له على حديثين، وانفرد له [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] بأربعة أحاديث، و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] بحديث.<ref name="سير1"/>

== أسرته ==
=== زوجاته ===
[[ملف:ذرية الزبير بن العوام.png|تصغير|يسار|شجرة أزواج وأبناء الزبير بن العوام]]
تزوج '''الزبير بن العوام''' من ثماني نساء هن:<ref name="طبقات"/><ref name="محمود شاكر">[https://books.google.com.eg/books?id=98oWt5CPZWsC&pg=PT137&lpg=PT137&dq=الرباب+بنت+أنيف&source=bl&ots=bMSTqu93JG&sig=rwG4eoouoAoc-AiQxypZ8j8xn38&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwj-rMDi6JjNAhWCQBoKHYBEDNgQ6AEIMzAE#v=onepage&q=الرباب%20بنت%20أنيف&f=false التاريخ الإسلامي - ج 4: العهد الأموي، للشيخ محمود شاكر، الطبعة السابعة، 1421 هـ/ 2000 م، صـ 137: 139] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160810125443/https://books.google.com.eg/books?id=98oWt5CPZWsC&pg=PT137&lpg=PT137&dq=الرباب+بنت+أنيف&source=bl&ots=bMSTqu93JG&sig=rwG4eoouoAoc-AiQxypZ8j8xn38&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwj-rMDi6JjNAhWCQBoKHYBEDNgQ6AEIMzAE |date=10 أغسطس 2016}}</ref>
* '''[[أسماء بنت أبي بكر]]''' أُولى زوجاته، تزوجها قبل [[الهجرة النبوية|الهجرة إلى المدينة]]، وولدت له خمسة أولاد هم: [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]]، و[[عروة بن الزبير|عروة]]، و[[المنذر بن الزبير|المنذر]]، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن: خديجة الكبرى، أم الحسن، عائشة، وكان الزبير غيورًا، وكانت أسماء تخشى غيرته، فتحكي أسماء فتقول:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2913&idfrom=9543&idto=9558&flag=0&bk_no=52&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الغيرة، حيث رقم 4926] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170729175926/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=2913&idfrom=9543&idto=9558&bookid=52&startno=4 |date=29 يوليو 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شي غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} ومعه نفر من [[الأنصار]]، فدعاني ثم قال: (إخ إخ). ليحملني خلفه، قاستحييت أن أسير مع الرجال، ''وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس''، فعرف رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] بعد ذلك خادم يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني}}

وكان الزبير شديدًا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال:<ref name="أسماء2">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116977468|ج=10|ص=239|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> {{اقتباس مضمن|يا بنيّة اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثمّ مات عنها فلم تزوّج بعده جمع بينهما في [[الجنة في الإسلام|الجنّة]].}}، ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب [[الطلاق في الإسلام|طلاقها]]، فقيل: إن عبد الله قال لأبيه: {{اقتباس مضمن|مثلي لا توطأ أمه! فطلقها.}} وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله وعروة، والمنذر. وقيل: {{اقتباس مضمن|إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه قال: أمك طالق إن دخلتَ. فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟! فدخل فخلصها منه}}<ref name="أسماء3">{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752568|ج=7|ص=7|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
* '''[[أمة بنت خالد بن سعيد|أم خالد بنت خالد بن سعيد]]''' واسمها أمة، وهي ابنه الصحابي [[خالد بن سعيد|خالد بن سعيد بن العاص]]، وولدت له ولدين هما: [[عمرو بن الزبير|عمرو]]، و[[خالد بن الزبير|خالد]]، وثلاث بنات هن: حبيبة، سودة، هند.
* '''الرباب بنت أنيف''' ولدت له ولدين هما: [[مصعب بن الزبير|مصعب]]، و[[حمزة بن الزبير|حمزة]]، وبنت واحدة هي: [[رملة بنت الزبير بن العوام|رملة]].
* '''زينب بنت مرثد بن عمرو''' تُكنى أم جعفر، وقد ولدت له ولدين هما: [[جعفر بن الزبير بن العوام|جعفر]]، وعبيدة.
* '''[[أم كلثوم بنت عقبة|أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط]]''' كانت زوجة [[عبد الرحمن بن عوف]]، ولدت له بنت واحدة هي: زينب.
* '''الحلال بنت قيس بن نوفل''' ولدت له بنت واحدة هي: خديجة الصغرى.
* '''[[عاتكة بنت زيد]]''' وقد طلقها قبل استشهاده فاستشهد وهي في عدتها.
* '''[[تماضر بنت الأصبغ]]''' كانت زوجة [[عبد الرحمن بن عوف]]، تزوجها الزبير وطلقها بعد سبع ليالٍ.<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-3969 الإصابة في تمييز الصحابة] جـ8،ص 56 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819141335/http://shamela.ws/browse.php/book-9767/page-3969 |date=19 أغسطس 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

=== أولاده ===
كان للزبير أحد عشر ابنًا وتسع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء الشهداء،<ref group="معلومة">عن [[هشام بن عروة]] عن أبيه قال: {{اقتباس مضمن|قال الزّبير بن العوّام إنّ طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا، فسَمّى عبد الله ب[[عبد الله بن جحش]]، والمنذر ب[[المنذر بن عمرو]]، وعروة ب[[عروة بن مسعود الثقفي|عروة بن مسعود]]، وحمزة ب[[حمزة بن عبد المطلب]]، وجعفرًا ب[[جعفر بن أبي طالب]]، ومصعبًا ب[[مصعب بن عمير]]، وعُبيدة ب[[عبيدة بن الحارث]]، وخالدًا ب[[خالد بن سعيد]]، وعَمرًا ب[[عمرو بن سعيد بن العاص]]، قُتل يوم اليرموك.}} ([[كتاب الطبقات الكبير|الطبقات الكبير]] جـ3، ص 93)</ref> فقال:<ref name="طبقات"/><ref name="محمود شاكر"/> {{اقتباس مضمن|بلغني أن [[طلحة بن عبيد الله|طلحة بن عُبيد الله التيميّ]] يسمّي بَنيه بأسماءِ [[نبي|الأنبياء]]، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء [[شهيد (إسلام)|الشهداء]] لعلّهم أن يُستَشْهَدوا.}}، '''فأولاده البنين هم''':
* '''[[عبد الله بن الزبير]]'''، أمه [[أسماء بنت أبي بكر]]، وهو أكبر أبناء الزبير، ووهو أول مولود للمسلمين في [[المدينة المنورة]] بعد هجرة النبي [[محمد]] إليها، رفض بيعة [[يزيد بن معاوية]]، وبويع بالخلافة، واتخذ من مكة عاصمة لحكمه، وبايعته الولايات كلها إلا بعض مناطق في الشام، ولكن حاصره [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] في مكة، وقُتِل سنة [[73 هـ]].<ref name="عبد الله بن الزبير1"/>
* '''[[عروة بن الزبير]]'''، أمه [[أسماء بنت أبي بكر]]، سماه الزبير باسم [[عروة بن مسعود الثقفي]] الذي كان يدعو قومه ب[[الطائف]] فقتلوه،<ref name="محمود شاكر"/> وهو من [[التابعون|التابعين]]، أحد [[الفقهاء السبعة]]، ولد في خلافة [[عمر بن الخطاب]] سنة [[23 هـ]]، لازم خالته [[عائشة بنت أبي بكر]] وتفقه بها.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=618&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الزهبي، ترجمة عروة بن الزبير، جـ 4، صـ 423: 437] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190311155658/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=618&bk_no=60&flag=1 |date=11 مارس 2019}}</ref>
* '''[[المنذر بن الزبير]]'''، أمه [[أسماء بنت أبي بكر]]، سماه الزبير باسم [[المنذر بن عمرو]] الذي قُتِل يوم [[بئر معونة]]،<ref name="محمود شاكر"/> ولد في خلافة [[عمر بن الخطاب]]، و[[حصار القسطنطينية (53-60 هـ)|غزا القسطنطنية]] مع [[يزيد بن معاوية]] في عهد [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]،<ref group="معلومة">غزا المسلمون القسطنطينية لأول مرة في حملة أرسلها [[معاوية بن أبي سفيان]] في عام [[53 هـ|53]] - [[60 هـ]] / [[674]] – [[678|678 م]] بقيادة ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] لمحاولة فتح [[القسطنطينية]] ولكنها بائت بالفشل، وانسحب [[مسلم|المسلمون]] ([[الكامل في التاريخ]] ل[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]، جـ 3، صـ 314 - 315)</ref> ولما بلغه خلاف أخيه [[عبد الله بن الزبير|عبد الله]] على يزيد،<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=350&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=60&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، ترجمة المنذر بن الزبير، جـ 3، صـ 381] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819002000/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=350&bk_no=60&flag=1 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> ذهب إلى أخيه، وقُتِل المنذر بمكة في حصارها مع أخيه سنة [[64 هـ]].<ref>[[s:البداية والنهاية/الجزء الثامن/المنذر بن الزبير بن العوام|البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الثامن، المنذر بن الزبير بن العوام]] على [[ويكي مصدر]]</ref>
* '''[[عاصم بن الزبير]]'''، أمه [[أسماء بنت أبي بكر]]، سماه الزبير باسم [[عاصم بن ثابت]] الذي في حادثة غزوة الرجيع.<ref name="محمود شاكر"/>
* '''المهاجر بن الزبير'''، أمه [[أسماء بنت أبي بكر]]، سماه الزبير باسم [[المهاجر بن زياد]] الذي قُتِل في فتح [[تستر]].<ref name="محمود شاكر"/>
* '''[[جعفر بن الزبير بن العوام|جعفر بن الزبير]]'''، أمه زينب بنت مرثد، سماه الزبير باسم [[جعفر بن أبي طالب]] الذي قُتِل في [[غزوة مؤتة]]،<ref name="محمود شاكر"/> مات في آخر خلافة [[سليمان بن عبد الملك]].<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q116977468|ج=7|ص=183|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
* '''عبيدة بن الزبير'''، أمه زينب بنت مرثد، سماه الزبير باسم [[عبيدة بن الحارث]] الذي قُتِل في [[غزوة بدر]].<ref name="محمود شاكر"/>
* '''[[عمرو بن الزبير]]'''، أمه [[أمة بنت خالد بن سعيد]]، سماه الزبير باسم [[عمرو بن سعيد بن العاص]] الذي قُتِل في [[معركة أجنادين]]،<ref name="محمود شاكر"/> كان مع [[الدولة الأموية|بني أمية]] ضد أخيه، وامتنع عن البيعة بولاية العهد ل[[يزيد بن معاوية|يزيد]]، لما دعا إليها [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، ثم استعمله والي المدينة [[عمرو بن سعيد الأشدق]] على شرطتها سنة [[60 هـ]]، وأرسله الأشدق إلى مكة لقتال عبد الله فزحف عمرو بألفي مقاتل من المدينة إلى مكة، وقاتله [[مصعب بن عبد الرحمن بن عوف|مصعب بن عبد الرحمن]]، فأسره وأخذه إلى أخيه، فأمر بضربه، فقيل: مات تحت السياط، وقيل: صلب ب[[مكة]] بعد الضرب، ثم أنزل، وقال [[ابن حزم الأندلسي|ابن حزم]]: {{اقتباس مضمن|قتله أخوه عبد الله قودًا (أي قصاصا)}}<ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-9096/page-508 المجموع اللفيف، لأبي جعفر الأفطسي، جـ 1، صـ 521، الحاشية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916122940/http://shamela.ws/browse.php/book-9096/page-508 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
* '''[[خالد بن الزبير]]'''، أمه [[أمة بنت خالد بن سعيد]]، سماه الزبير باسم [[خالد بن سعيد|خالد بن سعيد بن العاص]] الذي قُتِل في معركة [[معركة شقحب|مرج الصفر]].<ref name="محمود شاكر"/>
* '''[[مصعب بن الزبير]]'''، أمه الرباب بنت أنيف، سماه الزبير باسم [[مصعب بن عمير]] الذي قُتِل في [[غزوة أحد]]،<ref name="محمود شاكر"/> كان أميرًا على العراق في خلافة أخيه، واستطاع القضاء على ثورة [[المختار الثقفي]]، وقُتِل في معركته أمام جيش بقيادة [[عبد الملك بن مروان]] عند [[معركة دير الجثاليق|دير الجاثليق]] في [[جمادى الآخرة]] [[72 هـ]].<ref>[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: تاريخ الإسلام، دار الكتاب العربي، [[1993]]م، [[بيروت]]، جـ 5، صـ 525</ref>
* '''[[حمزة بن الزبير]]'''، أمه الرباب بنت أنيف، سماه الزبير باسم [[حمزة بن عبد المطلب]] المُلقب بسيد الشهداء والذي قُتِل في [[غزوة أحد]].<ref name="محمود شاكر"/>
'''وأولاده البنات هن''':
{{أعمدة متعددة}}
* '''خديجة الكبرى'''، أمها [[أسماء بنت أبي بكر]]، هي أكبر بنات الزبير، ولدت قبل [[غزوة الخندق]].<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q116752596|ج=8|ص=104|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref>
* '''أم الحسن'''، أمها [[أسماء بنت أبي بكر]].
* '''عائشة'''، أمها [[أسماء بنت أبي بكر]].
* '''حبيبة'''، أمها [[أمة بنت خالد بن سعيد]].
* '''سودة'''، أمها [[أمة بنت خالد بن سعيد]].{{فاصل أعمدة متعددة}}
* '''هند'''، أمها [[أمة بنت خالد بن سعيد]].
* '''[[رملة بنت الزبير بن العوام|رملة]]'''، أمها الرباب بنت أنيف، تَزَوَّجَهَا [[خالد بن يزيد بن معاوية|خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ]]، ونَقَلَهَا إِلَى [[دمشق|دِمَشْقَ]] وَلَهُ فِيهَا أَشْعَارٌ.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=396639 تاريخ دمشق لابن عساكر، أسماء النساء عَلَى حرف الراء، رَمْلَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818221701/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=396639 |date=18 أغسطس 2016}}</ref>
* '''[[زينب بنت الزبير|زينب]]'''، أمها [[أم كلثوم بنت عقبة]].
* '''خديجة الصغرى'''، أمها الحلال بنت قيس.
{{نهاية أعمدة متعددة}}

== الآراء حول الزبير ==
=== نظرة أهل السنة والجماعة ===
{{أهل السنة}}
يُعدّ الزبير بن العوام أحد أكثر الشخصيات تبجيلاً عند [[أهل السنة والجماعة]]، حيث يرون أنه من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وأنه من [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]]، وأوَّل من سلَّ سيفه في الإسلام، وأنه ''حوراي رسول الله''، وابن عمته صفية، والحواري هو الناصر،<ref name="الأصبهاني223">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-217#page-216 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 223] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916114617/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-217 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> قال [[ابن المبرد]]:<ref>محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ل[[ابن المبرد]]، تحقيق: أبي المنذر الأزهري، الناشر: لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية، الطبعة الأولى، صـ 78</ref> {{اقتباس مضمن|فقيل الحواري هو الناصر، وهذا هو الذي يدل عليه سياق الحديث، وقيل: هو شديد بياض الثياب، وإنما سُمِي الحواريون لذلك، والأول أظهر}}، وقد وردت [[الحديث النبوي|أحاديث]] وآثار عديدة تبين فضل الزبير ومكانته، منها:
* عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال:<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=7200&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=53&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم الحديث 2417] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819000107/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=7200 |date=19 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|أن [[محمد|رسول الله]] كان على حراء، و[[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]، و[[عمر بن الخطاب|عمر]] وعثمان، و[[علي بن أبي طالب|علي]] و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]]، و'''الزبير'''، فتحركت الصخرة، فقال [[محمد|رسول الله]]: " إهدأ فما عليك إلا [[نبي]] وصديق وشهيد ".}}
* عن [[عبد الرحمن بن عوف]] عن [[محمد|النبي]] أنه قال:<ref group="معلومة">رواه [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] في [[سنن الترمذي|سننه]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، رقم: 3680.، ورواه [[ابن حجر العسقلاني]] في كتابه تخريج مشكاة المصابيح، عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، ج5، ص436، ورواه [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في كتابه الجامع الصغير، رقم: 73، عن [[عبد الرحمن بن عوف]] و[[سعيد بن زيد]]، وقال عنه: صحيح، رواه [[أحمد بن حنبل]] في [[مسند أحمد|مسنده]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]]، ج3، ص136، و[[حديث صحيح|صححه]] [[أحمد محمد شاكر|أحمد شاكر]]، ورواه [[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] في كتابه [[سنن النسائي|السنن الكبرى]] عن [[عبد الرحمن بن عوف]] و[[سعيد بن زيد]]، رقم:8193، و8194.</ref><ref name="العشرة">[https://www.dorar.net/aqadia/2814/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9:-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9 العشرة المبشرون بالجنة، موقع الدرر السنية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170819230013/http://dorar.net/enc/aqadia/2814 |date=19 أغسطس 2017}}</ref> {{اقتباس خاص|[[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] في الجنة، و[[عمر بن الخطاب|عمر]] في الجنة، و[[عثمان بن عفان|عثمان]] في الجنة، و[[علي بن أبي طالب|علي]] في الجنة، و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] في الجنة، و'''الزبير''' في الجنة، و[[عبد الرحمن بن عوف]] في الجنة، و[[سعد بن أبي وقاص]] في الجنة، و[[سعيد بن زيد]] في الجنة و[[أبو عبيدة بن الجراح]] في الجنة.}}
* عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]] قال:<ref name="حواري"/> {{اقتباس خاص|سمعت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقول: '''إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ'''}}
* عن [[عبد الله بن الزبير]] قال:<ref name="الخندق2">[[s:صحيح البخاري/كتاب فضائل الصحابة|صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم 3720]]، و [https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&pid=60237&hid=1369 مسند أحمد، مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، مُسْنَدُ بَاقِي الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ، مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، حديث رقم 1369] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818205416/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&pid=60237&hid=1369 |date=18 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا و[[عمر بن أبي سلمة|عمرُ بنُ أبي سلمةَ]] في النساءِ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبيرِ على فرسهِ يختلف إلى [[بنو قريظة|بني قريظةَ]] مرتينِ أو ثلاثًا، فلما رجعتُ قلتُ: يا أبتِ رأيتُكَ تختلفُ ؟ قال: أو هل رأيتَني يا بنيَّ ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}} قال: من يأتِ [[بنو قريظة|بني قريظةَ]] فيأتيني بخبرِهم. فانطلقتُ، فلما رجعتُ جمعَ لي رسولُ اللهِ {{صلى الله عليه وسلم}} أبويهِ فقال: '''فداكَ أبي وأُمِّي'''.}}
* عن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] قالت:<ref name="أحد1">[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2214&idfrom=7399&idto=7400&flag=0&bk_no=52&ayano=0&surano=0&bookhad=0 صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب الذين استجابوا لله والرسول، حديث رقم 3849] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160818223300/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7399&idto=7400&bk_no=52&ID=2214 |date=18 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس خاص|{{قرآن|آل عمران|172|لا تخريج=1}} <small>[[سورة آل عمران]]:172</small> قالتْ [[عروة بن الزبير|لِعُروَةَ]]: يا ابنَ أُختي، كانَ أبَوكَ منهُم: '''الزُّبَيْرُ''' وأبو بكرٍ، لما أصاب رسولَ الله {{صلى الله عليه وسلم}} ما أصابَ يومَ أُحُدٍ، وانصَرَفَ عنه المُشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال: مَن يَذهَبُ في إثْرِهِم. فانتدَبَ مِنهُم سَبْعونَ رَجلًا، قال: كان فيهم أبو بكرٍ والزُّبَيرُ .}}
* قال [[عمر بن الخطاب]]:<ref name="سير1"/> {{اقتباس خاص|لو عهدت أو تركت تركة، كان أحبهم إلي '''الزبير'''؛ إنه ركن من أركان الدين}}
* وَقَالَ [[حسان بن ثابت]] في الزبير يمدحه:<ref name="الأصبهاني228">[https://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216#page-221 سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، جـ 1، صـ 228] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160916124923/http://shamela.ws/browse.php/book-21493/page-216 |date=16 سبتمبر 2016}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://www.dorar.net/akhlaq/270/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1 التَّضْحية في واحة الشِّعر، الدرر السنية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170512134535/http://www.dorar.net/enc/akhlaq/270 |date=12 مايو 2017}}</ref>
{{أبيات|
'''أقام على عهدِ النَّبي وهديه'''\\'''حواريُّه والقولُ بالفعلِ يعدلُ'''
'''أقام على منهاجِه وطريقِه'''\\'''يوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ'''
'''هو الفارسُ المشهورُ والبطلُ الذي'''\\'''يصولُ، إذا ما كان يومٌ مُحَجَّلُ'''
'''إذا كشفت عن ساقِها الحربُ حَشَّها'''\\'''بأبيضَ سَبَّاقٍ إلى الموتِ يُــرْقِـلُ'''
'''وإن امرأً كانت صفيَّةُ أُمَّه'''\\'''ومِن أَسَدٍ في بيتِها لمرَفِّلُ'''
'''له مِن رسول الله قربى قريبة'''\\'''ومن نصرة الإسلامِ مجدٌ مؤثَّلُ'''
'''فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ'''\\'''عَنِ [[محمد|الْمُصْطَفَى]] وَاللَّهُ يُعْطِي فيُجْزِلُ'''
'''فَمَا مِثلُهُ فِيهِمْ وَلَا كَانَ قَبْلَهُ'''\\'''وَلَيْسَ يَكُونُ الدَّهْرُ مَادَامَ يَذْبُلُ'''
'''ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فِعَالِ مَعَاشِرَ'''\\'''وَفِعْلُكَ يَابْنَ [[صفية بنت عبد المطلب|الْهَاشِمِيَّةِ]] أَفْضَلُ.'''}}

=== نظرة الشيعة ===
يرى الشيعة أن الزبير بن العوام كان من أصحاب [[علي بن أبي طالب]]، وأنه كان من المعارضين لخلافة [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]]، ومن الشهود على وصية [[فاطمة الزهراء]]،<ref>[[الشيخ الصدوق]]، [[من لا يحضره الفقيه]]: 2/244</ref> وأنه صوّت لصالح [[علي بن أبي طالب|علي]] ولم يصوّت لصالح [[عثمان بن عفان|عثمان]] في مجلس الشورى بعد وفاة [[عمر بن الخطاب|عمر]]، وكان من أوائل من بايع عليًا بعد مقتل عثمان،<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.shialib.com/الكتب/3687_الجمل-الشيخ-المفيد|عنوان=المفيد، الجمل: ص130|تاريخ الوصول=2020-03-13|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200315171808/http://shiaonlinelibrary.com/|تاريخ أرشيف=2020-03-13}}</ref> ولكنه سرعان ما نقض البيعة، فتروي كتب الشيعة عن علي أنه قال:<ref>[http://shiabooks.net/library.php?id=3842 ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/232] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170702025656/http://shiabooks.net/library.php?id=3842 |date=02 يوليو 2017}}</ref> {{اقتباس مضمن|والله ما أرادا العمرة، ولكنهما أرادا الغدرة.}}

لذلك يرى الشيعة أن الزبير مات كافرًا لقتاله [[علي بن أبي طالب]]، وتروي كتب الشيعة قولًا منسوبًا لعلي يقول فيه:<ref name="شيعة1">[https://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar32/a34.html بحار الأنوار، صـ 331: 340] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160812062235/https://www.aqaed.com/ahlulbait/books/behar32/a34.html |date=12 أغسطس 2016}}</ref> {{اقتباس مضمن|ألا إن أئمة الكفر في الإسلام خمسة [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] و'''الزبير''' و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] و[[عمرو بن العاص]] و[[أبو موسى الأشعري]]}}، وأن انصرافه عن القتال في [[موقعة الجمل|معركة الجمل]] لا يشفع له، وأنه كان من أصحاب [[علي بن أبي طالب]] ولكن ابنه [[عبد الله بن الزبير]] هو الذي أغواه ليخالف عليًا.<ref name="شيعة1"/>

== شخصيته في السينما والتلفزيون ==
* [[2010]]: مسلسل [[القعقاع بن عمرو التميمي (مسلسل)|القعقاع بن عمرو التميمي]] عن قصة حياة [[القعقاع بن عمرو التميمي]] بطولة [[سلوم حداد]]. وقام بدور الزبير بن العوام الممثل [[تيسير إدريس]].<ref>[https://elcinema.com/work/1053458 مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي 2010، طاقم العمل، موقع السينما] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180116071246/https://www.elcinema.com/work/1053458/ |date=16 يناير 2018}}</ref>
* [[2011]]: [[معاوية والحسن والحسين (مسلسل)|معاوية والحسن والحسين]]، وقام بتجسيد دور الزبير بن العوام الممثل [[طلحت حمدي]].<ref>[https://elcinema.com/work/2005517 مسلسل معاوية والحسن والحسين 2011، طاقم العمل، موقع السينما] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180116113610/https://www.elcinema.com/work/2005517/ |date=16 يناير 2018}}</ref>
* [[2010]]: مسلسل [[رايات الحق (مسلسل)|رايات الحق]] عن فترة حكم أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب. وقام بدور الزبير بن العوام الممثل [[محمد حداقي]].<ref>[https://elcinema.com/work/1408673/cast مسلسل رايات الحق 2010، طاقم العمل، موقع السينما] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170908134420/http://www.elcinema.com/work/1408673/cast |date=08 سبتمبر 2017}}</ref>

== انظر أيضًا ==
{{أعمدة متعددة}}
* [[العشرة المبشرون بالجنة]].
* [[المبشرون بالجنة من غير العشرة]].
* [[أهل الحل والعقد]].
* [[علي بن أبي طالب]].
* [[طلحة بن عبيد الله]].{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[عائشة بنت أبي بكر]].
* [[فتنة مقتل عثمان]].
* [[موقعة الجمل]].
* [[رجال حول الرسول]].
* [[الخلافات السياسية بين الصحابة (كتاب)]].
* [[ضريح الزبير بن العوام]].
{{نهاية أعمدة متعددة}}

== مراجع ==
{{مراجع}}
=== معلومات ===
{{مراجع|مجموعة=معلومة}}
=== كتب ===
* [https://books.google.com.eg/books?id=i2uPQgAACAAJ&dq=الزبير+بن+العوام&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjR5JW08qXNAhXESBQKHV-mA78Q6AEIIjAC الزبير بن العوام، سلسلة أبطال الإسلام 7، المكتبة العصرية للنشر والتوزيع].
* [http://waqfeya.com/book.php?bid=8616 محض المرام في فضائل الزبير بن العوام، ليوسف بن الحسن بن عبد الهادي بن المبرد].
* [https://www.goodreads.com/book/show/7506656 حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم، لعلي محمد الصلابي].
* [https://books.google.com.eg/books?id=s11DngEACAAJ&dq=الزبير+بن+العوام&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiF6MmC_6XNAhXFvxQKHVooBGQQ6AEINTAG الزبير بن العوام، لصابر عبده إبراهيم، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، دار الفرقان للنشر والتوزيع، 1986].
* [https://books.google.com.eg/books?id=mlMwnwEACAAJ&dq=الزبير+بن+العوام&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiF6MmC_6XNAhXFvxQKHVooBGQQ6AEIOjAH الزبير بن العوام حواري رسول الله (ص) ج4، لخليل الصمادي، مكتبة العبيكان - الرياض، 2001].

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1721&id=114&sid=658&ssid=676&sssid=677 رجال حول الرسول، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، لمحمد راتب النابلسي].
* [http://www.saaid.net/Doat/yahia/187.htm ترجمة الزبير بن العوام، موقع صيد الفوائد].
* [https://web.archive.org/web/20171007221324/http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/36531 شجاعة الزبير بن العوام، لأبي عمار محمود المصري، موقع الكلم الطيب].
* [http://islamstory.com/ar/الزبير_بن_العوام ترجمة الزبير بن العوام على موقع قصة الإسلام].
* [https://web.archive.org/web/20181024014953/http://www.alukah.net/sharia/0/35140 سيرة الزبير بن العوام، شبكة الألوكة].
{{شريط سفلي محمد}}
{{أمراء الصحابة}}
{{العشرة المبشرون بالجنة}}
{{شجرة عائلة العشرة المبشرين بالجنة}}
{{المبشرون بالجنة}}
{{صحابة}}
{{السابقون الأولون}}
{{صحابة شهدوا غزوة بدر}}
{{صحابة شهدوا غزوة أحد}}
{{صحابة شهدوا غزوة الخندق}}
{{صحابة هاجروا إلى الحبشة}}
{{فقهاء الصحابة}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|شبه الجزيرة العربية|محمد|الخلافة الراشدة|أعلام|الإسلام|العرب|التاريخ الإسلامي|السياسة|صحابة}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=12 أكتوبر 2016|النسخة=21372584}}

[[تصنيف:أشخاص من الخلافة الراشدة]]
[[تصنيف:أشخاص من الفتح الإسلامي لفارس]]
[[تصنيف:أشخاص من الفتنة الأولى]]
[[تصنيف:أمراء جيوش الخلافة الراشدة]]
[[تصنيف:العشرة المبشرون بالجنة|زبير]]
[[تصنيف:الفتح الإسلامي لمصر]]
[[تصنيف:بنو أسد بن عبد العزى]]
[[تصنيف:جنرالات عرب]]
[[تصنيف:حقوقيون في القرن 7]]
[[تصنيف:شهداء الصحابة]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا بيعة الرضوان]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا غزوة أحد]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا غزوة الخندق]]
[[تصنيف:صحابة شهدوا غزوة بدر]]
[[تصنيف:صحابة هاجروا الهجرة الأولى إلى الحبشة]]
[[تصنيف:عرب في الحروب الإسلامية البيزنطية]]
[[تصنيف:عرب في القرن 7]]
[[تصنيف:عسكريون قتلوا في عمليات قتالية]]
[[تصنيف:علماء حديث]]
[[تصنيف:قادة مسلمون في العصور الوسطى]]
[[تصنيف:قريش]]
[[تصنيف:محدثو الصحابة]]
[[تصنيف:مواليد 28 ق هـ]]
[[تصنيف:مواليد 594]]
[[تصنيف:مواليد في مكة]]
[[تصنيف:وفيات 36 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 656]]
[[تصنيف:وفيات في البصرة]]