عرض مصدر أدولف هتلر

{{تحويل غير مباشر|هتلر}}
{{معلومات صاحب منصب
| سبب الوفاة = [[وفاة أدولف هتلر#الانتحار|انتحار]]
| الدين = - [[المسيحية]] (وفقًا لكتابه "كفاحي") <br />
- [[معتقدات هتلر الدينية]]
}}
'''أدولف هتلر''' {{ألمانية|Adolf Hitler}} ([[20 أبريل]] [[1889]] - [[30 أبريل]] [[1945]]) هو زعيم [[ألمانيا النازية]]، ولد في [[الإمبراطورية النمساوية المجرية]] في قرية [[براوناو أم إن]] على الحدود مع الإمبراطورية الألمانية، وكان زعيم حزب [[الحزب النازي|العمال الألماني الاشتراكي الوطني]] والمعروف باسم [[الحزب النازي]]. حكم [[ألمانيا النازية]] في الفترة ما بين عامي [[1933]] و[[1945]] حيث شغل منصب [[مستشار الرايخ|مستشار الدولة]] {{ألمانية|Reichskanzler}} في الفترة ما بين عامي [[1933]] و[[1945]]، والفوهرر {{ألمانية|Führer}} في الفترة ما بين عامي [[1934]] و[[1945]]. واختارته [[تايم (مجلة)|مجلة تايم]] واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في [[القرن 20|القرن العشرين]].<ref name="test">[https://time.com/time/time100/leaders/profile/hitler.html Time 100]، Adolf Hitler. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090930212344/http://www.time.com/time/time100/leaders/profile/hitler.html |date=30 سبتمبر 2009}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>

وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في [[الحرب العالمية الأولى]] بِجانب [[القيصرية الألمانية|ألمانيا]]، انضم هتلر إلى [[الحزب النازي]] في عام [[1920]] وأصبح زعيمًا له في عام [[1921]]. وبعد سجنه إثر [[انقلاب بير هول|محاولة انقلاب]] فاشلة قام بها في عام [[1923]]، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد [[قومية|القومية]] و[[معاداة الشيوعية]] و[[كاريزما|الكاريزما]] (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في [[خطابة|إلقاء الخطب]] وفي الدعاية.

في عام [[1933]]، عُيِّنَ مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة [[الشمولية|شمولية]] و[[ديكتاتورية]] و[[فاشية]]. وانتهج هتلر [[سياسة خارجية]] لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي {{ألمانية|Lebensraum}} (ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود [[ألمانيا النازية|لألمانيا النازية]] وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد عَمِل الجيش الألماني ([[فيرماخت]]) الذي قام هتلر بإعادة بنائه [[غزو بولندا (1939)|بغزو بولندا]] في عام [[1939]] مما أدى إلى اندلاع [[الحرب العالمية الثانية]]، وخلال ثلاث سنوات، احتلت [[ألمانيا]] و[[دول المحور]] معظم قارة [[أوروبا]]، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من [[إفريقيا|أفريقيا]] ودول [[شرق آسيا|شرق]] و[[جنوب شرق آسيا]] والدول المطلة على [[المحيط الهادئ|المحيط الهادي]]، وثلث مساحة الاتحاد السوفيتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحت [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|دول الحلفاء]] في أن تكون لها الغلبة في النهاية.

وفي عام [[1945]]، نجحت جيوش [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|الحلفاء]] في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى [[معركة برلين|سقوط]] [[برلين]]. وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام [[1945]]، تزوج هتلر من عشيقته [[إيفا براون]] بعد قصة حب طويلة. وبعد أقل من يومين، [[وفاة أدولف هتلر|انتحر]] العشيقان.<ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = Wistrich | الأول = Robert S. | عنوان = Who's Who In Nazi Germany? |ردمك= 978-0415118880 | مسار = https://www.jewishvirtuallibrary.org/eva-braun | تاريخ الوصول = 2008-09-07 | سنة = 1995 | ناشر = Routledge | مكان = London| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161114074050/http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Holocaust/braun.html | تاريخ أرشيف = 14 نوفمبر 2016}}</ref> وحرقت جثتيهما على بعد أمتار من تقدم [[الجيش الأحمر|الجيش السوفيتي]] في [[برلين]].

ينظر بعض المؤرخين لهتلر بأنه شخصية فريدة من نوعها في التاريخ الألماني، حيث حاول هتلر تحسين الظروف السياسية والاقتصادية للشعب الألماني خلال فترة حكمه. وعلى الطرف الآخر، يعتبر مؤرخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث؛ حيث تسببت سياساته في قتل ملايين المدنيين والعسكريين، خلال [[الحرب العالمية الثانية]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.nazism.net/about/adolf_hitler/#Legacy|عنوان= Adolf Hitler تم الوصول إليه في 30 نوفمبر 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006001303/http://www.nazism.net:80/about/adolf_hitler/ | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018}}</ref>

== سنوات حياته الأولى ==
[[ملف:Hitler house in Leonding.jpg|تصغير|يمين|المنزل في ليوندينج في النمسا حيث قضى هتلر مراهقته المبكرة (صورة التقطت في 1984)|192x192بك]]
[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-1989-0322-506, Adolf Hitler, Kinderbild retouched.jpg|تصغير|293x293px|أدولف هتلر في طفولته|يمين]]
[[ملف:Гитлер 1900 г. в центре.jpg|تصغير|يمين|هتلر (في الوسط) مع زملاء الدراسة. سنة 1900|192x192بك]]

ولد أدولف هتلر في [[20 أبريل]] [[1889]] في [[براوناو أم إن|برونو]] بالإمبراطورية النمساوية المجرية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Shirer|1961|p=21}}</ref> كان تسلسل هتلر هو الأبن الرابع من أصل ستة أبناء. أما والده فهو [[ألويس هتلر]] ([[1837]] - [[1903]]) الذي كان يعمل موظفًا في الجمارك، وكانت والدته [[كلارا هتلر]] ([[1860]] - [[1907]]) هي الزوجة الثالثة لوالده؛ ونظرًا لأن الهوية الحقيقة لوالد ألويس شكلت سرًا غامضًا في تاريخ الرايخ الثالث، كان من المستحيل تحديد العلاقة البيولوجية الحقيقية التي كانت تربط بين ألويس وكلارا؛ وهو الأمر الذي استدعى حصولهما على إعفاء بابوي لإتمام زواجهما. ومن بين الأبناء الستة وهم ثمرة زواج ألويس وكلارا لم يصل إلى مرحلة المراهقة سوى أدولف وشقيقته [[باولا هتلر|باولا]] التي كانت أصغر منه بسبع سنوات. وكان لألويس ابن آخر اسمه ألويس هتلر الابن وابنة اسمها أنجيلا من زوجته الثانية.<ref name="bull25">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=25}}</ref>

عاش هتلر طفولة مضطربة؛ حيث كان أبوه عنيفًا في معاملته له ولأمه حتى أن هتلر نفسه صرح أنه كان يتعرض عادة للضرب في صباه من قبل أبيه. وبعدها بسنوات تحدث هتلر إلى مدير أعماله قائلًا: «''عقدت - حينئذ - العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار. أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال على مؤخرتي.''» <ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Toland|1991|pp=12–13}}</ref> ويعتقد المؤرخون أن تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد اشير إليه في جزء من فصول كتابه [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]] والذي وصف فيه هتلر وصفًا تفصيليًا واقعة عنف عائلي ارتكبها أحد الأزواج ضد زوجته. وتفسر هذه الواقعة بالإضافة إلى وقائع الضرب التي كان يقوم بها والده ضده سبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيهِ بالاستياء الشديد من والده.

غالبًا ما كانت أسرة هتلر تنتقل من مكان لآخر حيث انتقلت من [[براوناو أم إن|برونو آم إن]] إلى مدينة باسساو ومدينة لامباتش ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينة [[لينتس|لينز]]. وكان هتلر الطفل طالبًا متفوقًا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، وهي سنتهُ الأولى في المدرسة الثانوية عندما كان يعيش في [[لينتس|لينز]]، وكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية. وقال معلموه عنه إنه «لا يرغب في العمل». ولمدة عام واحد كان هتلر في نفس الصف الدراسي مع [[لودفيغ فيتغنشتاين|لودفيج فيتجنشتاين]] الذي يعتبر واحدًا من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في القرن العشرين.<ref>Lackey, Douglas.</ref><ref>1999</ref><ref>"What Are the Modern Classics?</ref><ref>The Baruch Poll of Great Philosophy in the Twentieth Century"</ref> وبالرغم من أن الولدين كانا في العمر نفسه تقريبًا، فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين.<ref>Hamann, Hitler's Vienna</ref> ولم يتم التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت، وكذلك من تذكر أحدهما للآخر.<ref>The controversial book</ref>

صرح هتلر معقبًا على هذا أن تعثره التعليمي كان نابعًا من تمرده على أبيه الذي أراده أن يحذو حذوه ويكون موظفًا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في أن يكون رسامًا. ويدعم هذا التفسير الذي قدمه هتلر ذلك الوصف الذي وصف به نفسه بعد ذلك بأنه فنان أساء من حوله فهمه. وبعد وفاة ألويس في الثالث من شهر [[يناير]] في عام [[1903]]، لم يتحسن مستوى هتلر الدراسي. بل ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته.

وفي كتابه [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]] أرجع هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التي قرأ فيها كتاب من كتب والده عن [[الحرب الفرنسية البروسية]] والذي جعله يتساءل حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن [[القيصرية الألمانية|ألمانيا]] أثناء الحرب.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.mondopolitico.com/library/meinkampf/v1c1.htm|عنوان= ''In the House of my Parents''|ناشر=Mondo Politico| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181005051848/http://www.mondopolitico.com:80/library/meinkampf/v1c1.htm | تاريخ أرشيف = 5 أكتوبر 2018}}</ref>

=== النسب والأصول ===
{{عدة صور
 | align = left
 | direction = horizontal
 | image1 = Klara Hitler.jpg
 | width1 = 126
 | caption1= والدة هتلر، [[كلارا هتلر|كلارا]]
 | image2 = Alois Hitler in his last years.jpg
 | width2 = 141
 | caption2 = والد هتلر، [[ألويس هتلر|ألويس]]
}}

كان والد هتلر - [[ألويس هتلر]] - مولودًا غير شرعي. وخلال السنوات التسع والثلاثين الأولى من عمره، حمل [[ألويس هتلر|ألويس]] لقب عائلة والدته وهو تشيكلجروبر.

وفي عام [[1876]]، حمل ألويس لقب زوج والدته يوهان جورج هيتلر. وكان يمكن كتابة الاسم بأكثر من طريقة كالآتي: ''Hiedler '' و''Huetler'' و''Huettler'' و''Hitler''، وربما غير أحد الموظفين كتابة صيغته إلى ''Hitler''. وقد يكون الاسم مشتقًا من «الشخص الذي يعيش في كوخ» (ألمانية فصحى: Hütte) أو من «الراعي» (ألمانية فصحى: hüten = يحرس) والتي تعني في [[اللغة الإنجليزية|الإنجليزية]] ''ينتبه'' أو قد يكون مشتقًا من الكلمة [[لغات سلافية|السلافية]] ''Hidlar'' و''Hidlarcek''. (وفيما يتعلق بالنظريتين الأولى والثانية، فإن بعض اللهجات الألمانية قد يمكنها التمييز إلى درجة بسيطة أو لا يمكنها التمييز بين الصوتين ''ü-'' و''i-'' عند النطق.

وقد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الأصلى لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت طائراتهم تقوم بعملية إنزال جوي على المدن الألمانية لمنشورات تحمل عبارة "Heil Schicklgruber" تذكيرًا للألمان بنسب زعيمهم. وبالرغم من أن هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونيًا، فإنه قد ارتبط أيضًا باسم هيدلر عن طريق جده لأمه يوحنا هيدلر.

أما الاسم «أدولف» فهو مشتق من [[اللغة الألمانية العليا القديمة|الألمانية القديمة]] ويعني «الذئب النبيل» (ويتكون الاسم منِ Adel التي تعني النبالة، بالإضافة إلى كلمة ذئب). وهكذا، كان واحدًا من الألقاب التي أطلقها أدولف على نفسه ''الذئب'' ([[اللغة الألمانية|ألمانية]]: Wolf) أو ''السيد ذئب'' ([[اللغة الألمانية|ألمانية]]: Herr Wolf). وقد بدأ في استخدام هذه اللقب في أوائل العشرينات من القرن التاسع عشر وكان يناديه به المقربون منه فقط (حيث لقبه أفراد عائلة فاجنر باسم العم ذئب) حتى سقوط الرايخ الثالث.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Langer, Walter C.|1972|p=246}}</ref> وقد عكست الأسماء التي أطلقها على مقرات القيادة المختلفة له في كل أنحاء [[أوروبا القارية]] ذلك، فكانت أسماؤها ''[[وكر الذئب]]'' في [[بروسيا الشرقية]]، و''Wolfsschlucht'' في [[فرنسا]]، و''Werwolf'' في [[أوكرانيا]] وغيرها من الأسماء التي كانت تشير إلى هذا اللقب. علاوةً على ذلك، عرف هتلر باسم «آدي» بين المقربين من عائلته وأقاربه.

وكان جد هتلر لأبيه على الأرجح واحدًا من الأخوين يوهان جورج هيدلر أو يوهان نيبوموك هيدلر. وسرت الشائعات بأن هتلر كان ينتسب إلى اليهود عن طريق واحد من أجداده؛ لأن جدته ماريا شيكلجروبر قد [[حمل]]ت عندما كانت تعمل كخادمة في أحد البيوت اليهودية. وأحدث المعنى الكامن في هذه الشائعات دويًا سياسيًا هائلًا حيث أن هتلر كان نصيرًا متحمسًا لإيديولجيات [[عنصرية]] [[معاداة السامية|ومعادية للسامية]]. وقد حاول خصومه جاهدين إثبات نسب هتلر إلى أصول يهودية أو [[جمهورية التشيك|تشيكية]]. وبالرغم من أن هذه الإشاعات لم تثبت صحتها أبدًا، فإنها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكي يقوم بإخفاء أصوله. ووفقًا لما ذكره روبرت جي إل وايت في كتابه ''الإله المضطرب عقليًا: أدولف هتلر''، فقد منع هتلر بقوة القانون عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية. وبعد ضم [[النمسا]] إلى [[ألمانيا النازية|ألمانيا]]، عَمِل هتلر بتحويل المدينة التي عاش فيها والده إلى منطقه لتدريب المدفعية.

=== النشأة ===
{{مفصلة|لوحات بريشة أدولف هتلر}}
بدءًا من عام [[1905]]، عاش هتلر حياة [[بوهيمية]] في [[فيينا]] على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له. ورفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي [[1907]] و[[1908]] لأنه «غير مناسب لمجال الرسم» وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجال [[عمارة|الهندسة المعمارية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=30–31}}</ref> وعكست [[ذكريات (ألبوم)|مذكراته]] افتتانه بهذا الموضوع:

{{اقتباس خاص| كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، ولكنني نادرًا ما كنت ألتفت إلى أي شيء آخر سوى المتحف نفسه. فمنذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، كنت أتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، ولكن كانت المباني دائمًا هي التي تستولي على كامل انتباهي.<ref name="Kampf-vol1ch2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hitler|1998|loc=§2}}</ref>|20بك}}

وبعد نصيحة رئيس المدرسة له، اقتنع هو أيضًا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولكن كان ينقصه الإعداد الأكاديمي المناسب للالتحاق بمدرسة العمارة.

{{اقتباس خاص| وفي غضون أيام قلائل، أدركت في أعماقي إنني يجب أن أصبح يومًا مهندسًا معماريًا. والحقيقة هي أن سلوكي هذا الطريق كان مسألة شاقة للغاية حيث إن إهمالي لإتمام دراستي في المدرسة الثانوية قد ألحق الضرر بي لأنه كان ضروريًا إلى حد بعيد. وكان لا يمكن أن التحق بالمدرسة المعمارية التابعة للأكاديمية دون أن أكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية والتي كان الالتحاق بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانوية. ولم أكن قد قمت بأية خطوة من هذه الخطوات. فبدا لي أن تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيلًا بالفعل.<ref name="Kampf-vol1ch2"/>|20بك}}

وفي [[21 ديسمبر]]، [[1907]]، توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا. وبأمر من أحد المحاكم في [[لينتس|لينز]]، أعطى هتلر نصيبه من الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقته [[باولا هتلر|باولا]]. وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر أموالًا عن واحدة من عماته، وحاول أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، كان ماله كله قد نفد. وفي عام [[1909]]، عاش هتلر في مأوى للمشردين. ومع حلول عام [[1910]]، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في ميلمنستراسه النمساوية.

وصرح هتلر أن اعتقاده بوجوب [[معاداة السامية]] ظهر لأول مرة في [[فيينا]] التي كان تعيش فيها جالية [[اليهودية|يهودية]] كبيرة تشتمل على [[يهودية أرثوذكسية|اليهود الأرثوذكس]] الذين فروا من [[إبادة جماعية|المذابح المنظمة]] التي تعرضوا لها في [[روسيا]].<ref name="Kampf-vol1ch2"/> وعلى الرغم من ذلك، فقد ورد على لسان أحد أصدقاء طفولته وهو [[أوجست كوبزيك]] أن ميول هتلر «المؤكدة في [[معاداة السامية]]» قد ظهرت قبل أن يغادر [[لينتس|لينز]] في النمسا.<ref name="Kampf-vol1ch2"/> وفي هذه الفترة، كانت [[فيينا]] مرتعًا لانتشار روح التحيز الديني التقليدية، وكذلك للعنصرية التي ظهرت في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]. ومن الممكن أن يكون هتلر قد تأثر بكتابات لانز فون ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادية للسامية، وكذلك بآراء المجادلين من رجال السياسة أمثال: كارل لويجر مؤسس [[الحزب الاشتراكي المسيحي (النمسا)|الحزب الاشتراكي المسيحي]] وعمدة فيينا، بالإضافة إلى المؤلف الموسيقي [[ريخارد فاغنر|ريتشارد فاجنر]] وجورج ريتر فون شونيرر، وهو أحد زعماء حركة [[قومية ألمانية|القومية الألمانية]] التي عرفت باسم ''بعيدًا عن روما!''؛ وهي الحركة التي ظهرت في أوروبا في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] والتي كانت تهدف إلى توحيد الشعوب التي تتحدث [[اللغة الألمانية|الألمانية]] في [[أوروبا]]. ويزعم هتلر في كتابه [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]] أن تحوله عن فكرة معارضة [[معاداة السامية]] من منطلق ديني إلى تأييدها من منطلق عنصري جاء من احتكاكه باليهود الأرثوذكس وإذا كان هذا التفسير صحيحًا، فمن الواضح أن هتلر لم يكن يتصرف وفقًا لهذا المعتقد الجديد. فقد كان غالبًا ما ينزل ضيفًا على العشاء في منزل أحد النبلاء اليهود بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع لوحاته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hamann|1999}}</ref>

وربما تأثر هتلر أيضًا بقراءته للدراسة التي قام بها [[مارتن لوثر]] والتي كان عنوانها ''"عن اليهود وأكاذيبهم"'' {{إنج|On the Jews and their Lies}}. وفي كتابه [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]] يشير هتلر إلى [[مارتن لوثر]] باعتباره محاربًا عظيمًا ورجل دولة حقيقي ومصلحا عظيما، وكذلك كان كل من [[ريخارد فاغنر|فاجنر]] و[[فريدرش العظيم|فريدريك الكبير]] بالنسبة له.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hitler|1998|loc=§7}}</ref> وكتب فيلهلم روبك عقب واقعة [[الهولوكوست]]، قائلًا: "مما لا شك فيه أن [[لوثرية|مذهب مارتن لوثر]] كان له تأثير على التاريخ السياسي والروحي والاجتماعي في [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] بطريقة - بعد التفكير المتأمل في كل جوانبها - يمكن وصفها بأنها كانت جزءًا من أقدار ألمانيا.

وزعم هتلر أن [[يهود|اليهود]] كانوا أعداءً [[آرييون|للجنس الآري]]. كما ألقى على كاهل اليهود مسؤولية الأزمة التي حدثت في [[النمسا]]. واستطاع الوقوف على صور محددة من [[اشتراكية|الاشتراكية]] و[[بلشفية|البلشفية]] التي تزعمها العديد من القادة اليهود - كنوع من أنواع الحركات اليهودية - ليقوم بعمل دمج بين [[معاداة السامية]] وبين [[معاداة الشيوعية|معاداة الماركسية]]. وفي وقت لاحق، ألقى هتلر باللوم في هزيمة الجيش الألماني أثناء [[الحرب العالمية الأولى]] على [[الثورة الألمانية (1918–1919)|ثورات عام 1918]] ومن ثم، اتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع أهداف [[المستعمرات الألمانية|ألمانيا الاستعمارية]]، وكذلك في التسبب في المشكلات الاقتصادية التي ترتبت على ذلك.

وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات، قرر هتلر عدم صلاحية [[نظام برلماني|النظام البرلماني]] الديمقراطي للتطبيق. وبالرغم من ذلك - ووفقًا لما قاله أوجست كوبيتسك، والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من الأوقات - أن هتلر كان مهتمًا بأعمال ال[[أوبرا (موسيقى)|أوبرا]] التي ألفها [[ريخارد فاغنر|فاجنر]] أكثر من اهتمامه بآرائه السياسية.

واستلم هتلر الجزء الأخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913 لينتقل بعدها للعيش في [[ميونخ|ميونيخ]]. وكتب هتلر في [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]] أنه كان يتوق دائمًا للحياة في مدينة ألمانية «حقيقية». وفي [[ميونخ|ميونيخ]]، أصبح هتلر أكثر اهتمامًا بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات [[هيوستن ستيوارت تشامبرلين|هوستن ستيوارت تشامبرلين]]. كما أن انتقاله إلى [[ميونخ|ميونيخ]] قد ساعده أيضًا على التهرب من أداء [[تجنيد إجباري|الخدمة العسكرية]] في [[النمسا]] لبعض الوقت بالرغم من أن الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الأمر من إلقاء القبض عليه. وبعد فحصه جسديًا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه، تقرر أنه غير لائق لأداء [[تجنيد إجباري|الخدمة العسكرية]] لأنه على ما يبدو كان هزيلًا جدًا وقتها وتم السماح له بالعودة إلى [[ميونخ|ميونيخ]]. ومع ذلك، وعندما دخلت ألمانيا [[الحرب العالمية الأولى]] في [[أغسطس]] من عام [[1914]]، تقدم هتلر بالتماس لملك [[بافاريا]] [[لودفيش الثالث ملك بافاريا|لودفيج الثالث]] للسماح له بالخدمة في بالجيش. وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Shirer|1961}}</ref>

=== الحرب العالمية الأولى ===
[[ملف:Bundesarchiv Bild 146-1974-082-44, Adolf Hitler im Ersten Weltkrieg retouched.jpg|تصغير|يسار|هتلر وزملاؤه في فترة الحرب العالمية الأولى]]
[[ملف:Hitler 1914 1918.jpg|تصغير|هتلر أثناء الحرب العالمية الأولى]]
خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر؛ والذي عرف باسم ''فوج ليست''؛ نسبةً إلى قائده الأول. وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف على [[الجبهة الغربية (الحرب العالمية الأولى)|الجبهة الغربية]]، وكان معرضًا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=50–51}}</ref> كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على [[الجبهة الغربية (الحرب العالمية الأولى)|الجبهة الغربية]]، وتضمنت هذه المعارك: [[معركة إيبرس الأولى|معركة يبريس الأولى]] و[[معركة السوم]] و[[معركة أراس (1917)|معركة آراس]] ومعركة باسكيندايلي.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Shirer|1990|p=53}}</ref>

ودارت [[معركة إيبرس الأولى|معركة يبريس]] في أكتوبر من عام 1914 والتي شهدت مقتل حوالي 40,000 جندي خلال عشرين يومًا (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها). أما الكتيبة التي كان هتلر فردًا من أفرادها فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي إلى اثنين وأربعين جنديًا بحلول شهر [[ديسمبر]]. وكتب كاتب [[سيرة ذاتية|السير الذاتية]] جون كيجان أن هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه إلى الانعزال والانطواء على نفسه خلال السنوات الباقية للحرب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Keegan|1987|p=239}}</ref>

وتقلد هتلر وسامين تقديرًا لشجاعته في الحرب. حيث تقلد [[الصليب الحديدي|وسام الصليب الحديدي]] من الدرجة الثانية في عام [[1914]]، وتقلد أيضًا وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى في عام [[1918]]؛ وهو تكريم نادرًا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=52}}</ref> ومع ذلك، لم تتم ترقية هتلر إلى رتبة أونتيروفيزير (وهي رتبة تعادل [[عريف (رتبة عسكرية)|العريف]] في الجيش البريطاني) نظرًا لكونه يفتقر إلى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج الذي كان ينتمي إليه. ويقول بعض المؤرخين الآخرين أن السبب وراء عدم ترقيته يرجع إلى أنه لم يكن مواطنًا ألمانيًا. وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادةً بالمخاطر، ولكنها سمحت له بمتابعة إنتاج أعماله الفنية. وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات التعليمية لإحدى الصحف التابعة للجيش. وفي عام [[1916]]، أصيب هتلر بجرح إما في منطقة أصل الفخذ <ref>Alastair Jamieson,</ref> أو في فخذه الأيسر <ref>Rosenbaum, Ron,</ref> وذلك أثناء مشاركته في [[معركة السوم]] ولكنه عاد إلى الجبهة مرةً أخرى في مارس من عام [[1917]]. وتسلم شارة الجرحى في وقت لاحق من نفس العام. وأشار سباستيان هافنر إلى تجربة هتلر على الجبهة موضحًا أنها سمحت له على أقل تقدير بفهم الحياة العسكرية.

وفي [[15 أكتوبر]] [[1918]]، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم [[غاز الخردل|بغاز الخردل]]. ويشير العالم النفسي الإنجليزي [[ديفيد لويس]] وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجةً [[اضطراب التحويل|اضطراب تحولي]] (والذي كان معروفًا في ذلك الوقت باسم [[هستيريا|هيستريا]]).<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Lewis|2003}}</ref> وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعًا أن سبب وجوده في الحياة هو «إنقاذ ألمانيا.» ويحاول بعض الدارسين - خاصةً لوسي دافيدوفيتش، <ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Dawidowicz|1986}}</ref> أن يبرهنوا على أن نية هتلر في إبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الأمر. ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام [[1941]] بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد عقد عليه العزم في وقت لاحق في عام [[1942]].

[[ملف:Hitler in WWI.gif|تصغير|225x225px|هتلر مع بعض زملائه أثناء الحرب العالمية الأولى]]
كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، وأثناء الحرب أصبح وطنيًا متحمسًا أشد الحماس للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطنًا ألمانيًا حتى عام 1932. ورأى هتلر أن الحرب هي «أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته». وفي وقت لاحق، أشاد به عدد من قادته تقديرًا لشجاعته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Keegan|1987|p=238–240}}</ref> وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=60}}</ref> ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يؤمن '''[[أسطورة الطعنة في الظهر|بأسطورة الطعنة في الظهر]]''' ([[اللغة الألمانية|بالألمانية]]: Dolchstoßlegende) التي قالت بإن الجيش «الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة» قد «تعرض لطعنة في الظهر» من قادة مدنيين و[[ماركسية|ماركسيين]] على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاء السياسيون فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر.

وحرمت [[معاهدة فرساي]] ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة أخرى على ألمانيا. وأعادت المعاهدة الوجود لدولة [[بولندا]] من جديد؛ وهو الأمر الذي اعتبره لألمان - حتى المعتدلين منهم - نوعًا من أنواع الإهانة. وحملت المعاهدة ألمانيا مسؤولية كل فظائع الحرب، وهو الأمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثال [[جون كيغان|جون كيجان]] الآن باعتباره على أقل تقدير تطبيقًا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر؛ فقد طغت الصفة العسكرية على معظم الأمم الأوروبية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى بشكل متزايد وكانت هذه الأمم تتلهف للقتال. وكان إلقاء اللوم على ألمانيا هو الأساس لفرض [[إصلاح (سياسة)|إصلاحات]] على ألمانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه الإصلاحات بشكل متكرر وفقًا للخطط المعروفة باسم خطة داوس، خطة يونج، وخطة هوفر. أما ألمانيا، فقد رأت أن [[معاهدة فرساي|المعاهدة]] وخاصةً البند رقم 231 منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسؤولية ألمانيا عما حدث في الحرب نوعًا من أنواع الإهانة. فعلى سبيل المثال، كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة الألمانية من صفتها العسكرية يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط، ويمنعها من الاحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألف من الجنود إلا تحت ظروف التجنيد الإجباري التي يمكن أن تفرضها الحرب. وكان [[معاهدة فرساي|لمعاهدة فرساي]] دورًا مهمًا في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه من [[نازية|النازيين]] أثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع «مجرمي نوفمبر» على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرةً أخرى. واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة أمام هؤلاء الساسة في [[معاهدة فرساي|مؤتمر باريس للسلام]].

== دخول هتلر إلى عالم السياسة ==
{{مفصلة|معتقدات هتلر السياسية}}

[[ملف:Hitlermember.png|تصغير|نسخة من بطاقة العضوية المزورة الخاصة بهتلر في حزب العمال الألماني (DAP).وكان رقم العضوية الحقيقي لهتلر هو 555 (ومعناه العضو الخامس والخمسون في قائمة أعضاء الحزب - واضيف الرقم 5 ليبدو عدد أعضاء الحزب أكبر)، ولكن فيما بعد جرى تقليل الرقم ليترك انطباعًا بأن هتلر كان واحدًا من الأعضاء المؤسسين للحزب. وقد كان هتلر يرغب في تكوين الحزب الخاص به، ولكن الأوامر صدرت إليه من رؤسائه في قوة الدفاع الوطنية بأن يخترق صفوف الحزب الموجود فعلًا.|يمين]]

وبعد انتهاء [[الحرب العالمية الأولى]]، ظل هتلر في الجيش وعاد إلى [[ميونخ|ميونيخ]] حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي اغتيل كورت آيسنر؛ وذلك على خلاف تصريحاته التي أعلنها في وقت لاحق.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.historisches-lexikon-bayerns.de/document/artikel_44676_bilder_value_6_beisetzung-eisners3.jpg|عنوان=1919 Picture of Hitler|ناشر=Historisches Lexikon Bayerns| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20151107142007/http://www.historisches-lexikon-bayerns.de/document/artikel_44676_bilder_value_6_beisetzung-eisners3.jpg | تاريخ أرشيف = 7 نوفمبر 2015 |حالة المسار=dead}}</ref> وفي أعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية، شارك هتلر في حضور دورات «الفكر القومي» التي كان ينظمها ''قسم التعليم والدعاية'' التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم ''رايخسفير'' في مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت إشراف كابتن كارل ماير. والقي اللوم على الشعب اليهودي الذي ينتشر أفراده في كل أنحاء العالم، وعلى الشيوعيين، وعلى رجال السياسة من كل الانتماءات الحزبية؛ خاصةً تحالف فايمار الائتلافي.

وفى [[يوليو]] عام [[1919]]، عين هتلر في منصب جاسوس للشرطة، وكان يتبع قيادة الاستخبارات التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية رايخسفير من أجل التأثير على الجنود الآخرين [[تجسس|واختراق]] صفوف حزب صغير؛ وهو حزب العمال الألماني (DAP).وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب [[آنتون دريكسلر]] [[معاد السامية|المعادية للسامية]] [[قومية|والقومية]] [[مناهضة الرأسمالية|والمناهضة للرأسمالية]] والمعارضة لأفكار[[ماركسية|الماركسية]]. وكانت أفكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من الأفكار الاشتراكية «غير اليهودية» ومن الإيمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب دريكسلر فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما أصبح هتلر أيضًا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، أدعى هتلر إنه العضو السابع من الأعضاء المؤسسين للحزب.

كما التقى هتلر مع [[ديتريخ إيكهارت|ديتريش إيكارت]] وهو واحد من المؤسسين الأوائل للحزب، كما كان عضوًا في الجمعية السرية المعروفة باسم «جمعية ثول».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Fest|1970}}</ref> وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب أن ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس. ووجه هتلر عميق شكره إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]]. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب، قام الحزب بتغيير اسمه إلى [[الحزب النازي|حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني]].

وكان تسريح هتلر من الجيش في [[مارس]]، عام [[1920]]، فبدأ مدعومًا بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب الأعلى في المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب. وفي بدايات عام [[1921]]، تمكن هتلر من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة بشكل كامل. وفي [[فبراير]]، تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آلاف فرد في [[ميونخ|ميونيخ]]. وللدعاية لهذا الاجتماع، أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملون [[صليب معقوف|الصليب المعقوف]] محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة التي وضعوها. انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرًا لشخصيتهِ الفظة، وخطاباته [[جدلية|الجدلية العنيفة]] المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة [[قومية|القومية]] وغيرهم من الاشتراكيين غير [[تدويل|المؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول]]؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة [[ماركسية|للماركسيين]] و[[اليهودية|لليهود]].

واتخذ حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني <ref>بعد أن تغير اسم الحزب رسميًا إلى هذا الاسم في عام 1920 بإضافة "الاشتراكي الوطني" إلى أول الاسم</ref> من ميونيخ مقرًا له. وكانت ميونيخ في ذلك الوقت أرضًا خصبة لمناصري [[قومية ألمانية|القومية الألمانية]] الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائم [[جمهورية فايمار]] (الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة من عام [[1919]] إلى عام [[1933]] كنتيجة للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب). وبمرور الوقت، لفت هتلر وحركته التي أخذت في النمو أنظار هؤلاء الضباط باعتبارها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم. وفي صيف عام [[1921]]، سافر هتلر إلى [[برلين]] لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية. وفي فترة غيابه، كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال الألماني في [[ميونخ|ميونيخ]].

وتولت إدارة الحزب لجنة تنفيذية نظر أعضاؤها الأساسيون إلى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة. وقام هؤلاء الأعضاء بتشكيل [[:wikt: تحالف|حلف]] مع مجموعة من الاشتراكيين في مدينة [[آوغسبورغ]]. وأسرع هتلر بالعودة إلى [[ميونخ|ميونيخ]] وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسميًا من الحزب في [[11 يوليو]] في عام [[1920]]. وعندما أدرك هؤلاء الأعضاء أن خسارتهم لهتلر ستعني عمليًا نهاية الحزب، انتهز هتلر الفرصة وأعلن عن إمكانية عودته إلى الحزب شريطة أن يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتعًا بالنفوذ المطلق فيه. وحاول أعضاء الحزب الحانقين (بما فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية الأمر. وفي ذلك الوقت، ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان «أدولف هتلر: هل هو خائن؟» ليهاجم تعطش هتلر للاستيلاء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف. وردًا على نشر هذا الكتيب عنه في صحيفة تصدر في [[ميونخ|ميونيخ]]، أقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير، وحظى في وقت لاحق بتسوية بسيطة معهم.

وتراجعت اللجنة التنفيذية [[الحزب النازي|لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني]] عن موقفها في نهاية الأمر واعترفت بهزيمتها، وصوت بين أعضاء الحزب بشأن الموافقة على مطالب هتلر. وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة وأربعين صوتًا من أصوات الأعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لأعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من [[يوليو]]، [[1921]]، قدم أدولف هتلر بصفته [[فورر|فوهرر]] لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الأولى التي اعلن فيها عن هذا اللقب على الملأ.

وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها أفراد الشعب الألماني ليهاجم بها اليهود [[الديمقراطية الاشتراكية|والديقراطيين الاشتراكيين]] [[ليبرالية|والليبراليين]] وأنصار الحكم الملكي الرجعيين [[رأسمالية|والرأسماليين]] والشيوعيين تؤتي ثمارها المرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الأوائل: [[رودلف هس]]، والطيار السابق في القوات الجوية [[هيرمان غورينغ]] وقائد الجيش [[إرنست روم|ايرنست روم]] الذي أصبح بعد ذلك رئيسًا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SA [[كتيبة العاصفة]] التي تولت حماية الاجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين. وكوّن هتلر جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الألمانية؛ والتي اتخذت من مدينة [[نورنبرغ|نورنبيرغ]] مقرًا لها. وكان [[يوليوس شترايخر|يوليوس شترايشر]] رئيسًا لها، وشغل بعد ذلك منصب غوليتر، ويعني قائد الفرع الإقليمي لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في منطقة [[فرنكونيا]]. علاوةً على ذلك، لفت هتلر أنظار أصحاب المصالح التجارية المحليين، وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن أصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ. كما اقترن اسمه باسم القائد العسكري الذي كان ذائعًا في فترة الحرب الجنرال [[إريش لودندورف|ايريك لودندورف]].
{{تحديد}}
=== انقلاب بير هول الفاشل ===
{{مفصلة|انقلاب بير هول}}
[[ملف:Drawing of Adolf Hitler.jpg|معدول|تصغير|يسار|150px|لوحة تصور هتلر؛ تم رسمها في عام 1923.]]
حاولت قوات الحزب النازي الانقلاب على الحكومة عام [[1923]]، ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف هتلر قائد الحزب آنذاك.

كان انقلاب بير هول محاولة انقلابية فاشلة نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل الاستيلاء على السلطة في بافاريا وألمانيا. ابتدأت المحاولة الانقلابية من مساء يوم 8 نوفمبر حتى ظهيرة يوم 9 نوفمبر عام 1923، وكان أدولف هتلر قد قرر استخدام اسم الجنرال إريش لودندورف كواجهة في محاولة الانقلاب التي انتهت بالفشل الذريع وسجن رئيس الحزب النازي آنذاك أدولف هتلر.

=== ''كتاب كفاحي'' ===
{{مفصلة|كفاحي}}
كتاب جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر الملقبة بالنازية. كتبه هتلر أثناء فترة سجنه إثر [[انقلاب بير هول|محاولة الانقلاب]] الفاشلة.

=== إعادة بناء حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني ===

وفي الوقت الذي اطلق فيه سراح هتلر، كان الموقف السياسي في [[جمهورية فايمار|ألمانيا]] قد بدأ يهدأ وأخذت الأحوال الاقتصادية في التحسن مما فرض قيودًا على فرص هتلر في الإثارة والتأليب. وبالرغم من أن [[انقلاب بير هول|انقلاب]] هتلر العسكري قد أكسبه بعض الشهرة على الصعيد القومي، فإن عماد الحزب الذي يترأسه هتلر ظل في مدينة [[ميونخ|ميونيخ]].

ولقد حظر نشاط [[الحزب النازي|حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني]] وأعضائه في [[بافاريا]] عقب فشل الانقلاب. وتمكن هتلر من إقناع هاينريش هيلد - رئيس وزراء بافاريا - بأن يرفع هذا الحظر مستندًا إلى مزاعمه التي أكد فيها على أن الحزب سيسعى الآن إلى الحصول على السلطة السياسية عبر القنوات الشرعية. وبالرغم من تفعيل رفع الحظر المفروض على [[الحزب النازي|حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني]] في 16 فبراير [[1925]]، فإن هتلر قد جلب على نفسه حظرًا جديدًا نتيحةً لخطبة ملتهبة ألقاها تسببت في إثارة الشغب. ونظرًا لحرمانه من إلقاء الخطابات العامة، قام هتلر بتعيين جريجور شتراسر - الذي انتخب في عام [[1924]] لعضوية [[مبنى الرايخستاغ|الرايخستاج]] (البرلمان الألماني)- في منصب رئيس منظمة الرايخ، ومنحه سلطة تنظيم الحزب في شمال ألمانيا. وسلك شتراسر - بالإضافة إلى شقيقه الأصغر أوتو شتراسر [[يوزف غوبلز|وجوزيف جوبلز]] - مسلكًا بدأت استقلاليته في التزايد مع مرور الوقت ليؤكد بذلك على وجود العنصر الاشتراكي في برنامج الحزب. وأصبحت قيادة جبهة العمل الألمانية في فرعها الإقليمي في شمال غرب ألمانيا تشكل جبهة معارضة داخلية داخل الحزب لتهدد سلطة هتلر. ولكن، لحقت الهزيمة بهذه الزمرة المنشقة في مؤتمر بامبرج الذي عقد في عام [[1926]] والذي انضم جوبلز خلاله إلى هتلر.

وعقب هذا الصدام، زاد هتلر من مركزية سلطته في الحزب. وأكد على وجود منصب ''القائد الأساسي'' للحزب كمنصب يجعل منه المسؤول الأساسي عن تنظيم شؤون الحزب. فلا يتم انتخاب القادة من قبل الجماعات التي يقومون بقيادتها، ولكن يقوم رؤساؤهم من ذوي المراكز الأعلى بتعيينهم ويكون لهم أيضًا الحق في مساءلتهم، بينما يتمتع هؤلاء القادة بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركزًا. وتماشيًا مع ازدراء هتلر لفكرة [[ديمقراطية|الديمقراطية]] فقد جعل كل السلطة والنفوذ تنتقل من أعلى لأسفل.

وكان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتها [[معاهدة فرساي|معاهدة فيرساي]] للمهانة والتي فرضها الحلفاء الغربيون على [[القيصرية الألمانية|الأمبراطورية الألمانية]] المهزومة. وخسرت ألمانيا جزءًا ذا أهمية اقتصادية من أراضيها في [[أوروبا]] إلى جانب مستعمراتها. واعترافًا منها بتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب، وافقت على دفع مبلغًا ضخمًا يقدر إجماليًا بحوالي مائة واثنين وثلاثين مليار [[مارك ألماني]] من أجل إصلاحات الخسائر التي خلفتها الحرب. واستاء معظم الألمان في مرارة من بنود [[معاهدة فرساي|المعاهدة]]، ولكن كانت المحاولات السابقة التي قام بها النازيون للحصول على تأييد الشعب الألماني بإلقاء اللوم على «الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم» غير مقبولة بين جمهور الناخبين. وسرعان ما تعلم الحزب الدرس، فبدأ دعاية ماهرة تمزج بين [[معاداة السامية]] والهجوم على الأخطاء التي قام بها «نظام فايمار» والأحزاب السياسية الموالية له.

وبعد فشل الانقلاب الذي قاده هتلر للإطاحة [[جمهورية فايمار|بجمهورية فايمار]]، انتهج هتلر «إستراتيجية الشرعية»: ''وهي تعني الامتثال الرسمي لمبادئ [[جمهورية فايمار]] حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية. ومن ثم، يمكنه استغلال المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتورًا على البلاد.'' وقد عارض بعض أعضاء الحزب، لاسيما ممثلي كتيبة العاصفة شبه العسكرية، هذه الاستراتيجية التي انتهجها هتلر. وسخر روم وآخرون من هتلر وأطلقوا عليه اسم أدولف الشرعي.

== الوصول إلى السلطة ==
{{مفصلة|وصول هتلر للسلطة}}
{| border="2" class="prettytable"
|-
| align="center" colspan="5"|'''نتائج انتخابات الحزب النازي'''
|-
| align="center"|'''التاريخ'''
| align="center"|'''عدد الأصوات'''
| align="center"|'''النسبة المئوية'''
| align="center"|'''عدد المقاعد في الرايخستاج'''
| align="center"|'''الخلفية التاريخية'''
|-
| align="Right"|مايو، 1924
| align="right"|1.918.300
| align="right"|6.5
| align="right"|32
| align="Right"| هتلر في السجن
|-
| align="Right"|ديسمبر، 1924
| align="right"|907.300
| align="right"|3.0
| align="right"|14
| align="Right"|إطلاق سراح هتلر من السجن
|-
| align="Right"|مايو، 1928
| align="right"|810.100
| align="right"|2.6
| align="right"|12
| align="Right"| &nbsp;
|-
| align="Right"|سبتمبر، 1930
| align="right"|6.409.600
| align="right"|18.3
| align="right"|107
| align="Right"|بعد الأزمة المالية
|-
| align="Right"|يوليو، 1932
| align="right"|13.745.800
| align="right"|37.4
| align="right"|230
| align="Right"|عقب ترشيح هتلر للرئاسة
|-
| align="Right"|نوفمبر، 1932
| align="right"|11.737.000
| align="right"|33.1
| align="right"|196
| align="Right"| &nbsp;
|-
| align="Right"|مارس، 1933
| align="right"|17.277.000
| align="right"|43.9
| align="right"|288
| align="Right"|أثناء فترة عمل هتلر كمستشار لألمانيا
|}
{{تحديد}}

== الرايخ الثالث ==
{{مفصلة|ألمانيا النازية}}
{{نازية}}
[[ملف:Bundesarchiv Bild 102-16004, Adolf Hitler mit Hermann Göring.jpg|تصغير|يسار|هتلر مع [[هيرمان غورينغ]] عام 1934]]
بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك من [[معاهدة فرساي]] و[[شيوعية|الشيوعية]] و«البلاشفة اليهود» (الذين أثروا سلبًا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية) وكذلك من تأثير الأقليات الأخرى «غير المرغوب فيها». واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد {{ألمانية|Gleichschaltung}}.

=== الاقتصاد والثقافة ===
أشرف هتلر على واحدة من أكبر التوسعات في مجال الإنتاج الصناعي والتطويرات المدنية التي شهدتها ألمانيا طوال تاريخها. وقد اعتمد في ذلك على أسلوب تعويم الديون وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة. وشجعت السياسة النازية النساء على المكوث في المنزل لإنجاب الأطفال والعناية بالمنزل. وهكذا، تحدث أدولف هتلر في إحدى خطبه التي ألقاها في [[سبتمبر]] من عام [[1943]] أمام الرابطة الاشتراكية الوطنية للمرأة فقال إنه بالنسبة للمرأة الألمانية: «لا بد أن يتركز عالمها حول زوجها وعائلتها وأطفالها وبيتها». وعزز هتلر الإيمان بهذه السياسة بمنحه صليب الشرف الخاص بتكريم الأم الألمانية {{إنج|Cross of Honor of the German Mother}} لكل امرأة تلد أربعة من الأطفال أو أكثر. وفعليًا، تراجع معدل البطالة عن طريق عاملين أساسيين وهما: إنتاج الأسلحة وعودة النساء للمكوث في منازلهن حتى تتحن الفرصة للرجال للحصول على الوظائف التي كن يشغلنها. لذلك، كان الإدعاء الذي ساد في هذه الفترة بأن الاقتصاد الألماني استطاع أن يصل تقريبًا إلى [[العمالة الكاملة]] يرجع جزئيًا - وذلك على أقل تقدير - إلى الدعاية البارعة التي تم استخدامها في هذا العهد. وحصل هتلر على معظم التمويل الذي استخدمه في إعادة بناء البلاد وإعادة التسلح من سياسة التلاعب بالعملة للتأثير على الأسعار في الأسواق التجارية التي قام بها [[يالمار شاخت|هيلمار شاخت]]؛ وهو رئيس [[البنك الاتحادي الألماني|البنك المركزي الألماني]] في هذا العهد والمسؤول عن العملة. وتضمنت سياسة التلاعب إصدار سندات مشكوك في أمرها ومنها تلك التي كانت تعرف باسم "Mefo bills"، وهي سندات إضافة قامت حكومة النازي بإصدارها - بدءًا من عام [[1934]] وما بعده - تحت غطاء شركة "Metallurgische Forschung" وعرف اسمها اختصارًا باسم "MEFO".
[[ملف:Bundesarchiv Bild 102-04062A, Nürnberg, Reichsparteitag, SA- und SS-Appell.jpg|تصغير|يمين|[[احتفالية نوريمبرج]] عام 1934]] كذلك، أشرف هتلر على واحدة من أكبر حملات تطوير البنية التحتية في التاريخ الألماني. واشتمل هذا التطوير على إنشاء العديد من السدود، والطرق السريعة التي تسير عليها المركبات، وطرق السكك الحديدية إلى جانب عدد آخر من الإنشاءات المدنية. وأكدت سياسات هتلر على أهمية الحياة الأسرية؛ وهي الحياة التي يسعى فيها الرجل وراء كسب لقمة العيش بينما تكون الأولوية في حياة المرأة لتربية الأطفال والعناية بشؤون المنزل. وجاء هذا الانتعاش في مجالي الصناعة والبنية التحتية على حساب المستوى العام للمعيشة؛ على الأقل بالنسبة لمن لم يتأثروا بحالة البطالة المزمنة التي كانت تسيطر على البلاد أثناء عهد [[جمهورية فايمار]] السابقة (التي تم إعلانها عام 1919 في مدينة فايمر الألمانية)، وذلك لأن الأجور قد تم تخفيضها قليلًا في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية على الرغم من ارتفاع نفقات المعيشة بنسبة خمسة وعشرين بالمائة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Shirer|1990}}</ref> وبالرغم من ذلك، فقد شعر العمال والفلاحون - وهي الفئات التي كانت تعطي أصواتها لصالح [[الحزب النازي|حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني]] - بطفرة في مستوى المعيشة الخاص بهم.

ووجهت حكومة هتلر رعايتها لفن العمارة على نطاق واسع، واشتهر [[ألبرت شبير|ألبرت سبير]] بأنه المعماري الأول في حكومة [[ألمانيا النازية|الرايخ]]، ولا يفوق الشهرة التي اكتسبها سبير كمعماري قام بتنفيذ رؤية هتلر الكلاسيكية التي أعاد بها تفسير الحضارة الألمانية إلا دوره الفعال الذي قام به كوزير للتسلح والذخيرة في السنوات الأخيرة [[الحرب العالمية الثانية|للحرب العالمية الثانية]]. وفي عام [[1936]]، قامت برلين باستضافة [[الألعاب الأولمبية الصيفية 1936|دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية]] التي افتتحها هتلر بنفسه [[الموسيقى المصاحبة للعرض|وتم وضع ألحانها]] بحيث تظهر تفوق الجنس الآري على كل الأجناس البشرية الأخرى، الأمر الذي جعل هذه الدورة تحقق نتائج مشوشة.

وبالرغم من أن هتلر كان قد خطط لإنشاء شبكة متكاملة من [[شبكة سكك حديدية عريضة|السكك الحديدية العريضة]] {{ألمانية|Breitspurbahn}} فإن نشوب الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى التراجع عن إتمام هذا المشروع العملاق. فلو كانت هذه الشبكة العريضة والمتكاملة من خطوط السكك الحديدية قد تم إنشاؤها بالفعل لكان عرضها سيصل إلى ثلاثة أمتار، وكانت بذلك ستفوق في اتساعها شبكة السكك الحديدية القديمة التي أنشأتها شركة Great Western Railway في المملكة المتحدة.

أسهم هتلر بشكل بسيط في تصميم السيارة التي تم إطلاق اسم [[فولكس فاغن بيتل|فولكسفاجن بيتل]] عليها بعد ذلك. وقد عهد هتلر بمهمة تصميم السيارة وصناعتها إلى [[فرديناند بورش]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف={{Ill-WD2|Wistrich, Robert S.|id=Q7349524}}|عنوان=Who's Who in Nazi Germany|مكان=[[نيويورك (ولاية)|ولاية نيويورك]]|ناشر=[[روتليدج (دار نشر)|روتليدج]]|سنة=2002|صفحة=193}}</ref> وقد تم إرجاء إنتاج هذه السيارة أيضًا بسبب نشوب الحرب.

اعتبر هتلر أن [[أسبرطة|اسبرطة]] هي أولى الدول التي طبقت مبادئ الاشتراكية القومية، وامتدح السياسة التي انتهجتها مبكرًا من أجل [[تحسين النسل]]، والطريقة التي عاملت بها النسل المشوه من الأطفال.<ref>{{استشهاد بكتاب |الأول=Adolf |الأخير=Hitler|عنوان=Hitler's Secret Book |مسار= https://www.worldfuturefund.org/wffmaster/Reading/Germany/Radical%20Ecology.htm#EUGENICS%20JUSTIFIED%20BY%20NATURE |مكان=[[نيويورك (ولاية)|ولاية نيويورك]]|ناشر=[[Grove Press]]|صفحة=18 |سنة=1961|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190808010843/http://www.worldfuturefund.org:80/wffmaster/Reading/Germany/Radical%20Ecology.htm|تاريخ أرشيف=2019-08-08}} {{استشهاد ويب |مسار=http://www.worldfuturefund.org/wffmaster/Reading/Germany/Radical%20Ecology.htm |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=24 يوليو 2009 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190726213437/http://www.worldfuturefund.org/wffmaster/Reading/Germany/Radical%20Ecology.htm |تاريخ أرشيف=26 يوليو 2019 |حالة المسار=bot: unknown}}</ref>

ويعتبر الخلاف حول مسألة «التحديث» الذي تبناه هتلر من أهم الموضوعات التي يثور حولها الجدال عند مناقشة السياسات الاقتصادية التي انتهجها هتلر. ويعتقد بعض المؤرخين مثل: [[ديفيد شوينباوم|دافيد شونباوم]] [[هنري اشبي تيرنر|وهنري اشبي تيرنر]] أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تبناها هتلر كانت نوعًا من أنواع التحديث يراد به السعي وراء أهداف ضد الحداثة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kershaw|2000a|pp=166–168}}</ref> وأكدت مجموعة أخرى من المؤرخين - خاصةً [[راينر تسيتلمان]] - على أن هتلر قد تعمد انتهاج سياسة تسعى وراء التحديث الثوري للمجتمع الألماني.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kershaw|2000a|pp=244–245}}</ref>

=== إعادة التسلح والتحالفات الجديدة ===
{{مفصلة|قوات دول المحور|اتفاقية المحور|إعادة التسلح النازي|استعدادات ألمانيا النازية للحرب العالمية الثانية|}}
[[ملف:HitlerMussolini1934Venice.jpg|تصغير|300بك|أدولف هتلر وبينيتو موسوليني أثناء الزيارة التي قام بها هتلر لفينسيا في الفترة ما بين الرابع عشر والسادس عشر من يونيو في عام 1934.]]

خرجت ألمانيا من [[الحرب العالمية الأولى]] بهزيمة مذلة مما أجبرها على التوقيع على [[معاهدة فرساي]] والتي حملت ألمانيا مسؤولية الحرب وأرغمت على دفع [[تعويضات الحرب العالمية الأولى|تعويضات للمتضررين]]، مما أثقل كاهل الاقتصاد والشعب الألماني بالكثير من الأعباء المالية وولد شعور بالذلة والمهانة بين أفراد الشعب والرغبة في استرداد الكرامة الضائعة للوطن.

سياسيا، نتج عن الهزيمة سقوط الرايخ الثاني وتأسيس [[جمهورية فايمار]]، التي بدأت برنامجًا سريًا [[إعادة تسلح الرايخ الثالث|لإعادة التسلح]] خارقة بذلك بنود معاهدة فرساي. بقي البرنامج محدود النشاط لفترة إلى أن اعتلى أدولف هتلر قمة هرم السلطة في عام 1933، وحينئذ أعطي البرنامج أولوية أولى، مما تطلب تقوية بعض العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول الغنية بالمواد الخام التي تحتاجها الصناعات العسكرية [[الصين|كالصين]].

كما شهدت فترة حكم النازي التي سبقت [[الحرب العالمية الثانية]]، الكثير من مشاهد التحول في السياسات الخارجية [[ألمانيا|لألمانيا]]، على سبيل المثال:
* تحسين العلاقات مع [[بولندا]] رغم استقطاع [[معاهدة فرساي]] لبعض الأراضي الألمانية لصالح بولندا ثم الاتجاه لضمها إلى ألمانيا في بداية [[الحرب العالمية الثانية|الحرب]].
* قطع العلاقات مع [[الصين]] وتوقيع [[الاتفاق الثلاثي|اتفاقية المحور]] مع [[اليابان]].
* الدخول في تحالف مع [[إيطاليا]] رغم انسحابها من المعسكر الألماني في [[الحرب العالمية الأولى]] والتي يمكن اعتبارها خيانة عسكرية والتي كانت من الأسباب الرئيسية لخسارة ألمانيا للحرب.

== الحرب العالمية الثانية ==
{{مفصلة|الحرب العالمية الثانية}}
=== انتصارات دبلوماسية مبكرة ===
==== التحالف مع اليابان ====
في فبراير 1938، أنهى هتلر أخيرًا الأزمة التي أصابت السياسة الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأقصى؛ والتي تتعلق بالاختيار بين الاستمرار في [[التعاون الصيني الألماني (1911-1941)|التحالف الصيني الألماني غير الرسمي]] والذي يرجع إلى عام [[1911]] أو الدخول في تحالف جديد مع [[اليابان]]. وفضل الجيش تماما في هذا الوقت استمرار ألمانيا في تحالفها مع الصين. وكان كل من وزير الخارجية، [[كونستنتين فون نيورات|كونستنين فون نيورات]]، ووزير الحرب، [[فيرنر فون بلومبرج]]. الذين كان يطلق عليهما اسم «[[اللوبي الصيني]]» يؤيدان [[الصين]]، وحاولا توجيه السياسة الخارجية لألمانيا بعيدا عن الدخول في أي حروب في [[أوروبا]]. ولكن، قام هتلر بصرف الوزيرين من الخدمة في بدايات عام 1938. وبناءً على نصيحة وزير الخارجية الجديد الذي عينه هتلر [[يواخيم فون ريبنتروب|جواشيم فون ريبنتروب]]، المؤيد لليابان بقوة، اختار هتلر إنهاء التحالف مع الصين في سبيل الفوز بتحالف مع اليابان الأكثر قوة وتحضرا. وفي إحدى خطبه أمام «[[مبنى الرايخستاغ|الرايخستاج]]»، تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بولاية [[مانشوكو]]؛ وكانت ولاية في [[منشوريا]] احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة الاسمية عليها. وتخلى عن المطامع الألمانية في مستعمراتها السابقة في [[المحيط الهادئ|المحيط الهادي]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bloch|1992|178–179}}</ref> وأمر هتلر بوقف إرسال شحنات الأسلحة إلى [[الصين]] إلى جانب استدعاء جميع الضباط الألمان المنضمين للجيش الصيني. وانتقامًا من ألمانيا لإنهاء دعمها للصين في حربها ضد اليابان، قام القائد العام الصيني [[شيانج كاي شيك]]، بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية بين [[الصين]] و[[ألمانيا النازية|ألمانيا]]. وكان نتيجة ذلك أن حرمت ألمانيا من المواد الخام، مثل [[تنجستن|التنجستين]] الذي كانت تزودها به الصين في السابق. وأدى إنهاء التحالف الصيني الألماني إلى زيادة مشكلات ألمانيا المتعلقة بإعادة التسلح؛ حيث أن ألمانيا أصبحت الآن مضطرة إلى اللجوء إلى احتياطي العملة الأجنبية المحدود لشراء المواد الخام من السوق المفتوحة.

==== النمسا وتشيكوسلوفاكيا ====
في [[مارس]] من عام [[1938]]، ضغط هتلر على [[النمسا]] من أجل ضمها [[ألمانيا النازية|لألمانيا]]؛ (وأطلق على عملية الاندماج مع النمسا اسم [[أنشلوس|آنشلوس]]) وتم ذلك فعليًا في [[14 مارس]] من العام نفسه حيث دخل هتلر [[فيينا]] منتصرًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Butler|1989|p=159}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=434}}</ref> بعد ضم النمسا طالب هتلر [[السوديت|بإقليم السوديت]] التابع لتشيكوسلوفاكيا والذي تقطنه أغلبية ألمانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|2005|p=425}}</ref>

والتقى السفير البريطاني [[نيفيل هندرسون]] بهتلر في [[3 مارس]] [[1938]] نائبا عن حكومته ليتقدم باقتراح لإقامة اتحاد دولي يهدف إلى السيطرة على معظم [[إفريقيا|القارة الإفريقية]] (على أن يكون [[ألمانيا النازية|لألمانيا]] دور قيادي في هذا الأمر) في مقابل الحصول على وعد من ألمانيا بعدم اللجوء إلى الحرب لتغيير الحدود.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Crozier|1988|p=236}}</ref> إلا أن هتلر رفض عرض [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]؛ حيث أنه كان مهتمًا بالتوسع في [[أوروبا الشرقية]] أكثر من اهتمامه بالدخول في اتحادات دولية. وبرر هتلر هذا الرفض برغبته في عودة المستعمرات الألمانية في إفريقيا إلى حكم ألمانيا النازية، لا أن يدخل في اتحاد دولي يحكم [[وسط إفريقيا|وسط أفريقيا]]. فضلًا عن ذلك، اعتبر هتلر أنه من الإهانة البالغة من قبل [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أن تملي شروطًا على ألمانيا تتعلق بكيفية إدارة شؤونها في أوروبا في مقابل الحصول على منطقة في [[إفريقيا|أفريقيا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Crozier|1988|p=239}}</ref> وأنهى هتلر حديثه مع [[نيفيل هندرسون|هندرسون]] قائلًا إنه على استعداد للانتظار عشرين عامًا قادمة لاستعادة المستعمرات الألمانية في إفريقيا على أن يقبل شروط بريطانيا الخاصة لتجنب الحرب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|1989|p=84–85}}</ref>

علاوةً على ذلك، عقد هتلر يومي [[28 مارس]] و[[29 مارس]] عام [[1938]] سلسلة من الاجتماعات السرية في [[برلين]] مع [[كونراد هينلين|كونراد هنلاين]]؛ قائد [[حزب الجبهة الداخلية]] {{ألمانية|Heimfront}} وهو أكبر الأحزاب العرقية الألمانية في [[السوديت]]. وفي أثناء هذه الاجتماعات، تم الاتفاق على أن يقدم [[كونراد هنلاين|هنلاين]] ذريعة تغزو بها [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] [[تشيكوسلوفاكيا]] وهي مطالبة الألمان في منطقة سوديتنلاند حكومة [[براغ]] بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي؛ وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك. وفي [[أبريل]] من عام [[1938]]، أخبر هنلاين وزير خارجية [[المجر]] أنه «مهما كانت عروض الحكومة التشيكية سخية، فإنه سيستمر في زيادة المطالب، لإفساد أية وسيلة للتفاهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتدمير [[تشيكوسلوفاكيا]] سريعًا».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=334–335}}</ref> وبشكل غير معلن، لم تكن قضية منطقة [[السوديت|سوديتنلاند]] ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر، بل إن نواياه الحقيقية كانت استغلال هذه القضية كوسيلة يبرر بها داخل البلاد وخارجها شن الحرب على [[تشيكوسلوفاكيا]] وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومة [[براغ]] تلبية مطالب هنلاين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=338–340}}</ref> وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية، ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث عن الاضطهاد الذي يلقاه الألمان في هذه المنطقة. وأخيرًا، لإلقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاء [[جزب الجبهة الداخلية|الجبهة الداخلية]] والسلطات التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيكوسلوفاكيا سريعًا في حملة تستغرق أيامًا قلائل قبل أن تتمكن القوى الأخرى من التدخل. وبما أن هتلر كان يرغب في جني أكبر قدر من الثمار وإكمال ما أطلق عليه اسم «الحائط الغربي» لحماية منطقة [[راينلاند]]، فقد اختار أن يتم الغزو في آخر [[سبتمبر]] أو في بدايات شهر [[أكتوبر]] من عام [[1938]].

أما في أبريل من عام 1938، فقد أمر هتلر القيادة العليا للقوات المسلحة بالتحضير لخطة الاستيلاء على تشيكوسلوفاكيا والتي أطلق عليها اسم [[الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا]] {{ألمانية|Fall Grün}}.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=366}}</ref> وكانت [[أزمة مايو]] التي استمرت في الفترة ما بين [[19 مايو|التاسع عشر]] و[[22 مايو|الثاني والعشرين من مايو]] في عام [[1938]] من العوامل التي أدت إلى زيادة التوتر في [[أوروبا]]. وكانت [[أزمة مايو]] التي حدثت في عام [[1938]] عبارة عن [[إنذار كاذب]] أطلقته الشائعات المنذرة بتعرض [[تشيكوسلوفاكيا]] [[الخطة الاستراتيجية التي وضعها هتلر لغزو تشيكوسلوفاكيا|للغزو]] في نهاية الأسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات المحلية في البلاد وكذلك التقارير الخاطئة التي تحدثت عن تحركات خطيرة للجيوش الألمانية على طول الحدود التشيكية قبل إجراء الانتخابات مباشرة. ومن العوامل الأخرى التي أكدت على ذلك قتل الشرطة التشيكية لاثنين من الألمان العرقيين وتلميحات [[يواخيم فون ريبنتروب|ريبنتروب]] التي تحمل معنى العنف [[نيفيل هندرسون|لهندرسون]] عندما سأله الأخير عن مدى صحة الأخبار القائلة بوقوع غزو في نهاية الأسبوع. وقد أدى هذا الأمر إلى قيام [[تشيكوسلوفاكيا]] بالتعبئة الجزئية وإطلاق [[لندن]] تحذيرات صارمة من [[الخطة الاستراتيجية التي وضعها هتلر لغزو تشيكوسلوفاكيا|الغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا]] في نهاية الأسبوع، وذلك قبل أن تدرك عدم صحة هذه الشائعات وأنه لا وجود لأي غزو ألماني في نهاية هذا الأسبوع.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bloch|1992|pp=183–185}}</ref> وعلى الرغم من عدم التخطيط لأي غزو في [[مايو]] من عام [[1938]]، فإن البعض في [[لندن]] كانوا يعتقدون بأن [[برلين]] تفكر في هذا الأمر حتمًا مما أدى إلى صدور إنذارين في يومي [[21 مارس|الحادي والعشرين]] و[[22 مارس|الثاني والعشرين من شهر مارس]] مفادهما أن [[المملكة المتحدة]] على استعداد للدخول في حرب إلى جانب [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] في حالة خوض [[فرنسا]] حربًا ضد [[ألمانيا النازية|ألمانيا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=368}}</ref> ومن جانبه، استخدم هتلر كلمات أحد معاونيه من الضباط وعبر عن شعوره «بالغضب» العارم بسبب اضطراره للتراجع بعد عملية التعبئة التي قامت بها [[تشيكوسلوفاكيا]] وبعد تحذيرات كل من [[المملكة المتحدة|لندن]] و[[فرنسا|باريس]] على الرغم من أنه لم يخطط للغزو في نهاية هذا الأسبوع.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kee|1988|p=132}}</ref> وبالرغم من أن مسودة خطة الغزو كانت قد وضعت بالفعل في [[أبريل]] من عام [[1938]] لغزو [[تشيكوسلوفاكيا]] في المستقبل القريب، فإن [[أزمة مايو]] وفكرة الهزيمة الدبلوماسية قد زادتا من قناعة هتلر بصحة المسار الذي اختاره. ويبدو أن [[أزمة مايو]] قد أقنعت هتلر بصعوبة التوسع «دون مساندة بريطانيا»، وأن التوسع «ضد بريطانيا» كان النهج الوحيد القابل للتطبيق في ذلك الوقت.<ref name="Hillgruber pp. 5">Hillgruber, Andreas "England's Place In Hitler's Plans for World Dominion" pp. 5–22 from</ref> ومن النتائج المباشرة التي ترتبت على [[أزمة مايو]] أن هتلر قد أصدر أوامره بإسراع الخطى في صناعة البناء البحرية بصورة تفوق المنصوص عليه في [[الاتفاقية البحرية الأنجلو ألمانية|المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا]]. وجاء لأول مرة في المذكرة المعروفة باسم "Heye memorandum" - والتي صدرت بناءً على أوامر من هتلر - أن الأسطول الملكي البريطاني هو العدو الرئيسي للقوات البحرية الألمانية.<ref>. Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from</ref>

فضلًا عن ذلك، أعلن هتلر في المؤتمر الذي أقيم في [[28 مايو]] في [[1938]] أن قراره الخاص "[[الخطة الاستراتيجية التي وضعها هتلر لغزو تشيكوسلوفاكيا|بسحق تشيكوسلوفاكيا]]" بحلول [[1 أكتوبر|الأول من أكتوبر]] من نفس العام "غير قابل للتغيير". وكان تبريره لهذا الأمر هو أن هذه الطريقة هي التي سيؤمن بها الجناح الشرقي في الجيش "حتى يتمكن من الزحف نحو الغرب في [[إنجلترا]] و[[فرنسا]]".<ref>Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from ''Germany and the Second World War''، Clarendon Press: Oxford, 1990 p.&nbsp;654</ref> وفي المؤتمر نفسه، أعرب هتلر عن اعتقاده الراسخ في أن [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] لن تخاطر بشن حرب إلا بعد الانتهاء من عملية إعادة التسلح التي يعتقد هتلر أنها ستتم بين عامي [[1941]] و[[1942]]. كما ينبغي على ألمانيا أن تتخلص من [[فرنسا]] وحلفائها في أوروبا في الفترة ما بين الأعوام [[1938]] و[[1941]]، وهي الفترة التي ستكون فيها [[إعادة التسليح النازية|عملية إعادة التسلح الألمانية]] لا تزال قيد التنفيذ. وأدى إصرار هتلر الشديد على تنفيذ خطة "[[الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا|Fall Grün]]" في عام [[1938]] إلى إثارة أزمة خطيرة داخل الهيكل القيادي في ألمانيا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|pp=178–184}}</ref> فقد احتج رئيس أركان الحرب، الجنرال [[لودفيغ بيك|لودفيج بيك]]، في سلسلة مطولة من المذكرات قام بتقديمها على أن خطة "[[الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا|Fall Grün]] التي ستتسبب في إشعال حرب عالمية تخسرها ألمانيا. كما حث هتلر على التخلي عن فكرة الحرب التي يخطط لها. أما هتلر فقد رأى أن آراء [[لودفيغ بيك|بيك]] المضادة للحرب ما هي إلا "حسابات طفولية "kindische Kräfteberechnugen".<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|p=183}}</ref>

و بدايةً من شهر [[أغسطس]] في عام [[1938]] وصلت أخبار إلى [[المملكة المتحدة|لندن]] تفيد بأن [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] بدأت في تحريك جنود الاحتياط. كما تسربت بعض الأخبار من قبل عناصر تعارض الحرب في الجيش الألماني بأن الحرب ستشتعل في وقت ما في شهر [[سبتمبر]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kee|1988|p=147}}</ref> وفي النهاية، ونتيجة لضغوط دبلوماسية شديدة من [[فرنسا]] و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]] على وجه الخصوص، كشف الرئيس التشيكي [[إدفارد بينيس]]، يوم [[5 سبتمبر|الخامس من سبتمبر]] في عام [[1938]] عما أطلق عليه اسم «الخطة الرابعة» لإعادة التنظيم الدستوري لدولته والذي يلبي فيها معظم مطالب الألمان في إقليم [[السوديت|سوديتنلاند]] والتي تتعلق بالحكم الذاتي والتي تقدم بها هنلاين في خطابه الذي ألقاه في منطقة [[كارلسباد]] {{ألمانية|Karlsbad}} في شهر [[أبريل]] من عام [[1938]]. كما صرح الرئيس التشيكي بأنه سيبطل كل الذرائع حتى لا يعطي الألمان الفرصة لغزو دولته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=418–419}}</ref> وسرعان ما جاءت استجابة [[حزب الجبهة الداخلية]] بزعامة [[كونراد هنلاين|هنلاين]] لهذا لعرض «الخطة الرابعة» بإثارة سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع الشرطة التشيكية والتي وصلت إلى ذروتها في منتصف سبتمبر مما أدى إلى إعلان [[قانون عرفي|الأحكام العرفية]] في مناطق معينة في [[السوديت|سوديتنلاند]] وكرد فعل لهذا الموقف الحرج، فكر رئيس الوزراء البريطاني [[نيفيل تشامبرلين]]، في اللجوء للخطة التي تم إطلاق اسم [[خطة زي|Plan Z]] عليها، والتي تقضي بسفره إلى ألمانيا والالتقاء بهتلر للتوصل إلى اتفاقية تعمل على إنهاء الأزمة. وفي [[13 سبتمبر|الثالث عشر من سبتمبر]] في عام [[1938]]، تقدم تشامبرلين بعرض للسفر إلى [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] لبحث حل لهذه الأزمة. وهكذا، قرر رئيس الوزراء تنفيذ «خطة ز» ردًا على المعلومات الخاطئة التي أصدرتها المعارضة الألمانية والتي تنذر بأن الغزو الألماني من المتوقع حدوثه في أي وقت بعد يوم [[18 سبتمبر|الثامن عشر من سبتمبر]] من العام نفسه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=428}}</ref> وبالرغم من عدم رضا هتلر عن عرض تشامبرلين، فإنه قد وافق على مقابلة رئيس الوزراء لأن رفضه لهذا العرض سيكذب مزاعمه التي دأب على تكرارها عن كونه رجل سلام لا يدفعه إلى الحرب سوى عناد الرئيس التشيكي [[إدفارد بينيس|بينيس]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=431}}</ref> وفي أثناء القمة التي عقدت في منطقة [[بيرشتيسجادين]] {{ألمانية|Berchtesgaden}}، وعد [[نيفيل تشامبرلين|تشامبرلين]] بالضغط على [[إدفارد بينيس|بينيس]] ليوافق على مطالب هتلر المعلنة بخصوص تحويل تبعية منطقة [[ستودينتلاند]] إلى ألمانيا في مقابل الوعد الذي أبرمه هتلر على مضض بتأجيل اتخاذ أي رد فعل عسكري حتى يتيح الفرصة أمام تشامبرلين ليفي بوعده.<ref name="Middlemas, Keith"/> وما كان هتلر ليوافق على هذا التأجيل إلا لتأكده من فشل تشامبرلين في الحصول على موافقة حكومة براج بتحويل تبعية [[ستودينتلاند]]. ولذلك، أصابه إحباط شديد عندما نجحت الضغوط البريطانية والفرنسية في مساعيها وجعلت حكومة [[تشيكوسلوفاكيا|براج]] تجيبه إلى طلبه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=432, 447}}</ref> ولقد زاد من صعوبة المحادثات التي تمت في [[سبتمبر]] من عام [[1938]] بين هتلر وتشامبرلين اختلاف المفاهيم المتأصلة لدى كل منهما فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تتخذه الخريطة الأوروبية. فقد كان هتلر يهدف إلى التذرع بمشكلة سوديتنلاند لإشعال الحرب، بينما كان تشامبرلين يناضل في سبيل إيجاد حل سلمي للمشكلة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hildebrand|1973|p=72}}</ref>

عندما عاد [[نيفيل تشامبرلين|تشامبرلين]] إلى ألمانيا في [[22 سبتمبر|الثاني والعشرين من سبتمبر]] من العام نفسه لعرض خطة السلام المتمثلة في نقل تبعية سوديتنلاند إلى ألمانيا في قمة يتم عقدها مع هتلر بمنطقة [[باد جوديسبيرغ]] {{ألمانية|Bad Godesberg}}، فوجئ الوفد البريطاني المفوض للتفاوض برفض هتلر تنفيذ الشروط التي وضعها بنفسه في [[بيرشتيسجادين]].<ref name="Middlemas, Keith">Middlemas, Keith</ref> وفي سبيل القضاء على جهود السلام المبذولة من قبل تشامبرلين إلى الأبد، طالب هتلر [[تشيكوسلوفاكيا]] بالتخلي تمامًا عن سوديتنلاند في موعد أقصاه [[28 سبتمبر|الثامن والعشرين من سبتمبر]] في عام [[1938]] ودون إجراء مفاوضات بين [[تشيكوسلوفاكيا|براج]] و[[ألمانيا النازية|برلين]] ودون تفويض دولي لمراقبة عملية نقل التبعية. إلى جانب ذلك، طالب هتلر بعدم إجراء أي استفتاءات عامة في المناطق التي سيتم نقل تبعيتها إلى [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] قبل الانتهاء من هذه العملية. وأضاف هتلر أن [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] لن تتخلى عن خيار الحرب إلا بعد أن تتوصل [[تشيكوسلوفاكيا]] إلى حلول لادعاءات [[بولندا]] و[[المجر]] ضدها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=447}}</ref> ولقد ظهر مدى تباين الآراء بين كل من هتلر و[[نيفيل تشامبرلين|تشامبرلين]] جليًا عندما تعرف الأخير على مطالب الأول الجديدة واحتج على لهجة الإنذار التي اتسمت بها هذه المطالب مما دفع هتلر إلى أن يرد بحجة معاكسة مفادها إنه نظرًا لأن الوثيقة المدون بها مطالبه معنونة باسم «مذكرة»، فهذا يعني أنها ليست إنذارًا.<ref>Dilks, David “`We Must Hope For The Best and Prepare For The Worse’” from</ref>

وفي [[25 سبتمبر|الخامس والعشرين من سبتمبر]] في عام [[1938]]، قامت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] برفض إنذار [[باد جوديسبيرغ]] وبدأت في الاستعداد للحرب.<ref name="Middlemas, Keith"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=448}}</ref> وللتأكيد على هذه النقطة، زار سير [[هوريس ويلسون]] - المستشار الصناعي الأول في الحكومة البريطانية - والمساعد المقرب [[نيفيل تشامبرلين|لتشامبرلين]] هتلر كرسول ليخبره أنه في حالة هجوم [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] على [[تشيكوسلوفاكيا]]، فإن [[فرنسا]] ستنفذ التزاماتها الخاصة بالتحالف بين [[تشيكوسلوفاكيا]] و[[فرنسا]] والتي تم إبرامها في عام [[1924]]. ومن ثم «ستجد [[إنجلترا]] نفسها ملزمة بعرض المساعدة على [[فرنسا]]».<ref name="ReferenceB">Overy, Richard “Germany and the Munich Crisis</ref> وخلال يومي [[27 سبتمبر|27]] و[[28 سبتمبر]] وإصرارًا منه على شن الهجوم المقرر في [[1 أكتوبر|الأول من أكتوبر 1938]]، أعاد هتلر التفكير فيما انتوى أن يقوم به ووافق على اقتراح قدمه [[بينيتو موسوليني|موسوليني]] وتوسط لقبوله خاص بعقد مؤتمر في [[ميونخ|ميونيخ]] يحضره كل من [[نيفيل تشامبرلين|تشابرلين]] و[[بينيتو موسوليني|موسوليني]] ورئيس الوزراء الفرنسي [[إدوار دلادييه]] لبحث الوضع في [[تشيكوسلوفاكيا]].<ref name="ReferenceB"/> أما الأسباب التي دعت هتلر إلى تغيير موقفه، فليست واضحة. ولكن يبدو أن هذه الأسباب تكمن في اتحاد التحذيرات البريطانية والفرنسية على نفس الفكرة خاصةً بعد تحرك الأسطول البريطاني بالفعل مما جعل هتلر يرى أخيرًا النتائج التي ستؤول إليها خطة [[الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا|Fall Grün]]. كذلك ظهوره بمظهر المعتدي نتيجة لطبيعة التصريحات لتي يمكن أن تكون ذريعة لنشوب الحرب والتي أعلنها عن التوقيت الذي يطالب فيه بتحويل تبعية [[ستودينتلاند]]، إلى جانب آراء مستشاريه الألمان بعدم استعداد [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] للدخول في حرب عالمية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية. أيضًا، كانت هناك تلك التحذيرات التي تلقاها من بعض الدول التي كان ينظر إليها على أنها دول حليفة له وتتضمن [[إيطاليا]] و[[اليابان]] و[[بولندا]] و[[المجر]] والتي جاء فيها أنها لن تحارب بالنيابة عن ألمانيا. أخيرًا، كانت هناك إشارات تامة الوضوح إلى أن غالبية الشعب الألماني غير راضِ عن فكرة الحرب بشكل عام.<ref name="ReferenceB"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=452–453, 457}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|1989|p=49}}</ref> بالإضافة إلى ذلك، كانت ألمانيا تعاني من نقص الإمدادات الكافية من الزيت وغيره من المواد الخام الأساسية (لأن المصانع التي كان من المقرر أن تنتج النفط الصناعي لاستخدامه في المجهود الحربي الألماني كانت لم تعمل بعد)، وكان الاعتماد لدرجة كبيرة على الوارادات من الخارج{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|pp=256–260}}. كما أعلنت [[البحرية الألمانية|القوات البحرية الألمانية]] أنه في حالة الدخول في حرب مع [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] فإنها لن تستطيع اختراق الحصار البريطاني. ولأن ألمانيا لم يكن لديها تقريبًا أي مخزون احتياطي من [[نفط|الزيت]]، فإن هذا السبب يكفي وحده لخسارتها الحرب. كما أخبرت وزارة الاقتصاد هتلر أن ألمانيا لا تمتلك سوى 2.6 مليون طن من [[نفط|الزيت]] في الوقت الحالي وأن الدخول في حرب ضد [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]] يستلزم ما لا يقل عن 7.6 مليون طن من [[نفط|الزيت]]. ومنذ [[18 سبتمبر|الثامن عشر من سبتمبر في عام 1938]]، رفضت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] إمداد الرايخ بالمعادن، وفي [[24 سبتمبر|الرابع والعشرين من سبتمبر]] منعت قياة [[البحرية الملكية البريطانية]] السفن البريطانية من الإبحار إلى ألمانيا. وقامت بريطانيا باحتجاز ناقلة البترول ''Invershannon'' التي تحمل 8600 طن من البترول إلى مدينة [[هامبورغ]] بألمانيا مما أدى إلى حدوث تأثيرات سلبية اقتصادية مباشرة على ألمانيا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|p=259}}</ref> ومع الأخذ في الاعتبار أن ألمانيا كانت تعتمد على استيراد النفط (حيث أن 80% من النفط في ألمانيا خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين كان يأتي إليها من قارات العالم الجديد) بالإضافة إلى أن احتمالية دخول ألمانيا في حرب مع بريطانيا كانت ستضعها في حصار يقطع عنها إمدادات النفط التي تحتاجها، يرى المؤرخون أن قرار هتلر بإيجاد حل سلمي وإلغاء خطة [[الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا|Fall Grün]] يرجع إلى مخاوف هتلر حيال مشكلة النفط.[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-R69173, Münchener Abkommen, Staatschefs.jpg|تصغير|200px| هتلر و[[نيفيل تشامبرلين|لتشامبرلين]] و[[إدوار دلادييه|دلادييه]] و[[بينيتو موسوليني|موسوليني]] في مؤتمر ميونيخ الذي أقيم في الثلانين من سبتمبر من عام 1938.]] وفي المؤتمر الذي استغرق يومًا واحدًا وتم عقده في [[ميونخ|ميونيخ]] وحضره كل من هتلر و[[نيفيل تشامبرلين|لتشامبرلين]] و[[إدوارد دالادييه|دالادييه]] و[[بينيتو موسوليني|موسوليني]]، تم توقيع [[معاهدة ميونيخ]] التي استجابت لطلبات هتلر الظاهرية ونقلت تبعية المناطق الموجودة في [[ستودينتلاند]] إلى ألمانيا.<ref name="bull469">Bullock, A.</ref> وبما أن [[المملكة المتحدة|لندن]] و[[فرنسا|باريس]] كانتا قد وافقتا بالفعل على فكرة نقل تبعية المنطقة المتنازع عليها في منتصف شهر [[سبتمبر]]، فإن المؤتمر قد تناول في يوم واحد المحادثات الخاصة بالمسائل الفنية المتعلقة بكيفية تنفيذ عملية نقل التبعية. كما ناقش المؤتمر التنازلات البسيطة التي سيقوم بها هتلر والتي تتمثل في أن تتم عملية نقل التبعية في غضون عشرة أيام في شهر [[أكتوبر]] بتفويض دولي يراقب عملية نقل التبعية، وستنتظر ألمانيا حتى يتم تسوية الإدعاءات [[المجر]]ية [[بولندا|والبولندية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kee|1988|pp=198–200}}</ref> وفي ختام المؤتمر، وقع هتلر معاهدة صداقة ألمانية بريطانية علق عليها تشامبرلين آمالًا كبيرة بينما لم تكن لهذه المعاهدة لدى هتلر أدنى أهمية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kee|1988|pp=201–202}}</ref> وعلى الرغم من أن تشامبرلين كان راضيًا عن [[مؤتمر ميونيخ]]؛ الأمر الذي أدى إلى إدعائه الزائف بأن هذا المؤتمر قد ضمن «تحقيق السلام في الوقت الراهن»، فإن هتلر كان من داخله يشعر بالغضب الشديد لاضطراره «التخلي» عن الحرب التي كان يصبو إلى شنها في عام [[1938]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kee|1988|pp=202–203}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=462–463}}</ref> وكنتيجة للقمة التي تم عقدها، فاز هتلر في استفتاء مجلة [[تايم (مجلة)|تايم]] بلقب [[شخصية العام|رجل العام]] وذلك في عام [[1938]].<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://time.com/time/magazine/article/0,9171,760539-1,00.html|عنوان=Man of the Year|عمل=[[تايم (مجلة)|Time]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130518122107/http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,760539-1,00.html | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2013 |حالة المسار=dead}}</ref> [[ملف:Bundesarchiv Bild 137-004055, Eger, Besuch Adolf Hitlers.jpg|تصغير|يمين|هتلر في حي الالمان في [[ستودينتلاند]] [[أكتوبر]] عام [[1938]]]]

وقد رحب رئيس الوزراء البريطاني [[نيفيل تشامبرلين]]، بهذه المعاهدة باعتبارها «مبادرة للسلام في الوقت الراهن»، ولكن أثناء مساعيهم لاستمالة هتلر وكسب رضائه، تركت كل من [[فرنسا]] و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[تشيكوسلوفاكيا]] تحت رحمة هتلر.<ref name="bull469"/> وبالرغم من أن هتلر كان قد أعلن على الملأ عن سعادته الغامرة إثر تحقيق مطالبه الظاهرية، فإنه كان قد عقد عزمه سرًا على الدخول في حرب في المرة القادمة التي يتاح له فيها ذلك حتى يتأكد من أن مطالب ألمانيا المستقبلية قد تم الحصول عليها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=463}}</ref> ورأى هتلر من وجهة نظره أن مبادرة السلام التي توسطت فيها [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] كانت بمثابة هزيمة دبلوماسية لألمانيا بالرغم من أنها تخدم بشدة مطالب ألمانيا الظاهرية؛ وذلك لأنها أثبتت أن أحلامه للتوسع في الشرق لن تتحقق إلا بالقضاء على قوة بريطانيا.<ref>Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from Rothwell, Victor</ref> وفي أعقاب [[معاهدة ميونيخ]]، شعر هتلر أنه نظرًا لأن [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] لن تتحالف مع [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] أو تلتزم الحياد مما يسمح لألمانيا بتحقيق طموحاتها في [[أوروبا|القارة الأوروبية]]، فقد أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا لألمانيا. وهكذا، حلت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] محل [[الاتحاد السوفيتي]] في ذهنه باعتبارها العدو الرئيسي [[ألمانيا النازية|للرايخ]] من وجهة نظر هتلر؛ الأمر الذي يستلزم إعادة توجيه السياسات الألمانية.<ref name="Hillgruber pp. 5"/><ref name="ReferenceA">{{Harvard citation|Ian Kershaw|2000|id=kershaw2000}}, passim.</ref><ref>Rothwell, Victor</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=506–507}}</ref> وفي خطبة له في [[9 أكتوبر|التاسع من أكتوبر]] عام [[1938]] في مدينة [[نادي ساربروكن|ساربروكين]] {{ألمانية|Saarbrücken}}، أعرب هتلر عن خيبة أمله تجاه [[معاهدة ميونيخ]] عندما هاجم شخصيات اعتبرهم من المحافظين الذين لا يسعون أبدًا إلى تهدأة الأوضاع وهم [[ونستون تشرشل|وينستون تشيرشل]] [[داف كوبر|وألفريد داف كوبر]] [[أنطوني إيدن|وانتوني إيدن]] والذين وصفهم بأنهم زمرة من مثيري الحرب المعادين لألمانيا والذين سيهاجمون ألمانيا في أول فرصة تسنح لهم. وعبر عن اعتقاده أن هؤلاء الأشخاص من الممكن أن يتقلدوا زمام الأمور في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] في أية لحظة.<ref name="ReferenceA" /> وفي نفس الخطاب، أعلن هتلر: ''«نحن الألمان لن نتحمل بعد اليوم هذا التدخل الذي يفرض سلطته علينا. يجب على بريطانيا أن تلتفت لشؤونها هي فقط وتهتم بحل مشكلاتها هي فقط»''<ref>Watt, D.C.</ref> وفي [[نوفمبر]] من عام [[1938]]، أمر هتلر بإطلاق حملة دعائية كبرى ضد بريطانيا تم فيها استخدام عبارات التجريح التي تستنكر «سياسة النفاق» التي تنتهجها بريطانيا للحفاظ على إمبراطوريتها في جميع أنحاء العالم بينما تسعى لمنع الألمان من تكوين إمبراطوريتهم الخاصة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Strobl|2000|pp=161–162}}</ref> وتم تخصيص جزء من هذه الحملة الدعائية لانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بريطانيا في تعاملها مع انتفاضة العرب في كل من [[الانتداب البريطاني على فلسطين|فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني]] وفي [[الهند]]، وكذلك سياسة النفاق التي انتهجتها بريطانيا في انتقادها لحادثة [[ليلة البلور|ليلة الزجاج المحطم]] {{ألمانية|Kristallnacht}}؛ التي وقعت في [[نوفمبر]] من عام [[1938]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Strobl|2000|pp=168–170}}</ref> ويشير هذا إلى تحول هائل عن الأفكار التي سادت خلال السنوات الأولى من عهد [[ألمانيا النازية|الرايخ الثالث]] عندما كانت وسائل الإعلام الألمانية تقدم الإمبراطورية البريطانية في صورة رائعة ومميزة. وفي [[نوفمبر]] من عام [[1938]]، صدر أمر لوزير الخارجية جواشيم فون ريبنتروب بتحويل اتفاقية مكافحة الشيوعية إلى تحالف عسكري مفتوح مناهض لبريطانيا يكون مقدمة لإعلان الحرب على كل من [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]].<ref>Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War from</ref> وفي [[27 يناير|السابع والعشرين من يناير]] في عام [[1939]]، وافق هتلر على تنفيذ الخطة التي عرفت باسم «الخطة زي»، وهو برنامج للتوسع البحري يستمر لمدة خمس سنوات ويدعو إلى تأسيس قوات بحرية ألمانية بحلول عام [[1944]] تضم عشرة بوارج وأربع حاملات للطائرات وثلاثة طرادات مقاتلة وأربعة وأربعين طرادة خفيفة وثمان طرادات ثقيلة وثمانية وستين مدمرة ومائتين وتسعة وأربعين غواصة ألمانية وذلك بهدف سحق [[البحرية الملكية البريطانية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|1989|p=61}}</ref> ويمكن أن نلمس أهمية هذه الخطة من خلال الأوامر التي أصدرها هتلر والتي تقضي برفع [[القوات البحرية الألمانية]] من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولي من حيث الأحقية في الحصول على المواد الخام والأموال والعمالة الماهرة.<ref name="Maiolo, Joseph">Maiolo, Joseph</ref> وفي ربيع عام [[1939]]، أصدر هتلر أوامره إلى [[لوفتفافه|سلاح الجو الألماني]] بالبدء في بناء قوة إستراتيجية من قاذفات القنابل يكون هدفها هدم المدن البريطانية هدمًا تامًا.<ref name="ReferenceA" /> واستدعت خطط هتلر لحربه ضد [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] وجود سلاح هجومي مشترك بين [[القوات البحرية الألمانية]] و[[لوفتفافه|سلاح الجو الألماني]] يقوم بتوجيه «ضربات إبادة سريعة» على المدن وسفن الشحن البريطانية لأنه من المتوقع «أن تستسلم [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] وتعلن الخضوع في اللحظة التي يتم فيها قطع الإمدادات عنها». وتوقع هتلر أن تفوق تجربة الحياة في إحدى الجزر البريطانية تحت وطأة الحصار والمجاعة ونيران القذف قدرة الشعب البريطاني على الاحتمال.<ref name="ReferenceA" />
[[ملف:Bundesarchiv Bild 146-1970-083-42, Magdeburg, zerstörtes jüdisches Geschäft.jpg|تصغير|نوافذ محلات يهودية بعد حادثة [[ليلة البلور|ليلة الزجاج المحطم]]]]
وفي [[نوفمبر]] من عام [[1938]]، ذكر هتلر في أحد خطاباته السرية التي ألقاها أمام مجموعة من الصحفيين الألمان أنه كان مكرهًا على الحديث عن السلام باعتباره الهدف الذي يسعى إليه من أجل أن يتمكن من الوصول إلى مستوى [[إعادة التسليح النازية|إعادة التسلح]] «الذي كان يعتبر مطلبًا ضروريًا، بالنسبة للمرحلة القادمة». وفي نفس الخطاب، أعرب هتلر عن تذمره نظرًا لأن الدعاية الخاصة بالسلام التي أطلقها في الخمس سنوات السابقة قد حققت نجاحًا كبيرًا، وإنه قد حان الوقت الآن لكي يخرج على الشعب الألماني بفكرة الترويج للحرب.<ref>Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and Preparation For War’ pp.&nbsp;68–82 from Germany, Hitler and World War II، Cambridge University Press: Cambridge, Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p.&nbsp;73</ref> وأوضح هتلر أن «التجربة العملية قد برهنت على أن الدعاية التي روجت للسلام في العقد السابق كانت فكرة محفوفة بالمخاطر لأنها من السهل جدًا أن تقنع الشعب بأن الحكومة الحالية تلتزم بقرارها وبنواياها للحفاظ على السلام تحت كل الظروف». وعوضًا عن ذلك، دعا هتلر إلى وجود نوع جديد من الصحافة «تقع على عاتقه مسؤولية تقديم وقائع معينة في السياسة الخارجية بأسلوب يجعل صوت الشعب نفسه يعلو بالهتاف بضرورة البدء في استخدام القوة».<ref>Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and Preparation For War’ pp.&nbsp;68–82 from Germany, Hitler and World War II, Cambridge University Press: Cambridge, Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p.&nbsp;73</ref> وفي وقت لاحق من [[نوفمبر]] في عام [[1938]]، أعرب هتلر عن خيبة الأمل التي كان يشعر بها من تلك النصائح الحريصة التي كان يتلقاها من بعض الجهات.<ref name="Roberston, E.M">Roberston, E.M</ref><ref>Hitler Planning for War and the Response of the Great Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from</ref> وأطلق هتلر على كل من الخبير الاقتصادي [[كارل فريدريش غورديلر|كارل فريدريش جويردلر]] والجنرال [[لودفيغ بيك|لودفيج بيك]] ودكتور [[يالمار شاخت|هيلمار شاخت]] والدبلوماسي [[أولريش فون هاسل]] ورجل الاقتصاد [[ردولف برينكمان]] اسم «دوائر التفكير الحريص أكثر من اللازم»، فقد حاولوا عرقلته عن إتمام مهمته عبر مناشدته بتوخي الحذر في تصرفاته. وكانت حاجة هتلر إلى مهاراتهم، هي التي منعته من «التخلص منهم في يوم من الأيام أو القيام بشيء من هذا القبيل» <ref name="Roberston, E.M"/><ref>Hitler's Planning for War and the Response of the Great Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from</ref>

وفي [[ديسمبر]] من عام [[1938]]، تسلمت مستشارية الفوهرر برئاسة [[فيليب بوهلر]] خطابًا يتعلق بطفلة تدعى [[صوفيا كناور]] مصابة بعجز بدني وذهني شديد وتعيش في مدينة[[ليبزيج]].<ref name="rees1997"/> في تلك الفترة، كانت هناك منافسة شرسة بين مكتب بوهلر، ومكتب مستشارية الرايخ الذي يرأسه [[هانز هاينريش لامرز|هانز هيانريش لامرز]]، والمستشارية الرئاسية بزعامة [[أوتو مايسنر|اوتو مايسنر]]، ومكتب الضابط المساعد لهتلر [[فيلهيلم بروكنر]]، ومكتب نائب الفوهرر الذي كان يسيطر عليه عمليًا [[مارتين بورمان|مارتن بورمان]] على السعي لنيل الحظوة عند هتلر.<ref name="rees1997"/> وكجزء من لعبة القوة التي يستخدمها ضد خصومه، قدم بوهلر الخطاب الذي يتعلق بالطفلة المعاقة إلى هتلر الذي أعرب عن شكره لبوهلر لأنه أطلعه على هذا الأمر، وكان رده على هذا الخطاب هو توجيه أمر إلى طبيبه الشخصي د.[[كارل براندت]] بقتل الطفلة.<ref name="rees1997">Rees, Lawrence</ref> وفي [[يناير]] من عام [[1939]]، أمر هتلر كل من [[فيليب بوهلر|بوهلر]] ود.[[كارل براندت|براندت]] بالبدء منذ تلك اللحظة في قتل جميع الأطفال المعاقين الذين يولدون في ألمانيا.<ref name="rees1997"/> وكان ذلك هو أصل [[جرائم النازيين ضد ذوي الاحتياجات الخاصة|برنامج القتل الرحيم]]. ونتيجة لذلك، أخذ كل من د.[[كارل براندت|براندت]] و[[فيليب بوهلر|بوهلر]] يتصرفان دون الرجوع لهتلر، في محاولة لكسب رضاه حيث قاموا بالتوسع في عملية القتل وفقًا لبرنامج القتل الرحيم لقتل جميع الأطفال المعاقين بدنيًا أو ذهنيًا في ألمانيا كمرحلة أولى ثم قتل البالغين المعاقين كلهم بعد ذلك.<ref name="rees1997"/>

وفي أواخر عام [[1938]] وبدايات عام [[1939]]، أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة التي سببتها مشكلات [[إعادة التسليح النازية|عملية إعادة التسلح]] خاصةً تلك المشكلة التي تتعلق بنقص العملات الصعبة التي كانت تحتاج إليها ألمانيا لشراء المواد الخام التي كانت تنقصها، بالإضافة إلى التقارير التي وردت من [[هيرمان غورينغ|جورينج]] بشأن استحالة تنفيذ الجدول الزمني المقرر «لخطة السنوات الأربعة» بهتلر إلى أن يضطر في يناير من عام [[1939]] إلى أن يصدر على مضض أمرًا ينص على تخفيض حصص المواد التي تلزم قوة الدفاع؛ بحيث يتم تخفيض حصة [[حديد|الصلب]] بنسبة ثلاثين بالمائة، و[[ألومنيوم|الألومنيوم]] بنسبة سبعة وأربعين بالمائة، و[[أسمنت|الأسمنت]] بنسبة خمسة وعشرين بالمائة، و[[مطاط|المطاط]] بنسبة أربعة عشر بالمائة، و[[نحاس|النحاس]] بنسبة عشرين بالمائة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|p=268}}</ref> وفي [[30 يناير|الثلاثين من يناير]] عام [[1939]]، ألقى هتلر خطابًا تحت عنوان «[[التصدير أو الموت]]» يدعو فيه إلى بناء اقتصاد ألماني «هجومي» (أو «معركة الصادارت» كما أطلق عليها هتلر) من أجل زيادة ما تملكه ألمانيا من العملة الأجنبية والتي تحتاج إليها لشراء المواد الخام مثل الحديد عالي الجودة اللازم للمواد العسكرية. وعُرف هذا الخطاب أيضًا باسم «خطاب النبوءة». ويأتي الاسم الذي عرف به هذا الخطاب من «نبوءة» هتلر التي صرح بها في الجزء الأخير من خطابه،

{{اقتباس خاص| هناك شيء واحد أود أن أقوله في هذا اليوم وأود أن يبقى محفورًا في ذاكرة الآخرين وفي ذاكرتنا نحن الألمان: على مدى مشوار حياتي، أتاحت لي الظروف في أحيان كثيرة أن أتنبأ ببعض الأمور التي سخر مني الآخرين عندما صرحت بها. وأثناء كفاحي للوصول إلى السلطة، كان اليهود هم أول من قابل نبواءتي بقدر من السخرية خاصةً عندما صرحت بإنني سأتولى زعامة الدولة في يوم من الأيام، وزعامة الأمة بأسرها، وإنني سأتمكن حينها من تسوية مشكلة اليهود وأقوم بالكثير من الأمور الأخرى. وكانت ضحكاتهم صاخبة، ولكنني أظن إنهم يسخرون منذ فترة طويلة من الوقت على ما لا ينبغي السخرية منه. اسمحوا لي اليوم أن أخبركم مرةً أخرى بواحدة من نبوءاتي. فإذا نجحت القوى المالية اليهودية خارج أوروبا في إقحام الأمم مرةً أخرى في حرب عالمية جديدة، فإن النتيجة لن تكون سيادة البلشفية في كل أرجاء الأرض فحسب - وبالتالي تحقيق اليهود للنصر - بل ستكون هلاك العرق اليهودي في أوروبا!<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Marrus|2000|p=37}}</ref>|20بك}}

ولقد دار جدال تاريخي مهم حول خطاب هتلر المعروف باسم «[[خطاب النبوءة]]». فالمؤرخون أمثال [[ايبرهارد جاكيل]] الذين يعتقدون أن هتلر كان يعني تمامًا ما قاله في خطابه يعتقدون أنه على الأقل منذ إلقاء خطاب النبوءة فإن هتلر كان قد وضع نصب عينيه تنفيذ عمليات إبادة جماعية لليهود كهدف رئيسي يسعى لتنفيذه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Marrus|2000|p=38}}</ref> وقد قال كل من [[لوسي دافيدوفيتش|لوسي داويدوفيتش]] و[[جيرالد فليمينج]] أن هذا الخطاب أفسح المجال أمام هتلر للتصريح بأنه بمجرد إعلانه [[الحرب العالمية الثانية|للحرب العالمية]]، فإنه سيستخدمها كستار لمخططاته الموجودة سابقًا لإبادة اليهود تمامًا. وأغفل كل من [[كريستوفر براونينج]] وجهتي النظر المتعارضتين بشأن الحقيقة التاريخية الخاصة [[الهولوكوست|بالهولوكست]]؛ والتي تقول أحدهما بإن أوامر الهولوكست قد صدرت من بعض مرؤوسي هتلر وإنه لم تكن لديه أبدًا النية لعمل ذلك، بينما تقول وجهة النظر الثانية بإن هتلر كانت لديه النية المبيتة منذ توليه الحكم لإبادة اليهود في الهولوكست. هذا التفسير زعمًا منهم بأنه إذا كان هتلر صادقًا في نواياه التي عبر عنها في خطابه ما كان استمر في تأجيل حكم الإعدام الذي نوى أن ينفذه ضد اليهود لمدة ثلاثين شهرًا؛ وهي الفترة ما بين اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1939 وافتتاح أول [[معسكر اعتقال]] [[معسكر Vernichtungslager|لإبادة اليهود]] في أواخر عام [[1941]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Marrus|2000|p=43}}</ref> علاوةً على ذلك، أشار [[براونينج]] إلى وجود [[خطة مدغشقر]] {{إنج|Madagascar Plan}} في الفترة ما بين عامي [[1940]] و[[1941]] وغيرها من المخططات الأخرى التي تبرهن على أنه لم تكن هناك خطة رئيسية موضوعة بهدف الإبادة الجماعية لليهود. هذا ويرى [[براونينج]] أن [[خطاب النبوءة]] كان مجرد محاولة للتظاهر بالشجاعة من جانب هتلر وأن هناك رابط ضعيف بين هذا الخطاب وبين الكشف الفعلي عن حقيقة السياسات المعادية للسامية التي كان يؤمن بها.

وعلى الأقل يتمثل جزء من السبب الذي دفع هتلر إلى انتهاك [[معاهدة ميوينخ]] - عندما قام بالاستيلاء على النصف [[جمهورية التشيك|التشيكي]] من [[تشيكوسلوفاكيا]] في [[مارس]] من عام [[1939]] - في رغبته في الحصول على مصادر جديدة للثروة والقوة تساعده في التغلب على أزمته الاقتصادية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Murray|1984|pp=268–269}}</ref> وأصدر هتلر أوامره إلى الجيش الألماني بدخول [[براغ]] في [[15 مارس|الخامس عشر من مارس]] في عام [[1939]] بدخول [[قلعة براغ]] التي أعلن منها أن منطقتي [[بوهيميا]] ([[اللغة التشيكية|بالاتشيكية]]:Bohemia) و[[مورافيا]] ([[اللغة التشيكية|بالاتشيكية]]:Moravia) قد أصبحتا تحت الحماية الألمانية.

=== بداية الحرب العالمية الثانية ===
{{مفصلة|الحرب العالمية الثانية}}
كانت هناك ضرورة حتمية من وجهة نظر هتلر - من منطلق منهجه في معاداة [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] - لضم [[بولندا]] إلى جانب ألمانيا باعتبارها دولة تابعة أو حتى دولة محايدة في هذا الصراع. واعتقد هتلر أن تحقيق ذلك يمثل ضرورة على الصعيد الإستراتيجي من ناحية لأنه يضمن تأمين الجانب الشرقي للرايخ، وعلى الصعيد الاقتصادي من ناحية أخرى لتجنب الأثر السلبي للحصار البريطاني.<ref name="ReferenceA" /> وكان طموح ألمانيا في المقام الأول ينصب على تحويل [[بولندا]] إلى دولة تابعة لها، ولكن مع حلول [[مارس]] من عام [[1939]] وعندما رفضت [[بولندا]] المطالب الألمانية ثلاث مرات، عقد هتلر عزمه على تدمير بولندا تنفيذًا للهدف الرئيسي للسياسة الخارجية لألمانيا في عام [[1939]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=537–539, 557–560}}</ref> وفي [[3 أبريل|الثالث من أبريل]] لعام [[1939]]، أمر هتلر قواته العسكرية ببدء التجهيز للمخطط المعروف باسم ''[[غزو بولندا (1939)|غزو بولندا]] {{ألمانية|Fall Weiss}}؛ وهو مخطط يقضي بتنفيذ الغزو الألماني في [[25 أغسطس|الخامس والعشرين من أغسطس]] في عام [[1939]]. وفي [[أغسطس]] من عام [[1939]]، تحدث هتلر مع قادته العسكريين عن خطته الرئيسية لعام [[1939]] فقال: «إقامة علاقة مقبولة بين [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] و[[بولندا]] من أجل محاربة الغرب». ولكن نظرًا لأن البولنديين لن يقبلوا بالتعاون مع ألمانيا من أجل إقامة «علاقة مقبولة» (بمعنى أن يوافقوا على أن تصبح بولندا دولة تابعة لألمانيا)، فقد رأى هتلر أنه لن يكون هناك بديل عن محو بولندا من الوجود.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|p=558}}</ref> وقد أوضح المؤرخ [[جيرهارد فاينبرج]] أن شعب هتلر كان يشتمل على مجموعة تؤمن بفكرة تدمير بولندا (فقد كانت المشاعر المعادية لبولندا قوية جدًا في الجيش الألماني)، ولكنهم كانوا أقل رضا عن فكرة الدخول في حرب مع [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]]. فإذا كان هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه ألمانيا من أجل تدمير [[بولندا]]، سيكون هتلر قد نجح على الأرجح بخطته تلك في التعبير عما يريده شعبه. وفي مناقشاته الخاصة مع أعوانه، كان هتلر دائمًا ما يصف [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] بأنها العدو الأساسي لألمانيا الذي يجب أن تلحق به الهزيمة. ومن وجهة نظره، كان محو [[بولندا]] من الوجود مقدمة ضرورية يجب أن تتم حتى يتمكن من تحقيق الهدف الذي يسعى إليه وهو تأمين الجانب الشرقي من بلاده وإضافة المزيد إلى ''[[مجال حيوي نازي|المجال الحيوي]]'' لألمانيا. وشعر هتلر بالإهانة البالغة من «الوعد» الإنجليزي بحماية الاستقلال البولندي الذي تم الإعلان عنه في [[31 مارس|الحادي والثلاثين من شهر مارس]] في عام [[1939]]، وأخبر معاونيه أنه «سيسقي البريطانيين من مر الكأس حتى يستجيروا» <ref name="Maiolo, Joseph"/>، وفي خطابه الذي ألقاه في مدينة [[فيلهلمسهافن|فيلهيلمسهافن]] {{ألمانية|Wilhelmshaven}} بمناسبة تدشين البارجة "Admiral Tirpitz" في [[1 أبريل|الأول من أبريل]] من عام [[1939]]، هدد هتلر بإلغاء [[المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا]] إذا أصر البريطانيين على «سياسة التطويق» والتي تتمثل في «ضمانهم» للاستقلال البولندي.<ref name="Maiolo, Joseph"/> وكجزء من منهجه الجديد، أبدى هتلر تبرمه في خطاب ألقاه أمام [[مبنى الرايخستاغ|الرايخستاج]] في [[28 أبريل|الثامن والعشرين من أبريل]] في عام [[1939]] من «سياسة التطويق» التي تستعملها [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] مع [[ألمانيا النازية|ألمانيا]]، وأعلن إلغاء كل من [[المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا]] و[[معاهدة عدم الاعتداء الألمانية البولندية]].

ولإيجاد ذريعة للاعتداء على [[بولندا]]، طالب هتلر بضم مدينة [[غدانسك|دانزيج]] {{ألمانية|Danzig}} التي تتمتع بالحكم الذاتي، وكذلك بحقه في إنشاء طرق «إقليمية إضافية» عبر [[الممر البولندي]] الذي تم اقتطاعه من ألمانيا رغمًا عنها بموجب [[معاهدة فرساي]]. وبالنسبة لهتلر، كانت مدينة [[غدانسك|دانزيج]] مجرد ذريعة لتبرير اعتدائه على [[بولندا]] تمامًا كما فعل في حالة منطقة [[ستودينتلاند]] في عام [[1938]] وطوال عام [[1939]]. وبينما تم تسليط الضوء على قضية Danzig كأحد شكاوى الألمان، كان الألمان عادةً ما يرفضون الدخول في مناقشات حول هذه القضية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Weinberg|1980|pp=561–562, 583–584}}</ref> وهكذا، ظهر تعارض ملحوظ في مخططات هتلر بين منهجه طويل الأجل المعادي لبريطانيا - الذي أعد له العدة بالتوسع لحد كبير في «القوات البحرية الألمانية» «والقوات الجوية الألمانية» والذي كان سيستلزم سنوات عديدة حتى يكتمل - وبين سياسته الخارجية الحالية التي انتهجها على مدار عام [[1939]] والتي كانت ستؤدي على الأرجح إلى اندلاع حرب عامة إثر القيام بأعمال مثل الاعتداء على [[بولندا]].<ref>Roberston, E.M.</ref><ref>Hitler Planning for War and the Response of the Great Powers” from Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from</ref> واستطاع هتلر أن يتغلب على التمزق الذي كان يعاني منه بين أهدافه قصيرة الأجل وأهدافه طويلة الأجل بمساعدة وزير الخارجية [[يواخيم فون ريبنتروب|ريبنتروب]]، الذي أخبر هتلر بأن [[فرنسا]] و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]] لن يلتزما بوعودهما تجاه [[بولندا]]، وبالتالي ستكون أي حرب بين [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] و[[بولندا]] حربًا إقليمية محدودة.وأرجع ريبنتروب تقديره للموقف بشكل جزئي إلى إحدى العبارات التي زعم أن وزير الخارجية الفرنسي [[جورج بونيه|جورج بونيت]]، قد قالها له في [[ديسمبر]] من عام [[1938]] عندما أخبره أن [[فرنسا]] الآن تنظر إلى [[أوروبا الشرقية]] باعتبارها منطقة نفوذ تخضع لألمانيا وحدها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bloch|1992|pp=210, 228}}</ref> علاوةً على ذلك، كان منصب ريبنتروب السابق كسفير لألمانيا في [[لندن]] سببًا جعل هتلر ينظر إليه باعتباره الخبير النازي الأول في الشؤون البريطانية؛ وبالتالي كان لنصيحته عند هتلر وزنها وأهميتها. كذلك، أطلع ريبنتروب هتلر على البرقيات الدبلوماسية التي تدعم تحليله فقط دون غيرها من البرقيات التي لا تساند تحليله.<ref>Craig, Gordon "The German Foreign Office from Neurath to Ribbentrop" from</ref>

كما أن السفير الألماني في لندن [[هيربرت فون ديركسن]]، عمد إلى إرسال تقارير من شأنها دعم تحليل ريبنتروب مثل الرسالة التي حملها موفده في [[أغسطس]] من عام [[1939]] والتي ورد فيها أن [[نيفيل تشامبرلين]] يعلم أن «الهيكل الاجتماعي لبريطانيا لن يتحمل الفوضى الناجمة عن الحرب حتى وإن انتصر فيها بالرغم من إيمانه بفكرة الإمبراطورية البريطانية» وبالتالي سيتراجع عن فكرة الحرب.<ref>harvnb 1989</ref> ويمكن ملاحظة الدرجة التي تأثر بها هتلر بنصيحة ريبنتروب من خلال أوامره التي أصدرها ٍإلى الجيش الألماني في [[21 أغسطس|الحادي والعشرين من أغسطس]] في عام [[1939]] بإعلان حالة تعبئة محدودة ضد [[بولندا]] وحدها.<ref>Overy, Richard “Economy Germany, ‘Domestic Crisis’ and War in 1939” from</ref> واختار هتلر آخر [[أغسطس]] كموعد لتنفيذ مخطط ''[[غزو بولندا (1939)|Fall Weiss]]'' وذلك للحد من الأثر السلبي لإعلان حالة التعبئة على الإنتاج الزراعي الألماني.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Robertson|1963|pp=178–180}}</ref> وكانت المشكلات التي نجمت عن الحاجة لبدء الحملة على [[بولندا]] في آخر [[أغسطس]] أو بدايات [[سبتمبر]] حتى يتم الانتهاء منها قبل موسم هطول الأمطار في شهر [[أكتوبر]]، وكذلك حتى تحصل القوات الألمانية على قدر كافِ من الوقت حتى تستطيع الاحتشاد على الحدود البولندية وقد فرضت على هتلر وضعًا وجد نفسه فيه في [[أغسطس]] من عام [[1939]] في أمس الحاجة لتعاون السوفيت معه إذا كان يريد أن يدخل الحرب في هذا العام.

وكانت [[معاهدة ميونيخ]] كافية لتبديد آخر أمل تبقى لدى بعض الدوائر السوفيتيية بالاعتقاد في فكرة «معاهدة الأمن الجماعي» <ref>MAX BELOFF,</ref>، وفي [[23 أغسطس|الثالث والعشرين من أغسطس]] في عام [[1939]]، وافق [[يوسف ستالين|جوزيف ستالين]] على عرض هتلر لإبرام اتفاقية عدم اعتداء [[معاهدة مولوتوف - ريبنتروب|(معاهدة مولتوف-ريبنتروب)]]؛ وهي المعاهدة التي نصت بنودها السرية على الاتفاق على تقسيم [[بولندا]]. وتعتبر الأسباب التي تقف وراء خيارات هتلر في مجال السياسة الخارجية في عام [[1939]] من أهم الموضوعات التاريخية التي يثور الجدال بشأنها. فهناك رأي يقول بإن الأزمة المتعلقة بالبنية الاقتصادية للبلاد هي التي دفعت هتلر لأن «يهرب منها إلى الحرب»؛ وذلك كما يرى المؤرخ الماركسي [[تيموثي ماسون]]. وهناك رأي آخر يقول بإن تصرفات هتلر كانت متأثرة بدرجة أكبر بعوامل غير اقتصادية؛ وهو الرأي الذي يتنباه المؤرخ الاقتصادي [[ريتشارد أوفري]].<ref>Mason, Tim &amp; Overy, R.J.</ref> والمؤرخون الذين تجادلوا بهذا الشأن مثل: [[ويليام كار]] [[جيرهارد فاينبرج|وجيرهارد فاينبرج]] [[ايان كيرشو|وايان كيرشو]] يعتقدون أن أحد الأسباب غير الاقتصادية التي أدت بهتلر إلى أن يتعجل دخول الحرب هي الخوف المرضي الذي كان يستحوذ عليه من فكرة دنو أجله؛ وبالتالي الشعور بعدم وجود الكثير من الوقت أمامه لتنفيذ طموحاته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kershaw|2000b|pp=36–37, 92}}</ref><ref>Weinberg, Gerhard “Hitler's Private Testament of 2 May 1938” pp. 415–419 from</ref> وفي آخر أيام السلام، كان هتلر يتأرجح بين التصميم على محاربة القوى الغربية إذا اضطرته الظروف، وبين العديد من المخططات التي كانت تهدف لإبعاد بريطانيا عن دائرة الحرب. ولكن، على أي حال ما كان هتلر ليتراجع عن هدفه بغزو بولندا.<ref name="ReferenceA" /> وكانت الأسباب التي نجحت في إقناع هتلر بإرجاء الهجوم المقرر على [[بولندا]] لفترة قصيرة من تاريخ [[25 إغسطس|الخامس والعشرين من أغسطس]] وحتى [[ا1 سبتمبر|لأول من سبتمبر]] هي تلك الأخبار التي وردت إليه بتوقيع تحالف إنجليزي بولندي في [[25 أغسطس|الخامس والعشرين من شهر أغسطس]] ردًا على [[الاتفاق الألماني السوفيتي|معاهدة عدم الاعتداء الألمانية الروسية]] (وذلك بدلًا من توطيد الصلات بين [[المملكة المتحدة|لندن]] و[[بولندا|وارسو]] كما تنبأ [[يواخيم فون ريبنتروب|ريبنتروب]])، بالإضافة إلى الأخبار التي وردت إليه من [[إيطاليا]] بأن [[بينيتو موسوليني|موسوليني]] لن يلتزم بالميثاق المعروف باسم [[ميثاق الصداقة والتحالف بين ألمانيا وإيطاليا]] {{إنج|Pact of Steel}} {{ألمانية|Stahlpakt}} {{إيطالية|Patto d'Acciaio}}.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bloch|1992|pp=252–253}}</ref> واختار هتلر أن يقضي أيام السلام الأخيرة إما في مراوغة البريطانيين ومحاولة تحييدهم عن طريق «ضمان الحماية وعدم الاعتداء» الذي تقدم به في [[25 أغسطس|الخامس والعشرين من شهر أغسطس]] في عام [[1939]] إلى [[المملكة المتحدة|الإمبراطورية البريطانية]] أو في إرسال ريبنتروب إلى هندرسون بخطة للسلام في اللحظات الأخيرة قبل نشوب الحرب بشرط زمني يستحيل قبوله حتى يتمكن من إلقاء اللوم على البريطانيين والبولنديين للتسبب في نشوب الحرب.<ref>Weinberg, Gerhard "Hitler and England, 1933–1945</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bloch|1992|pp=255–257}}</ref> وفي [[1 سبتمبر|الأول من سبتمبر]] من عام [[1939]]، قامت ألمانيا [[غزو بولندا (1939)|باجتياح غرب بولندا]]. وأعلنت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]] الحرب على [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] في [[3 سبتمبر|الثالث من سبتمبر]]، ولكن لم تتخذا إجراءات فورية لتفعيل هذا الإعلان. وكان أكثر ما أثار استياء ودهشة هتلر هو تلقيه إعلان الحرب البريطاني في [[3 سبتمبر|الثالث من سبتمبر]] من عام [[1939]]، فالتفت إلى ريبنتروب وسأله: «ماذا سنفعل الآن؟».<ref name="Bloch, Michael">Bloch, Michael</ref> ولم يكن لدى ريبنتروب ما يقوله سوى أن السفير الفرنسي [[روبرت كولوندر]]، قد يقوم في وقت لاحق في هذا اليوم بتقديم الإعلان الفرنسي للحرب على ألمانيا.<ref name="Bloch, Michael"/> ولم يمر وقت طويل حتى قامت القوات [[الاتحاد السوفيتي|الروسية]] باجتياح [[شرق]] [[بولندا]] في [[17 سبتمبر|السابع عشر من سبتمبر]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hakim|1995}}</ref>[[ملف:Bundesarchiv Bild 183-2008-0922-500, Reichstag, Begrüßung Adolf Hitler.jpg|تصغير| أعضاء [[مبنى الرايخستاغ|الرايخستاج]] وهم يقومون بتحية هتلر في أكتوبر من عام 1939 بعد الانتهاء من حملة ألمانيا العسكرية على بولندا]]

{{اقتباس خاص|''[[بولندا]] لن تظهر مجددًا في [[الجمهورية البولندية الثانية|الشكل]] الذي أعطته [[معاهدة فرساي|معاهدة فيرساي]]. هذا تأكيد [[ألمانيا النازية|نازي]]، [[الاتحاد السوفيتي|وروسي]] أيضًا.''<ref>(2 October 1939). [https://time.com/time/magazine/article/0,9171,789000,00.html Seven Years War?], ''[[تايم (مجلة)]]''. Retrieved on 30 August 2008 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130827065022/http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,789000,00.html |date=27 أغسطس 2013}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>|20بك|20بك|أدولف هتلر في خطاب شعبي في مدينة [[غدانسك|دانزيج]]. [[سبتمبر]] [[1939]]}}

وبعد سقوط [[بولندا]]، كانت هناك فترة زمنية أطلق عليها الصحفيون ''[[الحرب الزائفة]]''. وفي جزء يقع في {{ال|شمال|غربي}} [[بولندا|لبولندا]] تم ضمه إلى [[ألمانيا النازية|ألمانيا]]، أوكل هتلر إلى اثنين ممن يحملون رتبة ''(Gauleiters)'' (القائدين النازيين الإقليميين المسؤولين عن تلك المنطقة) وهما: [[ألبرت فورستر]] [[آرثر جرايسر|وأرتر جرايسر]] مهمة «مد سطوة اللغة والبشر والحضارة الألمانية» إلى هذه المنطقة، ووعدهما بأنهما «لن يكونا عرضة للمساءلة من أي إنسان أو جهة» عن الطريقة التي تتم بها عملية «فرض السطوة الألمانية».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rees|1997|p=141}}</ref> وقد قام كل من فورستر وجرايسر بتفسير هذه الأوامر من منظوره الشخصي. فقد اتبع [[ألبرت فورستر|فورستر]] سياسة بسيطة تتمثل في جعل البولنديين المحليين يقومون بالتوقيع على نماذج مطبوعة توضح أنهم من أصل ألماني دون الحاجة إلى تقديم وثائق تثبت ذلك. وفي نفس الوقت، قام [[آرثر جرايسر|جرايسر]] بحملة تطهير عرقي وحشية؛ فقد قام بطرد كل السكان البولنديين المحليين إلى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال العسكري الألماني في بولندا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rees|1997|pp=141–142}}</ref> عندئذ، اشتكى جرايسر إلى هتلر - وتلاه [[هاينريش هيملر|هيملر]] في شكواه - من أن فورستر يقبل آلاف البولنديين كمواطنين ألمان «من أصل ألماني»؛ الأمر الذي يعني تلويث «النقاء العرقي» الألماني. وطلب الاثنان من هتلر أن يأمر فورستر بالتوقف عما يفعله. فما كان من هتلر إلا أن رد عليهما بأن عليهما أن يقوما بتسوية خلافاتهما مع فورستر وألا يقحماه في الموضوع.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rees|1997|pp=141–145}}</ref> وتعتبر الطريقة التي تعامل بها هتلر مع المشكلة التي نشبت بين فورستر وجرايسر نموذجًا يبرهن على نظرية [[ايان كيرشو]] التي وردت في كتاب “Working Towards the Führer”؛ وهي أن هتلر كان يصدر أوامر غامضة ويسمح لمعاونيه أن يعملوا وفق سياسات خاصة بهم وحدهم.

وبعد غزو [[بولندا]]، نشب خلاف كبير آخر بين قوتين مختلفتين؛ تركزت الأولى حول اثنين من ضباط [[قوات الأمن الخاصة النازية|وحدات النخبة النازية]] الذين كانا يحملان رتبة ''SS Reichsfüherer'' وهما [[هاينريش هيملر]] [[آرثر جرايسر|وآرتر جرايسر]]؛ وكانا يناصران وينفذان خططًا للتطهير العرقي في [[بولندا]]. بينما تركزت الثانية حول [[هيرمان غورينغ|هيرمان جورينج]] [[هانز فرانك|وهانز فرانك]] وطالبت بتحويل [[بولندا]] إلى «مخزن غلال» [[ألمانيا النازية|الرايخ]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rees|1997|pp=148–149}}</ref> وتم تسوية هذا الخلاف في مؤتمر تم عقده في [[12 فبراير|الثاني عشر من فبراير]] في عام [[1940]] في ضيعة [[كارينهول]] {{ألمانية|Karinhall}} المملوكة لجورينج. وقد تم حسم الخلاف لصالح وجهة نظر جورينج وفرانك القائمة على الاستغلال الاقتصادي لبولندا، وووضع حد لعملية [[إبعاد|الترحيل]] الجماعي التي تتم للسكان البولنديين نظرًا لأنها تعوق النمو الاقتصادي الألماني. علاوةً على ذلك، وفي [[15 مايو|الخامس عشر من مايو]] من عام [[1940]] قام هيملر بعرض مذكرة على هتلر بعنوان«أفكار للتعامل مع السكان الغرباء في الشرق» {{إنج|Some Thoughts on the Treatment of Alien Population in the East}}؛ وكانت هذه المذكرة تطالب بطرد كل السكان [[اليهودية|اليهود]] من [[أوروبا]] إلى [[إفريقيا|أفريقيا]]، وتحويل ما تبقى من السكان البولنديين إلى «طبقة عاملة بلا قائد». وقد علق هتلر عن المذكرة بأنها «جيدة وصائبة». وأدى تعليق هتلر على المذكرة إلى الإسراع بتنفيذ خطوات ما أطلق عليه [[اتفاقية كارينهول]]، كما أدى إلى انتصار وجهة النظر التي تبناها [[هاينريش هيملر]] [[آرثر جرايسر|وجرايسر]] في التعامل مع [[بولندا]].

واستمرت [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] - التي كانت قواتها قد قامت بمغادرة فرنسا عن طريق البحر من ميناء [[دونكيرك (ميناء)|دونكيرك]] {{فرن|Dunkerque}} - في القتال جنبًا إلى جنب مع [[دول الكومنولث|المناطق الأخرى الخاضعة لها]] في [[معركة الأطلسي (1939-1945)|معركة الأطلسي]]. وبعد رفض البريطانيين - الذين أصبحوا الآن تحت قيادة [[ونستون تشرشل|وينستون تشرشل]] - عروض السلام التي قدمها هتلر.أمر هتلر بشن [[غارة قصف|غارات قصف]] على [[المملكة المتحدة]]. وكانت [[معركة بريطانيا]] هي المقدمة التي تسبق الغزو الذي خطط له هتلر. وبدأت الهجمات بالضرب العنيف للقواعد الجوية ومحطات [[رادار|الرادار]] التي تحمي [[شمال شرقي (اتجاه)|شمال شرق]] بريطانيا والتابعة [[سلاح الجو الملكي|للقوات الجوية الملكية البريطانية]]. وبالرغم من ذلك، فشلت [[لوفتفافه|سلاح الجو الألماني]] في هزيمة القوات الجوية الملكية البريطانية. وفي [[27 سبتمبر|السابع والعشرين من سبتمبر]] في عام [[1940]]، وقع المعاهدة ثلاثية الأطراف في [[برلين]] كل من؛ [[سابيرو كوروسو]] من [[إمبراطورية اليابان|الإمبراطورية اليابانية]] وهتلر وتشانو. وكان الغرض من توقيع هذه المعاهدة ثلاثية الأطراف - والتي كانت موجهة ضد قوة لم يتم التصريح على الرغم من أنه كان واضحًا إنها الولايات المتحدة - هو ردع [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] عن دعم البريطانيين. وتوسعت المعاهدة بعد ذلك لينضم إليها كل من: المجر و[[رومانيا]] و[[بلغاريا]]. وعرفت الدول الموقعة على هذه المعاهدة إجمالًا باسم [[دول المحور|تحالف دول المحور]]. وبنهاية شهر [[أكتوبر]] من عام [[1940]]، لم تكن السيادة الجوية الألمانية بعد عملية [[عملية أسد البحر|أسد البحر]] {{إنج|Operation Sealion}} (عملية أسد البحر؛ الخطة الألمانية لغزو المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية) قد تأكدت. وأمر هتلر بالقصف - الذي كان يتم في الليل في معظم الأحيان - للمدن البريطانية، وشملت هذه المدن: [[لندن]] و[[بليموث]] و[[كوفنتري|كوفينتري]].

=== الطريق إلى الهزيمة ===
[[ملف:Bundesarchiv Bild 146-1972-025-12, Zerstörte Lagerbaracke nach dem 20. Juli 1944.jpg|تصغير|يمين|الثكنات العسكرية التي تم تدميرها والموجودة في مقر قيادة هتلر المعروف باسم [[وكر الذئب]] بعد مؤامرة 20 يوليو من عام 1944 التي استهدفت اغتيال هتلر]]
في [[22 يونيو|الثاني والعشرين من شهر يونيو]] في عام [[1941]]، قام ثلاثة ملايين جندي من القوات الألمانية بمهاجمة [[الاتحاد السوفيتي]] ضاربين [[الاتفاق الألماني السوفيتي|بمعاهدة عدم الاعتداء]] التي وقعها هتلر مع [[يوسف ستالين|ستالين]] منذ عامين عرض الحائط. وتعتبر الأسباب التي دعت هتلر إلى غزو [[الاتحاد السوفيتي]] من الموضوعات التي ثار بشأنها جدلًا تاريخيًا كبيرًا. وقد تم إطلاق اسم رمزي على هذا الغزو وهو [[عملية بارباروسا]]. وقد صرح بعض المؤرخين مثل [[أندريس هيلجروبر]] أن هذه العملية لم تكن إلا «خطوة مرحلية» ضمن خطة هتلر التي أطلق عليها اسم «[[خطة الخطوات المرحلية]]» {{ألمانية|Stufenplan}} والتي كانت تستهدف إخضاع العالم. ويعتقد [[أندريس هيلجروبر|هيلجروبر]] أن هتلر قد وضع هذه الخطة في سنوات العشرينات من [[القرن 20|القرن العشرين]].<ref>Hillgruber, Andreas</ref> وعلى صعيد آخر، يرى مؤرخون آخرون مثل: [[جون لوكاكس]] أن هتلر لم يكن لديه أبدًا خطة مرحلية لإخضاع العالم، وأن غزو الاتحاد السوفيتي كان خطوة «قام بها هتلر لغرض معين» بعد أن رفضت بريطانيا الاستسلام.<ref name="Lukacs, John">Lukacs, John</ref> وقد صرح [[جون لوكاكس|لوكاكس]] أن السبب الذي صرح به هتلر في حديث خاص [[عملية بارباروسا|لغزو الاتحاد السوفيتي]] كان بالتحديد أن [[ونستون تشرشل|وينستون تشرشل]] قد علق الأمل على اشتراك [[الاتحاد السوفيتي]] في الحرب إلى جانب [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|قوات الحلفاء]]، ومن ثم وجد هتلر أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يجبر [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] على الاستسلام هي القضاء على هذا الأمل. وكان ذلك هو السبب الحقيقي الذي دفع هتلر إلى تنفيذ هذه العملية.<ref name="Lukacs, John"/> ومن وجهة نظر لوكاكس، فإن [[عملية بارباروسا|عملية غزو الاتحاد السوفيتي]] كانت من هذا المنطلق خطوة قام بها هتلر أساسًا ضد بريطانيا لإجبارها على أن تسعى للسلام معه عن طريق تدمير أملها الوحيد في النصر، فلم تكن هذه الخطوة - في حقيقة الأمر - ضد الاتحاد السوفيتي. ويعتقد [[كلاوس هيلدبراند]] أن كل من ستالين وهتلر كان يخطط منفردًا للهجوم على الآخر في عام [[1941]].<ref name="Evans, Richard">Evans, Richard</ref> ويرى هيلدبراند أيضًا أن الأخبار التي انتشرت في ربيع عام [[1941]] عن احتشاد القوات السوفيتية على الحدود أدت إلى اشتراك هتلر في [[خطة الفرار إلى الأمام]] {{ألمانية|flucht nach vorn}} (وتعني مجابهة الخطر عن طريق الهجوم بدلًا من الانسحاب).<ref name="Evans, Richard"/> وتوجد طائفة أخرى من المؤرخين تضم مجموعة متنوعة منهم مثل: [[فيكتور سافوروف]] [[يواشيم هوفمان|ويواشيم هوفمان]] [[ارنست نولت|وارنست نولت]] [[ديفيد إيرفينغ|ودافيد ايرفينج]] تعتقد أن السبب الرسمي الذي صرح به الألمان لقيامهم بعملية [[غزو الاتحاد السوفيتي]] في عام [[1941]] هو السبب الفعلي وراء هذه العملية؛ وبهذا تكون هذه العملية «حرب وقائية» وجد هتلر نفسه مجبرًا على الدخول فيها لتفادي هجوم سوفيتي كان سيعوقه عن تحقيق أحلامه؛ ذلك الهجوم الذي كان مقررًا له أن يتم في [[يوليو]] من عام [[1941]]. وتعرضت هذه النظرية لهجوم كبير وتم وصفها بإنها خاطئة؛ وقد قام المؤرخ الأمريكي [[جيرهارد فاينبرج]] بتشبيه المدافعين عن نظرية الحرب الوقائية بمن يؤمنون في «[[الأسطورة|الحكايات الخرافية]]».<ref>Weinberg, Gerhard Review of</ref>

واستولت القوات الألمانية في غزوها على أجزاء كبيرة من الأراضي التي شملت، دول [[دول البلطيق|البلطيق]] [[بيلاروس|وروسيا البيضاء]] و[[أوكرانيا]]. كذلك، حاصرت القوات الألمانية الكثير من القوات السوفيتية ودمرتها، وهي القوات التي أصدر [[يوسف ستالين|ستالين]] أوامره إليها بعدم الانسحاب. وبالرغم من ذلك، فقد وجدت القوات الألمانية نفسها مجبرة على التوقف قبيل تمكنها من دخول [[موسكو]] مباشرةً في [[ديسمبر]] من عام [[1941]] بسبب [[الشتاء الروسي]] القارس [[معركة موسكو|والمقاومة السوفيتية العنيفة]]. وفشل الغرو في تحقيق النصر السريع الذي كان هتلر يريده. وفي [[18 ديسمبر|الثامن عشر من شهر ديسمبر]] من عام [[1941]]، سجل [[هاينريش هيملر|هاينريش هيلمر]] الذي كان يحمل رتبة ''Reichsführer-SS'' في [[قوات الأمن الخاصة النازية|وحدات النخبة النازية]] في الدفتر الذي كان يدون فيه تفاصيل المقابلات التي يقوم بها سؤاله إلى هتلر، «ماذا سنفعل مع يهود روسيا؟» وكانت إجابة هتلر على السؤال: "als Partisanen auszurotten" أو «قم بإبادتهم على أنهم أعضاء القوات غير النظامية التي تزعج القوات الألمانية المحتلة بشن الغارات المتكررة عليها».<ref name="Bauer, Yehuda">Bauer, Yehuda</ref> ويعلق المؤرخ الإسرائيلي [[يهودا باور|يهودا باوير]] على هذا الموضوع بأنه يمكن اعتبار الملحوظة التي سجلها هيلمر في دفترة هي أقوى الدلائل التي يمكن العثور عليها لإثبات الأمر الصريح الصادر من هتلر بإنشاء الهولوكست.<ref name="Bauer, Yehuda"/>

 وقد وضع إعلان هتلر الحرب على [[الولايات المتحدة]] [[11 ديسمبر|في الحادي عشر من ديسمبر]] في عام [[1941]] بعد أربعة أيام من قيام [[إمبراطورية اليابان|الإمبراطورية اليابانية]] [[الهجوم على بيرل هاربر|بالهجوم على ميناء بيرل هاربور]] في [[هاواي]]، وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية الألمانية من [[موسكو]] في مواجهة ائتلاف ضم أكبر إمبراطورية في العالم ممثلة في ''[[المملكة المتحدة|الإمبراطورية البريطانية]]''، وأكبر قوة صناعية ومالية في العالم ممثلة في ''[[الولايات المتحدة]]''، وأكبر جيش في العالم ممثلًا في ''[[الاتحاد السوفيتي]]''.

وفي أواخر عام [[1942]]، لحقت الهزيمة بالقوات الألمانية في [[معركة العلمين الثانية]]؛ الأمر الذي وضع حدًا لمحاولة هتلر الاستيلاء على [[قناة السويس]] [[الشرق الأوسط|والشرق الأوسط]]. وفي [[فبراير]] من عام [[1943]]، انتهت [[معركة ستالينغراد|معركة ستالينجراد]] الهائلة بتدمير [[الجيش السادس الألماني]]. وبعد ذلك، وقعت [[معركة كورسك]] الهائلة. وأصبحت قرارات هتلر العسكرية غريبة الأطوار بشكل متزايد، وأخذ الوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا في التدهور. كذلك، تدهورت حالة هتلر الصحية. فقد كانت يده اليسرى ترتجف. ويعتقد [[ايان كيرشو]] الذي كتب السيرة الذاتية لهتلر وآخرون أن هتلر ربما يكون قد عانى من [[مرض باركنسون|مرض الشلل الرعاش]].<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/406713.stm|عنوان=Parkinson's part in Hitler's downfall |ناشر=BBC|تاريخ=1999-07-29| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190402133033/http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/406713.stm | تاريخ أرشيف = 2 أبريل 2019}}</ref> كما يشتبه في أن يكون [[زهري (مرض)|مرض الزهري]] سببًا في بعض الأعراض المرضية التي ظهرت على هتلر بالرغم من أن الدليل المتوافر على صحة هذا الاعتقاد ضعيف.<ref name="bull717">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=717}}</ref>

ويعد اجتياح قوات الحلفاء لصقلية ''[[غزو صقلية|عملية هاسكي]]'' في عام [[1943]]، تم عزل [[بينيتو موسوليني|موسوليني]] من قبل [[بييترو بادوليو]] الذي أعلن استسلامه لقوات الحلفاء. وطوال عامي [[1943]] و[[1944]]، كانت القوات السوفيتية تجبر جيوش هتلر على الانسحاب بكل ثبات على طول [[الجبهة الشرقية (1941-1945)|الجبهة الشرقية]]. وفي [[6 يونيو|السادس من يونيو]] من عام [[1944]]، تمت عملية إنزال جيوش الحلفاء الغربيون في شمالي [[فرنسا]] في واحدة من أكبر العمليات البرمائية التي حدثت في تاريخ العسكرية؛ وهي العملية التي تعرف باسم [[عملية أوفرلورد|عملة القائد الأعلى]] {{إنج|Operation Overlord}}. وكان أصحاب الرؤية الواقعية في الجيش الألماني يعرفون أن الهزيمة حتمية، وخطط البعض منهم لإقصاء هتلر عن السلطة. وفي [[يوليو]] من عام [[1944]]، قام [[كلاوس فون شتاوفنبرج|كلاوس فون شتاوفينبرج]] [[مؤامرة 20 يوليو|بزرع قنبلة]] في [[مقرات قيادة الفوهرر|مركز قيادة الفوهرر]] هتلر المعروف باسم [[وكر الذئب]] {{ألمانية|Wolfsschanze}} في [[رستنبورج]] {{ألمانية|Rastenburg}} ولكن هتلر نجا من الموت بأعجوبة. وأصدر هتلر أوامره بالقيام بعملية انتقام وحشية تم فيها تنفيذ حكم الإعدام في أكثر من أربعة آلاف وتسعمائة شخص.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Shirer|1990|loc=§29}}</ref> الأمر الذي تم أحيانًا عن طريق [[تجويع|التجويع]] في [[حبس انفرادي|الحبس الانفرادي]] الذي يعقبه [[خنق|التعرض البطئ للاختناق]]. وتم القضاء على حركة المقاومة الرئيسية بالرغم من أن بعض المجموعات المتفرقة الأصغر حجمًا استمرت في محاولاتها.
.

=== الهزيمة والموت ===
{{مفصلة|موت أدولف هتلر|معركة برلين}}

وبحلول نهاية عام [[1944]] كان [[الجيش الأحمر]] قد أجبر الألمان على التراجع إلى [[أوروبا الوسطى]]، وكانت قوات [[قوات التحالف|الحلفاء الغربيون]] تتقدم صوب [[ألمانيا النازية|ألمانيا]]. وأدرك هتلر أن [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] قد خسرت [[الحرب العالمية الثانية|الحرب]]، ولكنه لم يسمح بالانسحاب. وتمنى هتلر أن يقوم بالتفاوض المنفرد من أجل السلام مع [[الولايات المتحدة|الأمريكيين]] و[[المملكة المتحدة|البريطانيين]]؛ وهو الأمل الذي دعمه وفاة [[فرانكلين روزفلت|فرانكلين دي روزفلت]] في [[12 أبريل|الثاني عشر من أبريل]] من عام [[1945]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=753}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=763}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=778}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=780–781}}</ref> وسمح عناد هتلر واستخفافه بأخذ الحقائق العسكرية في الاعتبار باستمرار [[الهولوكوست]]. كما أصدر هتلر أوامره بالتدمير الكامل لكل البنية التحتية الصناعية الألمانية قبل أن تقع في أيدي [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|قوات الحلفاء]]. وقال أن فشل ألمانيا في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء.<ref name="bull774–775">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=774–775}}</ref> وهكذا، قرر هتلر أن الأمة بأسرها يجب أن تنتهي معه. وعهد هتلر بتنفيذ خطة [[الأرض المحروقة]] (تدمير كل ما يمكن أن ينفع العدو قبل الانسحاب من الأرض) إلى وزير التسلح [[ألبرت شبير|ألبرت سبير]] الذي لم يطع أمر قائده.

وفي [[أبريل]] من عام [[1945]]، هاجمت القوات السوفيتية ضواحي مدينة [[برلين]]. ووجد هتلر نفسه في وضع يجبره فيه مطاردوه على الفرار إلى [[جبال بافاريا]] ليتمكن من مواجهتهم في جولة أخيرة في [[المعقل الوطني الذي تلجأ إليه الفلول المتبقية من القوات المهزومة|المعقل الوطني الذي لجأت إليه الفلول المتبقية من القوات]]. ولكن هتلر كان مصممًا على أن يعيش في عاصمة بلاده أو يهلك فيها.

وفي [[20 أبريل|العشرين من أبريل]]، احتفل هتلر [[عيد ميلاد|بعيد ميلاده]] السادس والخمسين في "[[قبو الفوهرر]]" {{ألمانية|Führerbunker}} الذي كان موجودًا أسفل [[مستشارية الرايخ]] {{ألمانية|Reichskanzlei}}. وقام قائد الحامية المحاصرة في "[[حصن بريسلو]] {{ألمانية|Festung Breslau}} الجنرال [[هيرمان نيهوف]]، بتوزيع [[شيكولاته|الشيكولاتة]] على القوات المحاصرة احتفالًا بذكرى ميلاد القائد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Dollinger|1995|p=112}}</ref>

وفي [[21 أبريل]] من عام [[1945]]، استطاعت قوات [[غيورغي جوكوف|جورجي جوكوف]]؛ قوات جبهة [[بيلاروس|روسيا البيضاء]] الأولى أن تخترق دفاعات الفرقة العسكرية {{ألمانية|Vistula}} التابعة لقوات الدفاع الألمانية بقيادة الجنرال [[جوتهارد هاينريش|جوتهارد هاينريكي]] أثناء [[معركة مرتفعات سي لو]].
وكان السوفيت في هذا الوقت يتقدمون صوب قبو هتلر دون مقاومة تذكر. ومتجاهلًا الحقائق الواضحة، رأى هتلر أن الخلاص من ورطته قد يكون في الوحدات المتداعية للسقوط بقيادة الجنرال [[فليكس شتاينر]]. وأصبحت القوات التي يقودها شتاينر معروفة باسم [[جيش شتاينر المستقل]] {{ألمانية|Armeeabteilung Steiner}}. ولكن، لم يكن «لجيش شتاينر المستقل» أي وجود إلا فوق الورق الذي تسطر فوقه الخطط العسكرية. وقد كان هذا الجيش أكبر قليلًا من فيلق، ولكنه كان أصغر من أن يطلق عليه جيش. وأصدر هتلر أوامره إلى شتاينر بمهاجمة الجناح الشمالي من الجزء البارز الضخم في الخط الدفاعي الألماني الذي نجحت قوات جبهة [[بيلاروس|روسيا البيضاء]] الأولى بقيادة [[غيورغي جوكوف|جوكوف]] في اختراقه. وفي هذه الأثناء، صدرت الأوامر إلى [[الجيش التاسع الألماني]] (الذي كان قد أجبر على التحرك إلى جنوب الجزء الذي نجحت قوات المعادية في اختراقه) بمهاجمة الشمال في هجوم يمكن وصفه بإنه [[كماشة الهجوم|هجوم كماشة]].

وفي وقت لاحق في [[21 أبريل|الحادي والعشرين من أبريل]]، أجرى هاينريكي اتصالًا مع [[هانز كربس]] - قائد القيادة العليا للجيش {{ألمانية|Oberkommando des Heeres}} أو ''' OKH''' - ليخبره أن خطة هتلر غير قابلة للتنفيذ. وطلب هاينريكي أن يتحدث إلى هتلر، ولكن كربس أخبره أن هتلر مشغول للغاية ولا يستطيع أن يتلقى هذا الاتصال.

وفي [[22 أبريل|الثاني والعشرين من أبريل]]، وأثناء واحدة من مؤتمراته العسكرية الأخيرة قام هتلر بمقاطعة التقرير الذي كان يتلى عليه ليسأل عن مصير خطة الجنرال شتاينر الهجومية. وكان الرد هو فترة من الصمت الطويل خيمت على الاجتماع. وبعدها، أخبروه بإن الهجوم لم يتم تنفيذه وأن انسحاب وحدات عديدة من جيش شتاينر من [[برلين]] – بناءً على أوامر هتلر – أدى إلى ضعف الجبهة وبالتالي نجاح الروس في الدخول إلى [[برلين]]. عندها طلب هتلر من جميع الحاضرين - عدا [[فيلهلم كايتل]] و[[هانز كربس]] [[ألفريد يودل|وألفريد يودل]] [[فيلهلم برجدورف|وفيلهلم برجدورف]] [[مارتين بورمان|ومارتن بورمان]] – مغادرة غرفة الاجتماعات.<ref name="Dollinger-231">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Dollinger|1995|p=231}}</ref> ثم انفجر فيمن تبقى من حاضري الاجتماع بخطبة مسهبة وعنيفة منددًا بما اعتبره خيانة متعمدة لأوامره وعدم كفاءة من جانب قادته. واختتم كلامه بأن أقسم على أن يبقى في [[برلين]] على رأس القوات المدافعة عن المدينة، ثم يطلق النار على نفسه بعد ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=783–784}}</ref>

وقبل أن ينتهي ذلك اليوم، وجد هتلر أن سبيل النجاة الوحيد أمامه يتمثل في تنفيذ خطة جديدة يستعين فيها بقوات [[الجيش الثاني عشر الألماني|الجيش الثاني عشر]] بقيادة الجنرال [[فالتر فينك|فالتر فنك]].<ref name="bull784">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=784}}</ref> وكان الخطة تقتضي أن يقوم فنك بتحويل جيشه – الذي كان يواجه القوات الأمريكية في الغرب حينها – إلى ناحية الشرق لتحرير [[برلين]]. وهكذا، يلتحم [[الجيش الثاني عشر الألماني|الجيش الثاني عشر]] مع [[الجيش التاسع الألمانب|الجيش التاسع]] لاقتحام المدينة.<ref name="bull784"/>

وقام فنك بالفعل بالهجوم، وفي غمار الفوضى استطاع أن يقوم باتصال مؤقت مع حامية بوتسدام. ولكن، لم ينجح بالمرة في الاتصال [[الجيش التاسع الألماني|بالجيش التاسع]] - كما كان مقررًا في الخطة أصلًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=790}}</ref>

وفي [[23 أبريل|الثالث والعشرين من أبريل]]، ألقى [[يوزف غوبلز|جوزيف جوبلز]] بالبيان التالي أمام أهل برلين:

{{اقتباس خاص|أدعوكم للقتال من أجل مدينتكم. حاربوا بكل ما أوتيتم من قوة، من أجل زوجاتكم وأطفالكم، وأمهاتكم وآبائكم. إن أسلحتكم تدافع عن كل ما هو عزيز عليكم، إنها تدافع عن الأجيال التي ستخلفنا. كونوا أعزاء شجعان! كونوا مبدعين وماكرين! (غوليتر) بينكم. وسيظل مع رفاقه معكم. إن زوجته وأطفاله معكم أيضا. إن من سيطر على المدينة بمئتي رجل فحسب، سيستخدم اليوم كل وسيلة لتمكني دفاعات المدينة. ‘ن معركة برلين يجب أن تكون إشارة للأمة جمعاء كي تنهض وتقاتل.<ref name = "Dollinger-231"/>|20بك|20بك|[[يوزف غوبلز|جوزيف جوبلز]]، [[23 أبريل]]، [[برلين]]}}

وفي الثالث والعشرين من أبريل أيضًا، قام الرجل الثاني في حكومة [[ألمانيا النازية|الرايخ الثالث]] وقائد ''القوات الجوية'' [[هيرمان غورينغ|هيرمان جورينج]]، بإرسال برقية من منطقة [[بيرتشتيسغادين]] {{ألمانية|Berchtesgaden}} في [[بافاريا]]. وصرح فيها بأنه بعد أن تم حصار هتلر في [[برلين]]، فإنه يطالب بتولي حكم [[ألمانيا النازية|ألمانيا]] خلفًا لهتلر الذي كان قد اختاره لتولي هذا المنصب خلفًا له من قبل. وذكر [[هيرمان غورينغ|جورينج]] فترة زمنية معينة يتم بعدها اعتبار هتلر غير مؤهل للبقاء في الحكم.<ref name="bull787">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=787}}</ref> ورد هتلر - في حنق - بإصدار أوامره بالقبض على [[هيرمان غورينغ|جورينج]]. وعندما كتب وصيته في [[29 أبريل|التاسع والعشرين من أبريل]]، أعفى [[هيرمان غورينغ|جورينج]] من كل المناصب التي كان يتقلدها في الحكومة.<ref name="bull787"/><ref name="bull795">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=795}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Butler|1989|pp=227–228}}</ref>
[[ملف:Stars & Stripes & Hitler Dead2.jpg|تصغير|يمين|غلاف واحدة من المجلات العسكرية الأمريكية التي تحمل اسم The Stars and Stripes في عددها الصادر في مايو من عام 1945]]
ومع انقضاء يوم [[27 أبريل|السابع والعشرين من شهر أبريل]]، كانت [[برلين]] قد انعزلت تمامًا عن باقي الرايخ.

وفي [[28 أبريل|الثامن والعشرين من أبريل]]، اكتشف هتلر أن قائد [[قوات الأمن الخاصة النازية|وحدات النخبة النازية]] [[هاينريش هيلمر]]، كان يحاول مناقشة شروط الاستسلام مع [[قوات التحالف|الحلفاء]] (عن طريق الدبلوماسي [[السويد]]ي كونت [[فولك برنادوت|فولك بيرنادوت]]).<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=791}}</ref> وأصدر هتلر أوامره بإلقاء القبض على [[هاينريش هيلمر|هيلمر]]، كما أمر بإطلاق النار على نائب هيلمر في [[برلين]] [[هيرمان فيجلاين]].<ref name="bull795"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=792}}</ref>

وفي مساء [[28 أبريل|الثامن والعشرين من أبريل]]، صرح الجنرال فينك بأن [[الجيش الثاني عشر الألماني|جيشه الثاني عشر]] قد تم إجباره على التراجع على طول جبهة القتال. وأضاف إنه لم يعد من الممكن القيام بأية هجمات أخرى على [[برلين]]. ولم يبلغ الجنرال [[ألفريد يودل]] (القائد الأعلى للجيش) هذه المعلومات إلى [[هانز كربس]] في [[برلين]] حتى وقت مبكر من صباح يوم [[30 أبريل|الثلاثين من أبريل]].

وفي [[29 أبريل|التاسع والعشرين من أبريل]]، كان كل من [[هانز كربس]] و[[فيلهلم برجدورف]] و[[يوزف غوبلز|جوزيف جوبلز]] و[[مارتين بورمان|مارتن بورمان]] شهودًا على [[وصية أدولف هتلر الأخيرة]] ووقعوا عليها.<ref name="bull795"/> وقد أملى هتلر هذه الوثيقة على سكرتيرته الخاصة [[تراودل يونج]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=793}}</ref> وفي نفس اليوم، تم إبلاغ هتلر بأخبار وفاة [[إيطاليا|الإيطالي]] [[فاشية|الفاشي]] [[بينيتو موسوليني]]، العنيفة في [[28 أبريل|الثامن والعشرين من أبريل]]؛ وهو الأمر الذي زاد من تصميمه أن يتجنب الوقوع في الأسر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=798}}</ref>

وفي [[30 أبريل|الثلاثين من أبريل]] من عام [[1945]]، وبعد اشتباكات عنيفة انتقلت من شارع إلى شارع في مدينة [[برلين]]، وبينما كانت القوات السوفيتية على بعد تقاطع أو اثنين من مقر [[مستشارية الرايخ]]، قام هتلر بالانتحار بإطلاق النار داخل فمه وهو يضع في فمه كبسولة [[سيانيد]].<ref name="bull799–800">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|pp=799–800}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/1800287.stm|عنوان=Hitler's final witness|ناشر=BBC|تاريخ=2002-02-04| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190425003250/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/1800287.stm | تاريخ أرشيف = 25 أبريل 2019}}</ref> وقد تم وضع جثة هتلر وجثة [[إيفا براون]] - عشيقته التي تزوجها في اليوم السابق لانتحاره - في حفرة صنعتها قنبلة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Trevor-Roper, H.|عنوان=The Last Days of Hitler|تاريخ=1947|ناشر=[[دار نشر جامعة شيكاغو]]|سنة=1992}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kershaw|2000b}}</ref> وقام [[اوتو جونش]] وبعض الضباط المعاونين الموجودين في قبو القائد بسكب الكثير من [[وقود السيارات|بنزين]] على الجثتين، وإشعال النار فيهما بينما كان [[الجيش الأحمر]] مستمرًا في تقدمه ممطرًا المدينة بالقنابل.<ref name="bull799–800"/>

وفي [[2 مابو|الثاني من مايو]]، استسلمت [[برلين]]. وفي السنوات التي أعقبت الحرب، تضاربت المعلومات التي وردت في التقارير عن مصير ما تبقى من رفات هتلر. وبعد تفكك [[الاتحاد السوفيتي]]، وردت معلومات من التقارير التي كانت محفوظة في الأرشيف السوفيتي أنه قد تم دفن الجثث الخاصة بكل من هتلر و[[إيفا براون]] و[[يوزف غوبلز|جوزيف جوبلز]] وقرينته [[ماجدا جوبلز]] [[أطفال جوبلز|وأطفال جوبلز]] الستة والجنرال [[هانز كربس]] والكلاب التي كان هتلر يمتلكها سرًا في مقابر بالقرب من مدينة [[راثيناو]] {{ألمانية|Rathenow}} في ولاية [[براندنبورغ]] {{ألمانية|brandenburg}}.<ref>V.K. Vinogradov and others,</ref> وفي عام [[1970]]، فتح السوفيت المقبرة التي تم دفنهم فيها، وتم حرق الرفات التي وجدت بها ونثرها في [[إلبه|نهر الالب]].<ref>Hans Meissner,</ref> ووفقًا للمعلومات الواردة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن جزء من جمجمة بشرية تم الاحتفاظ بها في الأرشيف الخاص بالجهاز وعرضها في معرض في عام [[2000]]؛ وهي من الرفات التي تبقت من جسد هتلر وتعتبر كل ما تبقى من هذا الرفات. وقد شكك العديد من المؤرخين والباحثين في حقيقة انتماء هذا الجزء من الجمجمة لرفات هتلر.<ref name="BBCskull">{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/725537.stm|عنوان=Russia displays 'Hitler skull fragment'|ناشر=BBC|تاريخ=2000-04-26| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190530153021/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/725537.stm | تاريخ أرشيف = 30 مايو 2019}}</ref>

== ميراث هتلر ==
{{أيضا|نازيون جدد}}
{{اقتباس خاص|"ما طريقة رجل روع هذا العدد والذي أجرى هذه الشراك الرائعة وأطلق هذه الشرور المخيفة؟"|20بك|20بك|[[ونستون تشرشل]] عام [[1935]]}}

يُنظر إلى هتلر و[[الحزب النازي]] والآثار التي خلفتها [[نازية|النازية]] على العالم بأسره كأمور لا أخلاقية إلى أقصى الحدود. ويصف المؤرخون والفلاسفة والسياسيون النازية بكلمة ''«شريرة»'' من منطلق غير ديني وأيضًا من منطلق ديني. وتدان الصورة التاريخية والصورة الحضارية التي يتم رسمها لهتلر في الغرب إلى أقصى الدرجات. ويحظر عرض [[صليب معقوف|الصليب المعقوف]] أو غيره من الرموز النازية في [[ألمانيا]] و[[النمسا]]. كما يحظر [[إنكار محرقة اليهود|إنكار الهولوكوست]] في الدولتين.

[[ملف:Mahnstein.JPG|تصغير|خارج المبنى الموجود في مدينة [[براوناو أم إن|براوناو آم إن]] في النمسا حيث ولد هتلر يوجد نصب تذكاري يحذر من ويلات الحرب العالمية الثانية]] وخارج مسقط رأس هتلر في مدينة [[براوناو أم إن|براوناو آم إن]]، يوجد في النمسا شاهد قبر حجري محفور عليه الرسالة التالية بشكل غير مترابط:{{تصريح|{{رمز لغة|de|
''من أجل السلام، الحرية'' {{ألمانية|FÜR FRIEDEN FREIHEIT}}<br />
''والديمقراطية'' {{ألمانية|UND DEMOKRATIE}}<br />
''لا فاشية مجددًا ابدًا'' {{ألمانية|NIE WIEDER FASCHISMUS}}<br />
''ملايين القتلى يذّكرو[نا]'' {{ألمانية|MILLIONEN TOTE MAHNEN}}}}}}

وعلى الرغم من ذلك، يتحدث البعض عن الإرث الذي خلفه هتلر للعالم بطريقة محايدة وإيجابية. فرئيس [[مصر]] الأسبق [[محمد أنور السادات|أنور السادات]]، تحدث عن ''«إعجابه»'' بهتلر في عام [[1953]] عندما كان شابًا صغيرًا، على الرغم من أنه قد تحدث عنه في إطار تمرده على الإمبراطورية البريطانية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف= Finklestone, Joseph|مسار=https://books.google.com/books?id=PoW4pO4q9VwC&pg=PA16&dq=sadat+hitler&sig=xMPc2506hgitYGGS9x-lSigZkD4|عنوان=Anwar Sadat: Visionary Who Dared|ناشر=[[روتليدج (دار نشر)|روتليدج]]|سنة=1996|ردمك= 0714634875| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120307002211/http://books.google.com/books?id=PoW4pO4q9VwC&pg=PA16&dq=sadat+hitler&sig=xMPc2506hgitYGGS9x-lSigZkD4 | تاريخ أرشيف = 7 مارس 2012}}</ref> كما أشار إليه [[لويس فاراخان|لويس فراخان]] بوصفه ''«رجل عظيم جدًا»''.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=http://www.cnn.com/US/9510/megamarch/10-17/notebook/index.html|مؤلف= Bierbauer, Charles|عنوان=Million Man March: Its Goal More Widely Accepted than Its Leader|ناشر=CNN|تاريخ=1995-10-17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170223164631/http://www.cnn.com/US/9510/megamarch/10-17/notebook/index.html | تاريخ أرشيف = 23 فبراير 2017}}</ref> كما أعلن [[بال ثاكيراي]] رئيس الجناح الأيمن لحزب [[حزب شيف سينا]] {{هندية|Shiv Sena}} [[الهندوسية|الهندوسي]] في ولاية [[ماهاراشترا]] {{هندية|Maharashtra}} الهندية في عام [[1995]] ''أنه كان أحد المعجبين بهتلر''. وكتب المؤرخ الألماني [[فريدريك ماينك]]، عن هتلر قائلًا: ''«إنه واحد من أفضل النماذج الفريدة والاستثنائية على قوة الشخصية التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها أبدًا»''.<ref>Shirer, p 21</ref>

== المعتقدات الدينية ==
{{مفصلة|معتقدات هتلر الدينية}}

نشأ هتلر بين أم تنتمي للمذهب [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الروماني الكاثوليكي]] وأب [[العداء لرجال الدين|معادي لرجال الدين]]، ولكنه بعد أن ترك منزل والديه لم يحضر أي [[القداس الإلهي|قداس]] أو [[طقوس دينية كاثوليكية|يلتزم بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rißmann|2001|pp=94–96}}</ref> وبالرغم من ذلك، فعندما انتقل إلى [[ألمانيا]] - حيث يتم تمويل الكنائس [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]] و[[بروتستانتية|البروتستانتية]] عن طريق [[ضرائب الكنيسة|ضريبة للكنيسة]] تقوم الدولة بجمعها - لم يقم هتلر مطلقًا (وكذلك [[يوزف غوبلز|جوبلز]]) أبدًا " بالتخلي عن الكنيسة أو الامتناع عن سداد الضرائب الخاصة بها. لذلك، اعتبر المؤرخ [[ريتشارد شتايجمان جال|شتايجمان جال]]، أن هتلر اسميًا "يمكن اعتباره كاثوليكيًا".<ref name="Steigmann-Gall 2003">Steigmann-Gall 2003</ref> وعلى الرغم من ذلك، فقد أوضح شتايجمان أيضًا في مناقشته لموضوع [[الدين في ألمانيا النازية]] أن ''"العضوية الاسمية في الكنائس ليست معيارًا موثوق به للحكم على درجة التقوى والتمسك بالدين"''.<ref>Steigmann-Gall 2007,</ref> بالمقابل يذكر المؤرخ جون س. كونواي أن هتلر كان يعارض في الأساس الكنائس المسيحية.{{Sfn|Conway|1968|p=3}} وفقًا [[ألان بولوك|لبولوك]]، لم يؤمن هتلر بالله، وكان ضد سيطره القساوسة، ونظر للأخلاق المسيحية في ازدراء لأنها تتعارض مع وجهة نظره المفضلة وهي "البقاء للأصلح". {{Sfn|Bullock|1999|pp=385, 389}} وفقًا للمؤرخ لورانس ريس هتلر لم يكن مسيحيًا، <ref name="Koehne">Koehne, Samuel, [https://www.abc.net.au/religion/hitlers-faith-the-debate-over-nazism-and-religion/10100614 Hitler's faith: The debate over Nazism and religion], ABC Religion and Ethics, 18 Apr. 2012 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170806134752/http://www.abc.net.au/religion/articles/2012/04/18/3480312.htm |date=06 أغسطس 2017}}</ref> بل كانت أقرب في معتقداته الدينية إلى ال[[ربوبية]].<ref name="Koehne"/> كما سمح هتلر في [[اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية على يد النازية|اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية]] وسجن القساوسة ومصادرة أملاك الكنائس والأديرة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://org.law.rutgers.edu/publications/law-religion/articles/RJLR_3_1_2.pdf|صيغة=PDF|عمل=[[جامعة روتجرز]]|عنوان=The Nazi's persecution of religion as a war crime: The OSS's response within the Nuremberg Trials Process|مؤلف=Claire, Hulme|مؤلف2=Salter, Michael| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120722094429/http://org.law.rutgers.edu/publications/law-religion/articles/RJLR_3_1_2.pdf | تاريخ أرشيف = 22 يوليو 2012 |حالة المسار=dead}}</ref>

كذلك، كان هتلر يمتدح علانيةً التراث المسيحي و[[التأثير الحضاري للمسيحية|الحضارة المسيحية]] الألمانية، وأعرب عن اعتقاده في أن المسيح كان ينتمي [[اللغة الآرية|للجنس الآري]] لأنه كان يحارب [[يهود|اليهود]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Steigmann-Gall|2003}}</ref> وفي خطبه وتصريحاته، تحدث هتلر عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافعًا محوريًا لمعاداته للسامية، قائلًا ''«أنا كمسيحي لا أجد نفسي ملزمًا بالسماح لغيري بخداعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل الحقيقة والعدالة»''.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hitler|1942}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hitler|1973}}</ref> بحسب المؤرخين كان هدف هذا التصريح الإيجابي حول المسيحية جذب الناخبين المسيحيين الألمان، ولا يعبر عن معتقدات هتلر الحقيقية.<ref name="William L. Shirer p. 234-240">Shirer, 1990, pp. 234-240.</ref> أما تصريحاته الخاصة التي نقلها عنه أصدقاؤه المقربون فيشوبها الكثير من الاختلاط؛ فهي تظهر هتلر كرجل متدين على الرغم من انتقاده للمسيحية التقليدية.<ref name="bull389">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|1962|p=389}}</ref> ونجد أن هتلر قد قام بهجوم واحد على الأقل للكاثوليكية «يعيد إلى الأذهان جدال [[يوليوس شترايشر|شترايشر]] حول فكرة أن المؤسسة الكاثوليكية كانت تناصر اليهود وتتحالف معهم».<ref name="Steigmann-Gall 2003"/> وفي ضوء هذه التصريحات الخاصة، يعتبر [[جون إس كونواي]] والعديد من المؤرخين الآخرين أنه ليس هناك مجال للشك في أن هتلر كان يحمل بين جوانحه «عداءً متأصلًا» للكنائس المسيحية.<ref name="Conway-3">Conway 1968</ref> وتتباين التفسيرات المقدمة لتصريحات هتلر الخاصة إلى حد بعيد في إمكانية الوثوق فيها؛ ولعل من أهمها تلك التقارير المتعددة عن تصريحات هتلر الشخصية عن المسيحية والتي تتفاوت إلى حد بعيد في مصداقيتها، ولعل أبرزها كتاب [[هتلر يتكلم]] {{إنج|Hitler Speaks}} الذي كتبه [[هيرمان راوشنينج]] والذي يعتبره كثير من المؤرخين عملًا ملفقًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rißmann|2001|p=22}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Steigmann-Gall|2003|pp=28–29}}</ref> ويمكن الإطلاع في نظرة عامة على [[معتقدات هتلر الدينية]] - بناءً على تصريحاته الشخصية الظاهرة - من خلال الكتاب الذي مدحه الكثيرون والذي كتبه [[مايكل ريسمان]] أو في الكتاب الذي ألفه [[ريتشارد شتايجمان جال]] والذي أثار الكثير من الجدل حوله وهو بعنوان ''النازية والمسيحية''.<ref>Nazism and Christianity، pp.&nbsp;252-259</ref>

وعلى الرغم من ذلك، ففي مجال العلاقات السياسية مع الكنائس في ألمانيا، كان هتلر بكل سهولة ينتهج إستراتيجية «تناسب الأهداف السياسية الآنية التي كان يسعى لتحقيقها».<ref name="Conway-3"/> ووفقًا لآراء البعض، كان لهتلر خطة عامة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسة [[الحزب النازي]]؛ ألا وهي تدمير المسيحية في الرايخ.<ref name="SHARKEY, JOE">SHARKEY, JOE</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.adherents.com/short-term-loans/bad-credit/|عنوان= The religion of Hitler: German dictator Adolf Hitler<!-- عنوان مولد بالبوت -->| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190518234317/http://www.adherents.com/people/ph/Adolf_Hitler.html | تاريخ أرشيف = 18 مايو 2019}}</ref> وقد صرح رئيس المنظمة شبه العسكرية «شباب هتلر» قائلًا ''«كان تدمير المسيحية هدفًا ضمنيًا تسعى الحركة الاشتراكية الوطنية لتحقيقه»'' منذ بدايتها، ولكن ''«كانت الاعتبارات المتصلة بالوسيلة الممكنة لتحقيق هذا الهدف هي ما جعلت من المستحيل»'' أن يتم التصريح علنًا بهذا الوضع المتطرف.<ref name="SHARKEY, JOE"/>

كان هتلر مختلفًا عن غيره ممن عكست تصرفاتهم أيدلوجيات [[نازية|النازية]]؛ فلم يكن هتلر ممن يؤمنون بالأفكار القاصرة على فئة محدودة من البشر أو يؤمن بفكرة [[وجود قوى خفية فوق طبيعية يمكن إخضاعها للقوى البشرية]] ولم يكن متمسكًا بالأيدلوجية التي تؤمن بوجود حكمة خفية كامنة في [[اللغة الآرية|الجنس الآري]] دون غيره من الأجناس؛ وسخر هتلر من تلك المعتقدات في كتابه [[كفاحي (كتاب)|كفاحي]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Steigmann-Gall|2003|p=passim}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|2005|p=282}}</ref> ويعتقد آخرون أن هتلر في شبابه - خاصةً فيما يتعلق بآرائه [[عنصرية|العنصرية]] - تأثر بعدد وافر من الأعمال التي كتبت عن القوى فوق الطبيعية؛ والتي تحدثت عن التفوق الغامض الذي يتمتع به الألمان. ومن هذه الأعمال، المجلة المعروفة باسم Ostara، مما يثبت صحة الإدعاء الذي أذاعه ناشر المجلة [[لانز فون ليبنفيلس]]، بأن هتلر قد زاره في عام [[1909]] وامتدح عمله.<ref name="bull389"/><ref>Rosenbaum, Ron</ref> ولا يزال المؤرخون في حالة من عدم الاتفاق حول موضوع الوثوق في صحة إدعاء لانز باتصال هتلر به.<ref name="Rißmann 2001">Rißmann 2001</ref> ويعتقد [[نيكولاس غودريك-كلارك|نيكولاس جودريك كلارك]] في صحة إدعاء ليبنفيلس. أما [[بريجيت هامان]] فقد تركت التساؤل حول صحة هذا الإدعاء معلقًا في حين تشكك [[ايان كيرشو]] إلى أقصى الحدود فيه.<ref name="Rißmann 2001"/>

علاوةً على ذلك، قام هتلر لبعض الوقت بحث الشعب الألماني على اعتناق شكل من أشكال المسيحية التي أطلق عليه اسم «[[مسيحية إيجابية|المسيحية الإيجابية]]» <ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Overy|2005|p=278}}</ref>؛ وهو معتقد يقوم على تخليص [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|المسيحية الأرثوذكسية]] مما يعترض على وجوده فيها، ويتميز بإضافة بعض الملامح العنصرية إليها. وهذا ما أبدى اعتراض رجال الدين المسيحيين في [[ألمانيا]] ضد أدولف هتلر. وبالرغم من ذلك، فبحلول عام [[1940]] كان معلومًا للرأي العام أن هتلر قد تخلى عن فكرة حث الألمان على الإيمان بفكرة إمكانية التوفيق بين الأفكار المتعارضة التي تدعو إليها [[مسيحية إيجابية|المسيحية الإيجابية]].<ref>Poewe, Karla O,</ref> وكان هتلر يرى أن ''«الإرهاب الديني هو - باختصار - ما تدعو إليه التعاليم اليهودية؛ تلك التعاليم التي تعمل المسيحية على الترويج لها والتي من شأنها أن تزرع القلق والارتباك في عقول البشر.»''<ref>Hitler's Table Talks
</ref>
وبالإضافة إلى عدم حضور [[القداس الإلهي|القداس]] [[طقوس دينية كاثوليكية|والالتزام بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية]]، فقد كان هتلر يفضل بعض جوانب [[بروتستانتية|المذهب البروتستانتي]] إذا كانت هذه الجوانب ستمكنه من تحقيق أهدافه. وفي الوقت نفسه، قام هتلر بمحاكاة بعض من معالم الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في نظام مؤسستها القائم على التسلسل الهرمي وعلى وجود طقوس معينة ولغة خاصة يتم استخدامهما فيها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rissmann|2001|p=96}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bullock|2001|p=388}}</ref>

وأبدى هتلر إعجابه بالتقاليد العسكرية في [[تاريخ إسلامي|تاريخ المسلمين]]، وأصدر أوامره إلى هيلمر بإنشاء فرقة عسكرية من [[مسلم|المسلمين]] فقط في [[قوات الأمن الخاصة النازية|وحدات النخبة النازية]]، وكان ذلك لخدمة أهدافه السياسية فقط.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.aol.com/video/|عنوان= # History of the Bosnian Muslim Nazi 13th SS Handzar Division| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090420010303/http://video.aol.com:80/video-detail/history-of-the-bosnian-muslim-nazi-13th-ss-handzar-division/1148500113 | تاريخ أرشيف = 20 أبريل 2009}}</ref> ووفقًا لما ذكره واحد ممن كان هتلر يأتمنهم على أسراره، فإنه قد صرح له بشكل خاص قائلًا ''«دين محمد الإسلامي من أكثر الأديان التي كانت ستلائم - أيضًا - الأهداف التي نسعى لتحقيقها؛ أكثر من المسيحية نفسها. فلماذا يتوجب علينا أن نعتنق المسيحية بكل الخنوع والهوان الذين تتصف بهما»''<ref name="Speer 2003 96ff">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Speer|2003|p=96ff}}</ref>؛ وكان هتلر في ذلك معجبًا بجانب الصمود والشجاعة في ملاقاة العدو الذي كان المسلمون يتصفون به، ولم يلتفت إلى أن هذا الجانب في المسلمين إنما كان دفاعًا عن الحق ولم يقصد به يومًا الهجوم على الغير أو الاعتداء على حقوق الآخرين.<ref name="Speer 2003 96ff"/>

وصرح هتلر في إحدى المرات قائلًا ''«لا نريد إلهًا آخر غير ألمانيا نفسها. ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب لألمانيا ولصالح ألمانيا»''.<ref>Heiden, Konrad</ref>

== الصحة والحياة الجنسية ==
=== الصحة ===
طالما كانت الحالة الصحية لهتلر مثارًا للجدل. فقد قيل مرات عديدة أنه كان يعاني من [[متلازمة القولون المتهيج|أعراض القولون العصبي]]، ومن [[مرض جلدي|آفات جلدية]]، ومن [[اضطراب نظم قلبي|عدم انتظام في ضربات القلب]]، ومن [[مرض باركنسون|مرض الشلل الرعاش]]، ومن [[زهري (مرض)|مرض الزهري]]، كما توجد أدلة قوية على إدمانه على [[ميثامفيتامين|عقار الميثامفيتامين]] المخدر. وهناك فيلم يظهر يده اليسرى وهي ترتعش؛ وهو ما يمكن أن يكون إشارة لإصابته بالشلل الرعاش.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.the-kingdom.ie/news/story/?trs=kfgbqlojmh|عنوان=The last 12&nbsp;days of Hitler recalled |ناشر=The Kingdom|تاريخ=2005-04-06| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101221235528/http://the-kingdom.ie/news/story/?trs=kfgbqlojmh | تاريخ أرشيف = 21 ديسمبر 2010}}</ref> وهناك فيلم آخر - تمت إضافة الكلمات له باستخدام تكنولوجيا قراءة الشفاه - يظهر هتلر وهو يشكو من ارتعاش ذراعه.وباستثناء هاتين الحالتين اللتين تتحدثان عن حالته الصحية، لا توجد الكثير من الأدلة التي تتحدث عنها.

وفي السنوات التي تلت بدايات عقد الثلاثينات من [[القرن 20|القرن السابق]]، كان هتلر يلتزم بنظام غذائي [[نباتية|نباتي]] بالرغم من أنه كان يتناول اللحوم أحيانًا. وهناك بعض الأخبار التي تم تناقلها عنه وهو يقوم بإثارة اشمئزاز ضيوفه ويعطي لهم وصفًا تفصيليًا عن طريقة ذبح الحيوانات في محاولة منه لجعلهم يعزفون عن تناول اللحوم.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=http://www.findarticles.com/p/articles/mi_m0FQP/is_n4406_v127/ai_21238666|عنوان=Mein Diat—Adolf Hitler's diet|عمل=[[نيوستيتسمان]]|تاريخ=1998-10-09|مؤلف=Wilson, Bee|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20050321091219/http://www.findarticles.com/p/articles/mi_m0FQP/is_n4406_v127/ai_21238666|تاريخ أرشيف=21 مارس 2005|حالة المسار=bot: unknown}}</ref> ويعتبر خوف هتلر من الإصابة بمرض [[سرطان|السرطان]] (الذي أودى بحياة والدته) هو أهم الأسباب التي تم تقديمها لتبرير هذا السلوك من جانبه بالرغم من أن الكثير من المؤلفين يؤكدون أن السبب وراء ذلك كان حبه العميق والمتأصل للحيوانات. وقد صنع له [[مارتين بورمان|مارتن بورمان]] خصيصًا [[دفيئة زراعية|صوبة زجاجية]] بالقرب من [[بيرغوف]] {{ألمانية|Berghof}} مقر إقامته الموجود بالقرب من منطقة [[بيرتشسغادن]]؛ وذلك للتأكد من إمداده [[فاكهة|بالفواكه]] و[[خضار|الخضراوات]] الطازجة طوال فترة الحرب. بعض الصور الفوتوغرافية لأطفال بورمان وهم يقومون بالعناية بالصوبة الزجاجية. وبحلول عام [[2005]]، كانت دعائم هذه الصوبة هي كل ما تبقى منها من بين أطلال المنطقة الخاصة بالقادة النازيين.

لم يكن هتلر مدخنًا، وكان يشجع على الترويج لحملات مناهضة للتدخين في كل أنحاء ألمانيا. ويقال أن هتلر وعد بمنح أي فرد من المقربين له ساعة ذهبية إذا تمكن من الإقلاع عن التدخين (وقام بالفعل بمنح البعض ساعات ذهبية عندما تمكنوا من ذلك). وتؤكد روايات العديد من الشهود إنه بعد التأكد من صحة خبر [[وفاة أدولف هتلر|انتحاره]]، قام العديد من الضباط والمعاونين وأفراد السكرتارية في [[قبو الفوهرر]] بإشعال السجائر وتدخينها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Toland|1991|p=741}}</ref>

=== الميول الجنسية ===
قدم هتلر نفسه للجماهير على أنه رجل بلا حياة عائلية، وعلى أنه قد كرس حياته تمامًا لمهمته السياسية. في فترة مراهقته وقبل أن يخرج من قريته في النمسا، أحب هتلر فتاة من الطبقة المخملية، لكن لأسباب مجهولة لم يكلمها، وكان كل أصدقائه يعرفون بحبه لها، ترك رسالة لها قبل مغادرته إلى فيينا لدراسة الفن بأنه سينهي دراسته وسيعود ويتزوجها. لكن هتلر لم يدرس الفن، ولم يعد إلى القرية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://shabab20.net/5-حقائق-عن-حياة-هتلر-النسائية/|عنوان= حقائق عن حياة هتلر موقع شباب 2 ولوج يتلريخ 7/5/2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217011331/http://shabab20.net/5-حقائق-عن-حياة-هتلر-النسائية/ | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019}}</ref> وخطب هتلر في العشرينات [[ميمي رايتر]]، وفيما بعد خالل [[إيفا براون]]، والتي تزوجها قبل وفاته بيوم واحد. وكانت تربطه علاقة وثيقة بابنة أخته غير الشقيقة [[جيلي روبال|جيلي راوبال]]؛ وهي علاقة زعم بعض المعلقين أنها كانت علاقة جنسية بالرغم من عدم وجود أدلة تثبت ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rosenbaum|1998|pp=99–117}}</ref> ويذكر جون تولاند في كتابه ''Adolf Hitler: The Definitive Biography'' أن هتلر كان كثيرًا ما يزور [[جيلي روبال|جيلي]] بصفته خطيبها، كما كان يضع الكثير من القيود على تحركاتها ما لم تكن بصحبته. وقد حاولت النساء الثلاث الانتحار (ونجحت اثنتين منهما بالفعل في ذلك)؛ وهي حقيقة أدت إلى وجود بعض التكهنات عن إصابة هتلر بانحراف جنسي مثل: [[انحراف جنسي في التبول]] وذلك كما ذكر [[اوتو شتراسر]] وهو أحد الخصوم السياسيين لهتلر. وقد أنكر رايتر - وهو الشخص الوحيد الذي ظل على قيد الحياة بعد سقوط النازية - هذا الأمر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Rosenbaum|1998|p=116}}</ref> وأثناء فترة الحرب وبعدها، قدم [[تحليل نفسي|المحللون النفسيون]] عددًا لا حصر له من [[علم النفس المرضي لأدولف هتلر|التفسيرات النفسية]] - الجنسية غير المتوافقة مع بعضها البعض لتصرفات هتلر من منظور علم [[علم الأمراض|الباثولوجيا]].<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.abidingtruth.com/pfrc/books/pinkswastika/html/the_pinkswastika_4th_edition_-_final.htm|عنوان=The Pink Swastika—Homosexuality in the Nazi Party, 4th edition|ناشر=Abiding Truth| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090418061303/http://www.abidingtruth.com:80/pfrc/books/pinkswastika/html/the_pinkswastika_4th_edition_-_final.htm | تاريخ أرشيف = 18 أبريل 2009}}</ref> وتشير بعض النظريات إلى أن هتلر كانت له علاقة بواحدة من معتنقات الفكر الفاشي؛ وهي البريطانية [[يونيتي ميتفورد]].<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.newstatesman.com/blogs/martin-bright/2007/12/unity-mitford-home-hitler-war|عنوان=Unity Mitford and 'Hitler's baby'|ناشر=[[نيوستيتسمان]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190422213849/https://www.newstatesman.com/blogs/martin-bright/2007/12/unity-mitford-home-hitler-war | تاريخ أرشيف = 22 أبريل 2019}}</ref> وفي الآونة الأخيرة، تحدث [[لوثر ماشتان]] في كتابه [[هتلر الخفي]] {{إنج|The Hidden Hitler}} عن أن هتلر كان [[مثلية جنسية|مثليًا]].

== عائلة هتلر ==
{{مفصلة|هتلر (توضيح)}}

توفيت [[باولا هتلر]]؛ آخر من تبقى على قيد الحياة من أسرة هتلر التي تتصل به اتصالًا مباشرًا في عام [[1960]]، أما أكثر أفراد سلالته المباشرة شهرة وعمرًا من ناحية والده فهو: ابن أخيه [[وليام باتريك هتلر|ويليام باتريك هتلر]]. وانتقل ليعيش مع زوجته فايليس، في جزيرة [[لونج آيلاند]] في مدينة [[نيويورك]]، وأنجبا أربعة أطفال.

وعلى مدار السنوات، حاول الكثير من المراسلين الصحفيين أن يقوموا باقتفاء أثر أقارب ينتمون لدوائر أبعد في عائلة هتلر؛ ويزعم أن الكثير منهم يعيشون الآن حياة غامضة بعد أن مضى وقت طويل على قيامهم بتغيير أسمائهم حتى لا يتعرف عليهم أحد.

[[ملف:Hitlerfamilytree.png|تصغير|270px|سلسلة نسب هتلر]]
'''أفراد عائلة أدولف هتلر:'''
* [[ألويس هتلر]]، الوالد
* [[ألويس هتلر الابن]]، الأخ غير الشقيق
* [[انجيلا هتلر|انجيلا هتلر راوبل]]، الأخت غير الشقيقة
* [[بريدجيت داولينج]]، زوجة أخيه
* [[إيفا براون]]، العشيقة والزوجة
* [[جيلي روبال|جيلي راوبال]]، بنت أخته غير الشقيقة
* [[هاينز هتلر]]، ابن أخيه
* [[هيرمان فيجلين]]، شقيق زوجته وذلك عندما تزوج هتلر من إيفا براون
* [[يوهان جورج هيدلر]]، جده المفترض
* [[يوهان نيبوموك هيدلر]]، جده الأكبر من ناحية والدته، ويزعم أنه عمه الأكبر ومن المحتمل أن يكون جد هتلر الحقيقي من ناحية الأب
* [[كلارا هتلر]]، والدته
* [[ماريا شيكلجروبر]]، جدته
* [[باولا هتلر]]، أخته
* [[وليام باتريك هتلر|ويليام باتريك هتلر]]، ابن أخيه

== وجهات نظر ==
[[ملف:Stab-in-the-back postcard.jpg|تصغير|يسار|200بك|رسم كاريكاتيري تظهر طعن يهودي للجيش الألماني في ظهره بخنجر. وقد ألقى باللوم لاستسلام غير الوطنيين، من الاشتراكيين، البلاشفة، جمهورية فايمار، واليهود على وجه الخصوص. (1919)]]
تحمل شخصية هتلر تناقضات عدة، وتظهرها وسائل الإعلام بالشخصية الديكتاتورية التي تود هلاك العالم والبعض يصفه بأنه الشيطان وآخرون يتهمونه أنه مفجر الحرب والسبب وراء حصول المجازر التي راح ضحيتها الآف من البشر، كما أتهم بمعادة السامية. تبقى شخصية هتلر شخصية خلافية عالميا حيث في غالب الأحيان تظهر وسائل الإعلام مساوئ شخصيته وأبرزها معاداة السامية لكن لهتلر ميزات إلى جانب أعماله السيئة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://encyclopedia.ushmm.org/content/en/article/the-united-states-and-the-holocaust|عنوان= الولايات المتحدة والهولوكوست<!-- عنوان مولد بالبوت -->| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180106065555/https://www.ushmm.org/wlc/ar/article.php?ModuleId=10005182 | تاريخ أرشيف = 6 يناير 2018}}</ref> عندما تسلم هتلر مقاليد الحكم في ألمانيا كانت هذه الأخيرة حينئذٍ مهزومة في الحرب، مدمرة اقتصاديا،
موقعة على [[معاهدة فرساي]] والتي تنص على تحديد عدد أفراد الجيش، والقدرات العسكرية الألمانية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.arab-ency.com/?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11159&vid=24&searchwords=5crh0Q|عنوان= البحوث | الموسوعة العربية<!-- عنوان مولد بالبوت -->| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180106073011/https://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11159&vid=24&searchwords=5crh0Q | تاريخ أرشيف = 6 يناير 2018}}</ref> لكنه بعد ذلك زاد القدرات العسكرية الألمانية، ألغى معاهدة فرساي، أنشأ المصانع ووصلت البطالة لمعدلات منخفضة، كما انتعش الاقتصاد الألماني. بسط هتلر أفكار الاشتراكية القومية ورؤاها السياسية والإيديولوجية، حيث كتبها في كتاب ''كفاحي''، وفحواها أن الاختلاف بين الأجناس والأفراد أمر فرضته الطبيعة في نظامها الأزلي وأن (العنصر الآري) هو العنصر الوحيد الخلاق في تاريخ البشرية، وأن الشعب هو الوحدة الطبيعية الأساسية للبشرية، والشعب الجرماني هو أعظم الشعوب قاطبة وإنما الماركسية والشيوعية بتأكيدها للعالمية والصراع الطبقي، وخلف الماركسية يكمن العدو الأكبر وهم [[يهود|اليهود]] الذين يجسدون الشر على الإطلاق ويريدون تدمير العنصر [[آرييون|الآري]] لذلك يجب تطهير [[الرايخ الألماني|الرايخ]] منهم والحفاظ على نقاء الدم الآري. وصل هتلر إلى السلطة عبر سلسلة من الإجراءات التي أزاح بها خصومه من المسرح السياسي وثبت دعائم دكتاتوريته الشخصية المطلقة. حيث أنه عندما احترق الرايخستاغ أعلن حالة الطوارئ وحصل على تفويض بإصدار القوانين من دون الرجوع إلى البرلمان، وبدأ بتطهير جهاز الدولة من الخصوم ومن غير الآريين، وانطلقت حملة ضد [[شيوعية|الشيوعيين]] [[يهود|واليهود]] والأحزاب المعارضة، كما ألغيت النقابات وشكلت ''جبهة العمل الألمانية'' وأعقبها أسست منظمة ''شبيبة هتلر'' لتربية الشباب وتدريبهم حسب المبادئ النازية الآرية. وبعد موت هندنبورغ دمج منصبي مستشار [[الرايخ الألماني|الرايخ]] ورئيس الرايخ في شخص هتلر، الذي أدى له الجيش قسم الولاء وتحولت ألمانيا إلى دولة الحزب الواحد الذي سيطر على مجالات الحياة كافة بواسطة جهاز الغستابو (الشرطة السرية) ومنظمات الحزب العسكرية. وهكذا أمسك هتلر بزمام الأمور وبكل مفاتيح السلطة المدنية والعسكرية والشعبية التي تركزت في شخص الفورَر (الزعيم). ويعتقد البعض ان اسم هتلر صار رمزًا للدكتاتورية والحكم العنصري [[فاشية|الفاشي]] الدموي، ويرى فيه آخرون أنه مفجر الحرب العالمية الثانية التي جعلت ألمانيا تقف في وجه دول كثيرة في العالم. فيما يعتبره آخرون رمزا للكفاح <ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.arab-ency.com/?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11159&m=1|عنوان= البحوث | الموسوعة العربية<!-- عنوان مولد بالبوت -->| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180106065903/https://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11159&m=1 | تاريخ أرشيف = 6 يناير 2018}}</ref> يعتقد البعض أن بعد فترة قصيرة من صعود [[نازية|النازيين]] للحكم في [[ألمانيا]] وصعود هتلر للسلطة بدأت خطة لإبادة [[يهود|اليهود]] والمعروفة [[الحل الأخير|بالحل النهائي]]، بإشراف [[أدولف أيخمان]] على الشروع بعمليات الهولوكوست.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www1.yadvashem.org/Odot/prog/index_before_change_table.asp?gate=0-2|عنوان= Yad Vashem - Request Rejected<!-- عنوان مولد بالبوت -->| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190515123101/https://www.yadvashem.org/Odot/prog/index_before_change_table.asp?gate=0-2 | تاريخ أرشيف = 15 مايو 2019}}</ref> وبدأت هذه العمليات بإبادة [[يهود|اليهود]] إضافة إلى إبادة جماعات أخرى مثل الشيوعيين، و[[شهود يهوه]]، وممن اعتبروا شاذين جنسيا، كما تمت إجراءات جراحية أو طبية لمنع معاقين عقليا من الإنجاب واستعملت أساليب القتل الرحيم لإنهاء حياة [[إنسان|بشر]].<ref>[https://www.ushmm.org/outreach/euthan.htm] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090723080405/http://www.ushmm.org/outreach/euthan.htm|date=23 يوليو 2009}} [https://www.ushmm.org/wlc/en/index.php?ModuleId=10005219&Type=normal+article] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180106072227/https://www.ushmm.org/wlc/en/index.php?ModuleId=10005219&Type=normal+article|date=06 يناير 2018}}</ref>

== هتلر ووسائل الإعلام ==
{{مفصلة|هتلر ووسائل الإعلام}}
[[ملف:Adolf Hitler at Berchtesgaden.ogg|تصغير|يسار|تصغيرtime=3|فيلم لأدولف هتلر في مدينة بيرشيتسغادن]]
=== الخطب والاجتماعات السنوية ===
كان هتلر خطيبًا مفوهًا استولى على ألباب الكثيرين بضربات يده على المنصة التي كان يقف خلفها وهو يلقي خطاباته، وبصوته الهادر وخطبه الحماسية. وكان يصقل مهاراته بإلقاء الخطب على الجنود خلال عامي [[1919]] و[[1920]]. وأصبح ماهرًا في التحدث إلى الناس بما يريدون أن يسمعوه منه ''«الخيانة التي طعنت الجيش الألماني في الظهر أثناء [[الحرب العالمية الأولى]]، والخطة [[اليهودية]] [[ماركسية|الماركسية]] لغزو العالم، والخيانة التي تعرضت لها [[القيصرية الألمانية|ألمانيا]] في [[معاهدة فرساي]]»''. وكان هتلر ماهرًا أيضًا في العثور على كبش فداء يلقي عليه باللوم حول ما يلحق بشعبه من مصائب. ومع مرور الوقت، تمكن هتلر من الوصول إلى حد الكمال في أدائه أمام الجماهير عن طريق التدرب أمام المرآة والعزف الماهر على أوتار المشاعر أثناء عروضه. وقد تدرب هتلر على يد شخص كان يدعي كذبًا قدرته على استبصار المستقبل، وقد ركز على استخدام اليد والإيماءات التي يمكن القيام بها عن طريق الذراع. وتحدث عنه [[ألبرت شبير|ألبرت سبير]] الذي كان وزيرًا للذخيرة في عهده ومعماريًا - والذي كان يعرف هتلر كما كان الجميع يعرفه - فقال إنه كان قبل كل شيء آخر ممثلًا بارعًا.<ref>{{استشهاد ويب |تاريخ الوصول=2008-05-22 |مسار=https://research.calvin.edu/german-propaganda-archive/machtrede.htm |عنوان=The Power of Speech |ناشر=[[جامعة كالفن|كالفن يونيفيرسيتي]] |مؤلف= Frauenfeld, A. E.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140606094146/http://www.calvin.edu:80/academic/cas/gpa/machtrede.htm | تاريخ أرشيف = 6 يونيو 2014}}</ref><ref>{{استشهاد ويب |تاريخ الوصول=2008-05-22 |مسار=https://research.calvin.edu/german-propaganda-archive/ahspeak.htm |عنوان=The Führer as a Speaker |ناشر=[[جامعة كالفن|كالفن يونيفيرسيتي]] |مؤلف=Goebbels, Joseph| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140604083118/http://www.calvin.edu:80/academic/cas/gpa/ahspeak.htm | تاريخ أرشيف = 4 يونيو 2014}}</ref>

وقد تم تصميم الاجتماعات السنوية الحاشدة التي كان ينظمها [[ألبرت شبير|ألبرت سبير]] من أجل إطلاق شرارة إقناع الذات في نفوس المشاركين فيها. وكان المشاركون في هذه الاجتماعات السنوية يعززون التزامهم تجاه [[نازية|الحركة النازية]] عن طريق حضور في الاجتماعات السنوية، والاشتراك في المسيرات، ورفع أصواتهم بالتحية للقائد، وأداء التحية العسكرية بيد ثابتة وقوية. ويمكن إدراك هذه الأمور بشكل كامل من مشاهدة الفيلم الدعائي الذي يحمل اسم [[انتصار الإرادة (فيلم)|انتصار الإرادة]] {{إنج|Triumph of the Will}}؛ والذي قام بإخراجه [[ليني ريفنشتال]] ليصور الاجتماع السنوي [[الحزب النازي|للحزب النازي]] الذي تم عقده في [[نورنبرغ|نورنبيرغ]] في عام [[1934]]. وقد قام المخرج بتصوير هتلر من زاوية عالية أو منخفضة فقط، ولكن لم يقم بتصويره من الأمام مباشرة إلا مرتين فقط. والتقاط الكاميرا الصور له من هذه الزوايا تضفي عليه هالة منref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Steigmann-Gall|2003}} التقديس. وكان بعض من ظهروا في الفيلم ممثلين تقاضوا أجرًا عن قيامهم بالتمثيل في هذا الفيلم الدعائي، ولكن لم يكن معظم من شاركوا فيه من الممثلين. ولم يتم أبدًا الكشف عما إذا كان الفيلم قد استعان ببعض المنضمين حديثًا [[الحزب النازي|للحزب النازي]] من بين رواد المسرح. وربما تكون محاولات إقناع الذات قد تركت أثرها على هتلر نفسه. وكان هتلر يلقي بالخطبة نفسها (ويصقلها بلسانه المعسول لدرجة أكبر في كل مرة) مئات المرات؛ فيلقيها أولًا أمام الجنود ثم يقوم بإلقائها في النوادي المنتشرة في كل أنحاء ألمانيا والتي كان يرتادها الشعب الألماني. وربما كانت هذه العروض هي ما أضافت المزيد والمزيد إلى الأحقاد التي كان يضمرها في نفسه؛ خاصةً تلك الكراهية الشديدة التي كان يضمرها [[يهود|لليهود]] والتي استولت عليه تمامًا.

[[ملف:Hitler Mannerheim.jpg|تصغير|يسار|هتلر مع البارون مانرهايم في يونيو من عام 1942]]

=== ما سُجل من أحاديث هتلر الخاصة ===
وقد زار هتلر [[مشير (رتبة عسكرية)|المشير]] الفنلندي [[كارل جوستاف اميل مانرهايم|مانرهايم]]، في [[4 يونيو|الرابع من شهر يونيو]] عام [[1943]]. وأثناء هذه الزيارة قام أحد المهندسين العاملين في شركة [[هيئة الإذاعة الفنلندية]] '''YLE'''، ويدعى [[ثور دامن]]، بتسجيل نص الحوار الذي دار بين هتلر و[[كارل جوستاف اميل مانرهايم|مانرهايم]]؛ وهو تصرف لا بد وأنه قد قام به في الخفاء لأن هتلر لم يكن ليسمح بتسجيل محادثاته الشخصية دون إذن منه ودون أن يتحضر لذلك.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.hs.fi/english/article/1076153999513/|عنوان=Conversation secretly recorded in Finland helped German actor prepare for Hitler role|عمل=[[هلسنغن سانومات]]|تاريخ=2004-09-21|مؤلف=Moring, Kirsikka| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140819064409/http://www.hs.fi/english/article/1076153999513 | تاريخ أرشيف = 19 أغسطس 2014 |حالة المسار=dead}}</ref> ويعتبر هذا التسجيل اليوم، الوحيد المعروف لهتلر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية؛ وهو يعرض لمحادثة خاصة مدتها إحدى عشرة دقيقة ونصف بين القائدين.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://yle.fi/aihe/artikkeli/2006/09/08/hitlerin-salaa-tallennettu-keskustelu-suomessa|عنوان=Hitlerin salaa tallennettu keskustelu Suomessa|ناشر=[[أوليسراديو]]|لغة=[[اللغة الفنلندية|فنلندا]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141019021945/http://www.yle.fi/elavaarkisto/?s=s&g=1&ag=3&t=22&a=376 | تاريخ أرشيف = 19 أكتوبر 2014}}</ref> ويتحدث هتلر بطريقة يظهر فيها قليلًا من الإثارة، وبالرغم من ذلك فهي طريقة تتسم بالتحرر الفكري (وذلك إذا ما تمت مقارنتها بتلك التي كان يتحدث بها الرجال الذين ينتمون للطبقة العاملة في زمنه). ومعظم التسجيل كان مونولوجًا يتحدث فيه هتلر. وفي المحادثة، يعترف هتلر بفهمه لقدرة [[الاتحاد السوفيتي]] على الدخول في حرب.

=== أسطوانة Patria المصورة ===
وقد تم إصدار أسطوانة مصورة تحمل سبع صور وواحدًا من خطابات أدولف هتلر. وهذه الأسطوانة تحمل اسم ''[[الوطن (فيلم)|الوطن]] {{ألمانية|Partia}}. وتحمل واجهة الأسطوانة صورة لهتلر وهو يلقي بأحد خطاباته، كما أن عليها تسجيل لأحد خطاباته وكذلك خطاب لواحد من أعضاء [[الحزب النازي]]. أما الوجه الآخر للأسطوانة فيصور يدا تحمل العلم المرسوم عليه [[صليب معقوف|الصليب المعقوف]]، كذلك عليها {{ألمانية|Carl Woitschach recording (1933—Telefunken A 1431) "In Dem Kampf um die Heimat—Faschistenmarsch"}}.

=== الأعمال الوثائقية التي تؤرخ لعهد الرايخ الثالث ===
ظهر هتلر في سلسلة من الأفلام، كما ارتبطت شخصيته بالبعض الآخر من الأفلام بدرجات متفاوتة؛ وذلك في أفلام أخرجها [[ليني ريفنشتال]] في Universum Film AG أو '''UFA'''؛ وهو أكبر استديوهات السينما في عهد [[ألمانيا النازية|الرايخ الثالث]]؛
* [[انتصار الإيمان]] ({{ألمانية|Der Sieg des Glaubens}}، صور في [[1933]]).
* [[انتصار الإرادة (فيلم)|انتصار الإرادة]] ({{ألمانية|Triumph des Willens}}، وصور في [[1934]]).
* [[يوم الحرية: قواتنا المسلحة]] ({{ألمانية|Tag der Freiheit: Unsere Wehrmacht}}، وصور في [[1935]]).
* [[أوليمبيا (فلم)]] ({{ألمانية|Olympia}}، وصور في [[1938]]).

وكان هتلر هو الشخصية المحورية في الأفلام الثلاثة الأولى؛ وركزت هذه الأفلام على اجتماعات [[الحزب النازي]] السنوية في السنوات التي أنتجت فيها هذه الأفلام التي يمكن اعتبارها أفلامًا دعائية. وقد صور هتلر بشكل واضح في الفيلم الذي يحمل عنوان [[أوليمبيا (فلم)|أوليمبيا]]. ولا يزال الجدال قائمًا حول اعتبار الفيلم الأخير فيلمًا دعائيًا أو فيلمًا وثائقيًا حقيقيًا. وعلى أي حال، يعمل الفيلم على تخليد [[الألعاب الأولمبية الصيفية 1936|دورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في عام 1936]]، وينشر الرسالة الدعائية التي حرصت هذه الأولمبياد على نشرها صور لألمانيا تحت [[نازية|الحكم النازي]] تعيش برخاء وتتطلع للسلام.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.imdb.com/name/nm0386944/|عنوان=IMDb: Adolf Hitler|ناشر=[[قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190522135932/https://www.imdb.com/name/nm0386944/ | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2019}}</ref> كذلك، صور هتلر - بصفته شخصية سياسية بارزة - في العديد من الأفلام الإخبارية القصيرة التي عرضت في دور السينما.

=== التلفاز ===
حصل تصوير لحضور هتلر العديد من الحفلات الرسمية والمناسبات الاجتماعية - بما في ذلك [[الألعاب الأولمبية الصيفية 1936|دورة الألعاب الأوليمبية الخاصة بعام 1936]] والاجتماعات السنوية [[الحزب النازي|للحزب النازي]] التي كان تعقد في مدينة [[نورنبرغ|نورنبيرغ]] - على الشبكات التلفازية في الفترة ما بين عامي [[1935]] و[[1939]]. وكان يعاد عرض هذه الأحداث - بالإضافة إلى غيرها من البرامج التي تلقي الضوء على الأنشطة التي يقوم بها الموظفون الرسميون - في قاعات المشاهدة العامة. وقد قدمت نماذج من عدد من الأفلام التي حفظت لنا عبر التاريخ منذ عهد [[ألمانيا النازية]] في الفيلم الوثائقي الذي انتج في عام [[1999]] تحت عنوان [[التلفزيون تحت حكم الصليب المعقوف]] {{ألمانية|Das Fernsehen unter dem Hakenkreuz}}.

=== الأعمال الوثائقية التي انتجت بعد سقوط الرايخ الثالث ===
* '''[[العالم في حالة حرب (فيلم)|العالم في حالة حرب]]''' {{إنج|The World at War}} وقد انتج في عام [[1974]].
::وهي سلسلة تلفازية من إنتاج [[Thames Television]] تعرض الكثير من المعلومات عن هتلر وعن [[ألمانيا النازية]]، وتتضمن كذلك مقابلة شخصية مع سكرتيرة هتلر [[تراودل يونغه]].
* '''[[الأيام الأخيرة في حياة أدولف هتلر (فيلم)|الأيام الأخيرة في حياة أدولف هتلر]]''' {{إنج|Adolf Hitler's Last Days}}.
::وهي سلسلة من إنتاج [[بي بي سي]] تحمل عنوان «[[أسرار الحرب العالمية الثانية]]» {{إنج|Secrets of World War II}}، وهي تحكي عن الأيام الأخيرة التي قضاها هتلر أثناء [[الحرب العالمية الثانية]].
* '''[[النازيين: تحذير من قلب التاريخ]]''' {{إنج|The Nazis: A Warning From History}}، وقد تم إنتاجه في عام [[1997]].
::وهي سلسلة من ستة أجزاء من إنتاج [[بي بي سي]] عن الطريقة التي تقبل بها المثقفون والمتعلمون الألمان هتلر والنازيين حتى وقت سقوط [[نازية|النازية]]. وكان المستشار التاريخي لهذا العمل هو [[ايان كيرشو]].
* '''[[النقطة العمياء]]''' {{ألمانية|Im toten Winkel—Hitlers Sekretärin}}، وقد انتج في عام [[2002]].
::والعمل عبارة عن مقابلة شخصية حصرية استغرقت تسعين دقيقة مع [[تراودل يونغه]]؛ سكرتيرة هتلر. والفيلم أخرجه المخرج النمساوي اليهودي [[اندريه هيلر]]، وذلك قبل وفاة [[تراودل يونغه|تراودل]] بفترة قصيرة على إثر إصابتها [[سرطان الرئة|بسرطان الرئة]] واسترجعت فيه [[تراودل يونغه|تراودل]] ذكريات الأيام الأخيرة في قبو القائد في برلين. وقد استعين بمقتطفات من هذه المقابلة في فيلم [[السقوط (فيلم)|السقوط]] {{ألمانية|''Downfall''}}.
* '''[[مهندس النهاية (فيلم)|مهندس النهاية]]''' {{ألمانية|Undergångens arkitektur}}، وقد انتج في عام [[1989]].
::وهو عمل وثائقي عن مفهوم حب الجمال من وجهة النظر الوطنية الاشتراكية التي رآها هتلر.
* '''[[التلفزيون تحت حكم الصليب المعقوف]]''' {{ألمانية|Das Fernsehen unter dem Hakenkreuz}}، وقد انتج في عام [[1999]].
::وهو عمل وثائقي قدمه مايكل كلوفت عن الاستخدام الوطني [[تلفاز|للتلفاز]] في ألمانيا في عهد النازية للأغراض الدعائية ما بين عامي [[1935]] و[[1944]].

=== الأعمال الدرامية التي تناولت النازية ===
* '''[[هتلر: الأيام العشرة الأخيرة في حياته]]''' {{إنج|Hitler: The Last Ten Days}}، وقد انتج في عام [[1973]].
::ويعرض الفيلم الأيام الأخيرة من حياة هتلر التي انتهت بوفاته، والفيلم من تمثيل سير[[أليك غينيس]].
* '''[[هتلر: فيلم من ألمانيا]]''' {{إنج|Hitler: A Film from Germany)}} {{ألمانية|Hitler—Ein Film aus Deutschland}}، والعمل من إنتاج عام [[1977]].
::والعمل مدته سبع ساعات ويتكون من أربعة أجزاء.واستعان [[هانز يورجن سايبربرج|المخرج]] في هذا الفيلم بمقتطفات وثائقية، وخلفيات من الصور الفوتوغرافية، وعرائس متحركة، ومشاهد عرضت على خشبة المسرح، وغيرها من العناصر.<ref>{{استشهاد ويب|تاريخ الوصول=2008-05-22|مسار=https://www.german-cinema.de/app/filmarchive/film_view.php?film_id=404|ناشر=German Films|عنوان=Hitler—A Film from Germany (Hitler—Ein Film aus Deutschland)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101120130108/http://www.german-cinema.de:80/app/filmarchive/film_view.php?film_id=404 | تاريخ أرشيف = 20 نوفمبر 2010}}</ref>
* '''[[القبو (فيلم)|القبو]]''' {{ألمانية|The Bunker}}، وقد انتج في عام [[1978]].
::ويعرض الفيلم الأحداث التي دارت في الأيام الأخيرة في قبو القائد من يوم [[17 يناير|السابع عشر من يناير]] وحتى يوم [[2 مارس|الثاني من مارس]] في عام [[1945]]. وقد حول هذا العمل إلى فيلم [[تلفاز]]ي بعنوان ''[[القبو (فيلم تلفزيوني)|القبو]] {{ألمانية|The Bunker}}، وذلك في عام 1981 من تمثيل [[أنتوني هوبكنز|انتوني هوبكنز]]
* '''[[الوطن (فيلم)]]''' {{إنج|Fatherland}} {{ألمانية|Patria}}، والعمل من إنتاج عام [[1994]].
::والعمل عبارة عن رؤية افتراضية لألمانيا خلال عام 1964 في حالة انتصار هتلر في الحرب العالمية الثانية. والعمل مأخوذ من [[الوطن (رواية)|الرواية]] التي كتبها الصحفي السابق [[روبرت هاريس]].
* '''[[المرآة الخاوية]]''' {{إنج|The Empty Mirror}}، والعمل من إنتاج عام [[1996]].
::وهو [[دراما نفسية]] تتأمل في الأحداث التي وقعت بعد عهد هتلر (وصور هذه الأحداث [[نورمان رودواي]] الذي عاصر سقوط ألمانيا النازية).
* '''[[ماكس (فيلم)]]''' {{إنج|Max}}، العمل من إنتاج عام [[2002]].
::وهو دراما قصصية تصور الصداقة التي جمعت بين تاجر فنون يهودي وهو ماكس روثمان (ويمثل الشخصية [[جون كيوزاك]])، وبين أدولف هتلر الشاب (ويمثل الشخصية [[نوه تايلور]])، وذلك عندما صادفه الفشل كرسام في فيينا.
* '''[[هتلر: نهوض الشر (مسلسل)]]''' {{إنج|Hitler: The Rise of Evil}}، والعمل من إنتاج عام [[2003]].
::وهو عبارة عن مسلسل تليفزيوني من جزئين يحكي عن السنوات الأولى في حياة أدولف هتلر وعن صعوده للحكم (وذلك حتى عام 1933)، وأدى دور البطولة في الفيلم [[روبرت كارلايل]].
* '''[[السقوط (فيلم)|السقوط]]''' {{ألمانية|Der Untergang}}، والعمل من إنتاج عام [[2004]].
::وهو فيلم ألماني عن الأيام الأخيرة من عمر هتلر وعمر [[ألمانيا النازية|الرايخ الثالث]]. وأدى دور البطولة في الفيلم [[برونو غانتس|برونو غانزويعتمد]] الفيلم جزئيًا على السيرة الذاتية الخاصة [[تراودل يونغه|تراودل]]؛ وهي السكرتيرة المقربة إلى هتلر. وفي عام [[2002]]، صرحت [[تراودل يونغه|تراودل]] بأنها تشعر بالذنب لأنها ''«كانت معجبة بأعتى المجرمين في تاريخ البشرية.»''
* '''[[فالكيري (فيلم)|فالكيري]]''' {{ألمانية|Valkyrie}}، والعمل من إنتاج عام [[2008]].
::ويصور هتلر - الذي قام بأداء دوره [[ديفيد بامبر|دافيد بامبر]] - كهدف لمحاولة اغتيال مدانة قام بها [[كلاوس فون شتاوفنبرج|شتاوفنبرج]].
* '''[[تستطيع الآن مقابلة د.فرويد يا سيد هتلر]]''' {{إنج|Dr Freud Will See You Now Mr Hitler}}، والعمل من إنتاج عام [[2008]].
::وهو دراما إذاعية كتبها [[لورانس ماركس]] [[موريس جران|وموريس جران]]، وتقدم سيناريو تخيلي يقوم فيه [[سيغموند فرويد|سيجموند فرويد]] بعلاج هتلر الشاب. وقد قام الممثل [[توبي جونز]] بأداء دور هتلر.

== معرض الصور ==
<gallery>
ملف:Adolf Hitler colorized.jpg|alt=
ملف:Bundesarchiv Bild 183-S33882, Adolf Hitler retouched.jpg|alt=
ملف:Bundesarchiv Bild 183-1989-0322-506, Adolf Hitler, Kinderbild retouched.jpg|alt=
ملف:Adolf Hitler as a child.jpg|alt=
ملف:Hitler- Mussolini.png|alt=
ملف:Hitler World War I.jpg|alt=
ملف:Hitler 1921.jpg|alt=
ملف:Adolf Hitler 1932 (cropped).jpg|alt=
ملف:Adolf Hitler 1937.jpg|alt=
ملف:Hitler animal.jpg|alt=
ملف:Bundesarchiv Bild 183-B06275A, Berlin, Reichstagssitzung, Rede Adolf Hitler.jpg|alt=
ملف:Meeting of Adolf Hitler and Benito Mussolini in Krosno (1941-08-27).jpg|alt=
</gallery>

== الملاحظات والمصادر ==
{{مراجع}}

== المراجع ==
* {{استشهاد|الأخير=Bloch|الأول=Michael|عنوان=Ribbentrop|مكان=New York|ناشر=Crown Publishing|سنة=1992}}
* {{استشهاد|الأخير=Bullock|الأول=A.|عنوان=Hitler: A Study in Tyranny|ناشر=[[دار بنجوين للنشر]]|سنة=1962|isbn=0140135642}}
* {{استشهاد|الأخير=Butler|الأول=Ewan|المؤلفون=Young, Gordon|عنوان=The Life and Death of Hermann Goering|ناشر=[[David & Charles]]|سنة=1989|isbn=071539455X}}
* {{استشهاد|الأخير=Carr|الأول=William|عنوان=Arms, Autarky and Aggression|ناشر=Edward Arnold|مكان=London |سنة=1972|isbn=9780713156683}}
* {{استشهاد|الأخير=Conway|الأول=John S.|مؤلف-وصلة=John S. Conway|عنوان=The Nazi Persecution of the Churches 1933–45|سنة=1968}}
* {{استشهاد|الأخير=Cornish|الأول=Kimberley|مؤلف-وصلة=Kimberley Cornish|عنوان=[[يهودي لينز]]: Hitler, Wittgenstein and their secret battle for the mind|سنة=1999}}
* {{استشهاد|الأخير=Crozier|الأول=Andrew|عنوان=Appeasement and Germany's Last Bid for Colonies|ناشر=Macmillan Press|مكان=London|سنة=1988|isbn=0312015461}}
* {{استشهاد|الأخير=Dawidowicz|الأول=Lucy|مؤلف-وصلة=Lucy Dawidowicz|عنوان=A Holocaust Reader|مكان=New York|ناشر=Behrman House|سنة=1976}}
* {{استشهاد|الأخير=Dawidowicz|الأول=Lucy|عنوان=The War Against the Jews|ناشر=[[كتب بانتام]]|سنة=1986}}
* {{استشهاد|الأخير=Doerr|الأول=Paul|عنوان=British Foreign Policy|ناشر=Manchester University Press|مكان=Manchester|سنة=1998}}
* {{استشهاد|الأخير=Dollinger|الأول=Hans|عنوان=The Decline and Fall of Nazi Germany and Imperial Japan|isbn=0517123991|سنة=1995|تاريخ=[[1995-03-28]]|ناشر=Gramercy}}
* {{استشهاد|الأخير=Fest|الأول=Joachim C.|مؤلف-وصلة=Joachim Fest|عنوان=The Face Of The Third Reich|مكان=London|ناشر=[[Weidenfeld & Nicolson]]|سنة=1970}}
* {{استشهاد|الأخير=Fest|الأول=Joachim C.|عنوان=Hitler|مكان=New York|ناشر=[[Harcourt Trade Publishers]]|سنة=1974}}
* {{استشهاد|الأخير=Haffner|الأول=Sebastian|مؤلف-وصلة=Sebastian Haffner|عنوان=[[معنى هتلر (كتاب)|معنى هتلر]]|ناشر=Harvard University Press|سنة=1979}}
* {{استشهاد|الأخير=Hakim|الأول=Joy|عنوان=A History of Us: War, Peace and all that Jazz|ناشر=[[دار نشر جامعة أكسفورد|مطبعة جامعة أكسفورد]]|سنة=1995|مكان=New York|isbn=0-19-509514-6}}
* {{استشهاد|الأخير=Hamann|الأول=Brigitte|المؤلفون=Thomas Thornton|عنوان=Hitler's Vienna. A dictator's apprenticeship|ناشر=[[دار نشر جامعة أكسفورد|مطبعة جامعة أكسفورد]]|سنة=1999}}
* {{استشهاد|الأخير=Hildebrand|الأول=Klaus|مؤلف-وصلة=Klaus Hildebrand|عنوان=The Foreign Policy of the Third Reich|مكان=London|ناشر=Batsford|سنة=1973}}
* {{استشهاد|الأخير=Hitler|الأول=Adolf|المؤلفون=Norman Hepburn Baynes|سنة=1942|عنوان=The Speeches of Adolf Hitler, April 1922–August 1939|مكان=London|ناشر=Oxford University Press|isbn=0-598-75893-3}}
* {{استشهاد|الأخير=Hitler|الأول=Adolf|المؤلفون=Raoul Jean Jacques Francois De Roussy De Sales, ed|سنة=1973|عنوان=My New Order|ناشر=Octagon Books|isbn=0-374-93918-7}}
* {{استشهاد|الأخير=Hitler|الأول=Adolf|عنوان=Mein Kampf|ناشر=[[Mariner Books]]|تاريخ=15 September|سنة=1998|isbn=0395925037|التسجيل=registration|مسار= https://archive.org/details/meinkampf00adol|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220506085349/https://archive.org/details/meinkampf00adol|تاريخ أرشيف=2022-05-06}}
* {{استشهاد|الأخير=Kee|الأول=Robert|مؤلف-وصلة = Robert Kee|عنوان=Munich|ناشر=Hamish Hamilton|مكان=London|سنة=1988}}
* {{استشهاد|الأخير=Keegan|الأول=John|عنوان=The Mask of Command: A Study of Generalship|ناشر=Pimlico ([[راندوم هاوس]])|سنة=1987}}
* {{استشهاد|الأخير=Keegan|الأول=John|عنوان=The Second World War|مكان=[[Glenfield, New Zealand]]|ناشر=[[هاتشينسون (دار نشر)|هاتشينسون]]|سنة=1989}}
* {{استشهاد|الأخير=Kershaw|الأول=Ian|مؤلف-وصلة=Ian Kershaw|عنوان= Hitler: 1889–1936: Hubris|مكان=New York|ناشر= W. W. Norton & Company|سنة=1999}}
* {{استشهاد|الأخير=Kershaw|الأول=Ian|عنوان=The Nazi Dictatorship: Problems and Perspectives of Interpretation|طبعة=4th|مكان=London|ناشر=Arnold|سنة=2000a}}
* {{استشهاد|الأخير=Kershaw|الأول=Ian|عنوان=Hitler, 1936–1945: Nemesis|مكان=New York; London|ناشر=[[W. W. Norton & Company]]||سنة=2000b}}
* {{استشهاد|الأخير=Langer|الأول=Walter C.|عنوان=The Mind of Adolf Hitler|ناشر={{Ill-WD2|بيزيك بوكس|id=Q4034881}}|مكان=[[نيويورك (ولاية)|ولاية نيويورك]]|سنة=1972}}
* {{استشهاد|الأخير=Lewis|الأول=David|مؤلف-وصلة=David Lewis (psychologist)|عنوان=The Man who invented Hitler|ناشر=[[Hodder Headline]]|سنة=2003|isbn=0-7553-1148-5}}
* {{استشهاد|الأخير=Marrus|الأول=Michael|عنوان=The Holocaust in History|مكان=Toronto|ناشر=Key Porter|سنة=2000}}
* {{استشهاد|الأخير=Murray|الأول=Williamson|عنوان=The Change in the European Balance of Power|مكان=Princeton|ناشر=Princeton University Press|سنة=1984}}
* {{استشهاد|الأخير=Overy|الأول=Richard|المؤلفون=Wheatcroft, Andrew|مؤلف-وصلة=Richard Overy|عنوان=The Road To War|مكان=London|ناشر=Macmillan|سنة=1989|isbn=0-14-028530-X|التسجيل=registration|مسار= https://archive.org/details/roadtowar00over|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221016110719/https://archive.org/details/roadtowar00over|تاريخ أرشيف=2022-10-16}}
* {{استشهاد|الأخير=Overy|الأول=Richard|عنوان=The Dictators: Hitler's Germany, Stalin's Russia|ناشر=[[دار بنجوين للنشر]]|سنة=2005|isbn=0393020304|التسجيل=registration|مسار= https://archive.org/details/dictators00rich|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221202024704/https://archive.org/details/dictators00rich|تاريخ أرشيف=2022-12-02}}
* {{استشهاد|الأخير=Rees|الأول=Laurence|عنوان=The Nazis: A Warning From History|مكان=New York|ناشر=New Press|سنة=1997}}
* {{استشهاد|الأخير= Rißmann|الأول=Michael|عنوان=Hitlers Gott. Vorsehungsglaube und Sendungsbewußtsein des deutschen Diktators|مكان=Zürich München|ناشر=Pendo|سنة=2001|isbn=3-85842-421-8|لغة={{أيقونة ألمانية}}}}
* {{استشهاد|الأخير=Roberts|الأول=Andrew|عنوان=The Holy Fox|ناشر=Weidenfeld and Nicolson|مكان=London|سنة=1991}}
* {{استشهاد|الأخير=Robertson|الأول=E.M.|عنوان=Hitler's Pre-War Policy and Military Plans|ناشر=Longmans|مكان=London|سنة=1963}}
* {{استشهاد|الأخير=Röpke|الأول=Wilhelm|مؤلف-وصلة=Wilhelm Röpke|عنوان=The Solution to the German Problem|ناشر=[[أبناء ج. ب. بتنام]]|سنة=1946}}
* {{استشهاد|الأخير=Rosenbaum|الأول=R.|عنوان=Explaining Hitler: The Search for the Origins of his Evil|ناشر={{Ill-WD2|id=Q2108217|نص=مكملين ناشرون}}|سنة=1998|isbn=006095339X}}
* {{استشهاد|الأخير=Shirer|الأول=William L.|عنوان=The Rise and Fall of the Third Reich|ناشر=[[سايمون وشوستر]]|تاريخ=[[1990-11-15]]|سنة=1990|isbn=0-671-72868-7}}
* {{استشهاد|الأخير=Speer|الأول=Albert|سنة=2003|عنوان=Inside the Third Reich|ناشر=Weidenfeld & Nicolson History|isbn=1-842-127357}}
* {{استشهاد|الأخير=Steigmann-Gall|الأول=Richard|عنوان=The Holy Reich: Nazi Conceptions of Christianity, 1919–1945|مكان=Cambridge; New York|ناشر=Cambridge University Press|سنة=2003|isbn=0521823714|doi=10.2277/0521823714}}
* {{استشهاد|الأخير=Strobl|الأول=Gerwin|عنوان=The Germanic Isle|ناشر=Cambridge University Press|مكان=Cambridge, United Kingdom|سنة=2000}}
* {{استشهاد|الأخير=Toland|الأول=John|عنوان=Adolf Hitler: The Definitive Biography|ناشر=[[دابلداي|Doubleday]]|تاريخ=[[1991-12-01]]|سنة=1991|isbn=0385420536}}
* {{استشهاد|الأخير=Tooze|الأول=Adam|عنوان=The Wages of Destruction|مكان=New York|ناشر=Viking Press|سنة=2006}}
* {{استشهاد|الأخير=Waite|الأول=Robert G. L.|عنوان=The Psychopathic God: Adolf Hitler|ناشر=[[Da Capo Press]]|سنة=1993|isbn=0-306-80514-6|التسجيل=registration|مسار= https://archive.org/details/psychopathicgoda00wait_0|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220613055252/https://archive.org/details/psychopathicgoda00wait_0|تاريخ أرشيف=2022-06-13}}
* {{استشهاد|الأخير=Weinberg|الأول=Gerhard|عنوان=The Foreign Policy of Hitler's Germany Diplomatic Revolution in Europe 1933–1936|ناشر=University of Chicago Press|مكان=Chicago, Illinois|سنة=1970|isbn=0226885097}}
* {{استشهاد|الأخير=Weinberg|الأول=Gerhard|مؤلف-وصلة=Gerhard Weinberg|عنوان=The Foreign Policy of Hitler's Germany Starting World War II|ناشر=University of Chicago Press|locatio=Chicago, Illinois|سنة=1980|isbn=0226885119}}
* {{استشهاد|الأخير=Wheeler-Bennett|الأول=John|عنوان=The Nemesis of Power|مكان=London|ناشر=Macmillan|سنة=1967}}

== وصلات خارجية ==
* {{معرف مؤلف على أرشيف الشارخ|هوية=27295}}
{{روابط شقيقة}}
{{مواقع التواصل الاجتماعي}}

;صور وتسجيلات فيديو

* [https://web.archive.org/web/20190116095553/http://www.ww2incolor.com/gallery/movies/hitler_color سلسلة من اللقطات الملونة لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية].
* [https://www.bytwerk.com/gpa/hitler2.htm صور لأدولف هتلر].
* [https://web.archive.org/web/20190123085503/https://archive.org/details/TheYoungHitlerIKnew/ حمل«هتلر الشاب الذي عرفته»] على [[أرشيف الإنترنت]].

;خطب ومنشورات هتلر
* [https://web.archive.org/web/20130607060933/http://www.dhm.de/sammlungen/zendok/weimar/Reden_Reserve/hitler.html خطاب من سنة 1932 (نص وملف صوتي)، المتحف الألماني لتاريخ برلين].
* [https://web.archive.org/web/20090324212425/http://dl01.blastpodcast.com/EVTV1History/1531_1135376820.mov خطاب هتلر (10 فبراير 1933) مع ترجمة إنجليزية].
* [https://web.archive.org/web/20180115095149/http://www.mondopolitico.com/library/meinkampf/introduction.htm كتاب هتلر «كفاحي». مع ترجمة إنجليزية كاملة].
* [https://web.archive.org/web/20170524214030/https://archive.org/details/TheTestamentOfAdolfHitler نصوص المناقشات التي دارت في الفترة ما بين شهر فبراير والثاني من أبريل في عام 1945].
* [https://web.archive.org/web/20110809030955/http://www.eisenhower.archives.gov/Research/Digital_Documents/Holocaust/HitlerMarriageWillPoliticalTestament.pdf وصية أدولف هتلر الشخصية وشهادة زواجة من إيفا براون، أبريل 1945] (أربعة وثلاثون صفحة).
* [https://web.archive.org/web/20110809031053/http://www.eisenhower.archives.gov/Research/Digital_Documents/Holocaust/HitlerWillGeneralIntelligence.pdf تقرير عن الطريقة التي تم بها العثور على وصية هتلر] [[مكتب الخدمات الاستراتيجية]].
* [https://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2005/07/21/AR2005072101680_5.html Matthew Brzezinski, "Giving Hitler Hell", Washington Post Sunday, July 24, 2005; p. ] [https://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2005/07/21/AR2005072101680_5.html وصف الطريقة التي تم بها العثور على الوصية].

{{أدولف هتلر}}
{{مجلس وزراء أدولف هتلر}}
{{آخر الباقين في قبو الفوهرر}}
{{الحرب العالمية الثانية}}
{{مستشارو ألمانيا}}
{{شخصية العام|وضع=expanded|state1 =expanded}}
{{النازية}}
{{رؤساء ألمانيا}}
{{الحزب النازي}}

{{تزوير التاريخ}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|ألمانيا|ألمانيا النازية|الإمبراطورية النمساوية المجرية|التاريخ|الحرب العالمية الأولى|الحرب العالمية الثانية|السياسة|القرن 20|بافاريا|برلين|تاريخ معاصر}}

[[تصنيف:أدولف هتلر|*]]
[[تصنيف:الحاصلون على الصليب الحديدي (1914) من الدرجة الأولى]]
[[تصنيف:الحاصلون على الصليب الحديدي (1914) من الدرجة الثانية]]
[[تصنيف:السياسيون النازيون الألمان]]
[[تصنيف:العنصرية المعادية للسود]]
[[تصنيف:المشاعر المناهضة للسلافية]]
[[تصنيف:النازيون الذين انتحروا في ألمانيا]]
[[تصنيف:النازيون الذين شاركوا في انقلاب بير هال]]
[[تصنيف:الهولوكوست في ألمانيا]]
[[تصنيف:اليمين المتطرف في ألمانيا]]
[[تصنيف:انتحار في 1945]]
[[تصنيف:أشخاص تعرضوا لمحاولة اغتيال]]
[[تصنيف:أشخاص توفوا أثناء شغلهم لمنصب]]
[[تصنيف:أشخاص مصابون بمرض باركنسون]]
[[تصنيف:أشخاص من براوناو أم إن]]
[[تصنيف:أعضاء الرايخستاغ في جمهورية فايمار]]
[[تصنيف:أعضاء الرايخشتاغ في ألمانيا النازية]]
[[تصنيف:أفراد الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:أفراد عسكريون من بافاريا]]
[[تصنيف:ألمان في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:ألمان متجنسون]]
[[تصنيف:ألمان معادون للشيوعية]]
[[تصنيف:ألمان من أصل نمساوي]]
[[تصنيف:تاريخ اليهود في ألمانيا]]
[[تصنيف:تحسين النسل النازي]]
[[تصنيف:ثوريون ألمان]]
[[تصنيف:جناة بوراجموس]]
[[تصنيف:حاصلون على العفو الألماني]]
[[تصنيف:حاصلون على وسام الاستحقاق العسكري (بافاريا)]]
[[تصنيف:حالات انتحار مشتركة بين النازيين]]
[[تصنيف:حكام فاشيون]]
[[تصنيف:خسائر ألمانية في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:رسامون ورسامات ألمان]]
[[تصنيف:رسامون ورسامات نمساويون]]
[[تصنيف:رؤساء ألمانيا القرن 20]]
[[تصنيف:زعماء الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:سلطوية]]
[[تصنيف:سيادة البيض]]
[[تصنيف:سياسيون ألمان منتحرون]]
[[تصنيف:سياسيون توفوا أثناء شغلهم لمنصب]]
[[تصنيف:شخصية العام حسب مجلة تايم]]
[[تصنيف:عائلة هتلر]]
[[تصنيف:عسكريون ألمان في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:عسكريون ألمان منتحرون]]
[[تصنيف:علماء ألمان متخصصون في تحسين النسل]]
[[تصنيف:عنصريون بيض ألمان]]
[[تصنيف:قادة الأحزاب السياسية في ألمانيا]]
[[تصنيف:قادة عسكريون ألمان في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:قادة نازيون]]
[[تصنيف:قوميون ألمان]]
[[تصنيف:كاثوليك سابقون]]
[[تصنيف:كتاب ألمان في القرن 20]]
[[تصنيف:كتاب سياسيون ألمان]]
[[تصنيف:كتاب سياسيون منتحرون]]
[[تصنيف:كتاب سيرة ذاتية ألمان]]
[[تصنيف:كتاب غير روائيين ألمان في القرن 20]]
[[تصنيف:كتاب وكاتبات نمساويون]]
[[تصنيف:مرتكبو المحرقة]]
[[تصنيف:مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية]]
[[تصنيف:مستشارو ألمانيا]]
[[تصنيف:مستشارو ألمانيا في القرن 20]]
[[تصنيف:مشاعر معادية للأوكرانيين]]
[[تصنيف:مشاعر معادية للروس]]
[[تصنيف:معاداة الأمريكيين]]
[[تصنيف:معاداة البروتستانتية]]
[[تصنيف:معاداة الرومانية]]
[[تصنيف:معاداة السامية العنصري]]
[[تصنيف:معاداة السامية في ألمانيا]]
[[تصنيف:معاداة اليهودية]]
[[تصنيف:معاداة بولندا]]
[[تصنيف:معاداة صربيا]]
[[تصنيف:معارضة المسيحية في أوروبا]]
[[تصنيف:منتحرون بإطلاق النار في ألمانيا]]
[[تصنيف:منتحرون بواسطة سلاح ناري]]
[[تصنيف:منتحرون ومنتحرات]]
[[تصنيف:منظرو مؤامرة]]
[[تصنيف:منظرو مؤامرة ألمان]]
[[تصنيف:مواليد 1306 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 1889]]
[[تصنيف:مواليد في براوناو أم إن]]
[[تصنيف:نازيون انتحروا بسلاح ناري في ألمانيا]]
[[تصنيف:نازيون انتحروا في برلين]]
[[تصنيف:نازيون أدينوا بجرائم]]
[[تصنيف:نازيون أقدموا على الانتحار في ألمانيا النازية]]
[[تصنيف:نازيون خدموا في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:نازيون مدانون بجرائم حرب]]
[[تصنيف:نقاد الماركسية]]
[[تصنيف:نقاد المسيحية]]
[[تصنيف:نقاد اليهودية]]
[[تصنيف:نقاد ألمان في المسيحية]]
[[تصنيف:نمساويون في الحرب العالمية الأولى]]
[[تصنيف:نمساويون في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:نمساويون مهاجرون إلى ألمانيا]]
[[تصنيف:وفيات 1364 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1945]]
[[تصنيف:وفيات في قبو الفوهرر]]