منير العجلاني

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من Munir al-Ajlani)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
منير العجلاني
وزير شباب
في المنصب
18 نيسان 1942 – 8 كانون الثاني 1942
لا يوجد
لا يوجد
وزير معارف
في المنصب
6 تشرين الأول 1947 – 16 كانون الأول 1948
عادل أرسلان
محسن البرازي
وزير عدل
تولى المنصب
28-29 تشرين الثاني 1951
عبد العزيز حسن
منير غنّام
وزير معارف
في المنصب
1 أذار 1954 – 18 حزيران 1954
أنور إبراهيم باشا
نهاد القاسم
وزير معارف
في المنصب
29 تشرين الأول 1954 – 13 شباط 1955
نهاد القاسم
رئيف الملقي
رئيس جامعة دمشق بالوكالة
في المنصب
7 تشرين الثاني 1954 – 17 كانون الأول 1954
نهاد القاسم
أحمد السمان
وزير عدل
في المنصب
13 أيلول 1955 – 14 حزيران 1955
مأمون الكزبري
مصطفى الزرقا
معلومات شخصية
الميلاد 1914
دمشق، سوريا العثمانية
الوفاة 20 حزيران 2004
الرياض،  السعودية
الزوج/الزوجة إنعام تاج الدين الحسني
الأولاد 5

منير العجلاني (1914- 20 حزيران 2004) سياسي سوري ورجل قانون، تقلّد عدة مناصب حكومية في بلاده، منها العدل والمعارف، قبل أن يتم إعتقاله قُبيل الوحدة السورية المصرية، بتهمة الضلوع في محاولة إنقلاب ضد أنصار الرئيس جمال عبد الناصر في سورية. وكان العجلاني من أشهر أساتذة القانون في جامعة دمشق، وقد تولى رئاسة الجامعة بالوكالة عام 1954 وهو أحد مؤسسي تنظيم القمصان الحديدة في سورية. وهو صهر رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني، الذي حكم ما بين 1941-1943.

البداية

ولد منير العجلاني في حيّ سيدي عامود بدمشق (الحريقة) وهو سليل أسرة دينية عريقة، تولى أبنائها نقابة الأشراف لقرون.[1] وكانت عائلة العجلاني من الأسر الثرية في دمشق، لها اراض زراعية خصبة في غوطتتها الشرقية.[2] درس الحقوق في الجامعة السورية، قبل أن ينتقل إلى جامعة السوربون في باريس، حيث حصل على شهادة دكتوراة دولة في القانون سنة 1933، وشهادة ثانية بالصحافة وثالثة في عِلم اللسانيات. وخلال سنواته الجامعية نشط في الجمعيات الطلابية ضد الإستعمار الفرنسي في بلاده وكان يكتب في الصحف الفرنسية. [2]

العمل الصحفي

عند عودته إلى سورية، عمل العجلاني في جريدة الجزيرة التي كان يُصدرها تيسير الظبيان، ثم إنتقل إلى جريدة القبس مع الصحفي نجيب الريّس. (جورج فارس. من هم في العالم العربي، ص 412) وفي 1 نيسان 1939 شارك في تأسيس جريدة النضال مع صديقه الدكتور سامي كبارة، وهي صحيفة سياسية مسائية كانت معارضة لحكم الإنتداب الفرنسي في سورية. ولكنه وبعد ثلاثة أشهر، إنفصل عن إدارة وملكية جريدة النضال، مع الإحتفاظ بكتابة مقالات دورية على صفحاتها اليومية.[3]

القمصان الحديدية

خلال سنوات دراسته في أوروبا، تأثر منير العجلاني بظهور التنظيمات عسكرية في كلّ من برلين وروما، وقرر تأسيس حركة مشابهة في دمشق، تكون بديلاً عن الجيش السوري الذي تم حلّه من قبل سلطة الإنتداب الفرنسي يوم احتلال سورية سنة 1920. تشارك مع الزعيم فخري البارودي في تأسيس تنظيم القمصان الحديدية، الذي ظهر إلى العلن يوم 8 أذار 1936.[4] هدف التظيم إلى خلق جيل جديد من الشباب السوري يكون ثلاثي الأبعاد، مثل رجال عصر النهضة في أوروبا، يجيد أبنائه الشعر والآدب والعلوم بكافة أنواعها، إضافة إلى ركوب الخيل وفنّ القتال.[5] وكانت القمصان الحديدية ذراع عسكري للكتلة الوطنية التي إنتسب إليها العجلاني في مطلع الثلاثينيات، قبل أن ينشق عن صفوفها وينضم إلى الزعيم الوطني عبد الرحمن الشهبندر. ساهم تنظيم القمصان الحديدية في حماياة الأحياء والأهالي من تجاوزات الفرنسيين، ولكن المفوضية الفرنسية العليا في بيروت أمرت بحلّه نهائياً، بعد توجيه إتهام إلى منير العجلاني وفخري البارودي بالتعاطف مع الحزب النازي في ألمانيا ومع زعيمه أدولف هتلر. [2]

الزواج

تزوج منير العجلاني من السيدة إنعام، كريمة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني، الذي عينه مديراً للقصر الجمهوري سنة 1941 ثمّ وزيراً في حكومة الرئيس حسني البرازي يوم 18 نيسان 1942. [4] تولى العجلاني حقيبة الشباب التي إنشأت خصيصاً له وتم حلّها بعد استقالة حكومة البرازي في 8 كانون الثاني 1943. [4] وفي نهاية عهد عمّه رئيس الجمهورية، تسلّم العجلاني حقيبة الشؤون الإجتماعية المستحدثة أيضاً حتى 25 أذار 1943.

العلاقة مع نزار قباني

في عام 1936، طُلب من منير العجلاني الترشح للمقعد النيابي، ممثلاً عن مدينة دمشق. وجاء الطلب من الوجيه والصناعي توفيق قباني، الذي غضب من مشاهدة أحد نواب العاصمة مخموراً في شوارعها. ولكن عمر العجلاني لم يسمح له بالترشح يومها، فقام بتعديل بياناته في سجلات النفوس، ليصبح من تولد 1905 بدلاً من 1914. [5] ورداً للجميل، قام منير العجلاني بإحتضان نجل توفيق قباني، الشاعر الشاب نزار قباني، عند وضعه ديوانه الأول سنة 1944. كتب العجلاني مقدمة ديوان «قالت لي السمراء» وكتب قائلاً: «لا تقرأ هذا الديوان، فما كتب ليقرأ.. ولكنه كتب ليغنّى.. ويشم.. ويضم.. وتجد فيه النفس دنيا ملهمة. يا نزار !لم تولد في مدرسة المتنبي، فما أجدك تعنى بشيء من الرثاء والمديح والحكمة، وما أجدك تعنى بالبيت الواحد من القصيدة يضرب مثلاً، وما أجدك بعد هذا تعنى بالأساليب التي ألفها شعراؤنا وأدباؤنا وإنما أنت شيء جديد في عالمنا.» [6]

محاولة انقلاب عام 1950

في مطلع عهد الاستقلال، سُمّي العجلاني وزيراً للمعارف في حكومة الرئيس جميل مردم بك يوم 7 تشرين الأول 1947 وظلّ في منصبه حتى نهاية عام 1948، عندما إنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق. شهد حرب فلسطين، ورفض تأيد الإنقلاب العسكري الأول الذي أطاح بحكم الرئيس شكري القوتلي يوم 29 أذار 1949. بقي بعيداً عن الأضواء حتى سقوط عهد حسني الزعيم العسكري في 14 آب 1949 ليعود إلى الصدارة بصفته أحد مُشرعي دستور عام 1950. وكان محسوباً على التيار الهاشمي في سورية، المطالب بوحدة سورية الكبرى تحت عرش الملك عبد الله بن الحسين.[7] تم اعتقاله في أيلول 1950 بتهمة الضلوع في محاولة إنقلاب ضد نظام سورية الجمهورية، وبقي سجيناً حتى كانون الثاني 1951. وقد قيل في التحقيقات أنه تقاضى مالاً من وزير معارف الأردن للترويج للملك عبد الله بين صفوف الضباط السوريين.[8] ولكن العجلاني نفى كل التهم الموجهة إليها، وأصر على أنه تعرض لحملة شنيعة من قبل أجهزة المخابرات السورية. وكان قبل إعتقاله بأيام قليلة قد وجه نقداً لاذعاً للمؤسسة العسكرية من داخل المجلس النيابي، متهماً العسكر بالتدخل في شؤون الشرطة وفي عمليات تهريب.[9]

العودة إلى الحكم

وبعد اطلاق سراحه، عُيّن العجلاني وزيراً للعدل في حكومة الرئيس معروف الدواليبي، المحسوبة على المحور العراقي الهاشمي. [4] ولكن هذه الحكومة لم تستمر إلا أربعة وعشورن ساعة فقط لا غير، فقد تم الإطاحة بها وإعتقال جميع أعضائها بأمر من العقيد أديب الشيشكلي، مهندس الإنقلاب الرابع في سورية.[10] غاب العجلاني عن أي نشاط سياسي في فترة حكم الشيشكلي، ليعود إلى العمل السياسي بعد عودة الحياة النيابية إلى البلاد ويصبح وزيراً للمعارف في حكومة الرئيس صبري العسلي يوم 1 أذار 1954. وفي هذه الأثناء، أصبح رئيساً بالوكالة لجامعة دمشق، التي ظلّ يحتفظ بمقعده التدريسي فيها لسنوات. وفي 29 تشرين الأول 1954، عُيّن وزيراً للمعارف مرة ثانية في حكومة الرئيس فارس الخوري، حتى 13 شباط 1955. وأخيراً، أصبح وزيراً للعدل في حكومة الرئيس سعيد الغزي الإنتقالية ما بين 13 أيلول 1955 و14 حزيران 1956، والتي أشرفت على الإنتخابات النيابية والرئاسية في سورية.  

المؤامرة العراقية

تم اعتقال منير العجلاني مجدداً  من منزله الكائن في بناء الحجار، حيّ المالكي، سنة 1956، بتهمة التحضير لإنقلاب عسكري ضد إدارة الرئيس شكري القوتلي، المقربة من مصر والرئيس جمال عبد الناصر. سيق إلى سجن المزة مع عدد من السياسيين الكبار، مثل سامي كبارة وعدنان الأتاسي، وقيل أنهم تقاضوا مالاً من الوصي على عرش العراق الأمير عبد الإله بهدف إغتيال شخصيات سورية محسوبة على الريس المصري، مثل مدير المخابرات العسكرية عبد الحميد السراج ورئيس البرلمان أكرم الحرواني.[11] تمت محاكمتهم علنياً على مدرج جامعة دمشق وبثت المحاكمة على الهواء مباشرة، حيث دافع العجلاني عن نفسه، نافياً كل الإتهامات الموجهة إليه. ولكن المحكمة العسكرية أدانته بالخيانة العظمى وحكمت عليه بالإعدام، قبل ان يتم تخفبف الحكم إلى السجن المؤبد. [11] وقد طالب الكثير من الزعماء العرب بإطلاق سراحه، ومنهم الرئيس شكري القوتلي ومالك الأردن الحسين بن طلال والرئيس اللبناني كميل شمعون. ظلّ العجلاني سجيناً في سجن المزة حتى عام 1960، عندما تم نقله إلى الإقامة الجبرية في الإسكندرية، وذلك خلال سنوات الوحدة السورية المصرية. وبعد القضاء على جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961، لم يعد العجلاني إلى سورية بل فضل الإقامة في السعودية، مستشاراً للملك فيصل بن عبد العزيز.

حياته في السعودية والوفاة

أسس منير العجلاني المجلة العربية في الرياض سنة 1975 ووضع عدة كتب عن تاريخ المملكة العربية السعودية ومؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود.[12] وقد توفي في السعودية سنة 2004.

مؤلفاته

من مؤلفات منير العجلاني، كتاب "أوراق،" الصادر في دمشق سة 1943 وكتاب "تاريخ البلاد العربية السعودية" (بيروت 1967) و"تاريخ مملكة في مسيرة زعيم" (1968). ومن مؤلفاته الحقوقية كتاب "الوجيز في الحقوق المدنية" و"الوجيز في الحقوق الرومانية" و"المختصر في حقوق الجزاء الخاصة" وعبقرية الإسلام في أصول الحكم" المطبوع في دمشق عام 1947.

الأولاد

زرق منير العجلاني بخمسة أولاد، هم: منار الذي عمل في حقل التعليم، ونوارة التي توفيت باكراً، وفواز الذي عمل مهندساً مع شقيقه أمير، المتخصص بإدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأميركية. ومنيرة خريجة الجامعة الأميركية في بيروت وعملت في الجمعيات التطوعية في السعودية. خلال الخمسينات دعم العجلاني مشروع سوريا الكبرى والوحدة الهاشمية، وهو ما بدا تقاربًا لصيقًا حزب الشعب، ومعارضة لقادة الانقلابات العسكرية

عام 1956 كشفت «خطة سرية» للانقلاب على نظام شكري القوتلي، المتأثر بالناصرية والمتقارب من الاتحاد السوفياتي، للإطاحة بحكومة القائمة، واستقدام حكومة موالية للهاشمية تمهيدًا لإحياء مشروع سوريا

المراجع

  1. ^ ليندا شيلشر (1998). دمشق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ص 235-237. دمشق: دار الجمهورية.
  2. ^ أ ب ت فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 435 (بالانكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ Q109590360، ص. 129-130، QID:Q109590360
  4. ^ أ ب ت ث جورج فارس (1957). من هم في العالم العربي، ص 412. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  5. ^ أ ب سامي مروان مبيّض (1998). سياسة دمشق والإنتداب الفرنسي 1920-1946، ص 146 (بالانكليزية). دمشق: دار طلاس.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  6. ^ نزار قباني (1944). قالت لي السمراء، ص 1-2. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  7. ^ باتريك سيل (1965). الصراع على سورية، ص 108 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  8. ^ أندرو راثميل (2013). الحرب السرية في الشرق الأوسط، ص 66 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  9. ^ باتريك سيل (1965). الصراع على سورية، ص 97 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  10. ^ باتريك سيل (1965). الصراع على سورية، ص 136 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  11. ^ أ ب باتريك سيل (1966). الصراع على سورية، ص 275 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  12. ^ عبد الغني العطري (1996). عبقريات وأعلام، 99. دمشق: دار البشائر.