هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

وجهات نظر نسوية حول اضطرابات الأكل

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

وجهات نظر نسوية حول اضطرابات الأكل هو كتاب تم تحريره من قبل باتريشيا فالون وآخرين، قامت فيه النسويات بتحليل تأثير ما يعتبرونه اضطهادًا للمرأة بسبب جنسها ويتسبب غالبًا في اضطرابات الأكل الخاصة بالنساء.[1] ولا يعتقد النسويون بالضرورة أن المجتمع هو السبب الوحيد لظهور اضطرابات الأكل تلك، ولكن التأثيرات المجتمعية تلعب بالتأكيد دورًا في هذا الإدمان (الرغبة في السيطرة على جسد الشخص والنشوة الناتجة عن فقدان الوزن أوالتحكم في تناول الطعام واتباع الحميات)؛ حيث تزدهر اضطرابات الأكل في هذا النوع من البيئة.

التاريخ

بعد بداية الحرب العالمية الأولى (وكذلك الحرب العالمية الثانية) اضطرت العديد من النساء إلى العمل خارج المنزل لأن أزواجهن كانوا يقاتلون في الحرب وكانت الأسرة بحاجة إلى دعم مالي. وقد شغلت العديد من النساء وظائف اعتُبِرت ذكورية بما في ذلك إنتاج إمدادات الحرب. ونتيجة لهذا بدأ أصحاب الإعلانات باستهداف النساء عند التسويق للعديد من المنتجات؛ بدعوى أن تلك المنتجات تجعلهم يشعرون بأنهم أكثر أنوثة أثناء القيام «بعمل رجل». وقد ازدهرت صناعة التسويق تلك مع انتشار نمو الإعلانات في المجلات.

حتى العشرينات من القرن الماضي كانت النساء في أمريكا ترتدي الملابس التي تغطي كل شبر من الجلد تقريباً (بخلاف الأيدي والرؤوس). وبعد الحصول على التصويت بدأت النساء في ارتداء الملابس التي أظهرت ذراعيها وساقيها؛ مما أدى إلى زيادة الاهتمام بقضايا شكل جسد النساء، حيث ازداد قلق النساء حول مظهر أطرافهن وحاولن الحفاظ على المظهر والنعومة المرغوبة دوما. وبدأ الشكل المثالي المرغوب في التغير وأصبح متوقعًا من المرأة أن تكون أكثر رشاقة. ومنذ ذلك الحين بدأ جنون الرجيم. وبالرغم من ذلك التوجه فإن متوسط أحجام النساء في الغرب بقي غير موافقًا لذلك الشكل حيث تبلغ نسبة سمنة النساء حوالي 60 بالمائة في العديد من الدراسات، حتى مع اقتصارالشكل المثالي على الرشاقة والجسم النحيل.

ومنذ ذلك الحين أصبح تمثيل النساء في وسائل الإعلام يقتصر على تقديم الشكل المثالي للمرأة «رشيقة القوام». وبدأت وسائل الإعلام في توسيع الشكل المثالي المرغوب وتقديم الشخصيات المعروفة بعيونها الكبيرة، والرموش الطويلة، والبناء الرقيق مثل عارضات الأزياء كما الحال مع عارضة الأزياء ليزلي لاوسون التي قدمتها مجلة الموضة في عام 1965. وبدأت وسائل الإعلام في التركيز أكثر على أجساد النساء، ولقلة عدد النساء المقدمات في الإعلام واقتصارهن على هذه المواصفات بدأت المرأة العادية في السعى لتحقيق تلك المواصفات.

ومع كون الوزن المثالي المقدم أقل بحوالي 23 ٪ من متوسط وزن المرأة الطبيعية، أصبح الحصول على الجسم المثالي مستحيلًا تقريبًا. ونتج عن ذلك أن نسبة 25٪ من النساء الأمريكيات ملتزمات باتباع الحميات الغذائية باستمرار تقريبًا. أصيب حوالي 5-10 ٪ من النساء الأميركيات باضطرابات الأكل العصبية. وأصبحت النساء تمثل من 90-95 ٪ من مرضى فقدان الشهية والشره. وانتشر الأمر بين الفتيات الجامعيات حيث وجد أن 1 من كل 5 نساء لديهن اضطراب في الأكل. وأفيد أيضًا بأن 5 إلى 15 ٪ من مرضى فقدان الشهية العصبي في المستشفى يموتون أثناء العلاج وهي واحدة من أعلى معدلات الوفيات للأمراض العقلية. هذه الإحصائيات المقلقة أثبتت أن الثقافة الأمريكية تؤثر على سلوك اضطرابات الأكل وتسمح لهذه السلوكيات بالازدهار.

وتسعى النسويات في الوقت الحالي إلى اتخاذ إجراءات ضد ما يزعمون أنه صور ضارة تستخدمها وسائل الإعلام ضد مشاهديها. وقد بذلت جهود قليلة لعكس هذا الوباء المحتمل لأن الناس يعتقدون أن تلك الصورة لاتؤثر عليهم ولا يدركون مدى الأضرار التي تسببها. وفي الآونة الأخيرة قام مصنعو مستحضرات التجميل في دوف بالترويج لـ «حملة من أجل الجمال الحقيقي»، وتقدم هذه الحملة العديد من أنواع الجسم المختلفة للإعلان عن منتجاتها بما في ذلك النساء البدينات والنساء الأكبر سنًا والنساء اللواتي يعانين من بعض الاختلافات. في محاولة للتخلص من مفهوم الجسم «الأقل مثالية». وبدأت محاولات لإيصال رسالة مفادها أن كون الجسم مرغوبًا أومثيرًا لا علاقة له بكونه نحيف أو طبيعي أو سمين.

ويتم إلقاء اللوم على وسائل الإعلام في التسبب بضعف صورة الجسم واضطرابات تناول الطعام لدى النساء. حيث تُظهر المجلات والبرامج التليفزيونية وغيرها من الإعلانات الأخرى نماذج معينة حول «شكل الجسم المثالي» للنساء. يجادل بعض الباحثين بأن هذه الأنواع من المواد الإعلامية يمكن أن تفرض عادات غذائية سيئة وتؤثر على السلوك الشبيه بالاضطرابات. وقد يكون عامل الضغط الإعلامي من أسباب زيادة السمنة في المرأة العادية بالتأثير المعاكس.

ومع ذلك فقد طعن باحثون آخرون في ادعاءات التأثيرات الإعلامية النموذجية. على سبيل المثال يقول مقال كريستوفر فيرغسون وبنجامين وينجارد وبو وينجارد أن تأثيرات الأقران والأشخاص المحيطين تتسبب بعدم رضا عن الجسم أعلى من التأثيرات الإعلامية، وأن الآثار الإعلامية المذكورة مبالغ فيها.[2] ويرى بأنه يجب على المرء توخي الحذر من تحقيق قفزة من مجرد الجدل بأن بعض الظروف البيئية قد تسبب عدم رضا الجسم، إلى الادعاء بأن هذه الظروف يمكن أن تسبب اضطرابات الأكل المرضية وخاصة اضطرابات الأكل الشديدة مثل فقدان الشهية العصبي.

الأنواع الرئيسية لاضطرابات الأكل

تصف اضطرابات الأكل الأمراض التي تتميز بعادات الأكل غير المنتظمة والضيق الشديد أوالقلق بشأن وزن الجسم أوشكله. وقد تشمل اضطرابات الأكل تناول كميات غير اكافية من الطعام أو الإفراط في تناوله مما قد يؤدي في النهاية إلى الإضرار بصحة الفرد. ووفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) فإن أكثر أشكال اضطرابات الأكل شيوعًا تشمل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي واضطراب الإفراط في تناول الطعام؛ وتؤثر هذه الأمراض في المقام الأول على الفتيات والنساء. ومعظم الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي لديهم «صورة جسدية مشوهة» تجعلهم يرون أنفسهم زائدي الوزن حتى عندما يكونون نحيفين بشكل خطير، وغالبًا ما يرفض هؤلاء الأفراد تناول الطعام، ويتجهون إلى الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية بشكل إلزامي وكذلك تطوير عادات غير عادية مثل رفض تناول الطعام أمام الآخرين. ويفقد هؤلاء المرضى كميات كبيرة من الوزن وربما يموتون جوعًا. ويشعر الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي يشعرون بأنهم لا يستطيعون أبدًا أن يكونوا نحيفين بما يكفي ويستمرون في رؤية أنفسهم على أنهم «دهون» على الرغم من فقدان الوزن الشديد. وفي المقابل فإن الأفراد الذين يعانون من الشره المرضي العصبي (تناول كميات مفرطة من الطعام ثم «تطهير أجسامهم من الطعام والسعرات الحرارية التي يخشونها باستخدام المسهلات أو الحقن الشرجية أو مدرات البول أو القيء»)؛ غالباً ما يتصرفون في سرية ويشعرون بالاشمئزاز والإحراج من أنفسهم لفعلهم ذلك، ومع ذلك يفقدون شعور التوتر والعواطف السلبية بمجرد أن تصبح معدتهم فارغة مرة أخرى ويعيدون الكرّة. ومثل الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الإفراط في تناول الطعام يعانون من «نوبات متكررة من تناول الطعام الخارج عن السيطرة». الفرق هو أنهم برغم الأكل بنهم لا يتجهون لتطهير أجسامهم من السعرات الحرارية الزائدة. وفئة أخرى من اضطرابات الأكل هي «الأكل غير المحدد» (EDNOS) حيث يعاني الأفراد من مشاكل متعلقة بالأكل ولكنها لا تصل لفقدان الشهية أو الشره المرضي أو الإفراط في تناول الطعام.

مراجع

  1. ^ C.، Fallon, Patricia. Katzman, Melanie A. Wooley, Susan (1996). Feminist perspectives on eating disorders. Guilford Press. ISBN:1572301821. OCLC:60162933. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  2. ^ Ferguson، Christopher J.؛ Winegard، Benjamin؛ Winegard، Bo M. (2011). "Who is the fairest one of all? How evolution guides peer and media influences on female body dissatisfaction". Review of General Psychology. ج. 15 ع. 1: 11–28. DOI:10.1037/a0022607. ISSN:1939-1552. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. {{استشهاد بدورية محكمة}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)