والتر جاكسون فريمان الثاني

والتر جاكسون فريمان الثاني (بالإنجليزية: Walter Jackson Freeman II)‏ هو دكتور في الطب (14 نوفمبر 1895 - 31 مايو 1972) كان طبيبًا أمريكيًا متخصصًا في خزع الفص.[1] وكان عضوًا في الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.

والتر جاكسون فريمان الثاني
معلومات شخصية

السيرة الذاتية والسنوات الأولى

ولد والتر جيه فريمان في 14 من نوفمبر عام 1895 لأسرة موسرة.[2] ولقد نشأ وترعرع على يد والديه في فيلادلفيا، بنسلفانيا. ولقد اشتُهر فريمان أيضًا بكونه شخصًا غريب الأطوار ولقد أكمل منهجه المسرحي في شرح الجراحة متكئًا على عصاه ومطلقًا لحية خفيفة ومعتمرًا قبعة كبيرة.[2] ولقد كان يعمل في مهنة الطب المتوارثة في عائلته وكان جده ويليام ويليامز كين جراحًا شهيرًا في الحرب الأهلية.[2] وكان والده أيضًا طبيبًا ناجحًا جدًا. التحق فريمان بـ جامعة ييل، الذي كان اسمها في ذلك الوقت كلية ييل، فبدأ دراسته عام 1912 وتخرج وحصل على الشهادة الجامعية عام 1916.[3] ثم انتقل لدراسة طب الجهاز العصبي في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا. وفي أثناء التحاقه بكلية الطب قام فريمان بدراسة أعمال ويليام سبيلر وأعجب إعجابًا شديدًا بأعماله المبهرة في مجال علوم طب الجهاز العصبي الجديد.[2] ولقد عمل ويليام سبيلر أيضًا في فيلادلفيا واعترف به الكثيرون في عالم علم النفس باعتباره مؤسس طب الجهاز العصبي.[2] ولقد تقدم فريمان بطلب للحصول على منصب مُبتغى للعمل إلى جانب سبيلر في موطنه بفيلادلفيا ولكن طلبه قوبل بالرفض.[2]

بعد ذلك بفترة قصيرة، عام 1924, انتقل فريمان مرة أخرى إلى واشنطن العاصمة وبدأ ممارسة عمله كأول طبيب جهاز عصبي في المدينة.[2] وبمجرد وصوله إلى واشنطن العاصمة، بدأ والتر فريمان عمله مديرًا للمعامل في مستشفى سانت إليزابيث.[2] ومما شجعه على متابعة دراسته في هذا المجال أنه بينما كان يباشر مهام عمله في المستشفى كان يرقب الآلام والمآسي التي يلاقيها المرضى.[2] فحصل فريمان على درجة الدكتوراه في علم الأمراض العصبية في غضون السنوات القليلة التالية وحصل على منصب رئيس قسم طب الجهاز العصبي في جامعة جورج واشنطن.[2]

خزع الفص

تنسب أول محاولة منهجية في الجراحة النفسية إلى الطبيب النفسي السويسري جوتليب بورخاردت.[4] ولكن الأعمال الجراحية التجريبية لبورخاردت كان محل شجب واسع النطاق في ذلك الوقت وفي العقود اللاحقة كانت تجارب الجراحة النفسية تتم فقط على فترات متقطعة.[5] في 12 من نوفمبر لعام 1935, تم إجراء جراحة نفسية جديدة في البرتغال بإشراف طبيب الجهاز العصبي والطبيب إيغاس مونيز.[6] فلقد استخدم إجراء خزع الفص الجديد في معالجة مرضى الأمراض العقلية. وأصبح مونيز معلمًا وقدوةً لفريمان الذي قام بتعديل الإجراء وأسماه «بضع الفص».”[6] وبعد عام واحد من أول جراحة لبضع الفص، وفي 14 سبتمبر 1936، قام والتر جيه فريمان بأول جراحة خزع الفص للفص الأمامي في الولايات المتحدة لربة المنزل «أليس هود هامت» من مدينة توبيكا، كنساس وبها يكون فريمان قد بدأ مجاله المغمور كجراح أعصاب في الولايات المتحدة.[6] ولقد ساعده في إجراء جراحة خزع الفص زميله جراح الأعصاب وشريك الأبحاث جيمس واتز. وبحلول شهر نوفمبر وبعد مرور شهرين فقط على إجرائهما جراحة خزع الفص الأولى، كان فريمان وواتز قد عملا بالفعل على 20 حالة تضم العديد من الجراحات الثانية وجراحات متابعة.[2] وبحلول عام 1942, كان الثنائي قد أجريا أكثر من 200 جراحة خزع الفص ونشرا نتائجها مؤكدين تحسن 63 في المائة من الحالات وعدم حدوث أي تغير في 23 في المائة من الحالات بينما ساءت حالة 14 في المائة من الحالات عقب الجراحة.[2]

بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على إجراء جراحات خزع الفص، سمع فريمان عن طبيب في إيطاليا اسمه أمارو فيمبرتي يقوم بإجراء جراحات المخ عبر محجر العين، مما يسمح له بالوصول إلى المخ دون ثقب الجمجمة.[6] وبعد تجربة الطرق الجديدة في إجراء جراحات المخ هذه، وضع فريمان أسلوبًا جراحيًا جديدًا أسماه بضع الفص بطريق الحجاج.[6] ولقد أصبح هذا الإجراء معروفًا باسم بضع الفص بطريق الحجاج ويتم إجراؤه بإدخال لاقطة معدنية داخل زاوية محجر كل عين وتحريكه إلى الأمام والخلف، مما يتسبب في فلق قشرة الفص الجبهي في الفص الجبهي من المخ.[7] ولقد أجرى جراحة بضع الفص بطريق الحجاج لأول مرة لربة منزل من واشنطن العاصمة اسمها سالي إلين لونيسكو.[6] ولا تحتاج طريقة بضع الفص بطريق الحجاج هذه إلى جراح جراحة عصبية ويمكن إجراؤها خارج غرفة الجراحة ودون استخدام تخدير وذلك باستخدام العلاج بالصدمة الكهربائية لإحداث نوبة.[7] إن التعديلات التي أُدخلت على جراحة خزع الفص مكنت فريمان من توسيع نطاق استخدام تلك الجراحة، بحيث يمكن إجراؤها في المستشفيات النفسية الحكومية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة التي تكدست بالمرضى وتعاني نقص الأطباء.[7] وفي عام 1950 ترك جيمس واتز شريك عمر والتر فريمان العمل وانشق عن فريمان اعتراضًا على قسوة جراحة بضع الفص عن طريق الحجاج والإفراط في استخدامها.[6]

بعد تطويره لجراحة بضع الفص بطريق الحجاج، بدأ فريمان في السفر متنقلاً عبر البلاد لزيارة المصحات العقلية مستخدمًا سيارته الشخصية، والتي أطلق عليها اسم «سيارة الخزع.»[8] ولقد طاف في أرجاء الولايات المتحدة لإجراء جراحات خزع الفص ونشر أسلوب استخدامها من خلال التدريس وتدريب الأطباء على إجراء الجراحة. ولقد اكتسب اسم فريمان شهرةً واسعة رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت لطريقته عقب إجرائه جراحة بضع الفص لشقيقة الرئيس كون كينيدي روز ماري كينيدي، والتي أصابتها بحالة عجز عقلي وجسدي شديد.[2] ولقد ألف مريض سابق اسمه هاورد دولي كتابًا أسماه تجربتي مع جراحة بضع الفص (My Lobotomy) وثق فيه تجربته مع فريمان ومرحلة التعافي التي استمرت لفترة طويلة عقب إجراء جراحة بضع الفص عندما كان عمره 12 عامًا.[9] وكان والتر فريمان يحصل على 25 دولارًا أمريكيًا فقط مقابل إجراء كل جراحة يجريها.[7] وبعد أربعة عقود من الزمان، يكون فريمان قد أجرى بنفسه ما يقرب من 3,400 جراحة بضع فص في 23 ولاية، رغم أنه لم يحصل على تعليم رسمي في الجراحة.[2] في شهر فبراير من عام 1967, أجرى فريمان آخر جراحة له على هيلين مورتنسين.[6] فقد كانت مورتنسين مريضة منذ أمد بعيد وكانت هذه هي جراحة بضع الفص الثالثة التي يجريها فريمان لها.[6] ولقد توفيت نتيجة إصابتها بنزف دماغي حالها مثل كثير من مرضى فريمان الآخرين ثم تم منعه تمامًا من إجراء تلك الجراحات.[6] وعندما بلغ 57 عامًا، تقاعد فريمان من منصبه في جامعة جورج واشنطن وافتتح عيادة متواضعة في كاليفورنيا.[2]

المراجع

  1. ^ "The Lobotomist". American Experience. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2010. اطلع عليه بتاريخ 07/10/2011. In the 1940s Dr. Walter Freeman gained fame for perfecting the lobotomy, then hailed as a miracle cure for the severely mentally ill. But within a few years, lobotomy was labeled one of the most barbaric mistakes of modern medicine. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض Rowland، Lewis (April 2005). "Walter Freeman's Psychosurgery and Biological Psychiatry: A Cautionary Tale". Neurology Today. ج. 5 ع. 4: 70–72. مؤرشف من الأصل في 2019-12-03. اطلع عليه بتاريخ 07/09/2011. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  3. ^ "Guide to the Walter Freeman, Class of 1916, Yale College, Photograph Albums Documenting Life at Yale". Yale University Library Manuscripts and Archives. مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2012. اطلع عليه بتاريخ 07/08/2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  4. ^ For example, Whitaker، H.A. (1996). "A psychosurgical chapter in the history of cerebral localization: the six cases of Gottlieb Burkhardt". في Code, Christopher; Wallesch, C.-W.; Joanette, Y.; Roch, A. (المحرر). Classic Cases in Neuropsychology. Hove: Psychology Press. ص. 276. ISBN:978-0-86377-395-2. مؤرشف من الأصل في 2015-04-03. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link) Stone، James L. (2001-01). "Dr. Gottlieb Burckhardt the Pioneer of Psychosurgery". Journal of the History of the Neurosciences. ج. 10 ع. 1: 79–92. DOI:10.1076/jhin.10.1.79.5634. ISSN:0964-704X. PMID:11446267. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-12. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة) والنص "D404A21C5BB053405B1A640AFFD44AE3" تم تجاهله (مساعدة) Manjila، S. (2008). "Modern psychosurgery before Egas Moniz: a tribute to Gottlieb Burckhardt". Journal of Neurosurgery: Pediatrics. ج. 25 ع. 1: 1. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة) However, Kotowicz notes a difference, irregularly observed, among medical historians and medical practitioners in their location of the origin of psychosurgery. The latter group, he contends, tend to favour beginning the narrative with Burckhardt whilst the former group favour starting with Moniz. Kotowicz، Zbigniew (2005). "Gottlieb Burckhardt and Egas Moniz–Two Beginnings of Psychosurgery". Gesnerus. ج. 62 ع. 1–2: 78–9. In the context of early psychosurgery, Berrios unusually also refers to the operations performed in 1889 by a surgeon (Harrison Cripps) at the behest of the British psychiatrist Thomas Claye Shaw in which fluid was drawn from the brain of a patient diagnosed with General Paralysis of the Insane. While the purpose of the operation was aimed towards the alleviation of mental symptoms attendant on the condition the procedure did not aim to interfere directly with brain tissue and therefore it has been excluded from most conventional accounts of psychosurgery. Berrios، German E. (1991). "Psychosurgery in Britain and elsewhere: a conceptual history". في Berrios, German E.; Freeman, Hugh (المحرر). 150 Years of British psychiatry, 1841-1991. Gaskell. ص. 181–5. ISBN:978-0-902241-36-7.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
  5. ^ Kotowicz، Zbigniew (2005). "Gottlieb Burckhardt and Egas Moniz–Two Beginnings of Psychosurgery". Gesnerus. ج. 62 ع. 1–2: 79.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "A Lobotomy Timeline". NPR. مؤرشف من الأصل في 2019-04-18. اطلع عليه بتاريخ 07/10/2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  7. ^ أ ب ت ث Cordingley، Gary. "Walter Freeman's Lobotomies at Athens State Hospital". مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 07/12/2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  8. ^ Rogers، Lisa. "The Ice Pick Lobotomist: Dr. Walter Freeman". مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 07/11/2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  9. ^ Dully، Howard (2007). My Lobotomy. Crown. ISBN:0-307-38126-9.

وصلات خارجية

  • مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات