هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

نافع الخفاجي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نافع الخفاجي
معلومات شخصية
الاسم الكامل نافع بن محمد بن نافع بن سليمان الخفاجي
الميلاد 10 ديسمبر 1904
قرية تِلْبانة (محافظة الدقهلية)
الوفاة 13 أغسطس 1940
قرية تِلْبانة، مصر
الإقامة مصري
العقيدة الإسلام
الاهتمامات الشعر

نشأته وبيئته

الشيخ نافع الخفاجي هو حفيد العلامة الشيخ نافع الخفاجي الكبير ولد في قرية تِلْبانة (محافظة الدقهلية - مصر) يوم الجمعة 2 شوال سنة 1322 هـ، الموافق ديسمبر سنة 1904 م. ثم تعلم الكتابة وحفظ القرآن الكريم، وذهب إلى المعهد الأحمدي بطنطا سنة 1919 م ليتعلم فيه وأخذ منه الإبتدائية عام 1923 م، ثم كان قد أنشئ في ذلك الحين معهد فالتحق به واستمر في دراسته إلى أن أصيب بمرض عصبي عضال كان يحول بينه وبين المشي وحده، فأخذ يعالج نفسه منه ولكن العلاج لم يجد شيئا، اللهم إلا في تأخير زحف المرض على صحته، ثم أخذ الثانوية من الخارج من معهد الزقازيق عام 1928 م الموافق سنة 1346 ه‍.

نيله شهادة العالمية

التحق بالقسم العالي بالأزهر ، ونال منه شهادة العالمية في يونيو سنة 1932 م الموافق سنة 1351 ه‍.

وعاد العالم الخفاجي بعد ذلك فأقام بالقرية يطالع في أسفار الأدب وبنظم القريض ويعالج نفسه من مرضه العضال، ثم تزوج في سبتمبر سنة 1939 م.

الإنتاج الشعري

يلتزم شعره الوزن والقافية، رثى فيه نفسه وأحواله، فتوجع لمرضه، ولآماله التي عاقها المرض، ولعجزه، وتشكّى من الزمان وجناية الأيام، له قصيدة في الفخر بآل خفاجة، وله قصائد في المناسبات الاجتماعية والتهاني، أما غزله فإنه يتسم بالرقة والتدفق، وله قصيدة طريفة في شاة أكلت أوراقًا ضمّت عددًا من قصائده. نماذج من شعره. ـ قال في شكوى الزمان : [1]

أواه من عثرات الحظ أواه
والحظ ما شاء قد شاءه الله
لا الحزن يجدي ولا حظى يساعفني
ولا الزمان رقيق في سجاياه
أرزاء شتى إذا ما خلت أصغرها
مضى أرى ضعفه يحتل مأواه
تترى دراكا كطير طاب موردها
فزاد وارده شوقا لمرعاه
يلج صرف الليالي في معاكستي
كأنما أنا وحدي كل أعداه
خطوب دهري لا تنفك تذكرني
بعطفها ذكر مجنون لليلاه
فالحزن والسهل في سيري سواسية
والليل والبوم في الظلماء أشباه
كلما قلت لما استحكمت فرجت
أرى قشيب شقاء كنت أنساه
إن غاب عني شقاء جاء مصطحبا
إخوانه ليقيموا في راعاياه
ما حيلتي وهي الدنيا وسلطتها
أي امرىء نال منها ما تمناه؟
نصيب كل امرىء في عكس همته
ورفع كتفه وزن خفض أخراه
ورب ذي عزمة تنبو مضاربه
وطائش السهم أصمى الحظ مرماه
ونابه النفس سوء الحظ أخمده
وخامل القدر حسن الحظ رقاه
وكم حريص له من علمه صفة
وكم كسول له من جهله جاه
هي المقادير لا سعى ولا كسل
وكل ذي قدر لا بد يلقاه
انظر إلى قطع الشطرنج إذ نحتت
ما ذا أتى الشاه حتى انه شاه
كم بيدق مات لم يذنب وصاحبه
سما مسوقا ولم يعمل لمرقاه
كذلك الكون لم تعلم عواقبه
وليس يعلم ساع غب مسعاه
الدهر علمني الشكوى فقمت بها
طوعا وكرها وخير العلم أفشاه
أشكو الزمان وفي الشكوى رفاهية
وما علاج شقى غير شكواه


وقال في الغزل:

حرام على عينيك أن تتنازعا
فؤادي إلى أن صار نهبا موزعا
أفر من اليمنى لياذا بأختها
فتطعنني اليسرى فأرجع موجعا
أرى لك لحظا كالقذيفة لو رمى
يميل من العشاق ليتا وأخدعا
بعينيك ومض كالشهاب إذا هوى
فيحرق أكبادا ويخرق أضلعا
إذا نظرت عيناك أبصرت فيهما
لذاذة نفسي والعذاب المبرقعا
لحاظك من حظى سوادا وقوة
وأبيضه يبدو ويذهب مسرعا
أخاف نفارا حين أرجو تعطفا
وأخشى فراقا حين أبغي تجمعا
دلالك أخشى أن يكون ملالة
وحبك أخشى أن يكون تصنعا
حنانيك إني قد ثكلت سعادتي
وذبت غراما واحترقت تفجعا
ظننت هنائي في الهوى فأتيته
فلم أر إلا لوعة وتصدعا
سهاد وأشواق وسقم وحسرة
فيا أسفي إني سأقضي توجعا
ولو كان لي في الجاذبية حيلة
لكنت من السلوى جمادا وأفظعا
فلو رمت سلوى بالنوى لتوترت
حيال الهوى لكنها لن تقطعا
يزيد الهوى قبضا بقلبي كلما
بعدت كحبل كلما شد قطعا
وللحب مغناطيسه واجتذابه
يخالف قانون التجاذب موضعا
فيضعف ذا بالبعد والحب شأنه
يزيد اهتياجا لو تباعد موضعا
بحسبك يا ليلى غرام زرعته
فأنبت أشجانا وأثمر أدمعا
سفحت دموعي في غرامك مرغما
على حين أنى ما هويتك طيعا
فما كدت ألقي نحو وجهك نظرة
إلى أن غدا قلبي من الحب مترعا
سحرت فؤادي وامتلكت زمامه
وأطلقت عبدا في جمالك مولعا
عتبت على قلبي جواه وذله
فثار وكادت أضلعي أن تصدعا
سكرت غراما وانتشيت صبابة
وأعييت يأسا واشتفيت تطلعا
ومن عجب آلام حبي لذيذة
ولو لي آمال لعشت ممتعا
أحب ولا أرجو من الحب غاية
سوى أن أرى وجه الحبيب وأسمعا
وحسبي إذا أغفيت طيف يزورني
فأقطف من خديه وردا تضوعا
أقبل فاه أو أضم خياله
فإن زاد بي وجدي صحوت وودعا
أحبك يا ليلى بدون ملالة
وأنت دجى بدر وشمس ضحى معا
وأنت المها والغصن والدر والطلا
تبارك ربي في جمالك مبدعا
عبدتك يا ليلى وحسنك دلني
على الله حتى لا أضل فاخدعا


ومن شعره في الغزل أيضًا:

رويدا مهجتي هذا الأنين
لعمري كاد يقتلني الحنين
أحن إلى مغان شمت فيها
بروق الصدق يتلوها الهتون
مغان ليلها عندي قصير
يقصر طوله نوم رصين
وإن غاب الكرى فالسهد حلو
بأخدان تساليهم فنون
ندامى لا يجالسهم بئيس
يجوس خلال جدهم المجون
من السمر البرىء لنا مدام
تطير به من الرأس الشجون
ومن ضحكاتنا نغم لذيذ
كقرع الكأس يتبعها رنين
تخالس دهرنا لمحات انس
فتسهل في مسالكنا الحزون
ونجني من فم الدنيا ابتساما
كغصن الزهر تجلوه الغصون
ووجه زماننا حسن بشوش
تلاشت من نضارته الغضون

وقال في قصيدة عنوانها «أين الصباح»؟ :

طلت ياليل فأين الصباح
والكرى خاصم عيني وراح
طلت ياليل على مغرم
مسبل الدمع طويل النواح
رب ليل لم يكن شملنا
يتلاقى فيه والديك صاح
وسواء طلت أم لم تطل
ليس ياليل عليك جناح
لست أنسى فيك حسن اللقا
وعلينا منك ستر وجناح
واجتماع فيك أخفيته
عن رقيب وعذول ولاح
فيك من ليلى شبيه لها
قمر يحكي وجوه الملاح
فيك شهب كلحاظ المها
تلك في قلبي ، وذي في البطاح
في سكون الليل كم آهة
من فؤاد أن وجدا وناح
في سكون الليل كم عاشق
هاجت الذكرى عليه الجراح
في سكون الليل كم مدنف
بخفايا السر لليل باح
لا تلوموا الليل في طوله
أيها العشاق أين السماح؟
يحمل الطيف لأهل الهوى
إن يكن جفن المحب استراح
يكتم السر ويخفي الجوى
عن وشاة السوء خوف افتضاح
أيها الليل لك الشكر من
كل قلب فيه حب صراح
يا نجوم الليل لا تنكري
أن عيني والكرى في كفاح
فاحملي عني سلامي لمن
هو لي روح وروح وراح

وقال :

ذهبت ومن رام المعالي يذهب
وأبت ولم أظفر بما أتطلب
سعيت إلى العلياء غاية طاقتي
ورحت إلى أفلاكها أتوثب
سبحت على بحر المجرة ماخرا
عبابا من الآمال أطفو وأرسب
رصدت السهى حينا فأبصرت طالعي
جميلا ولكن فيه سر محجب
فيا طالعي بالله هل من هناءة
تألق لي أم أن برقك خلب
وهل مطمئن أنت أم أنت خائف
تفر من النحس البغيض وتهرب
وهل لي إلى النعمى سبيل موصل
وهل لي من البؤسى مناص ومهرب
أتسعدني الآمال بعد مطالها
ويدنو من الآمال ما أترقب
إزاء شقائي مطعم الصاب كالجنى
ونور نهاري من مشاكيه غيهب
ولو لم أصادف سوء حظي وشؤمه
لعشت سعيدا لم يضق بي مذهب
يسمونه حظا وجدا وطالعا
وأما المسمى فالقضاء المغيب
مقادير شتى والمقدر واحد
مشيئته كالسيف بل هي أثقب
له المثل الأعلى وفي كل ذرة
من الكون سر بالتأله يعرب
هنالك شيء كل فكر يمسه
ويلمسه الوحشى والمتهذب
هو الله سماه الطبيعي قوة
وطبعا ، وفي علم الأثير تربب
ومن شأنه فينا الظهور بفيضه
وآثاره ، والشأن فينا التعجب
أأجهل روحي ثم أعلم ربها
ضلال غريب والتشبث أغرب
سننظر وجه الله في الخلد ظاهرا
كما هو يجلوه الجلال فنطرب
نراه بإحساس بديع مخصص
يطيب خيالا والتحقق أطيب
هنالك يبدو كل حسن مذمما
وكل ارتياح غير ذلك متعب
عن المثل والأضداد جل جلاله
وراجى سوى التوفيق منه مخيب
وما الكون إلا ذرة فوق ذرة
سماء وأفلاك وأرض وكوكب
فكل بكل في نظام مدبر
جماد وحى ، كل شيء مرتب
بدائع إحكام وإتقان صانع
فسبحانك اللهم أنت المحجب
تمنيت موتا ليس فيه جهنم
وإلا فعيشا لست فيه أعذب
وكيف حياة المرء ناء بعبئه
وجمر الأسى في صدره يتلهب؟
وكيف حياة المرء عي طبيبه
وأعضله الداء العقام العصوصب؟
برمت بآمالي وعفت تجلدي
ومل جليس ما أقول وأكتب
ولو نلت من عين العناية نظرة
فما مر بي عذب وما بعد أعذب

الوفاة

وافاه أجله المحتوم في 13 أغسطس سنة 1940 م ـ الثلاثاء 9 رجب سنة 1359 ه‍.

مراجع

  1. ^ خفاجي، محمد عبد المنعم، الأزهر في الف عام،عالم الكتب بيروت - مكتبة الكليات الأزهرية، ج2، ط2، من ص 83 : 93

روابط خارجية

مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية