موسم حرائق الغابات في ولايات الغرب الأمريكية 2020

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
موسم حرائق الغابات في ولايات الغرب الأمريكية 2020
صورة أقمار صناعية لدخان حرائق الغابات المشتعلة في ولايتي كاليفورنيا وأوريغون في 9 سبتمبر 2020.

شهدت ولايات الغرب الأمريكية في عام 2020 سلسلة من حرائق الغابات الكبرى. أشعلت العواصف الرعدية الشديدة في أغسطس حرائق غابات عديدة في جميع أنحاء كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، تلاها في أوائل سبتمبر اشتعالات إضافية عبر الساحل الغربي. أججت الرياح العاتية والعاصفة الحرائق وغذتها الأراضي الحارة والجافة، ما أدى إلى انفجار العديد منها وتحولها إلى حرائق ضخمة حطمت الرقم القياسي، وأدت حرق أكثر من 10.2 مليون فدان (41,000 كيلومتر مربع) من الأراضي، وحشد عشرات الآلاف من رجال الإطفاء، وتدمير عشرة آلاف مبنى، وقتل 37 شخصًا على الأقل. تسببت الحرائق في أضرار تجاوزت قيمتها 19.884 مليار دولار (الدولار الأمريكي لعام 2020)، شملت 16.5 مليار دولار قيمة أضرار الممتلكات، و3.384 مليار دولار تكاليف إخماد الحرائق. ساهم تغير المناخ والممارسات السيئة لإدارة الغابات في شدة حرائق الغابات.[1][2][3]

الجدول الزمني للأحداث

الإشعال الأولي والظروف الجوية

اندلعت حرائق البرق المعقدة سي زي يو (وحدة سان ماتيو - سانتا كروز) بسبب البرق في منتصف أغسطس.[4]

شهد أبريل بداية حرائق الغابات في الساحل الغربي، إذ شهدت واشنطن حريقين: حريق ستانوود براينت في مقاطعة سنوهوميش (70 فدانًا (28 هكتارًا)) وحريق بورتر كريك في مقاطعة واتكوم (80 فدانًا (32 هكتارًا)). أعلنت إدارة الغابات في ولاية أوريغون بدء موسم الحرائق في 5 يوليو 2020، مشيرةً إلى انتهاء حرق الحطام غير المنظم في الهواء الطلق، الذي يعد سبب رئيسي لحرائق الغابات.[5][6]

بين 16 و30 يوليو، أصدرت وزارة الموارد الطبيعية بولاية واشنطن (دي إن آر) والعديد من حكومات المقاطعات -بما فيها مقاطعات ماسون، وثورستون، وكينغ، وبيرس وواتكوم- حظرًا للحرائق للسلامة من الحرائق بسبب ارتفاع مخاطر الحرائق غير المحكومة. في أواخر شهر يوليو، أدى حريق أجمات في مقاطعة شيلان، حريق كولوكوم، إلى حرق ما لا يقل عن 3,337 فدانًا (1,350 هكتارًا) وتسبب في إخلاء المنازل. وأحرق حريق في محمية كولفيل بالقرب من نيسبيليم، يسمى حريق غرين هاوس، ما لا يقل عن 5,146 فدانًا (2083 هكتارًا) وتسبب في إخلاء مرفق كولفيل للإصلاحيات القبلية وغيرها من المؤسسات.[7][8][9][10]

تعرض شمال كاليفورنيا بين 14 و16 أغسطس لدرجات حرارة دافئة قياسية، بسبب الضغط المرتفع القوي الشاذ فوق المنطقة. وفي وقت مبكر من 15 أغسطس، أصدرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية في سان فرانسيسكو ترقب طقس الحرائق الذي يشير إلى خطر اندلاع حرائق الغابات بسبب مجموعة من مخاطر البرق بسبب الهواء الرطب وغير المستقر في الجو، والوقود الجاف، ودرجات الحرارة المرتفعة بالقرب من السطح. لاحقًا في ذلك اليوم، حُدّث ترقب طقس الحرائق إلى تحذير العلم الأحمر، مشيرًا إلى خطر البرق الغزير الواضح فعلًا مع تحرك العواصف نحو المنطقة من الجنوب.[11][12][13]

في منتصف أغسطس، تفاعلت بقايا العاصفة الاستوائية فاوستو مع التيار النفاث، ما أدى إلى تحرك عمود كبير من الهواء الرطب شمالًا باتجاه الساحل الغربي للولايات المتحدة، الذي نتج عنه حصار هائل من العواصف الرعدية في شمال كاليفورنيا، وتهيئة الظروف لحرائق الغابات في أماكن أخرى. تدفق هذا العمود من مسافة تصل حتى 1,000 ميل (1,609 كم) قبالة ساحل شبه جزيرة باخا إلى شمال كاليفورنيا بسبب أنماط الرياح غير الطبيعية. ثم تفاعلت هذه الرطوبة مع حافة ضغط مرتفع واقعة فوق ولاية نيفادا والتي كانت تجلب موجة حرارية طويلة المسار إلى معظم كاليفورنيا والغرب. تسببت أنظمة الطقس المتصادمة بعد ذلك في عدم استقرار مفرط في الغلاف الجوي أدى إلى حدوث عواصف رعدية هائلة في معظم أنحاء شمال ووسط كاليفورنيا. شهدت أماكن متعددة أيضًا «انفجارات حرارية» على غرار الغرب الأوسط؛ إذ أدى الانهيار السريع للعواصف الرعدية الصاعدة في هبوط الحلقات الجوية المرتفعة إلى السطح وتسخينها حتى مستويات قصوى، فارتفعت درجة الحرارة في أحد المواقع بالقرب من قاعدة ترافيس الجوية من نحو 80 حتى 100 درجة فهرنهايت (27 إلى 38 درجة مئوية) في نحو ساعة حتى ساعتين. بالإضافة إلى ذلك، كانت الكثير من هذه العواصف مصحوبةً ببرق جاف فقط وأنتجت القليل من الأمطار أو لم تمطر، ما جعل الظروف مواتية للغاية لنشوب حرائق الغابات وانتشارها بسرعة.[14][15][16]

أعلن الحاكمان كيت براون وجاي إنسلي حالة الطوارئ نتيجةً للحرائق، في 19 أغسطس، في ولايتي أوريغون وواشنطن على التوالي.[17][18]

الأسباب

سياسة الحرائق

كانت حرائق كاليفورنيا، قبل تطوير سياسة الحرق، تحرق بانتظام مساحات أكبر بكثير مما أحرقت في التاريخ الحديث. أخمدت حرائق الغابات بحزم في القرن الماضي، ما أدى إلى تراكم الوقود، وبالتالي زاد من مخاطر اندلاع حرائق كبيرة لا يمكن السيطرة عليها. يوجد إجماع علمي واسع على أنه يجب إشعال المزيد من الحرائق المحكومة في غابات كاليفورنيا لتقليل مخاطر الحرائق. تعيق نماذج مقاضاة حرائق الغابات، التي تعرض حرائق الغابات في قضايا المحاكم كنتيجة لأحداث الإشعال المهملة مستبعدةً الظروف الأساسية للغابات، الحرق المحكوم. ألقى تحقيق أجرته شركة بروبابليكا في عام 2020 باللوم على ثقافة إدارة الإطفاء كال فاير، وجشع مقاولي إخماد الحرائق، وتجنب دائرة الغابات الأمريكية المخاطرة ومنع حدوث حرائق محكومة مناسبة.[19][20][21][22]

تغير المناخ

يحث وزير الموارد الطبيعية في كاليفورنيا ويد كراوفوت الرئيس ترامب على عدم تجاهل العلم المتعلق بتغير المناخ ويرد عليه ترامب «لا أعتقد أن العلم يعرف، في الواقع» و«ستبدأ الحرارة بالإنخفاض. راقب فقط».[23][24][25]

أدى تغير المناخ إلى زيادة موجات الحرارة وخطر الجفاف في كاليفورنيا، ما خلق ظروفًا ملائمة لحرائق الغابات الأكثر تواترًا وشدة. لوحظ أنه منذ أوائل السبعينيات، ارتفعت درجات الحرارة في أيام الموسم الدافئ في كاليفورنيا بمقدار 1.4 درجة مئوية تقريبًا. أدى هذا إلى زيادة نقص ضغط البخار الجوي بشكل كبير، وهو الفرق بين محتوى الرطوبة الفعلي والحد الأقصى عند درجة حرارة معينة. تتوافق الاتجاهات التي تحاكيها النماذج المناخية مع الاتجاهات التي يسببها الإنسان. تتفاعل منطقة حرائق الغابات الصيفية مع نقص ضغط البخار باطراد، أي يتزايد تأثير الاحترار بشكل كبير.[26][26][27]

يلخص ديفيد رومبس، مدير مركز بيركلي لعلوم الغلاف الجوي، الوضع كالتالي: «للدخول بصلب الموضوع: هل تأثرت موجة الحرارة والصواعق وجفاف الغطاء النباتي بالاحترار العالمي؟ نعم بالتأكيد. هل زادت درجة الحرارة بشكل ملحوظ؟ هل أصبحت أعلى وأكثر جفافًا بسبب الاحتباس الحراري؟ نعم، على الأرجح نعم، ونعم». وبالمثل، صرح فريدريك أوتو، القائم بأعمال مدير معهد التغيير البيئي بجامعة أكسفورد، «لا شك على الإطلاق في أن درجات الحرارة المرتفعة للغاية تعد أعلى مما كانت ستكون عليه لولا تغير المناخ الذي تسبب به الإنسان. وهناك مجموعة ضخمة من مؤلفات المساهمة في التغير المناخي الأخير توضح أن تغير المناخ يعتبر مغير مطلق لقواعد اللعبة عندما يتعلق الأمر بموجات الحرارة، وكاليفورنيا لن تكون استثناءً.» وتقول سوزان كلارك، مديرة مبادرة الاستدامة في جامعة بوفالو، «هذا هو تغير المناخ. هذه الزيادة في كثافة وتواتر درجات الحرارة وموجات الحرارة هي جزء من التوقعات للمستقبل. [...] سيكون هناك المزيد من الاعتلالات والوفيات [بسبب الحرارة.] وسيكون هناك المزيد من التطرف.»[28][29]

مراجع

  1. ^ Freedman، Andrew (11 سبتمبر 2020). "Western wildfires: An 'unprecedented' climate change fueled event, experts say". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 2020-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-11.
  2. ^ "Historic Wildfires Rage in Western States". The New York Times (بen-US). 10 Sep 2020. ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2020-09-12. Retrieved 2020-09-14.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ Bacon, Duvernay; Bacon, John (14 Sep 2020). "'I could never have envisioned this': At least 35 dead as nearly 100 wildfires continue to rage across 12 Western states". يو إس إيه توداي (بen-US). أخبار مايكروسوفت. Archived from the original on 2020-09-14. Retrieved 2020-09-14.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  4. ^ "CZU Lightning Complex (Including Warnella Fire)". Cal Fire Incidents. California Department of Forestry and Fire Protection. 8 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-14.
  5. ^ Dyer Oxley (16 أبريل 2020). "Looking ahead to Washington's summer: Hotter and drier than normal, with a wildfire threat". Seattle: KUOW-FM. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  6. ^ "Oregon fire season opens statewide". Herald and News (بEnglish). 5 Jul 2020. Archived from the original on 2020-09-14. Retrieved 2020-08-03.
  7. ^ "Burn Ban Restrictions Effective 8:00am, Monday, July 27, 2020". official website. Whatcom County, Washington Fire Marshal. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  8. ^ "Colockum Fire in Chelan County 80% contained, level 3 evacuations have been lifted". Seattle: KING-TV. مؤرشف من الأصل في 2020-08-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  9. ^ "Team reports firefighters working on mop up, Greenhouse Fire 74 percent contained". Tribal Tribune. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  10. ^ "Greenhouse Fire near Nespelem now 74% contained". Spokane: KHQ-TV. 29 يوليو 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-08-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  11. ^ * "Record Event Report". mesonet.agron.iastate.edu. خدمة الطقس الوطنية. 14 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-08.
  12. ^ "Urgent Fire Weather Message". mesonet.agron.iastate.edu. خدمة الطقس الوطنية. 15 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-08.
  13. ^ "Urgent Fire Weather Message". mesonet.agron.iastate.edu. خدمة الطقس الوطنية. 15 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-08.
  14. ^ * "Cal Fire 72 hour activity". twitter.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-19. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-20.
  15. ^ "Record heat, unprecedented lightning fire siege in Northern California; more dry lightning to come". Weather West (بen-US). 21 Aug 2020. Archived from the original on 2020-08-27. Retrieved 2020-08-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  16. ^ Simmons، Rusty (16 أغسطس 2020). "What's behind this once-in-a-decade Bay Area thunderstorm?". سان فرانسيسكو كرونيكل. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-25.
  17. ^ "Oregon governor declares state of emergency as fire season ramps up". Washington Examiner (بEnglish). Archived from the original on 2020-08-22. Retrieved 2020-09-12.
  18. ^ Helen mith (19 أغسطس 2020). "Gov. Inslee declares state of emergency over Washington wildfires". Spokane: KREM-TV. مؤرشف من الأصل في 2020-08-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-13.
  19. ^ Rainey، James (2 ديسمبر 2018). "California is managing its forests — but is the president managing its federal lands?". إن بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-18. Fifty-seven percent of California's 33 million acres of forest are controlled by the federal government.
  20. ^ KOHN، ELIAS. "WILDFIRE LITIGATION: EFFECTS ON FOREST MANAGEMENT AND WILDFIRE EMERGENCY RESPONSE". Lewis and Clark Law School. مؤرشف من الأصل في 2020-09-25. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-14.
  21. ^ Morris، J.D. (18 يونيو 2019). "PG&E to pay $1 billion to local governments affected by wildfires". سان فرانسيسكو كرونيكل. مؤرشف من الأصل في 2020-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-18.
  22. ^ Weil، Elizabeth. "They Know How to Prevent Megafires. Why Won't Anybody Listen?". ProPublica. مؤرشف من الأصل في 2020-09-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-14.
  23. ^ Breuninger, Kevin (14 Sep 2020). "'I don't think science knows,' Trump responds when challenged on climate change at wildfire briefing". CNBC (بEnglish). Archived from the original on 2020-09-16. Retrieved 2020-09-14.
  24. ^ Brewster, Jack. "'I Don't Think Science Knows, Actually': Trump Dismisses Climate Science In California Wildfire Discussion". Forbes (بEnglish). Archived from the original on 2020-09-15. Retrieved 2020-09-14.
  25. ^ Maegan Vazquez. "Trump baselessly questions climate science during California wildfire briefing". CNN. مؤرشف من الأصل في 2020-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-14.
  26. ^ أ ب Williams, A. Park; Abatzoglou, John T.; Gershunov, Alexander; Guzman‐Morales, Janin; Bishop, Daniel A.; Balch, Jennifer K.; Lettenmaier, Dennis P. (2019). "Observed Impacts of Anthropogenic Climate Change on Wildfire in California". Earth's Future (بEnglish). 7 (8): 892–910. Bibcode:2019EaFut...7..892W. DOI:10.1029/2019EF001210. ISSN:2328-4277.
  27. ^ Mulkern, Anne C. (24 Aug 2020). "Fast-Moving California Wildfires Boosted by Climate Change". Scientific American (بEnglish). Archived from the original on 2020-09-05. Retrieved 2020-09-09.
  28. ^ Temple، James (20 أغسطس 2020). "Yes, climate change is almost certainly fueling California's massive fires". MIT Technology Review. مؤرشف من الأصل في 2020-09-25. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-15.
  29. ^ Hanley، Steve (22 أغسطس 2020). "What Is Causing Those Fires And Blackouts In California? Could It Be (Gasp!) Climate Change?". Clean Technica. مؤرشف من الأصل في 2020-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-15.