هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

معركة الشهور السبعة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

معركة الشهور السبعة أو معركة النبلاء هي معركة بين الشراكسة في القبردي وقوات القيصرية الروسية خلال العام 1779 في الفترة من شهر حزيران 1779 لغاية تشرين الثاني 1780.

وتعدّ معركة الشهور السبعة من أطول المواجهات بين الفريقين المتحاربين، وبصورة عامة فإن المعارك الحربية التي جرت فيها امتازت بالتنظيم فهي كانت بين دولة القبردي الشركسية المعترف بها والقيصرية الروسية والتي كانت تشكل هاجسًا مخيفا لدى الروس نظرا للهيمنة والسطوة التي تمتع بها القبردي وتمكنهم من إخضاع شعوب أخرى تحت الحكم الشركسي وتأثيرهم الواضح على القفقاس ككل حتى كان يقال عن الشخص صاحب الرفعة والنبل بانه يتكلم مثل القبردي أو يمشي مثلهم.[1]

مصادر شحيحة

أن المصادر التي تحدثت عن هذه المعركة البطولية رغم نتائجها الكارثية كانت قليلة وقد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ويمكن اختصارها بقصيدة وبعض المقالات فقط لا غير حيث منعت القيصرية الروسية الكتابة والبحث في هذه المعركة خوفا من تعرف الأجيال الشركسية القادمة على الماضي المأساوي لها وذات الأمر حدث في العهد الشيوعي الذي منع الكتابة فيها تحت عنوان الحفاظ على علاقات السلم بين أبناء الشعب السوفيتي الواحد.[2]

اسباب الحرب

في عام 1779 بدأ أمراء القبردي بالشكوى من تزايد أعمال الروس العدائية من خلال بناء القلاع والتحصينات وحرمان الشراكسة من مناطق نفوذهم بالإضافة إلى عامل خطير اخر تمثل بقيام القيصرية الروسية بدعم بعض الشخصيات الثانوية في المجتمع القبرديني بهدف زعزعته وبث بذور الفرقة وزعزعة الأمن والاستقرار في الإمارة الشركسية وتحريض الفلاحين والعبيد على الثورة ودعمهم الدائم لذلك.[3]

الحل الدبلوماسي

حاول حاكم إمارة القبردي الأمير الشركسي جانخوت تتارخان (الروسية: Жанхот Татарханов) إيجاد حلول دبلوماسية مع الدولة الروسية لتجنب التصادم العسكري والتوصل إلى اتفاقية مثل تلك التي وقعت عام 1764 ونتج عنها التزام القيصرية الروسية بدفع تعويضات لإمارة القبردي الشركسية إلا أن جهوده باءت بالفشل بسبب اصرار عشاق الامبرطورة كاترينا الثانية وهم كثر على الدفع باتجاه التصعيد والإخلال بالاتفاقيات وخرقها بطريقة همجية.[3]

قرار عسكري

و عليه عقد اجتماع للخاسا (الأديغية: Хасэ) «الحكومة الشركسية» لإمارة القبردي بتاريخ 29/3/1779 للتباحث في الوضع العام وابلغ الأمير جانخوت تتارخان الامراء أعضاء المجلس بأن الخيار الدبلوماسي ما زال متعثرا وأنه يرغب بمزيد من الوقت للقيام بجهود إضافية إلا أن أعضاء الخاسا رفضوا ذلك واكدوا ان الخيار العسكري لا بديل عنه وافق الأمير جانخوت على ذلك إلا أنه اعتذر عن قيادة العمليات العسكرية وطلب السماح له بالبقاء في الخطوط الخلفية.[4]


قادة الجيش

بدأت عملية التعبئة العسكرية وحشد القوات وتم تعيين الأمير الشركسي ميسوست بامات (الروسية: Мисост Боматов) قائدًا للقوات الشركسية التي تراوح عددها ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف (من الامراء والنبلاء أي نخبة قوات الامارة لم يشارك أحد من عامة الشعب) حسب المصادر وقسمت إلى ثلاث فرق:

  • الفرقة الأولى تولى قيادتها الأمير ميسوست بامات (الروسية: Мисост Боматов).
  • بينما تولى الأمير حمرزا قيتوقه (الروسية: Хамурза Кайтукин) قيادة الثانية.
  • وقاد الأمير قارموزا ميسوست (الروسية: Карамурза Мисост) الفرقة الثالثة.
  • بينما أسندت قيادة العمل الاستخباري للأمير ايزبادوقوه قنيمات (الروسية: Езбаздука Канаметова) والذي نجح في تجنيد أحد العملاء من التجار الأرمن العاملين مع القوات الروسية المدعو ارتيمي فاسكانيان (الروسية: Артемия Васканяна) والذي قام بإرسال معلومات استخبارية عن التحصينات الروسية كما نجح في التواصل مع بعض الزعماء الشيشان واقناعهم بالمشاركة في المعركة من خلال التمويه على القوات الروسية.[5]

خطة الهجوم

وضعت خطة الهجوم الشركسي بدقة وتم تنفيذها في منتصف شهر ايار قام الشيشان الشجعان بالإغارة على عدد من المستوطنات الروسية في مناطق شرق مزدوك (الروسية: Моздок) لجذب اهتمام القوات الروسية بينما قام العميل الأرمني بإعطاء إشارات الهجوم الشركسي من خلال انجاحه لتسلل عدد من المغاوير الشراكسة إلى الخطوط الخلفية للعدو لحرق اجزاء من المعسكرات والقلاع.[5]

هاجم الشراكسة قلاع يكاترينوغراد ومارينسكايا دفعة واحدة وتمكنوا من إلحاق أضرار فادحة بها واستولوا على أكثر من خمسة آلاف رأس من الماشية وعادوا بهم إلى مواقعهم ولكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على القلاع بسبب القوة النارية للمدافع الروسية إلا أن الهدف الأساسي تحقق من خلال الإغارة على القلاع المذكورة واستمرت الاشتباكات بين الطرفين.[4]

مجريات الحرب

  • بتاريخ 5 حزيران تم حشد الفرق الثلاثة الرئيسية لتنفيذ هجوم على معسكر الجنرال ياكوبي/يعقوبي نفسه وهو القائد المكلف بالتصدي للهجوم الشركسي وتم الإغارة على معسكره ومن ثم اقتحام قلعة مارينسكايا واستمر القتال لمدة يومين متتاليين لم يتمكن الشراكسة من الاستيلاء على القلعة إلا أنهم تمكنوا من إلحاق خسائر فادحة بها رغم تلقيهم أيضا خسائر قاربت 120 فارس.
  • بتاريخ 10 حزيران شن فرسان القبردي هجوم منظم على قلعة بافلوفسك ونجحوا باقتحامها وقلبها راسا على عقب وبعدها تم مهاجمة حصن الكسندروفسك ولم ينجحوا في اقتحامه إلا أنهم استولوا على قطعان الماشية التي كانت تتبع المستوطنات الروسية المحيطة به، بعد ذلك ونظرا لنجاحات الشراكسة في القبردي بمهاجمة القلاع والتحصينات الروسية طلبت الامبرطورة كاترين الثانية ضرورة سحق القوات الشركسية ولذلك وافقت على إرسال قوات إضافية وبالتالي توفر للجنرال ياكوبي قوات تتراوح ما بين الثلاثين الف إلى الخمسين الف مدعومة بالمدفعية وفرق القوزاق وعليه تمكن خلال أواخر شهر حزيران وتموز وأب وايلول من شن هجوم معاكس ضخم على اراضي القبردي في منطقة الجبال الخمسة وتمكن من تدمير قرية بسة خوابه الشركسية وما حولها من قرى (قبردي الكبرى) وشن هجوم كاسح في منطقة الجلاخستانيه (قبردي الصغرى) معتمدا على خطة عسكرية تقوم على الاندفاع بقوات كبيرة في عدة محاور في وقت واحد والتراجع إلى التحصينات والقلاع الروسية لصد الهجمات الشركسية المضادة حيث نجح فعلا إلحاق خسائر بقوات إمارة القبردي وانهاكها بحيث لم تعد تتمكن من التواصل مع بعضها البعض بالشكل المطلوب وأصبحت تعاني من نقص في العدد والعتاد.
  • بتاريخ 10/10/1779 وتحديدا بمنطقة (الأديغية: Къетыкъуэ ТIуащIэ) في القبردي تجمع فرسان الشراكسة من أجل القيام بهجوم ليلي مباغت لقتل الجنرال ياكوبي إلا أن معسكر الشراكسة تفاجئ بهجوم مدفعي روسي كثيف فقد تبين اكتشاف القوات الروسية من خلال فرق الاستطلاع للخطة الشركسية الذين سقطوا تحت حمم القذائف المدفعية والتي كان الروس يصرون على استمرار القصف بغية تمزيق جثث الشهداء من فرسان القبردي وتحويلها إلى اشلاء انتقاما منهم الامر الذي دفع من تبقى من القوات الشركسية للقيام بهجوم يأس أخير نجحوا فيه في دفع القوات الروسية للتراجع وتمكنوا من سحب جثامين الشهداء من أرض المعركة.
  • استمرت سياسة الأرض المحروقة وتدمير القرى الشركسية من قبل القوات الروسية لغاية شهر تشرين الثاني حيث اضطرت إمارة القبردي لتوقيع على اتفاقية جديدة بشروط وحدود روسية قاسية حيث منعت إمارة القبردي من إقامة أية علاقات خارجية حتى مع قبائل غرب شركيسيا والشيشان واعطي العبيد والفلاحين الحق في ترك مناطق الامراء دون شرط أو قيد كما تم فرض قيادة موالية للقيصرية الروسية وسمح للشعوب التي كانت تخضع للحكم الشركسي في منطقة القبردي بالخروج عنها باختصار دمرت منظومة المجتمع الشركسي في القبردي الذي كان يتسم بالتنظيم ومسحت معالم إمارة الدولة إلا أن الشراكسة في القبردي استمروا بالمقاومة الفعلية لغاية عام 1825 قبل أن تتحول المقاومة في القبردي إلى حرب عصابات لغاية العام 1840. لقد نالت قدرة فرسان القبردي على الإغارة على الخط العسكري الروسي واقتحام قلاعه المحصنة إعجاب واحترام الخبراء العسكريين الروس إلا أن هذه الشجاعة لم تكن كافية للفوز بمعركة تضاريسها تقع في اراضي مكشوفة حيث لا جبال ولا ادغال ولا قلاع للشراكسة سوى شجاعتهم فقط لا غير لقد سطر القبردي معركة ملحمية بكل معنى الكلمة اثبتوا فيها ان الزعامة الشركسية للقفقاس لم تأتي من فراغ بل كانوا أسياد البلاد قاتلوا لوحدهم لأكثر من 62 من عمر الحرب الروسية الشركسية دون مساعدة من أي أحد سواء القريب أو البعيد نظر الجميع إلى إمارة القبردي الشركسية وهي تقاتل لوحدها. لقد سقط الآلاف الشهداء في معركة الشهور السبعة ويكفي أن نقول بأن من بقي على قيد الحياة من الفرق الشركسية اقل من الف فارس من مجموع سبعة آلاف وما يزال أبناء الشعب يذكرون الابطال من الامراء والقادة الذين قضوا نحبهم في هذه المعركة غير المتكافئة امثال:
  1. قائد الفرقة الثانية الأمير حمرزا قيتوقة وابنه إسماعيل وحفيده عادل جيري.
  2. الأمير قارموزا ميسوست قائد الفرقة الثالثة.
  3. الأمير كورغوقوة حتخشوقوة (ملاحظة: ليس بطل معركة قنجال).
  4. الأمير ميسوست حتخشوقوة.
  5. الأمير كورجوكو كارامورزوف.
  6. الأمير بيسلان خمورزوف.
  7. الأمير خمورزا كوروتكي.
  8. الأمير كانشوكو كونديتوف.
  9. الامراء الأشقاء كارامورزا وكاسي تامبييف.[1]

تقرير موثق

و من تقرير الجنرال فابريتسيان يمكن تلخيص كل شيء حيث يقول: «استمر القتال تحت القصف الشديد من قبل القوات الروسية من الواحدة فجرا ولغاية الساعة الثانية عشرة ظهرًا على رغم من التفوق الناري الواضح الا ان الشراكسة استمروا بالمقاومة بعناد كبير وبالتالي كان انتصارًا رائعًا لجيشنا واضحًا للعيان قاتلوا حتى اخر رجل موقع معسكرهم وما حوله وعلى طول مجرى نهر مالكا صعودًا وهبوطًا كان قد تغطى بجثثهم، حيث سقط جميع قادتهم النبلاء والسبب الوحيد هو أنهم لا يريدون أن يؤخذوا في الأسر».[1]

نصب تذكاري

في وقتنا الحالي أعاد عدد من شباب الشركسي القومي في القبردي إحياء ذكرى هذه المعركة ووضعوا نصب تذكاري لها رغم معارضة السلطات لذلك كما تمكنوا من إعادة إحياء الأغنية أو القصيدة التي تتحدث عن هذه المعركة بعنوان هجوم فرسان القبردي.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث كشت، د. علي. "معركة الشهور السبعة". عمان , الأردن. مؤرشف من الأصل في 2021-11-20. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  2. ^ "Тимур Алоев: Хаджретский «нерв» в черкесском сопротивлении России »". مؤرشف من الأصل في 2021-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-11.
  3. ^ أ ب http://www.natpressru.info/index.php?newsid=9857 نسخة محفوظة 2017-11-02 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب "Семимесячная война 1779 года" (بрусский). Archived from the original on 2021-10-11. Retrieved 2021-10-11.
  5. ^ أ ب "Присоединение к России Кабарды и борьба ее за независимость »". مؤرشف من الأصل في 2021-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-11.