هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى إضافة وصلات داخلية للمقالات المتعلّقة بموضوع المقالة.
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى مصادر موثوقة.

مصيدة التقدم

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صورة توضح جانبان من التقدم

مصيدة التقدم هي حالة تعاني منها المجتمعات أثناء سعيها للتقدم من خلال الابتكار الإنساني. حيث يقومون بشكل غير مقصود بخلق مشكلات لا يمتلكون الموارد المناسبة أو الإرادة السياسية لحلها وذلك خوفاً من الخسائر على المدى القريب في المكانة أو الاستقرار أو جودة الحياة.{١} الأمر الذي بدوره يمنع إي ارتقاء إضافي وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى الانهيار المجتمعي.

يبدو أن المتلازمة قد تم وصفها من قبل والتر فان كريمر في سلسلة مقالاته عام ١٩٨٩ {٢} تحت عنوان عنوان فورتشرتزفول ميدزن (الطب المتقدم). المصطلح المستحدث «مصيدة التقدم» تم تقديمه بشكل منفصل عام ١٩٩٠ من قبل دانيال ب. أوليري في دراسته حول السمات السلوكية لهذه الحالة والتي كانت بعنوان: مصيدة التقدم- العلم والإنسانية والبيئة. {٣}

تلقى المصطلح لاحقاً الكثير من الاهتمام عقب صدور كتاب المؤرخ والروائي رونالد رايت عام ٢٠٠٤ وسلسلة محاضرات ماسي بعنوان التاريخ القصير للتقدم والتي وصل فيها إلى حد رسم فيها تاريخ العالم كمصائد متعاقبة للتقدم. تلقت الفكرة المزيد من الاعتراف عند صدور الفيلم الوثائقي المستوحى من كتاب رايت بعنوان البقاء على قيد الحياة أثناء التقدم والذي تم دعمه من قبل مارتن سكورسيزي.

نظرة عامة

على الرغم من أن الفكرة ليست بجديدة ولكن رايت يعرّف المشكلة على أنها ذات مقياس وإرادة سياسية. على حسب رأيه، فإن الخطأ يكمن في استغلال ما يبدو أنه يسير بشكلٍ جيد على مقياس صغير واستخدامه على مقياس كبير، الأمر الذي يؤدي إلى استنزاف المصادر الطبيعية ويتسبب بالتدهور البيئي. كما أن التطبيق على مقياس كبير يميل إلى أن يخضع تضاؤل العائدات. عندما تصبح النتائج مثل الزيادة في عدد السكان وعوامل الحت والتعرية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وغيرها ظاهرة، فإن ذلك سيؤدي إلى عدم استقرار المجتمع.  

في مصيدة التقدم، يرفض أولئك الذين يشغلون مناصب ذات سلطة القيام بالتغييرات اللازمة للنجاة في المستقبل. لفعل ذلك فإنهم بحاجة للتضحية بقوتهم السياسية ومكانتهم الحالية في أعلى التدرج الهرمي. قد لا يستطيعون، وإن حاولوا، حشد الدعم الشعبي ولا الموارد الاقتصادية اللازمة. تعد إزالة الغابات وعوامل الحت والتعرية في اليونان القديمة مثالا على هذا الأخير.  

يمكن لإيجاد مصادر طبيعية جديدة إرجاء الأمر. يعد الاكتشاف والاستغلال الأوروبي «للعالم الجديد» مثالاً على ذلك، ولكن على ما يبدو فإنه لا يوجد احتمالية لتكراره اليوم. لقد غطت الحضارات العالمية الحالية وجه الكوكب لدرجة لم يعد هنالك معها أي مصادر جديدة تلوح في الأفق. رايت يستنتج أنه إذا لم يتم تفادي الموقف بأي شكل آخر فإن الانهيار إذا ما أتى أو عندما يأتي فأنه سيكون على مستوى عالمي. إن الأزمة الإقتصادية الحالية وأزمة السكان والتغير المناخي العالمي هي إحدى الأعراض التي تميز استقلالية الاقتصادات والأنظمة البيئة الوطنية.

تمتلك المشكلة جذوراً تاريخية ترجع على الأرجح إلى نشأة الحياة على الأرض قبل ٣.٨ بليون سنة. في أوائل العصر الجليدي، أدى تطور أساليب الصيد في المناطق الأكثر عرضة للخطر إلى انقراض العديد من أصناف الفرائس، الأمر الذي أدى إلى بقاء السكان ذوي العدد المتضخم بدون إمداد غذائي كافي. حتى أن الحل البديل الوحيد والواضح، ألا وهو الزراعة، أُثبِتَ أنه مصيدة تطور أخرى. إن التمليح وإزالة الغابات وعوامل الحت والتعرية والزحف العمراني أدت إلى انتشار الأمراض وسوء التغذية وغيرها ولهذا السبب أضحت الأعمار أقصر. {بحاجة إلى مصدر}

تقريباً أي نطاق تكنولوجي يمكن أن يثبت أنه مصيدة تقدم، كما في مثال الأدوية، وذلك من خلال استجابتها الغير كافية وتمكينها لتراجع في الممارسات الزراعية ذات الكثافة العالية (على سبيل المثال الزراعة الصناعية). يستعمل رايت تكنولوجيا الأسلحة بشكل تدريجي للوصول لشرح مفهوم التهديد بالدمار النووي الشامل.  في النهاية، يسعى رايت جاهداً للمعارضة على الأقل على قبول الفكرة الفيكتورية «للحداثة» بشكل غير مشروط على أنها شيء جيد.

مصادر سلوكية

في مجال الهروب من مصيدة التقدم، فإن أو ليري يجد أنه بجانب الفوائد المكتسبة وامتثال الاقتصاد الاجتماعي فإن السلوك الفردي عامل مساهم مهم في مصيدة التقدم. يمكن التحقق من ذلك من خلال معلومات جديدة مقدمة من العلوم العصبية، وعلى نحوٍ لافت في موضوع تجانب وظائف الدماغ، حيث يفضل العالم الذي صنعه الإنسان وبشكلٍ متزايد الأهداف القصيرة الأمد على المصالح العالمية الطويلة الأمد. حيث بينت دراسته كيف تصبح المؤسسات والمجتمعات ملتزمة بشكل حصري بمنطقة التقدم التقني. في هذا السيناريو، فإن البشر ينشقون عن التبعية المتبادلة الافتراضية مع الطبيعة مما ينتج عنه الانهماك التقني قصير الأمد الذي يثبط تدريجياً الابداع والقدرة على حل المشاكل على المدى البعيد وبالتالي التنازل عن المنفعة طويلة الأمد.

قد يحرز التخصص التقني تقدمات في بعض الأماكن ولكنه قد يكون مؤذياً في بعض الأحيان. يعد التصحر الناتج عن سوء إدارة موارد الري مثالاً على ذلك، هذه الظاهرة تنشيء نفسها وغير قابلة للعكس وذات نتيجة انهدامية. قد تكون الحضارة السومرية وحضارة وادي السند من أحد المسببات الكلاسيكية حيث كانت زيادة ناتج قنوات الري وجمعها مع إبطاء عملية قطع الأخشاب لجعل الحقول ملحية جداً وبالتالي استمرار تزويد السكان بالمحاصيل التي تقتات عليها.

من الأمثلة الأخرى شركة سيمور كراي المفرطة التخصص في مجال التحكم بالبيانات المسماة كونترول داتا كوربورايشن أو رفض الكنيسة في القرون الوسطى للمنهج العلمي الذي اتبعه روجر بايكون: نمط التطور يستبعد بنفسه تلك الحلول للمشاكل التي تظهر عنه. في إحدى النصوص المعاصرة، تم ذكر استهلاك الوقود المستشري في وقت يكون فيه التغير المناخي كمثيل للمشكلة وذكر التقدم كأحد الحلول لهذه المعضلة.

تبعاً لأو ليري فإنه من خلال التعليم والحيوية الثقافية يمكن تجنب أنماط مصيدة التقدم عن طريق التأكد من أن الأفراد والمجتمعات لا يصبحون مناصرين للتقدم التقني بشكل بارز. امستشهداً بالبحث في الابداع ونظرية المرونة يجادل الباحث أن الجانب الحدسي من العقل يجب أن يزدهر لكي يصبح التفكير الجانبي خياراً  لرؤية وتجنب مصيدة التطور. قد يكون من الضروري توضيح ذلك بمصطلحات علمية لا لبس فيها لصانعي السياسات لكي يستطيعوا ملاحظتها.

يقدم الكتاب أيان ماجيل كريست في كتابه الصادر في عام 2009 بعنوان السيد ومبعوثه نظرة ثاقبة على السلوكيات التي يتم فيها صرف مفرط للانتباه على المنفعة قصيرة الأمد  مما قد يؤدي للمساومة على الفائدة طويلة الأمد.

الفن

قامت دار السينما المصغرّة في هيوستن تكساس والمعروفة باسم معرض أرورا للصور بإصدار مجموعة من «فيديوهات معلوماتية لفنانين قاموا باستعمال أدوات تكنولوجية لأغراض غير التي تم صنعها من أجلها وفي بعض الأحيان بشكل معاكس تماما لاستعمالاتها المعدة مسبقاً». كان عنوان القرص المدمج (في خدمتك: الهروب من مصيدة التقدم).

مراجع

  •   Meek Lange, Margaret (2011), "Progress", in Zalta, Edward N. (ed.), The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2011 ed.), Metaphysics Research Lab, Stanford University, retrieved 2018-11-01
  • ^ Von Krämer, W. Fortschrittsfalle Medizin (Medical progress traps), Der Spiegel, 13 March 1989
  • ^ O'Leary, D. The Progress Trap – Science, Humanity and Environment, Archived presentation, Global Ecopolitics, July 1990

^ Grover, A. At your service: Escaping the Progress Trap, Artlies Magazine Archived 2009-11-15 at the Wayback Machine, included with the Spring '08 issue of Art Lies Contemporary Art Magazine

مصادر

  • British socialist newspaper review by Brian Precious
  • Zealand Listener review by David Larsen