مستوطنة أرخيز السفلى

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مستوطنة أرخيز السفلى
Нижне-Архызское городище
أنقاض المستوطنة في محمية أرخيز

تقديم
البلد  روسيا
مدينة أرخيز السفلى
تاريخ البناء القرن العاشر م.
تصنيف موقع للتراث الثقافي في روسيا
ذو أهمية فيديرالية
الموقع الجغرافي
خريطة

مستوطنة أرخيز السفلى أو مستوطنة أرخيز القديمة هي موقع أثري يعود للقرنين العاشر والحادي عشر من الميلاد، وهو عبارة عن بقايا مستوطنة ألانية كبيرة تقع بالقرب من قرية أرخيز السفلى في قراتشاي - تشيركيسيا.[1][2] وفقا لبعض المؤرخين يمكن أن تكون هذه المدينة القديمة عاصمة لدولة ألانيا - ماغاس التي وصفها المؤرخ العربي المسعودي. مع نهاية القرن الثاني عشر لم يبقى للمستوطنة وجود وذلك على ما يبدو راجع إلى الخلافات الداخلية التي أدت إلى تراجع ألانيا الغربية. ظلت أبرشية ألان التي تعد جزءا من المستوطنة قائمة حتى منتصف القرن الرابع عشر للميلاد.[3] في نهاية القرن التاسع عشر (حوالي 1889) وببقرار من السينودس، تم إنشاء دير ألكسندر نيفسكي أثوس زيلينكوكسكي على أراضي المستوطنة من أجل الحفاظ على الكنائس المتبقية وتجديد المسيحية بين السكان المحليين.[4] بالإضافة إلى الدير تم إنشاء بيت صدقات، وتم إغلاق مدرسة للأطفال كان يحضرها بشكل رئيسي أطفال كهنة أبرشية ستافروبول.[5] بموجب المرسوم الصادر عن مجلس وزراء روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية رقم 35 بتاريخ 28 يناير 1988، تم تضمين الموقع الأثري في محمية قراتشاي - تشيركيسيا التاريخية والثقافية ومتحفها الطبيعي، وبموجب مرسوم من رئيس الاتحاد الروسي رقم 176 بتاريخ 20 فبراير 1995، تم اعتباره موقع أثري ذا أهمية فيدرالية.

تاريخ

الامبراطورية الروسية

كنيسة زيلينتشوك الشمالية سنة 1891[6]

كان أول من سلط الاهتمام إلى الآثار القديمة لأرخيز السفلى هو اللواء أليكسي بوتيمكين الذي زار منطقة كوبان وبالأخص نهر بولشوي زيلينتشوك سنة 1802. من الأعمال التي قام بها عند زيارته كانت تفقد المعابد وتخطيط الرسومات الخاصة بها، وقام أيضا برسم تخطيط عام للمنطقة التي يقع عليها الموقع الأثري لأرخيز السفلى. وصلت مواد بحثه إلى يد ب. ج. بوتكوف الذي سلمها لـ ب. إ. كوبير، والذي نشرها بدوره في مجلته التي تدعى «Библиографические листы» (بيبليوغرافيتشيسكي ليستي).[7][8]

كنيسة زيلينتشوك الوسطى سنة 1891[6]

خلال الحرب الروسية التركية (1828-1829)، كلف الجنرال جيورجي إيمانويل رئيس الجبهة القوقازية، المهندس المعماري السويسري الذي كان في الخدمة الروسية، جوزيبي ماركو برناردزي، باستكشاف كنائس فيرخنيكانسكي القديمة. بعد أن فحص برناردزي كنائس زيلينتشوك، وكنيستي شوانا وسينتي، وبعض الكنائس الأخرى، وبعد تقديمه لرسوماتهم التخطيطية، قدم ج. إيمانويل التماسا إلى نيكولاي الأول يطلب فيها ترميم هذه الكنائس.[9] قال الجنرال أليكسي فيليامينوف، الذي خلف ج. إيمانويل كرئيس للمنطقة القوقازية، بأنه سيكون من الخطير القيام بأعمال الترميم في تلك الأجزاء نظرا لحالة الحرب القائمة هناك.[10] ومع ذلك، جذبت رحلة برناردزي وأبحاثه اهتمامًا وثيقًا بالكنائس القديمة في كاراشاي، وبدأ علماء الآثار المحترفين وكذلك الباحثين الهواة في دراستها.

كنيسة زيلينتشوك الجنوبية سنة 1891[6]

في عام 1867، قام الأخوان ناريشكين، الذين سافروا عبر منطقة القوقاز لأغراض أثرية، بأعمال تنقيب صغيرة في كنيسة زيلينتشوك الشمالية. في تقريرهم الذي نُشر في مجلة إزفستيا التابعة للجمعية الإمبراطورية الروسية للآثار، قدموا رسومات وتخطيطات للكنيسة، بالإضافة إلى رسومات للأشياء الموجودة فيها.[11] هذا العمل ما زال محط اهتمام في صفوف علماء الآثار في الوقت الحالي.[8]

في نهاية القرن التاسع عشر، انخرطت جمعية موسكو للآثار في دراسة مستوطنة أرخيز السفلى. قام عالم الآثار والمرمم دميتري ستروكوف من الجمعية بزيارة المنطقة سنة 1888، وقد اكتشف صفيحة مكتوب عليها كلمات باللغة الآلانية بحروف يونانية، ورسومات مائية على الجص في جدران كنائس زيلينتشوك، هذه الرسومات لم تنج ولم يبقى لها أي أثر في أيامنا هذه.[12] في نهاية القرن التاسع عشر أيضا، قام عالم الآثار والمؤرخ ف. إم. سيسويف أحد مؤسسي جمعية موسكو للآثار بالتنقيب على أراضي المستوطنة، وقام بنشر تخطيطاته وصوره الفوتوغرافية لكنائس زيلينتشوك في عدد من المقالات والدراسات حول هذا الموضوع.[13][14][15][16]

الاتحاد السوفياتي

في عام 1940، قامت بعثة بقيادة ك. م بيترليفيتش (بمعية إ. أ. لايبانوف ول. أ. سيردوبولسكايا) خلال عمليات التنقيب في كنيسة زيلينتشوك الشمالية، باكتشاف كنوز وأشياء ثمينة أخرى. بالإضافة إلى المجوهرات والذهب، كان هناك خاتم من الألمندين يحمل نقوشا بالأبجدية العربية يعود للملك الأرميني آشوت الأول، أي أنه يعود للقرن التاسع الميلادي.[17][18] توجد هذه الاستكشافات حاليا في متحف الدولة التاريخي.[8]

قام عالم الآثار القوقازي فلاديمير كوزنيتسوف بعمل مثمر على أراضي المستوطنة؛ أجرى أول بحث أثري له بينما كان لا يزال طالبًا في معهد بياتيغورسك التربوي، حيث شارك في رحلة استكشافية بقيادة ب. ج أكريتاس، ونتيجة لذلك تم استكشاف المستوطنات القديمة والمقابر والكهوف واللوحات المصورة والنقوش والتماثيل والشواهد القائمة.[19][20] أثناء ترميم كنيسة زيلينتشوك الشمالية سنة 1959، اكتشف ف. إ. بورودين المدافن القديمة بالقرب من الموقع الأثري، وبدأت حراسة الحفريات من قبل مجموعة خاصة من بعثة شمال القوقاز التابعة لمعهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم للحفاظ عليها تحت إشراف ف. كوزنيتسوف بدءا من 1961~1972 حتى عام 1978. نتيجة للبحث الأثري، تم اكتشاف أجزاء من المستوطنة: المباني السكنية والمنزلية والصناعية، وتم اكتشاف بقايا كنائس مسيحية ودور عبادة أخرى تسمى بأوكتيريون.[21][22] كانت هناك أيضا مدافن مع لُقى تعود إلى ما بين القرنين العاشر والثاني عشر. وقد لخص كوزنتسوف حيثيات ونتائج هذه الأعمال في كتابه «ألانيا بين القرنين العاشر والثالث عشر».[18]

تصميم وهيكل الموقع الأثري

تصميم مستوطنة أرخيز السفلى. سنة 1897.[4]

يقع الموقع في وادي جبلي طوله أكثر من ثلاثة كيلومترات، ويمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي على طول الضفة اليمنى لنهر بولشوي زيلينتشوك. يحده من الشمال الغربي سلسلة جبال ميسيستا، ويحده من الجنوب الشرقي سلسلة من التلال تسمى أوزهوم. متوسط عرض الوادي هو 250-300 متر، ويرتفع فوق مستوى سطح البحر بـ 1150 متر. يتم غمر الوادي نسبيا بالمياه خلال الأمطار الغزيرة نتيجة للحزم العميقة (Arroyo) التي تخترق التلال المحيطة به، مع تدفق الجداول على طولها، وتدفقها إلى نهر زيلينتشوك: من على سلسلة جبال أوزهوم-بانديتسكايا، تسيركوفنايا، حاسانا، بودروفانايا، وعلى حافة ميتسيست. كان موقع المدينة القديمة مفيدًا للغاية من الناحية الإستراتيجية: فمن ناحية، الموقع محمي بفضل التلال الحرجية ونهر زيلينتشوك السالك، وهو محمي بشكل موثوق بين الجبال، ومن ناحية أخرى، يوجد مخرج مناسب عبر وادي زيلينتشوك الكبير إلى سهول سيسقوقاز. بالإضافة إلى ذلك، المشي جنوبا لمسافات كافية من الموقع عبر المسلك القديم، على طول نهر ريتشيبستا وعلى طول منابع نهر بولشايا لابا يؤدي إلى ممرات سانشارو وتساجيركير مع إمكانية الوصول إلى سوخومي.[3]

وفقًا لعالم الآثار فلاديمير كوزنيتسوف، يمكن تقسيم كامل أراضي مستوطنة أرخيز السفلى التي تبلغ مساحتها أكثر من 60 هكتارًا إلى ستة أجزاء هيكلية وطوبوغرافية كما توضحها الصورة جانبه، الترتيب هنا من الشمال إلى الجنوب:[3]

  1. أول مساحة زراعية: تحتل مساحة 600 متر² تقريبًا بين الأسوار الدفاعية الأولى والثانية للمدينة.
  2. قرية الأبرشية: تقع قرية الأبرشية (أبرشية ألان) خلف الجدار الدفاعي الثاني. المبنى المعماري المهيمن هنا هو المعبد الشمالي الضخم، وتحيط به بقايا خمس كنائس صغيرة مع صحونها. بالإضافة إلى ذلك، تم الحفاظ على بقايا جدران الحصن والمباني السكنية والزراعية ومقبرة مسيحية في أراضي القرية.
  3. المساحة الزراعية الثانية: بين قرية الأبرشية والمدينة الرئيسية، هناك موقع مسطح ثانٍ صالح للزراعة، استخدمه السكان المحليون للزراعة في العصور الوسطى. يبلغ طول هذه الأرض حوالي 750 متراً، وتبلغ مساحتها حوالي 15 هكتاراً.
  4. المدينة: تبدأ أراضي المدينة القديمة مباشرة جنوب المساحة الزراعية الثانية وتتميز بالمعبد الأوسط الواقع على أطرافها. تقع مبانيها على أطراف ثلاثة شوارع ضيقة ذات حالة جيدة بعرض حوالي 3 أمتار، أعطى علماء الآثار أسماء لهذه الشوارع: شارع «تسينترالنايا» مستقيم تمامًا، ويمر عبر المستوطنة بأكملها وصولًا إلى النهر والحجر الموجود على ضفته. شارع «بودݣورنايا» يتفرع من شارع تسينترالنايا، ويمتد على طول 220 مترًا على شكل حلقة باتجاه الشمال الشرقي على طول قاعدة سلسلة أوزهوم. شارع «نابيريزهنايا» يمتد على طول منحدر صخري إلى النهر بطول أكثر من 500 متر، ويتم دمجه في نهاية المطاف مع الشارع الرئيسي. يوجد داخل المستوطنة معبد جنوبي محفوظ جيدًا، وأطلال ثلاث كنائس صغيرة، ومباني سكنية وصناعية، وبقايا لمقابر مسيحية.[2]
  5. أرض الدفن على سفوح سلسلة جبال أوزهوم: توجد العديد من أراضي الدفن الوثنية في شكل مدافن كهفية في نتوءات من الحجر الرملي الحاد وخاصة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.
  6. أرض الدفن على سفوح سلسلة ميسيستا: على المنحدرات الشرقية من سلسلة التلال توجد العديد من أراضي الدفن القديمة، وهي مدينة جنائزية. وفقًا للباحثين، تم تخصيص المنطقة بأكملها في العصور القديمة للدفن لأنها لم تكن مناسبة لا للبناء ولا للزراعة.

بالقرب من المجمع، تم اكتشاف مراكز إنتاج آلانية أيضًا: محاجر، بقايا أفران لصهر الحديد، فخار، مناجم، طريق آلاني القديم، وقد أبقيت أبراج مراقبة على المنحدرات الجبلية (تعرف باسم الطوالع).[3]

كنائس زيلينتشوك

المباني الأكثر شهرة على أراضي المستوطنة هي ثلاثة كنائس ضخمة مقببة بتصميم على شكل صليب cross-in-square ‏ بنيت على طراز العمارة البيزنطية الأبخازية في القرن العاشر.

الكنيسة الشمالية

مظهر الكنيسة الحالي
تصميم الكنيسة سنة 1897[4]
قبة الكنيسة
صحن الكنيسة المركزي

تقع الكنيسة الشمالية على بعد 800 متر من مركز المستوطنة ويحيط بها أنقاض المباني المختلفة، بما في ذلك الكنائس الصغيرة ذات الحنية الواحدة المصحوبة بأراضي دفن مسيحية. مثل هذا الترتيب مكّن ف. كوزنيتسوف من التعرف على هذه المستوطنة الصغيرة باعتبارها قرية أبرشية ألان التي كانت مجاورة للمدينة الرئيسية بين القرنين العاشر والرابع عشر، والكنيسة الشمالية نفسها باعتبارها كاتدرائية لها. في رأيه، يمكن أن تكون هذه الكنيسة، والتي لم يتم إعادة بنائها أو ترميمها قبل أعمال الترميم لـ ف.إ. بورودين في عام 1959، مثالاً ممتازًا على فن العمارة الآلانية في القرون الوسطى.[23][24]

الكنيسة عبارة عن هيكل ثلاثي الحنيات بتصميم على شكل صليب، ومبني من كتل أحجار وبلاطات خرسانية. تم دعم قبة المبنى بواسطة اثنين من أزواج الأعمدة رباعية الزوايا والتي تقسم مساحة الكنيسة إلى ثلاثة صحون طولية. الصحن الأوسط (المركزي) أوسع من الصحنين الجانبيين، وبالمثل، الحنية المركزية أوسع ومتقدمة قليلا مقارنة بالحنيتين الجانبيتين. على الجوانب الثلاثة (ما عدا الشرقي)، توجد أقواس حجرية على النارتكس (المدخل). باحتساب النارتكسات الثلاثة، يبلغ قياس المبنى 25.5 × 19.5 متر. بشكل منفصل، لاحظ الباحثون أنه بدون النارتكسات، فإن أبعاد الكنيسة متناسبة تمامًا 21 × 10.5 متر، أي أن العرض هو نصف الطول الشيء الذي يتماشى مع قياسات العمارة الرومانية واليونانية. بالإضافة إلى هذا، يتم دعم تناسق المبنى من خلال كون أن محيط دائرة القبة يساوي تماما عرض الجانبين الغربي والشرقي للهيكل الذي على شكل صليب، وعرض النارتكس يساوي طول النارتكس، وسمك الجدران هو نفسه سمك الأعمدة الحاملة للقبة.[23][25][2]

كان سطح الكنيسة مفقودا بالكامل تقريبًا، لكن بالنظر إلى البقايا التي كانت محفوظة على الحنيات، الصحنين الشمالي والجنوبي، والردهة، فيبدو أن سطح الجملونات كان مغطى من الخارج بألواح حجرية رفيعة ومتراكبة. على الجزء الذي كان محفوظا من السقف في الجزء الشمالي من الكنيسة، وجد الباحثون لحاء شجر التَّامُول يفصل ألواح السقف عن السقف نفسه والتي تعمل على عزل المبنى عن مياه الأمطار. لم يتم العثور على تقنية البناء هذه في أي من المعالم المعمارية الأخرى في القوقاز والقرم.[23]

جرن المعمودية في بيت العماد

أثناء التنقيبات تحت أرضية الصحن الجنوبي، تم اكتشاف صندوق حجري مخصص للدفن، يتكون من ألواح مرصوصة بعناية. وفقا للباحثين، فهذا الصندوق كان مخصصا لدفن شخصية مهمة. يوجد في الكنيسة بيت عماد على شكل صندوق بقياس 90 × 72 سم محدود بألواح حجرية بارتفاع 1.15 متر فوق الأرضية، يحتوي البيت كذلك على جُرْنٍ للمعمودية يوجد في مركز قاعه ثقب بقطر 5 سم لتصريف المياه.[23]

قام دميتري ستروكوف، الذي اكتشف قلعة أرخيز السفلى في عام 1888، بتجميع ألبوم يحتوي على رسومات تخطيطية بالألوان المائية لكنائس زيلينتشوك، ورسومات للوحات الجدارية التي كانت لا تزال قائمة حتى ذلك الوقت في الكنيسة الشمالية. ووفقًا لما ذكره فقد كانت هناك في نهاية القرن التاسع عشر صور للقديسين في كلوبوكات (لباس مسيحي) منقطة وملابس واسعة على الجدارين الشمالي والشمالي الشرقي للكنيسة. أحد الشخصيات تم تصويره وهو في وضعية أوران (orans)، وبجانبه صورة قديس يقوم بالمباركة مع إنجيل بين يديه (على ما يبدو هو واحد من الإنجيليين الأربعة وبالأخص متى أو لوقا). لم يتم التعرف على الشخصيات الأخرى ولم يتم الحفاظ على اللوحات الجدارية حتى يومنا هذا باستثناء الزخارف على نوافذ المذبح.[23]

هذه بعض من الرسومات المائية للوحات التي كانت في الكنيسة الشمالية والتي رسمها دميتري ستروكوف سنة 1888:[12][26]

الصليب الصخري المكتشف. (صورة تعود لسنة 1897)[14]

تاريخ بناء الكنيسة الشمالية قُدِّر على أنه القرن العاشر وذلك على أساس أوجه التشابه التاريخية والمعمارية مع كاترائيات وكنائس أخرى في أبخازيا: ليخني، بيتسوندا، موكفي، وكنيسة القلعة على نهر بزيب فكلها يرجع تاريخها إلى القرن العاشر. وفقًا للباحثين، فإن تفاصيل بناء هذه الكنائس والكاتدرائيات لا يحتوي فقط على عدد من التفاصيل المتشابهة، ولكنه يظهر أيضًا القواسم المشتركة في عدد من القياسات المعيارية، مما يسمح بالتحدث هنا عن التزامن والانتماء إلى نفس المدرسة المعمارية. كما تم تأكيد تاريخ الكنيسة على أنه القرن العاشر من خلال عدد من الحفريات الأثرية. في عام 1802، وصف اللواء أليكسي بوتيمكين صليبًا صخريًا يقع في المقبرة بجانب الكنيسة، ويحتوي على كلمات معناها: ”في الصيف، منذ خلق العالم حتى الآن، صليب صادق، 6521“ (سنة 6521 حسب التقويم البيزنطي توافق سنة 1013 بعد الميلاد). بما أن المقبرة تم بناؤها بعد اكتمال بناء الكنيسة، سيكون من الطبيعي أن الكنيسة نفسها تعود للقرن العاشر. خلال أعمال التنقيب سنة 1960، وجد فلاديمير كوزنيتسوف صليبًا برونزيًا كبيرًا يحمل نقشًا يونانيًا في نارتكس الكنيسة: ”لقد تم تجديد الصليب الصادق من قبل شيخ الكنيسة (presbyter) المحب لله توماس القسيس. سنة 6575 بعد آدم، السنة الخامسة من دورة خمسة عشر سنة“.[27] الذي يتوافق مع سنة 1067 ميلادية، ولكن وفقا للباحثين، كان الصليب قيد الاستخدام لفترة طويلة قبل تجديده. الاكتشاف التأريخي الثالث هو خاتم من الألمندين وجد في كنز مقابل جدار الكنيسة. كتب على الخاتم اسم آشوت بن سامبات، الملك الأرمني الذي حكم مملكة أرمينيا البقردونية بين سنوات 886–891.[27] وفقًا لـفلاديمير كوزنيتسوف، فخاتم هذا الحاكم الذي يعود للقرن التاسع لم يعبر ضفاف نهر بولشوي زيلينتشوك حتى القرن القرن العاشر، وقت بناء المعبد الشمالي. بشكل غير مباشر، تؤكد المصادر المكتوبة المحفوظة تاريخ بناء الكنيسة: في رسالة واحدة، أثنى بطريرك القسطنطينية نقولا ميستيكوس على حاكم أبخازيا، جورج الثاني، الذي حكم من 920 إلى 955، بسبب «غيرته» على تنصير الألانيين. دفع تشابه كنيسة زيلينتشوك الشمالية مع نظيراتها من أبخازيا كوزنيتسوف إلى الافتراض بأن «غيرة» جورج الثاني تم التعبير عنها بإرساله إلى ألانيا الحرفيين الذين بنوا عددًا من الكنائس الأثرية هناك.[23]

مسألة طقوس تكريس الكنيسة التي اتبعت في كنيسة زيلينتشوك الشمالية لا تزال مثيرة للجدل. ترك الرائد أليكسي بوتيمكين، الذي زار الكنيسة الشمالية في عام 1802، رسالة يقول فيها «بأنه رأى على جدار الكنيسة الأولى نقشًا يحمل اسم القديس نقولا»،[7] على أساسها اعتبر العلماء في وقت لاحق أن الكنيسة كانت مكرسة لهذا القديس وسموها «كنيسة نقولا» (نقولاسكي). ومع ذلك، وفقا لـ إ.ب. أليكسيفا، فعبارة «الكنيسة الأولى» كان يعني بها بوتيمكين كنيسة زيلينتشوك الجنوبية.[8] ولكن الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون في متحف قراتشاي تشيركيسيا، والمتعلقة بتحديد زاوية السمت الدقيقة للمحور الرئيسي للكنيسة وربطها بتواريخ التقويم اليولياني، تشير إلى أن المعبد كان مخصصًا للقديس نقولا. التأكيد الإضافي غير المباشر لهذا الافتراض يمكن أن يكون باعتبار أن معمودية ألانيا في عام 916 حدثت إلى حد كبير نتيجة لجهود بطريرك القسطنطينية نيقولا ميستيكوس وبأن الكنيسة الكاتدرائية لأبرشية آلان يمكن أن تكون قد كرِّست على شرف حاميها السماوي. في الوقت الحالي، تُجرى العبادة في كنيسة زيلينتشوك الشمالية مرة واحدة فقط في السنة؛ 6 ماي أي في يوم ذكرى القديس جورج المنتصر المعروف بجرجس.[26]

الكنيسة الوسطى

مظهر الكنيسة الحالي
تصميم الكنيسة سنة 1897[4]
الكنيسة في بانوراما من محمية قراتشاي تشيركيسيا
من داخل الكنيسة

تقع الكنيسة الوسطى على بعد 800 متر جنوب الكنيسة الشمالية على مشارف قلعة أرخيز السفلى. على عكس شقيقتها الشمالية، تم «ترميم» الكنيسة الوسطى وأعيد بناؤها جزئيًا في نهاية القرن التاسع عشر على يد رهبان دير زيلينكوكسكي، الذين قاموا بتكييفها للخدمات الكبيرة. تم توثيق هذا الحدث في بداية القرن العشرين على لوح حجري عليه نقوشات تم تركيبه في الأصل في الحائط الغربي للكنيسة، ووجده فلاديمير كوزنيتسوف في السبعينيات. أقام الرهبان المرفقات الجانبية، وأعادوا تصميم سطح المبنى المكون من ألواح حجرية رقيقة، ووضعوا غطاء من القصدير على القبة، ورتبوا كورسات ‏ خشبية في الجناح الغربي للكنيسة، وأعادوا تجييص الجزء الداخلي للكنيسة عن طريق إخفاء أو تشويه العديد من التفاصيل المعمارية والجداريات.[28][29]

الكنيسة الوسطى عبارة عن هيكل بدون دعامات ثلاثي الحنيات بتصميم على شكل صليب، ومبني من كتل من الحجر الرملي مدعومة بملاطات من الجير. يتم تنفيذ دور الدعامات الشرقية بواسطة جدران مذبح الحنية، والدعامات الغربية يلعب دورها جدران المبنى - يتم دعم الأقواس الداعمة بواسطة رؤوس الأعمدة ‏ المثبتة فيها. يمتد الذراع الغربي للصليب (نتحدث عن هيكل الكنيسة الذي على شكل صليب) إلى حد كبير بسبب المجاز الواسع والدهليز الوحيد للكنيسة. يشبه جزء الحنية نظيره في الكنيسة الشمالية: يتكون من ثلاثة حنيات نصف دائرية، تكون الوسطى أوسع من الجانبيتين وتمتد بشكل ملحوظ إلى الشرق. يتوافق تكوين وطريقة وضع القبة في الكنيسة الوسطى مع نظيرتها في الكنيسة الشمالية.[28]

تبلغ أبعاد الكنيسة 21.5 × 13.25 مترًا، ويبلغ ارتفاعه من الأرض إلى أقصى القبة 15 مترًا، وهو ما يتوافق تقريبًا مع حجم الكنيسة الشمالية بدون الدهاليز. كشفت دراسات كيريل أفاناسييف عن تناسق صارم في هذه النسب: الارتفاع إلى أقصى القبة مساوٍ لطول الكنيسة بدون حنيات، وارتفاع نوافذ الطبل (tholobate) ‏ مساوي لنصف قطر (شعاع) القبة. ورؤوس الأعمدة في الأقواس الداعمة توجد على ارتفاع يساوي المسافة من وسط الكنيسة إلى جانبها الشرقي.[25]

في الجزء العلوي من الجدار الشمالي على ارتفاع 4.5 متر توجد فتحة، أبعادها أكبر من أبعاد النوافذ وتتوافق مع أبعاد فتحات مدخل الكنيسة. اقترح فلاديمير كوزنيتسوف أن يكون هذا هو المدخل إلى كورس الكنيسة الخشبي والذي لم يعد له وجود الآن، وهي عبارة عن درج خشبي يقع خارج المبنى. من الصعب تحديد ما إذا كان الكورس الخشبي قديمًا أو صنعه الرهبان في نهاية القرن التاسع عشر. تم استخدام قوالب الطوب فقط لإنشاء الأقواس الداعمة وأقواس الكونكات ‏ (مثل المحراب)، وفي إكمال أقواس من النوافذ والمداخل. صنعت الألواح فوق المداخل من الحجر المنحوت. دفعت بعض عناصر بنية الكنيسة فلاديمير كوزنيتسوف إلى التكهن بأنه قد تم إنجاز هذا العمل في الأصل بدون أجر، لبناء هيكل على شكل صليب «خالص»، حيث أنه في عملية البناء، تم تغيير المخطط الأصلي، وتم بناء الكنيسة بثلاثة حنيات بدل واحدة.[28]

يمكن الحصول على بعض المعلومات حول اللوحات الجدارية المفقودة للكنيسة من أعمال دميتري ستروكوف، وكذلك من كتيب صغير نشره رهبان دير زيلينكوكسكي في عام 1897. ووفقًا للرهبان، كانت هناك صورتان على الجدارين الشمالي والجنوبي لحصانين يركضيَن في شابراك (Shabrack) أحمر، من صورة الشخصيتين الراكبتين على الحصانين، اللذين تم تحديدهما على أنهما جرجس وديميتريوس سالونيك، تم الحفاظ على ساقيهما فقط. على الجدار الجنوبي، تم تصوير شخصيات جنديين شابين يرتديان ثيابًا غنية بالزخارف ويحملان دروعًا مزخرفة هي الأخرى. في الجزء الشمالي من الحنية الوسطى، كانت هناك صورة لامرأة مع هالة (يتم رسم القديسين مع هالة ضوئية في بعض الأحيان) تم تحديدها على أنها القديسة بربارة، وفي الجزء الشمالي من الحنية نفسها، كانت هناك صورة لرجل في كلوبوك داكن وغطاء رهباني بدون هالة. تصور مجموعة الرسومات التي رسمها دميتري ستروكوف العديد من القديسين الذين تم تصويرهم على جدران الكنيسة الوسطى بأيدي مرفوعة للتبرك.[4][12]

هذه بعض من الرسومات المائية للوحات التي كانت في الكنيسة الشمالية والتي رسمها دميتري ستروكوف سنة 1888:[12][30]

وهذه صور ورسومات للوحات الجدارية التي أدلى بها رهبان دير زيلينكوكسكي:[4]

بمقارنة السمات المعمارية للكنيستين الشمالية والوسطى، توصل فلاديمير كوزنيتسوف إلى أنه تم بناءهما في وقت واحد تقريبًا؛ في النصف الأول من القرن العاشر، ولكن من الصعب الإجابة عن أي منهما تم بناؤه أولاً. كانت هناك صعوبة معينة ناتجة عن إشكالية مكانة الكنيسة الوسطى في الحياة الدينية للمدينة. وفقًا للرواية الأكثر انتشارا، والتي أكدها وجود تفاصيل مثل سينثرونون، بيت معمودية، وكورس الكنيسة، يمكن أن تكون الكنيسة بمثابة كاتدرائية كانت تخدم السكان المسيحيين في المدينة. من ناحية أخرى، وفقًا للأساطير التي سجلتها عائلة ناريشكين، كان يوجد في الماضي دير قديم في موقع الكنيسة الوسطى. ويؤكد هذا الافتراض حقيقة أنه بجانب الكنيسة تم الحفاظ على أسس مبنيين على شكل حدوة حصان، وينقسمان إلى غرف متساوية، مثل الخلايا.[28]

وفقًا لدراسات السمت للمحور الرئيسي للكنيسة وربطها بتواريخ التقويم اليولياني، يمكننا أن نستنتج أن الكنيسة قد وضعت في عيد تجلي يسوع. ومع ذلك، بما أن رهبان دير زيلينكوكسكي، الذين جددوا الكنيسة في نهاية القرن التاسع عشر، كرسوه على شرف الثالوث ومانح الحياة المقدس، تُقَام الخدمات الإلهية هنا في اليوم الثاني من هذه العطلة - عطلة عيد الروح القدس (Whit Monday).[30]

الكنيسة الجنوبية

مظهر الكنيسة الحالي
تصميم الكنيسة سنة 1897[4]

تقع كنيسة زيلينتشوك الجنوبية في وسط مستوطنة أرخيز السفلى، وتحيط به بقايا الأحياء السكنية، وعلى ما يبدو، كانت تخدم الاحتياجات الدينية لسكان الحضر أو جزء منها، وربما النبلاء الإقطاعيين. مثل الكنيستين السابقتين، هذه الكنيسة عبارة عن مبنى ثلاثي الحنيات، رباعي الأعمدة، وهيكل على شكل صليب مع قبة. الكنيسة مبنية من كتل حجرية من الحجر الرملي مدعمة بملاطات. أبعاد الكنيسة هي 8.5 أمتار طولا و 7.75 أمتار عرضا.[31][32]

من سمات هذه الكنيسة أن مربع القبة الخاص بها غير متناظر وطوله متزايد بشكل حاد (1.8 × 2.7 متر). وفقًا لذلك، فإن طبل القبة المنخفضة، الذي يحتوي على أربعة نوافذ، ليس أسطواني الشكل ولكنه ذو شكل إهليليجي. وفقًا لفلاديمير كوزنيتسوف، فإن مثل هذا البناء للمبنى يحدثنا عن سوء تقدير من قبل البنائين في نسبة الأبعاد الكلية للمبنى وأبعاده الخاصة، مما قد يشير إلى عد الاستعداد النظري وقلة خبرة المهندس، الذي حاول الجمع بين القوانين المعمارية البيزنطية التي كانت جديدة عليه مع التقنيات المحلية. تقنية حجارة البناء الخشنة الموجودة في التقاليد المحلية تتحدث عن ذلك. على هذا الأساس، يُعتقد أن هذه الكنيسة تم بناؤها في وقت لاحق بعد بناء كنيستي زيلينتشوك الأخرتين، ويعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن العاشر.[31]

يتمتع الصحنين الشمالي والأوسط للكنيسة بنفس العرض، أما الجنوبي فأضيق بكثير. الأقواس المقوسة الملقاة من زوج الأعمدة الغربي متئكة على الأعمدة الناتئة من الجدار عضادة، في حين أن الأقواس من الأعمدة الشرقية (مذبح) متصلة بالحائط من خلال لوحات أفقية ضخمة. حنيات الكنيسة نصف دائرية وصغيرة الحجم. تبرز الحنية الوسطى قليلاً بالنسبة للجانبيتن بمقدار 25-30 سم وتعلوهما قليلاً من حيث الارتفاع. كان نظام السقف مشابهاً في الأصل لنظام الكنيستين الشمالية والوسطى: على شكل جملون مغطى بكتل رقيقة من الحجر الرملي مع سرادق بارزة لتصريف مياه الأمطار.[31]

في نهاية القرن التاسع عشر، تعرضت الكنيسة لأضرار بالغة بسبب «الترميم» الذي قام بها رهبان دير زيلينكوكسكي، الذين أعادوا بناؤها بشكل كبير على الطراز الروسي. تم استبدال السقف الحجري الأصلي بسقف حديدي، وأصبح طبل القبة مبطنا بألواح وصار شكل القبة نفسه بصلي (قبة بصلية) مع صليب فوقها. تم وضع أبواب المدخل بدلاً من النوافذ في الجدارين الشمالي والجنوبي للمبنى، وتم إعادة بناء المدخل الغربي بشكل كبير وتحويله إلى بوابة متصلة بواسطة معرض طويل (رواق طويل وضيق) مغطى به قاعة للطعام (Refectory) للدير. تم إعادة تجييص الجدران وطلائها بقسوة.[31] حول اللوحات الجدارية القديمة التي ربما كانت موجودة هنا، لم يتم الاحتفاظ بأي معلومات. تم تكريس الكنيسة تكريما للأمير ألكسندر نيفيسكي، وكانت بمثابة الكنيسة الشتوية للدير، تم تسخينها بواسطة أفران تحت الأرض، وكانت الحرارة تنتقل من خلال قناة خاصة. بني أوكتيريون صغير (دار عبادة) وجملون جرس بجانبها (Bell-gable).[33]

تشير الدراسات الحديثة حول السمت الدقيق للمحور الرئيسي للكنيسة وعلاقته بتواريخ التقويم اليولياني إلى أن الكنيسة تأسست في يوم إيليا وعلى الأرجح كانت مكرسة لهذا القديس. بالنظر إلى ذلك، في التكريس الأخير للكنيسة، الذي حدث في عام 1991، تم الحفاظ على اسمها القديم «إيلينسكايا» (كنيسة إيليا). في الوقت الحالي، تعد كنيسة إيليا في نيجني أرخيز أقدم كنيسة مسيحية عاملة في روسيا.[33]

وجه المسيح

وجه المسيح

في عام 1999، تم اكتشاف صورة كهفية لوجه المسيح على سفح جبل ميتشيتا على الضفة الغربية من نهر بولشوي زيلينتشوك، مقابل كنيسة زيلينتشوك الوسطى. أبعاد النقش هي بطول 140 سم وعرض 80 سم وهي تشبه أيقونة بانتوكراتور في سيناء. بعد دراسة الأيقونة يقول العلماء أنها صنعت بتقنية تمبرا التي ظهرت في بيزنطة وأنها تعود للقرن العاشر. ينظر الوجه إلى الشرق حيث تقع كنيسة زيلينتشوك الشمالية.[34][35]

المراجع

  1. ^ БСЭ 1969—1978.
  2. ^ أ ب ت "المشاهد الأكثر إثارة للاهتمام في أرخيز". مؤرشف من الأصل في 2019-12-31. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-31. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |الموققع= تم تجاهله (مساعدة)
  3. ^ أ ب ت ث Кузнецов 1993.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Зеленчукский монастырь 1897.
  5. ^ Зверинский 1890، صفحة 71.
  6. ^ أ ب ت Альбом 1891.
  7. ^ أ ب Бутков 1825.
  8. ^ أ ب ت ث Алексеева 1992.
  9. ^ Бернардацци 1830.
  10. ^ Бентковский 1876.
  11. ^ Нарышкины 1876.
  12. ^ أ ب ت ث Струков.
  13. ^ Сысоев 1896.
  14. ^ أ ب Сысоев 1898.
  15. ^ Сысоев 1904.
  16. ^ Сысоев 1913.
  17. ^ Лайпанов 1957.
  18. ^ أ ب Кузнецов 1971.
  19. ^ Кузнецов 1954، صفحة 345—351.
  20. ^ Кузнецов 1961، صفحة 106—117.
  21. ^ Кузнецов 1963.
  22. ^ Кузнецов 1964.
  23. ^ أ ب ت ث ج ح Кузнецов 1977، صفحة 28—48.
  24. ^ Кузнецов - Храм 1964.
  25. ^ أ ب Афанасьев 1958.
  26. ^ أ ب Демаков - Северный храм.
  27. ^ أ ب Скржинская 1962، صفحة 117.
  28. ^ أ ب ت ث Кузнецов 1977، صفحة 48—61.
  29. ^ Кузнецов - Храм 1968.
  30. ^ أ ب Демаков - Средний храм.
  31. ^ أ ب ت ث Кузнецов 1977، صفحة 61—67.
  32. ^ Кузнецов - Храм 1971.
  33. ^ أ ب Демаков - Южный храм.
  34. ^ Демаков - Лик.
  35. ^ "وجه المسيح في أرخيز". GoodPlaces.Travel. مؤرشف من الأصل في 2019-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-21.

وصلات خارجية

المزيد من القراءة

  • Кузнецов, Владимир Александрович (археолог). Археологические разведки в Зеленчукском районе Ставропольского края. // Материалы по изучению Ставропольского края. — Ставрополь, 1954. — Т. 6. — С. 345—351.
  • Кузнецов В. А. Средневековые дольменообразные склепы Верхнего Прикубанья. // Краткие сообщения Института археологии АН СССР. — М. , 1961. — Т. 85. — С. 106—117.
  • Кузнецов В. А. (1963). "Археологические исследования в верховьях Кубани (1960—1961)" (журнал) (ط. Краткие сообщения Института археологии АН СССР). М.: Институт археологии РАН ع. 96. ISSN:0130-2620. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  • Кузнецов В. А. (1964). "Раскопки аланских городов Северного Кавказа в 1962 году" (журнал) (ط. Краткие сообщения Института археологии АН СССР). М.: Институт археологии РАН ع. 98. ISSN:0130-2620. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من قيمة |url= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)[وصلة مكسورة]
  • Кузнецов В. А. (1964). "Северный Зеленчукский храм" (журнал) (ط. Советская археология). Издательство Академии наук СССР ع. 4: 136–150. ISSN:0869-6063. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من قيمة |url= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)[وصلة مكسورة]
  • Кузнецов В. А. (1968). "Средний Зеленчукский храм" (журнал) (ط. Советская археология). Издательство Академии наук СССР ع. 3: 137–147. ISSN:0869-6063. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من قيمة |url= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)[وصلة مكسورة]
  • Кузнецов В. А. (1971). "Южный Зеленчукский храм" (журнал) (ط. Советская археология). Издательство Академии наук СССР ع. 1: 238–244. ISSN:0869-6063. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من قيمة |url= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)[وصلة مكسورة]
  • Кузнецов В. А. Алания в X—XIII веках. — Орджоникидзе, 1971.
  • Кузнецов В. А. Зодчество феодальной Алании. — Владикавказ: «Ир», 1977. — 176 с. — 2٬000 экз.[وصلة مكسورة]
  • Кузнецов В. А. В верховьях Большого Зеленчука. — М. : «Искусство (издательство), 1977. — 116-117 с.
  • Кузнецов В. А. Актуальные вопросы истории средневекового зодчества Северного Кавказа. // Северный Кавказ в древности и в средние века. — М. , 1980. — С. 171.
  • Кузнецов В. А. Нижний Архыз в X-XII веках: К истории средневековых городов Северного Кавказа. — Ставрополь: «Кавказская библиотека», 1993. — 464 с. — ISBN 5-88530-044-5.
  • Лавров, Леонид Иванович. Эпиграфические памятники Северного Кавказа. — М. , 1966. — Т. I. — С. 60, табл. 8—9.
  • Лайпанов X. О. К истории карачаевцев и балкарцев. — Черкесск, 1957.
  • Минаева, Татьяна Максимовна. Поселение в устье реки Узун-Кол. // Советская археология. — М. , 1960. — С. 206, рис. 12.
  • Минаева Т. М. Раскопки святилища и могильника возле городища Гиляч в 1965 г. // Древности эпохи великого переселения народов V—VIII веков. — М. : «Наука», 1982. — С. 222—234.
  • Отчет гг. Нарышкиных, совершивших путешествие на Кавказ (Сванетию) с археологический целью в 1867 году // Известия Императорское Русское археологическое общество. — СПб. , 1876. — Т. VIII. Вып. 4. — С. 362—366, табл. III.
  • Перфильева Л. А. Аланская епархия // موسوعة الأرثوذكسية. — М. : الكنيسة والمركز العلمي "الموسوعة الأرثوذكسية", 2000. — Т. I : «А — Алексий Студит». — С. 440—444. — 752 с. — 40 000 экз. — ISBN 5-89572-006-4.
  • Скржинская, Елена Чеславовна (1962). "Греческая надпись из средневековой Алании" (ежегодник) (ط. Византийский временник). «Наука (издательство) ع. XXI: 118–126. ISSN:0132-3776. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  • Струков, Дмитрий Михайлович. "Альбом рисунков Зеленчукских древностей" (ط. Архив Ленинградского отделения Института археологии АН СССР). 39. Таврическая губерния. Рисунки художника Д. М. Струкова. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  • Сысоев, Василий Михайлович. Отчет о раскопках. // Отчет Археологической комиссии. — СПб. , 1896.
  • Сысоев В. М. (1898). "Поездка на реки: Зеленчук, Кубань и Тиберду летом 1895 года" (PDF) (журнал) (ط. Материалы по археологии Кавказа). М.: Московский государственный университет ع. 7: 115–145. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  • Сысоев В. М. (1904). "Археологические экскурсии по Закубанью" (журнал) (ط. Материалы по археологии Кавказа). М.: Московский государственный университет ع. 9: 89–169. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  • Сысоев В. М. Карачай в географическом, бытовом и историческом отношении. // Сборник материалов по описанию местностей и племен Кавказа. — Тифлис, 1913. — Т. 43, отд. I. — С. 1—156.
  • Тихонов Н. А., Орфинская О. В. Могильники в районе Нижне-Архызского городища // Историко-археологический альманах. Армавир. — М. , 1997. — Т. 3.
  • Тихонов Н. А. Ниж­не-Ар­хыз­ское го­ро­ди­ще. — Пятигорск, 2012.
  • Тихонов Н. А., Хафизова Е. Н. Сложносоставной лук из Нижне-Архызского городища // Военная археология. Сборник материалов Проблемного совета «Военная археология» при Государственном Историческом музее / О. В. Двуреченский (отв. ред.) и др. — М. : МедиаМир, 2013. — Т. 3. — С. 6—14. — 368 с. — 500 экз. — ISBN 978-5-903587-27-8.
  • Эльканов, Умар Юсупович. Раскопки древнего «круга» на Нижне-Архызском городище // Вопросы средневековой археологии Северного Кавказа. — Черкесск: Карачаево-Черкесский ордена «Знак Почёта» научно-исследовательский институт истории, филологии и экономики, 1988. — С. 142—150. — 184 с. — 500 экз.
  • Егоров, Николай Михайлович (археолог). Gefasse von Juck. — Helsinki: ESA, 1930. — Т. V. — С. 49—51.