محمد الأخضر السائحي

محمد الأخضر السائحي (العالية أكتوبر سنة 1918 ولاية ورقلة - توفي في 11 جويلية 2005 في الجزائر العاصمة) كان أديبا وشاعرًا جزائرياً من شعراء الكلاسيك.[1]

محمد الأخضر السائحي

معلومات شخصية
الميلاد أكتوبر1918
العالية،الحجيرة، ورقلة
الوفاة 11 يوليو 2005 (86 سنة)
الجزائر، الجزائر
الجنسية  الجزائر
الأولاد مناف السائحي
الحياة العملية
المهنة معلم، أديب، شاعر، مذيع.
بوابة الأدب

مولده وتعليمه

ولد السائحي شهر أكتوبر عام 1918 بقرية «العالية» ((بلدية العالية حاليا)) بلدية الحجيرة، ((دائرة الحجيرة حاليا)) الواقعة على بعد 90 كلم عن ولاية ورقلة، ينتمي إلى عائلة الأخضري المتفرعة من عرش أولاد السائح المنحدر من سيدي أمحمد السايح بن أحمد بن علي بن يحي (أوائل القرن التاسع هجري أواخر القرن الخامس عشر ميلادي) أحد الرجال الصالحين بالمنطقة والموجود ضريحه بمنطقة جلالة بلدية بلدة عمر دائرة تماسين، حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره بمسقط رأسه على يد مشايخ في قريته، أشهرهم الشيخ محمد بن الزاوي، والشيخ بلقاسم شتحونة، وأجيز على حفظه سنة 1930، ثم أخذ يعلمه للصبيان بمسقط رأسه لمدة تجاوزت السنتينٍ، غير أن حبه للعلم دفعه للانتقال إلى مدينة القرارة في ولاية غرداية لينتسب إلى معهد الحياة ليتتلمذ على يد الشيخ إبراهيم بيوض لمدة سنتين، حيث أتم مقرر الثلاث سنوات في سنة واحدة، ليلتحق بعدها ورغم الضائقة المالية وحالة أسرته الفقيرة بتونس جامعة الزيتونة سنة 1935، حيث لم يكتف بالدراسة بل كان ينشط في الميدان الأدبي والمسرحي، وإلى جانب العمل الفكري، كان يشارك في النشاط السياسي الاحتجاجي ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، حيث كان يكتب ونشر العديد من الأعمدة في الصحف كلفته غاليا، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية في تونس تلك الفترة، وكما كان من الاعضاء المؤسسين في جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين وكتب نشيدها ولم يتجاوز حينها عمره السابعة عشرة سنة:

سندرأ بالسيف عنك الـعذاب
ونرفع بالـعلم فيك الـعلم
فمن للـجزائر غير الشــباب
يجـاهد بالسيف أو بالقلم
يتوق إلى العيش حرا مهابـا
يرى الحرب مستعراً كالسلم
فإنّا بنــو الفـاتحين الأول
بلادي وأشبـال تلك الأسـود
لنا نهجوا إسـوة في العمل
سيرضيك منّا ويرضي الجدود
غـــداً يتحقق ذاك الأمل
لديك وليـس الغــد ببعيد

نشاطه الأدبي

عاد السائحي إلى الجزائر قريته بلدة عمر بضواحي مدينة توقرت متخفيا سنة 1939، فزجت به السلطات الفرنسية في السجن بمجرد نزوله من القطار لمدة أسابيع، وظل يتحرك بعد مغادرته السجن، حيث تمكن من بعث النهضة الثقافية بمناطق الجنوب الجزائري في وادي ريغ، حيث سعى مع مجموعة من الشباب لتأسيس جمعية الأمل للفن والتمثيل وتأسيس فوج للكشافة وأسس عدة مدارس بين تماسين وتڤرت، كمدرسة النجاح ومدرسة الفلاح بقرية (تماسين)، المدارس التي كان الاستعمار الفرنسي يغلقها تباعا.

كما شكل فرقة مسرحية وساهم في إيفاد عدد من الطلبة إلى تونس ومصر لطلب العلم، وكما مارس التعليم لبعض الوقت بمدينة باتنة (400 كلم شرق الجزائر)، ثم انتقل إلى العاصمة في 1952، ليعمل ضمن مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتحق بالإذاعة آنذاك وعمل منتجا إلى جانب مزاولته مهنة التدريس في عدد من ثانويات العاصمة كثانوية القبة (حسيبة بن بوعلي حاليا) ومدرسة السعادة بحي بلكور، ثم انقطع للإنتاج الإذاعي حتى الاستقلال.

بعد الاستقلال جمع الفقيد بين التعليم والعمل الإذاعي في كل من ثانوية ابن خلدون والثعالبية بالعاصمة إلى أن تقاعد في نوفمبر سنة 1980، خلف الشاعر محمد الأخضر السائحي، الذي كان ينشر إنتاجه في كثير من الجرائد والمجلات التونسية والجزائرية، عددا من المؤلفات المطبوعة منها «همسات وصرخات» عن دار المطبوعات الجزائرية 1967، و«جمر ورماد» عن الدار العربية للكتاب بتونس 1980، و«ألوان بلا تلوين» عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع وبه جمع النكت والطرائف التي كان يذيعها في برنامجه الإذاعي ألوان ثم نماذج، وعرف كتابه للنكت «ألوان بلا تلوين» رواجا كبيراً إذ طبع أربع مرات وسرعان ما نفذ من المكتبات، كما ترك السائحي ديوانا للأطفال عن دار الكتب بالجزائر سنة 1983 وكتاب إسلاميات عن المؤسسة الوطنية للكتاب سنة 1984.

وكان السائحي ضمن الأعضاء المؤسسين الاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1964. وشغل منصب الأمين العام المساعد في الهيئة الثالثة (مارس 1981). كما شارك في كل النشاطات الأدبية داخل الجزائرحيث كان أحد الوجوه الدائمة الحضور في الملتقيات الثقافية في الجزائر، وحضر أغلب مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب، ومثل الجزائر في عدد من المهرجانات الثقافية الدولية ومهرجانات الشعر في كثير من العواصم العربية.

في الإذاعة

أنتج السائحي عديد البرامج في الإذاعة الجزائرية قبل وبعد الاستقلال حيث كان مقسما وقته بين التدريس والإنتاج الأدبي وإنتاج البرامج الإذاعية، تميز شعره بالخفة كما تميز هو بروح الفكاهة التي كان يتمتع بها خاصة ضمن برنامجه الإذاعي «ألوان» والذي امتد على أكثر من عشرين سنة بالقناة الأولى وبرنامج «نمــاذج» رفقة صديقه عثمان بوقطاية.

دواوينه الشعرية

  • همسات وصرخات (1965).
  • جمر ورماد (1981).
  • أناشيد النصر (1983).
  • إسلاميات (1984).
  • بقايا وأوشال (1987).
  • الراعي وحكاية ثورة (1988).
  • ديوان للأطفال (1985).

الجوائز التي تحصل عليها

  • فاز بعدد من الجوائز منها الميدالية الذهبية في مهرجان الشعر العربي الحادي عشر بتونس في مارس 1973 حيث أحجم المشاركون على إلقاء قصائدهم بعد أن ألقى قصيدته وقرروا بالإجماع فوزه بلا منازع،
  • كما فاز بالجائزة التي رصدها اتحاد المغرب العربي لاختيار نشيد رسمي له:
نشيد اتحاد المغرب العربي
حلم جدي حلم أمي وأبي
حلم من ماتوا وحلم الحقب
فانشروا رايته خفاقــة
وارفعوها فوق هام السحب
واهتفوا يحيى اتحاد المغرب
عقبة الفهري وحسان العظيم
أسّسا الوحدة من عهد قديم
وحّدا الأنساب في تاريخـنا
بلسان العرب والدين القويم
فإذا نحن لأم وأب
نضع الأيدي على الأيدي ونسير
جمّع الأوطان ماض ومصير
و مرام واحــد نطلبه
هو هذا المغرب الحرّ الكبير
مـغرب نسبته للعرب
فاحرصوا العزة فيه والإباء
واجعلوا القوة فيه مطلبـا
وازرعوا الإخلاص في كل القلوب
ليس كالإخلاص يعلى الرّتبا
وهو سرّ النصر سرّ الغلب
بالتلاقــي التآخي والوئام
نبتغي للمغرب الحرّ السلام
ونصون الحبّ في أبنائنــا
لبلاد حققت هذا المــرام
شيّدت وحدة هذا المغرب

وفاته

توفي الشاعر محمد الأخضر السائحي في 11 جويلية 2005 بعد صراع طويل مع المرض الذي أفقده التواصل مع الكلمة التي عاش بها ولها تاركا وراءه رصيدا مهما من الشعر أغلبه كلاسيكي وعدد من الدواوين المطبوعة منها «جمر ورماد» و«همسات وصرخات» و«بقايا وأوشال».

المراجع