تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
محمد أمين الأسترآبادي
محمد أمين الأسترآبادي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | جرجان |
الوفاة | 1023 هـ. مكة. |
تعديل مصدري - تعديل |
الشيخ محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي (ت. 1023 هـ). هو فقيه شيعي من فقهاء الشيعة الإثني عشريَّة مشهور بكونه رأس المدرسة الأخباريَّة في القرن الحادي عشر الهجري، وأوَّل من شنَّ الطعون على الأصوليين، وانبرى للرد عليهم بلهجة شديدة مدعياً أن أتباع العقل والإجماع وأن اجتهاد المجتهد وتقليد العامي بدع ومستحدثات إلى غير ذلك من آراء الأخباريين المتأخرين.[1] وقد يعبر عن الأسترآبادي بأنَّه هو المؤسس لمذهب الأخباريَّة، أو محيي هذا المذهب، وقد تولَّى بعض تلامذته الواردة أسمائهم في تراجم العصر الصفوي مسؤولية إشاعة المذهب الأخباري، ومن هذه الجهة فإنَّ امتداد وإشاعة المذهب الأخباري يعود إلى جهود هؤلاء التلاميذ إلى حد كبير.[2] وقد تعرَّض الأسترآبادي بسبب حدَّته في منهجه الأخباري إلى نقد واسع من فقهاء الشيعة،[1] وكتب كثير منهم ردوداً على مقالاته ومصنَّفاته.[3][4]
ولادته ونشأته
رغم أنَّ المصادر التاريخيَّة ساكتة عن موطنه وسيرة حياته فإنَّ أجداده كانوا يعيشون في المنطقة الشماليَّة من إيران، وفي منطقة أسترآباد التي تسمى اليوم گرگان.[5]
تأسيسه للمدرسة الأخبارية
يشار إلى الأسترآبادي بأنه مؤسس الأخباريَّة، غير أنَّ كثيراً من المستشرقين يرون أنَّ عدم ذكر العلاقة بين الأسترآبادي والمذهب الأخباري في كتب سيرته إلى ما يقرب من مئة وخمسين سنة بعد زمان وفاته يوحي بأنَّ الأسترآبادي لم يكن له دور في تأسيس هذا التيار الفكري. فعلى فرض صحَّة هذا التحليل يمكن القول أنَّ الأسترآبادي لم يكن يعرف بمؤسس الأخباريَّة فيما سبق. ويفترض بعض الباحثون الشيعة أنَّ من الأفضل التعبير بأنَّ الأسترآبادي مؤسس حركة تجديدية للأخباريَّة؛ وأنَّ «ثمَّة أساليب بديعة في انتقادات الأسترآبادي للمنهج الأصولي والفقهي الغالب في ذلك الوقت» تدعوهم «لاستخدام مصطلح مجدد الأخباريَّة كما أنَّ الأسترآبادي نفسه يعترف بهذه الحقيقة».[6]
ولا خلاف في أنَّ الحركة الأخباريَّة قد اشتدت على يد الأسترآبادي فحصل توقف ما في الفقه الاجتهادي، وراج الفقه الأخباري فألفت الموسوعات الروائيَّة ككتاب الوافي للفيض الكاشاني، ووسائل الشيعة للحر العاملي، وبحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي، كما ألفت الموسوعات الفقهيَّة الحديثيَّة كموسوعة مفاتيح الشرائع للفيض الكاشاني، والحدائق الناضرة ليوسف البحراني،[7] وفي الوقت الذي يؤكد فيه بعض الباحثين على وجود جذور للأخباريَّة قبل الأسترآبادي لكنَّهم يقولون أن التيار الذي أوجده الأسترآبادي كان له دور كبير في وقف التقدم الأصولي.[8]
وكان علماء الأخباريَّة في العصر الصفوي يميلون إلى القول بأنَّ تاريخهم يمتد في الماضي إلى زمان علماء الشيعة الأوائل من أجل إثبات امتدادهم التاريخي، ويشكل بعض الباحثين المعاصرين على نقطة أنَّ علماء الشيعة الأوائل كانوا يطلقون على أنفسهم تسميَّة الأخبارية ويستبعدون ذلك تماماً.[9]
ويفترض بعض الباحثين المعاصرين حصول تطوِّر فكري في حياة الأسترآبادي، ويأتي هذا الافتراض لحل التعارض بين الأخبار الموجودة في سيرة حياة الأسترآبادي وغيرها فيما يتصل بشرح أفكاره وعلاقته بالأخباريَّة، والذي فحواه عدم وجود إشارة لعلاقة الأسترآبادي بالأخباريَّة في كتب تراجم حياته إلى مئة وخمسين سنة من وفاته، والإصرار الشديد على هذه العلاقة بوصفه المؤسس أو المحيي للأخباريَّة كما ورد في موارد أخرى.[10] وبالنظر إلى كتب التراجم والسيِّر فإنَّ كتاب أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل للحر العاملي - الذي هو من أتباع المدرسة الأخباريَّة - يعد من المصادر الأوليَّة، ولم يشر الحر العاملي في هذا الكتاب إلى كون الأسترآبادي أخبارياً رغم وصفه له في كتاب آخر بأنَّه عالم متخصصٌ، وعارف بالدين، وفقيهٌ محدث.[11] والحر العاملي نفسه الذي يصف نفسه علناً بأنَّه أخباري،[12] لم يشر في أمل الآمل إلى النزاع بين الأصوليين والأخباريين، ويقع كتابه أمل الآمل في مجلَّدين؛ وذكر في كل مجلد أسماء العلماء بالترتيب الألفبائي، والمجلَّد الأول يتحدث عن علماء جبل عامل (محل ولادته)، فيما يتخذ المجلد طابعاً شمولياً أكثر فيترجم فيه لعلماء الأمصار الأخرى، ولم يذكر في هذا المجلَّد مدخلاً في مورد الأسترآبادي، ويبدو أنَّ عدم إشارة الحر العاملي للأسترآبادي بوصفه مؤسساً للأخباريَّة ناشئٌ من رؤيته الأخباريَّة نفسها، لأنَّ الأسترآبادي في منظار الأخباريين لا يعد مؤسس الأخباريَّة.
نقده
- كتب نور الدين العاملي كتابه الشواهد المكية في مداحض حجج الخيالات المدنية في ردِّ كتاب الفوائد المدنية، وانتصر فيه للأصوليين، وردَّ مقالات الأسترآبادي.[3]
- يوسف البحراني من مشاهير فقهاء الأخباريَّة - وإن كان أخبارياً معتدلاً - قد ترجم للأسترآبادي في كتابه لؤلؤة البحرين مادحاً الأسترآبادي بقوله عنه أنَّه «كان فاضلاً محققاً مدققاً ماهراً في الأُصولين والحديث» غير أنَّه انتقده لأنَّه «أكثر في كتابه الفوائد المدنية من التشنيع على المجتهدين، بل ربَّما نسبهم إلى تخريب الدين، وما أحسن وما أجاد، ولا وافق الصواب والسداد، لما قد ترتب على ذلك من عظيم الفساد».[13]
- صنَّف دلدار علي الهندي كتاب أساس الأصول في الرد على الفوائد المدنيَّة،[4] وقد تسبب كتابه وردُّه هذا تحريكاً لحركة النقاش والأخذ والرد بين الطرفين حيث ردَّ النيشابوري الأخباري على أساس الأصول بكتابه معاول العقول لقطع أساس الأصول، ثم اجتمع جملة من تلامذة الهندي لتصنيف مصنَّف في الردّ على الأسترآبادي والنيشابوري والدفاع عن أستاذهم فأخرجوا كتاب مطارق الحق واليقين لكسر معاول الشياطين.[14]
مؤلفاته
|
|
انظر أيضًا
مصادر
- ^ أ ب ت الأمين، محسن. أعيان الشيعة - ج9. ص. 137. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
- ^ أ ب
د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 265. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ أ ب ت الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج14. ص. 244. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ أ ب ت الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج2. ص. 4. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 260. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 266. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الأنصاري، محمد علي. الموسوعة الفقهية الميسرة - ج1. ص. 52. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
- ^ الأنصاري، محمد علي. الموسوعة الفقهية الميسرة - ج1. ص. 52. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
- ^ د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 268. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 269. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الحر العاملي، محمد بن الحسن. الفوائد الطوسية - ج1. ص. 432.
- ^ الحر العاملي، محمد بن الحسن. الفوائد الطوسية - ج2. ص. 106.
- ^ البحراني، يوسف. لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين. ص. 113.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج21. ص. 138. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج16. ص. 358. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ أ ب ت
د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 263. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج16. ص. 359. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 262. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج8. ص. 46. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج24. ص. 65. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج3. ص. 54. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج5. ص. 227. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج13. ص. 96. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الغفار، عبد الرسول. الكليني والكافي. ص. 449. مؤرشف من الأصل في 2019-04-13.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج13. ص. 156. مؤرشف من الأصل في 2020-01-10.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج16. ص. 83. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج6. ص. 204. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
- ^ أ ب ت
د. حميد رضا شريعتمداري والسيد مهدي الطباطبائي، مجلة نصوص معاصرة (27). الأسترآبادي والنزاع الأصولي والأخباري وتداعيته في كتب التراجم المتأخرة (PDF). ص. 264. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 سبتمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الأسترآبادي، محمد أمين. الفوائد المدنية. ص. 35. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13.
- ^ البحراني، يوسف. لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين. ص. 114.
مراجع
- أعيان الشيعة. محسن الأمين، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار التعارف.
- مجلة نصوص معاصرة. مركز البحوث المعاصرة في بيروت، السنة السابعة - العدد السابع والعشرون - صيف 2012 م / 1433 هـ.
- لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين. يوسف البحراني، طبع البحرين، عام 2008 - 1429 هـ، منشورات مكتبة فخراوي.
- الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار الأضواء.
- أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل. محمد بن الحسن الحر العاملي، طبع النجف - العراق، عام 1385 هـ، منشورات مطبعة الآداب.
- الموسوعة الفقهية الميسرة. محمد علي الأنصاري، طبع قم - إيران، عام 1415 هـ، منشورات مجمع الفكر الإسلامي.
- أشخاص من الدولة الصفوية القرن 16
- أشخاص من الدولة الصفوية القرن 17
- أشخاص من جرجان
- الإخبارية
- إيرانيون في القرن 15
- إيرانيون في القرن 17
- علماء حديث
- علماء حديث من الحجاز
- علماء حديث من خراسان
- علماء دين شيعة
- علماء دين شيعة إيرانيون
- علماء عقيدة مسلمون
- فقهاء شيعة
- لاهوتيون مسلمون في القرن 17
- وفيات 1023 هـ
- وفيات 1461
- وفيات عقد 1620
- كتاب إيرانيون في القرن 17