كناريا الكبرى

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

كناريا الكبرى
شاطئ الضيعة Aldea بقنارية، إسبانيا

كناريا الكبرى أو قنارية [1] (بالإسبانية: Gran Canaria) هي ثالث أكبر جزيرة من جزر الخالدات، وهي أرخبيل يقع في المحيط الأطلسي 210 كيلومترا من الساحل الشمالي الغربي من إفريقية ومنتمي إلى إسبانيا. وهي جزيرة بركانية وتقع إلى الجنوب الشرقي من تنريف

تتكون جزر الخالدات أساسا من أربع جزر كبرى رئيسية، تحيط بها عشرات الجزر الصغيرة المتناثرة حولها، وهي جزيرة قنارية (كناريا الكبرى) وتنريف ولنسر (لنسروت) Lanzarote ولا بالما La Palma، وإن كانت العاصمة شنت قروش تقع في جزيرة تنريف إلا أن جزيرة «قنارية» تعتبر أكبرها حجماً وأكثرها اتساعاً، إذ تناهز مساحتها 1532 كيلومتراً مربعاً، وشكلها يكاد يكون دائرياً، وارتفاعها عن سطح الماء يصل في بعض المناطق إلى أكثر من ألفي متر.[2]

السياحة

تتكون قنارية من عدة قرى صغيرة، تحول بعضها إلى مدن بفضل انتشار المنتجعات السياحية على امتداد شواطئها التي تحولت إلى مقصد للسياحة الخارجية والداخلية بفضل درجات حرارتها الدائمة الاعتدال على مدار السنة، والتي تراوح بين 20 و25 درجة مئوية. والأهمية التي تحظى بها تلك الجزر تعود إلى القرون الوسطى، إذ لعبت دوراً كبيراً خلال الرحلة التي قام بها قُلونبو (كريستوفر كولومبس) لاكتشاف أميركا اللاتينية، لأن سفنه الأربع التي حملته ومعاونيه انطلقت من ميناء قادس جنوب إسبانيا، وتوقفت في جزر الخالدات للتزود بالتموين المطلوب، ومنها انطلقت الرحلات التالية إلى الاكتشاف، ما جعلها طريقاً إجبارياً للذاهبين إلى بلاد العالم الجديد. وربما لهذا السبب نجد أن معظم سكان تلك الجزر على علاقة أسرية بالأسبان المقيمين في الكثير من بلدان أميركا اللاتينية، وبشكل خاص كوبا التي تصل علاقتها بجزر الخالدات إلى نوع من العلاقة العضوية الملتحمة التي تجمعهما معاً، حتى في طريقة نطق اللغة القشتالية التي هي لغة العالم الناطق بالأسبانية.

الطبيعة

يمكن الاستمتاع بالطبيعة التي يفرضها تدرج أراضي الجزيرة ما بين مستوى سطح البحر والارتفاعات التي فرضتها طبيعتها البركانية على الكثير من أجزائها المرتفعة، ما يجعلها حديقة طبيعية للكثير من الأشجار والنباتات النادرة التي لا وجود لها إلا في تلك الجزر، ومنها الشجرة الألفية التي يطلقون عليها اسم الدراجو والتي تبدو أقرب إلى الحيوانات الديناصورية المنقرضة في خشونتها وجفاء جذعها وتشكيلها العملاق. ويؤكد بعض علماء النباتات إن بعض تلك الأشجار الموجودة في الجزيرة يعود إلى أكثر من عشرة آلاف عام. تبدو المناطق الشمالية من جزيرة قنارية في الصباح الباكر أكثر لمعاناً تحت أشعة الشمس الأولى، لا سيما تلك المناطق الصخرية التي تبدأ في الارتفاع عن سطح البحر وتتشكل قممها الجبلية علي هيئة استدارية غريبة التكوين تعكس جمالاً فنياً نادراً لم تلمسه يد الإنسان. ففي منطقة روكي نوبلو يصل بعض ارتفاعات تلك القمم إلى أكثر من 1800 متر، وبين تلك القمم التي تكونت من البراكين الأولى، التي تعود إليها نشأة تلك الجزيرة والجزر الأخرى المجاورة، حفر عميقة حفرتها في الزمن القديم مساري المياه المتدفقة، وتتخلل هذه الحفر طبيعة الجزيرة وصولا إلى شواطئ المحيط، ما يجعلها مكامن طبيعية للكثير من الأشجار والنباتات النادرة التي انقرضت في مناطق كثيرة من العالم.

آثار تاريخية

إضافة إلى الآثار التي تركتها السفن التي رافقت قلونبو في رحلته التاريخية لاكتشاف العالم الجديد عام 1492، والتي يجمعها حالياً متحف أثري لتخليد رحلات الاكتشاف، أقيم في موضع البيت الذي نزل فيه الرحالة الشهير خلال وجوده في الجزيرة متحف يضم بعض الأدوات التي استخدمها قلونبو خلال رحلته الأولى، إضافة إلى آثار أخرى تتعلق بالعالم الجديد بعد اكتشافه.

مراجع