علي بن إسحاق بن غانية

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
علي بن إسحاق بن غانية
معلومات شخصية

علي بن إسحاق بن غانية أمير الجزائر الشرقية، ورابع حكام بني غانية عليها بعد أن خلع أخيه محمد بن إسحاق بن غانية.

سيرته

لما توفي إسحاق بن غانية سنة 579هـ/1183م، وخلفه ابنه محمد كانت رسل الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف كانت قد جاءت لأبيه تدعوه للاعتراف بطاعة الخليفة الموحدي، والدعوة له في الخطبة.[1] اختار محمد بن إسحاق الدخول في طاعة الموحدين، إلا أن ذلك لم يرق لإخوته، فخلعوا محمدًا، ونصّبوا عليًّا أميرًا على الجزائر الشرقية، وماطلوا علي بن الربرتير في إجابة دعوة الخليفة. وما لبث أن جاءت أنباء مصرع الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف في حصار شنترين، فاعتقلوا ابن الربرتير، وأودعوه السجن.[2][3]

نقل علي بن إسحاق بن غانية وإخوته الصراع مع الموحدين إلى مرحلة أكثر تصعيدًا، بعدما استغلوا اضطراب أحوال الموحدين، وجهزوا أسطولاً من 32 سفينة تحمل 200 فارس وأربعة آلاف راجل بقيادة علي بن إسحاق، وهاجموا به إفريقية، واستولوا على بجاية في 6 شعبان 580هـ/18 نوفمبر 1184م،[4] ثم استولوا على مدن جزائر بني مزغنة ومليانة ومازونة وآشير وقلعة بني حماد،[5] ثم حاصروا قسنطينة.[6]

في تلك الأثناء في سنة 581هـ/1185م، نجح ابن الربرتير الفرار من محبسه بمعاونة جند بني غانية المسيحيين المرتزقة، وخلعوا طلحة بن إسحاق بن غانية الذي كان علي بن إسحاق قد أنابه محله على الجزائر الشرقية، وأعاد ابن الربرتير أخاهم محمد بن إسحاق بن غانية أميرًا على الجزائر الشرقية.[7] غادر علي بن الربرتير الجزائر الشرقية، وعلم علي بن إسحاق وإخوته في إفريقية بما حدث، فأرسلوا أخاهم عبد الله بن إسحاق بن غانية إلى ميورقة سنة 583هـ/1187م، فخلع محمد بن إسحاق بن غانية[8] بدعم من وليم الثاني ملك صقلية.[9]

في تلك الأثناء، كان الموحدون قد أعادوا تنظيم صفوفهم بعد تولّي الخليفة أبي يوسف يعقوب المنصور الذي وجّه حملة بريّة بحريّة لقتال أسطول بني غانية في بجاية. ثم أرسل أبو يوسف المنصور لأهالي المدن التي سقطت في يد بني غانية، يعدهم بالأمان والصفح عمّن تعاون مع بني غانية. ولما بلغت رسل الخليفة الموحدي أهل تلك المدن، وعلموا بمسير جيشه، انتفضوا على حاميات بني غانية وهزموهم، واستولى الموحدون على سفن بني غانية في بجاية،[7] واستطاع يحيى وعبد الله ابني إسحاق بن غانية الفرار واللحاق بأخيهما علي بن إسحاق الذي كان يحاصر قسنطينة. كان استرداد الموحدين لبجاية في 19 صفر 581هـ/21 مايو 1185م.[10] ولم جاءت فلول الميورقيين إلى علي بن إسحاق وهو يحاصر قسنطينة، فك عليّ الحصار على عجل، وسار بجنوده جنوبًا في الصحراء، ثم حاصر مدينة توزر قاعدة بلاد الجريد، وافتتحها سنة 582هـ/1186م،[11] ومن بعدها قفصة في السنة نفسها.[12]

قطع علي بن إسحاق الخطبة للموحدين في توزر وقفصة، ودعا لطاعة الخليفة العباسي الناصر لدين الله، وتحالف مع شرف الدين قراقوش الأرمني مملوك الأيوبيين الذي كان متغلّبًا على طرابلس.[12] وأمام خطر تنامي قوة بني غانية في إفريقية، جهّز الخليفة أبو يعقوب المنصور جيشًا من 20,000 فارس خرج به من مراكش في 3 شوال 582هـ/17 ديسمبر 1186م لقتال بني غانية، فوصل الجيش تونس في صفر 583هـ/أبريل 1187م. ثم التقى جيش ابن غانية مع جزء من الجيش الموحدي في سهل عُمرة في 15 ربيع الأول 583هـ/25 مايو 1187م، وانهزم الموحدون هزيمة ساحقة.[11] ثم تقاتل ابن غانية مع بقية جيش الموحدين في ناحية الحمة بالقرب من قابس في 9 شعبان 583هـ/15 أكتوبر 1187م، ولكن دارت الدائرة على ابن غانية وانهزم جيشه، وفرّ مع حليفه شرف الدين قراقوش نحو توزر، ثم إلى الصحراء.[13] وبذلك فقد ابن غانية توزر وقفصة. وأمضى بقية أيامه في الإغارة على أهالي الصحراء إلى أن أصيب في غارة على نفزاوة بسهم كان سببًا في موته سنة 584هـ/1188م.[14]

مراجع

  1. ^ المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الواحد المراكشي، تحقيق محمد سعيد العريان، لجنة إحياء التراث الإسلامي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 1963م، ص344-345
  2. ^ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القسم الثاني عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1997م، ISBN 997-505-082-4، ص148
  3. ^ جزر الأندلس المنسية (التاريخ الإسلامي لجزر البليار)، عصام سالم سيسالم، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1984م، ص350-351
  4. ^ المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الواحد المراكشي، تحقيق محمد سعيد العريان، لجنة إحياء التراث الإسلامي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 1963م، ص346
  5. ^ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القسم الثاني عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1997م، ISBN 997-505-082-4، ص150
  6. ^ الكامل في التاريخ لابن الأثير - أحداث سنة 580 هـ - ذكر ملك الملثمين بجاية وعودها إلى أولاد عبد المؤمن نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القسم الثاني عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1997م، ISBN 997-505-082-4، ص156
  8. ^ المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الواحد المراكشي، تحقيق محمد سعيد العريان، لجنة إحياء التراث الإسلامي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 1963م، ص351-352
  9. ^ جزر الأندلس المنسية (التاريخ الإسلامي لجزر البليار)، عصام سالم سيسالم، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1984م، ص394
  10. ^ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القسم الثاني عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1997م، ISBN 997-505-082-4، ص152
  11. ^ أ ب رحلة التجاني، أبو محمد عبد الله التجاني، الدار العربية للكتاب، تونس، 1981م، ص162
  12. ^ أ ب دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس، القسم الثاني عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الرابعة، 1997م، ISBN 997-505-082-4، ص155
  13. ^ رحلة التجاني، أبو محمد عبد الله التجاني، الدار العربية للكتاب، تونس، 1981م، ص136-137
  14. ^ تاريخ ابن خلدون - رجع الخبر إلى ابن غانية نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.