تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبد الله البطال
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصية | ||||
الوفاة | 740م الموافق 122 هـ أفيون قره حصار |
|||
الخدمة العسكرية | ||||
في الخدمة 727م–740م |
||||
الولاء | الدولة الأموية | |||
المعارك والحروب | الحروب الإسلامية البيزنطية، حصار القسطنطينية (717-718)، معركة أفيون قره حصار، فتح "جانقري"، حصار نيقية (727)، أفيون قره حصار، ومعارك أخرى كثيرة | |||
تعديل مصدري - تعديل |
عبد الله البطال (توفي عام 740م الموافق 122هـ) مجاهد مسلم ظهر في الحروب الإسلامية البيزنطية في بدايات القرن الثامن الميلادي، شارك في عدة حملات قادتها الدولة الأموية ضد الإمبراطورية البيزنطية. الحقائق التاريخية حول سيرته نادرة، لكنها نمت بعد وفاته وأصبح أسطورة شعبية، وأصبح شخصية شهيرة بارزة في الملاحم الأدبية العربية، والتركية باسم: بطال غازي (بالتركية: Battal Gazi) أو سيد بطال غازي (بالتركية: Seyyid Battal Gazi).
نشأته ونسبه
لا يعرف عن نشأته وحياته المبكرة شيء، ويدعى «عبد الله أبو الحسين» (وفي روايات مختلفة: أبو محمد، أبو يحيى) الأنطاكي، نسبة إلى مدينة أنطاكية وغير أنطاكية مدينة دمشق، وذكر ابن حجر العسقلاني أنه وعبد الوهاب بن بخت من موالي بني أمية.[1][2][3] ونسبته «الأنطاكي» بدلاً من أن ينسب لقبيلة ما ويوحي هذا أنه ليس عربي النشأة.[2] اقترح المؤرخ الأمريكي المعاصر خالد يحيى بلانكنشيب بأنه ربما يكون نفس الشخص «عمرو» الذي سجل اسمه المؤرخ البيزنطي تيوفان المعرف في حملة نيقية 727م، وبالتالي «عمرو» ربما يكون اسمه الحقيقي أو اسم والده (ويكون: عمرو بن عبد الله أو عبد الله بن عمرو) وربما يكون اسم عبد الله تشريفي.[4][5][6]
سيرته
يُعتقد أن البطال اشترك في حصار القسطنطينية (717-718). وفقاً للمصادر التاريخية (المؤرخان: اليعقوبي ومحمد بن جرير الطبري) ظهر البطال لأول مرة 727م، في واحدة من الغارات السنوية ضد الأناضول البيزنطي، قاد هذه الحملة معاوية بن هشام ابن الخليفة هشام بن عبد الملك (حكم من 723م – 743م). قاد البطَال طليعة الجيش وسيطر على مدينة خنجره، قبل أن يدخل الجيش في حصار نيقية (727) غير الناجح.[1][7][8]
يعتبر «بلانكنشيب» أن سيطرة البطال على «جانقري» شمال شرق أنقرة الحالية تعتبر واحدة من أعظم نجاحات الأمويين ضد البيزنطيين في هذه الفترة، إلى جانب سيطرة مسلمة بن عبد الملك على قيصرية في 726م.[9]
قاد البطال غارة أخرى لا يُعرف عنها الكثير في (731م – 732م). ولم تكن موفقة وذُكر أنه توفي فيها الأمير العربي عبد الوهاب بن بخت.[1][10] في العام التالي 115 هـ تولى البطال قيادة جزء في حملة إلى جانب معاوية بن هشام ودخلوا أفيون قره حصار في فريجيا. حاول الجيش البيزنطي التصدي للمسلمين، ولكن البطال هزمهم، وأسر قسطنطين وذلك حسب المصادر الإسلامية وتقول المصادر البيزنطية أن الذي أسره البطال هو شخص كان يدعي العرش البيزنطي.[1][10][11][12]
وفاته
ظهر البطال آخر مرة في حملة كبيرة فيها عشرات الآلاف من الرجال من الجيش الأموي ضد البيزنطيين إلى جانب مع مالك بن شعيب، نائب حاكم ملطية، قاد البطال قوة من الفرسان قوامها 20000 في حين سليمان بن هشام قاد القوة الرئيسية التي تقف وراءها. وصلت قوة البطال وقوة مالك حتى أكرونيون المعروفة اليوم بأفيون قره حصار، ولكن تواجه وهُزم من قبل البيزنطيين بقيادة الإمبراطور ليون (الحاكم من: 717م - 741م) وولده قسطنطين في معركة أفيون قره حصار. لقى فيها جميع القادة المسلمين وثلثي الجيش حتفهم.[1][11][13][14]
التراث
إذا كان عبد الله البطال لم يأخذ حقه من الشهرة في مهنته العسكرية، فقد نمت شهرته في الحكايات الشعبية. بحلول القرن العاشر الميلادي أصبح أحد أبطال الحكايات حول الحروب الإسلامية البيزنطية، سجل العالم المسعودي في كتابه مروج الذهب في القرن العاشر الميلادي أن عبد الله من «مشاهير المسلمين» الذين عرضت صورهم في الكنائس البيزنطية احتراماً له.[1] يقول المسعودي في كتابه: «وأخبرني بعض الروم - ممن كان قد أسلم وحسن إسلامه - أن الروم صورت عشرة أنفس في بعض كنائسها من أهل البأس والنجدة والمكايد في النصرانية والحيلة من المسلمين: منهم الرجل الذي بعث به معاوية حين احتال على البطريق فأسره من القسطنطينية، فأقاد منه بالضرب ورده إلى القسطنطينية؛ وعبد الله البطال، وعمرو بن عبد الله، وعلي بن يحيى الأرمني...»[15] ذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق الكثير من الروايات حول البطال منها: ذكر البيزنطيين اسمه لتخويف الأطفال، ودخوله عمورية وتظاهره بأنه رسول وكشفه خططهم، ودخوله دير فيه نسوة (تزوج احداهن لاحقاً) وقتله أحد البطارقة. ومقابلته الإمبراطو ليون ووفاته وطلبه منه أن يدفنه من معه من أسرى المسلمين، ففعل الملك.[1] ومن ناحية أخرى بداية بابن عساكر ومعاصره السموأل بن يحيى المغربي انتقد الكثير من المؤرخين المسلمين مختلف الافتراءات أدخلت في حسابات حياة البطال. ويقول الذهبي: «إن القُصّاص حكوا عنه ـ أي البطال ـ من الخرافات ما لا يليق». وقال ابن كثير بعد حديثه عن البطال: «وأما ما يذكر العامة عن البطّال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة (ذات الهمّة) والأمير عبد الوهاب والقاضي عقبة فكذب وجهل وتخبط فاحش».[2][16][17] وقال ابن كثير بعد أن لخص سيرته في كتابة البداية والنهاية: «وأما ما يذكره العامة عن البطال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة، والبطال، والأمير عبد الوهاب، والقاضي عقبة فكذب وافتراء، ووضع بارد، وجهل كبير، وتخبيط فاحش، لا يروج ذلك إلا على غبي أو جاهل ردي، كما يروج عليهم سيرة عنترة العبسي المكذوبة، وكذلك سيرة البكري، والدنف وغير ذلك، والكذب المفتعل في سيرة البكري أشد إثما وأعظم جرما من غيرها; لأن واضعها يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.»[2][18]
أعمال عنه
استغل اسم عبد الله البطال في عملين الأول في اللغة العربية (سيرة ذات الهمة والبطّال) أو دلهمه والثاني في الملحمة الأدبية التركية الشعبية سيد بطال غازي.[1] وعلى الرغم من أن كلاهما تم تأليفهما في القرن الثاني عشر ورسما على تقاليد عربية، فهما يعرضان فروقات هامة، فالرواية التركية تتضمن العديد من التأثيرات الفارسية والتركية، بما فيها العناصر الخارقة من التقاليد الشعبية أو زخارف من الشاهنامه ورواية أبو مسلم.[19] كل من الروايات تضع البطّال في منتصف القرن التاسع الميلادي وتربطه بملطية وأميرها عمر الأقطع (المتوفى:863م) ونتيجة لذلك أصبح مرتبطاً بشكل خاص مع مدينة ملاطية وما حولها.[19][20] أخذ الصحصاح بطل قبيلة بني كلاب دور البطّال الخاص في الحروب الأموية ضد البيزنطيين في دلهمه. وفي هذه الروايات ظهر البطال كبطل إسلامي وأصبح يشبه فيها أوديسيوس (المشهور بالمكر والدهاء) في الدهاء.[21] واعتبره الأتراك رمزاً بارزاً في فتوحاتهم للأناضول بعد فتح ملاطية 1102 على يد الدانشمنديين. تطورت قصص بطولاته وتمجيده «بطال نامة» (بالتركية: Battalname) في عهد السلاجقة والعثمانيين، وأصبح موضوعاً لمجموعة كبيرة للعديد من الحكايات الشعبية.[19][22] ويرفع العلاهيون والبكتاشية من قدره ويسمونه بالسيد، وللبطال مزار في مدينة سيد غازي التي سميت باسمه، ويأتيه الزوار من مناطق بعيدة مثل آسيا الوسطى حتى أوائل القرن 20.[19][23]
انظر أيضًا
مراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Canard (1986), pp. 1002–1003
- ^ أ ب ت ث Athamina (2011)
- ^ ابن حجر العسقلاني. تهذيب التهذيب، حرف العين المهملة، على موقع ويكي مصدر. (829).
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) والوسيط|تاريخ الوصول
بحاجة لـ|مسار=
(مساعدة) - ^ Blankinship (1994), p. 314 (Note 20)
- ^ سيد حسين العفاني. كتاب سكب العبرات للموت والقبر والسكرات. ص. 197-198. مؤرشف من الأصل في 2018-07-06. اطلع عليه بتاريخ 15 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ موقع الموسوعة العربية. البطال (عبد الله ـ) (… ـ 122هـ/ … ـ 740م). مؤرشف من الأصل في 2016-04-28. اطلع عليه بتاريخ 15 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ Blankinship (1994), p. 120
- ^ كتاب تاريخ الخلفاء، هشام بن عبد الملك (21)، على ويكي مصدر.
- ^ Blankinship (1994), pp. 120–121
- ^ أ ب Blankinship (1994), p. 162
- ^ أ ب Winkelmann, Lilie, et al. (1999), pp. 5–6
- ^ اليعقوبي. كتاب تاريخ اليعقوبي، على موقع المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2016-07-04. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ Blankinship (1994), pp. 169–170
- ^ عادل السيوي، ديوان الأهرام، موقع الأهرام الرقمي. نوافذ على الملكوت. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 15 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^
المسعودي. كتاب مروج الذهب، (2/129)، على موقع المكتبة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 2018-11-18. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ ابن كثير. كتاب البداية والنهاية. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ الذهبي. سير أعلام النبلاء. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ ابن كثير. كتاب البداية والنهاية، ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائة، ص115-116، على موقع إسلام ويب. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ أ ب ت ث Melikoff (1986), pp. 1003–1004
- ^ Dedes (1996), pp. 9–14
- ^ Canard (1961), pp. 158–173, esp. 167–169
- ^ Dedes (1996), pp. 9–16, 23–25
- ^ Dedes (1996), pp. 16–22
مصادر
- Athamina، Khalil (2011). "al-Baṭṭāl, ʿAbdallāh". في Fleet، Kate؛ Krämer، Gudrun؛ Matringe، Denis؛ Nawas، John؛ Rowson، Everett (المحررون). Encyclopaedia of Islam, 3rd Edition. Brill Online. مؤرشف من الأصل في 2015-02-23. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-23.
- Blankinship، Khalid Yahya (1994). The End of the Jihâd State: The Reign of Hishām ibn ʻAbd al-Malik and the Collapse of the Umayyads. State University of New York Press. مؤرشف من الأصل في 2019-12-23.
- Canard, Marius (1961). "Les principaux personnages du roman de chevalerie arabe Ḏāt al-Himma wa-l-baṭṭāl". Arabica. Journal of Arabic and Islamic studies (بالفرنسية). 8: 158–173. ISSN:0570-5398. Archived from the original on 2016-03-04.
- Canard، Marius (1986). "al-Baṭṭāl, ʿAbd Allāh". The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume I: A–B. Leiden and New York: BRILL. ص. 1002–1003. ISBN:90-04-08114-3. مؤرشف من الأصل في 2015-02-22.
- Dedes، Georgios (1996). The Battalname, an Ottoman Turkish Frontier Epic Wondertale: Introduction, Turkish Transcription, English Translation and Commentary (PDF). Sources of Oriental Languages and Literatures. Cambridge, MA: Harvard University, Department of Near Eastern languages and Literatures. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-03.
- Melikoff، I. (1986). "al-Baṭṭāl (Sayyid Baṭṭāl Ghāzī)". The Encyclopedia of Islam, New Edition, Volume I: A–B. Leiden and New York: BRILL. ص. 1003–1004. ISBN:90-04-08114-3. مؤرشف من الأصل في 2015-02-22.
- Winkelmann, Friedhelm; Lilie, Ralph-Johannes; et al. (1999). "'Abdallāh al-Baṭṭāl (#15)". Prosopographie der Mittelbyzantinischen Zeit: I. Abteilung (641–867), 1. Band (بالألمانية). Berlin, Germany and New York, New York: Walter de Gruyter. pp. 5–6.
وصلات خارجية
- البطال (عبد الله)، الموسوعة العربية.
- كتاب البداية والنهاية، عبد الله أبو يحيى المعروف بالبطال، على إسلام ويب.
- من الملاحم التركية الإسلامية: سيرة بطال غازي، موقع الحياة.
- أبو محمد البطال، موقع قصة الإسلام.
- سير أعلام النبلاء، البطال، على ويكي مصدر.
- كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، عَبْدُ اللَّهِ أَبُو يَحْيَى، الْمَعْرُوفُ بِالْبَطَّالِ، على موقع إسلام ويب.
- البطل الغَازي العَربيَ عَبد الله البَطال في تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: سكينة الشهابي. مجلة التراث العربي. وعلى موقع أرشيف المجلات.
- عبد الله البطال، أرشيف المجلات.
- من الملاحم التركية الإسلامية: سيرة بطال غازي، عهد الشرق.