عبد العزيز بن محمد الأنصاري

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد العزيز بن محمد الأنصاري
معلومات شخصية
مكان الميلاد دمشق
مكان الوفاة حماة
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة شاعر ووزير

شرف الدين أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الدمشقي المعروف أيضًا بـابنِ الرَفّاء (26 يوليو 1190 - 3 يوليو 1264) (22 جمادى الأولى 586 - 8 رمضان 622) وزير وشاعر وکاتب عربي شامي. ولد في دمشق ونشأ في حماة. ولي الوزارة لأيوبيين في حماة من 1228 حتى وفاته عن 73 عامًا. [1]

سيرته

هو شرف الدين أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن بن منصور بن خلف الدمشقي، المعروف بابنِ الرَفّاء. أصله من قوم ينتسبون إلى بني الأوسِ من الأنصار (أهل المدينة المنورة) ويسكنون كفرطاب بين المعرة و حلب، شمالي الشام. هاجم الصليبيون كفرطاب فانتقل والده محمد بن عبد المحسن بأهله إلى دمشق ثم جاء إلى حماة واستقر فيها. [1]

وفي دمشق ولد شرف الدين عبد العزيز في 22 جمادى الأولى من سنة 586 هـ/ 26 يوليو 1190، ولكن نشأته فيما يبدو كان في حماة. بدأ تلقّى العلم على أبيه، الذي كان قاضي حماة كما كان خطيبًا وكاتبًا وشاعرًا. ثم اشتغل بالأدب على تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي البغدادي المتوفي سنة 613 هـ/ 1216م، وكان إماماً في الحديث واللغة والنحو، وقد كان انتقل من بغداد إلى الشام. وكذلك سمع شرف الدين عبد العزيز شيئًا من الأديب سيف الدين بن أبي الحسن الآمدي. ثم «رَحَلَ به أبوه واسمَعَهُ جزءً ابن عرفة من ابن كُليبٍ وأسمعه المُسند [لأحمد بن حنبل] كلّه من عبد الله بن أبي المجد الحربي.» كما جاء في «فوات الوفيات» لابن شاكر. وجلس شرف الدين الأنصاري لإسماع الحديث في دمشق وفي حماة والقاهرة وبعلبك.[1]

ولي شرف الدين الوزارة للمظفّر الثاني تقي الدين محمود صاحب حماة، سنة 626هـ/1228م. ولما توفّي المظفر الثاني سنة 642 هـ / 1244 م خلّفه الملك المنصور الثاني سيف الدين محمد فاستبقى شرف الدين في الوزارة. ولما اشتد خطر التتر في الشام سافر الملك المنصور الثاني إلى القاهرة سنة 657 هـ/ 1259م فسافر شرف الدين معه. ثم انّهما عادا إلى حماة وبقي شرف الدين في الوزارة حتى توفّي في 8 رمضان سنة 662 هـ/ 3 يوليو 1264.[1]

مهنته الأدبية

برأي عمر فروخ «هو شاعرٌ مطبوع مُكثرٌ ولقد أسقَطَ من ديوانه أشياءَ كثيرةً لم يكن راضيًا عنها. وقد كانت له صَنعَةٌ حسنةً وخصوصًا في سلوك سبيل البديع، وله أشياءُ كثيرةً من لزوم ما لا يَلزم. وهو مغرمٌ بالتَوريات خاصةً يُكثِرُ في شعره من استخدامِ النُكَت البلاغية والنحوية والفقهية. وله ميلٌ إلى البحور المَجزوءة وخصوصًا في الغزل.»[1] وفنونه المديح والغزل والشعر الذي يقال عادةً في المناسبات المختلفة. وفي مديحه بديعيّات، ثم هو يُدخِلُ في مديحة للملوك والأمراء كثيرًا من أحداث التاريخ، وخصوصاً ذكر انتصار المسلمين على التتر، فهو بذلك يَعرِضُ علينا جانبًا من صورة العصر الذي شَهِدَه. ونسيبهُ وغزلُه رفيقان فصيحان مُنسجمان لا تعقيد فيهما. وله مُطارحات وألغازٌ ممّا يعرضُ عادةً في الحياة العامة. وهو كثير النظم في المناسبات الجارية: في حلول السنة الهجرية وحلول العيدين ورمضان وسوى ذلك. [1] جاء عنه في «الموسوعة العربية» «كان شرف الدين الأنصاري صدراً كبيراً، ونبيلاً معظماً، وافر الحرمة كبير القدر، ذا سمت ووقار وأخلاق حسنة ذكياً واسع المعرفة بارعاً في العلم والأدب، له محفوظات كثيرة، ونظم فائق وترسل بديع، وأصالة في الرأي مع الدين المتين ولين الجانب وحسن الحاضرة والبساطة والإفضال على سائر من يعرفه والتكرم على من يقصده...اتبع الشرف الأنصاري في شعره أساليب مختلفة مثل متابعة القدماء والاحتفاء بفنون البديع، لكنه انفرد في معظم شعره بطريقة، عرف بها واشتهر، وهي الرقة والانسجام والاعتماد على التورية، فصار صاحب مذهب شعري، أطلق عليه القدماء مذهب التورية والانسجام، تابعه فيه الشعراء. وهو يقوم على تخيّر الألفاظ الرقيقة ذات الجرس الحسن مع خفة الوزن واصطناع محاسن البديع بأسلوب ذاتي رشيق يصدر عن طبع سليم، ويبتعد عن الإغراب والتكلف، فكان شعره يُنشد في حلقات ذكر المتصوفة، ويُغنى في مجالس الطرب.»[2] وهو مصنّفٌ أيضًا له كتابان:

  • «نِظرَةُ المعشوق إلى وجه المَشوق»، أو نظرة المشوق إلى وجه المعشوق
  • «تذكار الواجد بأخبار الوالد»: منظومة تكلّم فيها على والده وشيوخ والده ورحلته.

ومن شعره يهجو خصومه ويفتخر بنفسه وبأبيه وبقومه الذين يرجعون بنسبهم إلى الأنصار على أن يُؤوُوهُ وينصُروه ويقاتلوا معه اذا هاجر إلى بلدهم (المدينة):

نُفَّرٌ كالحُمُرِ المُسْتَنْفِرَهْ
أجْفلَتْ هارِبةً مِنْ قَسْوَرَهْ
طلبُوا شَأْوي ولمَّا يَلْحقوا
بعد لأْيٍ مِنْ غُباري أَثَرَهْ
مَنْ يُسالِمْني أُسالِمْهُ ومَنْ
رامَ حَرْبي فإِليهِ المَعْذرهْ
وأَبي مَنْ قَد علمْتُمْ قَدْرَهُ
مُجْهِرٌ بالخُطْبَةِ المُسْحَنْفِرَهْ
مَنْ يُشاجِرْهُ يُصادِفْ قَوْمَهُ
جَلَّ مَنْ بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَهْ
أَوْحَدَتْني فَرَطاتٌ جَمَّةٌ
رَحْمةُ اللهِ لَها مُدَّخَرَهْ
إِنْ يُعذِّبْ فأَنا أهْلٌ لهُ
أَو يُسامِحْ فَهْوَ أَهْلُ المَغْفِرَهْ

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح عمر فروخ (1984). تاريخ الأدب العربي (ط. الرابعة). بيروت، لبنان: دار العلم للملايين. ج. الجزء الثالث. ص. 598.
  2. ^ "شرف الدين الأنصاري". مؤرشف من الأصل في 2023-09-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-22.