تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
صالح جودت
صالح جودت | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 12 ديسمبر 1912 الزقازيق، الشرقية |
الوفاة | 22 يونيو 1976 (63 سنة) القاهرة، مصر |
تعديل مصدري - تعديل |
صالح جودت ( 12 ديسمبر 1912- 23 يونيو 1976)[1] شاعر مصري راحل ولد في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر.[2]
حياته
ولد لأسرة متوسطة الحال، كان والده كمال الدين جودت يعمل مهندسًا زراعيًا، ما جعل أسرته دائمة الترحال بين أقاليم القطر المصري، والذي كان له تأثير على صالح، فأصبح واحدًا من كبار كُتاب أدب الرحلات. ومنذ طفولته أبدى اهتمامًا بمكتبة والده المليئة بنفائس ونوادر الكتب، فراح يقلب في دواوين الشعر لكبار الشعراء من أمثال المتنبي والبحتري وأبو نواس، غير أن ارتباطه بقصائد الشاعر أحمد شوقي فاق الجميع.[2]
تلقى دراسته الابتدائية بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية بالقاهرة، ثم حصل على شهادة الثانوية من المدرسة الثانوية بالمنصورة، وفي المنصورة تعرف على أقرانه من الشعراء مثل علي محمود طه وإبراهيم ناجي ومحمد الهمشري، كما التقى بالموسيقار رياض السنباطي، الذي لحن من كلمات صالح جودت أكثر من قصيدة لأم كلثوم فيما بعد.[2]
وخلال دراسته بكلية التجارة أصدر ديوانه الأول، ولإيمانه الشديد بالمذهب الشعري لأحمد شوقي فقد انضم إلى مدرسة أبوللو الشعرية التي تعلى من الرومانسية في الشعر، وذلك منذ اجتماعها التأسيسي في 10 أكتوبر عام 1932 برئاسة أحمد شوقي في مجلسه الأدبي الذي يسمى (كرمة ابن هانئ).[2]
عمل صالح جودت في بداية حياته محاسبًا ببنك مصر بحكم دراسته التجارية وحصوله على الماجستير في العلوم السياسية، ثم محرراً في صحيفة الأهرام، ثم بمجلة الإذاعة، وكان له باب ثابت تحت اسم «في حقيبة الرسائل»، وكان يختتمه بتوقيع «ص. ج»، حيث تصور البعض أنه توقيع صلاح جاهين، انتقل إلى (دار الهلال) واستقر بها لسنوات طويلة حتى عُيِّن سنة 1971 رئيساً لتحرير (مجلة الهلال)، كما أصدر (مجلة الزهور) ليكتب فيها الأدباء الشبان.[2]
أعماله
توثقت الصلات الفنية بين صالح جودت وكبار الفنانين منذ بداية عقد الأربعينيات، والتقى مع صديقه القديم محمد عبد الوهاب، الذي طالما جلس معه سوية مع أحمد شوقي، واتفقا على ضرورة إعادة الاعتبار للفن والفنانين، فكانت أغنية (الفن) التي كتبها صالح جودت وتقول كلماتها: "الدنيا ليل والنجوم طالعة تنورها نجوم غير النجوم من حسن منظرها. ثم تطرقت الأغنية إلى مدح الملك فاروق:[2]
الفن مين يوصفه إلا اللي عاش في حماه..
والفن مين يعرفه إلا اللي هام في سماه.
والفن مين أنصفه غير كلمة من مولاه.
والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه.
نجحت الأغنية كثيرًا وباتت أشبه بالنشيد الوجودي للفن والفنانين في مصر، وقاد هذا المدح الذي نظمه جودت في الملك فاروق، لأن يكون مداح الملوك والرؤساء في القرن العشرين، كتب صالح جودت قصائد أخرى في مدح الملوك والرؤساء مثل قصيدة (يا رفيع التاج)، التي غناها عبد الوهاب بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر، وحين قام الموسيقار فريد الأطرش بإحياء حفل زفاف صديقه الملك الأردني الحسين بن طلال على الملكة دينا، غنّى من كلمات صالح جودت: «يا أغلى من أمانينا.. وأحلى من أغانينا.. يا زينة الدنيا يا دينا».[2]
بعد قيام ثورة الثالث والعشرين من يوليو، انبرى جودت في الدفاع عن الثورة والتغني بإنجازاتها، فقد غنُى له عبد الوهاب «حرية أراضينا فوق كل الحريات»، وحينما حلت ذكرى مؤسس الاقتصاد القومي طلعت حرب، غنت أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي وكلمات صالح جودت.[2]
وإثر نكسة عام 1967، خرجت الجماهير تطالب الرئيس جمال عبد الناصر بالعدول عن التنحي وغنت أم كلثوم مرة أخرى من كلمات جودت، وألحان السنباطي: (قم واسمعها من أعماقي.. فأنا الشعب.. ابق فأنت السد الواقي لمُنى الشعب).[2]
أنشد له فريد الأطرش قصيدة (يا زهرة في خيالي) وغنى له أيضا قصيدة (اسأل الفجر والغروب) و (يا شمس قلبي وضله) و (أيا مالكة القلب في إيدك ده عيد الدنيا يوم عيدك)، كما كتب صالح لفريد الأوبريت الشهير (الشرق والغرب) الذي غناه رفقة أخته أسمهان.[2]
ساهم جودت في نجاح بعض الأغاني لليلى مراد مثل أغنية (المياه والهوا) و (رايداك والنبي رايداك) التي غنتهما في فيلم (شاطئ الغرام)، كما وضع لمحمد فوزي عدة أغان شهيرة مثل (يا جارحة القلب بعيونك) و (لغة الورود)، وغنت شادية من كلماته وألحان محمد عبد الوهاب أغنية (أحبك.. أحبك.. وأضحى لحبك بأعز الحبايب)، أما عبدالحليم حافظ فقد غنى له (الويل.. الويل) ومن ألحان عبد الوهاب أيضًا.[2]
وضع صالح جودت كلمات أغاني الفيلم (ألمظ وعبده الحامولي)، وغنت شادية من كلماته وألحان فريد الأطرش أغنية (روحى وروحك حبايب)، ومن ألحان بليغ (يا نخلتين في العلالي)، ومن أنغام عبد الوهاب (اسأل دموع عينيا)، فيما تغنى عادل مأمون بأغنيته الشهيرة من ألحان كمال الطويل «ياللي سامعني.. قول يا نور عيني.. إن كنت بايعني ولا شاريني».[2]
كان للأغاني الدينية نصيب من أشعار جودت، لعل أشهرها (الثلاثية المقدسة) لأم كلثوم وهي من ألحان رياض السنباطي، إذ امتزجت المشاعر الدينية المتدفقة لترسم ثلاث لوحات لرحاب المسجد الحرام والمسجد النبوي وصولا للقدس في واحدة من أعذب القصائد الدينية.[2]
مؤلفاته
أصدر ستة دواوين شعرية:[1]
- ديوان صالح جودت
- ليالي الهرم
- أغنيات على النيل
- حكاية قلب
- ألحان مصرية
- الله والنيل والحب
كما أصدر روايتين هما: «الشباك»، «عودي إلى البيت،»، وعددًا من المجموعات القصصية هي: «في فندق الله»، «وداعًا أيها الليل»، «خائفة من السماء»، «بنت أفندينا»، «كلنا خطايا»، «أولاد الحلال»، «أساطير وحواديت»، وعدد من كتب الرحلات أبرزها كتابه: «قلم طائر»، وملوك وصعاليك لكنها في مجموعها تنتسب إلى عالم الكتابة الصحفية أكثر من انتسابها إلى عالم الإبداع القصصى والروائي، فضلا عن عدة روايات وقصص قصيرة، وبعض المؤلفات الأدبية.[1][2]
جوائز
بعد وفاته بعام واحد قام الأديب محمد رضوان بإصدار دراسة له بعنوان «شاعر النيل والنخيل» تكريماً له وإحياءاً لذكراه.[1]
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها:[2][1]
- وسام النهضة الأردني عام 1951.
- وسام العرش المغربي عام 1958.
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1959.
- ميدالية العلوم والفنون
- جائزة أحسن قصيدة غنائية في السد العالي عام 1965.
- جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1958.
وفاته
توفي في 23 يونيو 1976.[2]